رواية أباطرة الغرام الفصل السادس و العشرون 26 بقلم اية محمد رفعت

 

 رواية أباطرة الغرام الفصل السادس و العشرون بقلم اية محمد رفعت



_سها يا حبيبتي مينفعش كده.
هتف أحمد بعدما رأى حدث لآسر على يدها مؤنبًا إياها، ليسمع صوت هتافها المعترض :
_هو اللي غلط الأول.
نظر محمد إليها وهو جالسٌ إلى جواره آسر الملفوف الرأس وسألها بحيرة:
_يعني يا بنتي عشان غلط معاكِ تفتحي دماغه كده ؟
اندفعت مجددًا تبرر فعلتها بقولها : 
_لا أنا مش فتحت دماغه ، أنا ضربته بالراحة هو اللي فافي 
مرر يده على رأسه بتعبٍ إتبع نبرته المشككة :
_كل ده وبالراحة يا مفترية ؟!
فرك أحمد أسفل أنفه يتحكم بنفسه، ثم قال مهدئًا الوضع :
_ خلاص يا آسر حصل خير .
صرخ آسر بعصبية بالغة:
_ خير إيه ؟! كل ده وخير ياعم طلقني منها بالذوق أحسن ما أقتلها 
عادت في محاولتها للهجوم عليه مجددًا، ليعلو صوت وعيدها :
_تقتل مين يالا ؟ هاه تقتل مين؟
_  لمي نفسك يابت أحسنلك .
 توعد لها الآخر فنظر محمد له مقتربًا من أذنه ثم همس له بصوت منخفض: 
_ما بلاش كفاية اللي عملته فيك؟!
تذكر آسر ما حدث بينهما وكيف أصابت رأسه بالمزهرية ، فنظر لعمه بضيقٍ ثم نظر لها قائلًا :
_ سها حبيبتي مقصدش أزعلك ده أنتِ الحتة اللي في الشمال يابت.
أنهى حديثه بغمزة أسعدتها فحاولت إخفاء ابتسامتها لكنها فشلت وفشلت في إظهار جدية حديثها في قولها:
_ ايوه كده أتعدل.
**********
أغلق عينيّها برباط أسود وسار بها نحو مفاجأة راهن نفسه على أنها ستسعدها ، سألته وهي تسير إلى جانبه يحتضن كفها ويدلها على الطريق :
_عصام أنت واخدني فين؟ 
_على مكان نكون فيه أنا و أنتِ بس.
أجابها حتى وصلا المكان وقف أمامها ثم أزاح العصبة عن عينيها لتجد نفسها في غرفته السرية ، تلك الغرفة التي تبدلت لأخرى مزينةٍ بالورود المنثورة على الأرض وشموعٍ صغيرةٍ مضيئة بشكل قلب كبير قلب يسعهما ويمدهما بحب لا ينتهي ، إلى إحدى الجوانب كان هناك منضدةٌ صغيرة تواجد عليها أصنافًا متعددة مما يحبه كلاهما ، وأخيرًا صوت موسيقى هادئة تنبعث في الأجواء ، نظرات الذهول والإعجاب حولها لا تنتهي، لمعت عيناها بدموع فرحةٍ ثم سألته بتوتر :
_ أنت… عملت كل ده… عشاني ؟
_أكيد يا روحي.
منحها الجواب بثقةٍ ، لتهتف بسعادةٍ وعشق:
_أنا بحبك أوي. 
أمسك يدها يلثم ظاهر كفها بعمق، ثم نظر لها لترى العشق يتوهج في عينيه، وأدلى باعترافه هو الآخر :
_ أنا عديت كل مراحل الحب من زمان.
على استحياء قالت:
_مش مصدقه أني أخيرا بقيت معاك  ، أنا كنت بموت وأنت مش حاسس بحبي ليك. 
وضع سبابته على فمها يجبرها على الصمت ، واسترسل وعينيه لم تتركها :
_هعوضك عن كل اللي فات وعد!
                          *******
ولجت ياسمين غرفتها وكادت توصد الباب،فوجدت خالد يدلف للداخل من خلفها، فصاح بشكٍ: 
_ بتهربي مني ليه ؟!
بنفاذ صبر قالت: 
_مش بهرب.
حاول التماسك حتى لا يغضبها، فقال بشكٍ: 
_ عيني في عينك كده.
لم تستطيع البقاء بحصار تميمته الخاصة، فسحبت عينيها مرددة على استحياء: 
_خالد ، من فضلك! 
قالتها وهي تفلت ذراعها عنه لتجلس على فراشها، فإتبع خطواتها وجلس أمامها مبتسمًا بعشق، ثم همس وهو يقترب منها ببطء:
_ النهارده أسعد يوم في حياتي أنتِ بقيتي ملكي يا ياسمين.
اقترب منها بشغف، وهمس لها :
_بأحبك! 
شعور غريب شعرت به ما بين رغبة وكره ، وفجأة عادت ذكريات آدم تطاردها من جديد ، لتهمس بوهن :
_ ابعد.
_انتي مراتي! 
قربه، همساته الرقيقة، كل تلك الأحاسيس لا تجدي نفعًا أمام هواجسها، أغلقت ياسمين عينيها بقلة حيلة ويداها مازالت تدفعه عنها، ومع ذلك لم تستطع إبعاده ، انسابت دموعها بشدة وهي تقاوم الماضي البشع، شعر خالد بدموعها، فابتعد عنها بريبةٍ يسألها :
_أنا مضايقك للدرجادي؟!
