رواية نصفي الاخر الفصل السابع عشر 17 بقلم شاهندة سمير


 رواية نصفي الاخر الفصل السابع عشر


___ومن غيرك قد أعشق؟ __

_فهمت هتعمل ايه؟

نطق مازن بهذه العبارة موجهاً حديثه الى هذا الرجل الذى يقف أمامه..قال الرجل فى هدوء:
_متقلقش ياباشا ..ده أنا ثروت..فاضل بس أعرف شكل اللى عليها العين.

أمسك مازن بهاتفه ثم فتح الاستوديو لتظهر صورتها..أراها لثروت الذى اتسعت عيناه دهشة واعجابا ليقول:
_يانهار ..دى مزة جامدة قوى.

اخذ مازن منه الهاتف بضيق صارم قائلا:
_خليك فى حالك أحسنلك.

تراجع ثروت فى توتر قائلا:
_أوامرك ياباشا..أنا آسف بس أصلها بجد صارو...

قاطعه مازن قائلا بغضب:
_وبعدين بقى !

قال الرجل بسرعة:
_خلاص خلاص.

أخذ مازن نفسا ليهدئ نفسه ثم قال:
_خد بالك انها اتحجبت دلوقتى وهتلاقيها واقفة جنب نضال الجبالى أصله يبقى جوزها..طبعا عارفه.

قال ثروت بخوف:
_الوحش.

قال مازن بسخرية :
_آه ياأخويا..الوحش.

قال ثروت:
_بس كدة الموضوع كبير ياباشا..دى مرات الوحش والوحش مبيرحمش.

ابتسم مازن بسخرية قائلا:
_متخافش هزودك ياثروت..ومحدش هيحس بحاجة..ولا حتى الوحش بتاعكم ده.

نظر ثروت الى مازن قائلا فى جشع:
_اذا كان كدة يبقى قشطة.

اشار له مازن بالرحيل قائلا:
_روح انت دلوقت واشوفك النهاردة فى الحفلة..ومتنساش اللى قلتلك عليه.

أومأ الرجل برأسه وهو يغادر تتابعه عينا مازن ثم نظر الى نفسه فى مرآة صغيرة أمامه قائلا بزهو:
_ده انت عليك افكار ياواد يامازن انما إيه..أفكار شيطان بصحيح.

*********

قال نضال بنظرة صارمة وبنبرة باردة متوعدة اقشعر لها جسد ميس وسامى المقيدين إلى الحائط:
_هتنطقوا ولا اخليكوا تنطقوا بطريقتى.

نظرت ميس الى نضال قائلة بتوسل:
_بقى كدة يانضال..تعمل فيا انا كدة..ده انا بنت خالتك وحبيبتك و....

قاطعها نضال صارخا فى غضب:
_اخرسى.

نظرت اليه بخوف فاقترب منها وأمسكها من شعرها بقسوة يكاد يقتلعه من جذوره وهو ينظر الى عينيها مباشرة بنظرة أوقعت قلبها خوفا وألما وهو يقول:
_انتِ بالذات مسمعش صوتك غير وانتى بتقوليلى على مكان الزفت نائل والا قسما بالله لأدفنك حية ياميس ومن غير ما يتهزلى شعرة.

ابتلعت ريقها فى رعب بينما قال سامى فى خوف:
_طب أنا ذنبى ايه يانضال باشا؟ والله ما اعرف حاجة عن نائل ومشفتوش من يوم...

صمت فى رعب وهو يدرك سبب ما هو فيه لينظر اليه نضال نظرة جمدت الدماء فى شرايينه وهو يترك ميس ليقترب منه قائلا فى غضب :
_سكت ليه؟ ما تكمل..اقولك أنا..من يوم ما حاولت تعتدى على اختى..اختى البريئة اللى وقعت وسط شوية ديابة.

قال سامى فى رعب:
_أبوس ايدك ترحمنى..سامحنى..غلطة وغلطها عيل.

اقترب نضال من وجهه قائلا بصوت كالجليد:
_المشكلة انك مش عيل..بس مقدرش اقول عليك راجل، لأن الراجل ميعملش كدة ..الراجل اللى بجد ما يستقواش على ست ضعيفة ومياخدهاش بالغصب، وانت مش راجل ياسامى ولازم تحصل صاحبك واهو بالمرة تبقوا تواسوا بعض.

