رواية حبل الوريد الفصل العاشر
_ أنتشل بعض الأوراق التي لم يمسها مشروب القهوة ، وتحرك بإرتباك من خلف المكتب .. بدأ العرق يظهر فوق جبينه ، وقد فرت الأفكار من رأسه ..
ماذا يفعل ! هل يوافق على مقابلتها أم يرفض ؟
وما الشئ القوي الذي دفعها للذهاب إليه؟ ..
فرك رأسهُ بكلا يديه ، حتى بدا شعرهُ فوضوي أكثر ، بينما تابعتهُ السكرتيرة بإندهاش .. وتسائلت :
- أدخلها يافندم !
ريان بإرتباك واضح : مش عارف !
السكرتيرة وقد أنعقد حاجبيها بذهول : نعم !
ريان وهو يحمحم بخشونة : احـم .. دخليها ، بس بعد عشر دقايق .. وخلي الفراش ييجي يشوف المكتب ده
السكرتيرة وهي تومئ رأسها بالإيجاب : حاضر، وهحضر لحضرتك نسخة جديدة من الملفات بدل اللي أتبهدلت
ريان : ياريت
_ أنصرفت من أمامهُ .. لتتركهُ بين غوائل الحيرة والتساؤلات ، طقطق أصابعهُ بإنفعال وهو يتوقع سبب مجيئها .. وجاب المكان جيئة وعودة ، حتى بدأ عبقها يتسرب لأنفهُ .. مُعلنًا إقترابها الشديد منه ، فأغمض عينيه تاركًا حالهُ لتلك النسمة تداعب أنفهُ ، كم أشتاق إليها ..
أسبوعين ولم يرى ظلها صدفًة ، وفجأة أفاق من موجة شرودهُ ليعنف نفسهُ بشدة ..
فـ كيف لهُ يحنّ لها ويشتاق بعد كل ما حدث!
تنغض جبينه بضيق جلي وضاقت عينيه بغيظ وهو يتمتم :
- ليه جيتي؟ ما كُنت مرتاح !
_ ولج الفراش إليه وبدأ في تنظيف المكتب تنظيفًا دقيقًا .. ثم خرج من الحجرة سريعًا، بينما ضبط ريان وضعية شعرهُ وقميصهُ .. وبدأ يُكابد العناء من أجل السيطرة على نفسهُ حتى لا يبرز لها الإضطرابات التي حلت عليه على أثر ظهورها ..
في هذا التوقيت ، نظرت السكرتيرة لساعة يدها الكلاسيكية ثم نظرت حيالها وهي تردد :
- حضرتك تقدري تدخلي دلوقتي
كارمن وهي تنهض عن المقعد ذي السُمك الغليظ : Thanks
_ أمسكت بالحقيبة الجلدية ذات اللون البني الفاتح ، ورفعت حقيبتها الشخصية على كتفها وتحركت نحو الغرفة .. حيث فتحت لها السكرتيرة الباب وأشارت إليها للدخول ،
كان واقفًا بإستقامة موليها ظهرهُ ، لم يُرد أن يسقط في فخ عينيها .. فينفضح أمرهُ ، بينما ولجت هي وأعتلت المقعد المقابل لمكتبه .. تفحصت وقفتهُ ، ظهرهُ وساقيهِ ، حذاؤه الأسود اللامع ، وخصلات شعرهُ التي أنكمشت عن آخر مرة رأته بها .. فـ إستنتجت إنها حليقة ، أنتظرت أن يلتفت إليها ويعيرها إهتمامًا ، بينما أنتظرها هو أن تتحدث ولكن لم تفعل .. دقائق على نفس الوضعية ، حتى كسر هو حاجز الصمت ليقول :
- إيه اللي جابك !
