رواية أباطرة الغرام الفصل الثانى و العشرون 22 بقلم اية محمد رفعت

 

رواية أباطرة الغرام الفصل الثانى و العشرون بقلم اية محمد رفعت



شهق آسر بطريقةٍ درامية وسقط على الأرض تدريجيًا وهو يقول بنبرةٍ يقلد بها مشهدًا من أحد الأفلام القديمة:
_ خيانة؟!  ياسمين وخالد ، آه قلبي،  هموت ليه كده يابنتي؟ ليه تعملي في أبوكي كده؟ حطيتي رأسنا في الطين.
حدجه خالد بسخط، وأردف بتهكمٍ: 
_أيه الفيلم المحروق اللي أنت عايشه ده؟
فتح الآخر إحدى عينيه بعدما أغلقهما متسائلًا بجدية :
_محروق؟!
حركت ياسمين رأسها مؤكدةً حديثهما، لينهض الآخر عن الأرض، وحمحم بحرجٍ مصطنع:
_أحم ، مش تقول ياخلّود سيبتني أعيش الدور! 
_ لا يا خفيف ده أنا سبتك تجيب آخرك عشان أما أضرب أضرب بضمير.
قال خالد بسخريةٍ، فاتسعت عينا آسر بعدها عندما سمع كلمة تشمل بها ضربه المبرح، وأخبره قبل أن يلوذ بالفرار .
_هو فيها ضرب؟ 
هرب من أمامها ، فنظر كلاهما إلى الفراغ، وكأنه لم يكن له وجود من الأساس، سُلطت ياسمين نظرتها إلى خالد وهمست باسمه قائلة :
_خالد
نظر إليها بعشقٍ كاد أن يوئده ليعود مجددًا للحياة و أجابها:
_قلبي وروحي! 
همست له بعشقٍ يتربع بحدقتيها:
_ متبعدش عني تاني، أنا بحبك وأنت عارف ده كويس. 
غمز لها بمكرٍ:
_ أيوه عارف إنك واقعة من زمان أيه الجديد! 
زمجرت بغضبٍ : 
_ أنا غلطانة أني واقفة معاك ، سلام..
هتف معتذرًا، وهو يلحق بها: 
_طيب أقفي نكمل كلامنا. 
لم تنصاع إليه، فقال بضحكته الجذابة: 
_خلاص أنا آسف، أنا اللي واقع مرضية كده؟ 
منحته ابتسامة إنتصار، وأشارت على استحياء: 
_ هروح أقعد مع ندى شوية.
_ أنا كنت عندها ولقيت عصام كالعادة قاعد جانبها  
وبحزنٍ استطرد: 
_وحشتني أوي! 
ذكرها بصوتٍ غلب عليه الحزن لحال أخته وابن عمه، فتجمعت الدموع بمقلتيها تأثرًا بهما، ورددت:
_  وأنا يا خالد ندى أختي وأقرب صديقة ليا، حاسة من غيرها إني وحيدة دي كل حياتي .
هز رأسه بتفهمٍ لمعاناتها، متمتمًا بحنان: 
_متوجعيش قلبي بدموعك دي. 
وبتضرعٍ استرسل:
_إن شاء الله هتقوم وهتبقى زي الفل.
 هزت رأسها إليه وغادرت غرفته قاصدةً غرفة ابنة عمها وصديقة طفولتها، فوجدتها كما هي لا حركة، فقط السكون يخيم الغرفة لم تعتاد على ذلك فلطالما كانت الغرفة مليئة بجميع ألوان الحياة، جلست على كرسيٍّ مقابلها وقالت بحزن :
_ بردو يا ندى مش هتقومي؟ أنا زهقت والله من غيرك وحشتني، قومي عشان خاطري، في حاجات كتيرة عايزة أحكيلك عليها، أنا من غيرك وحيدة! 
شعرت بيدٍ توضع على كتفها التفت خلفها فوجدت عصام قبالتها ، وقفت تحتضنه بقوةٍ، وعيناه منتصبتان على محبوبته التي لا حول لها ولا قوة، فربت بحنان على شقيقته، وهمس لها :
_ هتقوم يا حببيتي إن شاء الله هتقوم.
_ هتقوم أمتى وحشتني أوي! 
سألته وقد فرغ صبرها لطول الانتظار، في حين ركّز الآخر على ملامحها الساكنة على الفراش وقال بشوقٍ :
_ وحشتنا كلنا يا ياسمين .
