رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الخامس (نصال الهوى) المشهد الثاني
-جاااااسر!!!...
صرخت بها روجيدا وهي تندفع لتُمسك يد جاسر ولكن نظرة واحدة منه جمدتها أرضًا ثم هدر وهو يُحدق بـ جُلنار الجالسة أمامه بـ رأسٍ مُنخفض
-أنا ممدتش إيدي عليكِ وأنتِ صغيرة متخلنيش أعملها و أنتِ زي الشحطة وفاتحة بيت…
ضمت جُلنار شفتيها بـ بؤس ليُكمل جاسر وهو يمسح على خُصلاتهِ البيضاء
-أنا عارف إن الواد دا إتبلى بيكِ.. أنتِ بلوة ولسانك عاوز قطعه
-همست بـ صوتٍ يكاد يُسمع:آسفة…
زفر جاسر نفسًا هادرًا ثم أردف وهو يضع يديه بـ جيبي بِنطاله
-وهو أنا المفروض اللي تعتذريله!.. رغم إني مبحبوش بس المرادي عنده حق يفرمك…
عضت على شفتيها لتربت روجيدا على كتف جاسر لكي يهدأ ثم نظرت إلى جُلنار وهتفت بـ هدوء
-طب إطلعي أوضتك يا جُلنار عشان إبنك ميخافش…
نهضت جُلنار بـ إنصياع لتقف أمام والدها الذي رمقها بـ نظرةٍ شبه قاسية فـ إرتمت بين ذراعيهِ تبكي دون صوت ولكن إهتزاز جسدها أخبر جاسر أنها تبكي
تأفف جاسر مُستغفرًا ثم حاوطها بـ حنو لا يقدر سوى إن يُقدمه لها وهتف مازحًا بـ صرامة
-لما سحبوكِ.. سحبوكِ من لسانك عشان كدا تستاهلي اللي يجرالك
-رفعت وجهًا غارقًا بـ العبرات و هتفت:طب ممكن يا بابتي تكلمه و تخليه يجي…
ضرب جاسر جبينها و أردف بـ نبرةٍ يائسة
-بقينا بعد نص الليل.. أنتِ عوزاه يجي ويعمل حادثة؟.. السواقة بالليل غلط وهو عنده شُغل.. الصُبح يحلها ربنا
-يعني هنفضل متخاصمين لصبح…
نظر إليها جاسر بـ نصف عين ثم قال بـ مكرٍ عابث وهو ينقل نظراته إلى روجيدا
-أنا مكنتش بقدر أقاوم قُدام أُمك.. فـ إورثي منها السيطرة…
ضحكت جُلنار و عاودت عناق والدها ثم قَبّلت وجنته و قالت مُتجه إلى أعلى
-تصبح على خير يا أحلى بابتي فـ الدنيا…
*************************************
أوقف السيارة على جانب الطريق ليلتقط هاتفه الذي يصدح ليجد رقم جُلنار.. تضارب عقله مع قلبه وتحير بـ القرار
توقف الهاتف عن الرنين فـ زفر بـ راحة و أعاد تشغيل المُحرك إلا أن صوت الرنين تصاعد من جديد ليجد رقم جاسر هذه المرة.. تصاعدت ضربات قلبه وظن أن شيئًا ما قد حدث لـ جُلنار فـ أسرع يُجيب بـ لهفة
-حصل حاجة لجُلنار!!...
إلا أن صوت جاسر لم يأته بل صوت جاسر الصغير وهو يهتف بـ همسٍ
-بابي يا بابي.. أنا بكلمك من ورا مامي
-زفر صُهيب وهدر بـ حدة غير مقصودة:ما تقول أُمك فيها إيه
-بتعيط من وقت أما سيبتها عند جدو…
تنفس صُهيب الصعداء وهو يطمئن أنها بخير.. ليزفر بـ عُمق ثم تساءل بـ صوتٍ متوتر
-طب هي كويسة دلوقتي!
-أجاب جاسر نافيًا:تؤ لسه بتعيط…
مسح صُهيب على وجههِ بـ عصبية مُفرطة قبل أن يأتي صوت الصغير هامسًا
-أعمل إيه يا بابي!