ارتعش جسدها بشدة، ودموعها تنساب بغزارة على وجهها، نظرت إليه قليلًا ثم ابعدت وجهها عنه تخفي حالتها، وقالت بصوتٍ منخفض :
_ أبعد عني أرجوك.
حالة من الصدمة سيطرت عليه لتتيبس قدماه محلهما وكأن حركته شُلّت تمامًا، نظر إليها يسألها بخوفٍ وقلق :
_ياسمين أنتِ كويسة؟
_خالد أرجوك اخرج دلوقتي أنا تعبانة شوية.
اقترب منها يمسح على شعرها بحنو، ملامحها تبدو فعلًا متعبة، ليس اليوم فقط ، سألها بلهفة:
_مالك يا حبيبتي أجبلك دكتور ؟
_لا أنا هبقى كويسة بس محتاجة أنام شوية.
أجابته وهي تمسح آثار الدموع عن عينيها، ثم سحبت الغطاء تداثر ذاتها به،  وكأنها ترغب بانسحابه بلطفٍ دون أن تطلبها بشكلٍ صريح، انسحب كارهًا رؤيتها بتلك الحالة ، لتبقى هي وحيدة تتطلع سقف الغرفة بشرود غارقةً في بحر ذكرياتٍ استحوذت على حياتها.
********** 
_بقى تفتحي دماغي ماشي .
هتف آسر بغيظٍ من فعلة سها ، فنظرت إليه ببرائةٍ وكأنها قطةٍ وديعة تجيبه:
_مكنتش أقصد وبعدين أنت اللي استفزيتني.
أثارت حفيظته بتصنعها البراءة ، ليسألها باستهزاء :
_يعني عشان استفزيتك ترميني بالفازة ؟
كررت اعتذارها بأسف ليتقبله بصدرٍ رحِب ثم نظر لها قائلًا :
_ بقولك إيه؟!
_قول يا اسورتي.
أجابته بتودد ليبتسم لها مردفًا :
_حلوة أسورتي دي ما تجيبي حضن بقى.
قال طلبه مستغلًّا مغازلتها لتوميء برأسها رافضةً بألا يحدث شيئًا بينهما إلا بعد الزواج، نظر إليها لثوانٍ معدودة ثم قال :
_ أيه نعم، أنا انضربت على دماغي بس مفقدتش الذاكرة، احنا اتجوزنا من شوية بشهادة الشهود والمأذون .
_ صح اتجوزنا بس أنا مش بعترف بالشكليات دي الجواز عندي يعني فرح ومعازيم وتورتة وجاتوه.
أجابته موضحةً ما تقصده ، فوضع يده على خصره وهتف بحنق:
_يا سلام...الجواز يعني تورتة وجاتو تعالي أجبلك اثنين قطعة جاتو و أخلص من أم الليلة دي.
_ياريت يا أسورة وعشا كمان لو ممكن ؟.
هتفت بتمنٍ وهي تتحسس معدتها دائمة الجوع ، فنظر إليها يرمقها من أسفل لأعلى بغيظ ثم سألها :
_خدّام أهلك أنا صح ؟!
شعرت بمكره ورفضه لطلبها فنظرت إليه نظرةً مخيفة وهددته مخيرة إياه :
_هتجيب اللي قولت عليه ولا تحب نرسم خريطة المرداي على وشك.
ابتلع ريقه بتوجسٍ وقال متصنعًا المزاح :
_بهزر يا سوسو بلاش أهزر؟
أجابته برفضٍ وهي تلوي شفتيها:
_الحاجات دي مفيش فيها هزار أخلص روح هات الحاجة دي فورًا .
انسحب آسر مغادرًا الغرفة يحضر ما طلبته لها .
**********
جلس عصام بعد أن ساعد ندى بالجلوس مكانها أمام الطاولة الصغيرة ، ليتناولا عشاءهما ، نظرت لعينيه تستشعر حبه المتوهج في عينيها، همست باسمه ليرفع رأسه إليها يبادلها نظراته المهتمة ، قبل أن تباغته بسؤالها: 
_ أنت عرفت أزاي أني اتدفنت في القبر ده؟ 
وضع شوكته إلى جانب طبقه، وأمسك كفها يداعب عرقها البارز بإبهامه، ثم أجاب :
_أنا قلبي بيحس بيكِ ، أنتِ متتصوريش أنا كنت عامل إزاي يومها ؟ كنت هموت من الخوف عليكِ الحمد لله أنك بخير .
ابتسمت بعشقٍ تبع حديثها الواثق :
_ أنا كنت عارفة أنك هتيجي ياعصام ، ولآخر لحظة كنت واثقة  أنك هتساعدني وتخرجني مفقدتش الأمل ولو لثانية 
نهض من مكانه ليوقفها أمامه ثم سحبها داخل حضنه بقوة وأخذ يمسد على ظهرها قائلًا:
_ و أنتِ متتخيليش أنتِ بالنسبالي ايه؟
همست له بعشقٍ:
_ ربنا يخليك ليا.
يبتعد عنها قليلًا ثم عاد يحتضن يدها يقبلها برفق ، وتمتم بدعاء :
_ ويخليكِ ليا يا قلبي ، غمضي عينك.
ابتسمت ندى بخجلٍ وأخفت وجهها بين كفيها تسأله :
_ تاني ؟!
_تاني ورابع وعاشر 
أجابها لتنصاع إليه ، فسار بها نحو مرآة كبيرة ثم اقترب منها يلبسها عقدًا ماسيًّا كُتب عليه إسمها ولجواره جملةً قرأها بهمس أذابها ، بينما شعرت بالطوق حول عنقها .