طرقات الباب الخافتة انطلقت لتقطع حديثهما، فأشار عصام للطارق بالدخول، ليدلف آسر مقتربًا منهما، وتساءل :
_ندى عاملة إيه مفيش جديد ؟!
أشارت ياسمين بحاجبيها إليه بانكسارٍ، ليخيم عليه الآخر الحزن بشدة، خاصةً أنه لا يفرق بمعاملته لها عن شقيقته، فانتقلت حدجتيه لياسمين بحزنٍ حينما رأى أثار البكاء يحاوط عينيها، فحاول أن يمازحها: 
_ بت أنتي كل ما أخش حته ألقيكِ في حضن حد إيه مش بتضيعي وقت؟ شوية  أحمد وشوية خالد ودلوقتي عصام ؟
ضيق عصام عينيه بغضب، فجذبه إليه متسائلًا بصدمة:
_أحمد مين يا حيوان؟
 أجابه آسر ساخرًا وهو يحارب الخلاص من بين يده: 
_ أبوك .
احتدت قبضته عليه وهو يصيح به بانفعال: 
 _ أحمد ده بيلعب معاك! 
_ أنت متنرفز ليه؟ فعلا بيلعب معايا عارف ايه؟ 
أزاح آسر يدي أخيه عنه وهو يسأله، بينما حرّك الآخر رأسه يبحث عن جواب ، فضحك آسر وهتف :
_ بيلعب باليه.
أغمض عصام عينيه يكتم غيظه ، و قال بقلة حيلة:
_هموت و أعرف كميه البرود اللي في دمك دي منين؟
أعدل من جرفاته، وجلس على المقعد واضعًا ساقًا فوق الأخرى بغنجهيةٍ وهو يتابع: 
_هقولك الطريقة، كوباية مية مثلجة الصبح على غير ريق و واحدة زيها باليل..
كور يده وهوى إليه بلكمةٍ أسقطته عن المقعدٍ،فزحف راكضًا للخارج بعدما تأكد من خروجه التام عن طور هدوئه.
ارتفعت صوت ضحكات ياسمين الشامتة، وحمسته قائلة: 
_إديله هو يستاهل كل خير. 
جذبها من تلباب بيجامتها وهو يردد بتوعد :
_ لا  دورك جاي، تعاليلي. 
_ ليه عملت إيه ؟!
سألته وقد مطّت شفتيها بحزنٍ ليقترب منها وقد ضيق عينيه وقال محللًا بجديةٍ تامة :
_ أنا ملاحظ أنك واخدة راحتك على الآخر  مع خالد.
_ لا والله... ما عملتش حاجة. 
أجابته بتلعثم تبين سوء شكوكهم، فابتسم إليها يتمتم بحمدٍ سمعته، لتضيق عينيها وسألته بحنق:
_ أنت بتتريق عليا.
أعادها بين أحضانه بقوة ، ويده تمسد شعرها قائلًا :
 _لا يا حبيبتي ، أنا بضحك معاكي، وواثق فيكِ جدًا، والأهم من كده ثقتي الكبيرة في خالد  أو بالمعنى الأصح بابا وعمي واثقين في تربيتنا، عشان كده قعدنا السنين دي كلها في نفس القصر متقسمناش ، عشان بينا ثقة. 
شعر بحاجته للبقاء بمفرده، لن ترى ضعفه، فابتعد مغادرًا الغرفة، في حين تقدم آسر وقد رأى ما حدث، ليجذبها في حضنه وقال بحنق:
_ اشمعنا أنتم تحضنوا و أنا لا ؟ دي أختي.  
 كان بطريقه ليطمئن على ندى، فوجد آسر يحتضن ياسمين بقوة، اقترب منهما وحاول فصلها عنه قائلًا بغيرته : 
_شيل إيدك من عليها يا حيوان.
لم يلقي له بالًا وكأن عبارته زادته عنادًا ليشدد من ضمِّها، اقترب خالد يجذبها منه وقال بحدة:
_ شيل إيدك بقولك. 
وغمغم بسخطٍ: 
_وأنتِ ياختي مصدقتي ؟
ضحك آسر بسخرية تبعها نظرةً غامزة لياسمين وقال :
_ مجنون، أنا غيرت رأيي يا ياسو الواد ده حيوان وكل يوم مع واحدة شكل، حتى لسه قفشه مع واحدة من شوية مش فاكر كان اسمها إيه... آه مايا اورورا .
