رواية مداهنة عشق الفصل الثالث عشر 13 بقلم اسماء ايهاب

 

رواية مداهنة عشق الفصل الثالث عشر بقلم اسماء ايهاب



ترجلت من سيارة الاجرة بالقرب من البناية حتي تأتي بعدة عبوات من العصير لها و لجدها و لكن اوففها صوت الهاتف ، اخرجت الهاتف من حقيبتها البيضاء ابتسمت حين وجدت جنة تهاتفها فتحت الاتصال تستمع اليها من الطرف الاخر لازالت تجادل معها في موضوع ارتباطها بـ "زيدان" ضحكت علي نبرتها الغير مستوعبة الأمر تجيبها بهدوء :
_ عارفة والله اني كنت بتريق علي أسيل و كنت رافضة علاقتها بحد اقل منها مادياً و اجتماعياً بس زيدان غير و الله انا واثقة في قراري متقلقيش 

وقفت امام البراد الصغير المتواجد امام المحل و اخذت تنتقي ما تريد و هي تستمع الي صوت جنة من جديد :
_ بس يعني يا آسيا انتي متعرفيهوش بقالك كتير ازاي ارتبطي بيه

_ عشان عمري ما حسيت الاحساس دا غير معاه بـ...

قاطع حديثها شهقة فزعة منها حين سقطت مياه من الاعلي عليها اغرقتها تماماً تنفست و هي تزيح المياة عن وجهها التي رفعته للاعلي لتري من فعل ذلك ، اما بالاعلي كانت تقف في الشرفة سيدة نحيفة بعض الشئ يظهر عليها انها في بداية الاربعين من عمرها تنظر اليها بنفور و غيظ شديد ، وضعت آسيا ما بيدها امام الرجل بقوة و رفعت عينها تري من اي باب تدخل الي البناية و في اي طابق تقبع تلك السيدة لتتحدث للبائع بحدة من بين اسنانها المتلاحمة : 
_ هنزل اخدهم يا عمو حطهم في كيس 

امسكت بخصلات شعرها تعتصرها حتي تساقطت منها المياة و أعادتها الي خلف ظهرها و تقدمت من المقهي المجاور لها تأخذ دلو الماء الذي بيد الصبي الصغير الذي تفاجأ من فعلتها ثم توجهت نحو البناية التي تقطن بها تلك السيدة التي كانت تستشيط غضباً و تتوعد لزوجها صاحب محل الفطائر والمعجنات الذي كان يقف بالمقابل لآسيا و لم يزح عينه عنها و حين شاهدت ذلك اشتعل الغضب بقلبها و اخذت دلو من الماء البارد و القته علي تلك الفتاة الدخيلة علي منطقتهم و جذبت انتباه زوجها ، مررت اناملها علي ذقنها في توعد لزوجها الذي ظهر الارتباك عليه و توجه سريعاً الي داخل المحل ...

ضغطت علي جرس الباب بشكل متتالي حتي فتحت لها تلك السيدة تستند علي الباب و شرار الغضب يتطاير من عينها مستعدة لاي عراك مع تلك الفتاة الآن و لكن لم تكد تتحدث حتي القت عليها آسيا المياة التي بالدلو بكل غل ثم القت الدلو علي الارض يصدر عنه ضجة و عقدت ذراعيها امام صدرها تتحدث بحدة :
_ مش انا اللي تلعبي معاه خالص يا قطة 

_ و رحمة امي ما هسيبك 

عقب جملة تلك السيدة اخذت وضع الهجوم و هي تتقدم نحو آسيا لكي تلقنها درساً لا تناسي و لكن كان هذا الدرس من نصيبها هي حين امسكت بخصلات شعرها تجذبها بقوة و ضربت بقدمها ركبتها من الخلف لتتسطح ارضاً صارخة بألم ، جثت فوقها تكيل لها ما يكفيها من ضربات مبرحة حتي تجمع سُكان البناية و بعض اهل الحي علي صوت صراخات عالية مستنجدة و كانت بالطبع من تلك المسكينة التي وقعت بين براثن آسيا لتجعلها تندم علي الوقوف بالشرفة لمراقبة زوجها مرة اخري 

