رواية أباطرة الغرام الفصل الخامس و العشرون بقلم اية محمد رفعت
فتحت عينيها ببطءٍ لتراه أمامها، فأغلقتها مجددًا بتعبٍ، كان لازال يجلس إلى جانبها ينتظر أن تستعيد وعيها بلهفةٍ، فوجدها تهمس بتعبٍ:
_ آسر .
التفت إليها ينظر لها وابتسامةٌ هادئة لا تفارق وجهه، فاقترب منها يردد بحنوٍ :
_حمدلله على سلامتك يا حبيبتي.
_الله يسلمك.
أجابته بضعفٍ ، فتأمل ملامحها قليلًا ثم سألها:
_حاسة بإيه دلوقتي؟
أجابته باقتضابٍ:
_ الحمد لله.
مالت برأسها للجانب الاخر، فردد معتذرًا :
_ أنا آسف ، والله ما أعرف أنك جيتي من غير عربيتك.
حديثه ذكّرها بما حدث ، شعرت بدموعها تنساب دون إرادةً منها وقالت بألمٍ :
_ أنت سبتني لوحدي يا آسر أنا كنت خايفة أوي.
أنحنى بساقه أرضًا، ينظر لوجهها الحزين وعينيها الباكيتين، ليكرر إعتذاره مجددًا :
_ آسف يا حبيبتي والله ما أقصد.
أصرت بحزنها مرددة برفضٍ تامٍ:
_لا مش خلاص.
_يعني مش هتسامحني؟
سألها بتوجسٍ وهو يجلس جوارها على الفراش يتطلع للطاولة المجهزة بأطيب الطعام لها قائلًا بمكر :
_كده طب أروح ألغي الأكل اللي طلبته ليكِ وكمان بالمرة ألغي البيتزا.
التفتت نحوه بسرعة بعد أن سمعت اسم أكلتها المفضلة، فهمست بها ثم قالت وقد غيرت رأيها:
_ تلغي ايه؟! لا أنا مسامحك.
ابتسم داخله بانتصارٍ لكنه أصرّ على مكره وخديعته وتابع قائلًا بحزن :
_ يا ستي لأ أنتِ معاكِ حق فعلا.
اعتدلت بجلستها هاتفة باعتراض:
_ لا يا عم أنا اللي غلطت.
وصممت بحديثها:
_ولو سمحت متدخلش البيتزا في الموضوع.
ابتسامته الماكرة تحولت لضحكة عالية تخللها حديثه :
_يخربيتك ده أنتِ لو حد جابلك فرخة مشوية هتبعيني في ثانية.
_ أنا أبيعك بفرخة مشوية ليه أتجننت؟
هتفت باعتراض، ليشعر الحب في نبرتها، فقال بفخر :
_ ربنا يخليكِ ليا يا روحي.
لكن فخره لم يدوم طويلًا حينما تابعت حديثها قائلة بمكر وهي تلوح بيدها في وجهه :
_ لو ديك رومي معلش دي فيها كلام تاني.
شعر بالغيظ منها، ثم قال بسخط:
_ كده ؟! طب مفيش أكل خالص.
_ ليه يا أسورة كده؟
سألته ببراءةٍ وهي تزم شفتيها كطفلٍ بريء، لكنه أشاح بوجهه ضيقًا بما صنعت وقال :
_بلا أسورة بلا زفت.
ابتسمت ثم همست بعشق :
_ده أنا بحبك يا أسورة .
نظر إليها بسعادةٍ لاعترافها فسألها عن صدق اعترافها، لتحرك رأسها مؤكدةً ذلك، لتزداد سعادته ضِعف الأولى ، هاتفًا بفرحةٍ عارمة:
_طيب ما تجيبي حضن بقى؟
_لا لما نتجوز .
أجابته مانعةً بذلك قبل زواجهما، ليشعر بالضيق مجددًا فدفعها بيده بقوةٍ أسقطتها في جلستها وهو يهتف بضيق:
_طب يلا يابت من هنا.
همهم بمزحٍ، فقالت بجدية تامة:
_أنا آسفة مقصدتش أني أشك فيك، أنا بس كنت غيرانة لما شوفتها في حضنك.
رفع رأسه لها ينظر لعينيها قائلًا :
_عارف يا حبيبتي بس أنتِ جرحتيني أوي ليه مش قادرة تفهمي يا سها أن أنا مبحبش أشيل حد همي أو أزعل حد بسببي؟ عشان كده عمري ما بينت حزني ده مش معناه أني عديم الإحساس ، أنا مبحبش حد يشوفني ضعيف لأني مش منتظر شفقة من حد .
_ أنا آسفة أرجوك سامحني
أطال التمعن بعينيها وقال ببسمة هادئة:
_متتأسفيش يا سها أنا كمان غلطت لما سبتك ومشيت بالطريقة دي.
قالت وهي تضربه بخفةٍ على ظاهر كفه:
_ مدام طلعت عسل كده مش خسارة اشتري ليا دبلة تانية بدل ما أتشقط منك وأنا ماشية ايدي فاضية كده!
سألها بدهشة:
_ليه فين دبلتك.
تمددت بجلستها ببرود اتبع جوابها:
_رميتها في البحر
اتسعت عيناه بصدمةٍ وقال بغضب :
_وبتتكلمي بدم بارد كده ده أنتِ يومك مش فايت.
_ وكان حد قالك ترمي دبلتك في وشي، خلاص نجيب اتنين جداد نقضي بيهم الغرض!