_ آه يا كلب.
سبةٌ لاذعة تمتم بها خالد بغضب ، أما ياسمين فاتسعت عيناها بصدمةٍ، ليردف آسر كاذبًا :
_ أيوه دي كانت هتموت وتتجوزه وقالتله سيب خطيبتك وأتجوزني قالها ولو عايزني أموتها هموتها.
دفعت ياسمين خالد بكفيها وقالت :
_كده… طب أديني دبلتي.
_أنتِ  هتصدقيه ده غبي ؟ والله مش أنا دي كانت عايزة تتجوز عصام مش أنا.
 ابتسم آسر ساخرًا وقال بلكنةٍ مشابهة لسيدات القروية بعد أن مصمص شفتيه :
_شوفي الواد، بيرمي التهمة على عصام الغلبان.
نظرت إليه ياسمين بغضب ثم انسحبت من الغرفة، توعد خالد لآسر بقوله:
_والله يا آسر لأموتك.
 وذهب ليلحق بها، أشار آسر إليه بيده مستفزًا إياه دون أن يرى الأسد الذي يقف خلفه :
_ياشيخ إتلهي كل شوية تقولي هموتك هموتك و أديني أهو عايش ومية فل وعشرة.
وبمجرد ان التفت كان مرفوعًا في الهواء  فخاطبه عصام بحدة وهو يقبض على ذراعيه بعدما رفعه للأعلى:
_ عرفت منين أن أنا كنت مع مايا أورورا ؟!
_ الله الدنيا حلوة أوي من فوق.
هتف آسر  ببلاهة، مستفزًا الآخر فزجره بغضب :
_ آسر أنا مبهزرش.
أجابه سريعًا ليتفادى غضبه: 
_سمعتك و أنت بتتكلم مع خالد و استنتجت على طول هي عايزة إيه من ذكائي.
دفعه عصام أرضًا وهدر بانفعالٍ:
_أنا أتخنقت منك... اطلع بره
ابتعد آسر وفتح باب الغرفة ليخرج ، لكنه التفت إليه وهتف بسخرية :
_ لو مش عاجبك طلقني ، طلقني يا حيوان. 
ركض من خلفه بغضبٍ مقتاد، فهرول الأخير صافقًا من خلفه الباب، هدأت شرارة انفعالاته،وعاد لمقعده القريب منها مجددًا، يراقبها بنظراته العاشقة، مال عصام برأسه تجاه الفراش وهمس بآنينٍ يذبح فؤاده: 
_وحشتيني أوي يا عمري، أنا أتأخرت عليكِ النهاردة آسف يا حياتي كان عندي شوية شغل وكنت بخلصهم مع بابا في المكتب وجيتلك على طول .
واسترسل بحبٍ يلمع بمُقلتيه:
_ حتى وأنتِ نايمة زي الملاك!
لمع الدمع بحدقتيه رغمًا عنه،فنقل لصوته المختنق:
_ أنا حياتي من غيرك وحشة أوي حاسس إنها ضلمة، مشتاق لنورك في حياتي ارجعي يا ندى ارجعلي أنا من غيركِ وحيد.. 
ودفن رأسه بالفراش يجاهد ما يعتريه، هامسًا بخفوتٍ: 
_ أنا مكنتش متخيل أني هحبك  كده ندى أنا وافقت أني أتجوزك عشان محسش بالذنب تجاهك لأني كنت عارف أنك بتحبيني بس لما قربت منك حبيتك ، بعشق ابتسامتك، صوتك، عيونك، أنتِ كلك وحشتيني، عشان خاطري ارجعي .
وختم حديثه بقهرٍ وعذاب لم تسعفه كلماته بشرحها: 
_أنا حاسس إني عايش من غير روح  أرجوكِ رجعيلي روحي.
سكونها الغريب هذا يقتله، يزيد من ألمه، رفض بقائه جوارها لأكثر من ذلك، فتوجه للخروج، فتصنمت قدميه محلها، حينما تردد إليه همساتها الخافتة:
_ع.. ص.. ا.. م
حروف اسمه يسمعها تتردد بخفوتٍ، لا يميز صوتها بعد غيابٍ، تراه أصابه الصم، هل نادته ؟ أم يتوهم ذلك. 