***********************************
_ لا هتمضيها يا حبيبي ياما الشيكات اللي من غير رصيد اللي معايا هتتقدم للنيابة بكرا 

كان هذا صوت امير يصدح من الهاتف يهدد بحدة ، امتعض وجه فارس بغضب و صرخ بحقد يضمره لذلك الحقير :
_ انت عايزني امضيها علي اكبر ارض عندها ، يا جدع ملعون ابو اليوم اللي شوفته خلقتك فيه

_ لسانك طويل ، متخلنيش اقصه 

حذره بلهجة حادة قبل ان يتنهد بقوة متحدثاً بهدوء :
_ نص ساعة و هبعتلك حد ياخد الورقة

اغلق الهاتف بوجهه دون اضافة كلمة اخري ، وضع فارس يده علي رأسه بحيرة و هو يناظر الاوراق الممسك بها يردد و هو يشعر بقلة حيلة :
_ اية الوقعة دي بس 

اخذ الاوراق و نزل الي الاسفل حيث تجلس زوجته بالردهة لمتابعة اعمالها عبر الجهاز اللوحي ، جلس الي جوارها علي الاريكة لتلتفت اليه مبتسمة ، ابتلع ريقه بتوتر و هو يشير لها بالاوراق قائلاً بهدوء :
_ كنت عايز اضمتك يا حبيبتي علي اوراق مرتبطة بالصفقة بتاعتنا الجديدة 

عقدت حاجبيها بتعجب و قد راجعت جميع الاوراق الخاص بهما من قبل لتهتف باستفهام :
_ مش احنا راجعنا كل الاوراق و مضينا كل حاجة يا حبيبي 

_ فاضل دول بس 

_ حاضر ، هات الورق

اخذت منه الاوراق و وقعت ادني كل ورقة دون النظر حتي بماهية هذه الأوراق واثقة انه لن يعرضها الي اي اذي ، اخذ الاوراق بعد ان وقعتها طواها و وضعها علي الطاولة لحين يأتي ذلك الشخص لاستلامها سألته ان كان هناك شئ اخر ناقص بالاوراق و يمكنها مساعدته بها لكنه نفي ذلك و هو يقترب ليحاوط كتفها متسائلاً بنبرة لم تسمعها منه من قبل مزيح ما بين الحزن و الندم و الحب :
_ انتي عارفة اني بحبك مش كدا 

رفعت رأسها اليه تنظر اليه بتمعن و اومأت بايجاب ليقبل جبهتها و هو يردد من جديد :
_ انا اسف علي اي حاجة و كل حاجة ضايقتك مني في يوم يا أسيل 

رمشت عدة مرات قبل ان تمرر عينها علي وجهه الشاحب تهمس متسائلة :
_ مالك يا حبيبي في اية ، انت لسة قلقان من ساعة الكابوس 

ظهر الارتباك اكثر علي وجهه حين لاحظ انتباهها لوجود خطب ما ليبعد ذراعه عنها و حرك انامله علي جبهته قائلاً بتوتر :
_ ايوة ، ايوة قلقان شوية 

ابتسمت تلك الابتسامة الرقيقة و مدت يدها تمسد علي ذراعه قائلة بهدوء :
_ متقلقش كل حاجة هتمشي تمام خلي عندك ثقة في ربنا 

_ و نعم بالله 

التفت اليها حين خطر علي باله ان امير من الممكن ان يبلغها بما يدور بينهما ليهتف رافعاً سبابته بوجهها بتحذير :
_ مش عايزك تردي علي امير و لا تديله فرصة يكلمك تمام 

_ حاضر ، أساساً مش هحب ارد عليه 

استمع الي رنين جرس الباب ليأخذ الاوراق و يسرع ليفتح الباب ، وجد رجل في عمر الاربعين يرتدي زي سائقي السيارات الخاصة ، تسارعت انفاسها و اضطربت دقات قلبه و هو يمد يده له بالاوراق لقد خان زوجته و سلبها ارضها و هي تثق به ثقة عمياء حتي انها وقعت علي تلك الاوراق دون النظر بها هل يجوز له الصفح بعد ما فعله بها !