_ بحبك
_عصام أنا...
عبارته المخطوطة على عقدها ببساطةٍ وبراعة جعلتها عاجزة عن النطق ، بل وكادت تتحدث ليوقفها عن الحديث :
_هشش.
واستطرد وعينيه تحاصرها:
_ أنتِ النور اللي دخل لحياتي يا ندى،حبيبتي ومراتي يعني حرم عصام الدالي.
ثم أضاف هامسًا بصوت منخفض :
_يعني أنا بقيت ملكك.
كل ما فعله لأجلها يربكها يخجلها يوترها بشدة، قررت الانسحاب من فوضى المشاعر قائلةً بتلعثم :
_ أنا هرجع أوضتي ، تصبح على خير .
**********
أحضر آسر ما طلبته سها إلى غرفتها، ثم جلس معها يفتح قالب الكعك المزين كما يحب كلاهما، دللها بكلماته وهو يطعمها من يده ، فتعجبت من أفعاله وسألته بريبةٍ:
_ غريبة يعني، ليه بتدلعني كده مع إنك مش بتحبني أكل ودلوقتي بتأكلني بايدك ؟ 
ابتسم وهو يعيد تقريب الشوكة من فمها وما إن فتحته حتى تناولها هو ضاحكًا ، فشعرت بضيق لتصرفه الطفولي ، بينما هو أجابها قائلًا :
_ عشان أول مرة تطلبي حاجة أنا بحبها، وممكن كمان آخد التورتة دلوقتي وأخلع وأسيبك تموتي من الجوع يا قطة
احتقنت نظراتها عندما رأته يقف بقالب الحلوى مغادرًا ، فأوقفته قائلة:
_ لا خليك ده بالكريز وأنا بحبه جدًا.
_وأنا بحبك ، ما تجيبي حضن بقى ربنا يسترك .
 شعرت بالشفقة عليه فحرّكت رأسها موافقة، ليضع قالب الحلوى جانبًا ثم احتضنها معاودًا جلوسه على الأريكة، أسندت رأسها على صدره ، فمسّد يده على شعراها مداعبًا فروتها بخفةٍ لتسترخي تمامًا ، وتلفظ بنبرةٍ هادئة تخالف طبيعته المرحة:
 _ رغم لسانك الطويل  وإيدك اللي أطول منه بس بموت فيكِ.
لم تمنحه جوابًا ولا أي ردة فعل ، شعر بقلق ليردف :
_ سها ، روحتي فين سها ؟
رفع رأسها وجدها تغط في نومٍ عميق ، تأمل ملامحها الهادئة التي تشبه الأطفال ، طبع قبلةً رقيقة على جبينها ، ثم حملها نحو فراشها يدثرها جيدًا ، وهمس إلى جانب أذنها قبل أن يغادر:
_تصبحي على خير يا حبيبتي .
**********
استيقظ عصام على صوت رنين هاتفه، فأجاب بنعاس :
_ألو 
_عصام أنا خالد ، أنا في الشركة تعالى فورًا  في مصيبة حصلت.
أغلق الاتصال وانتفض بمرقده، فاستعد على الفور وانطلق نحو الشركة ليستفسر عما حدث.
دقائقٌ معدودة قضاها في الطريق مسرعًا حتى وصل للشركة، فصعد للمكتب ليجد خالد بانتظاره حالةٌ من الحزن والقلق.
_في أيه يا خالد ؟
سأله بريبةٍ لينظر خالد إليه بحزن، ثم قال :
_ المصانع… وكل المخازن …اتسرقوا.
_بتقول ايه؟! أنت بتهزر صح ؟
هتف يستنكر حديثه بغضب، بينما أكد الآخر له بجدية ما حدث، جلس عصام بصدمةٍ على الكرسي وقال :
_ إزاي مخازن الدالي تتسرق مين اللي يجرؤ على كده ؟
_حد ميهموش أحنا مين حد عايز ينتقم منك أنت .
حرك عينيه بتركيز يستقطب ما بقي من حديثه ، ليردف الآخر :
_مايا اوروا ورا اللي حصل. 
_يابت ال××× والله ما هرحمها.
رددها بتوعد وهو ينهض عن مكانه ، فأوقفه خالد في محاولةٍ أن يعرف خطته، ولكنه اكتفى بجوابه الذي بات كاللغز قبل مغادرته للشركة:
_مش هي اللي بدأت الحرب تستحمل نتيجتها.
**********
وصل عصام إلى شركة  "مايا"، ودفع باب المكتب بعنفٍ رغم اعتراضات السكرتيرة في الخارج ، نظرت له  بإعجاب من جراءته باقتحام مكتبها، اعتذرت منها  السكرتيرة لتشير لها الأخرى بالانصراف ، جلس أمامها ببرودٍ يناقض النيران التي تؤجج داخله ، ابتسمت بظفر وقالت بلكنتها الأجنبية :
_هل جئت لتسترد ما سُرق منك؟؟
ضحكته الساخرة استفزتها، فنظر لها بتحدٍّ ثم قال :
_فلنقل بإنها شفقة مني جراء خسارتك. 
ارتخت نظراته وهو يسمع رنين هاتفها الذي صاحب تلك المصيبةٍ، احتراق شركاتها ومصانعها خبرًا جعلها تبرق بصدمةٍ، فاتجهت نظراتها إليه بحدةٍ وضربت طاولة المكتب ثم نهضت تصرخ به :
_كيف تجرؤ على فعل ذلك ؟ 
وقف أمامها بشموخٍ وأجابها بثقة :
_ أعلنتي الحرب بتحديكِ لي والآن تجنين نتيجة فعلتك.