-رد صُهيب بـ عصبية:متعملش أنا جاي.. أُمك لما بتفتح محدش بيسدها
-طيب مش تتأخر يا بابي…
أغلق صُهيب الهاتف و نظر إليه ثم أردف بـ تهكم
-بابي!.. دا أنت جدك لو سمعك بتقولها هيعلقك من حواجبك…
إلتف صُهيب عائدًا بـ السيارة إلى المنيا وهو يهتف بـ نبرةٍ حارة
-وبعدين معاكِ يا بنت الصياد؟ هتريحي قلبي إمتى!...
أما على الجهه الأُخرى نهضت جُلنار بـ حماس ترفع جاسر و تُعانقه بـ قوة تلف به قائلة بـ دلال
-اللي خلف مامتش يا بن مامي
-ضحك الصغير بـ عدم فهم و تساءل:كدا بابي هيجي؟
-ضحكت جُلنار وقالت مُقبلة إياه:دا هيجي ورجله فوق رقبته…
تلاعبت بـ خُصلات إبنها ثم قالت وهي تتجه إلى الخارج
-تعالى نرجع الفون لجدو.. هو كان فين!
-فـ المكتب بتاعه مع نينا…
فتحت جُلنار الباب وإتجهت إلى مكتب والدها لتفتحه دون إستئذان لتشهق واضعة يدها على عيني الصغير
حينها كان جاسر يقف أمام المكتب مُحاصرًا إياها ويُقبلها بـ عُمق.. ليبتعد حينما إستمع إلى شهقة فـ وجد جُلنار تقف أمام باب المكتب.. كشر جاسر عن أنيابه وهدر بـ صوتٍ جهوري
-أنتِ بنت *** عارفة كدا!
-ضحكت جُلنار وقالت:عارفة من غير أما تحلف…
نظرت إلى روجيدا التي تُحاول تعديل ثيابها ثم أردفت بـ مكر
-كدا تخدشوا حياء إبني!...
نظر إليها جاسر بـ إزدراء ثم هتف وهو يُعدل خُصلاته بـ نبرةٍ مُستاءة
-وهو أنتوا تعرفوا حاجة اسمها حياء!...
نفت جُلنار ضاحكة ثم تقدمت وهي تمد يدها بـ الهاتف قائلة
-عمومًا أنا جيت موبايلك…
قطب جاسر جبينه ونظر إلى الهاتف بـ دهشة ثم بحث عن الهاتف فوق المكتب فـ لم يجده ليعود وينظر إلى الهاتف بـ يدها وتساءل بـ تعجب
-الموبايل معاكِ إزاي!
-قطبت جُلنار جبينها وتساءلت:مش جاسر طلبه منك!...
نظرت إلى الصغير وسألته بـ شك
-مش أنت أخدت الموبايل من جدو!
-نفى الصغير وقال بـ بساطة:لأ سرقته من غير أما يشوفني…
الصمت أطبق على المكان قبل أن تضحك جُلنار فـ قاطعها جاسر بـ إزدراء يزداد
-بتضحكي!! أُقسم بالله أنتِ معندكيش دم.. مربية حرامي يا بنت جاسر!