***********************************
عاد بدراجته النارية بعد ان اوصل احد الطلبات لصاحبها ليجد تجمع امام احدي البنايات و صيحات نسائية تأتي من هذه البناية اوقف دراجته متأففاً و هو ينظر الي هذا التجمع هامساً بضجر :
_ هي الحارة دي مبتهداش ، في اية تاني 

ترك الدراجة جانب الطريق و نزل متقرباً من احد الشباب اشار الي البناية متسائلاً :
_ اية اللي حصل يا ريس

زفر الشاب دخان لفافة التبغ و هو يجيبه ضاحكاً :
_ غيرة ستات مرات محمد بتاع الفرن مسكت في خناق قريبة عم نجيب 

_ آسيا !!!

ركض سريعاً يصعد الي مكان تواجد آسيا و تفاجأ انها تجثو فوق المراة و الاخري تصرخ مستجدة ، اتسعت اعينه بصدمة و تحرك سريعاً نحوها يجذبها من ذراعها حتي تبتعد عنها قائلاً بضيق :
_ يا نهارك ابيض هتموتي الست في ايدك 

جذبت ذراعها منه بعد ان التفتت تنظر اليه بشراسة قائلة :
_ اوعي سيبني 

جذبها بقوة اكبر حتي يستطيع جعلها تبتعد عن السيدة و انحني يهمس بجوار اذنها بحدة :
_ متخلنيش اشيلك ، و الحارة كلها هتتكلم عليا و عليكي و علي جدك لمي نفسك و انزلي معايا 

تنفست بقوة و هي تبتعد عنها واقفة و اشارت اليها بتحذير قائلة بحدة :
_ لو غيرانة يا حبيبتي تلمي جوزك ابو عين زايغة مش تجري شكل حد انتي مش قده 

جذبها زيدان اتجاه الدرج و هو يهدر بضيق :
_ انزلي ، اية جون سينا 

افلتت يدها منه بحدة حين خرجا من البناية متوجهين نحو بنايتهما قائلة بغضب :
_ مش هسيب حقي و خصوصاً من واحدة زي دي 

التفتت تلقي نظرة خلفها ليدفعها بكتفها لتسير قائلاً :
_ اهدي بتفركي لسة لية انتي سايبة الست شبه ميتة 

دخلا البناية و هي تمسح علي وجهها و شعرها المبلل تصيح بصوت مرتفع :
_ تستاهل ، انا كنت في حالي و هي اللي جرت شكلي عايزني اعملها اية يعني

ضرب علي رأسها حتي تخفض صوتها قائلاً :
_ وطي صوتك دا 

تنهدت و هي تقف أمام باب شقة جدها ليقف امامها مشيراً الي ملابسها المبتلة التي تكاد تلتصق علي جسدها :
_ ادخلي غيري كدا و تعالي ليكي عندي خروجة حلوة عشان ورانا نقاشات في موضوع شغلك 

زفرت بضيق و هي تستند علي الحائط جوار الباب :
_ خليها يوم تاني يا زيدان ، مواقف ورا بعض خليتني قفلت 

وضع يده اليسري بخصره مستعداً لتوبيخها ان فعلت اي شئ اخرق اخر :
_ مواقف اية ، عملتي اية تاني 

نفي رأسها و هي تدلك جبهتها شاعرة بألم يخترق رأسها :
_ مش انا ، چو

امتعض وجهه بضيق حينما سمع اسم هذا الشخص الذي اثار استفزازه حين التقي به :
_ عايز اية استاذ سبونج بوب دا 

