رواية أباطرة الغرام الفصل السابع و العشرون 27 بقلم اية محمد رفعت

 رواية أباطرة الغرام الفصل السابع و العشرون بقلم اية محمد رفعت



توجه عصام إلى المكان الذي تواجدت به مايا ارورا ووالدها في مخزنٍ من مخازن إمبراطورية الدالي ، كانت تجلس على المقعد جوار والدها وكلاهما مقيدين، انتابها رعبًا جارف وهي تتأمل الحرس المحاط بالمكان، فقالت بهلعٍ وهي تتأمل الحارس الذي لا يحيل عينيه عنهما:
_ لماذا أتيت بنا إلى هنا؟ 
_أظننتِ بأنك ستنفدين بعملتك! 
كلمات تحررت على لسانه وهو يخطو للداخل بخطواتٍ بطيئة أرجفتها خوفًا وهي تتمتم باسمه بخفوت سمعه من حركة شفتيها، ليسألها باستهزاء :
_وهل كنتِ تظنين غير هذا ؟ 
برهبة قالت: 
_لم أفعل شيئًا. 
ضحك عصام بشر واقترب منها أكثر يهمس بفحيحه المخيف:
_ أرى الخوف يكاد يقتلك، أين ذهبت شجاعتك؟
_وما الذي يدفعني للخوف منك أنا لم أفعل شيء! 
هتفت بحدة ليتراقص حاجباه برفضٍ وقال بشر :
_حذرتك من قبل ولم يعنيك الأمر، أرادتي أن تقتليني ولحظك البائس أخطأ الهدف وأصاب أخي بدلًا عني. 
وجذبها من شعرها بالقوةٍ وهو يصرخ بها: 
_أتيتي لموتك بقدميكِ ولن أردك خائبة الأمل! 
توسلته برعبٍ: 
_لا تقتلني أرجوك، صدقني أنا لم أفعلها! 
صرخ بها بحدة متجاهلًا حديثها الكاذب:
_أخبريني بالحقيقة وإلا تركت رجالي يفعلون بكِ ما ترغيين به مثلما أردتي مني فعله!.
_ أرجوك دعني وشأني أنا لم أفعل شيء، لا أريد الموت.
صراخاتها المتوسلة لم يبالي لها لتحد عينيه وكأنها شعلتان من نار ، ثم قال بمكر:
_ تجارة السلاح والمخدرات لم تكفيكِ حتى تستعرضي جسدك للتجارة به يا لكِ حقًا من عاهرة! 
نجح باستدراجها فهتفت بعصبية تصرخ نافية :
_ أتاجر في الأسلحة وأفعل ما لا يطيق عقلك سماعه ولكني لم أبيع جسدي لرجلٍ قط، أنا أردتك أنت فقط! 
لاحت ابتسامة خبيثة على شفتيه بعد نجاح خطته في اعترافها ، ثم قال بخبث:
_أصدقك، ولكني كنت بحاجة لسماعها منكِ.
حلّت الصدمة عليها حينما أدركت وقوعها في فخه بسبب غبائها بل ذكائه ، نظر إليها والدها بغضبٍ وأنبها بعصبية :
_ماذا فعلت يا مايا لقد أوقعتي بنا؟
ضحك عصام شامتًا لوقوعها في فخه، ثم نظر لأبيها قائلًا :
_ هل كنت تتوقع نهاية غيرها.
ظهر رجال الشرطة عقب مناداته لضابطٍ زميلٍ له، لتشعر المقيدة ووالدها بوجلٍ كبير، نظر عصام لحازم مشيرًا له إليهما :
_حازم الحيوانة دي  لازم تدفع تمن اللي حصل لآسر. 
بحركةٍ بسيطة سارع رجال الشرطة بالقبض عليهما، حاولت مايا التحرك لكنها عاجزة بسبب القيود، نظرت لحازم  وقالت بعنجهية:
_كيف تجرؤ على اعتقالي ألا تعلم من أنا
 أنا مايا ارورا وقد تم اختطافي و...
_وأنتِ متهمة تجارة السلاح والمخدرات.
قاطعها يلقي تهمتها أمامها، كادت أن تستسلم لتهمته لكنها تصرفت بغباءٍ حينما سألته عن الدليل، ليقترب عصام منها بغرورٍ اتبع نبرته :
_ لا تقلقي توليت أنا هذا الأمرظ
وأخرج جهازًا صغيرًا من جيب بذلته وقدمه لحازم الذي التقطه منه و فتحه لمايا التي فرغ فمها لشدة صدمتها ، اقترب عصام منها بابتسامته الصفراء ، ثم قال:
_أخبرتك أن لا تعبثي معي،والآن سترين بعينكِ جحيم من يتحداني!
جرَّ رجال الأمن مايا ووالدها نحو سيارة نقل المجرمين في الخارج، وودع عصام حازم ليعود إلى المشفى مجددًا .
**********
نظر آسر لخالد المتعب ولجميع من معه بالغرفة، ثم قال وهو يعيد بصره نحو خالد يسأله بتعب :
_ خالد أنت اتبرعتلي بالدم ؟
اكتفى بتحريك رأسه مجيبًا سؤال، ليوجه آسر بصره نحو أبيه قائلًا ليخفف حزنه الذي بدا عليه:
_والله يا أبو لهب أنا كنت خايف أموت ومعتش أشوفكم تاني، قد ايه الحياة كانت هتبقى وحشة أوي من غيري عشان كده قولت خلاص يا واد يا آسر كفاية عليهم كده وقومت عشانكم .
ضحك محمد لمزاحه رغم تعب الآخر وجدية الموقف، ليقول له بمرح:
_ لا والله كثر خيرك.
_ أومال ايه... آه ، آه .
صرخ بتأوهٍ ليحاوطه الجميع بقلق، فأردف بتعب :
_ آه مش قادر.
سألته سها بخوفٍ شديد عمّ به، لكنه لم يجيبها لينظر لخالد وطلب منه بضعف:
_خالد الحقني هات ورقة وقلم بسرعة. 
سألته ندى بقلقٍ :
_ورقة وقلم ليه؟ 
_عشان أكتب الوصية، آه.
أجابها ثم كرر صراخه المتألم، فاندفعت آمال نحوه تمسد خصلات شعره وهتفت بنبرةٍ غلبها حنانها عليها :
_حاسس بأيه يا حبيبي، هات الدكتور بسرعة ياخالد.
دخل عصام الغرفة، بعد أن طرقه، ثم تقدم يطمئن عن صحة أخيه بسؤاله:
_ها يا آسر ، عامل ايه دلوقتي؟
_تمام ياخويا لولا غبائي كان زمانك مرمي هنا مكاني.
أجابه متفضلًا عليه وقد سمعه عصام فسأله بحدة: 
_بتقول حاجة يا زفت؟
_  خالد اللي بيقول .
أجابه بخوفٍ تبعه صمت، ثم تقدم محمد من ابن أخيه يسأله :
_كنت فين يا عصام ؟
_هي دي محتاجة كلام أكيد نفذ اللي في دماغه ماهو خلاص معتش بيحترم حد خالص .
