رواية احكي يا ميرنا زاد الفصل السادس 6 بقلم ميرنا اشرف


 رواية احكي يا ميرنا زاد الفصل السادس 

✦ غزوات رمضان: معارك تاريخية غيرت مصير العالم في الشهر الكريم!
ــــــــــــــــــــــــــــ 
حُكي يا سادة، أنه في شهر الصيام، لم يكن المسلمون يركنون للراحة أو يتراجعون عن المواجهة، بل كان رمضان شاهدًا على أعظم انتصاراتهم، حيث اختلط نور العبادة بوهج السيوف، وتعانقت أصوات التكبير مع صليل الحديد. فإن أنصتّم جيدًا، ستسمعون صدى هذه المعارك يتردد عبر الزمن، فاستعدوا للسفر معي إلى ساحات القتال، حيث دوّنت الأمجاد وغيّرت مجرى التاريخ!
✦✦✦
♡ غزوة بدر الكبرى (17 رمضان 2هـ - 13 مارس 624م) | يوم الفرقان!
كان صباح بدر مختلفًا عن أي صباحٍ مرّ على المسلمين، فها هم قلة مستضعفة لا تتجاوز 314 مقاتلًا، أمام جيشٍ قريشي عرمرم يضم ألف رجل مدججين بالسلاح. أيُّ عقلٍ يقبل أن يواجه ثلاثمائة جيشًا كاملًا؟! لكن الإيمان كان أقوى من السيوف، والعقيدة أشد بأسًا من الدروع.
وقف النبي ﷺ بين رجاله، يرفع يديه إلى السماء قائلًا: "اللهم إن تهلك هذه العصابة، فلن تُعبد في الأرض أبدًا!" وبينما كانت القلوب تترقب، جاء الوعد الإلهي: "إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا" (الأنفال: 12).
وما هي إلا لحظات حتى دوّت صيحات التكبير، واشتعلت ساحة القتال، فاندفع المسلمون كالسيل الجارف، وبدأت موازين الحرب تنقلب رأسًا على عقب! قتلوا قادة قريش واحدًا تلو الآخر، حتى سقط أبو جهل صريعًا، وانتهت المعركة بنصرٍ ساحق، كُتب في التاريخ يوم "الفرقان"، حيث انتصر الإيمان على القوة، وأصبح رمضان شهر الانتصارات لا شهر الصيام فقط!
✦✦✦
♡ فتح مكة (20 رمضان 8هـ - 11 يناير 630م) | حين انحنى الجبابرة!
كان المشهد مهيبًا، جيشٌ قوامه 10,000 مقاتل يتقدم نحو مكة، التي طالما اضطهدت النبي وأصحابه، والكل يترقب: هل ستكون حربًا؟ أم أن رحمة رمضان ستغلب السيف؟
دخل المسلمون مكة في سكونٍ مهيب، وأعلن النبي ﷺ أمام أهلها: "اذهبوا فأنتم الطلقاء!" فلم يكن الفتح سفكًا للدماء، بل كان درسًا خالدًا في العفو والتسامح.
وفي يومٍ واحد، أُسدل الستار على جبروت قريش، وتحطمت أصنام الكفر، وصار البيت الحرام بيتًا للتوحيد وحده.
فيا عجبًا! كيف تحوّلت مكة من قلعةٍ للعداء إلى قلب الإسلام النابض؟ إنها إرادة الله، التي شاءت أن يكون رمضان شهر النصر لا شهر الاستسلام!
✦✦✦
♡ معركة عين جالوت (25 رمضان 658هـ - 3 سبتمبر 1260م) | هزيمة المغول!
إن كنت تظن أن انتصارات رمضان توقفت عند عصر النبوة، فدعني آخذك إلى موقعةٍ جعلت العالم يتنفس الصعداء بعد رعبٍ دام عقودًا!
كان المغول، بقيادة هولاكو، كابوسًا يجتاح العالم، لا مدينة تسلم من بطشهم، لا جيش يقف في وجههم، حتى سقطت بغداد في أيديهم، وبدأ المسلمون يظنون أن الأرض ستُباد تحت سنابك خيولهم.
لكن الله قدّر أن يكون لمصر كلمة أخرى!
وقف السلطان سيف الدين قطز في جنده، ورغم قلة عددهم، رفع صوته متحديًا: "واإسلاماه!" فاشتعلت الحمية في القلوب، وانقض المسلمون على جحافل المغول في عين جالوت، كأنهم إعصارٌ لا يُقاوَم.
لم يصدق العالم عينيه… المغول يُهزمون؟! هؤلاء الذين سحقوا المدن واحدةً تلو الأخرى، سقطوا تحت ضربات المسلمين، وعاد رمضان ليكون شهر النصر، لا شهر الراحة!
✦✦✦
♡ معركة حطين (26 رمضان 583هـ - 4 يوليو 1187م) | صلاح الدين يُحرر القدس!
أما إذا أردت أن ترى رمضان في أبهى صوره، فانظر إلى تلك الليلة العظيمة، حيث كان جيش المسلمين ينتظر شروق الشمس لينطلق نحو أعظم معركةٍ في تاريخ الحروب الصليبية!
وقف الناصر صلاح الدين بين جنوده، يذكرهم أن القتال في سبيل الله، وأن الأقصى يُستصرخ بهم، فما كان منهم إلا أن استعدوا بيقينٍ لا يتزعزع.
وفي صبيحة اليوم الموعود، التقى الجيشان عند تلال حطين، حيث حاصر المسلمون الصليبيين وقطعوا عنهم الماء، ثم هاجموهم هجومًا كاسحًا، حتى انهارت صفوفهم، وسقط ملوكهم في الأسر، ومُهد الطريق إلى تحرير القدس بعد 88 عامًا من الاحتلال!
فيا رمضان! ما أعجبك من شهر! تأتي بالصيام، فتُكتب لك الفتوحات!
✦✦✦
♡ معركة وادي لكة (28 رمضان 92هـ - 19 يوليو 711م) | حين دخل الإسلام إلى الأندلس!
وأما إذا أردت أن تسمع عن فتحٍ غيّر وجه العالم، فاسمع عن تلك المعركة التي فتحت باب الإسلام إلى أوروبا!
كان القائد المسلم طارق بن زياد يقف على شواطئ الأندلس، ينظر إلى أرضٍ لم تعرف الإسلام من قبل، فقرر أن يخطو أولى الخطوات نحو التاريخ!
أمر جنوده بحرق السفن، وصاح بهم: "البحر من ورائكم، والعدو من أمامكم، فأين المفر؟!" ثم قاد جيشه المسلمين إلى نصرٍ كاسح ضد القوط، فتحوا به الأندلس، وأسسوا حضارةً دامت ثمانية قرون!
فقل لي بربّك، أي شهرٍ أعجب من رمضان، حيث تُكتب أروع الصفحات؟!
✦✦✦
♡ كلمة أخيرة!
يا أيها القارئ العزيز، هل رأيت كيف لم يكن رمضان شهر خمولٍ أو ضعف؟! بل كان شهر الفتوحات والانتصارات، حيث لا يضعف الجسد بالصيام، بل تقوى الروح بالإيمان!
فإذا كنت تظن أن رمضان هو مجرد صيامٍ وإفطار، فاعلم أنه أيضًا شهر العزة، الذي كتب فيه المسلمون أعظم صفحات التاريخ!
والآن، أخبرني أي معركةٍ أبهرتك أكثر؟! وهل كنت تتخيل أن رمضان حمل بين أيامه كل هذا المجد؟!
✦✦✦

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1