واستطرد بسخط:
_ هل كنتِ  تظنين أني سأترككِ بعد ما فعلتيه أو سأتوسل إليكِ لتعيدي ما أخذتيه؟ 
واقترب منها مستكملًا بصوته الصارم: 
_ما حدث مجرد إنذار صغير لكِ، ابتعدي عن طريقي والا سأقتلكِ .
ارتدى نظاراته الشمسية أمامها بكبرياء ثم تركها وغادر لتشتعل غضبًا، حملت هاتفها تأمر شخصًا ما :
_ نفذ ما أمرتك به، واحرص الا ينفد منها. 
**********
_ايه اللي عملته ده يا عصام ؟
هتف خالد بشيءٍ من الغضب ، ليجيبه بحدة:
_عملت اللي المفروض كان يتعمل عشان تعرف حدودها كويس. 
_ أنت بتلعب بالنار يا عصام البت دي مش سهلة.
حذره خالد وهو يشعر بقلق عليه ، فشعر عصام بأنه يستقل منه وصرخ بغضب : 
_خالد  أنت ناسي أنا مين ؟ أنا عصام الدالي حتة بت زي دي هتتحداني .
أشار له بتوضيحٍ: 
_ بس على الأقل مكنش ينفع تروحلها برجليك.
 نهض يلملم أشياءه واتجه للرحيل: 
_ أنا راجع القصر من الصبح .
انسحب عصام وصفع الباب بقوةٍ فجلس خالد على المكتب يفرك جبينه بتعب ، ليدخل آسر فجأة بسرعة :
_خالد عصام فين؟
_ مشي من شوية ليه ؟
لم يعطه آسر جوابًا ليركض مغادرًا ليلحق به.
**********
في موقف السيارات الخاص بالشركة  
كان عصام يسير نحو سيارته ، أوقفه آسر الذي يركض خلفه مناديًا وعينيه تنظران للأعلى ، اندفع آسر عندما رأى قناصًا يصوب بندقيته نحو أخيه، احتضن عصام بقوة يحميه من رصاصة غدرٍ لتستقر في ظهره.
صوت إطلاق النيران أفزع الجميع ، وكذلك خالد الذي ركض فورًا ليرى ماذا يحدث؟
_ آسر عملت ليه كده ؟
هتف عصام بقلق وهو يحرك جسد آسر الماسد بيد يديه،  يحاول منعه من أن يفقد وعيه، تأوه آسر بألم، فعاد يناديه وهو يضغط على ظهره من الخلف بقوة موضع الإصابة :
_  آسر رد عليا
وصرخ بجميع من حوله.
_ إسعاف بسرعة ، اطلبوا الإسعاف.
صعق خالد حينما وجد عصام يجلس أرضًا وعلى ساقيه يتمدد آسر بملابسه الملطخة بالدماء مغشيًا عليه، انحنى اليه يتفحصه بصدمةٍ، وصاح برعبٍ: 
_آسر 
دفعه عصام مرددًا: 
_خالد هات العربية بسرعة.
لم يتحرك من محله، ومازالت عينيه مسلطة عليه،يحاول بكافة الطرق أن يجعله يسترد وعيه،  وعقله يردد دون توقف  هل سيفقد شقيقه الصغير!! 
هدر عصام بعنفٍ به عساه يسترد وعيه: 
_خالد أتحرك آسر بيموت.
اُنتشله من تلك الهالة بصعوبةٍ، فهروال إلى السيارة، في حين رفع عصام آسر بين يديه يردد بخوفٍ:
_ آسر متغمضش عينك عشان خاطري.
أحضر خالد السيارة ثم حمل آسر إلى السيارة وانطلق به إلى المشفى
******* 
سارت ندى بالحديقة، تبحث عنها بملل،  وحينما لم تجدها نادتها بقلقٍ: 
_ ياسمين أنتِ فين!!
أشارت لها ما أن  لاحظت طيفها،  لتردد ببسمةٍ :
_ تعالي يا حبيبتي أنا هنا.
تقدمت منها  تردد بتعجبٍ: 
_بتعملي إيه عندك أنا قلبت عليكِ القصر كله؟!
اجابتها ياسمين بهدوءٍ: 
_حسيت أني مخنوقة فقولت أنزل أقعد هنا شوية.
جلست جوارها، ثم سألتها بحنوٍ  : 
_مالك يا ياسمين أنتِ مش عجباني النهاردة!! 
اجابتها بصوتٍ مختنق: 
_ مفيش جديد.
عقدت حاجبيها بعدم فهم،  تردد بحيرةٍ: 
_مش فاهمة  تقصدي ايه!!
نهضت تسير ببطءٍ على هذا العشب الناعم،  تردف بصوتٍ متألم: 
_مش عارفة أنسى اللي حصل ياندى حاولت بس معرفتش وخايفة أخسر خالد بسبب الموضوع ده. 
وضعت ندى يدها على كتفها وهما يسيران سويًا، تمتم بصوت حنون: 
_معتقدش أن الموضوع ده ممكن يأثر على خالد يا ياسمين خالد مش كده.
أدمعت عينيها تتذكر ابتعاده عنها  بأول مرةٍ، لتردف بصوتٍ مبحوح  : 
_خالد سابني مرة عشان رفض إنه يشوفني بالحالة اللي كنت فيها وخايفة يسبني تاني يا ندى.