ازداد غيظه فاقترب منها وصوت اصطكاك أسنانه يصل لمسمعها، كاد أن ينقض عليها لتنهض فارًّة منه قائلة بتعب :
_ آسر أنا تعبانة مش قادرة أجري.
اندفع خلفها، فاختل توازنها وسقطت على الفراش، تأوهت سها متألمة ونعتته بغيظ:
_غبي!
_أنا غبي؟! أومال أنتِ تبقي إيه ؟
أجابته بغرور:
_أنا أمتلك ذكاء لو في دماغ عالم كان زمانه طلع القمر في ساعة زمن!
سخر منها بقوله :
_قصدك القبر! أو زيارة لعباس التربي.
سألته باستغراب:
_عباس مين ؟!
دفن سخريته بجوابه:
_ ده صاحبي متخافيش هو بكرش حبيتين تلاتة بس عنده شنب طويل عسل زيك تمامًا.
_ أنا بكرش وشنب؟!
هتفت بغيظ ليبتسم ماكرًا ثم تصنع لامبالته في قوله:
_ عادي يا حبيبتي أنا متفرقش معايا، ثم إن البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل!.
دفعت بيدها تبعده، تجيبه بسخط:
_البضاعة تمنها بعين مشتريها يا أخ!
***********
ارتجفت مايا وهي تقف أمام عصام، لتتأسف بتلعثم أظهر كذبها:
_ آسفة ، أنا لم أقصد أن أسبب لك أي ضرر .
نظر إليها بنظرةٍ مميتة جعلتها ترتجف محلها رعبًا، وتحدث بحدة صوته الهادئة المرعبة كفحيح الأفعى متوعدًا لها :
_إذهبي من وجهي الآن و إلا سأنسى أنكِ امرأة وسألقنكِ درسًا لن تنسيه في حياتك .
كادت أن تبتعد لكنه أوقفها حينما جذبها من شعرها بقوةٍ وهددها بقولة:
_ إن رأيتكِ في أي مكان حتى ولو صدفة فأقسم لكِ أنكِ ستتلقين نفس مصير هؤلاء.
دفعها بقوةٍ أسقطتها أرضًا ، فرفعت بصرها إليه لتراه يشرف عليها من الأعلى بنظراته، ثم قال ناصحًا إياها قبل مغادرته المكان بثقة :
_ لا تنسي الاتصال بالاسعاف!
غادرها واثق الخُطى نحو سيارته ليعود لعرينه، بينما هي اشتعلت نظراتها غضبًا توعدت إليه في داخلها بقوله :
_ ستدفع الثمن أعدك بذلك.
**********
وصل عصام القصر ثم صعد إلى غرفته ومعه كيسًا كبيرًا مملوءًا بأفخم أنواع الشوكولاتة التي تعشقها ، فتح باب الغرفة ليجدها تغط في نوم عميق، ابتسم بعشقٍ لهيئتها الملائكية، وأطفأ النور ثم خرج من الغرفة بأكملها
اتجه نحو غرفة خالد وفتح الباب برفقٍ ليجده نائمًا بعمق وكأنه لم يذق النوم منذ سنوات، اقترب منه يوقظه بهدوء :
_خالد...
_بس يا آسر اتخمد .
كتم عصام ضحكته، ثم كرر نداءه يوقظه فكان جواب خالد هذه المرة:
_بس يا حيوان .
ارتفع حاجب عصام بذهول ، ثم توجه نحو دورق المياه يضع القليل في الكوب الذي بجانبه وعاد لخالد فسكبه عليه مرةً واحدة، لينهض مفزوعًا .
_أيه في ايه ؟!
تلفت من حوله ليجده يجلس على المقعد المقابل، زفر بعمقٍ وصاح بتأففٍ:
_في ايه يا عم الفيلم الأكشن اللي أنت عايشه ده ؟!
_ قوم فوقلى عايزك .
أمره بجديةٍ لم يستوعبها خالد ، فتثاءب ومط ذراعيه مجددًا في محاولةٍ للعودة إلى النوم ، ثم قال بنبرةٍ ناعسة:
_ بكرة ما صدقت إن الواد آسر هيبات بره النهارده أنا أتأكدت بنفسي وقولت فرصة أعوض نوم السنين اللي فاتت كلها، تصبح على خير ، اه وياريت تطفي النور.
_خالد أنا مش بهزر بكلمك بجد قوم أتنيل فوق عايزك.
تيقن من عصبيته أنه يتحدث بجدية، فنهض من فراشه واغتسل ثم عاد يجلس من أمامه، فلاحظ الاصابات السطحية على وجهه،فتساءل بقلق :
_أيه اللي في وشك ده؟!
_الزفتة اللي اسمها مايا دي .
منحه جزءًا من الجواب ليستنتج الآخر اسمها كاملًا "مايا ارورا" شيطان بوجهٍ ملائكي، حرك عصام رأسه مؤكدًا أنها هي فاستفسر الآخر عما فعلته ، ليقصّ له ما حدث معه، شعر خالد بالصدمة من حديث عصام ، كيف لها أن تفعل كل ذلك، فهتف بعدم تصديق:
_ مش مصدق في ست بالقوة دي تأجر سفاحين عشان يخلصوا عليك؟!
هز رأسه ثم أكد ذلك بكلامه :
_و أكتر من كده كمان اللي زي مايا دي تعمل كتير .
_بس أظن هي اتعلمت الدرس كويس جدًا.
هتف خالد معتقدًا بتوقف حالة إجرامها بعد تهديد عصام، لكن الآخر أبطل اعتقاده قائلًا :
_لا ماظنش أنا شوفت في عينها حب الانتقام .
