رواية نصفي الاخر الفصل الرابع عشر
__مفاجأة غير متوقعة__
ما ان رأى الجميع نضال ورهف حتى اندفعوا باتجاههم جميعاً يرحبون بهم..قال نضال دون مقدمات:
_فين اوضة نيرة؟
نظروا جميعا الى بعضهم البعض ثم أشار فهد الى الحجرة ..اتجه نضال الى الحجرة فأسرع يزيد يمسك يده قائلا:
_نضال ..نيرة تعبانة قوى ومنهارة و احنا ما صدقنا نامت.
نظر نضال اليه بنظرة متفحصة ثم ما لبث ان نزع عنه يده بهدوء قائلا:
_أنا هطمن عليها بس.
ثم نظر الى رهف قائلا:
_خليكى معاهم يارهف.
أومأت برأسها فتركهم ودلف الى الحجرة، وقف مصدوماً لمرأى أخته التى امتلأت بالكدمات وظهرت يدها اليسرى داخل الجبيرة..ترقرقت الدموع بعينيه وهو يرى أخته الصغيرة بهذه الحالة..جلس بقربها وأمسك يدها فى حنان قائلا:
_سامحينى يانيرة عشان مقدرتش اكون لك الاخ اللى يقدر ياخد باله منك ويحميكى..من زمان وانا عارف ان نائل انسان قذر وجبان بس معارضتش بابا لما اختارهولك..ورغم انى حسيت ان قلبك مش معاه بس فضلت ساكت، من النهاردة مش هسكت وقسما بالله لهجيبلك حقك من الحيوان ده.
نهض وهو يطبع قبلة على جبينها ثم ألقى عليها نظرة أخيرة قبل ان يتجه الى الخارج الى حيث تتجمع عائلته..توجه الى يزيد وفهد قائلا فى حدة:
_فيه أخبار عن الزفت ده؟
قالا بنفس واحد:
_لأ.
ثم قال فهد:
_كأن الأرض انشقت وبلعته.
قال نضال بغضب:
_يبقى مستخبى بس قسما بالله لو مستخبى فى سابع أرض هجيبه وهدفعه التمن غالى قوى.
قال فهد فى تردد:
_الحل الوحيد عشان نعرف مكانه فى ايدك انت.
نظر اليه نضال بتساؤل قائلا:
_تقصد ايه؟
نظر فهد بتردد الى رهف التى تعجبت من نظرته اليها ثم ما لبث ان حسم رأيه قائلا لنضال:
_ميس.
اومأ نضال برأسه قائلا:
_ازاى غابت عنى دى..اكيد عارفة مكانه ومش بعيد هى اللى مخبياه.
نظر اليه يزيد قائلا:
لو مثلت عليها انك هترجعلها و جرجرتها فى الكلام أكيد هتقولك.
قال نضال فى صرامة:
_مفيش وقت للكلام ده.. وبعدين أنا مبطيقش الحيوانة دى ولا بطيق اتكلم معاها..ولا اقدر أعمل حاجة انا مش حاسسها، ده غير انها عارفة انى متجوز وانى بحب مراتي ومستحيل أخون فمش هتصدق.
نظرت اليه رهف باعجاب..فى حين قال يزيد بحيرة:
_أومال هتخليها تتكلم ازاى؟
قال نضال وقد التمعت عينيه بالوعيد:
_ده شغلى بقى..يزيد هاتلى بس ميس وسامى على فيلا المقطم وملكش دعوة بالباقى.
أومأ يزيد برأسه فى حين قال فهد بتوتر:
_هتعمل فيهم ايه يانضال؟
قال نضال وعيناه تحملان نظرة أثارت الرجفة فى قلوبهم..وهو يقول بصوت كالرعد:
_هفرمهم..هم و الحيوان نائل.
تبادلوا النظرات فى حين وجدوا الطبيب يقترب منهم ويقول بتساؤل:
_حضراتكم عيلة الآنسة نيرة؟
قال فهد :
_أيوة يادكتور..بس هى مدام مش آنسة.
نظر اليهم الدكتور بحيرة وهو يقول:
_ازاى ده..مستحيل طبعا لأن المريضة لسة آنسة.
صمت الجميع وكأن على رؤسهم الطير فى حين اقترب نضال من الطبيب قائلا بهدوء لا يعكس ثوران مشاعره :
_ممكن يادكتور توضح أكتر.
نظر الطبيب الى وجوههم المصدومة وهو يقول بتوتر:
_الآنسة نيرة لسة.... عذراء.
************
قال نائل بصوت مرتجف:
_ازاى عايزنى مخافش يامازن..اخواتها لو عرفوا مكانى أبقى أنا ضعت بلاش.
قال مازن فى ضجر:
ما قولتلك متخافش محدش يتوقع انك تكون عندى..المهم دلوقتى نشوف حتة تسافر فيها على ما الأمور تهدى.
وسكت للحظة قائلا:
_انت ليه مقولتليش ان نضال اتجوز ؟
هز نائل كتفيه قائلا:
_عادى يعنى مجتش مناسبة.
قال مازن:
تعرف ايه عن مراته؟
قال نائل بحيرة:
_وانت مهتم ليه؟
قال مازن وهو يحاول أن لا يبدى اهتماما:
_أدينا بندردش ياأخويا ورانا ايه يعنى؟
هز نائل كتفيه قائلا:
_كل اللى أعرفه انها بنت واحد صاحب ابو نضال وان نضال اتجوزها من غير حفلة عشان خاطر أبوه وامها العيانة..بس ايه يامازن..مراته دى صاروخ..حاجة كدة تستخسرها فيه.