صمتت قليلًا، ثم ردت عليها بعد تفكيرٍ : 
_طب ليه مفكرتيش تروحي لدكتورة نفسية. 
اتسعت عين ياسمين، تردف بذهولٍ: 
_دكتورة ايه  أنتِ أكيد أتجننتي!!
نظرت لها ندى بجدية، تردف بهدوءٍ : 
_ لا مش مجنونة بالعكس ده هو الحل الصح أننا نواجه المشكلة مش نهرب منها يا ياسمين. 
حركت  رأسها برفضٍ تام، تردد بحرجٍ : 
_ لا أنا استحالة أعمل اللي أنتِ بتقوليه هروح أقولها ايه أنا اتعرضت لمحاولة إغتصاب وخايفة من خطيبي!
صححت ندى حديثها مرددة بنبرة ذات مغزى: 
_مبقاش خطيبك يا ياسمين بقى جوزك.
شعرت بالعجز بالتفكير،  لتضع وجهها بين راحتي يده تبكي بعنفٍ متمتمة من بين شهقاتها: 
_ماهي دي المشكلة!!
وضعت ندى يدها على ظهرها تربت عليها بحنوٍ، متمتمة بجديةٍ:
_  لازم تواجهي مشكلتك وأنا معاكي تعالي نروح للدكتورة ونشوفها هتقول ايه!!
نجحت ندى في إقناع ياسمين للذهاب إلى الطبيبة، لتحضن ياسمين ندى بحبٍ متمتمة بامتنانٍ:
_ مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه يا ندى بجد أنتِ أكثر من أخت ليا.
حاولت التخلص من ذراعيها بشكلٍ درامي مضحك، تردد بمزاحٍ:
_ياشيخة أتلهي أنا من يوم ما شوفت خلقتك دي والكوارث وراكِ بلى أخت بلى زفت.
ابتعدت ياسمين تشهق بصدمةٍ، ثم قالت بغيظٍ  : 
_كده طب تعالي! 
نهضت ندى بخوفٍ، تردد في محاولة لاقناعها  : 
_عيب يابت أحنا كبرنا على الجري. 
ركضت خلفها تردد بحنقٍ : 
_مين ده اللي كبر ياحبيبتي ده أنا لسه صغيرة  أنتِ اللي عجزتي 
علقت ندى بغيظٍ : 
_ أنا مكنوش شهرين فرق بينا! 
ابتسمت ياسمين ببرودٍ مرددة :
_ لا اليوم بيفرق ياختي.
صمتت ندى قليلًا، ثم قالت بهدوءٍ بعدما توقفا عن الركض : 
_ يعني أنا الكبيرة؟! 
اجابتها بتعجبٍ:
_آه. 
عادت تسأل بجدية : 
_و أنتِ الصغيرة!!
قطبت ياسمين جبينها بتعجبٍ، تجيبها: 
_ آه. 
رددت ندى بنبرةٍ غريبة : 
_واليوم بيفرق!! 
اجابتها ياسمين بتوجسٍ: 
_آه. 
اشاحت ندى بيدها لها، تردد بغرورٍ : 
_طب أجري بقى ألعبي بعيد مبلعبش مع عيال.
رفعت حاجبها باستنكارٍ، تردد بغيظٍ : 
_كده يا ندى!!
حركت رأسها في ايجابية باردة،  لتركض ياسمين خلف ندى مجددًا بمرح،  وعادت ضحكتها تنير وجهها من جديدٍ
************* 
حالة صدمة سيطرة عليه كليًا،  لم يخيل له بيومٍ أنه  من الممكن أن  يفقد آسر،  بالرغم من شجارهما الدائم،   إلا أنه لن ولم يفكر قد بأن يختفي من حياته.  
وقف عصام إلى جوار خالد الشارد، ينظر بعينان كالصقر، من يراه يظن أنه لم يتأثر بشيءٍ ولكن بالحقيقة هو محطم من الداخل، كيف لأخٍ أن يشغر  يعلم وشقيقه يصارع الموت بدلًا عنه وهو عاجزٌ عن مساعدته!!
فاق كلاهما من شرودهما ما أن رأى الممرضة تخرج من غرفة العمليات تهرول بسرعة، ليوقفها عصام سريعًا متمتمًا بتوجسٍ:
_في ايه؟!
اجابته الممرضة على عجلةٍ: 
_ المريض نزف كثير ومحتاجين نقل دم فورًا الفصيلة بتاعته نادرة جدًا.
_ أنا فصيلتي نفس فصيلة آسر. 
هتف بها خالد بلهفةٍ،  في حين اشارت له الممرضة متمتمة بعملية  :
_طب كويس أتفضل معانا لو سمحت. 
**************** 
_ يابت أسكتِ بقى!!
شهقت ندى بشكلٍ درامي، ثم قالت بصوتٍ حازم: 
_بت أنا بت إحترمي نفسك أنا مرات أخوكي الكبير.
ضحكت ياسمين بخفةٍ، ثم ردد بمكرٍ: 
_ ما أنا بردو مرات أخوكي الكبير.
نظرت ندى لها قليلًا ثم قالت بتفكيرٍ : 
_تصدقي صح!
_شوفتي 
أتت آمال على صوتهما العالي،  تردد بتعجبٍ: 
_في أيه يا بنات بتتخنقوا ليه!!
نهضت ندى من مكانها تحضنها بحبٍ مرددة : 
_ لا يا موله ياحبيبتي أحنا بنهزر صح ياسو
عوجت  فمها، تجيبها بصوتٍ متهكم:
_صح. 