ضحك خالد ساخرًا عندما تذكر رفض عصام لها ثم قال بسخافة:
_أكيد مش اترفضت من عصام الدالي، ده أنت جايب لنا مشاكل يا جدع والله العظيم.
_خالد أنا مش فايق لهزارك السخيف ده، أنا عايزك تكلف حد يراقبها لازم أعرف هي ناوية على ايه بالظبط.
قطع استهزاءه نبرة عصام الجادة والصارمة، ليشعر خالد بمبالغة ابن عمه في الأمر ما دفعه لقول :
_ مش مستاهلة كل ده ؟
أخبره على مضضٍ :
_من اللي شوفته لازم أحرص.
ومنحه نظرة أخيرة مردفًا قبل مغادرته:
_ يالا تصبح على خير وأتمنالك نوم سعيد ولو أني اشك في كده.
_ ليه ؟!
سأله خالد مستغربًا فأجابه الآخر يتصنع عدم معرفته :
_مش عارف عندي إحساس أن آسر راجع النهاردة.
شعر باستياء لمجرد أن تخيل الأمر فهتف بحزن :
_حرام عليك يا شيخ متفولش.
ضحك عصام وهو يغادر الغرفة ، ليتجه نحو غرفته، ليريح رأسه قليلًا.
**********
_ دي شكل واحدة تعبانة وكانت بتموت ؟!
قالها آسر وهو يراها تتناول الطعام بشراهة، رفعت بصرها نحوه، وهي تحمل قطعة بيتزا بين يدها وفمها، وسألته بحالتها تلك:
_ الله مكولش ؟!
_لا إزاي أتزفتي ياختي.
هتف باستياء وامتعاض شعرت به ، لتنظر إليه مرددة:
_طيب ما تيجي تتزفت معايا ؟
زادت حفيظته ، فاعتدل في مكانه ثم توجه نحو الفراش وسحب الغطاء على جسده قائلًا بتذمر :
_ لا شكرا يا عديمة الدم تفصليني من اللحظة الرومانسية اللي مش بتيجي إلا من العيد للعيد عشان الأكل ، صبرني يارب أروح انام أحسن بدل ما أقتلها و أعملي حسابك تجهزي بدري عشان نرجع القصر عشان كتب الكتاب .
طمأنته بحديثها وهي تلوك البيتزا في فمها قائلة:
_ متقلقش هات البطيخة اللي عندك دي وروح نام وأنت مطمن.
أغلق عينيه بنفاذ صبره منها ، وتمتم متذمرًا :
_ أحطلها سم فيران في الاكل ولا أعمل أيه!!
**********
لم يستطيع النوم أبدًا ،فنظر لسها التي غلبها النعاس، نهض من الأريكة وقال موقظًا إياها بلكزاتٍ خفيفة:
_بت يا سها قومي.
أجابته أثناء نومها بضيق:
_ ايه يا آسر؟ سبني أنام ، عايز ايه ؟
_يالا نرجع القصر .
قالها وهو يعد نفسه للعودة، فتحت عينيها بصعوبة وتساءلت:
_دلوقتي؟! ليه ؟! مش قولت أننا هنفضل هنا للصبح؟!
أشار لها بحدة :
_ مش عارف أنام من غير خالد .
بدا جوابه مضحكًا بالنسبة لها فانفجرت ضاحكةً، وهتفت من بين ضحكاتها باستهزاء :
_ طب بعد الجواز خالد هيجي ينام جنبك؟
_بت احترمي نفسك.
هتف بحدةٍ لم توقفها عن وصلة ضحكاتها ، سحبها نحوه بقوةٍ يوقفها قائلًا بضيق:
_ يلا بدل ما أوريكي الضحك بجد.
كتمت ضحكتها مؤقتًا لتقول هذا له لكنها سرعان ما عادت تضحك بقوةٍ أكبر.
ما هي إلا دقائق حتى استيقظ خالد من نومه مفزوعًا عندما سمع صوت الباب يضرب بعنف، رأى آسر ينظر إليه مبتسمًا، ثم قال بمرح :
_خلّود حبيب قلبي ، وحشتني.
_ أنت ايه اللي جابك يا حيوان أنت مش كنت هتبات بره ؟!
سأله وهو يفرك وجهه بكفه بضيق وغضبٍ دفين ، فاقترب آسر منه قائلًا بحزنٍ مصطنع :
_ معرفتش والله أبات بعيد عنك عشان متزعلش، بس أنا اللي زعلان أنك عرفت تنام من غيري يا خاين.
اتسعت عينا خالد لنعت الأخير له بالخائن ، ثم هتف بحدة تبعها ضيق :
_حرام عليك نفسي أنام يوم مزاجي مرتاح غور من وجهي و اتقي شري أحسنلك.
_ أنا هنام هنا يعني هنام هنا يا أبو نسب.
قالها بإصرار وهي يستقر تمامًا إلى جانبه، في حين هتف خالد:
_متقولش أبو زفت.
ضحك آسر وأغلق عينيه براحة، وسرعان ما خيم عليه النعاس وأخر ما تردد على لسانه :
_ ماشي يا خلّود تصبح على خير.