ظهر الرعب فى عينى سامى وهو يقول بانهيار:
_أبوس ايدك بلاش..موتنى أحسن..موتنى أحسن.

نظر اليه نضال باحتقار وأشار لرجاله قائلا:
_خدوه.

انهار سامى تماما وهم يأخذونه..اقترب من يزيد متوسلا اليه قائلا:
_ابوس ايدك خليه يسيبنى..ابوس ايديكم ترحمووونى.

نظر اليه يزيد بغضب وقال وهو يجز على أسنانه:
_لو بإيدى كنت قطعتك حتة حتة وانت حى، اللى أذيتوها دى تبقى نيرة ياكلاب..عارفين يعني ايه نيرة؟ وعقاب نضال أرحم بكتير من اللى انا ممكن أعملوا فيك.

ثم عاجله بلكمة أحس بها سامى تحطم أسنانه من قوتها وعنفها وكمية الغضب بها ليصرخ بألم.. نظر يزيد الى الرجال قائلا فى اشمئزاز:
_خدوه من وشى..مش طايق أشوفه.

ظل سامى يصرخ حتى أخرجوه من الحجرة فالتفت نضال الى ميس التى امتلأت بالرعب قائلا بصرامة:
_ها يا ميس ..هتعترفى بقى ولا أدفنك حية؟

قالت فى انهيار:
_لأ هقول..هقول ..بس خرجونى من هنا.

قال نضال ببرود:
_بالراحة كدة واحكيلى اللى تعرفيه كله..أما مسألة خروجك من هنا فدى على حسب اللى هسمعه منك هيرضينى ولا لأ؟

نقلت بصرها بين نضال ويزيد بتوتر..ثم ابتلعت ريقها وهى تقول:
_نائل مستخبى عند مازن.

نظر نضال الى يزيد وملامح كل منهما تنطق بالشر حتى أن كليهما نطق بنفس واحد وبنفس الصوت المتوعد :
_مازن.

***********

وإن لم تعشقك خفقاتي فمن غيركِ قد أعشق؟ 

قال نضال محدثا يزيد فى الهاتف:
_عملت اللى قلتلك عليه يايزيد.

قال يزيد:
_كله تمام يانضال..حطيت ميس فى اوضة مقفولة كويس وعليها حراسة لغاية ما نخلص من موضوع نائل، وسامى أخد علقة موت وادشدش علي الآخر و رميناه قدام بيته ومراته نقلته المستشفى، كان نفسى نعمل فيه اللى قلنالوا عليه بس انا عارف انك سبته عشان خاطر مراته الغلبانة ورايح انا والرجالة أهو على بيت مازن هنجيب نائل..ولو مازن فى البيت هنجيبه هو كمان.

قال نضال بارتياح:
_كدة كله تمام..لما تخلص ادينى ال ok..وانا هخلص الحفلة واحصلكم علطول.

قال يزيد:
_ماشى يانضال..اشوفك بعدين.

أغلق نضال الهاتف لينزل من سيارته ويدخل الى الفيلا، صعد الى حجرته كى يبدل ملابسه ويستعد للحفل ليفاجئ بهذه الحورية والتى كلما رآها أبهره هذا الجمال الذى وهبها الله اياه..كانت ترتدى فستانا ذهبيا ضيقا حتى الخصر لينزل باتساع، له أساور على كمه وترتدي حجابا بنفس لون الفستان، نظر اليها باعجاب عجز عن اخفاءه..وجد نفسه يقترب منها دون ارادة منه فنظرت اليه فى المرآه ورأت هذه النظرة التى بعثرتها وأنستها تماما غضبها منه..كانت تضع اللمسات الأخيرة على مكياجها الرقيق فارتعشت يدها من قربه..أمسك يدها وانزلها الى جوارها قائلا فى همس:
_على فكرة انتِ مش محتاجة حاجة خالص..انتِ لوحدك كدة تجننى.

التفتت اليه دهشة من كلامه فأفاق ليدرك ما قاله، تنحنح قائلا فى ارتباك:
_احم..انا هدخل آخد شاور وألبس علطول.

