رواية احكي يا ميرنا زاد الفصل الرابع 4 بقلم ميرنا اشرف


 رواية احكي يا ميرنا زاد الفصل الرابع 

حكايا ميرنا زاد في رمضان الصحابة: أسرار وعادات لا يعرفها كثيرون
ـــــــــــــــــــــــــ
حُكي يا سادة يا كرام، أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يستقبلون رمضان استقبالًا عاديًا، بل كانوا يعدّون له العدة قبل أشهر، ويعيشونه بقلوبٍ لا تعرف سوى الخشوع، فهل أنتم مستعدون لسماع ما كانوا يفعلونه؟! فإن أنصتّم إلى ميرنا زاد، حَكَت لكم أعجب الحكايات عن رمضان في زمن الصحابة، فاستمعوا لي جيدًا ولا تقاطعوني، فالحكاية طويلة، والدهشة مضمونة!
✦✦✦
♡ ستة أشهر انتظارًا لرمضان، وستة أشهر دعاءً بعده!
حُكي أن الصحابة، رضوان الله عليهم، لم يكونوا يستقبلون رمضان قبل أيامٍ أو أسابيع كما نفعل نحن، بل كانوا يدعون الله ستة أشهر كاملة أن يُبلّغهم رمضان! ثم إذا انقضى الشهر، لم تنته الحكاية، بل ظلوا ستة أشهر بعدها يسألون الله أن يتقبل منهم صيامهم وقيامهم!
فتعجّب يا قارئي، أيّ قلوبٍ تلك التي لا تفتر عن الدعاء؟! نحن بالكاد ندعو قبل رمضان بأيام، ونكاد ننسى أن نسأل الله القبول بعده! فشتان بين قلوبٍ تحترق شوقًا، وقلوبٍ تنتظر المسلسلات والموائد العامرة!
✦✦✦
♡ المصحف لا يُغلق إلا عند العيد!
أما في رمضان الصحابة، فالمصحف كان الرفيق الدائم، لا يُغلق إلا عند العيد! كانوا يختمون القرآن مرة، واثنتين، وثلاثًا، بل بعضهم كان يختمه في ثلاثة أيام فقط! وكان الإمام الشافعي رحمه الله يختمه ستون مرة في الشهر!
فقل لي بربّك، أين نحن من هذا؟! نحن بالكاد نُكمل جزءًا، ونعتبرها إنجازًا! فكيف استطاعوا أن يجعلوا القرآن محور حياتهم، ونحن بالكاد نجد له وقتًا بين أعمالنا وانشغالاتنا؟!
✦✦✦
♡ السحور… حتى لو لم تكن جائعًا!
أما عن السحور، فقد كان الصحابة يُحرصون عليه حتى لو لم يكونوا بحاجةٍ إليه! أتدري لماذا؟ لأن فيه بركة! كانوا يوقظون بعضهم، ويتسحرون حتى ولو على تمرةٍ أو جرعة ماء، فقد كان النبي ﷺ يقول: "تسحروا، فإن في السحور بركة."
لكن حدّثني يا رفيقي، كم مرةً تركت السحور لأنك كنت متعبًا؟! أو اكتفيت بوجبةٍ خفيفةٍ دون اهتمام؟! الصحابة لم يفعلوا ذلك، لأنهم أدركوا أن البركة ليست في امتلاء البطن، بل في طاعة الله!
✦✦✦
♡ صلاة الفجر… بلا أعذار!
أما عن صلاة الفجر، فحدث ولا حرج! في زمن الصحابة، كان المسجد يمتلئ بالمصلين، وكأنها صلاة الجمعة! لا نوم ولا أعذار، فمن فاتته الصلاة مع الجماعة، كأنه خسر الدنيا وما فيها!
فتخيل معي أحدهم يأتي إلى المسجد في رمضان، فيجد ثلاثة أو أربعة فقط! ألن يُصدم؟! كيف تحوّلت صلاة الفجر من مشهدٍ مهيب إلى مجرد اختبارٍ صعبٍ للكثيرين؟!