نظر إليه بغيظٍ شديد، ثم رفع بصره إلى السماء ، وهتف متوسلًا:
_الرحمة يارب، نفسي أقتله وأخلص بس لا مينفعش بكره أحلى يوم في حياتي مش هيعكنن عليا اليوم ده بسببه، وما هي الا دقائق معدودة حتى صاح
_ لأ.... لأ
صرخات آسر المتتالية أثناء نومه لم تفزعه وحده فقط بل أيقظت خالد لينظر له بصدمةٍ وقلق ، احتضن آسر خالد بقوةٍ ونفسه يتسارعه ، دفعه الآخر عنه ، ليقول آسر بلهاث :
_خالد الحمد لله يارب ألف حمد وشكر ليك أنا عايش مموتش الحمدلله الحمد لله .
شعر بنظراته الغاضبة والمستفسرة عما فعله بذلك الوقت،فأشار له برعبٍ :
_حلمت أن سها كلتني مع سندوتش الكفتة.
برق خالد عينيه بذهول مما سمعه ، فاتبع الآخر حديثه مقسمًا :
_ اه والله .
_طب حطت معاك كاتشب ولا طحينة؟!
سؤال خالد الساخر جعل الآخر يسبل عينيه مفكرًا ، ثم قال
_ أنت فاجأتني بسؤالك ، مش فاكر الصراحة.
_ولا يهمك ياحبيبي أنا هخليك تفتكر.
هتف بها بغيظ ليمسك بمزهريةٍ وركض بها خلفه، فصاح الاخير مذعورًا :
_اعقل يا خالد.
لوح بما يحمله بانفعال:
_ أنت خليت فيها عقل ، أنا لو حصلي حاجة أنتَ السبب.
_حرام يا خالد النهارده كتب الكتاب.
رد عليه بتوعد :
_ ونفس يوم جنازتك!
****************
_في حد يفطر على الصبح كده شوكلا!!
قالها عصام باستنكار، لتضحك ندى على طريقته، تجيبه:
_ آه أنا.
أبعد عصام عنها الشكولاتة، يردف بصوتٍ جاد :
_ندى مش بهزر هاتي مفيش شوكولا ذش إلا لما تفطري الأول.
عبست ملامحها بحنقٍ، تردد بضيق:
_ أنا حرة.
رفض عصام بجدية ظاهرة، يردد بحزمٍ واضعًا القالب بأحد الأدراج وأغلقه بالمفتاح :
_قولت مفيش إلا لما تفطري الأول.
غمغمت بغيظٍ :
_هات مفتاح الدرج
اردف بعناد:
_ لما تفطري الأول.
وضعت يدها على خصرها يرتفع صوتها بحنقٍ:
_و أنت مالك ..أنا مش عايزة أفطر هو بالعافية هات المفتاح.
رفع حاجبه باستنكار، ثم رد ببرودٍ أغضبها:
_ لاء
حاولت ندى الوصول إلى المفتاح ولكن فرق الطول كان حاجز بينها وبين المفتاح لتتمتم برجاءٍ:
_ عشان خاطري.
_قولت لا
ضربت بقدمها الأرض تردد بتذمر :
_ أنت وحش أوي و أنا بكرهك.
ضحك على طريقتها الطفولية، وصاح ببعض الدهشة :
_ كل ده عشان الشوكولا!!
طبطبت على صدرها وهي تنظر له برجاءٍ، تتمتم بصوتٍ راجي :
_ عشان خاطري هات بقى.
تنهد قليلًا من نظراتها ورجائها المستمر، وردد بهدوءٍ، ويده ممدودة بثمار التفاح:
_ أوك بس تاكلي التفاحة دي الأول.
ابعدت يده تردد بتذمر :
_ بس أنا مش عايزة
رفع حاجبه باستنكار، وجلس على المقعد يضع قدم فوق الأخرى يردد ببرودٍ:
_والله أنا قولت اللي عندي و أنتِ أختاري بقى.
زمت شفتها بضيقٍ، متنتمة بغيظٍ :
_بارد.
اجابها ببسمة باردة :
_عارف.
استرسلت ندى بغضبٍ شديد :
_ ومتكبر ومغرور.
ضحك على طريقتها، ليردف بضحكة ساخرة:
_ عارف.
جلست ندى على المقعد الموجود جواره تمسك بالتفاحة بضيقٍ، تلتهمها بحنقٍ، تقدم منها عصام ثم همس بصوتٍ رجولي جذاب:
_شطورة وبتسمعي الكلام و أنا مبسوط منك ياندوشتي.
منحته نظرات نارية، ثم رددت بنبرة ساخرة:
_ ميرسي يا بابي.
عاد مكانه يجلس بأريحية، وهو يبادلها نفس النبرة الباردة:
_وعشان كده بابي هيكافئك بشوكولا كبيرة جدًا.
وأخرج من جيبه احداهما ثم اعطاها لندى التي غمغمت بسخطٍ:
_واحدة بس!!
اجابها عصام بايجابية:
_ أيوة هي واحدة في اليوم بس ده الا عندي.
تنهدت بضيقٍ ثم قالت بنوعٍ من الرجاء:
_طب هات كمان واحدة عشان خاطري.
_لاء.
قالها بجدية واضحة، جلست بحزنٍ متمتمة:
_خلاص مش عايزة منك حاجة..
ثم أكملت بنبرة طفولية متذمرة:
_ومعتش ليك دعوة بيا.
تنهد عصام قليلًا، ثم قال باحتواءٍ ممزوج بحبٍ :
_حبيبتي أنتِ تطلبي الدنيا كلها حتى لو طلبتي حياتي مش كتير عليكِ يا عمري.
ردت وهي تشير نحو الدرج الذي يحوي أحد كنوزها الثمينة وقالت في محاولةٍ لاستعطافه:
_ ما أنا طلبت شوكولا!!
