رواية أحببت غامضه الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ايه العربي


رواية احببت غامضه الفصل السابع والعشرون  

نظر فهد لجميلة بغضب ثم سحبها بعيدا قائلا _ جميلة ايه اللى بتقوليه ده ...تعد فين .

اجابته جميلة بتروى _ فهد حبيبي افهمنى ... لو كنت لحقتها امبارح يمكن مكنتش قلت كدة ...بس انت مصدقتهاش وشوفت حصلها ايه .... افرض رجعناها ليه وعمل فيها حاجة تانى ....انا لو منك افكر كويس ..

نظر لها بعدم تصديق قائلا _ لااا ...انتى مصدقة اللى بتقوليه ده ؟ 

قالت جميلة بحيرة _ مش حكاية مصدقة ....بس صعب انك تخاطر بحياة انسان طلب مساعدتك .... بس يا فهد انا اتعودت اعمل اللى اقتنع بيه وربنا هو اللى دايما بينجينى بحسن نيتى ....حتى لو هي نيتها خبيثة ....انا اكيد هكون اعقل من كدة ..

لم يرد ان يحزنها او يكسر خاطرها فقال مضطرا _ تمام يا جميلة ...زى ما تحبي ...بس هما يومين بس وهترجع ...واخوها ده هحاول اشوفله مصحة يتعالج فيها وميخرجش غير وهو كويس ..

احتضنته بحب قائلة _ هو ده فهد اللى بيساعد اى حد ...حتى لو كان الحد ده مؤذي ..

ملس على ظهرها بحنان واخذها عائدا الى الحضور قائلا _ تمام يا شهد ...تقدرى تعدى هنا يومين لحد ما اشوف لاخوكى مصحة يدخلها ...

قالت شهد بفرحة لم تسطتع اخفاؤها _ متشكرة اوى يا فهد ....يومين وهروح ...

اما نادين ونبيلة كانو غير راضين عن هذا القرار نهائيا ولكن عندما يقرر فهد فلم يرد احد اعتراضه او احراجه..

قالها فهد واخذ جميلة للخارج قائلا _ جميلة انا هروح الشركة ....مبقاش عندى نفس اعد فى القصر دلوقتى ...الله يسامحك .

ابتسمت له قائلة بمسكنه _ كدة يا فودى اهون عليك تزعل منى ...

تنهد عشق قائلا _ اااااه لاء طبعا مقدرش ...بس مش عايز حد يكون سبب فى اى مشكلة بينى وبينك ..

قالت وهى تمسك كف يده الكبيرة بيدها الصغيرة _ اطمن ....انشاءلله مافيش مشكلة ...وحتى لو حصل صدقنى هتقوى حبنا مش هتضعفه ...

قبل جبينها وغادر بينما هى ظلت تنظر له ثم عادت الى داخل القصر ...

تقابلت مع نادين عند مدخل القصر فقالت نادين بعتاب _ ليه كدة يا جميلة ....حد يسيب حية فى حضنه..

قالت جميلة بذكاء _ لو عايزة تعرفى الحية دى ناوية على ايه ....يبقى لازم تخليها تحت عينك يا نادين ..

قالت نادين بتساؤل _ ازاى يا جميلة مش فاهمة ...

قالت جميلة بغموض _ هتعرفى يا نادين ....هنشوف .

______________
عند نانى التى تجلس تهز ارجلها بتوتر ...
جاءت سوزان وجلست بجوارها قائلة _ مالك يا نانى ....شكلك مضايقة .

نطقت نانى بحقد _ طبعا لازم اكون مضايقة .... خايفة البت اللى اسمها شهد دى تبوظ الدنيا ..

ضحكت سوزان قائلة _ لاء متقلقيش ....زى ما باعت فهد.زمان علشان الفلوس هتعمل كدة المرة دى كمان ....بس اهم حاجة ياريت تقدر تفرق بين فهد وجميلة ...

