رواية وصمة عار الفصل الثانى و العشرون بقلم خديجة السيد
سأل آدم بلهجة خطيرة قائلا
= ماذا تفعل هنا بحق الجحيم .. من سمح لك بان تاتي إلي هنا؟ وتجرا على ضربها
اتسعت نيشان عينا بصدمه من وجوده هنا ليحاول قلب الموازين قائلا محاوله استعطافه كما كان يفعل سابقاً ليخضع له
= اللعنه عليك يا آدم أنا وثقت بك، اعتقد أنك شخص لطيف، وجيد واعتقد أنك أبني حقا .. لكني أخطأت حين وثقت بك.. كيف اصبحت هكذا جاحد القلب؟ كل ذلك بسبب تلك الفتاه؟ تغيرت كثيرا عندما التقيت بها بالتاكيد هي من تكرهك بي، بحديثها المسموم ..
انهى جملته مندفعاً نحو اليزابيث محاولاً الهجوم عليها مرة اخرى مما جعل آدم يندفع نحوه على الفور بقسوة وهو يحمي اليزابيث التي تقف خلفه مرتجفة تبكي و ينحيها خلف ظهره بحماية حتى لا يستطيع نيشان الوصول اليها... بينما زمجر آدم بشراسة و هو يضغط على كلماته بقسوة
= هل تصدق ما افتعله عقلك من كذب و اوهام تختلقها انت فقط؟ انت ليس والدي؟ ولم ترعاني طول هذه السنوات لانك تحبني، بلا فعلت ذلك لاجل العموديه حتى لا تذهب الى شخص اخر، استمريت في كذبتك اللعينة علي! وعلى الجميع لسنوات.. لاجل مصلحتك لا اكثر.. لا تعتقد باني سوف اصدقك و اثق بك مره اخرى بعد كل ما فعلته معي.. واذا لم تبتعد عني وعنها صدقني ساذهب الى رئيس البلد بنفسي واخبرهم بكذبتك وانني لست إبنك وانت تبنتني حتى تضمن العموديه لك ولاعمالك المشبوهه
ابتلع نيشان ريقه بتوجس و قد اختفى اللون من وجهه ليتحدث بانفعال شديد بينما يسيطرة على اعصابه فور سماعه كلماته تلك شاعراً بالخطر الحقيقه
= اذا فعلتها في يوم! صدقني ساقتلك حينها ولم اتردد لحظه، ايضا تجرأت تهددني؟ حياتك التي تمتلكها الأن انا السبب فيها ولا تنسى فضلي عليك
ابتسم آدم بسخرية واستهزاء وهو يرمي به بنظرات ممتلئة بالكراهية و تحذير
= ليس لديك الحق في فعل ذلك بي سيد نيشان.. لقد جرحتني كثيرا.. وهذا هو ثمن كل هذا الألم .. الذي سببته لي. اذهب ولا تاتي الى هنا مره ثانيه حتى لا انفذ تهديدي .
نظر نيشان له بقلق بأن ينفذ تهديده بالفعل ويخسر كل شيء كان يخطط له؟؟ لذا تراجع للخلف و لهيب الغضب المحترق بعينيه وهو مندفعاً خارجاً بينما وقف آدم يغمض عينيه بقوة معتصراً قبضته و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه حتى لا يلحق به و يفعل ما قد يندم عليه...
❈-❈-❈
ظل آدم واقفاً مكانه يراقب رحيل نيشان لكنه إنتفض شاعراً بالبرودة تجتاحه فور تذكره إليزابيث و ما فعله بها ذلك الحقير... التفت بسرعه اليها ليقف امامها لكنها لم تنظر اليه حيث كانت عينيها لا تزال مسلطة على الارض تبكى بصمت ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه فور ان رأى دموعها وآثار الصفعة على وجنتيها، احاط ذراعيها بيديه قائلاً بصوت معذب
= اليزابيث حبي هل انتٍ بخير ؟ هل ضربك بقوه أسف حبيبتي لأنني لم اكن بجانبك حينها.. لكنني لم اتوقع بان ياتي الى هنا ويعرف مكاني بهذه السرعه؟ اعتذر حبيبتي، ماذا كان يريد؟!.
ارتجفت شفتيها في قهر و هى تهمس بصوت ممتلئ بالألم
= كان هنا يعرض عليه نصف مليون مقابل ان اتركك وابتعد عنك..
نظر لها آدم عده لحظات بعدم استيعاب ليقول
بانفس ممزقة و هو يشعر بكلماتها كالخنجر بصدره
= لا افهم ماذا يريد مني بالضبط ؟ تركت له كل شيء وذهبت لكنه ما زال يلاحقني ويحاول دائما يبحث عن كيف ياذيني ويشعرني بالتعايسه والوحده
تطلعت اليزابيث فيه و دموعها تسقط و هى تقول بصوت منخفض ملئ بالحنان
= لا عليك حبيبي انا بالتأكيد رفضت ولم اتركك مهما صار ، أنا لا أريد النقود بلي اريدك انت .
اقترب منها ببطئ ممسكاً بمؤخرة عنقها ليدفن وجهها بعنقه وهمس بصوت متألم مختنق و هو يعقد يديه من حولها يضمها اليه بقوة
= اتمنى ذلك إليزابيث، فانتٍ الوحيده التي مازلتي جانبي حتي الآن ، ولا اريد ان اخسرك أيضا ، واذا خسرتك لم اتحمل خسارتك.. لا أستطيع ملاكي ، لقد أصبحتٍ كالهواء بالنسبة لي .
❈-❈-❈
في اليوم التالي بالمساء....
دلفت اليزابيث إلى الغرفة بهدوء وهي تتنهد براحه بأن ادم جاء في الوقت المناسب قبل ان يقتلها نيشان... فشعرت أن القدر إرساله إليها لفض ذلك الاشتبـاك الدموي الذي كان على وشك الحدوث...جالت بنظرها في إنحاء الغرفة لتجد آدم مازال نائمًا... عقدت حاجباها بقلق وهي تقترب منه متوجسة و تحدثت إليزابيث بلطف مع آدم وهي تقترب بشفتيها
من جبهته ناويا تقبيلها
= لما تنام لليلة كاملة حتي الآن؟ لقد بدأت أشعر بالقلق وأنك مريض و تعاني من الحمة ... هل هذا صحيح إم أنك تريد إصتعطافى ... ؟
رمش آدم بعينه مبتسماً علي حديثها بصعوبة وطبعت هي قبلة لكن ما لاحظت أن حرارته عالية لتشهق بخوف حقيقي عندما وجدت جسده ينتفض بشكل ملحوظ... فمدت يدها تلقائيًا ترفع عنه الغطاء لتجد وجهه متعرق بكثرة وهو ينتفض ويردد عدة كلمات بضعف جعلت تيقن أنه مُصاب بـ حمى !!! مدت يدها تتحس وجهه بفزع وهي تهمس
= اللعنة آدم أنت تحترق ... حرارتك عليا
لتقول إليزابيث بخوف وهي تنظر إليه و الذي يراقبها بأعين ذابلة من الاعياء مدمعة
= ماذا أفعل الآن؟ هل أخذك للطبيب.. ؟ لا لا سوف احضر الطيب هنا افضل .. انتظرني قليلا حبيبي
ابتعدت عنه بينما تدور حوله نفسها بارتباك محاولا ضبط اعصابها من الخوف علية حتي اخذت هاتفه لتتصل بي طبيب لياتي ويفحصة.. وبالفعل كما توقعت قد اصاب بحمى.. بسبب ذلك اليوم الذي تشاجروا والامطار كانت تتساقط عليهم بغزارة .
❈-❈-❈
بعد رحيل الطبيب، ظلت اليزابيث طوال الليل تفعل له "كمادات" لتنخفض حرارته، كانت ترعـاه بقلبها الملهوف قبل يداها.. تقبل جبينه كل لحظة وكأنها تتأكد أنه جوارهـا وأن هاجس الخوف مجرد خيال لا يمدها الواقـع..! فلم تتوقع بان تقع في عشق رجل هكذا لهذه الدرجه.. ظلت هكذا حتي الصباح وبدأ آدم يفتح عيناه وهو يحرك يداه بتلقائية لتصطدم يده بخصلات ناعمة... فتح عيناه بسرعة ليجد اليزابيث تنام على جانب الفراش وتضع يداها اسفل وجهها وكأنها كانت تراقبه ولكنها غفت ولم تشعر بنفسها...