اجابها بصوتٍ حنون:
_يا ندى أطلبي حاجة تفيدك مش تضرك حبيبتي كترها بتسد شرايين القلب.
اتسعت عينيها بشدة، لتردد سريعًا:
_خلاص هات الواحدة اللي قولت عليها.
مد عصام يده بها يردد بصوتٍ ضاحك:
_ مش قولتي أنك مش عايزة حاجة مني!
سحبتها منه تتناولها بنهمٍ، فابتسم لطريقتها التي بات يعشقها، ثم أمسك بالحاسوب وبدأ بالعمل.
********
_ إهدى يا خالد هتموتني عشان حلم ده حلم يا جدع!
قالها آسر وهو يحاول الركض بعيدًا عنه، في حين حدجه خالد بصوتٍ حاد:
_حبك برص يا شيخ.
صرخ بصوتٍ عالي متمتمًا في محاولة الهروب :
_ أرمي الفازة دي دا أنا عريس!
أتى أحمد على صوتهما، ليردد بتعجبٍ:
_في ايه يا خالد؟!
اختبئ آسر خلفه وهو يردد بصوتٍ لاهث :
_كويس أنك جيت يا أبو لهب ألحقني خالد عايز يموتني.
نظر أحمد له ثم نظر نحو الذي الذي أتى يحمل مزهرية بيده ليتسأل بدهشةٍ:
_ ايه اللي أنت ماسكه ده؟!
أشار له آسر يردد بتأكيد :
_رد على عمك رد
أخذها أحمد منه ، وعاتبه بحزن :
_ دي صغيرة أووي يا ابني متعملش حاجة مع الحيوان ده خد دي أحسن
أعطى أحمد لخالد مزهرية أكبر، لتتسع عين آسر برعبٍ مرددًا:
_أبويا بيساعد في جنازتي يا جدعان!
وركض سريعًا قبل أن يمسك به خالد.
هبط محمد من أعلى الدرج، يردد بتعجب:
_في إيه يا أحمد إيه الدوشة دي؟!
اجابه أحمد بلامبالاة:
_لا مفيش حاجة متخدش في بالك ها قولي عملت ايه؟!
حرك محمد رأسه مطمئنًا، يردف بهدوءٍ:
_ كل حاجة تمام أنا لسه جاي من عند المحامي وجهزنا الأوراق.
حرك رأسه براحةٍ، ثم توجه نحو الدرج مشيرًا له:
_ تمام أنا هطلع أشوف عصام جهز ولا لاء!
عاد آسر لهما يصرخ برعبٍ:
_ حد يلحقنا يا بني آدمين.
قطب محمد جبينه بدهشة، يتساءل بحيرةٍ:
_هو في ايه؟!
كتم أحمد ضحكته، يردف ببسمةٍ:
_متخدش في بالك!
**********
_ تعال هنا يا جبان
قالها خالد بغيظٍ وهو يحاول أن يصل إليه ، في حين صرخ آسر بذعرٍ :
_ يعني لو جيتلك وكسرت الفازة على دماغي هبقى شجاع مش عايز أم الشجاعة دي!
تعثر آسر بالسجاد وسقط أرضًا ومن خلفه خالد الذي ردد متوعد:
_ والله لأربيك.
لم يتأثر آسر بحديثه، بل ظل ينظر خلفه بصدمةٍ وذهول ظاهران على ملامحه،تعجب خالد من نظراته المذهولة فاستدار ينظر لما يراه فوجد ياسمين تهبط من أعلى الدرج بفستانٍ سماوي، ملامحها هادئة للغاية بعد مساحيق التجميل البسيطة، تعلقت عين آسر إلى معشوقته التي ترتدي فستان أسود مطرز بحبات لؤلؤ بيضاء اعطى لها شكلًا مميزًا.
اقتربت منهما ياسمين وتساءلت بشكٍ:
_عملت أيه يا آسر؟!
لم يلتفت لها بل كان نظره معلق على سها، فأردف وهو يشيح بيده لها:
_ سيبني أشوف القمر اللي نازل ده.
تركته واتجهت لتقف قبالته فوجدته مازال يرفع المزهرية على كتفه، فرددت بتعجب:
_خالد أنت كويس؟!
اجابها وهو يتركها عن يده ويتطلع لجمالها الساحر:
_ بقيت كويس دلوقتي!
ضحكت على كلماته، ثم قالت بمرح:
_ خلاص كل ما أسر يضايقك هخليك تشوفني عشان تهدأ كده.
ابتسم خالد لها بحبٍ، وأردف باستحسان لفكرتها :
_تصدقي ده حل كويس!!
ضحكت على حديثه، ثم قالت وهي تشير على ملابسه :
_ أنت ليه مغيرتش أحنا مش اتفقنا هنخرج كلنا لحد الساعة ماتيجي 4 نروح للمحامي!!
نهض وهو يخبرها:
_ هو اللي يشوف الزفت ده على الصبح يفتكر حاجة هطلع أغير حالًا عن اذنك..
أوقفته حينما نادته:
_ خالد!!
استدار عائدًا لها سريعًا يردف بعشقٍ:
_نعم يا روحي.
اشارت نحو المزهرية تردد ببسمةٍ ضاحكة:
_ الڤازة.
قطب جبينه للحظات، يردد بتعجبٍ بعدما استغرق وقت للاستيعاب :
_فازة إيه.. آه!!
وضعها من يده بعدما أدرك أنها لا تزال بيده، ثم صعد إلى الأعلى ولكن وجد آسر لا يزال واققًا يفتح فمه لما يراه، ضربه على مؤخرة رأسه يردد بسخطٍ:
_ غبي.