كارمن بنبرة خالية من الشوائب : business ( شُغل )
ريان : مفيش بينا business ياآنسة
كارمن وقد أفتر ثغرها بإبتسامة باهتة : مستحيل أجيلك وأيدي فاضية
_ أثارت عبارتها فضولهُ .. فأضطر الإذعان لرغبة نفسهُ وألتفت ليكون في مواجهتها ، كانت تجلس وهي ترفع ساقًا أعلى الأخرى .. حدجها بنظرات إستفهامية ، ثم تابع :
- هاتي اللي عندك ، بسرعة عشان معنديش وقت كتير ليكي
كارمن : ولا أنا
_ شبكت أصابعها سويًا ثم تابعت بصوت رسمي وملامح خالية من المعاني :
- أنا عايزة الأرض اللي باباك أشتراها من المزاد العلني
ريان وقد لاح على محياه إبتسامة من الزواية برزت نابهُ : بجد ! وعايزة تدفعي فيها كام ؟
كارمن بلهجة واثقة يشوبها الغرور : ولا مليم ، هتدهاني برضاك ومن غير مقابل
_ لم يستطع منع ضحكتهُ من أن تُجلجل أصدائها في زوايا الحجرة .. بينما أحتفظت هي بهدوئها وبرودة أعصابها ، وما أن أنتهى، حتى تحرك من أمامها نحو أحد الأركان والتي تضم زواية كاملة لصنع المشروبات الساخنة .. بدأ يعدّ قدحًا من القهوة السريعة ، وأثناء ذلك أردف بـ :
- تشربي حاجة ياآنسة ! ؟
كارمن وهي تزفر أنفاسها بضيق : طول عمرك مضياف ماشاء الله ! بس انا تقيلة على قلبي ضيافتك
ريان وهو يضغط على فكيهِ بغيظ : مقبولة منك ياآنسة .. عمومًا هدخل في الموضوع على طول ومن غير مقدمات
_ أمسك بالقدح وأنتقل نحو مكتبهُ ، جلس قبالتها ووضع ساقًا أعلى الأخرى ، وقبل أن يرفع القدح نحو فمهُ نطق بضوت خشن وهو عاقد الحاجبين :
- ملكيش عندي أراضي
كارمن وهي تبتسم بثقة : أنت شايف كده
ريان وقد أظلمت نظراتهُ : ومعنديش كلام تاني
كارمن : لأ في كلام تاني
_ رفعت حقيبتها على الطاولة المربعة الصغيرة ، ثم فتحتها وبدأت تتفقد محتوياتها .. بينما راقبها هو وقال بسخرية :
- محاضرالي شيكات على بياض ولا إيه ؟
كارمن وقد صدر صوت ضحكتها الساخرة : هتعرف حالًا
_ أخرجت مستند أبيض اللون ، أشهرتهُ أمامه ثم رددت :
- إيه رأيك في الشيك ده ؟
ريان وهو يلتقط المستند من بين يديها : جيبالي معاكي إيه ياترى يابنت الذوات ؟
كارمن وقد تبدلت نبرتها اللينة لأخرى أكثر حدة : لو مبعتليش الأرض دي بالذات ، أنا هسجن طاهر بيه بالورق اللي معاك
_ أخفض ساقهُ وأعتدل في جلسته وهو يطالع هذا المستند الكارثي والذي يُدين والده .. تفقد محتواه جيدًا وقد بدأ الجنون يصيب عقله ، لقد حشرتهُ ووالدهُ في زواية وقررت أن تكون الحرب أقوى مما تخليها هو ..
رفع بصرهُ نحوها بشئ من عدم التصديق ، لقد أصبحت إمرأة غريبة عنهُ .. ماذا حدث لها ؟!
تفهمت نظراتهُ ، وقبل أن تنهار حصونها الضعيفة أخفضت بصرها وهي تتابع بثبات مزيف :
- باباك أخد الأرض دي بالرشوة ، ولو مسيبتليش الأرض أنا هضطر أنفذ كلامي
ريان محاولًا عدم التصديق : الورق ده مش مظبوط
كارمن وهي تتلوى بشفتيها : والله النيابة هي اللي تقرر إن كان صح ولا غلط .. عارفة ان الموضوع مفاجئ عشان كدا هسيبك تاخد وقتك وتفكر ، بس مش هصبر كتير
_ نهضت ثم أنحنت لتلتقط حقيبتها الجلدية ، وتابعت :
- ٤٨ ساعة وتديني ردك النهائي
ريان وقد رمشت عينيهِ عدة مرات غير مُصدقًا ما يراه : انتي إزاي تفكري تعملي كدا !
كارمن وقد برز العداء المحيط لحدقتيها : قولتلك هاخد منك كل حاجة ، كـــل حاجة
_ تحركت من أمامهُ .. بينما عاود لمراجعة هذه الورقات اللعينة التي تسببت في أول هزيمة لهُ أمامها ..