أومأت برأسها كالمغيبة لا تدرى هل هى تحلم أم انه هو من قال لها تلك الكلمات؟ كانت مازالت واقفة كالتمثال عند خروجه من الحمام، يرتدى بنطاله وقميص البدلة ..رآها على حالتها هذه فابتسم ابتسامة خفية وقد أدرك أنها مازالت تحت تأثير كلماته..اقترب منها قائلا بهمس:
_رهف.

نظرت اليه قائلة بهمس مماثل:
_نعم.

اقترب منها أكثر حتى كاد ان يلتصق بها يمرر يده على وجنتها بنعومة..خفق قلبها بعنف لتشعر بأنفاسه الحارة على وجهها وهو يهمس قائلا:
_انا بقول بلاش نروح الحفلة ونقعد النهاردة فى البيت نلعب عريس وعروسة.

افاقت من حالتها تلك لتنظر اليه فى خجل ثم تقول بسرعة:
_لا لا لا..عريس وعروسة ايه..انا هستناك تحت.

كادت ان تغادر عندما ناداها نضال قائلا:
_رهف.

التفتت اليه فقال لها بمرح:
_نسيتى شنطتك.

ضربت جبهتها برقة وأخذت حقيبتها الصغيرة وهى تسرع بمغادرة الحجرة تتبعها ضحكات نضال..توقفت رهف خارج الحجرة واستندت الى الحائط لتضع يدها على قلبها تهدئ من خفقاته المتسارعة..ضمت حقيبتها الصغيرة الى صدرها بسعادة، فهذا ليس نضال الذي تعرفه..هل ما تسمعه حقا صوت ضحكاته؟هل هذه كلماته؟ابتسمت فى سعادة ولكن ما لبثت ان اختفت ابتسامتها وهى  تتنهد قائلة بهمس:
_متفرحيش قوى يارهف..انتِ عارفة نضال..ممكن يقلب فى ثانية، بس ياريت النهاردة ميقلبش زى عوايده..ما هو أصله بحالات.

*********

أعرفك كالخطوط في راحة يدي لأدرك أنكِ تُخفين عني أمراً وتكتمين الخبر
فضولي خوفاً عليكِ، أوقن من أنكِ بريئة كطفلة بالمهد أخشي عليكِ من غدر البشر
ولأجلك لن أرتاح حتي أبعد عنك حبيبتي كل الخطر
سأتبعكِ أينما ذهبتي، ولأجلك سأسكن الطرقات وأدمن السهر. 

كان فهد ووعد يتناولان العشاء..عندما اقتربت حسنية من وعد وهمست لها فى فى أذنها قائلة:
_سيدنا بيقولك الميعاد بكرة الساعة ٥.

أومأت وعد برأسها فى توتر وهى تنظر الى فهد المحدق بهما..قالت وعد بصوت هامس حاولت ان تخفى منه توترها:
_طب روحى انتِ دلوقتى ..الله يخربيتك هتكشفينا.

اومأت حسنية برأسها وغادرتهما ..حاولت وعد ان تعود لطبيعتها مرة اخرى ولكن نظرات فهد المدققة بها لم تمنحها الفرصة..لذا قالت فى هدوء مفتعل:
_فيه حاجة يافهد؟بتبصلى كدة ليه؟

قال فهد دون مواربة:
_حسنية كانت بتقولك ايه؟

تفاجأت بالسؤال وظهر توترها على الفور ولكنها تمالكت نفسها قائلة:
_أبدا بتسألنى عن حاجة فى المطبخ.

لم يقتنع فهد باجابتها فهو يلاحظ تغير وعد فى الفترة الأخيرة وتوترها الدائم وعلاقتها الغريبة بحسنية ..قال لها :
_حاجة ايه دى اللى متستناش لغاية ما نخلص أكل..وعد.. انتِ متأكدة انك مش مخبية عنى حاجة؟

قالت وعد بحدة لتخفى توترها:
_هخبى ايه يعنى يافهد؟

ثم نهضت بعصبية..فقال لها بهدوء يخفى به قلقه:
_رايحة فين؟

قالت بضيق:
_شبعت وطالعة اوضتى ارتاح شوية..فيها حاجة دى كمان؟

جز على أسنانه وهو يقول:
لا أبدا..اتفضلى.

غادرت وعد وعينا فهد تتابعانها وقد بات متأكدا من أن وعده تخفى عنه شيئا ولابد من أن يعرفه.

تعليقات



×