أجابه أحمد بضيق لجهله تصرفات ابنه ومعرفته ظاهرها فقط دون تفاصيل، لكن عصام أسرع بتوضيح الأمر :
_بابا لوسمحت....
_ أنت ليك عين تتكلم يا خسارة تربيتي فيك.
قاطعه والده بحدة، فتقدم عصام نحوه يستفسر عن سبب حدته :
 _ أنا عملت ايه لكل ده؟
 ضحك أحمد بسخرية : 
_ كل ده وعملت ايه إحنا مين عندنا بيمد ايده على ست؟ مش أخلاقنا دي.
_ومين قالك أني عملت كده؟
سأله يضيق، رده الآخر بسؤالٍ مستفسر :
_ أومال عملت ايه ؟
ابتعد عصام عنه نحو الباب يفتحه ليظهر حازم من خلفه تقدم نحوهم بعمليةٍ تامة، ويدأ يشرح ما فعله عصام مع مايا، نظرات الإعجاب والفخر نحو عصام نالته من كل فردٍ في الغرفة.
_ أنا كل يوم بكتشف فيك حاجات كتير أوي ياعصام أنت فعلا لازم كلنا نفتخر بيه.
هتف عمه باطراء فخرٍ نحوه، ليخفض عصام رأسه تواضعًا، بينما خالد هتف باستياء:
_ رغم أني زعلان منك عشان هربت مني إلا إنها كانت ضربة معلم بصحيح .
_غصب عني يا خالد، أنت كنت تعبان هآخدك فين ؟
برر لخالد الذي تمتم بحمد لعدم حضوره وإلا لن يستطيع أحد تخليصها من بين يديه، بينما قال آسر بمرح :
_ كل ده عشاني ده أنا بقيت محبوب أووي كده، ربنا يكتر من أعدائك عشان أشوف الحب والاهتمام ده منكم ومن أبو لهب بس أهم حاجة الإصابات تبقى سطحية الله يسترك مش هيبقى موت وخراب ديار يعني .
نظر أبيه له بصدمةٍ بسبب تفكيره الغريب، وأشار لاخيه ليعودون للقصر بينما تعالت ضحكة ندى وهي تفرض اقتراحها :
_ خلاص يا أسوره أضرب نفسك بالنار وأحنا نعمل معاك الواجب وزيادة.
_لا متشكرين على ذوقك ياختي .
أجابها بالرفض بابتسامة مصطنعة، نظر حازم إليه وتقدم نحوه قائلاً :
_حمدلله على سلامتك يا أسورة.
_الله يسلمك ياخويا .
أجابه بامتعاض وهو يشيح وجهه عنه فاستغربه حازم وسأله ليجيبه بعتاب:
_يعني تعبان وأنت جاي تزورني وإيدك فاضية طب كنت جيب بكت عصير  ولا حتى ب10ج  صميت أنما جاي هزز طولك على الفاضي وجاي ممروع بالنسر يالا مش عايز من خلقتك حاجة دك حش وسطك. 
لم تكن الصدمة حليفة حازم وحده بل الجميع كان مصدومًا، لو كان شخصًا آخر لبرر أنه تحت تأثير المخدر، لكنه آسر .
_عصام...
همست ندى بصوتها الهادئ الذي اخترق أذن عصام فالتفت نحوها يجيبها :
_نعم يا روحي .
_عايزاك .
 طلبت الحديث معه على انفراد،فخرجوا معًا إلى استراحة المشفى.
**********
جلسا معًا في استراحة المشفى فوضع كوب العصير أمامها ومن أمامه القهوة، ونظر إليها ليستكشف ما بها  ونظراتها لا تنذر بالخير ، ثم قال :
_بتفكري في ايه يا ندى؟
_عصام مين مايا دي ؟
سألته دون مقدمات فاخفى ابتسامته وهو يقرب فنجان القهوة من شفتيه، أعاد الفنجان موضعه ثم أجاب باقتضاب :
_ دي واحدة كان في بينها وبين الشركات بتاعتنا شغل بس أنا لغيت العقد بين الشركتين .
_أقدر أعرف ليه ؟
سألته بجدية وهي تقترب بجسدها منه فأجابها مقلدًا حركتها بعد أن تلفت إلى جانبيه :
_ لأنها  زي ما أنتِ سمعتي من خالد كانت عايزة تكون معايا صداقة و أنا رفضت .
_صداقة ايه دي ؟! 
سألته وطيف الغضب يسيطر عليها، ليجيبها بانفعال بسيط:
_ علاقة زنا يا ندى  استريحتي! 
_ ايه ده؟!  دي أكيد بني آدمة زبالة أوي ومش طبيعية .
هتفت بدهشةٍ بعد سماعها حقيقتها منه فهزّ رأسه بإيجاب ثم قال بأسف :
_ في بنات كتير للأسف بقت كده...
_ تقصد ايه بكثير دي يعني كان في حد تاني؟!
سألته بتوجسٍ ، ليزفر بضيق ثم غيّر مسار الحديث وهو ينهض عن المقعد متجهًا للداخل:
_ندى سيبك من الكلام ده يلا  هرجعك القصر أنتِ وياسمين عشان الوقت أتأخر .
_عصام لو سمحت جاوبني على سؤالي تقصد ايه بالكلام ده ؟
سألته بعد أن طاف لها شكوك مريبة، فاندهش من حديثها وقال بسخطٍ :
_ أجاوبك على أيه أنا كل اللى قولتهولك ان في بنات كتير من النوع الوقح ده 
_ ما أنا عايزة أعرف تقصد ايه بالبنات دي ؟
أجابته باستياء جعله ينفعل بغضب، فركل الطاولة بقدميه بعنفٍ، وحاول مجددًا يسترد تحكمه بأعصابه وحينما فشل صاح بها: 
_هو تحقيق يا ندى؟!
_ لا مش تحقيق، ده سؤال .
أجابته بخوف وعينيها تتهربان منه، شعر بخوفها فعاد لمقعده، ثم احتضن كفها ورفع رأسها لتنظر إليه معتذرًا منها:
_ أنا آسف ياحبيبتي مقصدش صدقيني، بس حادثة آسر مأثرة عليا شوية.
_ أنا اللي آسفة المفروض أني متكلمش في الظروف دي
أجابته معتذرةً لعدم تمكنها من السيطرة عبى غيرتها الواضحة، فأزاحت دمعاتها وهؤ تجيبه بمزحٍ حمل غيظها من بين اصطكاك أسنانها:
_أعمل إيه  قولي و أنت كل ما تمشي في حتة تتعاكس، أمشي وراك أنا ولا أعمل ايه؟
وبصوت منخفض بعد أن لاحظت نظرات الناس إليهما أردفت :
_مهما معذورين بردو، لازم يتجننوا من شياكتك وحلوتك وبذات عينك الزرقة دي. 
راقبها بعدم تصديق، وانفلتت منه ضحكاته، فردد بسخرية: 
_ معرضين المواضيع! 