-أومأت وردت ضاحكة:فاضله مطوة ويثبتنا كلنا
-أنتِ فخورة أوي كدا ليه!.. غوري أنتِ وأبنك.. أنا بدأت أتعاطف مع جوزك…
*************************************
وقفت أمام خزانة الثياب الخاصة بها وأخرجت منامة سوداء حريرية الملمس.. قطعة واحدة عبارة عن سروال قصير بالكاد يصل إلى مُنتصف الفخذ ويتصل بـ كنزة ذات حمالتين رفعتين و فتحة صدر واسعة. أما من الخلف فـ هو عبارة عن أحبال رفيعة مُتشابكة تُظهر بشرتها البيضاء
أسدلت خُصلاتهِا و مشطتها سريعًا ثم وضعت عطرها الرقيق و ألقت نظرة خاطفة على هيئتها.. كانت مُغرية بـ شراسة مُفرطة خاصةً مع إزدياد وزنها قليلًا فـ إمتلأت بـ طريقة مُهلكة أكثر مما هي
وضعت أحمر شفاه لامع و ألف نظرة أخيرة لتُهدي صورتها بـ المرآة قُبلة وهتفت بـ مكر أنثوي
-يلا يا جُلنار إستعدي تخطفي قلبه…
طرق خفيف على باب شُرفتها جعلها تقطب جبينها.. إتجهت إليه و أبعدت الستائر لتجد صُهيب أمامها.. شهقت بـ صدمة و تراجعت حينما وجدت عيناه مُظلمتين
عاود صُهيب الطرق بـ قوة ثم صوته الذي وصلها ضعيفًا بسبب الزُجاج الذي يعزل الصوت بينما بـ الخارج كان جهوريًا
-إفتحي يا جُلنار أحسنلك…
وضعت جُلنار يدها على صدرها ثم تنفست عدة مرات لتُهدأ نفسها قائلة بـ ثقة مُهتزة
-إهدي يا جُلنار وثبتيه…
نظرت إلى ملامحه الخطيرة لتبتلع ريقها بـ صعوبة ثم همست
-دا هو اللي هيثبتني زي المسمار دلوقتي…
حاولت السير بـ غنج عله يرق لحالها ولكن كانت عيناه مُثبتة على عينيها لتتيقن أن القادم أسوء.. فتحت الباب ليندفع صُهيب إلى الداخل فـ تراجعت جُلنار سريعًا ثم هتفت بـ ذُعر
-قبل ما تزعق و تتنرفز آآآ…
لم تستطع الحديث وهو يتقرب منها واضعًا يديه بـ جيبي بِنطاله عاضًا على شِفاه بـ غضب.. لم تعلم أنه يُحاول كبت مشاعره المُشتعلة تجاهها ما أن وقع بصره عليها.. يُقاوم إشتعال يغزو كيانه كما تغزوه هي دون أن تبذل أدنى جُهد على الرغم من غضبه الذي لم يهدأ بعد
-أردفت هي بـ نبرةٍ موشكة على البُكاء:والله عملت كدا عشان مقدرتش على زعلك مني…
رفع صُهيب حاجبه ثم همس بـ نبرةٍ خطرة
-يعني أنتِ عارفة إنك غلطتي!...
أومأت بـ بُطء ولكنها أردفت سريعًا وهي لا تزال تُحدق به بـ رهبة
-بس والله من غيرتي عليك
-رد صُهيب بـ نفيٍ:دي مش غيرة يا جُلنار.. دا شك…
إتسعت عيناها بـ ذهول و إجفال إلا أنها إقتربت منه سريعًا تُمسك يده و ترفعها واضعة إياها على قلبها النابض بـ إضطراب
-شك!.. وجالك قلب تقولها يا صُهيب!.. القلب دا عمره ما شك فيك حتى لما دخلت أول مرة حياتي.. من أول مرة إعترفت ليا وأنا عمري ما شكيت فيك للحظة…
زفر صُهيب بـ إختناق و أدار وجهه بعيدًا عنها لتُكمل جُلنار بـ نبرةٍ مُتأثرة
-حتى يوم أما عبد الرحمن خطفني.. مكنش عندي شك ولو للحظة واحدة إنك هتيجي عشاني…
نظر إليها صُهيب بـ نظرات مُظلمة و غضب لم تره سوى بـ ذلك اليوم لتُكمل و أصابعها تُتابع ذلك الجرح بـ وجههِ
-اليوم دا ساب أثر فـ جسمك بس ساب أثر أكبر فـ روحي.. عرفت إني لا يُمكن هكون غير ليك.. أنا آسفة يا صُهيب
-غمغم صُهيب بـ جمود:أنتِ وجعتني يا جُلنار…
وضعت رأسها على صدرهِ و حاوطت خصره ثم أردفت بـ صوتٍ مُتهدج
-و وجعي أكبر منك.. مش لأنك سبتني.. دا لأني جرحتك بدون قصد…
ظلت يداه جواره لم يرفعها ليُحاوطها كـ العادة بل هتف بـ صوتٍ قاسي
-كُنت عارف إن يوم زي دا هيجي بس متخيلتش إنه هيكون منك و بـ الطريقة دي..أنا فكرت في بينا رابط مش سهل يتقطع بـ كلمة شك…
قبضت على قميصهِ من الخلف بـ قوة كادت أن تخنقه ثم هدرت بـ صوت مبحوح
-مش شك.. صُهيب أنت ليه معندكش ثقة فيا؟
-كانت موجودة بس أنتِ خسرتيها…
عبارته الباردة ضربتها في مقتل لتتهدل ذراعيها ولكن دون أن تبتعد عنه.. شحبت ملامحها ولكن أبت أن تبكي ثم تساءلت
-قصدك إيه!...