✦✦✦
♡ ليالي التهجد… وكأنها حياة أخرى!
أما ليالي العشر الأواخر، فكانت شيئًا آخر! كان النبي ﷺ إذا دخلت العشر، شد مئزره، وأيقظ أهله، وجدَّ في العبادة! الصحابة لم يكونوا يكتفون بالقيام فقط، بل كانوا يعتكفون في المساجد، يودّعون الدنيا، وكأنهم يعيشون في عالمٍ آخر!
لكن حدّثني بصدق، كم مرةً خططت للاعتكاف، ثم قلت: "ربما العام القادم"؟! وكم مرةً فضّلت النوم على صلاة التهجد؟! الصحابة كانوا يتركون كل شيء… ونحن بالكاد نترك هواتفنا!
✦✦✦
♡ الصدقة… حتى آخر درهم!
أما عن الصدقة، فحدّث ولا حرج! كان الصحابة يتسابقون في العطاء، وكأنهم يخشون أن تفوتهم لحظة إنفاقٍ دون أجر! كان أبو بكر رضي الله عنه يتصدق بكل ماله، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه بنصف ماله، وعثمان رضي الله عنه جهّز جيشًا بأكمله بماله!
لكنني أسألك يا صاح، كم مرةً هممت بإخراج صدقة، ثم قلت: "لاحقًا"؟! أو نظرت في محفظتك، فانتقيت أقل مبلغٍ لديك؟! هم كانوا يتصدقون بكل شيء، ونحن نحسبها بالحسابات الدقيقة!
✦✦✦
♡ البكاء في التراويح… لا استعراض ولا تصوير!
وفي زمن الصحابة، كان المسجد يمتلئ بالبكاء في التراويح، لا لأن الإمام صوته جميل، بل لأن القلوب كانت تخشع! كان الواحد منهم يسمع آيةً واحدة، فيبكي حتى يبتل لحيته، بل إن بعضهم سقط مغشيًا عليه من شدة التأثر!
أما اليوم، فكم مرةً رأيت شخصًا يصوّر التراويح ليشاركها على وسائل التواصل؟! أو يبكي وهو ينظر يمينًا ويسارًا ليتأكد أن الجميع يراه؟! الصحابة كانوا يبكون بين يدي الله… ونحن نبكي أمام الكاميرات!
✦✦✦
♡ العيد… فرحة الطاعة، لا الملابس الجديدة!
أما العيد، فلم يكن يوم ملابسٍ جديدةٍ وحلوى فاخرة فقط، بل كان يوم فرحةٍ بالطاعة! كانوا يهنّئون بعضهم: "تقبّل الله منا ومنكم"، لا "مبروك الطقم الجديد"! وكانوا يكبّرون حتى ترتجف المدينة بصوتهم، فلا تكاد تميّز بين الكبير والصغير، الكل يسبّح الله بفرحٍ لا مثيل له!
أما اليوم، فاسأل نفسك، متى آخر مرةٍ كبّرت من قلبك في العيد؟! وهل فرحت لأنك أكملت العبادة… أم لأنك أخيرًا ستأكل ما تشاء دون قيود؟!
✦✦✦
فيا أيها القارئون، أيُّ عادةٍ كانت أعجب؟!
أهي ختم القرآن كل ثلاثة أيام، أم التهجد وكأنهم في عالمٍ آخر، أم الصدقة حتى آخر درهم؟! كل موقفٍ من هذه العادات يجعلنا نتساءل: كيف كان إيمانهم قويًا بهذا الشكل؟! وكيف استطاعوا أن يعيشوا رمضان بروحٍ مختلفة تمامًا؟!
لكن في النهاية، رمضان يظل ضيفًا عزيزًا، سواء استقبلناه بالقرآن والتراويح، أو استقبلناه بالمشروبات الباردة والمأكولات اللذيذة!
✦✦✦
والآن، أخبروني يا كرام، أي عادةٍ أدهشتكم أكثر؟! وإن كان لديكم عاداتٌ أخرى عن الصحابة لم أذكرها، فحدثوني بها، لعلّي أرويها لكم في ليلةٍ أخرى!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1