واتبع خطاه للاعلى،فاوقفته سها حينما تساءلت وهي تشير لذاتها بثقةٍ:
_ايه رأيك فيا بقى بعد إحداث بعض التطورات!
رفع حاجبيه بذهولٍ، يردف بدهشةٍ:
_يا شيخة أنتِ عملتي تطورات!!!
حركت سها رأسها بايجابية، تردف ببلاهة:
_ ايه رأيك!
_عادي يعني
قالها ببرودٍ، في حين اغتظت سها، وتلفظت بحنقٍ:
_ ماشي يا خالد!
ضحك خالد على تذمرها، ليجيبها بجديةٍ وسط بسمة منحها إياها :
_خلاص متزعليش، أنتِ قمر والله خسارة في الغبي ده.
ابتسمت برضا على حديثه، ثم أردفت بغرورٍ:
_طبعا يا ابني بس صعبان عليا أسيبه بعد ما عشمته بالجواز.
وأشارت له وهي تستكمل طريقها:
_ عن أذنك بقا أما أروح أشوف أسوره حبيبي.
تركته سها تنطلق نحو آسر، في حين ضرب خالد كف بالأخر، يردد بذهولٍ :
_ يابنت المجنونة أكيد لازم تتجنن مش هتتجوز آسر.
_خالد أنت بتكلم نفسك
قالها عصام بعدما انتهى من اعداد نفسه، ليجيبه خالد بسخطٍ:
_الحمد لله لسه في حد عاقل هنا، عصام حبيبي نصيحة مني ليك أوعي تقف مع آسر كثير أوعي عشان خاطري.
اتسعت عينيه بدهشةٍ من حديثه، وأردف بذهولٍ :
_خالد أنت أتجننت!!
عوج فمه بسخطٍ، يردد بسخريةٍ:
_لا لسه بس على ايد أخوك قريب جدًا متقلقش أنا هطلع أغير هدومي عشان مش نتأخر سلام.
****************
هبطت سها أخيرًا إلى الأسفل، تردد ببسمةٍ رقيقة :
_هاي ياسمين هاي آسر.
ارتفع صوت آسر بكلماتٍ شعبية:
_هاي بالقشطة والمكسرات والمزز!
اشمئزت ياسمين من كلماته لتردف باشمئزاز:
_ بيئة.
أكدت سها على حديثها متمتمة:
_فعلا.
هبط عصام من أعلى الدرج بهدوءٍ لتركض نحو سها متمتمة بانبهارٍ:
_ إيه الجمال والشياكة دي يا بوص ناوي تموت مين النهاردة!
اتسعت عين ياسمين تردد بغيظٍ:
_ أخويا بيتعاكس و أنا واقفة أوعي يابت كده!
ازاحتها ياسمين كي تقف جواره، في حين نظرت سها تردد ببلاهةٍ :
_عصام أكسب في أمي ثواب و أتجوزني أنت... يا سلام ده أنا أخرج معاك في كل حتة عشان الكل يعرف أن القمر ده جوزي.
شهق آسر بصدمةٍ، ثم ردد بغيظٍ :
_ مش حلو ولا حاجة ده فلتر يا غبية!
ضحكت ياسمين على طريقة آسر وكلماته، لتردد بضحكة ساخطة:
_ فلتت منك دي يا أسورة.
_ هتعملوا حفلة عليا و أنا واقف!
قالها عصام بحنقٍ منهم، فحاول آسر الحديث متمتمًا :
_يا بوص..
قاطعه عصام بحدةٍ :
_ إخرس أنت.
وضع آسر يده على فمه مرددًا بحنقٍ :
_حاضر
ضحكت سها عليه تردف بتشفي :
_ تستاهل.
حدجها عصام بنظرةٍ غاضبة، يردد بحدةٍ:
_وأنتِ كمان مش عايز أسمع صوتك.
اتسعت عينيها بصدمةٍ، ثم سألت بذهولٍ:
_ليه بس؟
رفع عصام حاجبه، يردد بصوتٍ حاد:
_إسكتي.
حاولت سها أن تتكلم ولكن اوقفها عصام يزمجر بحدةٍ:
_ إخرسي.
صمتت سها على مضضٍ، تردد بحنقٍ:
_حاضر
نظر عصام إلى شقيقته، ثم سألها بهدوءٍ :
_فين ندى يا ياسمين؟!
اجابته ياسمين ببسمةٍ حنونة:
_في أوضتها.
حرك رأسه في ايجابية، ثم ردد وهو يتطلع بساعته:
_ طب اطلعي شوفيها معلش يا حبيبتي.
***********
هبط كلًا من خالد وآسر بعدما أنتهوا من ارتداء ملابسهم،فتتساءل خالد بدهشةٍ:
_فين ندى؟!
اجابته سها بهدوءٍ:
_في أوضتها وزمانها نازلة.
اقترب منه عصام وسأله باهتمامٍ:
_عملت ايه في اللي طلبته منك؟!
حرك رأسه وهو يشير له بهدوءٍ:
_متقلقش أنا وكلت مصطفى بالمطلوب وكل المعلومات عنها هتكون معايا بالليل.
تعالى صوت آسر المزعج وهو يردد بغيظٍ:
_قومي لو سمحتي متقعديش جنبي.
شهقت سها بصدمةٍ، ثم تمتمت بحنقٍ :
_ليه يا خويا مقعدش جنبك ليه مبتقعدش جنب ستات!!
