رواية نصفي الاخر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم شاهندة سمير


 رواية نصفي الاخر الفصل الثاني والعشرون


___اعتراف بالعشق___

قال نضال وهو يضم رهف الى جانبه واضعا يده على كتفها:
_يعنى بجد يارهف تشوهى مش مأثر عليكى ؟

ابتعدت عنه وهى تستدير اليه ليصبح وجهها امام وجهه وهى تضم وجهه بين يديها قائلة فى حنان:
_لازم تكون متأكد انى من أول لحظة شفتك فيها وانا مش شايفة تشوهك ده أساسا.

مال ليطبع قبلة على يدها التى تحيط بوجهه ..ثم مالبث ان تذكر شيئا فقال فى حيرة:
_بس ازاى وانتى اول مرة تشوفينى كان هيغمى عليكى من الصدمة..انا شفت صدمتك دى بعينى.

قالت بخجل:
_انا انصدمت فعلا.

عقد حاجبيه بضيق فمدت يدها الى حيث ملتقى حاجبيه العابسين وملست عليه قائلة فى حنان:
_ياعم فكها كدة انت ما بتصدق..مش عشان تشوهك والله بس عشان شوفتك قدامى..كلك كدة على بعضك.

عقد حاجبيه فى حيرة..فملست على عبسته مرة أخرى قائلة وهى تبتسم:
_مفيش فايدة..طيب هقولك على سر..أول مرة اتقابلنا كانت اول مرة انت تشوفنى فيها بس مش اول مرة اشوفك أنا فيها.

نظر اليها بحيرة قائلا:
_ازاى بقى؟مستحيل تكوني في مكان ومخدش بالي منك أو أشوفك.
 
ابتسمت قائلة:
_لأ فيه، أحلامي.. يعنى انا كنت بشوفك فى أحلامى كتير قبل ما اقابلك..لدرجة انك خلاص بقيت فارس احلامى اللى بقارن بيه اى حد يتقدملى وعشان كدة كنت برفض كل عريس ولما بابا غصبنى اتخطب لمازن مقدرتش احبه لانى كنت بحب فارس احلامى اللى كنت متأكدة انه فى خيالى وبس ومش ممكن يبقى حقيقة لغاية لما شوفتك. 

كان ينظر لها بذهول..ثم قال:
_انتِ قصدك ان الحكاية اللى قولتى لمامتك عليها كانت حقيقية.

أومأت برأسها فى خجل قائلة:
_انا مبعرفش اكدب فكان لازم اقول لماما حاجة من الحقيقة وهى صدقتنى لانى مكدبتش.

 قال فى حنان:
_يعنى انا كنت فارس احلامك يارهف؟

أومأت برأسها فى خجل قائلة:
_وطبعا لما شوفتك انصدمت..بس كنت طايرة من الفرحة لانى لقيتك وطلعت حقيقة قدامى..لغاية ما عرضت عليا عرضك السخيف، ساعتها اتأكدت انى كنت عايشة فى وهم ولازم افوق.

امسك نضال بوجهها بين يديه قائلا:
_أنا آسف يارهف..آسف لأنى.....

وضعت يدها فوق فمه تقول فى عشق:
_متتأسفش..انا دلوقتى فهمت انت عملت كدة ليه.

قبل يدها كعادته معها لتخفض يدها بخجل مستطردة :
_بس اللى انا متأكدة منه ان ماما لا يمكن تتخلى عن باباك وخصوصا بعد ما شفته..هقولك على سر تانى.. ماما عندها فى دولابها سلسلة دهب عبارة عن مصحف بيتفتح ..السلسلة دى كانت مخبياها ..بس بعد وفاة بابا كانت فى مرة مطلعاها وسرحانة قوى فى الصورة اللى جواها ولما دخلت طبعا محستش بيا..بصيت ع الصورة لقيتها صورة شاب شبه والدك ولما سألتها عن صاحب الصورة..اتلبخت وحطتها فى الصندوق بسرعة..وقالتلى انها فى يوم من الايام هتحكيلى..انا متأكدة ان دى صورة باباك..طب لو ماما فعلا اتخلت عنه هتحتفظ بصورته ليه؟

نظر اليها نضال وهو يفكر فى كلامها الذى يبدو منطقيا ..تنهد قائلا:
_عموما بابا فاق ومامتك هتفوق والحقيقة هتبان وأيا كانت الحقيقة فعايزك تكونى واثقة انها مش هتأثر علينا وعلى علاقتنا يا رهف.

