رواية وصمة عار الفصل الثالث و العشرون بقلم خديجة السيد
كانت إليزابيث تجلس على الأريكة في غرفة المعيشة بينما أركون جانبها يحتضنها بقوه وهو حتي الآن لا يصدق أنها هنا أمامه.. وتسكن أحضانه بجسدها الهزيل في فترة غيابها لتدفن وجهها الغارق بدموعها ودموعها تسيل كالشلال..وكان على يمينها لينا زوجه أركون و على شمالها سافانا وكانوا ينظرون إليهما بين الحزن و عدم التصديق.. وهكذا انقضى باقي اليوم في البكاء والدموع وعبارات الاشتياق وعدم التصديق.. بينما ضحك اركون بتحشرج مرددا باشتياق
= اليزابيث حبيبتي ..قد عدتِ اخيرا يا لينا، كنت أعلم أنك بخير وستأتين .. كنت أخبر الجميع بذلك وكنت أراهن على عودتك، ولم اصدق أحد عندما يخبرني بانك قد تكوني فرقتي الحياه.. الحمد لله انكٍ عدتي سالمة .
ابتسمت ابنته سافانا براحه بينما هتفت لينا بفضول شديد
=لكن أين كنتي هذه المده؟ عمك ظل يبحث عنك هو و الشرطه هنا وهناك ولم يجدوكٍ؟ لماذا تأخرتي في العود وأين كنتي.. وكيف عدتٍ بعد وقت طويل.. لمَا لم تتواصلي معنا لنطمئن طالما انكٍ بخير .
تسارعت ضربات قلب اليزابيث وهي تتذكر كل ما حدث لها من بداية نيكولا حتي خيانه آدم و زوجه بغيرها.. و كيف عادت ولماذا تأخرت كل هذا .. وهل تستطيع النسيان أصلا ؟! انتبه أركون لها وهو يلاحظ الألم الذي عصف بوجهها وانتفاضتها فقال بقلق
= اليزابيث .. هل أنتِ بخير ؟
مسحت علي عينيها دموعها تجبر نفسها على الهدوء واغتصبت ابتسامة كاذبة وقالت
= أنا بخير .. أنا فقط متعبة جدا
ابتسم لها دون كلام يقبل رأسها بهدوء رغم أنه شعر بكذبها عليه لكنه لم يضغط عليها ، ثم أبتسم فقال بتفهم
= لا داعي للتحدث في شيء الآن .. المهم أنها بخير ومعنا فيما بعد تخبرنا بكل شيء حدث .. أليس كذلك يا حبيبتي.
تحشرجت أنفاس إليزابيث لكنها استطاعت القول بخفوت
= حسنا سنتحدث لاحقا في كل شيء !
بعدها أمر أركون زوجته وابنته بحزم أن يعدون الطعام لها فلا يوجد نام الا بعد أن تتناول معهما الغداء مثل سابق.. ونهضت لينا وابنتها تعد أصناف من الطعام شهية ولذيذه وسافانا كانت تساعدها بحماس وسعادة.. حتى وضعت الطعام فوق الطاوله و أكلت اليزابيث قليلا بصعوبه والجميع كان يشارك الطعام معها اخيرا بنفس مفتوحه .
ثم حمحمت اليزابيث ببطئ وهي تقول بصوت منخفض
= لقد شبعت شكرا على الطعام.. أعتقد أني بحاجة للراحة والنوم حقا الأن.. بالاذن من الجميع .
نهضت حتي تصعد لغرفتها تغير ملابسها وترتاح، لتجد عمها نهض مقبلا رأسها وقال بحب
= تصبحين على خير يا روحي عمك .. أهلا بعودتك للبيت بيننا مجددا حبيبتي
أومأت له دون كلام تغالب دموع سخيفة تهاجمها فاندست بين أحضان عمها.. ثم ابتسمت مجيبة إياه بحب وامتنان فإنصرفت تاركة إياه وصعدت متجاهلا نظرات عائلتها السعيده بعودتها.. لتدخل غرفتها القديمه لتستحم وتغير ملابسها لأخرى مريحة من خزانتها التي لم يتغير فيها شيء.. لكنها لم تستطع النوم والراحة.. وهي وحدها تصارع أطياف ذكرياتها التي بدأت رحلتها معها منذ الآن؟؟.