عقدت ذراعيها امام صدرها تجيبه بهدوء :
_ طلب ايدي 

لم تتغير نظراته او تعابير وجهه انما سأل بهدوء :
_ انتي رديتي قولتي اية 

نظرت اليه بتعجب من عدم اهتمامه بهذا الموضوع لكنها سألته بذات هدوءه :
_ انت عايزني اقول اية في موقف زي دا 

_ مانا مش عايزك تقولي ، انا نفسي تستخدمي ايدك دي صح يعني الست اللي عجنتيها من شوية دي كان كفاية عليها شتمتين من تحت و خلاص ، چو دا اللي كان محتاج الضرب دا كله بجد كنت هبقي فخور بيكي لو جبتي خبره و كنت هنزل اطبعلك شهادة تقدير نعلقها في الصالة عند جدك 

كانت نبرته هادئة بداية الامر لكنها اصبحت اكثر حدة حين انهي جملته ، كبحت ابتسامتها بصعوبة و هي تنظر اليه قائلة :
_ متخافش عملت اللازم علي الهادي عشان مش عايزة جنة تعرف حاجة زي دي 

سأل مستفسراً و داخله يضيق اكثر من ذلك المدعو يوسف :
_ جنة دي اللي بتحبه 

اومأت اليه متنهدة بحزن مما تمر به صديقتها ليدفعها بكتفها قائلاً بهدوء :
_ غيري بس و انا هغيرلك مودك دا 

نظرت اليه بتردد قبل ان يهتف هو مشجعاً لها بمزاح :
_ متفكريش كتير و انتهزي الفرصة 

همهم بتفكير قبل ان تجيبه بهدوء و قد شعرت بالبرودة تجتاح جسدها :
_ خلاص تمام هدخل اغير 

***********************************
خرج "السعيد" من غرفة السيد طارق و توجه سريعاً بارتباك نحو الغرفة الفارغة بأخر الرواق يعبث بهاتفه يأتي بالرقم الخاص بـ "قاسم" و ما هي الا ثواني حتي اجابه الطرف الاخر بهدوء ليسرع هو بقول ما يريد قبل ان يسمعه احدهم :
_ طارق باشا عرف انك عايش يا باشا و بيدور عليك في كل حتة 

استمع الي صوت قاسم من الطرف الاخر قبل ان ينفي برأسه قائلاً بلهفة :
_ لا يا باشا محدش عرف اني تبعك و لا نطقت بكلمة واحدة 

صمت من جديد يسمع حديث قاسم و صوته الهادئ :
_ هبعتلك عنوان تيجيلي عليه 

اومأ السعيد و اجابه بطاعة :
_ اجيلك يا باشا بس لو شموا خبر اني جتلك و عارف مكانك مش هسيبوني عايش

طمئن قاسم قلبه حين تحدث قائلاً :
_ انت مش هترجعلهم تاني متخافش

_ يا باشا انـــ

قاطع حديث السعيد حين التفت و وجد مساعد السيد طارق امامه يستند علي باب الغرفة يعقد ذراعيه أمام صدره ينصت اليه بهدوء ، ارتجف بتوتر و انزل الهاتف عن اذنه تاركاً حديثه معلق مما لفت انتباه قاسم و اخذ ينادي بأسمه ، اسرع باغلاق المكالمة حين تقدم منه الاخر بهدوء صياد يقترب من فريسته متسائلاً :
_ بتكلم مين يا سعيد 

و بتلقائية اخفي الهاتف وراء ظهره مجيباً بارتباك :
_ الجماعة يا "احمد" ، بشوف يمكن عايزين حاجة في البيت 

ربت علي كتفه بقوة قبل ان يتحدث مشيراً بيده الاخري نحو الخارج :
_ اه ، طب طارق باشا عايزك يا مكتبه ابو السعود تعالي 

ابتلع ريقه بصعوبة و تجمد محله لا يستجيب لدفعات الاخر قائلاً :
_ لية مانا كنت لسة عنده ، عايزني في اية