ضرب بقبضتهُ على سطح المكتب قبيل أن ينهض ليلتقط هاتفهُ ويلمس شاشتهُ عدة مرات و :
- إنت فين ! خليك عندك انا جاي ، لأ أنا اللي هجيلك .. سلام
_ مفاتيحهُ وهاتفهُ وهذا المستند الخطير ، جمعهم قبل أن يتحرك ليغادر صرح الشركة ..
ومن ثم توجه نحو القصر التابع لعائلتهُ ، كاد يفتعل حادثة بالطريق على أثر تشوش عقلهُ وتركيزهُ على التفكير في هذا التغير الجذري الذي أصابها .. ولكنه تفادى الحادث ومرّ بسلام ..
كان والدهُ منفرد بمكتبهُ الصغير ، حينما وصل ريان بخطوات متعجلة لحجرته وأوصد الباب جيدًا حتى لا تصل هذه الفضيحة لمسامع شقيقتهُ وعمتهُ ..أرتاب طاهر من ملامح ولدهُ التي لا توحي بالخير أبدًا ، وتسائل بقلق :
- في إيه يابني ! من ساعة ما كلمتني وانا مشغول
ريان وقد أحتد صوته : إزاي تعمل حاجة زي دي ! إزاي توقعنا وترمينا في الكارثة دي إزاي !؟
طاهر وقد بدأ الخوف يتسرب لصميمهُ : في إيه ياريان ؟ وازاي تكلم أبوك كدا ؟
ريان بنبرة مرتفعة يشوبها الإنفعال : أبــويـا ! أبويا ودا نفسه في داهية ووداني معاه ، خسرتني أول جولة قدام بنت الدغيدي وخليت روحك في إيدها تلعب بيها زي ما هي عايزة
_ ألقى المستند على سطح المكتب وهو يصيح بغضب وصل لذروتهُ :
- إزاي تشتري الأرض بالرشوة ! إزاي تحطني في إختيار زي ده !
طاهر وقد تجمدت الدماء في جسده وأصابت لسانهُ الصدمة : يابنـ......
ريان : أوعى تقولي مبررات ! أنا مش مصدق إنك عملت كدا ؟ وليه ! عشان يبقى أسمك أخدت الأرض من جلال وخلاص ؟
_ تحرك بتشنج في محيط الحجرة وهو يردد :
- أعمل إيه دلوقتي ! أسيبلها الأرض وتبقى كسبت ؟ ولا أسيبك ليها وللقانون ؟ وساعتها هخسرك انت !
ليــه ! ليه مسبتليش حلول أقف بيها قدامها ، ليه خلتني عاجز كدا .. رد عليا ليــــــه !؟
_ ألقى طاهر بجسدهُ على المقعد ولم يقوىَ على مواجهة ولدهُ .. كيف يواجههُ وقد خاب ظنهُ ، أطرق رأسهُ بخزي ولم يعقب ، بينما ظل ريان گالمجنون .. وها هو أعزل أمامها ، بينما توجه هي نحوه فوهة سلاحها الخطر .. ولا مفر له .
....................................................................
_ كانت تتحرك بالمقعد المتأرجح وهي تتخيل حالتهُ الآن ، لابد وإنه أوشك على فقدان عقلهُ ..
نظرات خاوية من الحياة وجسد متصلب أعلى مقعد غير ثابت ، هكذا كانت حالتها .. لم تفرح بأول ظفر لها ، بل إنها تود هزيمتهُ فحسب ، ولج إليها شقيقها وهو يحتسب الخطوات بينه وبينها وكأنهُ مترددًا .. هل يواجهها أم يلتزم الصمت ،
وفجأة ، أنتفضت على أثر كفهُ الذي لمس كتفها .. وتوقفت عن الحراك .. أضطربت أنفاسها وهي تنظر نحوه و.... :
- كريم ! خضتني
كريم وهو ينظر لتلك الثياب السوداء التي رافقت جسدها لفترة طويلة : مش كفاية لبس أسود !