ابتسم آدم بخفه عليها ليمد إصبعه برقة يبعد خصلاتها عن عيناها.. يبدوا أنها ظلت طوال الليل جواره! ليقترب ليرفع رأسها ببطء ويضعها على صدره فتصبح نائمة على صدره.. أنفاسها كانت تداعب رقبته فتجعله يود احتضانهـا، يود زرعها بين احضانه ولا يُخرجها ابدًا، وبالفعل لف يداه حول خصرها برقة حتى لا يوقظها ثم ضمها له بحنان ينعم بذلك الاحساس الذي يُنعش خلايـاه.. وظل يتحسس رأسها بحنان كطفلة صغيرة ليهمس بصوت حمل عاطفه واضحة
= لا افهم كيف تشكي بحبي لكٍ.. وبالنسبة لي أنتِ مثالية .. فالقرب منكٍ أهلكني... و البُعد أحرقني .
بدأت اليزابيث تفتح عيناها وما إن شعرت به مستيقظ حتى دفعته ولكن برفق نوعًا ما لتردف بلهفه شديدة
= هل استيقظت انت بخير ..هل المرض مازال يداهمك حبيبي !!
ليعقد آدم ما بين حاجبيه قائلا بتعب
= اهدئي انا بخير ما الذي حدث ؟
حينها همست اليزابيث براحه مرددة باختصار
= حرارتك كانت عليا وكنت مريض.. احضرت لك الطبيب وقال انها حمى .. لكن لا تقلق بدات ان تنخفض حرارتك نوعا ما، هل تشعر بالم؟
هز رأسه بنفي وهو يحتضنها هامسًا بصوت رجولي جذاب
= لا حبيبتي انا بخير شكراً لكٍ..
اجابت مبتسمه وهي اصبحت ملتصقة به تمامًا هاتفه بصوت منخفض
= لا داعي للشكر فهذا واجبي سأهبط حتى أجهز لك الفطور .. وانت ادخل استحم
تنهد بعمق ناظرا لها وهي تبعد حتي ترحل للخارج بينما زفر آدم بتعب وضعف وهو يمدد جسده أعلي الفراش وقبل أن يغمض عيناه استمع الى صوت هاتفه يرن برقم انطون.. اعتدل آدم في جلسته ليمسك الهاتف باعين دهشه وتعجب واجاب بجفاء
= ماذا تريد؟ اذا كنت تتصل لأجل موضوع شقيقتك فلا تتعب حالك لان هذه الموضوع قد انتهى بالنسبه لي
ابتسم انطون بسخرية واستهزاء هاتف بجدية
= لكنة لم ينتهي بالنسبه الي آدم انت كنت خاطب شقيقتي ولا تنسى ذلك؟
هز ادم رأسه نافيًا ببساطه وعدم مبالاة
= ليكن بعلمك لم اكن مَن أختارتها ابدًا... بل حاولت بشتى الطرق الذوقية أن اخبرها أنني لا اريدها ولكنها كانت أخبث مما توقعت، لدرجة أن تتفق مع زين علي قتل إليزابيث.. فلا تتوقع مني ان اناسب نسب مثل ذلك!
ردد ببرود مستمتعًا وهو يقول بنبرة غليظة
= حسنا طالما تصر على ذلك؟ اسمعني جيد لان الحديث الذي ساقول لن يعجبك لكنك من اضطردني لفعل ذلك؟؟ امامك مهله اسبوعين فقط ؟!. وان لم تتزوج من لارا.. ساقتل تلك العاهره حبيبه القلب إليزابيث ! القرار الأن يعود لك ...!
مرت دقيقة تقريبًا وهو متجمد مكانه لم يستوعب ما قاله.. جبل من جليد يعيق سير دقاته الممسوسة باهتزاز روحه أثر حديثه ذلك ، لكنه حين استوعب لينهض بغضب متجاهل ضعف جسده وحينها صاح به بانفعال مستنكرًا
= ما الذي تقوله ايها اللعين؟؟ تقتل من؟ الو الو ..! اجيب يا وغد يا لعين .. إياك أن تقترب منها .
ابتلع آدم ريقه بازدراد عندما أغلق الهاتف بوجه، و عَلت انفاسه وهو يردد بصوت مرتعد محاوله يطمن روحه الخائفة بشده
= لا لن يفعلها.! هو يهددني فقط بالتاكيد حتي اخضع له و اتزوج من لارا؟؟ لكن انا لم اترك اليزابيث مهما حدث ..!!!
وفي نفس الوقت صعدت اليزابيث ودلفت وهي تبتسم بخفوت قائلة
= حبيبي الطعام اصبح جاهز بالاسفل.. ما هذا ؟ هل مازلت بثيابك ولم تدلف الاستحمام حتي الآن.. هل تحتاج الى مساعده
التفت لها فتجهمت ملامحه وهو يقترب قائلا بخشونة وانزعاج من أثر كلمات انطون التي مزالت تتردد داخله.
= ليس لكٍ دخل ابتعدي عني ، لا أريد منكٍ شئ
وقفت اليزابيث مذهولاً من رده وغضبة عليها فجاه ولكن تجاهلها آدم وهو يغادر بخطى سريعة اشبه بالركض من المنزل بأكمله....
❈-❈-❈
مرت الايام وقد اشتري ادم متجر صغير ليصنعوا في الحلوى لتعمل معه اليزابيث كما اتفقوا ويوزع هو الطلبات.. في كل خطوة كانت تحدث كانت اليزابيث تجد لذلك تفسيرا !.. مثلا موافقه آدم على المشروع شعرت أن هذا يعني الرب يساعدها على التغير والتوبه لذلك قد فتح أمامها طريقا لحياة افضل.. بينما قام آدم بطلاء المتجر باللون الوردي .. وتغيير الاثاث وما الى ذلك والمرحلة الثانية كانت شراء ادوات الطبخ لعمل الكيك و لتزين الكعك فان اساس المتجر هو بيع الكعك الصغير وكانت ذلك البداية... بينما كأنت اليزابيث سعيدة ومتحمسه بان يكون متجرا مختلفا عن البقية ليرتاده الكثير من الزبائن .. حتي اقترح آدم مثلا يكون هناك قسما خاصا بالقهوة والمشروبات الساخنة.. وصنع اكواب المتجر الورقية كانت مختلفة والرسمة التي عليها مبتكرة بإسم المتجر والتي ابتكرتها آدم بنفسه..
وقام آدم باحضار لوح خشب لونة باللون الزهري وعلق عليها شعار المتجر وأحضر دراجة هوائية لأجل توصيل الطلبات ليتوسع نشاط المتجر ...وفي يوم ذهب آدم للمنزل متحمس كي يخبر إليزابيث بنفسه عن انتهاء المتجر وقد اصبح جاهز للعمل.. و وجدها جالسه بالمطبخ كعادتها تبتكر وتجهز اصناف الحلوى.. وعندما رآها اقترب منها يردد وشفتيه تبتسمين ابتسامة واسعة
= لدي خبر رائع لكٍ .. المتجر اصبح جاهز للعمل
شعرت اليزابيث بسعادة غامرة امتلات داخلها ولم تعد محطمة !.. فكان آدم الدواء لها حقا !..
لكن رغم كل النجاح الذي حققته مع آدم في حياتها الجديدة الا انها كان هناك غصة في قلبها كلما تذكرت اصدقائها في منزل شويكار؟ و عائلتها التي لا تعرف عنهم شيء منذ رحلها .. لا تعلم اين هم الان وما حالهم.. لو انها لم ترحل كانت ستظل معها..أم الفتيات الذي مازالوا يعانون مثلها؟؟ لا تعلم الى اي مدى انغمسوا في الظلال الذي بقوا فيه .. كانت عندما تفكر في حالهم تشعر بالعجز تجاههم فالامر ليس بيديها.. تعلم ان ذلك الامر بيد الله ولكنها استمريت بالدعاء لهم ولها ..
بعد مرور اسبوع بدا المتجر يشتغل بالفعل للشراء والبيع.. والزبائن اعجبها الحلوي نوعا ما، فمن يدخل للمتجر اولا سيحصل على ضيافة للذوق فقط ليختار بعد ذلك الحلوى التي اعجبته مع مشروب ساخن اذا اراد على (ذوقه) ..