نظرت لهما آمال  ، ثم قالت بمزاحٍ:
_ يعني أطلع منها أنا.
امسكت ندى بيدها قائلة ببسمةٍ أحباها الجميع: 
_ لا طبعا يا أنطي مش نقصد.
ربتت آمال على ظهرها بحنوٍ، تردف بحب: 
_ بقولكم سها مش عارفة مالها بقالها فترة جامدة في أوضتها مش عارفة في ايه؟! 
قطبت ندى جبينها بتعجبٍ، تتمتم بسؤالٍ : 
_ ليه بس ! 
حركت آمال رأسها بعدم علمها، تردد بحيرةٍ: 
_معرفش 
نهضت ياسمين من مكانها تمسك بيد ندى مرددة ببسمةٍ هادئة: 
_خلاص يا مامي هنروح أنا وندى نشوف مالها.
تنهدت آمال براحةٍ، تردف برضا :
_طب كويس هروح أنا لسهير أرغي معاها شوية.
***** 
_ كفاية كده عشان حضرتك متتعبش أحنا هندور على متبرع تاني.
قالتها الممرضة بقلقٍ،  في حين ردد خالد بحدةٍ : 
_أنا قولتلك أني تعبت أخلصي وشوفي شغلك.
حاولت الممرضة اقناعه، قائلة بتوترٍ :
_ مينفعش كده كتير على حضرتك!! 
غمغم خالد بصوتٍ مختنق : 
_ أنا كنت أشتكتلك من فضلك أسحبي الدم اللي آسر محتاجه المهم يقوم أرجوكي.
زفرت بيأسٍ تجيبه بهدوءٍ:
_ حاضر يا فندم.
*********** 
انقباض غريب بقلبها منذ الصباح،  جلست بغرفتها تحاول السيطرة على حالة الرعب التي سيطرة عليها ولكن لم تفلح بهذا،  قطع سيل تفكيرها صوت ندى بعدما اقتحمت الغرفة مع ياسمين:
_إيه يا سها منزلتيش ليه النهاردة؟!
تمسكت بالصمت، فاقتربت ياسمين منها تجلس جوارها تتساءل ببعض الحيرة : 
_مالك يا بنتي!!
نظرت لهما بخوفٍ ظاهر،  ووضعت يدها على قلبها مرددة بملامح شاحبة : 
_مش عارفة حاسة أن قلبي مقبوض من الصبح
قطبت ندى  جبينها بدهشة، تردف بتعجبٍ: 
_ليه حصل ايه!!
حركت رأسها بعدم علمها، وأردفت بخوفٍ: 
_معرفش ده اللي أنا حاساه.
ربتت ندى على كتفها، قائلة  بكلماتٍ مطمئنة: 
_ إن شاء الله خير.
علقت ياسمين بمزحٍ تحاول اخراج سها من تلك الحالة: 
_أنتِ بس اللي تلقيكي لسه مكلتيش صح! 
اجابتها سها ببلاهةٍ: 
_ لا كلت هي دي حاجة تفوتني 
انفرج فم ندى بصدمةٍ، ثم رددت بسخطٍ بعدما تخلصت من صدمتها: 
_ أنا راضية ذمتك دي شكل واحدة مخنوقة.. قومي يا ياسمين بدل ما أقتلها قال  مخنوقة قال 
ضحكت  على تعليقها ولكن توقفت فجأة بعدما استمعت لصوت صراخٍ عالٍ، انتفضت من مكانها تسأل بخوفٍ: 
_ايه الصوت اللي تحت ده!! 
انقبضت انفاس سها بخوفٍ، تردف بتوترٍ : 
_معرفش.
نظرت لهما ندى ثم تحركت نحو الخارج مرددة: 
_ تعالوا ننزل نشوف في ايه!  
**************
_ ابنـــــــــي لا!!
قالتها آمال بصراخٍ، اتبعه بكاء حاد، في حين هرول أحمد من مكتبه نحو آمال التي سقطت على الأرض يتساءل بقلقٍ : 
_في ايه يا أمال؟!
نظرت له بدموعٍ لا تزال تتساقط بغزارة،  تجيبه بألمٍ :
_آسر ابني!!
انقبضت دقات قلبه بخوفٍ، وسألها بتوجسٍ:
_ماله آسر؟!
اجابته آمال بصوتٍ باكي:
_حد ضرب عليه نار!! 
اتسعت عين أحمد بصدمةٍ، في حين صرخت سها ببكاءٍ:
_ آسر! 
تدخل محمد سريعًا، يحاول السيطرة عليهم مرددًا : 
_أهدوا يا جماعة اما نعرف بس إيه اللي حصل هو فين دلوقتي يا آمال ومين اللي قالك الكلام ده!
تقدم الحارس منهم يجيبه بهدوءٍ : 
_عصام باشا اللي بعتني أقول لحضرتك اللي حصل وقالي كمان على المستشفى اللي فيها الأستاذ آسر.
فاق أحمد من شروده، يحمل متعلقاته سريعًا مرددًا بخوفٍ على فلذ كبده :
_ ومستني إيه يالا بسرعة.
انطلق الجميع إلى  المشفى الجميع بحالةٍ يرثى لها.
*********** 
تقدمت الممرضة إلى خالد،فوجدته مغلق العينين،والارهاق يبدو بارزًا على وجهه، فقالت بعمليةٍ: 
_خلاص يافندم المريض عدى مرحلة الخطر.
فتح خالد عينيه بتعبٍ، يردف بصوتٍ واهن: 
_الحمد لله، ممكن أشوفه؟!