نظر لها بغضبٍ، يردف بغيظٍ:
_ أنا مش بهزر قومي من هنا و إلا..
قاطعته سها وهي تشيح بيدها متمتمة :
_مش قايمة الله هتعمل ايه يعني فرجني.
مسح خالد على وجهه يردد ببسمةٍ مختنقة :
_الخناقة أبتدت قوم نشوف في إيه!
_لا أنا سيبلك شرف المهمة دي لو قومت هقتلهم الإتنين و أخلص
قالها عصام بحنقٍ، فضحك خالد وتهض من مكانه متمتمًا:
_ خلاص أروح أنا..
انطلق خالد اليهما يردف بصوتٍ عالي:
_بس في ايه!!
تمتم آسر بتذمر :
_ أنا مش عايزها تقعد جنبي هو بالعافية!
تمتمت سها بضيقٍ:
_أنت ليه محسسني إني هقعد جنب أم كلثوم!
نظر خالد إلى سها،وردد بمللٍ :
_ ليه مش عايزها تقعد جنبك يا آسر؟!
ردد آسر بسخرية على حديثها :
_ تروح تقعد جنب البوص اللي هتموت عليه من ساعة ما شافته.
حركت سها رأسها وهي تأكد له ببرودٍ :
_ والله يا آسر أنت معك حق هروح أقعد جنبه على ما ندى تنزل بدل ما هو قاعد لوحده كده شكله وحش أوي.
انطلقت س في حين رفع آسر يديه إلى الهواء يردد بدعاءٍ وسط دهشة خالد :
_ الحمد لله إنها غارت الحلم يتحقق وتاكلني بصحيح.
منحه خالد نظرة ساخطة، وتحرك لمقعده بآلية تامة، راقبه عصام بشماتة فاحت بنبرته:
_تستاهل الشهامة والرجولة عرقها حامي أوي ورايح تحجز.. إيه اللي حصل!!
اجابه خالد بتهكم:
_مجنون بعيد عنك .
آتى آسر يقف أمام الأثنان يردد بسعادةٍ :
_خالود مقولتليش رأيك في البدلة الجديدة.
همس خالد بصوتٍ مخيف:
_ رأيي أنك تمشي من قدامي دلوقتي بدل ما أرتكب جناية في أحلى يوم في حياتي.
******
اقترب منهم محمد يتساءل:
_ها يا ولاد كله تمام؟!
اجابه خالد بسعادةٍ:
_ أيوة يا بابا بنستنى ندى وياسمين وهنخرج على طول.
أشار أحمد نحو الدرج، ثم ردد ببسمة تعلو ثغره :
_ أهم نزلوا.
تقدمت ندى تحتضن عمها مرددة بحبٍ :
_صباح الخير يا عمي.
اجابها أحمد وهو يغازلها :
_صباح الجمال والحلاوة وال....
قاطعه عصام بغيظٍ يعتريه الغيرة:
_إيه يا والدي شيل كلمتين تلاته لزوجتك العزيزة.
تمتمت آمال بضحكٍ على غيرة ابنها :
_متخافش يا عصام أحمد شايلي كثير صح يا حبيبي!
غازلها أحمد متمتمًا بحبٍ :
_و أكتر من كده ياقلبي.
تدخل آسر بالحديث، يردف بضيقٍ مزيف :
_ شوفوا الواد مش عامل حساب ليا وبيقل أدبه و أنتِ يا آمال إحترمي نفسك شوية!!
رمقه أحمد بنظرةٍ حادة، يزمجره بعنفٍ :
_ حاول تبعد عني النهاردة بالذات سامع.
أشاح آسر بيده، يردد بصوتٍ متهكم :
_ قال يعني أنا اللي عايز أشوف خلاقكم.
ردد عصام بحدةٍ بعدما استمع لكلماته:
_بتقول ايه يا حيوان!!
ابتسم آسر بتوترٍ، يجيبه:
_ ولا حاجة ده أنا بدعيلكم.
ردد محمد بضحك:
_ طب خلاص يالا كل واحد ياخد الموزه بتاعته ويورنا عرض كتافه.
شهق آسر بصدمةٍ، ينظر إلى سهير مردفًا :
_ الحقي يا سهير الرجل بيعاكس البنات.
نظرت سهير إلى الفتيات باعجابٍ، ثم قالت بحبٍ :
_ هما يستاهلوا الصراحة.
نظر لها آسر بصدمةٍ من فشل خطته بالايقاع بينهما، في حين تمتم خالد بتشفي:
_شكلك بقي زبالة أووي الصراحة.
أكدت ندى حديث شقيقها، تردف بضحكٍ :
_و أنا بقول كده بردو.
شعر آسر بحرجٍ، ليردف وهو يتطلع إلى سها قائلًا :
_احم مش يالا يا سها!!
حركت سها رأسها بنفيٍ، تردد:
_لا أنا هركب مع خالد.
صرخ خالد بعصبية بالغة:
_ لا خالد لا أرحموني لله ي..
نظر آسر إلى ركض خالد المذعور، ثم قال بشفقةٍ :
_ياعيني الواد أتجنن.
علق أحمد بتهكم :
_معاه حق اللي يقعد معاك ثانية لازم يتجنن الله يكون في عونه.
أشار عصام ببسمةٍ هادئة إلى ندى، يردد بحبٍ :
_يالا يا ملكتي.
بادلته ندى الابتسامة، تتحرك معه إلى الخارج متمتمة:
_يالا.