ولكن احيانا كان يتكاثر العمل على اليزابيث بمفردها بسبب اعياء ادم لكنه كان يضغط على نفسه للعمل معها حتى لا يتركها بمفردها في البدايه.. وشعرت هي بذلك لذا في يوم فكرت تقترح علية بأنها تحتاج ان يكون معها مساعده.. وفي ذلك الاثناء وصل آدم للمتجر بعد ان وزع الطلبات للخارج فاقتربت منه إليزابيث لتقبل وجنته كالعادة.. وهو احتضنها بشوق قائلا
= اشتقت اليكي .
ابتسمت قائلة وهي تمسح باصبعها على كتفه بحنان
= وانا ايضا .. تعالي لأريك الكعك الذي صنعته اليوم .. وهناك موضوع اخر اريد ان اتحدث معك فيه
سار آدم معها ليراه مجموعة صنعتها كانت جميلة جدا.. وأخذ واحد يتذوقها لتعجبه اكثر.. ثم سارت أمامه لتجلس على احدى الطاولات و جلس آدم أمامها ورفعت يدها أعلي الطاوله قائله بهدوء
= ما رأيك بان نقوم بتعيين مساعده معنا حتى تتعافى ، ومن ناحية أخرى يكون العمل أخف عليك قليلا
صمت آدم قليلا يفكر في اقتراحها فهو مازال يعاني من الحمى وايضا زاد التعب عليه في الاواني الاخيره بسبب ضغط المتجر ..زفر ببطئ قائلا
= لا أعلم إذا كنتي تريدي ذلك؟ حسنًا ، دعينا نبحث عن فتاة لمساعدتك من الغد
هزت رأسها له مبتسمه و أثناء حديثهم دلف شاب واقترب وهو يبتسم قائلا
= اريد ان اشتري كعكة .
نظر له آدم وهو يبتسم بخفه ونهض توقف بجانبه امام الطاولة الزجاجية التي يعرض بها الكعك .. وقال له باسلوب مهذب
= اختار اي واحدة تريد والمشروب الساخن هنا مجانا لفتره محدوده .
بينما كانت اليزابيث تراقب آدم وهي تعقد ما بين حاجبيها وتفكر في مزاجة المتقلب هذه الايام... تشعر أن هناك شيء مُريب بالأنر ولكنها لا تستطع الوصول لرأس الخيط....!
❈-❈-❈
في منزل انطون، صعدت لارا من الاعلي لتدلف غرفتها لتتفاجا به صندوق كبيره موجودة فوق فراشها، عقدت حاجبيها بتعجب وهي تقترب لترددت لارا قليلاً قبل تفتح الصندوق لتتسع عيونها بانبهار واعجاب وهي ترى فستان زفاف بداخل العلبه جميل جدا .. وفي نفس الوقت دلف انطون وهو يبتسم.. وعندما شعرت به التفتت له و إبتلعت ريقها بارتباك وقالت وهي تزجره بنظرات يملئها السخط و الغضب يشتعل بصدرها
= ما هذا يا اخي؟
هز انطون رأسه بعدم مبالاة وهو يبتسم متسائلا بجدية تامة
= فستان زفافك؟؟ ما هي المده التي تناسبك حتى تجهزي نفسك لحفل زفافك على ادم
اتسعت عينا لارا بغضب وهي تتجه نحو انطون تتطلع اليه بحدة
= اخي هل تمزح معي؟ لا احب الحوار بهذه الطريقه من فضلك لا تتمسخر بالحديث معي مره ثانيه.. ولا تعبث بمشاعري
زفر انطون بحنق قائلا بجدية
= ومن قال انني اعبث بمشاعرك انا اقول الحقيقه ، خلال اسبوعين بالكثير سياتي اليك ادم ويتزوجك.. وقلت لكٍ من قبل انني سوف احل هذا الموضوع.. ما بكٍ لما لا تصدقيني؟؟ الم تثقي في أخيك .
صمتت محدقة به بعدم تصديق لتنظر خلفها بصدمة يتخللها الذهول و هي ترفع وجهها إلي الفستان تتفحص بعينيها بسعادة كبيرة
= افهم من حديثك بان ادم وافق على الزواج مني بالفعل وانت لا تمزح؟ يا إلهي ؟ وماذا فعلت له حتى يوافق بهذه السرعة
اومأ انطون برأسه مغمغماً بصوت منخفض وهو يردد بنبرة واثقه
= لا يهم ماذا فعلت المهم انكٍ ستتزوجي ادم كما كنتي تتمنيه.. الم تقولي رايك بالفستان هل اعجبك ام تريدي ان تغيري بواحد أخري ؟؟.
❈-❈-❈
في يوم من الايام بداخل المتجر، كانت اليزابيث تجلس بمفردها تاخد طلبات الزبائن و عندما وصلت إلي أحد الطاولات تفاجأ بة لارا تجلس أعلي المقعد وهي تبتسم ابتسامة صفرا لتقول بنبرة استهزاء
= هههه ما بكٍ ذهلتٍ هكذا ؟ هل رأيتي شبح أليس هذا متجر حلوي .. وانا جئت الى هنا حتى اتذوق طعامك واجرب
جزت اليزابيث علي أسنانها بغيظ وحاولت تمالك أعصابها بصعوبة وهي تردف بصوت مكتوم
= وما هو طلبك
صمتت محدقة بها بحقد ثم قالت بابتسامة ماكرة
= ادم ..!!
اتسعت عينا اليزابيث بصدمه لتقول بصوت غاضب بشده
= عفواً.. ماذا تريدي لم افهم؟
نهضت لارا بحده واقتربت منها وهي تستطرد بحدة مُخيفة قاسية كمخالب الشيطان
=بل فهمتي مقصدي.. فلا داعي بأن تعيشي طويلا دور العاشقة .. فانتي تعلمين جيدا انه يعتبرك عاهرة وسوف يمل منك قريباً جداً ويذهب إلي أنا؟؟ كما كان من قبل .
لتكمل وتتحدث لارا بأستفزاز وهي تنظر إلي اليزابيث لتقول بنبرة حالمة
= اشعر انه يحبني انا لا يحبك... انا اعلم انه خائف علي ولن يتركني ابدا بل سيتركك انتٍ... انتٍ الذي اقتحمتي حياته فجاه وتدخلتي بها مثل العقربة تبا لكٍ.. هل تعتقدي حقا انه سيحب عاهره مثلك بلا انه يتسلى بكٍ ويقضي معك بعض الوقت لا اكثر.. و سأنتهي منك قريبا للأبد
لتنظر اليزابيث لها بجمود كبير وقد ازدادت غيرتها وغضبها الذي إزداد مع كلماتها الجارحه لتقول هادرة فيها بعنف مستنكرة
= هو لايراني كذلك .. وانتٍ مريضة
لم تستطع إلا أن ترفع صوتها قليلاً و تتهكم بسبب كل الأشياء التي كانت تثيرها، كان يكفي أن تتسبب في غليان دمها.. لذا صاحت لارا غاضبة عند سماع إجابتها
= التقيت بادم عندما كنا لا نزال صغارًا لقد أحببته منذ ذلك الحين و لكنك عندما دخلتٍ إلى الصورة ، أصبح كل شيء فجأة في حالة من الفوضى. أنتٍ سرقتي انتباهه الذي كان لي حق به من البداية! لقد دخلت حياتة قبل أن تفعلي هذا و لهذا السبب إذا كان هناك شخص سرق كل شيء بعيدا عني و أفسد كل شيء ، فلا شخص غيرك! لذا يجب أن تخجلي من نفسك
ابتسمت اليزابيث بسخرية واستهزاء هاتفه بتحدي
= اتذكر جيد بأن آدم عندما احبني واحببته لم يكن مرتبط باي شخص ما.. وكل ما تقوليه هو مجرد اوهام داخل عقلك انتٍ فقط
جزت لارا علي أسنانها بقسوة وغيظ وهي تقول بغيرة شديدة
= لديكٍ حقا الجرأة في التحدث أمامي بكل وقاحه عن حبك إلي آدم هاه؟ بعد أن سرقتي الرجل الذي كنت أحبه لفترة طويلة ، أنتٍ الآن تخططي لسرقة موقعي بحياة آدم و حياته ..
اصبحت حواجب اليزابيث محبوكة معا بسبب ما قلته تلك اللعينة و نظرت إليها بعدم تصديق
مرادفة بتهكم
= متي آخر مرة راجعتي فيها الوضع بينك وبين حالك ،انا لم أسرق أي شيء منك منذ ذلك الحين و حتى الآن ، لا أستطيع تذكر سرقة شيء واحد منك ، لذلك لا تتهميني أبدا بالقيام بهذا الشيء. إذا كان هناك شخص ما ذو وجه وقح هنا ، فهذا الشخص هو أنتٍ!! بعد كل ما فعلتي معي وحاولتٍ قتلي ؟؟ يزال لديكٍ الشجاعة لتغضبي مني وحتى لديكٍ الجرأة في اتهامي بأشياء لم أرتكبها أبدأ؟ يا إلهي! لقد انقلب العالم رأسا على عقب.