لكنها ضغطت على نفسها ودخلت إلي المرحاض تستحم وبعدها خرجت مدده على سريرها ثم قامت برفع الغطاء على جسدها تدثرها جيدا فأغمضت اليزابيث عينيها.. لترتعد بذكريات آدم وهو يفعل ذلك ..فقد كان بكل تصرف له يحفر اسمه أكثر في قلبها فكيف تنساه بسهولة !! فقد إعتادت كل ليلة قبل أن تنام، أن يطمئنها آدم بأحضانة وينفي خوفها من الحاضر.. لكنه كان هو ذاته الخوف الذي كانت ترتعد منه .
و أخيرا بكت .. بكت بين وسائدها متسائلة لماذا مكتوب عليها دائما أن يصاب قلبها بالهم والألم .. بكت كثيرا.. ولكن هذه المرة وحدها ليس بين ذراعيه !
❈-❈-❈
مرت ساعات الليل بسرعة وها هو آدم بداخل منزله يسير بخطوات متعثرة بأنفاسه المضطربه.. منتظر على إحر من الجمر عوده اليزابيث إليه في اي لحظه؟ فهي منذ أن تركته وذهبت.. كان معتقد بانها سوف تسير في البلاد قليلا حتى عندما تشعر بالتعب ستعود الى مكانها هنا ؟ فهي ليس لها مكان اخر ! لكنه تفاجئ بان عقارب الساعه تسير حتى جاء الليل وهي لم تعود حتى الان .
انتفض من مكانه بعنف وبدأ يدور حول نفسه بصدر يلهث لعنف انفعالاته وكأنه يريد قتل أحدهم الآن؟ وهو يتذكر إندفاعه ذلك اليوم في الصباح .. يلوم نفسه بشده إنه فعل ذلك وتزوج بغيرها أمام عينها.. لكن لم يكن يحدث ذلك بموافقته بالتاكيد بل تعرض الى خطه دنيئه محكمه.. من شياطين الانس! ليضع في أصعب مقارنه بين موت حبيبته؟ او الزواج بغيرها امام عينيها.. ومع الاسف حدث الاختيار الثاني !.
بينما كان لا يدري أن بجانب الباب كان يقف انطون يستند بيده علي الباب.. وعندما التفت وجده واقفاً أمامه ليعقد آدم حاجبيه بشدة وملامحه مظلمة وخطوط وجهه تشتد .. كمن يعاني الألم..لم يجفل لرؤيته بل ظل يبادله النظرات يشعر بأن ألمه ظاهر جدا وروحه عارية أمامه لكنه لم يحاول حتى سترها.. ثم تحرك آدم إليه بخشونة وقال بصوت أجش كاتما لإنفعالاته
= لقد تركت إليزابيث أو بطريقه أوضح هي من تركتني! بعدما جرحتها بقسوه وتزوجت شقيقتك كمان كنت تريد؟ ونفذت كل ما تريد رغم عني! فلما انت هنا الان؟
نظر انطون له بحدة لكنه حاول تمالك أعصابه جعله يتقبض فاقترب منه مبتسماً ابتسامه زائفة وهو يردد بخشونة
= جئت اليك حتى تعود معي الى زوجتك؟ ولا تنسي بأنها اصبحت زوجتك الان! اسمعني ادم انا اتفاهم حالتك وما تشعر بي الان؟ ما رأيك أن تأتي معي .. أجل تعالى معي فزوجتك تنتظرك .. ستحبها صدقني كثيرا مع الوقت، انا بحياتي لم ارى شخص يحبك مثل اختي.. تعالى معي آدم .. وانا اضمن لك بانك ستنسى هذه العاهره للأبد ..واذا كنت لا تريد العيش هناك طول الوقت.. يمكنك أن تأتي في زيارات إذا .. ها .. ما رأيك ؟؟
ظل آدم ينظر له للحظات ثم أجفله وهو يقترب منه بخطوات غاضبة رافع يده عاليا على وجهه بملامح وحشية ولكمه بقسوة جعل الاخر يتألم وهو يمسك فكه بصدمه، ثم يده تتشبث بملابسه يجذبة وهو يقول بعدم تصديق و حقارة
= انا بحياتي لم ارى عاهر مثلك انت واختك الحقيره، إلى أين آتي يا وغد .. ماذا تقول .. أنا لا أستطيع أن أعيش مع اختك اللعينة ومع أحد غير اليزابيث
جز انطون على أسنانه بغضب وهو يبعده عنه بانفعال شديد يدرك أن فعل ما يريد بالفعل، لكن مزال هو متشبث بحبة بعناد فقال بحزم
= هييي ما بك؟ اليزابيث.. اليزابيث أليس يوجد فتاه سواها في هذا العالم.. لما هي بالذات متمسك بها لهذه الدرجه! ما الذي فعلته لك لم تفعله لارا ؟؟.