أشاحت وجهها وهتفت بغضب طفولي :
_بتتريق حضرتك أنا غلطانة أني بتكلم معاك سلام .
قامت عن مقعدها ليقف ويمسكها من ذراعها ثم أخبرها بجدية عاشقة :
_أنا عمري ما بصيت ولا هبص لحد غيرك، لأنك قبل ما تملي عيوني أنتِ ماليَة قلبي، أنتِ كل حياتي .
شعرت بفرحة من حديثه الذي بث الطمأنينة في قلبها فنظرت لعينيه المحببة وهمست بكلماتها التائهة:
_ بأحبك. 
_مش أكتر مني. 
منحها الجواب الأخير المطمئن فانزوت بين أحضانه، والاخير يجابه تلك المشاعر القاتلة داخله، فابعدها متلفظًا بغيظ:
_طب أمشي بقى من قدامي بدل ما أتهور عليكي .
شعرت بما في داخله لترفع يدها نحو صدره وبدلال قالت :
_ الله بلاش أتدلع على جوزي حبيبي ؟!
_يا بنتي إمشي من قدامي واخزي الشيطان! 
هتف بضيقٍ ، فركضت ندى من أمامه واستدارت وهي تغمز له بمشاكسة: 
_  وعلى ايه الطيب أحسن يا بوص! 
**********
تساءل خالد مستفسرًا باهتمامٍ لحازم بعدما زار آسر بالغرفة: 
_قولي ايه اللي حصل في المخزن؟ 
صدحت ضحكة حازم الرجولية، وقال بفخر :
_ بصراحة عصام ده معلم يستاهل لقب البوص بصحيح. 
_ ليه عمل ايه ؟
سأله خالد بفضول، فأجابه الآخر :
_ خلى البت تعترف بكل جريمها في ظرف ثانية .
أكد له بناء على خبرته: 
_دماغه سم! 
زفر حازم متذكرًا ماضيهما قائلًا:
_أنت هتقولي ده كان في القسم أمه داعية عليه اللي يوقع تحت إيده.
_احم حازم...
حاول خالد إن يجعله ينتبه لعودة عصام للغرفة، لكن الآخر استمر بحديثه بتذمرٍ: 
_ كان عامل شبه مصاص الدماء.
_حازم...
كرر مناداته، بينما الآخر استمر في حديثه:
_ده الظباط كانوا بيخافوا منه قبل المجرمين ياشيخ.
_أيوا وإيه كمان ؟
هذه المرة صوت عصام ينبعث من خلفه، أفزع حازم بينما كتم خالد وآسر ضحكاتهما، هتف حازم متصنعًا جديته:
_ حبيبي والله.
_ما كنت من شوية مصاص دماء!.
أجابه بسخرية وهو يعيد شيئًا مما قاله عنه، شعر حازم بالارتباك فالتفت لخالد وآسر ثم قال بتوتر :
_مين ده اللي مصاص دماء أنا قولت كده؟
حرك آسر رأسه بإيجاب بينما رفع خالد كفيه بأنه لا يعرف، ابتلع ريقه بوجلٍ ثم نظر لعصام الذي سأله بهدوء :
_بقى أنا كده؟
حرك حازم رأسه بنفي بينما آسر حرك بإيجاب ، فكرر عصام السؤال بحدة أقل : 
_ هقول أيه ما أنت جبان! 
حرك رأسه نافيًا مجددًا، فتعالت ضحكات عصام واقترب من أخيه ليتفحص وضعه الآن،  ثم جذب مفاتيح سيارته واستعد للرحيل. 
تساءل خالد باهتمام: 
_عصام  أنت راجع القصر ؟
أشار مردفًا: 
_هرجع ياسمين وندى.
_خدني معاك متسبنيش مع الحيوانات دي.
اندفع يلملم اشياءه بينما ضحك عصام قائلًا :
_ تنور يا حبيبي. 
أوقفه آسر قائلًا بخوف:
_ استنى ياخالد متسبنيش مع الواد ده.
نظر عصام وخالد لحازم فقال عصام موجهًا بصره إليه :
_على شغلك مشفش وشك هنا تاني سامع؟
_من غير عصيبة  يا عم سلام يا شباب. 
وانسحب فورًا مغادرًا الغرفة ، نظر آسر لخالد بقلق ثم سأله:
أنت هتنام هنا معايا صح؟
_مضطر يا خويا.
أجابه خالد على مضض، لتتسع ابتسامة آسر وهتف بمرح :
_عسل يا خلّود.
وبالفعل عاد الجميع إلى القصر .
**********
انشغل حازم بالحديث مع صديقٍ له على الهاتف أثناء  في رواق المشفى، ليصطدم دون قصدٍ منه بفتاة تحمل أوراقًا كثيرة تبعثرت حولهما ، فصرخت بحدةٍ أنثوية : 
_أنت أعمى مبتشوفش ؟
قالتها وهي تلملم الأوراق عن الأرض، فأغلق الهاتف ، ينظر لها بحدة إليها وبعصبية قال: 
_ بتقولي لمين الكلام ده!  إنتي اللي شكلك متربتيش! 
توقف لسانه عن النطق عاجزًا عن استكمال ما بدأه حينما استقامت بوقفتها قبالته، فصاحت به بانفعالٍ، ولكنه لم يحرك له جفن، قرددت باستغرابٍ لما أصابه: 
_أنت يا أفندي أنت أنا بكلمك.
قاطع شروده بها صوتها الرقيق الغاضب، فقال معتذرًا :
_ عايزة ايه ؟
_ أما أنت بني آدم بارد صحيح يعني تخبط فيا وتوقعلي الأوراق كده وفي الأخر تقولي عايزة ايه ؟
انفعالها الرقيق أدهشه فكاد يصل فمه إلى الأرض من شدة اندهاشه بجمالها ولم يستطع منع تلك الجملة التي تهاجمه: 
_تتجوزيني ؟
سؤاله الذي خرج من اللاوعي جعلها تنظر له بسخرية ، ثم هتفت باستهزاء:
_أنت مجنون صح ؟
ابتسم بعفوية ثم أجابها بإصرار :
_والله ما مجنون بصي هتجوزك هتجوزك حتى لو هخطفك  أنا قررت وانتهينا يا مزة! 
رمقته بنظرة ساخطة وغادرت من أمامه ليبقى مصدومًا بما حدث ، وقال في نفسه :
_هو في جمال بالشكل ده! 
**********
 أبدل عصام ملابسه إلى سروال رمادي يصل إلى ركبتيه و "تي شيرت" أبيض ضيق بيرز عضلات جسده ، وتوجه إلى غرفة خالد .
***********
_خالد أنت كويس ؟
سألته ياسمين التي تقدمت نحوه بخطوات متفحصة له، وجدته يجلس على كرسيه يفرك جبينه، رفع بصره إليها وهمّ بالنهوض قائلًا:
_أنا كويس متقلقيش.
تعجبت حينما وجدته يرتدي ملابس الخروج، فسألته بدهشة:
_أنت خارج تاني؟
هز رأسه وهو يجيبها:
_ راجع لآسر المستشفى.