جذبتها لارا من ذراعها بعنف وهي تقول بنبرة كراهية و حقد
= ادم سيتركك يا اليزابيث .. و انا أحبه و سيكون لي .. تذكري ذلك الحديث جيد لان قريبا سيحدث .
ثم تنهدت لارا ببعض الارتياح وهي تتمتم إليها بثقة واستفزاز
= والان لأذهب فقد تاخرت.. لكن قريباً ساتذوق حلوتك و سوف تحضريها بنفسك الى زفافي انا وادم ... تذكري ذلك الحديث جيد؟.
ضغطت اليزابيث على يدها بقوه وغضب وبالفعل غادرت بكل هدوء وكأنها لم تفعل أي شيء...
❈-❈-❈
في منزل أدم، كانوا مجتمعين حول الطاوله يتناولون الغداء.. من ناحية أخرى كانت إليزابيث تراقبه و هي تأكل فكان هو شارد وكان يفكر دائما في تهديد انطون، بينما هي لم يختلف عليها الامر في التفكير في لارا ؟؟ وثقتها في التحدث معها بان آدم سيتركها قريباً و يذهب اليها؟؟ حاولت ان تتحدث وتجذب انتباهه لعلها تعرف ما الذي يشغل تفكيره هو الآخر
=لم تقول رأيك، هل الطعام لذيذ؟
هز كتفيه وأجاب آدم بشرود بينما استمر في تناول الطعام بهدوء
= مجرد طعام
تركت إليزابيث معلقه الطعام بحدة وهي تقول متسائله بجدية
= هل أنت بخير ؟
أنتبه إليها فقد تم سحبه من خياله عندما سمع صوت اليزابيث الحاد وكان القلق على وجهها واضحا. تنهد آدم وقال مبتسماً
= انا بخير يا حبيبتي، لماذا تسألي؟
هزت رأسها له بعدم تصديق وهي تبتسم بخفوت مرددة بحزن
= هل تعتقدين حقا أنني لم ألاحظ ان هناك شيء ما يحدث في الأيام القليلة الماضية؟ لم أقل شيئا لأنني لا أريد التدخل، طالما لا تريد ان تخبرني بنفسك.. أنت في النهايه بالغ بالفعل و أعلم إنك تستطيع التعامل مع مشاكلك ، لكن بعد ذلك لاحظت أنك كنت غاضب مني جدا في البدايه دون مبرر والان هادئ ، أشعر بالقلق
بشأنك. أخبرني بأمانة ، هل هذا الأمر الذي يشغل تفكيرك يتعلق بـ لارا ؟.
إبتسامة آدم اختفت فجاه فلم يعتقد أن اليزابيث ستلاحظ وجود شيء ما معه وبالاخص عندما ذكرت إسم لارا؟؟ ليتحدث وكان صوته يرتجف قليلاً بسبب الصدمة
= ولما لارا هي بالتحديد التي ذكرتي اسمها؟
ابتسمت اليزابيث بسخرية مريرة وهي تقول بصوت مرتجف
= لانها جاءت وزارتني في المتجر قبل ايام قليله ، و بالطبع لم تخلوا هذه الزياره من بعض الكلمات السامه والتهديدات بانك ستتركني وتذهب اليها؟ لكني لم اعطيها إهتمام كثيرا لذلك لم اقول لك حينها حتى لا تذهب اليها وتتشاجر .
إتسعت حدقتـاه بذهول وهي تهمس بصوت مرتجف بينما كان قلبها ينتفض فازعاً داخل صدرها
= لكن ربما شعرت بخيبة أمل و شعور بالقلق بسبب ما حدث؟ والثقه التي كانت تتحدث بها كانت مخيفه للغايه ..
ارتبك وجه آدم شاعرة بتأنيب الضمير من ابتعادوا عنها هذه الفتره لكن شعوره بالقلق والعجز من الضغط من الجميع حولة؟ جعلة غير مدرك ما كان يفعله هذا!! ليقول مغمغماً باختناق
= أنتٍ لست بحاجة إلى التورط في الأمر، واطمئني لن أسمح لي لارا أبدأ بابعادنا عن بعض.. ومن فضلك أتوسل إليك أن تفهميني و تعذريني يا حبيبتي، أعدك أن تكون هذه هي آخر مرة احزنك مني
رفعت وجهها اليه والدموع تلتمع في عينها مرغمة شفتيها علي الانفراج و رسم ابتسامة واسعة متشنجة مغمغمة بقهر مريرة
= لماذا ؟ أليس هذا ما كنت أفعله منذ البداية حتى الآن؟ أن أكون الشخص الوحيد الذي يفهمك دائما لأنني أحبك كثيرا؟ لقد تعبت بالفعل من وضعنا ، الجميع يحقد علي ويكرهني ويريد ابعادنا عن بعض؟ انهم على استعداد ان يقتلوني حتى لا اكون لك؟ هل تستوعب ذلك آدم ؟؟. كم من الحقد الذي يمتلكوا داخل قلوبهم .
صمت آدم لحظه شاعرا بالذنب ثم نهض ليجلس بجوارها وامسك يدها تم حدق في وجهها الجميل مرددا بنبرة جاده
= تأكد من أن لارا لن تلمس حتى أطراف أصابعي يا اليزابيث، إذا كان الأمر يتعلق بـ لارا ، فسأحاول قصارى جهدي لفهم الأمر لأنك علي حق يجب ان ناخذ حظرنا من الجميع، ولا تهتمي الى كلامها ، ليس لدي أي خطط لمشاركة انتباهه معها ، إنها مجرد فتاه خبيثه و ليس لدي علاقة معها ، أنا خطيبك الأن و لم اقترب منها خاصة عندما لا يكون ذلك ضروريا
احمر وجهها فور سماعها كلامه ذلك غرزت اسنانها بشفتها السفلية وهي تهمس بصوت ساخراً بحرقه شاعراً بالألم يعصف بداخلها
= هذه هي المرة الثانية التي تحاول لارا فيها اذيتي و سرقتك بعيدا عني؟؟ و نتحدث عن نفس المرأة لكن لا أريد تكرار ما حدث في المرة السابقة ،عندما استسلم زين اليها وغضبت حينها مني بشده ، لذا لا اريد ان اسقط في نفس الفخ مرة أخرى.. لأن هذه ستكون الفرصة الأخيرة التي سأمنحها لك
إبتلع ريقه بشدة عندما رأى مدى جديتها بالطبع هي حبيبه. و مسؤوليته هي وحدها دون غيرها ليقول بتوتر
= ما بكٍ؟ اصبحتي جده هكذا فجاه؟ ماذا تعنين بحديثك؟
التقطت نفساً عميقاً مرتجفاً قبل ان تتحدث مؤكده علي حديثها متجاهلة وجه الشاحب
= سمعت ما قلته آدم.. تعبت من الصدمات والخذلان في حياتي؟ و إذا تكرر خطأي في الماضي مرة أخرى على الرغم من أنه يعارض إرادتك أو لا يعني حدوث ذلك ، فلن أعطيك أبدا فرصة للعودة إلى حياتي ؟؟ .
إبتلع ريقه بشدة و لم يستطع النطق بكلمة على الرغم من أنها لا تريد أن يكون كل شيء على هذا النحو ،لكن يجب عليها إخباره بوضوح حول ما بداخلها فيما يتعلق بوضعهم؟ لن يكون ذلك سيئا إذا حذرته مما سيحدث إذا خذلها هو الاخر مثل ما فعل نيكولا.. بعد ان اعطته ثقتها.. لأنه اذا حدث ذلك ، فانما ستتركة دون شرح مواقفة حتى، فقد أصابت بأذى كبير في الماضي و لا تريد أن تشعر بذلك الشعور الرهيب مرة أخرى.. تطلع اليها بصمت عدة لحظات و شعور غريب من الضعف يسيطر عليه ليقول سريعاً نافيا
= أنتٍ تخيفني حبيبتي. من فضلك لا تكوني هكذا. لا تتحدثي عن هذه الأشياء لأن ذلك لن يحدث أبداً ؛ لأنك الشخص الوحيد الذي أحبه. لا تقلقي ، لن تسقطي في الخطأ نفسه مرة أخرى لأن ذلك سيكون غباء على حد علمي ،وانتٍ لست غبية في الوقوع في نفس المصيدة مرتين.. وأنا لم افرط بكٍ .