كأن آدم صدره يعلو ويهبط بسرعة أكبر وكأنه في سباق يلهث لكنه تمالك نفسه وهو يرد بتحشرج و يقول بإختناق
=لم تفهم مهما شرحت لك! هولاء من مثلكم ليس يمتلكون عاطفه تجاه الاخرين؟.. و اسمعني انت لا أريد أن أتواصل مع شقيقتك ولا أخوض معها في هذه العلاقه، فهذا سيكون تضييعا لعمرينا أكثر .. أنا قلبي ليس ملكي ولم استطيع أعيش في مكان واحد معها ..
هز انطون رأسه بعنف نافياً قائلا بكلمات تتقافز من فمه بغضب مكتوم
= يكفي تراهات وأحلام وردية انت الآن رجل متزوج من اختك لارا ويجب أن تكون معها.. و لن تلتقي مجددا بـ اليزابيث ..و لن تري وجههي مرة أخرى .
صمت فجأة بل تجمدت كل خلاياه وهو يلهث ناظرا له بوجه ممتقع ثم ابتعد آدم بعنف هامسا بآلم قلبه
= اذهب .. اذهب الآن أرجوك، فكلما ما نظرت الى وجهك اتذكر فعلتي الشنيعه مع إليزابيث.. ارحل أرجووووك لا اتحمل رؤيتك .
ظل انطون عيناه تتحركان على وجهه بغيظ وضيق، ثم التفت إلى الخارج و ركب سيارته منطلقا عائدا لبيته عندما يأس من أن يعود معه.. بينما الاخر تحرك بخطوات متثاقلة وصعد للأعلى بعد أن أغلق الباب خلفه ..
ليدخل آدم لغرفته وأغلق الباب ورائه.. توقف للحظات يستدير ناظرا للغرفة.. فرغم أيامها القليلة فيها إلا إنه شعر بروحها تسكنها.. مسح الغرفة بعينيه بنظرات واهنة.. بينما كان يلوم نفسه بأن لم يستمتع معها اكثر من ذلك واستغل جميع الليالي في صنع ذكريات أكثر يعيش عليها ...
ثم مددا يده ببطيء يخرج ملابسها من خزانتها.. ينظر هنا وهناك ويتذكر.. ذلك الفستان الذي اشتراه لها.. وذلك الجاكت الذي ألبسها إياها قبل أيام قليلة؟ وتلك السترة التي كانت تحب ترتديها دائما؟ ثم أخذ أحد الفساتين يقربها من أنفه يشم عطرها فيها.. أبعدها بعد ذلك ليسير بها وهو يحملها بيده بعناية ثم تقدم من سريره الذي كانت تتشارك معه فيه خلال الشهور الماضية.. ومد يده يتحسس ما كانت هنا بالأمس ويشتمه رائحتها لا تزال هنا؟ يشمها بقلبه قبل أنفه.. أغمض عينيه وهو ياخد الفستان الخاص بها بأحضانه ليقول بهمس موجع بينما ممددا على السرير
= أرجوكم.. حافظوا على رائحتكم.. للأبد.. لا أعلم متي ستعود؟ آه اشتقت لكٍ اليزابيث .. منذ هذه اللحظة .
وخلال ثواني اختنق صوته لأول مرة بحياته ينفجر باكياً بكاء مرير اهتز له كامل جسده من شهقات بكاءه التى كانت تمزق صدره.. شاعراً بألم فاق ألمه السابق بكثير.. بكاء مشتاقا لها ولم تمضي أيام على فراقها حتى .. كأن مشتاقا لها بجنون حقا .
