رواية نصفي الاخر الفصل الخامس عشر 15 بقلم شاهندة سمير


 رواية نصفي الاخر الفصل الخامس عشر 

__صدمات متتالية__

جلست سهام بجوار رفعت تمسك يده بحنان..تقول بهمس:
_تعرف انى متأكدة انك حركت ايدك وانك حاسس بية يارفعت، لما الدكتور قالى انى أكيد اتخيلت حركة ايدك انا مجادلتوش، وهجادله ليه و أنا متأكدة من اللى حسيته، هو مش عارف ان فيه حاجة اسمها قوة الحب يمكن انت محبتنيش كفاية عشان تتمسك بيا بس انا حبيتك ومتمسكة بيك لآخر لحظة فى عمرى..ويمكن حبى ده انت حسيت بيه وخلاك تتحرك عشانى.

أحست بيده تضغط على يدها مرة اخرى..فقالت بلهفة:
_أهو..بتحرك ايدك أهو.. يبقى أنا مبتخيلش يارفعت.

_مدام سهام !

قال فهد هذه الكلمات بدهشة وهو يرى يد سهام فى يد أباه..تركت سهام يد رفعت بارتباك وهى تنظر الى فهد ووعد المندهشين فقال متلعثمة:
_اذيكم ياجماعة..أنا..أنا كنت هنا بعمل تحاليل فقلت أمر على باباكم بالمرة واطمن عليه.

قالت وعد :
_فيكى الخير يامدام سهام.

قالت سهام بتوتر:
_أسيبكم أنا بقى عشان تكونوا براحتكم.

أومأوا برأسيهما فاتجهت لتغادر الحجرة ولكنها توقفت قائلة:
_بالمناسبة يافهد ..ايد باباك اتحركت وانا بلغت الدكتور بس هو قالى انى بتخيل..بس انا متخيلتش انا متأكدة.

قال فهد بلهفة:
_شكرا يامدام سهام..متقلقيش انا ههتم بالموضوع ده.

اومأت برأسها ثم ودعتهما بابتسامة قبل ان تغادر بهدوء..اقترب نضال من أبيه وقبله بحنان فى جبينه متأملا اياه فاقتربت وعد من فهد قائلة:
_فهد..انت فاهم حاجة؟

نظر اليها فهد قائلا بحيرة:
_بصراحة ياوعد..النهاردة الألغاز كتير وياريت قادر افهم حاجة، نيرة وموضوعها ومدام سهام ووجودها هنا واهتمامها الغريب ببابا..وتوترها واحساسى انها تعرف بابا من قبل كدة.

قالت وعد:
_وايد عمى اللى اتحركت فى وجودها.

نظر فهد اليها وهو يشير اليها بيده قائلا:
_بالظبط.

_طب ايه رأيك.. فيه حاجة كمان؟

عقد حاجبيه فى تساؤل قائلا:
_ايه تاااانى؟ 

طالعته بحيرة:
_يزيد.

ازداد انعقاد حاجبيه قائلا:
_ماله هو كمان؟

_كان بيعيط برة اوضة اختك.

نظر اليها فهد بدهشة قائلا:
_يزيد بيعيط؟

قالت وعد فى تأكيد:
_آه والله..أنا شكيت الصراحة انه بيحب نيرة.

عقد فهد حاجبيه بحيرة قائلا:
_بيحبها! تفتكرى؟

قالت وعد:
_انا شبه متأكدة.

قال فهد:
_ده بيفسرلى حاجات كتير مخدتش بالى منها غير دلوقتى..زى بعده عن أي مكان كانت بتبقى موجودة فيه بعد ما اتجوزت..ووشه اللى كنت نادر لما اشوفه بيبتسم بعدها..والله ياريت..ده يبقى هو ده عوض ربنا ليها عن اللى شافته مع الحيوان جوزها.

ابتسمت وعد قائلة:
_جوزها ايه بقى..البنت لسة بورقة سوليفانها ياحبيبى.

وكزها فى زراعها قائلا:
_اتلمى ياوعد ..قعدتك مع حسنية معدتش مطمنانى..بقيتى لوكال قوى. 

قالت فى غيظ:
_انا بقيت لوكال..ماشى يافهد.

ابتسم وهو يقبلها فى خدها قائلا:
_ولا تزعلى نفسك ياقمرى..انا اللى لوكال وستين لوكال كمان..مبسوطة كدة.