_عصام 
  تكرر ندائها مجددًا بصوتٍ أكثر وضوحًا  ، سيطر الخوف عليه لدرجة جعلته مترددًا أن يستدير، إستدار ببطءٍ للخلف،فصعق حينما وجدها مازالت غافلة، ركض نحوها بلهفةٍ وشوق. فهمس بنبرته الملتاعة :
 _أنا مش بتوهم صح؟  ،  أنتي نادتيلي! 
فتحت عينيها بتثاقلٍ، حتى اعتادت على ضوء الغرفة، فانحنى تجاهها يردد ببكاءٍ :
_ كده  يا ندى تعملي فيا كده؟  قلبي كان هيقف من الخوف عليكِ.
تحرر لسانها عن مخضعه، مرددة: 
  _ أنا آسفة.
 ابتسم لها بحبٍ، وعينيه تلتمعان بالدموع، لتردف مجددًا بضعف:
_ عصام.
ترنح اسمه بين شفتيها لثالث مرة ،جعلته ينظر إليها ولعينيها التي اشتاقها، وأجابها بعشق :
_قلبي،وعمري وحياتي! 
ابتسامتها الشاحبة زينت وجهها المرهق وهي تسأله:
_كل ده؟
_و أكتر من كده.
منحها الجواب بسرعةٍ ثم همس لها:
_ أنتِ كل حاجة مش بس روحي! 
*****************
سارت بخطواتٍ هادئة نحو غرفة ندى،  تعلم أن  شقيقها يبقى معاها لوقتٍ طويل،  دلفت للغرفة تردد بهدوءٍ:
_عصام بقولك..
اتسعت عين ياسمين بصدمةٍ، ثم أدمعت عينيها سريعًا صارخة بحماسٍ:
_ ندى حبيبتي.
 ركضت إليها سريعًا  ترتمي باحضانها تتمتم بصوتٍ باكي:
_ ندى وحشتني أوي يا حبيبتي.
ضمتها ندى بحبٍ تردد بصوتٍ مرهق:
_   وأنا كمان ياسو.
نظرت لها ياسمين، تردد بسعادة وهي تنهض:
_ أنا هروح أقولهم أنك فوقتي.
 ركضت ياسمين كي تخبر الجميع، في حين علت البسمة وجه عصام بعد هذا المشهد يردد بحبٍ:
_حمدلله على سلامتك يا قلبي. 
نظرت ندى له محاولة الاعتدال بجلستها، تردد بمحاولةٍ للتذكر:
_ هو إيه اللي حصل أنا آخر حاجة كنت فاكرها لما... 
اختنقت الكلمات بحلقها،  تتذكر ما حدث معها،  انهمرت الدموع منها بغزارة،  يرتجف جسدها من تذكر هذا التابوت الذي وُضِعت به،  شعر عصام بألمٍ  من رؤيتها تبكي هكذا ليردد بحزنٍ محاولًا اخفاؤه بكلماتٍ حنونة:
_ متخافيش أنا جانبك ومش  هسمح لحد يأذيكِ يا عمري أنا أسف أنا وعدتك أني أحميكِ وفشلت في ده.
حركت ندى  رأسها في نفي، تتمتم بصوتٍ مبحوح :
_ أنت اللي انقذتني من الموت 
منحها بسمةً هادئة يردد بحنوٍ: 
_المهم أنك رجعتيلي في الأخر. 
اقتحم آسر  الغرفة بسعادة جالية، يردد بحماسٍ  :
_ إندوش حبيبة قلبي حمدلله على سلامتك وحشتني أوي يابت.
تعالت ضحكات ندى وقالت من بين ضحكاتها بايجازٍ: 
_   الله يسلمك.  
دفع آسر عصام ثم جلس على مقعد جوارها، يردد بسعادة:
_ في حاجات كثير أوي فاتتك لازم أحكيلك عليها.
ضحكت ندى بشدة على طريقته التي تعشقها، لتردد:
_ احكي يا أسورة.
كاد أن  يتحدث ولكن نظرة قاتلة من عين عصام جعلته ينهض من مكانه يتمتم بتوترٍ:
_ خلاص يا ندوش بالليل أجيب فشار وأجي أحكيلك للصبح.
_ماشي هستناك 
قالها بعدما أومأت برأسها،  ليردد آسر  ببلاهةٍ:
_عسل يا نادو ما تجيبي حضن بقى.