❈-❈-❈
جلست اليزابيث محتضنة ركبتيها على الأريكة المنزوية في أخر الغرفة تحت النافذة الزجاجية الكبيرة ،عينيها تنظران إلى الفراغ ، وكأن الحياة قد غادرت جسدها ولم يعد هناك روحاً فيها ، إذ أنها تبلدت مشاعرها ، فقط تنظر أمامها .. فالهدوء و الابتسامات الجميلة على وجوه البعض قد تخفي وراءها بركان من الهموم يهز الأعماق ولكن ببساطة يؤثر الكتمان على البوح لانها لاتريد تسول شفقة الآخرين وعطفهم .
لترفع يدها لتحط بها على الشباك الموجود بالغرفه وهي تنظر من خلاله لوطنها.. الذي شهد أخيراً بعد أشهر من الفراق علي عودتها.. لكن لم تشهد هذه المدينة علي المها، اعتدلت في جلستها تستند على ظهرها وهي تغمض عينيها المتورمتين بشدة ..لقد ظلت تبكي لوقت طويل.. لا تعرف اكانت هذه الدموع لأجل فراق العشق؟ أم أكانت دموع الندم على العشق نفسه؟ فلم يكُن وداعاً لائقاً بحكايتهم ، لكنه حدث .!
= اليزابيث .!
انتبهت لنداء عمها أركون فالتفتت له مبتسمة بصعوبة ليبادلها الابتسامه وهو يقترب قائلا بتعجب
= حبيبتي ..هل أنتٍ بخير .. لما تظلي تجلسي بمفردك هنا طول الوقت .
تنهدت وهي تعاود النظر من الشرفة تقول بشرود
=لا أعلم .. أنا بخير لا تقلق لكني لا أريد ترك الغرفه واشعر بالراحه عند الجلوس بمفردي
عقد أركون حاجبيه بقلق وهو يقترب منها ليجلس بجوارها مرددا باهتمام
= حبيبتي ..منذ الأمس وأنتٍ شارده ما بكٍ.. اخبريني أرجوكٍ ما الذي حدث في فتره غيابك عننا.. قلتٍ لاحقا سوف تتحدثي بكل شئ، ولم اريد ان اضغط عليكٍ لذلك تركتك تفعلي ما تريدي.. لكن اشعر بان هناك امر مريب تخفي عني؟
التفتت اليزابيث له وهي تضغط على شفتيها بألم ثم قالت وهي تبكي وتبتسم في آن واحد
= هل تعرف جهنم يا عمي، انا تمام كنت في قعرها
تطلع أركون فيها بعدم فهم وصدمه لكن أسرع يجذبها بين أحضانه يربت علي كتفها بحنان.. بينما شهقت تسحب الهواء بعنف شاعرة بالاختناق لتحاول ايقاف سيول الدمع الفائضة من بين جفنيها المنتفخين متحدثة وهي ترفع يدها لقلبها ثم أردفت بنبره يصعب عليه فهمها
= أشعر بي قلبي منفعل .. يتحرك بعنف صاخب .. طوال الليل أحلم أحلام متشابكة لا أذكرها .. ولكن أشعر بغصه مؤلمه .. لا أعرف حقا اي الم بدات اشعر به الان؟ فأنا تقريباً عشت جميع الالام في حياتي .
رفع أركون عينه إلي يدها لمكان قلبها فارتفع حاجباه وهو يشعر بنبضاتها متسارعة بالفعل فقال بخوف
= اليزابيث حبيبتي تحدثي..ما الذي حدث معكٍ بالضبط .. اخبريني أرجوكٍ
ابتسمت اليزابيث بين دموعها مدركا حالة عمها القلقة و زفر أركون وهو ينظر لها بحيرة ثم قال بقلق
= تكلمي يا حبيبتي ما الذي اوجعك لهذا الحد ؟ قولي لي حتى اخفف اوجاعك.. وانتقم من الذى اذاكٍ
همست بصوت لا يكاد يسمع من بين دوامة دموعها تعبر بقولها
= ساتحدث يا عمي.. ساتحدث صدقني لكن ليس الان؟ لاني لا اريد ان افسد فرحتك بعودتي ..لكن أنا الآن بأفضل حال .. ربما تأثير أحلامي لا تهتم .