كان هناك تلميح من التردد في صوته، هزت رأسها مرة أخرى بسبب ما قاله. غاضبة من الدموع التي سقطت من عينيها بألم وضعفها الذي دائما يظهر امامه هو بالذات ، لتردف بجدية تامة
= فقط تأكد يا آدم.. لاني لم اتحمل خيانتك و خذلاني مره ثانيه
هز ادم رأسه بتفهم ليقول متردد
=حسنا، هل نحن بخير الآن ملاكي؟ أما مازلتي غاضبه مني بسبب ما صدر مني بذلك اليوم وكيف رفعت صوتي عليكٍ
أخذت نفسا عميقا مره ثانيه، ثم هزت رأسها فلم تستطع البقاء غاضبة لفترة طويلة من الزمن حتى لو أرادت ذلك، منذ ذلك الحين و حتى الآن ، هو ضعفها. ضغطت بيدها علي قلبها للتخفيف من الالم الذي يعصف به وهمست بصوت مرتجف ضعيف
= إذا كنت لا تريد مني أن أغضب عليك حقا، شاركني اسرارك ولا تكون هادي هكذا معي ولا تغضب علي دون مبرر..
فوجئت به يقترب منها محيطاً وجهها بيديه قائلاً بحيرة حقيقية
= يقولون؟ عندما تكون وحيدًا لفترة طويلة ، فإنك تنسى ابسط قواعد العلاقات ، لذلك ربما مازلت خائف من ان اتحدث عن كل ما في خاطري؟ رغم أنني أحب التحدث معكٍ، أنا لا أعرف لما ولكني برتاح معاكٍ حقا!!
نظرت اليزابيث إليه داخل عينه وهي قائلة برقة و لهجة عميقة
= لكن تكون السعادة الحقيقي عندما نتشارك مع بعضنا البعض..
جذبها بلطف بين ذراعيه ليجلسها فوق فخذه ليحتضنها مربتاً بحنان علي ظهرها و هو يغمغم بهمس بجانب اذنها بصوت اجش
= معك حقا اعتذر ملاكي، انتٍ المرأة المناسبة لحياتي التي أصبحت مكتملة بفضلك.. كنت أريد فقط أن أعود إلى حيثُ كان لكل شيء معنى، حيث لا ينبغي علي أن أشعر بالخوف طوال الوقت.. وعندما وجدتك اختفى ذلك الخوف
ليكمل وهو يبعد خصلات شعرها المتناثرة خلف اذنها بينما ينظر لها بعشق عاقد ذراعه حول كتفيها يضمها إليه بحنان
= اليزابيث أنا عندما اكون معكٍ أؤمن إني مع قدري
أغمضت اليزابيث عينيها شعرت برجفة حادة تسري بسائر جسدها عندما شعرت بانفاسه الدافئة تمر فوق عنقها الذي كان يقبله بشغف، تحاول السيطرة على الدموع التى ملئت عينيها بينما شعورها بالقلق ينهش قلبها.. لتهتف بصوت منخفض مليء بالعاطفه الجياشه
= أوه.. آدم أتمنى أن نبقى سعداء مثل هذا. أتمنى ألا يتشكل اي شخص تهديدا لعلاقتنا ...
نعم. كانت تأمل أن تتمكن من توسيع فهمها أكثر. كانت تعرف أن المشاكل ستكون دائما بالقرب منهم؟ لأن دائما يظهر من هناك ويشكل خطر على علاقتهما..
رفع آدم وجهها بين يده لتنظر إليه باستغراب.. ثم اقترب منها آدم ليقبلها بشوق ورغبة وحب من شفتيها وهكذا بهذة الطريقة أحب أن يطمنها ويثبت اليها انه لم يتركها... ظلوا يتبادلون القبلات بالحب والعشق، ليقضيوا تلك الليلة آدم واليزابيث وهم يحلموا أنهم سعداء جدا، وبعد مرور وقت.. تظهر إليزابيث وهي تنام على صدر آدم و تغطی جسدها بغطاء ويظهر ظهرها العاري ويقوم آدم بتمرير يده على شعرها لتبدأ هي بالتحدث معه بصوت منخفض شارد
= أتمني أن أظل هكذا طول حياتي.. نعيش هكذا؟
نظر لها آدم باهتمام ثم أمسكت الغطاء تغطى وجهها و وجه آدم، لتتحدث وهم أسفل الغطاء بنبرة حالمه
= تخيل معي أنك وأنا في جزيرة بمفردنا؟ بخلاف أنا وأنتٍ فقط، نعيش بعيدًا عن أي ضغوط.. ومشاكل.. بعيدة كل البعد عن الناس؟ الذين يسرقون منا سعادتنا ، الناس الأنانيون ، الذي كل ما يهمهم المصلحه هي فقط ، أتمني حقا أن نظل هكذا.. اعتقد ستكون حياتنا أفضل حياة بهذا الشكل .
كان آدم يستمع إليها بصمت، فبالرغم من ان هذه الاحلام بسيطه بالفعل لكن بالنسبه إليهم صعبه للغايه، العيش دون الهدوء والراحه والبعد عن كل ما يؤذيهم؟ رفع آدم يده واضعها فوق يديها محاولة اطمئنانها
ثم أبعد عنهم الغطاء واقترب آدم مقبلاً اعلى رأسها بحنان.. فلم تكن تتخيل عندما تقابله ان تصبح حياتها بهذا الشكل الرائع فادم رغم عصبيته في بعض الاحيان وغيرته عليها الا انها لم تقابل بحياتها رجل في مثل حنانه و لين قلبه عليها... تنهدت وهى تحيط خصره بذراعها تضمه اليه، وهو يفرك وجهه بعنقها قبل ان يطبع قبلة حنونة عليه..ثم أبتعد لـ ينامون داخل احضان بعض.. وكل شخص منهم يبحث عن الامان في حضن الاخر .
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين.. في المنزل الجديد كانت اليزابيث تجهز نفسها للذهاب الى العمل بينما ادم ممتد فوق الفراش امامها يراقبها وهي تجهز نفسها للذهاب بينما هو مازال مريض قليلا لذلك لم يذهب اليوم ايضا، ليهمس آدم بصوت اجش
= هل يمكن ان تتوقفي عن العمل اليوم وتظلي جانبي
التفتت اليزابيث له باهتمام واجابته مضيقة عينيها بتركيز على حركات جسده وهي تقترب منه
= انا مشغوله اليوم كثيرا ..لكن ماذا تريد هل مازالت تتالم
أردف آدم و هو يعقد حاجبيه بأنزعاج شديد
= اذا قلت نعم سوف تظلي جانبي
اقتربت منه اليزابيث بسرعه دون تفكير و تملكت وجهه بين يدها وهي تقول بقلق
=ماذا تشعر.. قول لي ما الذي يؤلمك هل احضر لك الطبيب
ابتسم آدم بسعادة علي خوفها عليه ثم أمسك بيدها الاثنين يقبلهم بحب و امتنان مرددا
=المرض الذي يسير بجسديه لم يدويه الاطباء.. بلا أنتٍ فقط من تستطيعي.. انا لدي مرض اسمه اليزابيث ويجب ان تبقي قريبه مني حتى اشفي منه تماماً
استوعبت الأمر لتجذب يدها منه و عينيها تضيق عليه بغضب مصطنع بإحراج
= هل كنت كل ذلك تمزح سخيف.. لقد اخفتني عليك
= ماذا افعل اذا كنتي لا تريدي ان تظلي جانبي وانا مريض.. كيف يكون قلبك قاسي هكذا و تتركي حبيبك يعيني بمفرده وانتٍ تذهبي وتتركي
همس بذلك و عينيه تشتعل بالنيران قبل ان ينهى كلماته منقضاً على شفتيها يقبلها بجوع و شغف جاذباً جسدها اكثر فوق جسده وهو فوق الفراش بين ذراعيه.. وبصعوبة فصلت إليزابيث قبلته طابعة قبلة حنونة على جبينه هامسة بجانب اذنه وهي تعدل من ملابسها
= سوف اعود في المساء لا تقلق
زفر بحنق قائلا و هو يرفع وجهه إليها باستعطاف
= هل بالفعل سوف تتركيني اعيني والمرض يقتلني؟ أنتٍ شريره اليزابيث
ضحكت اليزابيث وحضنته وهو ابتسم على الفور وقبل جبينها لتقول
=وانت تغضب مثل الاطفال حبي.. كفي مزاح واتركني اذهب حتى لا اتاخر عليك، وسوف اتي المساء كما وعدتك حسنا
هز رأسه باستسلام والتفتت اليزابيث لترحل وهي تنظر إليه بحب حتي أغلقت باب الغرفة خلفها بينما كان هو يبادلها الابتسامه بسعادة حتي استمع الى صوت هاتفة بجانبه و كان الرقم انطون كالعاده جز آدم علي أسنانه بغضب واجاب بنفاذ صبر
= هل ستظل كل يومين تتصل بي لنفس الموضوع؟ قلت لك لم اتزوج بشقيقتك ما بك عديم النخوه والرجوله هكذا؟ اسمعني انطون جيد لانني لم اعيد كلامي مره ثانيه وبدا صبري ينفذ حقا منكم جميعكم
قاطعة انطون وهو يغمغم بهدوء بينما يلوي شفتيه بسخرية
= اسمعني انت جيدا لأن المهله التي اعطتها لك ستنتهي بعد نصف ساعه من الان وبعدها ستستلم جثه حبيبتك المصونه في تابوت.. قلت لك انني لا امزح في هذا الامر ..وحتى تصدقني اذهب بنفسك ستجد رجالي محوطين المحل الذي اشتريته مؤخرا من مده في كل الانحاء
دب القلق داخله فور ادراكه ما يدبر له ويريد استسلامه له.. لذا قاومه بشراسة برفض.. وصرخ آدم مقاطعاً اياه بعنف و الخوف يدب بداخله بينما ينهض علي قدميه بترنح قليل من تعبة
= لن تستطيع ان تفعلها انت تكذب.. تريد ان تخفني حتى اوافق على طلبك، لكن لم يحدث ولم اتزوج شقيقتك العاهرة
زمجر انطون و هو يسب بقسوة بينما حاول ضبط اعصابة قائلا بثقه
= القرار لك؟؟ وبعد نصف ساعه ستجد بنفسك هل امزح معك؟ أم اقول الحقيقه ؟؟ لكن تذكر بانك ستكون السبب الرئيسي في موتها ...!