دفعه "احمد" بقوة اتجاه باب الغرفة حتي تحرك من مكانه و اجابه بابتسامة هادئة :
_ تعالي و انت تعرف 

طرق علي باب غرفة السيد طارق و حين استمعا الي اذنه بالدخول فتح الباب و دلف الي الداخل بيده ذراع السعيد يجذبه بحدة الي الداخل و حينها توجه "احمد" سريعاً  الي رئيسه بالعمل لينحني ليهمس له ببضع كلمات قبل ان يقف معتدلاً من جديد و من بعدها نظر السيد طارق الي السعيد و هتف مهللاً برؤيته مشيراً اليه بالجلوس :
_ سعيد ، اوفي رجالتي ثقتي غير محدودة فيك يا سعيد 

جلس السعيد و بدنه كله يرتجف بخوف :
_ تسلم يا باشا 

تنهد "طارق" و هو يعود بظهره الي الخلف في ارتخاء و سأل بهدوء :
_ قولي يا سعيد ، لما جيت تقتل قاسم قاوم و دافع عن نفسه و لا سلم علي طول 

تسارعت دقات قلبه حين جاء بسيرة قاسم و لكنه تظاهر بثبات رغم حروفه المبعثرة حين قال :
_ يسلم ازاي يا باشا ، دا حتي كان هيموتني بالمسدس اللي معاه 

ابتسم طارق متسائلاً :
_ و فين المسدس دا 

_ دفنته معاه يا ريس طبعاً

اجابته السريعة جعلت الاخر يضحك و قد دار بالمقعد الخاص به و حين اعتدل استند علي سطح المكتب قائلاً :
_ لا جدع يا سعيد طبعاً يعتمد عليك

وضع السعيد يده علي صدره في تحية منه لطارق قائلاً :
_ تلميذك يا باشا 

و حينها لم يتحمل "احمد" الذي يقف خلف السعيد و ضرب علي كتفيه بكفي يده جعل الاخر يتأوة بألم قائلاً بحدة :
_ انطق يالا فين قاسم ، طريقه فين 

ابتعد السعيد عن مقعده متألماً و هو يصرخ بفزع مما يمكنهما فعله به :
_ انا قتلته يا باشا و دفنته 

حدقه طارق بهدوء و هو يرتب خصلات شعره الي الخلف قائلاً :
_ الحق مش عليك الحق علي اللي اعتمد عليك في الاول و صدقك في التاني 

اجلسه احمد من جديد علي المقعد واضعاً كفيه علي كتفيه في حين نطق طارق قائلاً بغضب :
_ انطق يالا مكانه فين 

صرخ السعيد بهلع و هو يمرر نظره بين طارق و احمد بخوف :
_ قتلته قولتلك قتلته و دفنته بايدي 

انحني احمد نحوه يتحدث بجوار اذنه يبث في روحه الرعب اكثر :
_ انت عارف لو مقولتش للباشا علي مكان قاسم هيعمل فيك اية و لا اشرحلك 

انهارت مقاومته و نظر الي طارق برجاء :
_ انا معرفش مكانه و الله معرف مكانه ، هو مقاليش حاجة 

سأل احمد بتهكم :
_ و اللي انا سمعته في كلامك معاه 

فسر السعيد هذا الحديث قائلاً :
_ هو عايزني اروحله و لسة مبعتليش العنوان و الله 

اخذ احمد الهاتف من يده بعنف بعد ان امره بفتحه ثم فتح غرفة الدردشة الخاصة بالرسائل بينهما و كتب :
_ ابعت يا باشا العنوان ، انا قفلت عشان حسيت في حد جاي عليا 

انتظر حتي اتي الرد من قاسم برسالة صوتية محتواها :
_ بعدين انا اللي هجيلك يا طارق بس اقسم بالله لو السعيد حصله حاجة هوديكم في داهية 

ضحك طارق بصوت مرتفع و ضرب بيده علي ذراع المقعد قائلاً :
_ متشكش لحظة في ذكاء قاسم  ، خلي حد من رجالتنا يجيب مكان الرقم بسرعة قبل ما يلحق يعمل حاجة 