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع.. كانت لارا تجلس أعلي المقعد أمام التسريحه تمشط شعرها أمام المرآة بعينين ذابلتين منتفختين من بكائها .. وصداع عنيف يسكن رأسها كانت تمشطه بعنف ولا تشعر بألم حتى.. فكل ما تفكر في أن آدم حتى بعد ان تزوجها ،تركها بفستان الزفاف و رحل للبحث عن تلك العاهره ..
لمَ تشعر أن الأمر سيصل إلى ذلك؟ أكثر مما تخيلت .. أثقل وأصعب مما ظنت..فقد ظنت بأنه عندما يتزوجها وحتى اذا كان رغم عنة وبالاكراه فسوف يظل بجانبها ويستسلم للواقع.. لكن منذ ما حدث وتزوجها قبل اسبوع ولم تراه .. فبمجرد أن وصلت اليزابيث للزفاف تركها وغادر خلفها.. وهي التزمت بمكانها والصمت معا.. بينما كانت تأمل بانه يعود في اي لحظه لكن لم يعد؟
هاجمها فجأة بأن من الممكن يعود الي إليزابيث وينفصل عنها حتى بعد ان تزوجها هي ؟؟. لتبتسم بمرارة من حبها اللعين إلي آدم و دُمجت مع خليط دموعها التي تتجمع بطبقات متثاقلة تهبط بصمت وحزن.. مظهرها كان يجلب الغم والحزن أكثر وهو بالخارج يلقي بحفنة التراب الأخيرة على قبر حبها .
أغمضت عينيها بقوه وبدأت دموعها تتساقط بألم وخيبة فقد تعبت حقا من ذلك العذاب.. تركت فرشاة الشعر من يدها وتحركت بخطوات ميتة للسرير تتمدد عليه وتغطي نفسها بعد أن أغلقت إضاءة الغرفة لتسبح في الظلام وعيناها شاخصتان للنافذة تنظر إلى الليل المظلم والمطر الغزير خارجا .. تتساءل متى سيأتي الغد ..ريما أن يأتي آدم معه ! وان لم ياتي تنتظر المساء.. حتى ياتي الصباح محمل بامل جديد .
❈-❈-❈
في اليوم التالي، بعد مرور عشر أيام في منزل العم أركون تململت اليزابيث في الفراش وهي تشعر بجسدها مرتاح أكثر بعد أن نامت ساعات طويلة لتهدئ قليلا كل خلايا جسدها المرهق.. لتفتح عينيها ترمش عدة مرات مستقبلة النور من النافذة رغم وجود الستائر الثقيلة الخاصة بالشتاء لكنها لا تحجب نور الشمس كاملا ..نهضت اليزابيث بجذعها جالسة على فراشها متسائلة نفسها هل نامت كل هذا الوقت !! ثم تنهدت بعمق شديد متأوهة وهي تشعر بأن رأسها ينبض بألم الصداع فرفعت يدها تدلك صدغها وجانب رأسها.. فبالطبع سيؤلمها رأسها فلم تمر الليالي سوى بوصلة بكاء لم تستطع مقاومتها بينما قلبها يئن عن حالها ..! وما أقساه من هذا الشعور ! البكاء والحزن علي النفس نفسها .