اجابته الممرضة بتأكيد :
_ أكيد بس أما ننقله غرفة عادية تقدر تشوفه أتفضل أشرب العصير ده.
رد برفضٍ: 
_لا مش عايز.
رفعت الممرضة حاجبيها بدهشة، ثم قالت باستنكارٍ : 
_  أحنا سحبنا دم كثير من حضرتك ولازم تشرب العصير ده.
رمقها خالد بنظرة حادة، وأردف بحدةٍ: 
_قولت مش عايز.
أشار عصام إلى الممرضة، يردف بجدية: 
_هاتي العصير وروحي أنتِ.
أعطه العصير ثم غادرت الغرفة في حين ردد عصام بهدوءٍ يمد يده بالعصير :
_ أشرب ياخالد عشان تقدر تقف.   
_مش عايز ، آسر بقى كويس!!
قالها خالد بخوفٍ لا يزال عالق به،  في حين اجابه عصام بهدوءٍ:
_الحمد لله الدكتور طمنا عليه وكمان شوية وينقلوه اوضة عادية. 
استمع عصام لصوت دقات الباب،  نهض من مكانه ليفتح الباب،  ليجد عثمان يقف أمامه يخبره بهدوءٍ: 
_كله تمام يا باشا وفي انتظار معاليك.
حرك عصام رأسه بايجابيةٍ، قائلًا بصرامةٍ: 
_ أرجع أنت وأنا هطمن على آسر وهحصلك.
حرك عثمان رأسه بايجابية، يجيبه: 
_حاضر. 
تمعن خالد به بعدما تابع حديثهما، ثم قال بتوجسٍ:  
_ناوي على ايه ياعصام!! 
ربت على كتفه، يردف بصوتٍ لم يظهر ما ينوي فعله : 
_متشغلش بالك أنت.
ردد بحدةٍ وبنبرةٍ تحمل رغبة الانتقام : 
_أزاي يعني أنا كمان عايز أجيب حق آسر! 
اجابه عصام بابتسامةٍ هادئة: 
_خلاص أما نطمن على آسر هخدك معايا .
حاول خالد النهوض، يردف بجديةٍ  : 
_ماشي يالا نروح نطمن عليه. 
اعده عصام مكانه، يشير بعينيه إلى العصير، مرددًا بحزم: 
_لا أشرب العصير الأول.
علم خالد أنه لن يغادر الغرفة إلا إذا شرب العصير فتناوله على مضضٍ
**************
رأى أحمد عثمان يكاد يغادر المشفى ليقفه قائلًا بتساءل: 
_عصام فين ؟!
اجابه بهدوءٍ: 
_مع خالد باشا جوه.
انطلق الجميع للغرفة التي يقبع بها خالد وما ان دلفوا حتى رأوا خالد يجلس على سرير الخاص بالمشفى،  وعصام يجلس على طرفه.
انقبضت دقات قلبها ما أن رأت زوجها بهذا الشكل، لتركض نحوه بخوفٍ مرددًا بقلقٍ وهي تتفحصه:
_ أنت كويس ياخالد مالك!!
ربت خالد على يدها المرتعش بدفءٍ  يجيبه بحنوٍ : 
_ أنا كويس ياحبيبتي متخافيش. 
ردد أحمد بقلقٍ: 
_أيه اللي حصل و آسر فين؟!
نهض عصام ليقف أمام والده، يجيبه بهدوءٍ  :
_متقلقش يابابا آسر كويس وعدي مرحلة الخطر. 
تدخلت آمال بصوتٍ باكي : 
_ عايزة  أشوفه!!
احتضنها عصام بحنوٍ، وردد بصوتٍ هادئ : 
_حاضر يا ماما شوية وكلنا هنطلعله.
تسأل محمد بحيرةٍ: 
_هو ايه اللي حصل ومين اللي عمل كده؟!
أخذ عصام نفسًا طويلًا قبل أن يجيبهم بهدوءٍ : 
_أنا اللي كنت مقصود ياعمي مش آسر.
اتسعت عين ندى بصدمةٍ، تردف بخوفٍ: 
_ أنت ليه مين اللي عايز يقتلك؟! 
ربتت سهير على كتف ندى، تردد في محاولة تهدئتها: 
_إهدي يا ندى الحمد لله أنه كويس.
احتدت عين أحمد، يردف بانفعالٍ: 
_مين اللي يتجرأ يعمل كده!
أجابه خالد بهدوءٍ  : 
_مايا ارورا.
علت الصدمة ملامحه،  يردف بدهشةٍ  : 
_ايه ليه تعمل كده!!
اجابه خالد بتوترٍ: 
_لأنها طلبت من عصام أنهم يكونوا يعني أحم أصدقاء وهو رفض وهددها وفصل الشراكة بين الشركتين وكمان خلاها تدفع الشرط الجزائي فحبت تنتقم منه، سرقت كل المخازن وعصام ردلها الضربة لما حرقلها كل المصانع بتاعتها.
رفع محمد حاجبيه بدهشةٍ، يعلق بتهكمٍ  : 
_ ما شاء الله و أحنا كنا فين من ده كله؟!
أكمل أحمد بسخطٍ: 
_طبعا مانتم اللي بتمشوا كل حاجة!!
حاول خالد تبرير الموقف: 
_ياعمي آ.. 
قاطعه  أحمد بتهكم :
_ياعمي ايه بقى!!
زفر عصام بغضبٍ : 
_هي اللي ابتدت الأول.
نظر أحمد نحو عصام بعتابٍ، يردف بجدية: 
_بس أحنا مش كده.