_بس انت شكلك تعبان عشان خاطري يا حبيبي متخرجش .
هتفت بقلقٍ ، لتسمع صوت ندى الساخر من خلفها:
_احم احم طب بالنسبة لأخوكي اللي مرمي في المستشفى ده نسيبه بموت كده عادي ولا ايه ؟
انفعل خالد بعصبية قائلًا :
_أنتِ مالك أنتِ يا حيوانة ايش حشرك ؟
نظرت إليه بصدمةٍ ثم سألته :
_أنا حيوانة يا خالد؟
تهدلت معالمها بحزنٍ ورددت بصوت مهزوز:
_معتش تكلمني تاني. 
****************
ردد حازم بشراسةٍ: 
_ ازاي أسيبها تتجوز غيري ده أنا كنت أقتلها و أقتله.
رفع عصام حاجبه باستنكار يتبادل معه الحديث بسخرية: 
_يعني لحقت في الخمس دقايق دول تقرر أنك هتتجوزها!!
أجابه حازم بغمزٍة خبيثة: 
_ أصلها موزه موزه يعني.
_يعني أي حد يشوف واحدة حلوة يجري يقولها هتجوزك بالذوق أو بالعافية!!
قالها عصام بحدة، في حين اجابه حازم بكلماتٍ يؤكد حديثه: 
_ أحنا في عصر السرعة يا مان.
أشار عصام بعينيه إلى الخارج، يردف بغيظٍ  : 
_بره يا حازم.
نظر حازم بحنقٍ، وأردف بضيقٍ: 
_يا جدع بقولك هموت لو متجوزتهاش و أنت بتقولي برة.
نظر عصام ببرودٍ، ثم قال بنبرة مخيفة: 
_ أطلع على رجليك أحسن ما تطلع على المشفي. 
نظر حازم  بغرورٍ، يردد بثقةٍ: 
_متقدرش  أنا أقوى منك.
رفع عصام حاجبه بدهشةٍ مصطنعة، يردف بصدمةٍ مزيفة :
_بجد ودي عرفتها لوحدك ولا حد قالك؟!
اجابه بثقةٍ:
_مش محتاج أن حد يقولي واحد متقاعد من الشرطة بقاله 3سنين أكيد نسى اللي اتعلمه  
نزع عصام ساعتها بهدوءٍ، وعلق على حديثه بسخطٍ: 
_ يمكن!!
اتسعت عين حازم بتوترٍ، وصاح حينما رأى الساعة توضع جانبًا: 
_ أنت بتعمل ايه؟!  
_ولا حاجة، أنا بس خايف عليك للساعة تعورك ولا حاجة!
قالها وهو يتقدم منه،  في حين تراجع حازم يردف بخوفٍ :
_ لا أطمن ولا أقولك أقلعها لتعورك أنت ...   ايه دا ندى ايه اللي جابك دلوقتي بس!
قطبت ندى جبينها بتعجبٍ، وتساءلت بدهشةٍ  وهي تغلق الباب: 
_ ليه في إيه؟! 
اجابها حازم ببلاهةٍ كما يفعل آسر: 
_ البوص هيتضرب! 
_ بجد ومين ده اللي هيعمل كده!!
قالتها  بضحكٍ على حديثه،  ليجيبها حازم بحنقٍ : 
_ أنا مش مالي عينك ولا ايه؟!
رددت ندى ضاحكة : 
_ ما بلاش! 
تمتم حازم بغرورٍ : 
_ خايفة عليه!!
حركت رأسها بنفيٍ، وهي تردف بشفقةٍ:
_ لا عليك أنت! 
حرك حازم رأسه نافيًا، يردد بصوتٍ واثق : 
_لا متقلقيش.
تقدم حازم منه وهو يردد بحماسٍ لما يفكر فعله:
 _ ده أنا هقطعك!
كور حازم يده لتصبح كقبضة قاسية،  يكيل بها عصام ولكن بمهارةٍ عالية تفادها،  ليعود حازم بتكرر لكمته مجددًا بصورة احترافية أكثر ولكن أمسك عصام بقبضته بقوةٍ ثم أدار ذراعه بقوةٍ  ،  ليصرخ حازم بقوةٍ، في حين ارتفعت ضحكات ندى وهي تردد:  
_ مش قولتلك بلاش.
ترك عصام يد حازم الذي لا يزال يصرخ على ما حدث لها وصرخ بألمٍ : 
_ايدي آآآه!!
ولج  أحمد للداهل بدهشةٍ من سماع صوت الصراخ الذي أحاط بقصره بعد غياب آسر،فتساءل بدهشة : 
_في إيه؟  إيه الصوت ده... آسر مش موجود، مين اللي بيصرخ!
أجابه حازم بصوتٍ متألم: 
_ده أنا يا عمي ابنك كسر دراعي آآآه. 
دُهش أحمد مما يتفوه به، وتساءل بدهشةٍ: 
_عصام؟!
رد حازم بتهكمٍ :
_ هو أنت عندك حد مفتري إلا هو!! 
ردد أحمد ضاحكًا : 
_ الصراحة لاء.
علق عصام على حديثه، وهو يرتدي ساعته مجددًا: 
_عشان تتعلم تتحدى اللي قدك.
نظر له بقهرٍ،  وردد بألمٍ : 
_حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ.
نظر له بتعجبٍ لما فعله، ليباغته بسؤالٍ يعتريه الحيرة: 
_ليه كده يا عصام ده حازم صديقك المقرب؟!
اجابه عصام ببراءةٍ : 
_وأنا مالي يا بابا مش هو اللي عامل فيها باتمان وجايلي برجليه أنا يعني اللي قولتله أديلي ايدك أكسرها!! 
اتسعت عين حازم بفزعٍ، وصاح بذعرٍ وهو يمسد على يده : 
_ايه ده هو أنا ايدي كده اتكسرت؟!
اجابه أحمد بتعجبٍ: 
_آه يابني؟!
حرك أحمد يده أمام وجه حازم الذي صمت فجأة، يردد بقلقٍ :
_أنت كويس يابني؟!
صلحت ندى ضاحكة: 
_ بينه بيستوعب لسه!!
صرخ حازم  فجأة بصوتٍ أفزع الجميع: 
_لا ايدي مكسورة الحقوني مستشفى بسرعة ياعمي!!
تمتم أحمد ضاحكًا : 
_ حاضر أهدى بس. 
حرك  رأسه بنفيٍ، يردد بألمٍ : 
_هي الحاجات دي فيها هدوء، بيقولك كسر!!
نهض عصام من مكانه، يردد ببرودٍ: 
_طب تصبحوا على خير بقى.
_نعم أنت كسرت ايدي ورايح  تنام.
قالها بغيظٍ،  في حين تقد عصام ذراعه لصدره،  يردف ببرود:
_ والمطلوب؟!
احتقن وجه حازم بغيظٍ، يردد بضيقٍ:
_ وديني أي مستشفى بسرعة!!
ردد عصام بذات النبرة الباردة : 
 _لاء.
نظر حازم إلى أحمد، يردف بحنقٍ: 
_شايف ابنك يا عمي.