لتشرد لحظات تفكر في آدم وما حاله الان؟ لكنها سريعا نهرت نفسها فهو تعامل معها بمنتهى الظلم دون التفكير فيها، فيجب أن تمضي في حياتها من دونه ولكن .. هل ستستطيع ؟! هزت رأسها بيأس وهي تضم ركبتيها لصدرها تستند عليها بذقنها بينما تلف ذراعيها حولها وهبطت دمعة دون أن تشعر بها بينما تتذكر كل ما مرت به معه من حنين ومرارة؟؟. ومسحت خدها بسرعه ما إن سمعت طرقات خفيفة على الباب جعلتها تنتبه نافضة عنها الذكريات ثم تنحنحت سامحة للطارق بالدخول.. لتدلف سافانا بابتسامه عريضه قائلة
= صباح الخير يا اليزابيث .. على الرغم من أنه ليس صباحا أبدا وقد تجاوزت الساعة الواحدة ظهرا
ابتسمت اليزابيث ابتسامة واسعة وهي تقول باشتياق لهذه الأيام الماضية
= وأنا أتساءل نفسي لماذا لم يزعجني أحد ويأتى يوقظني .. مثل ما كنتي تفعلي من قبل
اقتربت سافانا تجلس بجوار اليزابيث ماطة شفتيها بإمتعاض وقالت متمتمة بحشرجة
= حمد لله على سلامتك إليزابيث، تعلمي أننا كنا جميعًا في حالة حزن شديد عليكٍ حتى والدتي كانت تبكي بقلق عليكٍ ،و لا نعرف ما الذي حل بكٍ، و كان والدي يبحث عنك طوال الوقت ، هو والشرطة في كل مكان..وانا ايضا شعرت بالذنب تجاهك لاني انا الذي شجعتك على العمل وانتٍ ليس لديكٍ أي خبرة سابقة
..وعندما اختفيتي ظننت أنه ربما حدث لكٍ شيء سيء بسبب هذه الوظيفة .. حتى والدي لامني أنني لم أخبره منذ البداية ، ولا حتى أعلم اين كنتي تعملي. لأننا كنا نأمل جميعًا أنه ربما إذا عرفنا عنوان عملك ، فسنعرف أين اختفيتي وماذا حدث لكٍ
نظرت اليزابيث إليها بتأثر ثم أومأت برأسها بثبات بينما تحاول ألا تظهر الغصة المسننة التي تثقل في حلقها وهي تردف بصعوبة
= أنا بخير الآن (سافانا). وهذا ليس خطاك فيما حدث لي، ولم تكوني سبب أفعالي، بل أنا من أصريت و اخترت ذلك الطريق .. فلا تلومي نفسك.
هزت سافانا كتفيها بخفة وقالت بارتياح
= الحمد لله أنكٍ بخير وأنك عدتٍ إلينا من جديد .. ما رأيك أن نخرج ونتجول في الشوارع أنا وأنتٍ؟
سحبت اليزابيث نفسا طويلا ثم قالت بخفوت وهي تهز راسها برفض متماسكة
= شكراً سافانا.. لكني أشعر أنني لا أريد أن أفعل ذلك
اقتربت سافانا وهي تقول برجاء مندفع
= من فضلك إليزابيث ، وافقي ساحتاج اليكٍ خلال هذه الفترة حتى تساعديني في شراء مستلزماتي التي ساحتاجها لزواجي القريب .. أوه ، صحيح أنتٍ لا تعرفين أنني خطبت قبل شهر.
اتسعت عينا اليزابيث بدهشة ثم هتفت بسعادة حقيقيه
= هذا صحيح ، مبارك لكٍ.. أنا حقًا سعيدة بهذا الخبر. أتمنى لكٍ السعادة معه حبيبتي
ابتسمت ابتسامه محرجه فتنحنحت تقول بصوت خرج متحشرجا
= شكرا لكٍ اليزابيث انه شخص طيب ويحبني ايضا .. رغم اننا لم نعرف بعضنا منذ فترة طويلة لكني احببته .. وسنتزوج نهاية هذا العام قريبا .. لذا أرجوكٍ وافقي أن تخرجي معي اليوم، أريد أن نستمتع معًا ، وأنتٍ تعلمي أن ليس لدي أصدقاء مقربون
ابتسمت اليزابيث وشعرت بأنها حقا افتقدت ذلك الحب العائلي لذا رددت وهي تومأ بإستسلام
= حسنا سأنزل بعد دقائق .. اذهبي انتٍ انتظريني بالاسفل وانا سوف اغير ثيابي والحق بكٍ
أومأت سافانا برأسها قائلة بسعادة
= حسنا اسرعي إذا
ثم نهضت سافانا وهي تخرج بحماس بينما ظلت اليزابيث مكانها وهي تحتضن ركبتيها بصمت متأثرة دون كلام .
❈-❈-❈
بعد نصف ساعة كانت اليزابيث تنزل من غرفتها للأسفل مرتدية بنطال أسود وكنزة شتوية بلون أخضر داكن سادة برقبة عالية بينما تلف نفسها بشال أسود صوفي إتقاءا للبرد في الخارج.. ثم خرجوا هم الاثنين بعد أن استاذنت سافانا من أمها لينا وهي لم تمانع ..