قالت نانى بتأكيد _ فعلا يا مامى ...هو ده هدفنا ...لو نفذت الخطة زى ما اتفقنا ...اكيد هيحصل ..

___________
ادخل الخدم شهد الى غرفة الضيوف لتستقر بها خلال اليومين ..

ذهبت جميلة اليها وطرقت الباب وفتحت قائلة بود _ ها يا شهد محتاجة حاجة ...

قالت شهد بابتسامة كاذبة _ لا شكرااا ...انا بس اتخنقت من القاعدة لوحدى ..

دخلت جميلة وجلست بجوارها قائلة _ معلش كلها يومين وتبقى تمام ...هو انتى عندك كام سنة يا شهد ؟

قالت شهد _ عندى 26 سنة وانتى ؟
ابتسمت جميلة قائلة _ انا عندى 22 سنة 

قالت شهد بتعجب _ 22 !؟ يااااا دانتى صغيرة اوى ...ده الفرق بينك وبين فهد 11 سنة ..

ابتسمت جميلة قائلة _ بما ان قلوبنا دقت لبعض يبقى السن مش مهم .

قالت شهد بمكر _ فعلا ...معاكى حق ...على فكرة يا جميلة انا وفهد كنا تقريبا واحد .... مكنتش اتخيل ابداااا انى افترق عنه ....انا مش بقولك كدة علشان اضايقك ....لاء ...بس بجد انا مستغربة ....يعنى فهد كان دايما يقولى انى حياته ....وانه مستحيل يتخلى عنى ....وانى عوضته عن كل حاجة ....

رأت السكوت بادى على معالم وجه جميلة فأكملت بخبث وهى تنظر من النافذة قائلة _ بس عارفة ايه اللى فرحنى .....انه لسة محتفظ بالورود دى لحد دلوقتى .

نطقت جميلة بتساؤل قائلة _ هو انتى وفهد فضلتوا سوا اد ايه ..

اجابت شهد بمكر _ حوالى سنتين ..... انا كنت يتيمة ...واخويا ده كان مسجون قبل كدة وكان صعب عليا اعيش لوحدى ...جه فهد يشترى منى ورد ...وشافنى ....وبعدها جه تانى واتعرفنا ...وحبينا بعض ... فهد كان زى الحلم بالنسبالى ...كان كتير عليا .....كان فيه كل صفة اى بنت تتمناها ....طيب وحنين وكريم وقوى ..

تنهدت جميلة بضيق ثم وقفت لتغادر قائلة بخنقة _ تمام عن اذنك ...

خرجت من غرفتها وابتسمت شهد بفرحة وشماته ..

قابلتها نادين قائلة بلوم _ ارتاحتى كدة يا جميلة ...شوفى وشك جاب الوان ازاى ..

قالت جميلة بحزن _ تعرفى رغم ان كلامها كله قالته علشان تحاول تفرق بينى وبين فهد وانا عارفة ومتاكدة من كدة .... الا ان كله صح ....نفس الكلام اللى قالته فهد قالهولى .....نفس اللى عمله معاها عمله معايا ...

قالت نادين بعدم تصديق _ لا يا جميلة دى فعلا قصرت على عقلك ..... جميلة فكرى بقلبك وشوفى حبي فهد ليكى ...وازى حياته رجعت بيكى ومبقاش شايف لا شهد ولا غيرها ...

نظرت لها جميلة ثم قالت مستأذنة _ تمام يا نادين بعد اذنك انا هدخل اشوف ماما لانها النهاردة كانت خالتها غريبة اوة  ...

اومات لها نادين وذهبت ..

دخلت جميلة غرفة والدتها لتراها وجدتها نائمة ...
اتجهت اليها توقظها ولكن صابرين لا تفيق ....حاولت  مرة اخرى ولكن دون جدوى ...