وضعت يدها على بطنها قائلة بقلق:
_ولا هتأثر على ابننا يانضال؟

نظر الى يدها التى تضعها على بطنها ثم نظر اليها وهو يقول بدهشة :
_انتِ....

قاطعته قائلة فى خجل:
_حامل يانضال..مع ان لسة بدرى عما اتأكد بس انا عادتى الشهرية اتأخرت ودى مش عوايدى.

ابتسم نضال فى سعادة وهو يضمها اليه قائلا:
_ده احلى خبر سمعته فى حياتى ..انتِ متعرفيش انا فرحان قد ايه؟

تنهدت قائلة:
_فرحان عشان حفيد عيلتى هيبقى لقبه الجبالى يانضال ؟

ابتعد عنها لينظر الى عينيها مباشرة وهو يمسك يدها قائلا بحب:
_فرحان عشان هيكون لى طفل منك انتِ يارهف..طفل هيجمعنا ويقوى الرابط اللى بينا ويأكد الحب اللى فى قلوبنا..مش عشان الكلام الفارغ اللى دخلته فى دماغك بغبائى.. من اول يوم شفتك فيه واعجابى بيكى اتسلل لقلبى ..بقيت بحس بيكى تحت جلدى..بتنفسك..بحلم باليوم اللى المسك فيه وآخدك فى حضنى ..قاومت كتير بس فى النهاية استسلمت.

نظرت اليه بعشق فقبل يدها بنعومة..رن هاتف نضال فقال بتذمر:
_مين الغلس اللى بيتصل دلوقتى.

ابتعدت عنه قائلة بخجل:
_رد ..ممكن تكون حاجة مهمة.

ابتسم ليرد على هاتفه قائلا:
_خير يايزيد؟

قال يزيد باختصار:
_باباك عرف بموضوع نائل وانا مستنيك تحت فى العربية ..ممنوع نرجع من غير ورقة طلاق نيرة.

قال نضال وقد قست عينيه ليعود الوحش الذي تعرفه:
_نازلك حالا.

أغلق الهاتف لتقول رهف بقلق:
_نازل رايح فين يانضال؟

رقت عيناه ليربت على رأسها الذى زينه الحجاب قائلاً بحنان:
_مشوار صغير وراجعلك علطول.

اومأت برأسها فقبلها من جبينها وكاد ان يغادر ليسمع همسها قائلة:
_خلى بالك من نفسك.

التفت اليها ليجد القلق والخوف يملآن عينيها فأسرع اليها يضمها هامسا بأذنيها بتصميم:
_اطمنى مفيش حاجة فى الدنيا هتقف بينى وبينك خلاص.

ضمته اليها قائلة:
_ربنا مايحرمني منك يانضال..لا اله الا الله.

قبلها فى وجنتها هامسا:
_محمد رسول الله.

ثم غادر مسرعا قبل ان يرى دموعها التى أحس بها فى صوتها..تابعته بعينيها ثم نظرت الى السماء قائة فى تضرع:
_يارب احفظهولى...يارب.

*************

قالت نيرة :
_بس انا مش عايزة اسيبك يابابا..انا هبات معاك.

قال رفعت بهدوء:
_انتِ سمعتى الدكتور يابنتى قال هى الليلة دى عشان يطمنوا عليا وهرجع بكرة الفيلا..ورهف ونضال هيباتوا معايا..قومى روحى مع اخوكى ومراته..شكلك تعبانة ومن بكرة هتلاقينى بفطر معاكوا.

قالت نيرة :
_بس يابابا...

قاطعها قائلا:
_مفيش بس.. قومى يابنتى وريحينى.

قال فهد:
_قومى يانيرة تعالى معانا..بابا معاه حق..وجودنا ملوش لازمة..خليه يستريح وبكرة هيكون معانا فى الفيلا.

نهضت نيرة وقبلت رأس أبيها لتذهب مع اخيها وزوجته، قابلوا رهف عند الباب فحيوها وغادروا...دخلت رهف بخطوات مترددة فابتسم رفعت قائلا:
_تعالى يارهف..تعالى يابنتى اقعدى جنبى.

جلست رهف بجواره..امسك يدها قائلا:
_نضال فين؟

قالت:
_راح مع يزيد مشوار ومش هيتأخروا.

نظر رفعت الى ملامحها قائلا:
_بتحبيه يارهف؟

أخفضت عينيها فى خجل وهى تومئ برأسها فقال رفعت:
_وهو كمان بيحبك على فكرة.