نظر آسر لخروج عصام مع ندى ودلفهما للسيارة، ليتمتم بحنقٍ :
_ يالا بقى يا بت هتحايل عليكِ!
نظرت له سها قليلًا ثم قالت:
_ماشي أتحايل شوية.
تدخل أحمد بصوتٍ جاد يحمل الحدة:
_ لا ياحبيبتي أنتِ هتخرجي معاه بالذوق أحسنلكم ونتقابل باليل هنا لما المحامي يجي يالا،شوية كمان وهنطردكم أنتم الاتنين.
***************
قضى الجميع يوم جميل لن ينسى ثم عادوا إلى القصر من أجل عقد القرآن، وبالفعل تم عقد قرآن عصام وندى، وخالد وياسمين، و آسر وسها
أمسك عصام يد ندى متمتمًا بحبٍ وهو يقبل جبينها :
_ ألف مبروك ياعمري.
اجابتن ندى بخجلٍ :
_الله يبارك فيك.
أمسك بكفها يردف بحبٍ:
_تعالي معايا أنا محضرلك مفاجأة.
أثار فضولها لتسأل بنبرةٍ طفولية فضولية :
_ مفاجأة أيه؟!
ضحك بخفةٍ، ثم قال من بين ضحكاته :
_ متبقاش مفاجأة لو قولت.. تعالي.
****************
_ أخيرًا بقيتي ملكي مش مصدق!
قالها خالد بعدم تصديق، في حين ضحكت ياسمين بخجلٍ تردد :
_ لا صدق.
ردد وهو يعلق بصره بعينيها:
_ أنتِ عارفة يا ياسمين أنا أستنيت اللحظة دي أد أيه؟
هربت ياسمين من نظراته المتعلقة بها، ليردف خالد بمكرٍ:
_معتش في مجال للهروب ليه!
اجابته بخجلٍ:
_ههرب ليه كده خلاص!
ضحك على خجلها، وعينيها اللتان تهربان منه، ليردف بتملك :
_ أنتِ فاكرة أني لو مكنتش كتبت الكتاب أنك كنتِ هتهربي مني ده بعدك.
تلون وجهها بحمرة الخجل، تردد بصوتٍ يحمل الحرج :
_خلاص يا خالد الله.
ردد خالد ضاحكًا :
_ قولتلك بحب أشوفك وأنتي شبه الكريز كده!
ركضت ياسمين بعيدًا، ليركض خلفها متمتمًا:
_ إستني بس.
*************
ردد آسر بغرورٍ:
_ مبروك عليكي أنا.
لوت فمها بتهكم، ورددت بسخطٍ :
_ليه يا خويا كسبت بنك الحظ!
أشار آسر على نفسه، يردف بفخرٍ :
_ أحسن يا بت.
ضحكت بسخرية ثم تمتمت بصوتٍ حانق :
_طب أمشي من قدامي بدل ما أرتكب فيك جناية عيل رزل.
رفع آسر حاجبيه، يردف باستنكارٍ :
_مين ده اللي رزل يابت ده أنتِ ليلة أبوكِ مش معديه النهاردة.
شهقت سها من طريقة حديثه، لتردف بجنونٍ:
_ طلقني أحسنلك.
علق على حديثها بسخريةٍ:
_ أحسنلي ليه هتعملي ايه!!
رفعت كعب حذائها الضخم وهوت به فوق رأسه،مشيرة ببسمةٍ واسعة:
_هعمل كده يا خويا.
_ آآآآه يابنت المجنونة.
صرخ بها آسر، ثم وضع يده على موضع الألم ليجد دماء تسيل منه، برق بعينيه برعبٍ وتمتم بصدمةٍ:
_إيه ده دم!!!
رددت سها بسخطٍ:
_ أكيد مش هتجيب كاتشب يعني!
صرخ آسر راكضًا نحو والده:
_ بابا.. بابا.
وجد آسر المحامي لا يزال موجودًا، ليردف أحمد بدهشةٍ:
_ في اي يا آسر ومين اللي عمل فيك كده!
نظر آسر إلى المحامي يردف بذعرٍ :
_الحمد لله أني لحقتك قبل ما تمشي أنا عايز أطلق دلوقتي طلقوني!
صُدم محمد من طلب آسر، ليردد بدهشةٍ :
_ أستهدى بالله يابني.
أشار آسر إلى المحامي، يحدثه بصوتٍ ملتاعٍ :
_ لا طلع بسرعة قسيمة طلاق ولا أي حاجة بسرعة الله يكرمك.
ردد المحامي بسخطٍ :
_مش أما قسيمة الجواز تطلع الأول!!
حدجه أحمد بنظرةٍ نارية، يردف بغيظٍ :
_ آسر أتلم في ايه!
هبط آسر قليلًا كي يرى رأسه، ليردف بألمٍ :
_أتفضل!
رأى أحمد رأس آسر وسأله بصدمةٍ:
_ايه ده مين اللي عمل كده؟!
أتت سها تجيب بفخرٍ:
_ ده أنا يا خالو متقلقش.
_أنتِ!!!
قالها أحمد بصدمةٍ، في حين أكدت سها الحديث تردد:
_ أيوه عشان يتأدب.
صرخ آسر بخوفٍ، يردف بصوتٍ مذعور :
_الحقني يا والدي الله يكرمك ده أنا لسه بتكلم كسرت كعب الجزمة على دماغي، أمال لو كنت مديت إيدي عليها كانت عملت ايه!
غمغمت سها بشرسةٍ لم يراها أحد من قبل:
_كنت فتحت كرشك بالسكينة!!