انقبض قلبها خوفا ووضعت راسها على صدر والدتها بهدوء  ولكنها لم تسمع اى صوت فاتسعت عيناها ووقع قلبها صريعا بين ارجلها وصرخت بقوة هزت المكان قائلة _ مامااااااااااا ...

تجمع كل من فى القصر الى غرفة صابرين وجدوا جميلة منكبة عليها تحاول افاقتها بعنف وتصرخ باسمها ..
انصدم كل من راها وجرت نبيلة ونادين عليها يحاولون استيعاب الامر ولكنهم وجدوا ان صابرين قد فارقت الحياة بالفعل  وتركت جميلة ..

بكت نادين بحرقة ونبيلة ايضا وجميع الخدم وحاولت نبيلة ان تسحب جسد جميلة من على والدتها ولكن دون جدوى ....

ظلت جميلة تصرخ وتهز والدتها بعنف وتنادى عليها بالم وعدم تصديق ...

جرت نادين تهاتف اخيها الذي صدمه الخبر وجاء مسرعا الى القصر ...

دخل بلهفة وجد جميلة مازالت متمسكة بوالدتها تصرخ وتبكى وتناديها فجرى عليها وقد نزلت دموعه قائلا _ جميلة ... جميلة متعمليش فى نفسك كدة ...جميلة ..

لم تسمعه ولم تسمع ت توسلاته فقد تصرخ وتنادي الى ان فقدت النطق وغابت عن الوعى ..

حملها فهد بخوف وصعد بها الى الغرفة وهاتف الطبيب الذي اتى فورا ...

اكد الطبيب خبر موت صابرين وسط حزن الجميع حتى شهد واكد ان سبب الوفاة هو سكتة قلبية ..
ثم عاين جميلة واتضح انها اصيبت بصدمة عصبية افقدتها الوعى والنطق ..

اعطاها ابرة مهدأة وامر بمراقبتها ومراعتها هذه الفترة جيداااا ..

تكفل فهد بكل شئ من تغسيل وتكفين وجنازة ودفن وبعد بضع ساعات كان كل شئ  قد انتهى وودعت صابرين روايتنا .

عاد الجميع من المقابر الخاصة بعائلته فقد صمم فهد على دفنها هناك 
عادوا جميعا الى القصر الذي بقت فيه المربية عفاف الذي اوصاها فهد على جميلة واجبرها ان لا تترك غرفتها ابداااا واذا استيقظت تهاتفه فورااا ..

صعد فهد الى غرفتها وجد عفاف بالفعل تجلس تراقبها فقال لها بهدوء وحزن _ اتفضلى انتى يا دادا وانا معاها ...

خرجت عفاف وتركتهم فدخل المرحاض ابدل ثيابه واغتسل وخرج متجها اليها ..
جلس بجوارها ينظر لها بحزن ويعرف انها عندما تستيقظ ستتالم كثيرا ولكنه اقسم فى داخله انه سيظل بجانبها يراعيها ولن يتركها لحزنها ابداااا ...

تمدد بجوارها ونام وهو يدعو الله لها بالصبر ...

فجرا استيقظ فهد على صراخ جميلة فقام مسرعا يقول بخوف _ جميلة حبيبتى اهدى ...

نظرت له بعدم تصديق قائلة _ فهد ...فهد ...انا شفت كابوس وحش اوى.... شفت ...شفت ..

قامت من مكانها تقول بارتباك _ انا ...انا لازم انزل اطمن على ماما ...

كادت ان تخرج ولكنه استوقفها قائلا وهو يسحبها _ جميلة. ....حبيبتى ....وحدى الله ....ده امر ربنا ...

نظرت له ثم ضحكت بهستيرية قائلة _ انت بتقول ايه .... انت بتتكلم عن مين ....عدينى بقولك هروح اشوف ماما ..

كتفها بجسده ثم حملها وهى تهتز بعنف بين يديه قائلة _ ابعد بقولك ....انت بتعمل كدة ليه .