❈-❈-❈
بعد مرور أربع ساعات متواصله بداخل محل الحلويات كانت اليزابيث تعمل بمفردها فيه ومعها فتاه صغيره تساعدها تعينت مؤخرا ، واثناء ما كانت تصنع اليزابيث الحلوى سمعت هاتف المحل يرن لتذهب لتجيب عليه قائله بابتسامة خفيفه
= محل طبقك المفضل، تحت امرك ما هو طلبك ؟
انتظرت ثواني حتى تستمع الى الطرف الاخر وكانت فتاه قائله
= اهلا بكٍ، أريد منك ان تصنعي طبق من الحلويات على ذوقك وترسليه الى عنوان ...) واريد ان ياتي الان دون تاخير والعنوان ليس بعيد بمسافه كبيره عن المحل.. حسنا مع السلامة .
عقدت حاجبيها بتعجب وهي تقول بسرعة بينما يدها كتبت العنوان في ورقه امامها
= مهلا انتظري لحظه لم نتفق على السعر ولا ما هي انواع الحلوى التي تفضلينها .. وايضا ساجد صعوبه في توصيل الطلب اليوم ..
الو.. الو
أنزلت الهاتف من أعلي اذنها بأنزعاج شديد وهي تردد بغيظ
= يا الله اغلقت الخط ماذا سافعل الان؟ اوووف حسنا ساذهب انا بنفسي اوصله حتى لا تسيء سمعه المحل من البدايه ربما تاتي هذه الفتاه الى هنا وتشتكي من سوء الخدمة .
ذهبت اليزابيث لتبدأ في تحضير طبق الحلوى ولم تصنع شيء جديد بل وضعت ما كان موجود بالمحل الان! ثم ذهبت إلي الفتاه التي تساعدها لتخبرها بانها ستذهب لتوصيل الطلب بنفسها وتنتبه هي إلي المحل، بينما هزت الفتاه راسها بايجاب بالموافقه وبعدها صارت هي الى الخارج لتوقف سياره اجره وتذهب الى العنوان .
وعندما وصلت إلى المكان ورحل سائق التاكسي تقدمت اليزابيث وهي تحمل بيديها علبه الحلوى وكانت تبحث عن العنوان لتجد رقم الفيلا أمامها لكنها شعرت بالدهشة حين استمعت الى اصوات موسيقى بالداخل تدل على حفل زفاف أو ما شابه ذلك؟ لكنها هزت رأسها بعدم اهتمام واقتربت حتى تتدلف و عندما عرف الحرس الموجود امام المنزل عن هوايتها ادخلها على الفور!! وهذا ما زاد دهشتها أكثر .
خطت اول خطواتها نحو الحفل لتجد حشد من الناس كثيره بالداخل يرتدون ملابس سهره ثم ظهرت من البوابة الكبيرة تطل عروسه ترتدي فستان ابيض جميل، أبتسمت إليزابيث متمنيه السعاده لها، وعندما اقتربت الفتاه وهي تتربط بذراع شقيقها انطون؟؟ عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة بصدمه فكانت العروس لارا؟؟ وقبل ان تبحث بعينيها عن العريس من يكن؟؟ وجدت شخص يقترب مرتدي بدله سوداء ومد يده لياخذ لارا من انطون!! لتضع لارا راحة يدها علي يده و هي تقول بحب
= مبارك لنا حبيبي ادم ؟.
نظر آدم إليها بصمت ثم أخذها وذهب نحوه الكاهن لتبدا مراسم الزواج، واقترب نيشان يقف جانب انطون وهو يبتسم بسعادة وراحه.. حتي هتف الكاهن قائلا بابتسامه هادئه
= سيده لارا هل تقبلي السيد آدم نيشان زوج لكٍ في السراء والضراء
أما اليزابيث وكأنها انفصلت عن العالم...ألم مهلك اجتاح قلبها لتنظر إلي آدم ولا تقوى على قول كلمة ترمش عدة مرات بعينيها بدون وعي.. ارتجفت شفتيها لـ تنطق
= ما هذا الهراء الذي أراه؟ هذا كابوس مزعج بالتأكد ؟؟.
هزت لارا راسها بايجاب مع ابتسامة مشرقة و هي تنظر إليه قائلة بحب
= نعم اقبل ..واوافق بشده .
ثم التفت الكاهن إلي آدم ليردد نفس الشيء هل يقبل بالزواج من لارا؟ بينما هز آدم رأسه بايجاب موكداً و هو يقول بصوت منخفض
= نعم أقبل .
اتسعت عينا اليزابيث وعلامات التساؤل والصدمة تكتسي ملامحها.. بدأت مقلتاها تحمران تدريجيا معلنة عن دموع حبيسة أبى أن تحررها.. ضغطت بأظافرها على علبة الحلوي التي تحملها وكان الفارغ أمامها تحدق بادم بنظرة جمعت شتى المشاعر التي
تخالج صدرها، من خذلان، حزن، صدمة.. إلى قلب محطم...
بينما اقتربت لارا و هي تنظر الي وجه آدم لاول مرة منذ فتره دون حقد أو غضب أو كره بل سعاده و انتصار لتتقدم منه أمام وجهه بالقرب من شفتيه وهي تتسع عينها بسعادة تريد ان تقبله لكنه اشاح وجهه بعيداً عنها، لتعود لارا الي الخلف لتبتعد عنه خطوة و قد تلاشت ابتسامتها وتطلعت إليه بغيظ وإحراج لكنها سريعه ابتسمت بثقه ولم تهتم فهو اصبح لها مهما فعل وحسم الامر .
بدأت الأجواء في الحفله تبدأ بالتهاني والمباركات لتتعالي اصوات الموسيقى باغنيه رومانسية والالعاب النارية تنطلق في الهواء، جذبت لارا يده آدم إلي حلبة الرقص بينما كان هو مشحون بالتوتر والقلق وهو يشعر باليزابيث تقف تراقبهم فبينما لاتزال محطمه القلب ذلك، رافضه أن تصدق ما أملت عليه مسامعها بأن ادم هنا يتزوج غيرها؟ لتقف منتظرا تفسيرا من مالك قلبها، هذا الأخير الذي دفن نظراته بالأسفل يتجنب نظرات اليزابيث المعاتبة التي اعتصرت قلبه هو الآخر..