نظر أحمد إلى عصام، يردف بعتابٍ : 
_ عنده حق.
_حق فين يابابا هو اللي بدأ.
قالها عصام بهدوءٍ،  في حين علق أحمد بتهكم: 
_يعني عشان هو اللي بدأ تكسرله دراعه!!
صرخ حازم مجددًا ما أن حاول أن يمسك ذراعه : 
_آآآه ده أنا كنت بقول هربيه!.
حدجه عصام بنظرة غاضبة، يردد بنفذ صبر : 
_وأديك اللي إتعلم عليك وبالقوي كمان. 
حرك رأسه بايجابية، يردف برجاءٍ : 
_ماشي ماشي بس وديني المشفى بسرعة قبل ما أموت.
ضحكت ندى على طريقته،  ثم قالت بشفقةٍ: 
_ تصدق صعبت عليا عصام وديه عشان خاطري.
اجابها عصام بحبٍ: 
_حاضر ياقلبي عشان خاطرك بس أنا مقدرش أزعلك . 
تقدمت ندى له تردد ببسمةٍ خجولة : 
_ربنا يخليك ليا.
_ ويخليكِ ليا يا روح قلبي 
قاطع حازم حديثهما بصراخٍ  : 
_ أنا بموت و أنتم مقضينها رومانسيات!! 
حدجه عصام بنظرةٍ غاضبة، يردف بحدةٍ:
_أنت بتزعق لمين ياحيوان!!
ردد حازم بتعبٍ: 
_بعتذر على المقاطعة بس متنساش إن في إيد هنا من التلافيات
لاحظ عصام نبرات صوته المتعبة، فإردف باقتضاب: 
_يالا يا اخويا. 
******** 
ما أن وصل للمشفى حتى اندفع للاستقبال يردد بذعرٍ: 
_شوفيلي دكتور بسرعة ايدي مكسورة!!
منحته نظرة متفحصة، ثم قالت بعملية: 
_الف سلامة على حضرتك يا فندم. 
وأشارت لاحد الممرضات قائلة:   : 
_ أمل ودي الأستاذ للدكتورة منة هي اللي موجودة حاليًا.
أومأت الممرضة برأسها وأشارت له بابتسامة صغيرة: 
_أتفضل معايا يا استاذ 
همس وهو يلحق بها : 
_وراكي على طول بس رجاءًا السرعة مطلوبة.
************  
_خالد أنت ياض أصحى 
قالها آسر وهو يلكزه،  في حين نفخ خالد بغيظٍ وهو يردد بضيقٍ : 
_عايز ايه يا زفت؟!
أجابه آسر سريعًا: 
_تعال أعدلني عشان أكل جعان. 
نظر خالد بغيظٍ، يردد بحنقٍ: 
_الصبر يارب أنا مش لسه منيمك؟! 
تذمر آسر بطفولية: 
_جعان يا أخي الله!
عاونه خالد بالجلوس، وبالفعل تناول آسر الطعام بمساعدة خالد وما أن انتهى ردد خالد بتهكمٍ:
_كده تمام أنام بقى ولا لسه في حاجة؟!
اجابه آسر براحةٍ :  
_لا كده تمام.
عاد خالد للنوم، ولكن لم تمر نص ساعة حتى عاود آسر النداء مرة أخرى:
_ واد ياخالد. 
مسح على وجهه بنفاذ صبر : 
_عايز ايه تاني؟! 
ردد آسر ببراءةٍ:
_عايز  أشرب!
نظر له بتعبٍ، يردف بخمولٍ: 
_لازم يعني!! 
رد آسر بسخطٍ : 
_ٱمال أموت ياجدع!
نهض خالد من مكانه، يتمتم بضيقٍ وهو يحضر له الماء: 
_لا وعلى إيه أتفضل.
تناول آسر  من الكوب ثم شربه وما أن انتهى حتى أعاد له الكوب يردد بشكرٍ : 
_متشكرين.
تساءل خالد بنعاسٍ :
_ أتخمد بقى؟ 
وضع آسر رأسه على الوسادة، يردف بضيقٍ : 
_أتخمد يا اخويا!
عاد خالد مكانه مجددًا، يغفو مكانه، ليعود آسر بالنداء بعد مدة لم تزد عن ربع ساعة:
آسر  : 
_واد ياخالوده خالد..  خالد.
مسح خالد وجهه بعصبيةٍ، يردد بانفعالٍ : 
_يادي النيلة عليا عايز ايه من سي  زفت!!
اجابه آسر ببلاهةٍ :
_ مش جايلي نوم!!
رفع خالد حاجبه، يؤدد باستنكار  : 
_و أنا أعملك ايه إن شاء الله؟! 
رمش باهدابه يفكر،  ثم قال بمللٍ: 
_أصل النومة مملة كده ما تشغلنا أغاني ولا حاجة!!
اتسعت عين خالد بصدمةٍ، يردف بذهولٍ: 
_أغاني هنا بالمستشفى؟!
_الله وأيه يعني شغل شغل مزاجي حلو أوي سها قالتلي يا قلبي أمال لما أتجوز هتقولي إيه!!  
قالها آسر بهيامٍ،  ليزمجر خالد بحدةٍ  : 
_عارف يا آسر إن ما نمت والله لخلص عليك ومش هتلحق تتجوز عشان تسمع حاجة!!
اتسعت عين آسر برعبٍ ثم قال: 
على ايه أنام أحسن!!
************** 
على صوت حازم المغتاظ من شرود الممرضة بمن تسبب له بذلك الألم فصاح بضيق:
_بدل ما أنتِ عمالة تبحلقي للواد روحي أستعجلي الدكتورة هموت بقولك! 
اجابته الممرضة بضيقٍ  : 
_يا أستاذ الدكتورة جاية ورايا حالًا.
أشار لها عصام يردد ببرودٍ:  
_طب روحي أنتِ  شوفي شغلك. 
تمتمت  برقةٍ : 
_ما أفضل معاكم يمكن تعوزوا حاجة!
رمقها حازم بنظرة محتقرة، ثم قال: 
_لا متشكرين وبعدين أنتِ من قسم إستقبال هتساعدينا أزاي؟! 
أتت الممرضة تفتح الباب، وتقدما نحو حازم، تتفحص ذراعه بعينيها، ثم قالت بعمليةٍ : 
_ أتفضل معانا وياريت لو لابس اي خاتم أو دبلة تعطيها للأستاذ.
تمتم حازم  بفزعٍ:
_ ليه هموت؟! 
علق عصام بحنقٍ : 
_غبي!!
اجابته الممرضة بضحكةٍ خافتة: 
_ متقلقش هنعمل لحضرتك أشعة عليها وبعدين الدكتورة تشوفها.
نهض معها حازم، يردد باطمئنان : 
_إذا كان كده ماشي.
********** 
_ واد يا خالد.  
قالها آسر بمللٍ، في حين تمتم خالد بحنقٍ:
_عايز أيه عاشر!
نداء صغير منه أفقد خالد صوابه، فأجاب آسر  بتصحيح: 
_تقصد رابع.