اجلسها على السرير واخرج احدى الابر المهدأة التى اوصاه بها الطبيب ...

عبأها سريعا وقام باعطاؤها لها بعد صعوبة بسبب حركتها ....
ثم قال لها باسف _ حقك عليا يا جميلة ....

ظلت تنتفض بين يده الى ان هدأت ونامت على صدره مرة اخرى ...
اما هو كان يفكر ماذا سيفعل معها وكيف سيتصرف ...

__________
فى الصباح استيقظ فهد لم يجد جميله بجانبه فقام مسرعا ونزل الدرج بخوف وظل ينادى على الجميع ويبحث عنها ..
بحث فى كل مكان وفتح غرفة صابرين ينظر ولكنه توقف عندما وجدها تحتضن وسادة والدتها وتنام بهدوء ..

اقترب منها يملس على شعرها ولكنه وجد الوسادة مبتلة من اثر البكاء ...

ايقظها قائلا _ جميلة ....حبيبتى .....

فتحت عيناها ونظرت له ولم تنطق فقال لها _ حبيبتى تعالى علشان تاكلى ....انتى من امبارح مكالتيش اى حاجة ...

نطقت بضعف وصوت مبحوح قائلة _ خدنى عند ماما يا فهد ...

اومأ لها قائلا _ ماشي يا حبيبتى ...بس كلى اى حاجة الاول ...

قالت بتأكيد _ مش هاكل خدنى عند ماما ..

اخذها وذهب حيث دفنت والدتها ....
دخلت المقابر وجلست عند قبر والدتها تنظر له بعدم تصديق ...
لم تبكى ولم تصرخ ولكنها تكلمت قائلة _ هتوحشينى اوى ....سبتينى فجأة ووجعتى قلبي ....بس انا هفضل قوية زى ما علمتيني انتى وبابا .....سلمى عليه وقوليله بتقولك جميلة متقلقش عليها ....هى هتكون كويسة ....وهستنى اليوم اللى اجيلكوا فيه بفارغ الصبر ... مع السلامة يا امى .

قامت من مكانها بصعوبة وقلب شبه ميت قائلة _ يالا يا فهد ...

ذهبت معه عائدة الى القصر  ....هى تدعى القوة ولكنه يعلم جيدااا انها فى اضعف اوقات حياتها ...

دخلت القصر ومنه الى غرفة والدتها واغلقت الباب خلفها ...
تركها مرغما ولكنه لم يترك القصر .

ظل الامر على هذا الوضع يومان ....فهد يحاول التقرب من جميلة ولكن دون جدوى هى ترفض اى تقرب من اى احد حتى نبيلة ونادين حاولوا معها ولكن رفضت اى محاولة ...

ظلت تنام فى غرفة والدتها وتستيقظ تذهب الى المقابر تجلس هناك الى ان بيدأ النهار فى الذهاب فتعود ...
لم تشأ ان يذهب معها احدااا ولكن فهد كان يذهب معها غصبا عنها الى ان توسلته ان لا يذهب معها  فكان يرسل معها السائق ..

اما عن شهد فقد قررت العودة الى منزلها والانتظار لحين تهدأ الامور قليلا ...
نانى كم اسعدها هذا الخبر وانتظرت بفارغ الصبر تنفيذ خطتها ...

فهد اضطر للعودة الى عمله فى اليوم الثالث ولكن جميلة لم تذهب من تحت عينه او من تفكيره ....

فى اليوم الرابع استيقظت جميلة مبكراا قبل استيقاظ الجميع ..

ابدلت ثيابها ونزلت متجهة الى المقابر بمفردها ...

دخلت المقابر ومنه الى قبر والدتها ولكنها احست بحركة فنظرت الى الخلف ولكنها تصنمت مكانها واتسعت عيناها قائلة برعب _ انت ..

نطق الاخر قائلا _ اهلا يا جميلة .... دوختيني وراكى ...بس اخيرا لقيتك ...

تعليقات