إلا أن لارا في الطرف الآخر يبدوا غير مهتمة لما يحدث أمامها وحاوطت يدها برقبته آدم وهي تبتسم بسعادة غامرة وتحرك جسدها مقابل جسده،ليكون آدم تارك نفسه لها تحركه كما تشاء لكن لم يبدو مصدوما أو كما لو رأى شبحا أمامه! كأنه كأن يعلم بأنها ستأتي؟ نطقت لارا بعد مدة من الصمت محادثه
=ادم! هل أنت بخير؟
التفت لها بكامل جسده و نظر لها بصمت كأنه تمثال بيديها تحركة كما تشاء، ليجدها تبتسم له بين تلك العينين البارقة لتدفن رأسها في احضانه مرة اخري و هي تحاوط رقبته و تهتف بسعادة
= ما بك حبيبي متخشب هكذا، ام أنك سعيد مثلي بأننا اخيرا قد تزوجنا.. لا اصدق حبيبي فقد حدث وتزوجنا بالفعل رغم كل الصعوبات التي واجهناها؟؟ لقد اصبحت لي وانا لك .
تطلعت اليزابيث فيهم وهو منسجمين باحضان بعض ولم ترمش للحظة لاتزال تحدق بخيبة أمامها لا تصدق ماسمعته وتراه للتو.. أيعقل؟ هل كان يتلاعب بها كل هذه المدة؟ ألهذا كأن متغير معها هذه الأيام؟ أكانت مجرد دمية بين يديه كل هذا الوقت؟ طبق جانبي يستمتع به كيفما أراد؟ أحقا هذا الذي يقف أمامها هو نفس الشخص الذي قضيت معه شهور يتغزل بها في كل فرصة؟ أهذا نفس الشخص الذي تأبى عيناه النوم إن لم يحضنها كل ليلة؟ أهذا نفس الشخص الذي كان مستعد أن يتنازل عن كل شئ لاجلها ؟؟... كيف؟
صمتت محدقة بتلك الزاوية حيث لايزال يحركون اجسادهم على الموسيقى باحضان بعض!! وهي تدمع عينها وتقف منصدما تنتظر تفسيرا أو بالأحرى انتهاء المزحة الثقيلة التي ألقوها عليها.. وتنتظر ان يفوقها احدهم ويقول ان كل ما يحدث امامها كان مجرد مزحه وليس حقيقه.. لكن ذلك لم يحدث؟؟.
حركت قدمها اخيرا لترحل بسرعه من الحفله
واستمرت بالركض بعيدا عن المكان، وعن الأصوات التي تلاحقها.. كصوت آدم الذي يغازلها عند كل فرصة.. كصوت قهقاته.. صوته العميق عند الاستيقاظ من النوم، صوته القالق عندما يخبرها بأن يجب ان تهتم بصحتها وتتناول وجبة ما، وصوته المتذمر و صوته العاشق، و الجريء عندما يغيظها ويهمس بأذنها بكلمات مخجلة... حتي إلى صوته وهو يقف امام الكاهن عندما سأله هل يوافق على الزواج من لارا؟ وهو أجاب (بنعم أقبل)!! وهذا الذي شکل صفعة قوية أفاقتها ، من بحر تخيلاتها.. أجل هذا بالضبط ماكانت عليه علاقتهما مجرد تخيلات و أوهام كاذبة، وعود مزيفة، وقلب محطم.
لم تستطع اليزابيث المواصله بالركض من التعب ومجهود جسدها.. إلا أن قدمها لم تتوقف عن الركض حتى كادت تصل لمنزله الذي يبعد مسافة غير قصيرة عن الحفله لكن إلي هنا توقفت تلهث بتعب فلم تستطيع ان تعود لهذا المنزل مره ثانيه بعد ان حدث ما حدث؟؟
ضببت الدموع التي لاتزال مستمرة بالتساقط لتتعالى شهقاتها في ذلك الشارع وهي منكسرة كا شخص فقد ثقته بأكثر شخص وثق به! بأول شخص يسلمه قلبه، شخص لقنها درسا قاسيا وعلمها أن لاتثق بأي مخلوق مرة أخرى؟؟ شخص رفعها بفترة قصيرة إلى السحاب ليعود ويلقيها إلى أسفل الأرض مسببا بتحطيم عظامها.. وما أهون حطام العظام أمام حطام القلب!
وفجاه امتدت تلك اليد من الخلف لتسحبها بقوة من معصمها وتتوجه بها نحوه.. أخذت اليزابيث تمسح بطرف قميصها على عيناها ليوضح الرؤية أمامها.. وما أن إكتملت الصورة حتى عضت على فكها بقوة لتحاول تحرير يدها من قبضته دون جدوى فقوتها ضعيفة مقارنة بضخم جسد آدم، ليقول هو بخوف
= اليزابيث أنا أعلم أنكٍ على الأرجح غاضبة مني الآن ولا تريدي رؤيه وجهي حتي.. لكن ارجوك اسمعيني أولا ؟؟.
تحدثت اليزابيث بسخرية لتقترب منه وتلقي كلماتها بوجهه دافعه واحده
= غاضبة!! هههه حقا أتظنني غاضبة منك.. لا لست غاضبة منك بلا خائب الأمل ربما! أو أصبحت منفطره القلب و حزينة، وربما أؤنب نفسي على الإنجراف ورائك، وربما أكرهك، لكنني أؤكد لك يا سيد آدم أنني لست غاضبه منك.. بل انا غاضبه من نفسي لانني وثقت بشخص مثلك ..حقا لما فعلت ذلك بي؟؟
رفع آدم حاجباه متألم من إعترافات اليزابيث.. أحقا كان السبب فكل هذا الألم لحبيبته! أحقا كرهته لهذة الدرجه!! أحقا تؤنب نفسها على ماحدث بينهما سابقا وتندم؟ لكنه لم يرد عليها وفضل الصمت .
قوست شفتاها بحزن تام وعيناها أصبحت ضبابية من دموعها التي بدأت تنهمر من جديد وهي تقول
= تعلم اني لا احب اعادة سؤالي؟ لما كذبت علي و وعدتني بشيء لم تستطيع فعله.. وبسهوله تركتني هكذا وذهبت الي غيري
اخفض آدم رأسه شاعراً بالخجل و العجز لا يعلم بما يجيبها فهو نفسه لا يعلم كيف فعل ذلك بها، ارتجفت شفتيها في قهر و هى تهمس بصوت ممتلئ بالألم و الحسرة
= لماذا لا تبدأ العلاقات من النهايه نفترق اولا ثم نلتقي للابد ..اشعر انني لا اعرف من تكون قط.. وهذا يؤلمني
أغمض عينيه بقوه وغضب من نفسه وهو يهمس بصوت بطيئ
= ملاكي البريء الجميل .. اليزابيث حبيبتي لا تفعليها وانا ساشرح لكٍ الوضع ..انتٍ تحبيني اليس كذلك؟ فقط اعطيني بعض الوقت .
لكن صوت بكائها كان يزداد وبعدها قبضت على قمیصه بشده لتصرخ عاليا...ودقات قلبها تعالت ليخرج صوتها ببحة بكاء لتجعله اوجع صوت على الأطلاق
= نعم لقد أحببتك ،وكنت حمقاء بما فيه الكفاية لأ اصدق كيف تحرجني في المقابل هكذا.. انا أحببتك وكأنك أخر رجل أحبة فأوجعتني وكأنني أكبر أعدائك
ظل آدم مخفض الرأس و هو لا يجروء علي رفع رأسه و مواجهتها بينما الالم يمزق قلبه وهمست بصوت مختنق وهي تتحدث بيأس من صمته
- من السهل الرحيل ، أليس كذلك ؟
رفع عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه ليشعر بقبضة حادة تعتصر قلبه قائلا بسرعة بلهفه
= لا ليس كذلك .. ارجوكٍ لا ترحلي .
تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة و هى تقول بصوت منخفض ملئ بالحسرة
= وهل تركت لي أي فرصة سيد آدم ... انت لم تمنح نفسك و لم تمنحني فرصة و اخلفت بوعدك لي ، كان الجميع محق حين قالوا لي بانك ستتركني وتذهب إلي غيري لكني لم اصدقهم مع الأسف في البداية .
ابتسمت بغصة واستدارت مواجه ظهرها له.. رمشت بإستسلام لتتسارع الدموع بالهطول من مقلتيها دون إنقطاع.. تعض على شفتها السفلية مانعة شهقة قوية من عبور حلقها.. مررت أكمام قميصها على وجنتها لتمسح دموعها المتهاطلة بقسوة.. قبل أن تسرع بخطواتها إلى الطريق تاركا إياه خلفها .