نظرت اليه فاستطرد قائلا:
باين قوى عليه.

ابتسمت ...فسألها قائلا:
_بيعاملك كويس ياحبيبتى؟

اومأت برأسها فاستطرد قائلا:
_متخبيش عليا يابنتى..انا عارف ابنى كويس وعارف انه على قد حنيته بس ممكن يكون قاسى قوى.

ربتت على يده قائلة:
_متقلقش ياعمى..نضال فعلا على قد ما يبان شديد وقاسى مبيرحمش بس من جوة مفيش أطيب من قلبه ولا أحن منه..هو بس محتاج ايد تهد الجدار اللى بناه حوالين قلبه عشان محدش يإذيه..وانا بحاول اهده ياعمى وقلبى حاسس انى قدرت اهد جزء كبير منه.

ابتسم رفعت قائلا:
_انا كدة اطمنت.

ابتسمت رهف..ثم قالت فى ارتباك:
_فى الحقيقة ياعمى انا عايزة اسألك على حاجة ومترددة.

ابتسم رفعت قائلا:
_عايزة تسألينى عن اللى حصل زمان.

اومأت براسها فاستطرد قائلا:
_انا نفسى مش فاهم ايه اللى حصل زمان..كنت دايما فاهم ان مامتك اتخلت عنى بس من كلامها ليا فى الغيبوبة لقيتها فاهمة العكس..طب ازاى مش عارف..انا بس مستنيها تفوق ونفهم كل حاجة.

قالت رهف:
_الدكتور بيقول حالتها مستقرة ونقلوها اوضة عادية وانا سبت رقمى مع الممرضة تبلغنى اول ما تفوق..بس انا متأكدة ان ماما مش ممكن تتخلى عنك او تطلع خاينة.

نظرت اليه بتردد قائلة:
_تعرف انها..لسة يعنى..محتفظة بسلسلة فيها صورتك.

نظر اليها بصدمة فاستطردت قائلة:
_تفتكر دى تصرفات واحدة اتخلت عن حبها..وبعدين هى ايه حكاية السلسلة دى ياعمى؟

قال فى حيرة:
_دى سلسلة اديتهالها هدية حطت هى فيها صورتى وقالتلى انها هتحافظ عليها طول ما قلبها بيدق بحبى..انا بجد مبقتش فاهم حاجة.

ربتت رهف على يده قائلة:
_كل شئ هيبان.

قال رفعت :
_بس الموضوع ده فيه سر وأنا.....

رن هاتف رهف لتجيبه على الفور فتخبرها الممرضة بافاقة والدتها..ابتسمت رهف بسعادة  فى حين نهض رفعت قائلا:
_انا جاى معاكى.

قالت رهف بقلق:
_بس...

قاطعها قائلا:
_من غير بس..يلا بينا.

اومأت برأسها فى استسلام وهى تساعده على ارتداء معطفه ليخرجوا متجهين الى غرفة سهام وكل منهم لديه أمل لايدركان أنه واحد.

************

_كفاية كدة حرام عليكوا.

صرخ نائل بتلك الجملة وهو يواجه نضال ويزيد الغاضبين..فقال نضال بغضب:
_حرام ايه..هو انت لسة شوفت حاجة؟مفتكرتش ليه انه حرام وانت بتعذبها وبتضربها كل يوم.

أغمض يزيد عينيه بألم وهو يتخيل هذا الوغد وهو يضربها..نيرة_هذه العصفورة الرقيقة_استطرد نضال وهو يقترب من نائل بنبرة ارسلت الرعب فى أوصاله:
_انا هخليك تندم على كل يوم وكل لحظة فكرت فيها بس تمد ايدك عليها ياجبان.

ثم اشار الى احد رجاله الذى يمسك بالمطرقة فى يديه لينزل بها على الاصبع الاخير من يد نائل اليسرى ليصرخ نائل فى الم وهو يقول ببكاء:
_ابوس ايدك يانضال ارحمنى انا خلاص مبقتش قادر استحمل.

اقترب يزيد بغضب قائلا:
_وانت مرحمتهاش ليه؟ وردة مفتحة كسرتها ودبلتها..ورحمة امى لأقتلك.

امسكه نضال يمنعه قائلا:
_اهدى يايزيد.

قال يزيد بثورة:
_أهدى ازاى؟انا كل ما اشوفه وافتكر كان بيعمل فيها ايه ابقى عايز اقطعه بايديا حتت.

