رواية احكي يا ميرنا زاد الفصل الثالث
رمضان كريم
الكنافة مش كنافتك! – صراعات رمضانية يومية في كل بيت
ـــــــــــــــــــــــ
حُكي يا سادة يا كرام، أنه إذا جاء رمضان، جاء معه الخير والبركة، والصراعات اليومية التي لا تنتهي! فإن كنتم تظنون أن الشهر الكريم يأتي فقط بروحانياته، فاعلموا أنه يحمل معه أيضًا معارك طاحنة، لا تقل شراسة عن أي حروب تاريخية.
وإن أنصتّم إلى ميرنا زاد، حكَت لكم اليوم عن حروب رمضان اليومية، التي لا يخلو منها أي بيت، وها أنا ذا أرويها لكم، فاجلسوا جيدًا، وامسكوا بقطعة كنافة – إن لم تُسرق منكم بعد – لأننا على وشك الدخول في معركة!
✦✦✦
♡ حرب الكنافة: "مش كنافتك!"
كل بيت فيه الشخص الذي يخطط طوال اليوم ليأخذ أحسن قطعة كنافة. تجده يلمّح منذ الفطار:
"حد جرب الكنافة قبل كده؟ شكلها مش مستوية أوي!"
"أصلا أنا مش بحبها بالمانجو، باكلها عشان ما حدّش يزعل!"
وبمجرد أن يطمئن أن الجميع اقتنعوا بأنها "مش حلوة"، ينتظر اللحظة المناسبة، وفي غفلةٍ من الجميع… ينقض على القطعة الذهبية!
وفي تلك اللحظة، ساد الصمت، الجميع ينظر لبعضهم، ثم فجأة… انطلقت اليد الغادرة نحو القطعة الثمينة! هل ستكون النهاية؟ أم سيكتشف أحدهم الجريمة قبل فوات الأوان؟!
بالطبع، لا شيء يمر بسلام في رمضان، وسرعان ما يُكتشف الأمر:
"إنت اللي أكلت أحسن حتة؟!"
"إحنا مش قولنا الكنافة للي صايم؟!"
"حسبي الله ونعم الوكيل!"
وهكذا تتحول الحلوى إلى ساحة قتال، ويُحكم على الجاني بالمراقبة الصارمة حتى السحور.
✦✦✦
♡ معركة العصير: "حطّيت سكر قد إيه؟!"
هناك شخص في البيت يتم تكليفه بعمل العصير الرمضاني المقدّس، لكنه لا ينجو من النقد أبدًا:
"يا ساتر، ده عصير ولا مية بسكر؟!"
"مين اللي عمله؟ ده محتاج كمان كيلو سكر!"
"ده مين اللي قالك تحط فانيليا على الكركديه؟!"
ويظل صاحب العصير في موقف الدفاع، يبرر، ويقسم أنه وضع السكر بالمعيار، لكن هيهات! فلن يُقبل منه أي تبرير، وسرعان ما يصدر الحكم الصادم:
"خلاص يا جماعة، السنة الجاية العصير من برة!"
✦✦✦
♡ حروب الفطار: "استنى شوية، نصوّر الأكل!"
ما إن يقترب المغرب، وتبدأ البطون في التمرد، حتى تأتي الجملة الشهيرة:
"حد يستنى، نصوّر الأكل الأول!"
وهنا تنطلق معركة الإرادات:
"يا بنتي حرام عليكي، المغرب أذّن!"
"خمس ثواني بس، عشان الإنستجرام!"
"إنستجرام مين؟ أنا هموت من الجوع!"
وبعد دقائق من التصوير، يُسمح أخيرًا بالأكل، لكن يفاجأ الجميع أن الطعام برد تمامًا! وما يزيد الطين بلة، أن رقائق السمبوسك تتمتم بحزن:
"يا ناس ارحموني، بردت خلاص!"
✦✦✦
♡ أزمة السحور: "قوموا للسحور ولا هنفطّر تاني يوم؟!"
يأتي وقت السحور، وتبدأ المفاوضات الصعبة:
"يلا قوموا، السحور جاهز!"
"أنا مش جعان، مش قادر آكل حاجة!"
"هتفطر بكرة بقى؟!"
وفي النهاية، يتم إجبار النائم على الاستيقاظ، لكنه يجلس أمام الطعام بنصف عين مفتوحة، يحدّق في علبة الزبادي كأنه يرى رؤيا، ثم يهمس:
"أنا أصلا مش بحب السحور!"
✦✦✦
♡ معركة المسلسلات: "حدش يغيّر القناة!"
تبدأ بعد الفطار مباشرةً، حيث يجلس الجميع لمشاهدة المسلسل المنتظر، لكن لا يمر المشهد الأول بسلام:
"إحنا متفقين على المسلسل ده!"
"بس المسلسل التاني أحسن!"
"أنا بسمع صوت كنترول الريموت، مين اللي غيّر القناة؟!"
وفي النهاية، يتم التوصل إلى حل دبلوماسي: كل واحد يتفرج على المسلسل في أوضته، واللي معاه الريموت في الصالة هو الحاكم بأمر الله!
✦✦✦
♡ التحلية بعد الفطار: "البسبوسة أحسن ولا القطايف؟!"
دائمًا ما تنقسم العائلات في رمضان إلى فرق متنافسة:
فريق الكنافة بالمانجو vs فريق الكنافة بالكريمة
فريق البسبوسة vs فريق القطايف
فريق الحلويات الشرقية vs فريق الحلويات الغربية
والنقاشات لا تنتهي، حتى تجد شخصًا في الخلفية يقول بهدوء:
"ممكن نأكل أي حاجة؟ المهم ما تخلصش قبل ما آخد نصيبي!"
✦✦✦
♡ حرب التراويح: "مين هيصلي في الصف الأول؟!"
المنافسة ليست فقط في الطعام، بل تمتد إلى المسجد، حيث يتسابق الجميع للحجز في الصف الأول، بينما هناك شخص ذكي يتأخر متعمدًا، ثم يأتي بعد إقامة الصلاة ليجد مكانًا في الصف الأول، لأن أحدهم ذهب ليحضر مصحفًا!
✦✦✦
وفي النهاية، رمضان كريم يا سادة! شهر العبادة، والخير، وحروب الكنافة، ومعارك العصير، وخناقات السحور! لكن رغم كل ذلك، تظل هذه اللحظات الجميلة هي التي تصنع ذكرياتنا الرمضانية التي لا تُنسى.
✦✦✦
والآن، أخبروني يا كرام، ما أشهر الصراعات الرمضانية عندكم؟! وهل خضتم معركة الكنافة من قبل؟! شاركوني حكاياتكم، لعلّي أرويها لكم في ليلةٍ أخرى!