ليبقى هو متصنما مكانه وعينيه تنظر إلى اللاشيء ، بينما قبضة يده كانت تشتد في محاولة منه ان لا يغضب ، كيف يغضب ، وهل يحق له الغضب !!! ، أنه اسوء عاشق ، لا يوجد أحد في هذا العالم ، يحب ويأذي الحبيب ، ليكون هو الاستثناء في مثل هذه المسألة ويا اللهي ، أي استثناء ، استثناء القذارة ، كل الغضب في هذه الدنيا انحشر بصدره عندما تركته ورحلت ، فإذا كيف متخيل سيكون وضعها عندما تراه تزوج من فتاه آخر ، وسعيد ولا يبالي.. لكنها لا تعلم انها تركت ورائها حطام رجل ، ترکت رجل مجنون بعشقها ، كيف ستكون ردة فعله ؟!! .
تحركت اليزابيث لتسير إلي الجهه الاخرى وهي تتعالى شهقاتها في ذلك الشارع الخالي من أي مخلوق فقط هي ومشاعرها المضطربة، وأحلامها المحطمة وقلبها المنكسر.. في وسط ظلمة الليل الذي حل في طريقها.. فالمسافة التي اجتازها ليست بالسهلة .. فقد رحلت وتركت كل شئ خلفها حتى أنها لم تعد خائفه و تفكر بان من الممكن ان يمسكوا بها رجال شويكار ؟؟ وتعود إليهم مره اخرى؟ و للحظه فكرت بان تمر على منزلها لعلها تجد هانا وتساعدها او بالأصح تواسيها؟؟
وصلت اليزابيث بعد فترة قصيرة إلي منزل شويكار وكانت الصدمه حين رايت المنزل متفحم ومحروق بالكامل؟ لتهز رأسها بوهن وهي تبحث هنا وهناك لتركض الى شخص يقف بجانبه بالطريق لتبتلع ريقها بارتباك وقلق قائله بتردد
= ما الذي حدث بالمنزل من فعل بي ذلك ؟ واين الجميع ؟؟
تطلع فيها الشخص قليلا ثم اجابها باختصار بأن أدريان هو من فعل ذلك ولا يعرف السبب؟ ثم اقترب منها ممسك بذراعها يديرها نحوه و هو يتابع قائلا بجدية
= لم ينجي احد.. الجميع مات حتى السيده شويكار لم تنجو هي الأخري.. اذا كنتٍ تريدي عمل بدل احتراق منزل شويكار فيمكن ان ادبر لكٍ مكان ونتقاسم المال سوا ،ما رايك؟؟
نفضت اليزابيث يده الممسكة بذراعها بعيداً بشراسة وقد اخرجتها كلماته القاسية تلك من قوقعة صدمتها بموت اصدقائها التي تعرفت عليهم في ذلك المنزل.. التفتت اليزابيث لترحل بعيد عنه وتواصل الركض وعندما وصلت إلى نهاية الشارع انهارت فجأة راكعاً علي الارض بجسد منهك و اليأس و الألم يسيطران عليها و لأول مرة بحياتها تنفجر باكية بتلك الطريقة بكاء مرير اهتز لها كامل جسدها هامسة من بين شهقات بكاءها التى كانت تمزق صدرها لتخرج نشيج ممزق من بين شفتيها بينما تنفجر منتحبة على كل ما اصابها و ما اصبحت عليه...
= هانا ماتت وجومانه.. والجميع؟؟ يا الهي ما ذنبهم فكانوا ضحايا مثلي.. لما دائما الضعفاء يصيبهم اشد الالام.. و أيضا آدم لقد تزوج من لارا وتركني ..
لتضرب بيدها فوق صدرها بهسترية بينما رفعت عينيها الي الاعلى وهي تهمس بعجز و تعب بينما الدموع تغرق وجهها الشاحب
= لماذا؟ لماذا دائما لا استحق السعاده لماذا انا بالذات عن الجميع اوعني من كل هذه الالم بمفردي.. اريد ان اعيش حياه سعيده مره واحده فقط.. من فضلك يكفي عذاب فقد تخطيت الكثير من الاوجاع والالام وما زلت لم تشفي حتى الان.. ارجوك يا الله ساعدني والهمني القوه .
نهضت بعد وقت وظلت تسير بخطوات ضعيفه تسمح بها قدميها المرتجفة محاولة الهرب والابتعاد قدر الامكان عن الجميع.. حتي وجدت نفسها أوقفت سياره تاكسي وفتحت الباب لتدخل بالسيارة وتوصدها خلفها، ثم توجه السائق يقود مبتعدا عن تلك القرية وعلى ما يبدو عن جميع منازل المدينة! حتي وصلت بعد فتره طويله اخيرا الى منزل العم أركون ؟؟.
تحركت اليزابيث هي لا تشعر بألم حتى.. فقد عادت لوطنها وغادرت آدم ..لمَ تشعر أن الأمر أمَر مما تخيلت .. أثقل وأصعب مما ظنت و فبمجرد أن وصلت للبيت وقفت عده لحظات مترددة قبل ان تطرق الباب لياتي صوت سافانا من الدخل تسال عن الطارق؟ و همست اليزابيث بصوت يكاد لا تُسمعه خرج منها بينما كل خلية من خلايا جسدها الذي ضعف منذ اختفائها ومن وجعها الطويل .. ولقاء آن أوانه أخيرا !
=انه انا ...!
انتفضت سافانا على صوتها لتسرع تفتح الباب لتجدها أمامها بالفعل ..بينما هي ظلت بحدقتين متسعتين وملامح شاحبة وشفتين ترتعشان كالأطفال دمعت سافانا عيناها بدموع فراق وتمتمت
= يا الهي إليزابيث.. هل أنتٍ مزالتٍ علي قيد الحياة
بينما في نفس الوقت، جاء من الخلف أركون كان عائدا من العمل، الذي ما أن اقترب يمسك البوابة ليغلقها خلفه حتى تسمر مكانه يطالع الواقفة مع ابنته لتنظر له من بين دموعها الجارية التي لم تشعر بهطولها .. تناظره باشتياق وشفتاها ترتعشان.. انتفض كل جسده متسائلا في نفسه هل هذه اليزابيث بنت أخيه حقا ؟ اليزابيث .. الميتة كما قال الجميع إلاه هو، عقد حاجبيه وأنامله ترتعش على البوابة وأنفاسه كتمت في صدره المتضخم تلفه مشاعر كثيرة ..
تسمرت اليزابيث نظراتها على ذلك الرجل الذي أختلط الشيب في رأسه بشعيراته القصيرة السوداء فأصبح شعره رمادي جميلا يليق به هذا الرجل .. الذي يبدو عليه وكأنه كبر في العمر خلال الشهور الماضية سنوات.. والذي أنحنى كتفاه بسبب حزنه عليها !
هتف أركون اخيرا بصوت خفيض مبحوح وكأنه يخشى لو ارتفع صوته ستتلاشى كحلم كل يوم بينما دموعه تنزل ولم يستطع مقاومتها أكثر
= اليزابيث ..!
ومع أول همسته وصلت لأذنيها اللتين تحفظان صوته فردت بنفس همسه وهي تكاد يغشى عليها
= عم أركون ..!
ما أن قالتها حتى إندفعت له وخطواتها تتسابق مع بعضها بحثا عن حضنه لتجد فيه الأمان الذي افتقده بسبب تجاربها السيئه.. لـ تلقي نفسها بين أحضانه.. وهو استقبلها بسرعه ليرفع يديه المرتجفتين يحتضنها بكل قوته التي عادت له فجأة بعودتها وكأنه عادت إليه روحه..و يديه كانت تتحركان عليها وكأنه يتلمس إن كانت حقيقة أم كذب ؟؟
وأخيرا .. أخيرا وصلت له.. عادت لحضنه .. التي إشتاقت له بجنون، لتنفجر تبكي بشهقات ممزقة بينما كامل جسدها يرتجف بقوة بينما أركون يربت علي ظهرها بحنان محاولة تهدئته معتقد انها تبكي اشتياق له.. لكن كان بكائها يزداد بقوة و ضعف علي كل ما حدث وصار لها.. ظلت بين أحضانه وهي تتمسك به وتكاد تخترقه من تشبثها ومن وشهقات بكائها العنيفة .