كده غلط على صحتك النفسية
كارمن وهي تتنهد بثقل : مش هقلعهُ ، مبقاش في حاجة لونها حلو في عنيا ، كلهُ أسود
_ أنتقلت ببصرها نحوه وتابعت بنبرة حزينة :
- حتى الأيام
كريم : طب تعالي نتعشى برا ، أنا جعان جدًا ونفسي أكل معاكي
كارمن وهي تهز رأسها بالرفض : مش عايزة ، ماليش نفس
كريم وهو يجلس بوضع القرفصاء أمامها : عشان خاطري ، لو مجيتيش معايا أنا كمان من هتعشى النهاردة
كارمن وقد أصابها السئم : كريم ، متضغطش عليا عشان مش هخرج
كريم وقد عزم على إجبارها : لأ هتيجي ، أنا عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم ونفس الوقت جعان .. خدي فيا ثواب
_ نهضت كارمن بتشنج عن المقعد ثم تجاوزته وعبرت للخارج وهي تغمغم بصوت مسموع :
- مش خارجة ، تصبح على خير
(( في أحد الأمكنة بوسط البلدة ))
_ كان من أشهر المطاعم التي تقدم الأصناف السورية والأكلات الشرقية اللذيذة ، حيث أصطحبها لـ هناك أخيرًا عقب رحلة شاقة من محاولات إقناعها ، فـ إضطرت للرضوخ إليه..
وضع النادل أمامها بعض الشطائر الساخنة التي تطاير منها البخار.. وقد نفذت رائحتها لأنفها بسهولة فأثارت جوعها وأنفتحت شهيتها أخيرًا .. نظرت نحو الطعام برضا ثم هتفت :
- تصدق بقالي كتير مكلتش سندوتشات سوري
كريم وهو يلتهم قضمة كبيرة من شطيرتهُ : أكيد من أيام الجامعة ، بس المطعم هنا مختلف تمامًا ، رغم إن المطاعم السوري إنتشرت في مصر في مدة قصيرة لكن ده أفضل مطعم أكلت فيه
كارمن :........
_ كانت تتطلع لكيفية تناولهُ للطعام بهذه الطريقة الشرهة ، فأبتسمت على مشهدهُ وتابعت بسخرية :
- اللي يشوفك وانت بتاكل يقول إنك جعان بقالك أيام
كريم وهو يستمتع بمذاق البُهار الممزوج بقطع الدجاج المشوي : أمـمـم ، كلي ياكارمن الأكل هيبرد ، الشاورما لما بتبرد بتبقى سخيفة جدًا
كارمن وقد شرعت في تناول أحدهم : طب قول كنت عايزني ليه ؟
كريم وقد فرغ من إبتلاع ما بـ فمهُ : أنتي طلبتي مني من يومين أسألك على حتة أرض كدا .. أنا عملت كل اللي طلبتيه مني وعرفت إن المالك مستعد يبيع ، بس في حاجة لفتت إنتباهي
كارمن وهي تمضغ الطعام بهدوء وتهذيب : إيه ؟
كريم وهو يتطلع لتعابير وجهها التي ستتغير الآن : الأرض اللي انتي عايزاها دي ، تعتبر محاوطة أرض تانية ، وعرفت بالصدفة إن الأرض التانية ملك طاهر النعماني !
_ تقلصت تعابير وجهها وبدأت تتراجع عن تناول الطعام ، بينما تابع كريم حديثه قائلًا :
- إزاي هتشتغلي وتبني على أرض جمب أرضهم
كارمن بثقة شديدة : قريب هتكون ملكي ، وهشتغل على الأتنين
كريم وقد أصابهُ الذهول : ملكك! إزاي ؟
كارمن : مش لازم تعرف
_ ترك كريم الشطيرة من يدهُ ثم حدق بها متسائلًا :
- لأ عرفيني إزاي ، واضح إن قُصي أثر فيكي الفترة اللي فضل فيها جمبك ، وأثر تأثير واضح جدًا
كارمن وقد تجهم وجهها : لأ ، ميعرفش حتى أنا بعمل إيه ! وحتى لو أثر فيا .. فيها إيه ؟
مش كفاية وقفتهُ جمبي بعد موت بـ ....
_ هذه الحقيقة المؤلمة التي باتت گـالسكين في ظهرها ، لا تصدق حتى الآن إنها فقدت أغلى شئ في حياتها.. تجمعت الدموع في عينيها وراحت تقول بصوت مقهور :
- بابي كان عندهُ حق دايمًا وانا اللي كنت غلطانة ، حُبي كان عاميني ومكنتش شايفة قد إيه قُصي وفي وبيحبني حتى لو كانت طريقتهُ في التعبير غلط ، ياريتني سمعت كلامهُ مكنتش أي حاجة من دي حصلت .. مكنتش هخسر أبويا !