ابتسمت فاستطرد قائلا:
_قدامى ياقدرى..عايزة اشوف الدكتور عشان حركة ايد بابا دى..واهو بالمرة يكشف عليكى..حاسك خاسة كدة اليومين دول مش عارف ليه؟

عقدت حاجبيها قائلة:
_قصدك ايه بقى..مش عاجبك شكلى ولا ايه؟

ابتسم قائلا:
_وانا قلت حاجة بس..انتِ بتتلككى ولا ايه؟

دبدبت بقدميها فى الأرض وقالت فى غيظ:
_ولا بتلكك ولا حاجة..انا ماشية.

تقدمته فابتسم على افعالها الطفولية..هكذا يعشقها..فهى زوجته وحبيبته وطفلته.

************

قالت نيرة فى لهفة:
_نضال.

اقترب نضال منها واحتضنها بسرعة وهو يربت على ظهرها بحنان ورفق قائلا:
_سلامتك يانيرة.

ضمته قائلة:
_انا روحى رجعتلى برجوعك ياأخويا.

ابتسم وهو يبتعد عنها قائلا بمزاح:
_يابكاشة..يعنى كنتى عايشة من غير روح؟.

نظرت اليه بحب قائلة:
_انت سندنا يانضال ..احنا من غيرك ولا حاجة.

ابتسم وهو ينظر اليها يتأمل ملامحها الجميلة التى شوهها هذا الحيوان ولكن لا يهم سينتقم منه وستلتئم الجروح وسيعود كل شئ لطبيعته..قال نضال بهدوء:
_أنا عايز أسألك سؤال وتجاوبينى بصراحة ومن غير كسوف يانيرة.

قالت نيرة بمرح تخفى به توترها قائلة:
_مالكم النهاردة ياعيلة الجبالى ..عاملين زى ظباط الشرطة ونازلين فيا أسئلة..زى ما اكون حرامية وماصدقتوا مسكتوها، ولا من غير كسوف دى كمان، لأ يااخويا انا بتكسف.

ابتسم يزيد الذى كان يستمع الى حوارهم من فتحة الباب الصغيرة والذي تركه نضال موارباً..فحبييته مازالت رغم ألمها لم تفقد روح الفكاهة التى عشقها بها..قال نضال بهدوء وهو يتأملها:
_متحاوليش تهربى..هتجاوبينى بصراحة؟.

ابتلعت ريقها وأومأت برأسها..فاستطرد نضال قائلا:
_انتِ متجوزة من سنة..صح؟

أومأت برأسها فى توتر، وهى تخشى سؤاله القادم..ولم يتردد هو بل سألها مباشرة قائلا:
_تقاريرك بتقول انك لسة عذراء؟ده حقيقى؟

حبس يزيد أنفاسه وهو ينتظر ردها ..أطرقت برأسها وهى تومئ ايجابا فى خجل..قال نضال فى هدوء:
_ازاى؟جاوبينى يانيرة..ازاى ده حصل؟

قالت فى خجل:
_نيتى فى البداية كانت انى ابعده عنى ومخلهوش يقرب منى لغاية ما يكرهنى ويبعد هو عنى ويطلقنى..وده حصل فعلا..بس فى يوم كان شارب وحاول ...حاول...

صمتت تترقرق الدموع فى عينيها وهى تتذكر هذا اليوم..اقترب منها نضال وهو يربت على يدها قائلا فى حنان :
_كملى يانيرة ..حاول ايه؟

قاومت الغصة بحلقها وهي تقول:
_حاول يعتدى عليا.

قبض يزيد يده بقوة واشتعلت عيناه بالغضب فى حين جز نضال على أسنانه غضبا وهو يقول:
_وبعدين؟

قالت وقد بدأت تبكى:
_مقدرش.. وفضل يضرب فيه..ويشتمنى ويقول كلام فارغ عن الستات.. لأنه ..لأنه ...

قال نضال بهدوء يخفى ثورته الداخلية قائلا:
_لأنه ايه يانيرة..احكى ياحبيبتى متخافيش.

قالت وهى تشهق من وسط دموعها:
_لأنه عاجز جنسيا يانضال.