حاول صُهيب إبعادها عنه ولكنه تفاجئ بـ إرتجاف جسدها البارد.. ليُحاوطها دون وعيٍ منه خوفًا أن تسقط ثم أكمل بـ نبرةٍ صخرية دون أن تتأثر بـ قلقهِ
-مش محتاجة تعرفي قصدي يا جُلنار اللي بينـ آآآ…
لم تدعه يُكمل عبارته بل جذبته من عُنقهِ لتُقبله مُخرسة إياه.. تفاجئ صُهيب من هجومها دون القُدرة عن الإبتعاد عنها بل ظل جامدًا يتلقى خوفها بـ رحابة صدر حتى إبتعدت عنه
وضعت جُلنار قمة رأسها على ذقنهِ ثم قالت وهي تضع أطراف أصابعها على وجنتهِ الخشنة
-أنت وقعت معايا عقد مش هسمحلك تفسخه أبدًا…
قبضت على مُقدمة قميصه وهدرت بـ شراسة مُفاجئة
-إوعى تفكر إني هسمحلك تبعد عني.. هموت والله يا صُهيب هموت لو بعدت عني لحظة وأنا عارفة إنك مش راجع…
خبيثة وتعرف جيدًا كيف تضرب وتره الحساس.. كيف تستطيع أن تنفذ من ثغراته فـ تقتله بلا رحمة.. تنهد صُهيب بـ تعب ثم همس بـ يأس
-وبعدها يا جُلنار.. وبعدها هتجرحيني تاني.. نفس السيناريو هيتعاد
-صرخت بـ قوة:وأنت قولت قبل كدا إنك هتسامح عشان دا حقي.. أنت لو مش مُتمسك بيا أنا هتمسك بيك ولو طولت هحبسك هعملها يا صُهيب…
لكزت صدره فـ تطلع إليها مذهولًا وهي تُكمل بـ نبرةٍ تكاد تُشبه مواء القطط
-هعملها وهتكون ليا.. أنا مش هتخلى عنك.. عاوز تزعل مني سنة أتنين.. تلاتة.. زي ما تحب.. لكن تسبني! دا إللي مش هسمح بيه أبدًا…
سيطر صُهيب على إبتسامة مُشرقة تكاد تشق وجهه..ثم أردف وهو ينظر إليها بـ نظرات حذرة
-و هتكفري عن غلطك إزاي!
-كدا!...
قالتها و سُرعان ما إرتفعت تُقبل شفتيه بـ قوة و شغف.. ثم إبتعدت عنه وتساءلت بـ دلال و تهدج
-صالحتني!
-همس بـ صوتٍ أجش:تؤ لسه شوية…
إبتسمت بـ مكر ثم إرتفعت وعاودت الكرة لتعود و تبتعد تسأله بـ وجهِ أحمر ليس خجلًا ولكن إنفعالًا
-طب و كدا!...
تسللت يده إلى ظهرها تحل أربطة المنامة يُقربها أكثر منه ثم همس ويده تُداعب ذقنها بـ نعومة
-بيتهيقلي محتاجة تبذلي مجهود أكبر…
*************************************
كان جاسر يسير بـ الممر مُتجهًا إلى غُرفة جُلنار ليطمئن عليها حينما قابل الصغير يخرج من غُرفتهِ عاريًا لا يرتدي سوى
-بوكسر!!!
نطقها جاسر مصعوقًا وهو يرى الصغير يركض بـ إتجاهه و يمر حاملًا بعض الأوراق النقدية بـ يدهِ ليتساءل بـ دهشة
-هو إيه اللي بيحصل فـ البيت دا!!...