كريم وقد شعر بالشفقة على حالها : كارمن أهدي ، أنا مش جايبك عشان أنكد عليكي .. سيبك من الموضوع ده و....
كارمن وهي تقاطعهُ بحسم : لأ ، مش هسيبني من حاجة ، خلاص الواقع ده أتفرض عليا وبقيت من غير أم وأب ، متخلينيش عايشة من غير أخ ياكريم ، أنا مبقاش ليا غيرك
كريم وقد آلمهُ قلبهُ وأستشعر وغزات قوية تقتحم فؤادهُ : كارمن ، أنتي أغلى حاجة ليا في الدنيا ، عمري ما هتخلي عنك أو أسيبك تقفي في وش كل ده لوحدك .. لكن حقي أوجهك يانور عيني، متخليش كرهك يحولك لإنسانة معرفهاش وغريبة عني ، أنا كل ده ساكت عشان لسه مفوقتيش من غيبوبتك .. لكن لازم تخرجي منها وتعرفي إن اللي راح مش هيرجع مهما انتقمتي
كارمن : على الأقل هرتاح ، سيبني على راحتي
_ نظرت للصحن القابع أمامها وأمسكت أحد الشطائر لتنشغل بتناولها قبل أن تترك فيضان دموعها لينهمر .. ولكنها توقفت عندما تذكرت أمرًا ما، فنظرت حيال شقيقها وهي تردف :
- كريم ، أوعى تكون لسه بتكلم تاج أو على علاقة بيها!
كريم وقد بدا عليه الإرتباك : هـا ! آ....
كارمن وقد تفهمت سبب إرتباكهُ : البنت دي تقطع علاقتك بيها ، أنا وأخوها هنفضل قدامكم زي الشوكة في الضهر
كريم وقد تبدلت ملامحه للحزن : كارمن إحنا ملناش علاقة بـ...
كارمن وقد أرتفعت نبرتها عقب تبدلت تعابير وجهها للإنفعال : لأ ليها ، أخوها مش هيرضى ، وانا كمان مش موافقة تكون على علاقة بالعيلة دي .. العيلة دي دمرتنا
كريم محاولًا إقناعها : كارمن أفهميني
كارمن وهي تنهض عن طاولة الطعام : ولا افهمك ولا تفهمني ، الكلام خلص
كريم وهو ينهض عن مقعدهُ ليلحق بها : كارمن استني رايحة فين
كارمن : خليك قاعد ، أنا عندي مشوار مهم ولازم اعمله .. هاخد العربية وانت تعالى بتاكس
_ تحركت من أمامهُ على الفور فـلم يستطع اللحاق بها .. فقط وقف متسمرًا بمكانهُ وهو يتمتم بصوت خفيض ..
كريم وهو يكز على أسنانهُ بضيق : ياالـلـه ! أعمل انا إيه دلوقتي ؟
_ أستقلت سيارة شقيقها وتحركت بها من أمام المطعم .. أرادت أن تطير بالقيادة ، ولكنها حُشرت في زحام مروري شديد أعطى لها الفرصة بأن تفكر في حديث شقيقها بروية وبعيد عن الضغوط ..
وعندما أنفتح الطريق أمامها أنحنت بالسيارة عن مسارها وراحت تدخل أحد التقاطعات الهادئة في محاولة منها للإبتعاد عن ضجيج السيارات وزحام المرور ..
وفي هذه اللحظة ، لاحظت سيارة تتعقبها ، أخفضت أضاءة سيارتها وراحت تنظر مليّا في هذه السيارة عسى أن تسكتشف قائدها ولكنها فشلت ..
أسرعت من قيادتها فأسرع من قيادته حتى أصبح في محاذاتها .. نظرت يسارًا لتتفاجأ برؤيتهُ - ريـان - فغمغمت لحالها بتبرم شديد :
- عايز إيــه ! عايز مني إيه بس ؟
تشنجت عضلات وجهها وضغطت على المكابح لتزيد من السرعة وتبتعد عنه .. ولكنه أستطاع أن يجعلها في محاذاتهُ بفضل مهارتهُ القيادية مما جعلها تُهدئ من سرعتها عنوًة ، حتى توقف بسيارته أمامها ليجبرها على التوقف نهائيًا .. وترجل عن سيارتهُ وهو يُدخن الغليون خاصتهُ ، منتظرًا أن تهبط عن سيارتها و.............................
.................................................................