اجابه احمد بابتسامة خبيثة و هو يمسك برأس السعيد بأحكام رغم مقاومته :
_ حصل

و علي حين غرة حرك رأسه بقوة الي اليمين و صدر صوت كسر رقبته بالغرفة و في لحظتها فارق الحياة و دفعه من يده ليسقط عن المقعد ملقي علي الارض ليتنهد بارتياح يضرب كف بكف ينفض اتربة وهمية عن يديها قائلاً بابتسامة عريضة مختلة :
_ سلام يا سعيد

***********************************
نزلت عن الدراجة النارية الخاصة به امام البناية بعد ان انتهت نزهتهما معاً و قد استمتعت كثيراً معه كانت اجواء مرحة بعيداً تماماً عن حياتها الرسمية المعقدة نظرت الي يدها اليمني و الي الخاتم الفضي مرتص عليه فصوص صغيرة باصبعها الخنصر و قد ابتاعه لها منذ قليل و وضعه بيدها مقبلاً كفها بحنو ، ابتسمت حين تقدم منها متسائلاً بنبرة هادئة :
_ اتبسطتِ 

اتسعت ابتسامتها و هي تتلمس الخاتم قائلة :
_ جداً عمري ما اتبسط اد النهاردة 

لمس بسبابته انفها بمزاح قائلاً :
_ و هو دا اللي انا عايزه 

تركته و صعدت اولاً حيث شقة جدها لكنها وجدته يقف امام باب الشقة و امامه عسكري ، عقدت حاجبيها بتعجب و هي تسأل بهدوء :
_ خير يا جدو في اية 

التفت اليها العسكري يشملها بنظراته متسائلاً :
_ انتي آسيا 

اومأت و هي تصعد اخر درجة حتي تصل امامه :
_ ايوة انا خير 

و قبل ان يتحدث العسكري كان يأتي صوت جدها الحاد غاضباً منها :
_ انتي اية خلاكي تتخانقي مع مرات محمد الفران اهي عملت بلاغ و انتي مطلوبة في القسم 

ابتلعت ريقها بصعوبة و لم تكن تتوقع ان يصل الامر لهنا لتربت علي كتف جدها متحدثة بهدوء تحاول ان تتجاوز خوفها :
_ طب اهدي يا جدو و خليك انت هنا و انا هروح معاه القسم و متقلقش 

صرخ جدها من جديد بضيق و هو يبعد يدها عنه :
_ متقلقش ازاي و اخليني هنا ، انا جاي معاكي 

تقدم زيدان هذه المرة يمنعه من الذهاب معها قائلاً بهدوء :
_ طب معلش خليك انت يا حاج و انا هروح معاها و كله خير ان شاء الله 

ربتت علي صدرها برجاء قائلة بتوسل :
_ عشان خاطري يا جدو خليك هنا و ان شاء الله هتعدي 

اومأ اليها جدها و هو يستند علي عكازه ليدلف الي الداخل بعد ان امر زيدان ان يطمئنه عليها فور وصوله ، نزل خلفها هي و العسكري حتي وصل امام البناية ليشير اليها بالذهاب مع العسكري قائلاً :
_ هاجي وراكِ بالمكنة 

اومأت اليه و هي تخرج هاتفها لتهاتف المحامي ليتصرف و ينتهي هذا المأزق و تقدم هو من دراجته يعتليها سريعاً و لكن ظهر امامه فجأة "كامل" مبتسماً باتساع ليتنهد قائلاً :
_ كامل مش وقته خالص لما اجي نتكلم 

وقف كامل امام الدراجة ليمنع تحرك زيدان قائلاً بهدوء مشيراً الي الخلف :
_ انا بس عايز اقولك انهم رجعوا الشقة 

نظر زيدان حيث يشير مضيقاً عينه لينحني كامل قليلاً يهمس بارتياح :
_ انا كدا تمام يا قاسم باشا 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1