توقف الصغير فجأة على يد جاسر التي أمسكته من ذراعهِ ثم هدر بـ تعجب
-أنت رايح فين وفين هدومك يا بني؟…
إستدار جاسر إلى جدهِ ثم قال وهو يحمل بـ يدهِ عدة عُملات نقدية
-رايح ألعب مع خالو بلايستيشن…
رفع جاسر حاجبه بـ دهشة حقيقية ثم سأل حفيده وهو يُحدق بـ النقود
-طب و واخد الفلوس دي ليه!...
حاول الصغير الإفلات من يد جاسر ثم أجاب
-هو قالي تعالا نعلب على فلوس بعد أما خسرت هدومي…
إتسعت عينا جاسر بـ صدمة شرسة وقد شُل لسانه عن الرد.. ليُفلت الصغير من بين يديه ثم قال وهو يركض بـ إتجاه غُرفة جواد
-سبني بقى يا جدو عشان ألحق أتفرج على وحيد القرن…
حدق جاسر بـ الصغير الراكض حتى دلف الغُرفة و أغلق الباب ليردف هو بـ إستياء
-والله أنا اللي بقيت بـ قرن من اللي بيحصل فـ البيت دا…
توجه جاسر تجاه غُرفة جواد والذي كان يجلس فوق وسادة سوداء و جواره ثياب إبن شقيقته لتحتد عيناه قبل أن يهدر
-مطلع الواد بـ البوكسر يا خال!...
نظر جواد إلى والده ليبتسم بـ سماجة ثم نهض و صافح جاسر مُقبلًا وجنتيه بـ التناوب ثم أردف مُمازحًا
-البوس منور والله
-دفعه جاسر بـ حدة وأردف:بوس إيه و نيله إيه!.. أنت مش واخد بالك إنكوا بتلعبوا قُمار
-ربت جواد على كتف جاسر وأردف:عشان يبقى مفتح ومحدش يضحك عليه
-رفع جاسر حاجبه وهتف بـ إستنكار:هو إيه التصالح والسلام النفسي اللي أنت فيه دا! ولا كأنك بتعلمه يصلي مثلًا…
إستدار جواد إلى جاسر الصغير ليجده يُحاول الغش ليقول جواد بـ صوتٍ عال مُحذرًا
-متغشش يا حبيي خالك.. من غشنا فليس منا يا بابا…
عاود النظر إلى وجده ليجده واضعًا يده فوق صدرهِ ليضحك جواد قائلًا
-دي أعراض ذبحة صدرية دي خُد بالك
-هتف جاسر بـ إزدراء:يا أخي ربنا ياخدني من الخلفة العار دي…
تعالى صوت جواد الضاحك ثم أردف وهو يسحب والده إلى الداخل
-طب تعالا إلعب معانا
-أنت فين مراتك من كل دا!.. العيال دي بدأت أشفق عليها
-هتف جواد بـ مرح:كدا يا بوس وأنا اللي إخدت إبن أختي عشان أبعده عن الجو المكهرب دا
-أشاح جاسر بـ يدهِ و قال بـ سئم:يا أخي ياكش كهربا تمسك فيك وتخلصني منك.. إوعى…
دفع يده بعيدًا ليهتف جواد بـ صوتٍ عال وهو يخرج خلف والده
-خُد طيب هفهمك!. طب رايح فين؟…
مط شفتاه حينما تجاهله جاسر ليدخل و يُغلق الباب خلفه ثم تساءل
-هو زعل ليه!...
نظر إلى جاسر الصغير ليجده يعد الأوراق النقدية فـ إتجه إليه وقال بـ حماس
-وربنا لـ أقلعك البوكسر أبو ميكي ماوس دا…
أما بـ الخارج
إتجه جاسر إلى غُرفة جُلنار وهو يضرب كف على آخر هاتفًا بـ إستنكار
-دا إيه الخلفة الـ**** اللي متشرفش دي!...
فتح جاسر باب الغُرفة بعد طرقٍ خفيف وفتح دون أن ينتظر ردها.. ليتوقف مذهول وهو يجد إبنته تُعانق صُهيب تُحاول نزع قميصه عنه ليهدر بـ صوتٍ جهوري مُفزع
-أنتوا بتعملوا إيه!!