رد عصام بهدوءٍ: 
_ أنا كنت بردلها الضربة.
رفع أحمد حاجبه، يردد بسخطٍ :
_ مش بالطريقة دي بالقانون.
احتدت عين عصام بشرسةٍ، يردف بصوتٍ مخيف  : 
_قانون.. قانون ايه أنا هخلص عليها!
ضيق أحمد عينيه بشكٍ، ثم سأله بتوجسٍ  : 
_عصام أنت عملت ايه!
اجابه عصام بضيقٍ: 
_لسه هعمل.
اتسعت عين أحمد بصدمةٍ، يردف بحدةٍ : 
_لا  أنت أكيد أتجنت.
رد بعصبيةٍ مفرطة : 
_لا هي اللي أتجننت لما فكرت أنها ممكن تتخلص مني بسهولة كده أنا هدفعها تمن اللي عملته في آسر. 
رمقه بنظرةٍ حادة، وصاح بكلماتٍ جامدة: 
_هي دي تربيتي ليك يا عصام بقيت مجرم!!
تمتم عصام ببرودٍ : 
_لو هبقى مجرم عشان هجيب حق أخويا فأنا معنديش اي مانع! 
تدخل محمد حينما رأى مسار هذا النقاش ينجرف لنتائج غير محبوبة، ليردف بهدوءٍ:
_خلاص يا عصام هنتكلم بعدين ده مش المكان ولا الوقت المناسب.
_ المريض فاق تقدروا تشوفوه.
قالتها الممرضة بوقتٍ مناسب، ليذهب الجميع إلى غرفة آسر.
********  
سعادة ممزوجة بخوفٍ، الجميع ينتظر افاقته، بدأ آسر بفتح عينيه ببطءٍ إلى أن تعتاد عينيه على الضوء، وما أن فتحها بشكل كامل حتى وجد أحمد يتقدم نحوه يردف بحبٍ:
_حمدلله على السلامة يابني.
اجابه بصعوبةٍ:
_الله يسلمك.
ركضت آمال نحو آسر تتمتم بأعينٍ مدمعة :
_كدا ياحبيبي تخضني عليك بالطريقة دي!
ردد آسر بمزحٍ بالرغم من ألمه : 
_هو أنا يعني كان بمزاجي ياختي. 
أضافت سهير  برضاٍ:
_الحمدلله جيت سليمة.
تقدمت سها والدموع تتساقط منها، تجلس جواره، ممسكة بيده بخوفٍ،  تتمتم بصوتٍ خافت: 
_حمدلله على سلمتك ياقلبي.
نظر لها بذهولٍ،  يردف بصدمةٍ:
_ أنا!، أنتِ بتكلمني أنا!!
ضحكت من وسط بكائها الصامت، وأجابته وهي تزيل دموعها:
_ آيوه 
ردد آسر بهيامٍ:
_  أنا قلبك؟! 
أكدت سها بحبٍ : 
_وروحي وعمري وحبيبي وكل حاجة.
تهللت أساريره، وأشار بيده إلى الجميع متمتمًا: 
_طب بره بقى شوية ياخونا.
لكزه عصام بسخرية: 
_ياشيخ أتلهي باللي أنت فيه.
نظر له آسر بحنقٍ، وصاح بضيقٍ: 
_ الله يكرمك يا عصام ياخويا ديما تفصلني من اللحظة الرومانسية كده.
علق خالد ضاحكًا: 
_ معلش أما تقوم ابقى كمل رومانسية برحتك وبعدين تعالى هنا أنت غبي يالا!!
قطب آسر جبينه بعدم فهم، متمتمًا  : 
_ليه؟!
اجابه خالد بغيظٍ:
_رايح ترمي نفسك قدام الرصاص بنفسك! 
نظر له بتفكيرٍ ثم أجاب :
_تصدق عندك حق مفكرتش في الحتة دي.
ارتفع صوت ندى تردد بحنوٍ : 
_حمدلله على سلامتك يا أسوره. 
اجابها آسر مبتسمًا  : 
_الله يسلمك يا ندوشتي.
تدخلت ياسمين  تردد بتذمر: 
_و أنا يا آسر الله ...
حاول خالد النهوض يردد بحبٍ: 
_ لا أنتِ ياسمتني أنا..
عاد يجلس مجددًا على المقعد بتعبٍ، حينما هاجمه دوار حاد،فاتجه أحمد اليه متسائلًا بقلقٍ:
_مالك يابني في إيه؟!
اجابه خالد بتعبٍ: 
_أنا كويس بس دايخ شوية. 
علق عصام بسخطٍ : 
_عشان حضرتك نشفت دماغك ومسمعتش كلام  الممرضة لما قالتلك ان الدم المسحوب كتير ولازم تفطر أو تشرب حاجة.
نظر أحمد إلى خالد بعتابٍ، يردف بجدية: 
_ ليه عملت كده ياخالد أحنا كنا هنتصرف!! 
اجابه وهو يبتسم بهدوءٍ: 
_ أنا معملتش حاجة.
تدخلت آمال بنبرة ممتنة: 
_أزاي أنت أنقذت حياته، احنا مدينون ليك بكتير.
اجابها خالد بتهذب : 
_ آسر أخويا.
أستغل عصام انشغال الجميع بخالد ثم أنسحب بهدوءٍ لينفذ انتقامه دون أن يلاحظ أحدًا خروجه، بداخله شرارة عارمة لن تهدأ الا بالدمار لتلك التي تعلن حربها بتحدٍ سافرٍ! 
تعليقات



×