جذبه عصام بقوةٍ، وهو يردد بحدةٍ:
_ تعالى وأنا أحضنك انا. 
اتسعت عين آسر بصدمةٍ، ليردد بتهكم :
_وعلى إيه ياعم سلام، كتك نيلة وأنت شبه كركر كده.
***************
_ بابي بابي عمي يا عمي أنوا فين!! 
أشار لها محمد من داخل المكتب بأن تدلف للداخل يردد بحبٍ:
_ تعال ياحبيبتي أحنا في المكتب.. 
دلفت ياسمين إلى الداخل لتجد أحمد ومحمد وخالد يجلسون معًا، تمتم خالد بتعجبٍ:
_ في اية يا ياسمين، عامله الدوشة دي كلها ليه؟! 
اجابته ياسمين بسعادة :
_ ندى فاقت!!
انتفض محمد مكانه يردد بصدمةٍ:
_ إيه بنتي!
ركض نحو الأعلى في سرعة لا يعلم من أين أتت، يدلف للغرفة سريعًا..
**************
دلف آسر إلى غرفة آمال حيث تجتمع هي وسهير وسها سويًا، ليردف آسر بمزاحٍ:
_مولة إيه ده ده سهير وسوسو هنا.
رددت سهير بحزم :
_ ما تحترم نفسك يا واد  أنا بلعب معاك. 
عوج آسر فمه، متمتمًا :
_ياريت تعرفي تلعبي معايا لكن أنتي خلاص بالعمر ده محتاجة لعكاز 
حدقت آمال إلى آسر بحنقٍ، ثم رددت بضيقٍ :
_ آسر أحترم نفسك أصل أقول لعصام يأدبك. 
اشاح بيده في حنقٍ،  يتمتم وهو يغادر الغرفة :
_ ولا تقولي ولا أقول خسارة فيكم الخبر اللي جاي عشان أقول ليكم.
اوقفته سها بفضولٍ متمتمة  :
_خبر إيه يا آسر!
اجابها بلامبالاة:
_ندى فاقت.
اتسعت عين آمال بصدمة،  مرددة:
_ إيه؟!!
اغرورقت حدقتي سهير بالدموع، تتمتم بصوت باكي:
_الحمد لله! 
ركض الجميع إلى غرفة ندى في حين نظر لهم بغيظٍ، وردد بصوتٍ مغتاظ:
_ اتفوخس على دي عيلة بدل ما يحلولي بوقي راحين يجروا على ندى يالا لما أروح أغير هدومي 
**************
سعادة علت وجوه الجميع بعدما استيقظت ندى،  الجميع يجتمع بغرفتها، وردد آسر  بمزاحٍ:
_ إيه يا جماعة قولنا الاختلاط الكتير غلط، أنتوا مبتفهموش غير لما حد متخصص اللي يقولكم الكلام ده ولا أيه.
وتساءل بحيرةٍ: 
اجابته ياسمين بضحكٍ:
_في حزب دلع كرشك، وهتلاقيها تحت على ايدك الشمال بتقتحم الأكل!
نظر آسر  إلى الساعة ثم ردد بتعجبٍ :
_ بس لسه ربع ساعة عن الغدا!
ربتت سهير  على كتفه، تتمتم بضحكٍ:
_هي الحمد لله مش بتزعل حد هتلقيها بردو على الغدا أول واحدة.
اتسعت عين آسر بصدمة، يردد بفزعٍ  :
_  لا الموضوع ده لازم يوقف لحد كده ده زاد أوي!
هبط للاسفل ومن ثم اتجه نحو المطبخ ليجد سها تجلس على المنضدة في المطبخ وأمامها جميع  أصناف البيض، صُدم آسر مما تفعله، ليردد بصدمةٍ  :
_ إيه كل ده 
اجابته سها وهي تلوك الطعام بفمها:
آسر تعالى كل دي تصبيرة.
جحظت عين آسر بصدمة، وأردف بتلعثم :
_كل ده وتصبيرة! 
اجابته سها ببراءة قبل أن تدس الخبز بالبيض:
_ده بيض بس. 
_ كل ده وبس يا مفترية!
قالها بغيظٍ،  في حين رددت سها بتذمر:
_ أنا بمووت في البيض الله.
علق على حديثها بسخطٍ:
_اللي بيحب البيض بيأكل 2 أو3  مش نص طبق بيض!!