نظر نضال اليها فى صدمة شاركه فيها يزيد..أدركوا أنها تزوجت من رجل معقد نفسيا كان من الممكن أن يودى بحياتها..فهو عاجز و يغضبه عجزه ويريد أحدا ليلومه وينفث فيه غضبه وقلة حيلته، ولم يكن هذا الشخص سوى المسكينة نيرة، ولكن الله أراد لها النجاة..اقترب منها نضال أكثر واحتواها وهو يربت على ظهرها قائلا:
_طب اهدى ومتعيطيش..ارتاحى دلوقتى وهنكمل كلامنا بعدين.

اومأت برأسها فنهض بعد أن قبل جبينها ثم غادر نضال الحجرة ليجد يزيد خارجها يجلس على الكرسى ويضع رأسه بين يديه..نظر الى قوة مشاعره وألمه بأنين متعاطفا معه فهو يدرك مشاعره في هذه اللحظة، لطالما أدرك ان يزيد يحب نيرة ونيرة تبادله الحب..ولكنه انتظر ان يتحدث يزيد ويزيد ظل صامتا..يخشى البوح، أفاق على صوت يزيد يقول فى صدمة:
_انت سمعت اللى انا سمعته؟

اومأ نضال برأسه فوقف يزيد يمرر يده فى رأسه بعصبية قائلا:
_وانت فاهم شخصية زى شخصية نائل مع عجزه كان بيعمل فيها ايه؟

زفر نضال بقوة وهو يغمض عينيه ألما قائلا:
_عارف.. عارف يايزيد.

ضرب يزيد الحائط بيده بقوة قائلا:
_واحنا كنا فين..ازاى سيبناها لوحدها معاه؟ ازاى ما اخدناش بالنا..ازاى؟

امسكه نضال من كتفيه قائلا وهو ينظر مباشرة الى عينيه قائلا:
_اهدى يايزيد..ده مش وقت الانفعال والغضب، لازم نتصرف بسرعة، روح بس اعمل اللى قلتلك عليه، واوعدك لما نلاقى الزفت ده هيكون حسابه معانا عسير..عسير قوى.

اومأ يزيد برأسه وهو يتمالك نفسه بصعوبة..وغادر المستشفى تتبعه عينا نضال الحزينة على هذين العاشقين اللذين ذاقا عذاب الفراق..ومازالا يتألمان حتى هذه اللحظة.

*************

أخذت ميس السيجارة من فم مازن لتضعها فى فمها وتأخذ نفسا طويلا قبل أن تقول فى ملل:
_هو نائل هيفضل هنا كتير؟

أزاح مازن الملاءة وهو ينهض من السرير قائلا:
_ايه ياميس؟ مش انتى اللى جبتهولى من الاول وقولتيلى خبيه، عموما أهو يومين او تلاتة بالكتير وهلاقيله صرفة أسفره بيها برة...اخوات نيرة دلوقتى بيدوروا عليه فى كل مكان، ولو وقع فى ايديهم يبقى الله يرحمه.

قالت ميس متأففة:
_مايموت ولا يروح فى ستين داهية واحنا ايه اللى هيهمنا يعنى؟

قال مازن فى سخرية وهو يفرك اصبعيه السبابة والابهام ببعضهم اشارة الى المال قائلا:
_الفلوس ياحبيبتى ..الفلوس..انتِ ناسية انى لو هربته هيكتب نص شركته معاكى باسمى وبكدة هنبقا شركا ياميسو فى كل حاجة.

ابتسمت ميس وهى تنهض من السرير لتظهر شبه عارية نظر اليها مازن بشهوة، نظرته راقت لها، فاقتربت منه ورفعت يدها تحيط رقبته بدلال قائلة بدلال:
_طب وميسو حبيبتك هيبقى مكافأتها ايه ياميزو؟

أمسكها من خصرها يضمها اليه قائلا فى خبث:
_ماهى حاجتى هتبقى حاجتك وفلوسى فلوسك لما نتجوز ياميسو..وهو انا بعمل كل ده عشان ايه؟ مش عشان ابقى قد المقام واتقدملك وانا مطمن ان اهلك مش هيرفضوا.

لمعت عيناها فى سعادة وقبلته، فتعمق بقبلتهما وهو يمرر يده على جسدها ليثيرها فتأوهت بسعادة، مال وحملها متجها الى السرير ليمارسوا الرزيلة فأمثالهم لا يعرفون للحلال طعم.

تعليقات



×