قال نائل بحدة:
_عشان بتحبها صح؟

قال نضال بغضب:
_مسمعش صوتك..انت فاهم؟

سكت نائل بخوف..فى حين قال يزيد:
_أيوة بحبها..بحبها من زمان قوى وغلطتى انى سيبتها لحيوان زيك.

لم يستطع نائل التحكم بغضبه ليقول بحدة :
_الحيوان هو اللى يبص لحاجة غيره؟

قال نضال بغضب:
_الظاهر انك مبتسمعش الكلام.

ثم اشار الى الرجل الذى يحمل المطرقة لينزل بها على اصبع يده اليمنى فصرخ نائل قائلا:
_خلاص أبوس ايديكم ..اللى انتوا عايزنى أعمله هعمله بس ارحمونى وخرجونى من هنا.

اقترب منه نضال قائلا بصرامة:
_المأذون برة ..هيدخلولك ورقة الطلاق تمضيها بايدك السليمة..وتمضى على ورقة تانية هتتنازل فيها عن نص ثروتك لنيرة ..تعويض بسيط ليها عن اللى شافته معاك.

قال نائل بانهيار:
_ما أنا هطلقها لازمته ايه التنازل؟

أشار نضال للرجل فنزل على إصبع يده الثانى ليصرخ نائل قال نضال بصوت كالفحيح:
_رجليك اتفرمت وايديك كمان مبقاش غير الصوابع اللى هتمضى بيها..ولو فرمتهم هما كمان مش هيبقى ليك لازمة عندى وساعتها هدفنك حى، وهتبقى نيرة أرملة مش مطلقة وبدل ما هتاخد نص ثروتك هتاخد ثروتك كلها..تصدق ان الفكرة بدأت تحلالى أكتر..ها ايه رأيك؟

قال يزيد بغضب:
_ودى فيها كلام يانضال ..ندفنه طبعا.

صرخ نائل قائلا:
_أبوس ايديكم متموتونيش..همضى همضى بس سيبونى..أنا عايز أعيش.

نظر اليه نضال باشمئزاز ثم قال ليزيد:
 _هات الورق يايزيد.. بسرعة..مبقتش طايق اشوف وشه.

خرج يزيد من الغرفة ليعود ومعه الاوراق ليمضيها نائل ..نظر نضال الى الورق ثم قال لرجاله:
_خدوه وارموه فى أى مصيبة.

اخذوه وغادروا فى حين التفت يزيد لنضال بغضب قائلا:
_مسبتنيش أموته ليه يانضال؟

قال نضال ليزيد:
_ميستاهلش توسخ ايديك بدمه.

ثم نظر نضال ليزيد قائلا بنصف عين:
_بقى بتحب اختى يايزيد؟

قال يزيد دون مواربة:
_آه بحبها يانضال..أنا سكت زمان عشان مخسرش العيلة اللى بعتبرها عيلتى التانية، بس دلوقتى انا مش مستعد أخسرها هى أو اعيش العذاب اللى عشته وانا بشوفها مع حد غيرى.

ابتسم نضال وهو يربت على كتفه قائلا:
_كفارة ياراجل.. ده انا مستنى الاعتراف ده من زمان.

نظر يزيد اليه فى دهشة..فقال نضال:
_مشاعركم باينة قوى عليكم يايزيد ولولا سكوتكم اللى شككنى انا كنت جوزتكم بنفسى.

ضمه يزيد بسعادة قائلا:
_يعنى انت موافق يانضال؟

ابتسم نضال قائلا:
_طبعا ومعتقدش حد ممكن يعترض إلا...

وصمت ليقول يزيد بقلق:
_إلا مين يانضال؟

قال نضال بخبث:
_الا نيرة نفسها يايزيد..ودى عنيدة قوى.

ابتسم يزيد قائلا:
_متقلقش..أنا قدها.

ابتسم نضال قائلا:
_طب يلا يااخويا ..ورينا الهمة..وودينى المستشفى عايز اشوف بابا.

قال يزيد بخبث:
_بابا برضه؟

وكزه نضال فى كتفه قائلا:
_خليك فى حالك..أحسن ارجع فى كلامى.

أسرع يزيد قائلا:
_لأ وعلى ايه؟ هخلينى فى حالى..ماله حالى؟ زى الفل والله.

ابتسم نضال ليتبع يزيد وكل منهم يفكر بنصفه الآخر.

تعليقات



×