عبست ملامحها بضيقٍ،  تتمتم بصوتٍ غير واضح من الطعام الذي ملأ فهما:
_الله بلاش أكل يعني عما الغدا يتحط!
رفع آسر حاجبه باستنكار، يردد وهو يشير على الأطباق:
_ أنتِ لسه هتتغدي!
تذمرت سها بضيقٍ متمتمة:
_ أمال أموت يعني من قلة الأكل 
نزع آسر حزامه، وهو يردد بتوعدٍ:
_مش هتلحقي لا غدا ولا عشا!
اتسعت عين سها بخوفٍ ثم ركضت تفر هاربة،  في حين لحق بها آسر ولكن توقف أمام  الطاهي يردد  وهو يجذب الملعقة من يده:
_ إيه دي!! 
اجابه الطاهي بهدوءٍ :
_مغرفة يافندم. 
نالت استحسان آسر، ليردف وهو يقيمها:
_  أنت هتفتي يا عم متقول معلقة كبيرة وتخلصنا!
أكمل ركض خلف سها يمسك بالحزم بيد والأخرى تحمل تلك الملعقة الكبيرة، صرخت سها بخوفٍ:
_ الحقـــــــــــوني 
هدر آسر بحنقٍ  :
_ والله لأخليكي تجري لحد ما تخسي خالص يا أنا يا أنتِ. 
وقعت أرضًا فابتسم آسر بتشفي وهو يكيل لها الضربات، لتصرخ سها بألمٍ:
_ ألحقوني!!
***************
_ ألف سلامة عليكي يا نادو 
قالتها سهير وهي تضم ندى إلى  صدرها بحبٍ،  في حين اكملت آمال بحبٍ :
_والله القصر كان مالوش طعم من غيرك.
ابتعدت سهير قليلًا،  ليتقدم منها أحمد يأخذها بأحضانه في احتواء، متمتمًا بزفيرٍ يحمل الراحة:
_ الحمد لله.
أمسك عصام ذراع والده يردد بصوتٍ يحمل الغيرةً  :
_مش كده يا والدى!
ضحك الجميع على غيرة عصام الظاهرة، بينما توردت وجنتي ندى بخجلٍ ممزوج بسعادو
استمع محمد لصوت سها تصرخ، يردد بدهشةٍ :
_ايه الصوت ده!!
تقدم أحمد كي يغادر من الغرفة متمتمًا بغيظٍ:
_ أكيد الحيوان آسر بيضربها!
اوقفه محمد كي لا يفقد أخر ذرة بعقله، ليردد متجه ببصره نحو عصام :
_ طب أنزل يا عصام يابني شوف في إيه!
زفر عصام باختناقٍ، يتمتم بصوتٍ محتقن:
_أنا زهقت من الإتنين دول! 
_  الواد هيموتني الحقوني!!
على صوت سها بهذه الكلمات،  في حين ردد خالد بيأسٍ   :
_ تعال يا عصام نشوف في ايه؟ 
ضحكت ندى بخفوتٍ تردد:
_ سها حرام! 
ابتسمت ياسمين بتشفي تردد بغيظٍ:
_سبيه يأدبها دي عاشر مرة تأكل النهاردة.
علق أحمد بضحكٍ:
_ نفسي أشوفها في وقت مش بتاكل فيه.
أكملت آمال هي أخرى بضحكٍ: 
_ آسر هيجراله حاجة منها.
 ردد أحمد بتهكمٍ:
_ ياريت عشان نخلص منهم الإثنين.
************
ألحقوني!!
قالتها سها بتعبٍ بعدما ركضت لوقت طويل، ليتساءل آسر بدهشة: 
_ قعدتي ليه؟!
_معتش قادرة أجري.
قالتها وهي تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة من الركض،  ليرفف آسر بغيظٍ:
_ كويس تعالي بقى!
هبط بالملعقة على ذراعها، فصرخت وهي تحاول  الفرار منه،  تقدم عصام منهما،  يردد بدهشةٍ من استسلام سها للضرب:
_ إيه اللي بيحصل هنا ده!
نهضت سها بصعوبةٍ، تركض نحو عصام وخالد متمتمة بتعبٍ:
_ الحقوني إن شالله يخليلكوا عيلكوا.
علق خالد ببسمةٍ حالمة، يشرد بزوجه من ياسمين :
_مش عارف ليه بحب الدعوة دي! 