انتفض خالد بغضبٍ، يردف بضيقٍ  : 
_ أنت  شكلك مش ناوي تنام النهاردة!
حرك آسر رأسه بايجابية، يجيب بدلالٍ  :
_آه  أصل مش عارف أنام هات رجلي دي كده وايدي كده يمكن يجلي نوم.
رفع خالد حاجبه بغيظٍ، مرددًا : 
_وأنت متجبهمش ليه أتشليت!
نظر آسر ببراءةٍ يجيب  :
_ لا بس عامل عملية.
تسارعت وتيرة انفاسه، يردف بحنقٍ  : 
_متمنحنش صبري كتير يا آسر!
شهق آسر بشكلٍ درمي، يردد بمزاحٍ:
_صبري مين والله ما اعرفه!!
حدق به خالد قليلًا، وقد بدأ يشعر ببوادر إصابته بجلطة.
************* 
دلفت الطبيبة إلى  الغرفة التي يقبع بها حازم،  ولكنها توقفت فجأة تردد بصدمةٍ:
_هو أنت؟! 
اجابها حازم بهيامٍ :
_  أنتِ!! يا مسهل الحال يا رب، لو كنت عارف أني هقابلك تاني كنت خليته عملها من الصبح. 
تقدمت منة بحنقٍ، ورددت بجدية وهي تتفحص الفحص: 
_دي كدمه، متقلقش الموضوع بسيط. 
ردد حازم بسعادةٍ: 
_ لا أنا مش قلقان خدي راحتك على الأخر.
اشارت له ببرودٍ : 
_طب أبعد شوية عشان أعرف ألف إيدك.
_ما ينوبك في أمي الغلبانة دي ثواب وتتجوزيني ياشيخة 
قالها حازم بهيامٍ،  في حين اتسعت عين منه بصدمةٍ تردد: 
_يا ابني أنت مجنون 
رد حازم ببسمةٍ : 
_ لا بس شوفتك أتجننت.
انتهت منة من لف يده، وهي تردد بجدية: 
_كده تمام أتفضل. 
_أتفضل فين أنا قاعد معاكِ هنا لما توافقي على الجوازة
قالها وهو يجلس باريحية،  في حين علقت منة بذهولٍ : 
_ أنت مش طبيعي!!
اردف بهيامٍ: 
_لازم اللي يشوفك يتجنن!
أشارت منة نحو الباب تتمتم بصوتٍ حاد : 
_أخرج من هنا بدل ما أطلب الأمن.
رفع حازم  حاجبه وهو يمد يده لها بثقة : 
_ ما أنا الأمن بذات نفسه معاكِ الرائد حازم المغربي! 
تركت منة يده وغادرت الغرفة بنفاذ صبر، فركض خلفها يردف بتعبٍ:
_يا بنتي أستني الكلام أخد وعطا. 
تعجب عصام من ركض حازم للخارج خلف تلك الطبيبة، فاتجه إليه متسائلًا بدهشةٍ:
_في ايه يا حازم؟!
ابتسم حازم  بسعادةٍ، متمتمًا ببهجةٍ طاغية على ملامحه: 
_لقيتها يا عصام لقيتها.
قطب جبينه بتعجبٍ: 
_هي مين دي؟!
اجابه سريعًا: 
_المزة.
_مزه مين دي؟!
سأله عصام بتعجبٍ يزداد في طياته،  في حين غمز حازم له يردد :
_عيب يالا هتبقي مرات أخوك أنا قررت خلاص.
وبفرحة استطرد:
_ دي طلعت دكتورة واسمها كمان منة ياريتك كسرت ايدي من زمان.
وتابع بتفكيرٍ:
_ أنا لازم أتحجز هنا في المستشفى دي بأي طريقة أفتح دماغي الله يخليك.
رفع يده بالهواء،  يردف بنفذ صبر : 
_صبرني يارب أنا هروح أبص على آسر قبل ما أخلص عليك! 
********* 
_بص ياحيوان، أنت هتنام يعني هتنام فاهم.
قالها خالد بانفعالٍ حاد،  في حين تذمر آسر بحنقٍ: 
_براحة عليا يا خالد لسه عامل عملية يا جدع الله.
دلف حازم إلى الغرفة، فتفاجئ خالد مما أصابه،وخاصة حينما دفعه اثنين من الممرضات بسرير متحرك، فهرع اليه بتساءل بدهشةٍ: 
_حازم ايه ده؟!
اجابه حازم  ببلاهة: 
_سرير.
علق بسخطٍ : 
_ما أنا عارف ليه يعني!! 
تمتم حازم  بحبٍ متذكرًا منة :
_ أصل قررت أقعد مع آسر هنا 
لأني بحبه جدًا.
تهلل سرير خالد ثم قال وهو يحمل متعلقاته: 
_والله كلك ذوق سلام أنا بقى.
صرخ آسر  بقوةٍ:
_خالد متسبينش!!
تقدم حازم منه يردف بجدية: 
_أنا قررت أني هقعد معاك يا أسوره 
نظر له آسر بضيقٍ، يردد بتذمر:
_ وأنا مش عايزك يا جدع هو بالعافية.
ردد خالد بثناءٍ على منقذه : 
_ ده حازم لطيف جدًا.
علق حازم بسخطٍ: 
_لطيف ايه ياخويا!!
أكمل خالد بذات النبرة:
_جدًا.
_في ايه هنا؟ 
قالها عصام وهو يدلف للغرفة،  ليسرع آسر بالحديث: 
_الحقني الله يخليك، أبعد صاحبك الرزل عني أنا مش ناقص.
تمتم حازم بحزنٍ مصطنع: 
_ليه كده يا أسوره؟!
ردد آسر بحنقٍ: 
_بلا أسوره بلا زقت أنا مش عايز إلا خالد.
رفع خالد حاجبه بسخريةٍ، يردد بنبرة مغتاظة: 
_آه عايز خالد عشان تكمل اللي فاضل منه! الله يهديك ياحبيبي أقعد مع زومي حبيبك وهو مش هيعملك حاجة  حتى بص خد فونك أهو لو حصل من الحيوان ده حاجة أديني رنة و أنا حتى لو نص الليل هاجي وإن شاء الله مش هيحصل عشان حازم عاقل و أنت أعقل منه يالا سلام أنا بقى
سحب خالد عصام إلى  خارج الغرفة ليردد عصام ضاحكًا  : 
_ كان فاضل شوية وتبوس على إيده عشان يسيبك تمشي! 
تمتم خالد بحنقٍ: 
_ما أنت متعرفش الحيوان ده بيعمل فيا ايه! 
علا ثغره بسمة ساخرة،  وأشار له بالرحيل متمتمًا: 
_طب يالا خلينا نطلع من هنا.
توقف خالد فجأة وهو يتفحص جاكيته، فردد بدهشة: 
_شكلي نسيت موبيلي عند الزفت آسر!!
_خلاص روح جيبه واعطي مفاتيح عربيتك لحازم لأنه جاي من غير عربية هستناك تحت
قالها بهدوءٍ،  في حسن اومأ خالد بايجابية  : 
_اوكي
************** 
_ خلاص بقى يا آسر الله والله هقعد بأدبي. 