قال مازن بسخرية:
_انت هتقولى؟
قال نائل بحيرة:
_انت شوفتها؟
اومأ مازن برأسه قائلا:
_ايوة شفتهم الاتنين فى شرم..كانوا بيقضوا شهر العسل هناك.
قال نائل فى قلق:
_مسيره يرجع.
ابتسم مازن بسخرية قائلا:
_ومين قالك انه مرجعش..انا سالت عليهم فى الريسيبشن وقالولى رجعوا القاهرة.
ظهر الرعب على وجه نائل وهو يقول:
_أكيد قالوله..هروح فين دلوقتى؟
قال مازن بسخرية:
_اهدى ياسيد الرجالة.
أحس نائل بسخرية مازن منه واستشاط غضبا ولكنه لم يظهر له ذلك فهو يحتاج اليه الآن..لذا قال فى هدوء:
_شوفلى اى طريقة أسافر بيها يامازن.
أومأ مازن برأسه قائلا:
نطمن بس انهم مبلغوش عنك وانا هسفرك..بس سيبنى كدة امخمخلك.
ثم شرد بأفكاره ولكن ليس فى طريقة يهرب بها نائل الى خارج البلاد وانما فى طريقة يأخذ بها رهف من نضال الى جانب أمواله وبذلك يحقق أخيرا أحلامه.
**********
قال نضال بملامح جامدة:
_متأكد يادكتور؟
توتر الطبيب قائلا:
_طبعا متأكد.
قال فهد فى صدمة:
_ده اللى هو ازاى يعنى..نيرة.......
قاطعه نضال قائلا فى صرامة:
_خلاص يافهد.
ثم التفت الى الطبيب قائلا:
_نيرة تقدر تخرج من المستشفى امتى؟
قال الطبيب:
_ترتاح بس النهاردة ونطمن عليها ولو كل شئ تمام..تقدر تروح البيت من بكرة.
قال نضال :
_متشكرين يادكتور.
_ده واجبى ..عن اذنكم.
ثم غادرهم الطبيب فى حين همست وعد لفهد قائلة:
_أنا مش فاهمة حاجة..هتجنن يافهد.
نظر اليها فهد قائلا فى حيرة:
_ولا أنا فاهم اى حاجة.
فى حين جلس يزيد على أقرب كرسى..فلم تعد قدماه تحتملان الوقوف..هل يعقل هذا؟نيرة لم يلمسها زوجها،عام كامل معه ولم يقترب منها..كيف؟كاد أن يجن،هل ظلت له فقط..ارتاح قلبه لمعرفة ذلك وأحس بالسعادة تغمره..ليس لمبدأ العذرية فهذا لا يهمه على الاطلاق ولكن ما يهمه هو انه هو من سيعلمها كل شئ عن الحب..هو من سيذيقها حلاوته..فقط ان وافقت به..افاق من افكاره على صوت نضال يقول بهدوء:
_اخبار بابا ايه يافهد؟
زفر فهد فى قوة وهو يقول:
_مشفتوش النهاردة يانضال..اتلبخت فى اللى حصل لأختك.
أومأ برأسه متفهما وهو يقول :
_ روح اطمن عليه وطمنى.
قال فهد فى تردد:
_طب وموضوع نيرة يانضال؟
زفر نضال قائلا:
_لما تصحى اختك لينا كلام تانى معاها يافهد.
اومأ فهد برأسه وكاد ان يذهب فقالت وعد:
_خدنى معاك يافهد..انا بقالى كتير مزورتش عمى.
امسك بيدها واتجها الى حيث يرقد رفعت فى الطابق الأعلى..تنهد يزيد قائلا:
_انا هروح اجيب قهوة ..وهجيبلكم معايا.
اومأ نضال برأسه وما ان غادر يزيد حتى دلك نضال مابين حاجبيه بألم فاقتربت منه رهف التى ظلت صامتة منذ حضورها معه الى المستشفى..وضعت يدها الرقيقة على كتفه قائلة فى حنان:
_انت كويس يانضال؟
نظر اليها فى حيرة وضعف.. تراهم عليه لأول مرة، فتحت له ذراعيها ..نظر اليهما بتردد ثم ما لبث ان ارتمى فى حضنها..ضمته اليها وهى تربت على ظهره فى حنان، شعر بالسكينة..بالهدوء والاحتواء..شعر أن هذا هو مكانه الطبيعى..تنهد بقوة لتزيد هى من احتضانه هامسة فى أذنه:
_متقلقش..كل حاجة هتبقى تمام.
اغمض عيناه ينعم بدفء حضنها ويستنشق عبيرها الذى تغلغل داخل أنفه ومنحه الراحة والسكينة..واغمضت هى عينيها تنعم بقربه..لا يدرون كم مر من الوقت ليفيقا على صوت يزيد يتنحنح قائلا:
_احم..القهوة.
ابتعدا عن بعضهما لتخفض رهف عينيها بخجل..نظر نضال اليها وفى قلبه اشتعل غضبه من نفسه لرؤية رهف إياه فى لحظة ضعفه ولجوئه اليها يبحث معها عن راحته والتى يشعر بها فقط وهو بين ذراعيها واكتشافه أيضا لقوة مشاعره تجاهها وهو من المفترض أن لا يكن لها اية مشاعر من أى نوع..قالت رهف فى خجل:
_أنا هروح أكلم ماما.
أومأ نضال برأسه فى حين ذهبت رهف تتابعها عيناه..جاءت الممرضة تخبر نضال ان المريضة قد استيقظت وتطلب رؤية وعد، اتجه نضال الى الحجرة ..فقال يزيد:
_هتعمل ايه يانضال؟
قال نضال فى تصميم:
_هعرف الحقيقة يايزيد..آن الأوان نعرف كلنا الحقيقة.