لكزه عصام بغيظٍ، يردف بتهكمٍ :
_إحنا في ايه ولا في إيه!!
تقدم آسر منهما يردد بحنقٍ:
_تعالي هنا والله لتضربي!
أمسك خالد  بالملعقة، يتساءل بدهشةٍ :
_ إيه دي!
اجابه آسر بعدما مط شفتيه باستياء لنسيانه اسمها:
_ أنا أعرف لقيتها في المطبخ بس شكلها حلو.
هبط بها خالد عليه،  ليصرخ آسر بألمٍ متمتمًا  :
_ آآه بتوجع ياحيوان.
عاد خالد يضربه مرة أخرى،  لتردف سها بتشفي:
_أيوه كده هاتولي حقي من الظالم ده! شوفت يا آسر طول ما السلف موجد مش هتعرف تعملي حاجة.
علق عصام بتعجبٍ:
_ إحنا هنجبلك حقك وكل حاجة بس ايه سلف دي؟!
اتسعت خالد بصدمة، يردد:
_ أوعي تكون شتيمة يابت!
وضع آسر يده موضع الضرب ليصرخ بألم شديد :
_  آآه.
نظر له الأثنان،  بصدمةٍ، ليتراجع آسر  بخوفٍ يجيب:
_ والله ما أعرف حاجة!
ضحكت سها على طريقتهم لتجيبهم :
_ هفهمكم بصوا مش أنتم أخوات جوزي المستقبلي قولوا إن شاء الله!
حرك آسر رأسه في نفيٍ:
_ إن شاء الله لا لا لا.
حدجه خالد بنظرة مغتاظة كي يصمت، ثم ردد وهو يسلط بصره على سها :
_كملي.
أكملت سها بلهجة صعيدية:
_حدانا في البلد أخو البعل يبقى سلف.
نظر لها عصام بحنقٍ، ثم قال وهو يبتعد :
_بعل آسر خلص عليها.
صرخت سها بخوفٍ تركض خلفه
_ لا لا. 
تمايل آسر متغندجًا: 
_تبقى معدية لأ لأ... وتبص عليا لأ لأ. 
امسك عصام برأسه، يضع يده على أذنه مرددًا بألمٍ:
_ يخربيتك ودني أنتِ مركبة ميكروفون في صوتك.
أشار لها خالد بضيقٍ متمتمًا:
_ اطلعي على أوضتك يا سها احنا بنعتذر للازعاج. 
_ الغدا جاهز يا عصام بيه 
قالتها هنية تقطع حديثهما،  لتصفق سها بيدها قائلة بحماسٍ:
_أشطا يالا عشان نتغدا.
اتسعت عين آسر في صدمة، في حين اشارت له سها قائلة
_يالا يا أسوره يا حبيبي.
تلاشت علامات صدمته سريعًا ما أن استمع لتلك الكلمة وردد بهيامٍ  :
_ ما تجيبي حضن بقى.
رمقته بنظرة مستنكرة،  تردد:
_  لا يا خفة لما نتجوز! 
**************
 _أنا عايــــز أتجوز 
ارتفع بها صوت آسر، فأفزع الجميع على السفرة، فصاح محمد بعصبية بالغة:
_في إيه يابني خضتنا! 
نظر آسر لأحمد برجاءٍ، متمتمًا  :
_  أنا عايز أتجوز يا أبو لهب بدل ما اتجوز على نفسي.
نظر خالد إلى آسر ثم قال وهو يوجه بصره إلى أحمد :
_ أول مرة تقول حاجة صح.
واستطرد بارتباكٍ: 
_احنا عايزين نتجوز ياعمي.
أكد عصام حديثه :
_و أنا بقول كده برظو.
ضحك أحمد على طريقتهم، ليردد بضحكة ساخرة :
_لا ده أنتم حالتكم صعبة.
حرك آسر في ايجابية، يجيبه بشكلٍ درامي :
_جدًا جدًا يا حاج. 
علق محمد ضاحكًا :
_ طب خلاص البنات وشهم قلب ألوان.
تمتمت سها وهي تأكل الطعام:
_مين ده يا خال!
نظر لها عصام، ثم قال بسخطٍ  :
_ لا دي حالة بعيد عنك مبتجيش إلا للبنات العادية. 
ضحك الجميع على تعليق عصام ليردف أحمد بسعادةٍ:
_خلاص كتب الكتاب بعد بكره والفرح الأسبوع الجاي.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1