قالها حازم بهدوءٍ، والأخر ينظر له باقتضاب، ويصيح بنبرة متهكمة  : 
_ أما نشوف 
ضغط حازم على زر لتأتي الممرضة له،وما أن ولجت للداخل حتى أخبرها بألمًا مزيفًا: 
_ لو سمحتي هاتيلي الدكتورة منة بسرعة إيدي هتموتني.
هروالت الممرضة نحو الخارج لتبلغ الطبيبة بما يصيب مريضها، فتساءل آسر  بفضولٍ: 
_ أنت أتجبست أمتى؟! 
اجابه بسخطٍ ممزوج بحسرة: 
_ أخوك بترسم شوية عليه  قام واخدني كسر على طول.
حرك آسر رأسه متفهمًا، وهو يردد بأسفٍ : 
 _ حصلت معايا كثير.
_ أنت!!
قالها حازم بصدمة،  فاجابه آسر بايجابيةٍ : 
_يس. 
تمتم بذهولٍ: 
_نهار مش فايت  ده الرجل ده مش بيهزر.
أجابه آسر بسخطٍ : 
_ سيبك منه وقولي أنت ماشاء الله عليك زي الحصان أهو وصحتك بومب أمال راقد ليه؟! 
بسط حازم يده على وجه آسر يردد بغيظٍ :
_ الله أكبر. 
نظر آسر له بمكرٍ، يردد بفضولٍ  : 
_باعت للدكتور ليه بقى!!
أجابه حازم بهيامٍ بعدما تذكر ملامح منة: 
_دي قصة حب عمري، ده أمال أنا هقعد معاك هنا ليه مش حبًا فيك يعني... أنا مش هطلع من هنا اللي لما توافق أنها تتجوزني!!
ابتسم آسر بسعادةٍ، ثم قال بحماسٍ: 
_اشطا قصة حب، لا أحكيلي يامعلم حبتوا بعض من كام سنة!
حمحم حازم بحرجٍ يجيبه:
_لا هو من 3ساعات ودقيقتين بالضبط.
نظر له بصدمةٍ، وتمتم باستهزاءٍ: 
_ 3 ساعات وحب عمرك أمال لو 3 سنين كنت عملت ايه؟!
اجابه حازم  بهيامٍ : 
_ كنت عملت كتب تحكي عن قصة حب حازم ومنون.
_مين منون دي!!
سأله آسر بتهكم،  ليجيبه حازم بغيظٍ :  
_لم نفسك وأتكلم على حبيبتي عدل.
نظر آسر قليلًا له ثم قال  : 
_ ده أنا مطلعش بس اللي غبي في أغبى مني ألف حمد وشكر ليك يا رب.
دلف خالد إلى الغرفة، يردد : 
_مساء الخير عليكم.
ابتسم آسر بسعادةٍ، وردد ببهجةٍ  :
_كنت عارف أني مش ههون عليك يا خالود.
اجابه خالد وهو يحمل هاتفه عن الكومود: 
_لا يا أسوره ده أنا نسيت الفون بتاعي وماشي على طول.
ردد حازم بضحكٍ :
_ يا كسفتك ياحازم.
حدجه آسر بغيظٍ، يغمغم بصوتٍ متضايق  :  
_بس ياحيوان.
لوح خالد بيده،  يردف بضحك : 
_ طب سلام بقى.
غادر الغرفة يتفحص هاتفه ليجد اثنى عشر مكالمة فائتة من ياسمين، اتسعت عينيه بصدمةٍ، وهمس بقلقٍ: 
_ كل دي مكالمات ياترى في اي!!
اصطدم خالد بالطبيبة منة دون أن ينظر لها، ليردف باعتذارٍ:
_ أسف ما أقصدش.
اتسعت عين منه بصدمةٍ، وقالت بسعادةٍ: 
_خالد مش مصدقة نفسي، عامل ايه معقولة أرجع أشوفك تاني!!
اجابها بايجازٍ: 
_ أنا الحمد لله.
رددت منة بنبرة تحمل حبًا لم يمت بعد: 
_ أنت غيرت رقم فونك أصلي حاولت أكتر من مرة أكلمك معرفتش أوصلك.
اجابها خالد  باقتضاب: 
_اه غيرته أنا  أكتر حاجة بغيرها الأرقام.
ضحكت على طريقته وأخبرته بنبرة ذات مغزى : 
_ اه عارفة الخطوط والعريبات أكثر حاجة بتغيرها.
عاد رنين هاتف خالد،  لينظر له براحةٍ وأخيرًا سيبتعد عنها، فاستأذن منها على مضضٍ:
_طب عن  أذنك يا منه.
أوقفته منه متمتمة برقةٍ: 
_بس احنا لسه متكلمناش!!
نظر لها  بهدوءٍ ثم قال: 
_ أكيد هنتكلم بس مرة تانية.
تطلعت للخاتم الذي يرتديه خالد بين أصابعه، فسألته بصدمةٍ ظاهرة:
_هو  أنت خطبت؟!
اجابها خالد باختصار:
_ أيوة. 
رددت منة بحزنٍ خفي: 
_ياسمين صح!
تمتم خالد بكلماتٍ تحمل صفعة قوية لها : 
_أكيد أنا ممكن أغير رقم الفون وأغير عربيات كتير بس حبي لاء.
فهمت منة ما يريد خالد أن يصل لها، لتتمتم ببسمة مزيفة: 
_ربنا يخليكم لبعض.
ابتسم بمجاملةٍ، ثم قال مغادرًا: 
_ عن أذنك.
اوقفته منه بلهفةٍ : 
_خالد مقولتليش هنشوف بعض تاني!
رد باقتضاب : 
_ربنا يسهل.
توجه إلى الأسفل ليغادر المشفى وهو يجيب على هاتفع بحبٍ:
_ألو أيوه يا حبيبتي. 
رددت ياسمين بتذمر:
_كل ده يا خالد عشان ترد أنا أتخضيت عليك.
اجابها خالد باعتذارٍ: 
_أسف والله ما سمعته كنت عانله صامت عشان أنام.
واسترسل باهتمامٍ:
_كان فيه حاجة ولا أيه!!
نفت حديثه،  مرددة  بخجلٍ  : 
_لا كنت عايزة أطمن عليك.
ابتسم وهو يخبرها بصوتٍ هادئ  : 
_لا أطمني يا روحي أنا كويس وراجع القصر مع عصام.
رددت ياسمين بسعادة لمست قلبه: 
 _بجد!! 
أجابها بحبٍ: 
_للدرجادي وجودي بيفرق معاكِ!
خجلت  من حديثه، وقالت بحرجٍ: 
_هتندمني اني بكلمك يا خالد.
ردد خالد ضاحكًا : 
_ قلبك مش هيطوعك تعمليها. 
توردت وجنتيها بحمرة،  تردد بخجلٍ:
_ خلاص كفاية.
ضحك على طريقتها وعلم أن  وجنتيها قد تلونتا بالحمرة،  ليردف بحبٍ:
_ خليكي زي ما أنتي أنا راجعلك حالا أتفرج على الكريز
واستكمل طريقه للاسفل ولم يلاحظ وجود منة التي تراقبه وغيرتها  تكاد تلهبها من فرط النيران، بعدما استمعت لحديثه وغزله الصريح لمعشوقته.
************
ضغط عصام على هاتفه يرن على ندى، لتجيبه بصوتٍ خافت:
_ الو.
_صحيتك من النوم؟؟
قالها عصام بهمسٍ، في حين أخبرته بصدقٍ : 
_لا أنا صاحية.
علق عصام بدهشةٍ : 
_ لحد دلوقتي!! 
رددت برقةٍ : 
_مش جايلي نوم.
سألها عصام بحبٍ: 
_ليه ياقلبي؟!
عضت ندى على شفتيها بحرجٍ، ثم قالت: 
_عايز الصراحة.
_أكيد.
رددت ندى بسعادةٍ: 
_مش عارفة أنام من غير لما أرزل عليك. 
ضحك  بشدة وصاح باعجابٍ: 
_ لا صريحة  أووي!!
نادته بنبرتها الخافتة: 
_عصام.
اجابها بحبٍ: 
_روح قلبي! 
سألته بمكرٍ : 
_هتجبلي شوكولا وأنت راجع النهاردة؟ 
_اه أنتِ إبتديتي الرزلة صح! 
قالها بمشاكسةٍ،  لتردف ندى بحزنٍ مصطنع : 
_كده طب أنا زعلت منك هاه!!
ردد  بضحكٍ ممزوج بلهفته : 
_لا كله الا زعل ملكة قلبي بس كده حاضر هجبلك أحلى شوكلا.
أخبرته بدلالٍ  : 
_كده أحبك يا بوص. 
ضحك على طريقتها مرددًا: 
_و أنا بموت فيكِ يا قلب البوص. 
 واستطرد بسخريى: 
_ أنتِ في الفون واحدة ثانية خالص...غير لما بكون جنبك!!
تمتمت ندى بخجل:
_ بتحرج منك. 
ضحك  على حديثها، وقال باستهزاءٍ: 
_خلاص كل ما أحب أسمع كلام حلو هطلبك فون! 
حركت ندى راسها بايجابيةٍ، تردد بدلال:
  _معنديش مانع! 
ضم شفتيه معًا وتوعد لها: 
_ماشي يا ندى أما أرجعلك بس. 
ضحكت بخفةٍ، ورددت بمرحٍ : 
_لا أحنا أسفين يا بوص.
علق  باستنكار: 
_أسفة كده حاف غير مقبولة.
عقدت ندى حاجبيها ورددت بدهشةٍ: 
_طب أعمل ايه عشان تتقبل!!
اجابها بخبثٍ : 
_أما  أرجع  هقولك.. سلام مؤقت. 
حمحم خالد بخشونةٍ، يردد: 
_أحم أحم. 
نظر له  ببرودٍ ثم قال : 
_عايز ايه؟! 
اجابه خالد بهدوءٍ : 
_ بلفت انتباهك لوجودي! 
علق  بسخطٍ: 
_مش محتاج تعمل كل ده! 
صعد خالد لجواره، فسأله باهتمام: 
_ أديت حازم المفاتيح؟! 
برق بحدقتيه وهو يتفوه بدهشةٍ: 
_تصدق نسيت!
نظر له بغيظٍ، وصاح حنقٍ  : 
_تصدق أن أنا هطلع أخدلك سرير جنبهم بس المرداي كسر جمجمة. 
نفخ خالد بتذمرٍ ، وهبط وهو يتلفظ بضيقٍ : 
_وعلى ايه  هطلع ادهوله.
**********
بغرفة آسر
دلفت منة إلى الداخل تردد بنفذ صبر :
_نعم عايز ايه؟!
ردد حازم بتمثيلٍ يجتازه ببراعةٍ: 
_الحقيني يا دكتورة بموت.
كبت آسر ضحكاته وهو يشير لها :
_ إلحقيه بسرعة يا دكتورة عنده سرع في القلب! 
نظرت له بحنقٍ اتبع نبرتها المحتقنة : 
_نعم!! 
صحح حازم حديثه،وهو يهيم بها : 
_يقصد دراعي الحقيني. 
تمتم منة بنفاذ صبر: 
_دي كدمة بسيطة جدًا مش مستاهلة كل المسلسل ده! 
اجابها حازم ببلاهةٍ : 
_لحد ما أنفذ خطتي!
رددت منة بحنقٍ: 
_وربي أنت مجنون .
ردد آسر ضاحكًا : 
_ أنتي رقم 63.
سألت منه بتعجب : 
_63 ايه؟!
اجابها ضاحكًا :
_ اللي قال عليه مجنون. 
دلف خالد إلى الغرفة، يردف بهدوءٍ : 
_حازم نسيت أديك مفاتيح العربية. 
نظرت منه إليه بدهشة بذهولٍ، ووزعت نظراتها بينهما باستغرابٍ: 
_ إيه ده أنت تعرفه!!
اجابها وهو يعطي حازم المفتاح:
_ أيوة حازم صديقي  و ابن خالتي. 
علق حازم بدهشةٍ: 
_خالد أنت تعرفها!! 
اجابته منه ببسمةٍ تأكبد: 
_خالد كان معايا في الثانوي 3 سنين وكمان كنا بنشوف بعض كتير في تجمع شلتنا بالجامعات. 
ابتسم حازم بحماسٍ، يردد بخبث : 
_شكلها اتحلت من عند ربنا. 
وهمس لخالد بمكر: 
_ما تعرفنا يا برنس! 
نظر له بحنقٍ، ثم قال بصرامةٍ : 
_خد المفاتيح عشان عصام تحت سلام.
غادر خالد الغرفة،  في حين ابتسمت منه بخبثٍ وهو تضع أمامها معالم خطتها القادمة التي ظنتها خطوة سهلة للدخول لحياة خالد الدالي من جديد.
********* 
بقى خالد بالحديقة يفكر بتلك الصدفة الغريبة التي جمعته بها، وطريقتها الغريبة معه،  نظراتها التي تحيك لشيءٍ لم يتمكن من فهمه،  غفاه الليل ومازال ساهمًا محله،  ليفق على صوت عصام الذي هبط ليمارس رياضة الركض بالصباح الباكر، فتفاجئ به يردد بدهشة: 
_ أنت لسه مطلعتش أوضتك!! 
اجابه خالد بشرودٍ : 
_ لاء. 
تعجب من الحالة التي تستحوذ عليه، وتساءل بتعجبٍ : 
_مالك فيك ايه؟!
نظراته حملت القلق بين طياتها، فقال بغموض: 
_البنت اللي عاجبه حازم هي نفسها منة اللي حكتلك عنها.
علت الصدمة معالم وجهه،  ليسترسل خالد حديثه بخوفٍ:
_أنا خايف أوي يا عصام خايف أني بسبب الماضي ده أخسر ياسمين!


تعليقات



×