وظلوا يسيرون بالشوارع والمحلات لساعات طويله حتي اقترحت سافانا عليها بأن يرتاحون داخل مطعم قليلا ويتناولون شيء قبل ان يعودون المنزل ...
أومأت اليزابيث دون كلام وجلسوا، لتختار سافانا وجبة عشاء من قائمة الطعام واختارت وجبة خفيفة وعصيرا وكذلك فعلت اليزابيث.. ثم أردفت سافانا متسائلة بفضول كبير
= اعتذر اليزابيث عن فضولي! لكن اريد ان اعرف ما الذي حدث معكٍ بالضبط واين كنتي كل هذه المده؟ صدقيني انا لا أقصد أن ازعجك لكن اريد الاطمئنان عليكٍ حقا.. والامر حقا غريب ومريب؟ بأن تختفي كل هذه المده وتعودي فجاه .
رفعت اليزابيث وجهها إلي سافانا مبتسمة ابتسامة باهتة حزينة لم تلحظها وتحدثت منشغلة عن نظرات إبنته عمها المتفحصة
= انا بخير لا تقلقي علية.. قريبا ستعرفون جميعكم ما الذي حدث معي.. رغم ان ما حدث كان اغرب من الخيال
عقدت سافانا حاجبيها بقلق قائله بحذر
= ماذا تقصدي ؟ هل .. هل تعرض لكِ أحد، يا إلهي .. ماذا حدث لكِ يا اليزابيث تكلمي بسرعه
انتبهت اليزابيث لمقصد سافانا ولكن قبل أن تجيب أكملت الأخري وهي تريد أن تطفئ نيران القلق الذي تنهش في صدرها
=أخبريني اليزابيث .. هل تعرض لكِ أي رجل وأنتِ بمفردك هل اذاكي احدهم
نظرت اليزابيث إليها بسخرية مريرة فهذا قليل على ما تعرضت اليه من اذى؟ لتفتح فمها تنوي أن تنفي لكن بسرعة لتهاجمها ذكرى ما حدث لها بمنزل شويكار فأغلقت فمها تشرد للحظة ثم تغمض عينيها ترتعش بنفور .. وهي تبتلع ريقها بصعوبة لتهتف مغيرة الموضوع
= لا لم يحدث شيء كذلك.. لكن لم تخبريني كيف تعرفتي على خطيبك وكيف الامور تسير بينكم
هزت كتفها بخفوت وهي مبتسمه بسعادة بداخلها وهي تأتي للذكرى الأولى للقائها بذلك الرجل فتنحنحت تقول بصوت خجولا
= إنه رجل رائع جدآ يا اليزابيث ونبل وذو أخلاق عالية.. في ذاته ليلة كنت عائده من المستشفى في منتصف الليل وهاجمني فجاه شخص ثمل وهو من أنقذني بنفسه.. وبعدها وجدته دائما يلاحقني و ينتظرني امام المستشفى وأحيانا يوصلني بنفسه بسيارته بحجه أنه خائف عليه.. حتى بعد مرور أسبوعين فقط تفاجات به ينتظرني في منزلي وطلب من والدي أن يتزوجني.. وقال إنه أحبني من أول نظرة
بينما اكملت سافانا وهي تقول مطرقة الرأس بصوت خرج متحشرجا
= كان رجلا .. شجاعا.. يا الهي لا أعرف كيف وقعت في الحب بهذه السرعة .
اتسعتا عينا اليزابيث بدهشة وتعجب أكبر بينما هتفت بقلق دون إرادتها
= الم تشعري بقلق تجاهه.. بان كل شيء يسير بسرعه هكذا؟ كان يجب ان تفكري جيد وتتاكدي من مشاعرك والاهم من ذلك يجب أن يتاكد والدك بانه فعلا رجلاً يستحقك وليس يخدعك ويتلاعب بكٍ.. سافانا انا لا اريد ان اشعرك بالخوف لكن نصيحه مني لا تثقي باحد بهذه السرعه..فكيف حدث في مدة قصيرة هكذا واحببتوا بعضكم البعض
هزت سافانا كتفيها بغيظ ترفع وجهها له قائلة ببعض الضيق الشديد
= اووف إليزابيث ارجوكي لا تتحدثي هكذا امام والدي.. لانه هو ايضا كان متردد في الموافقه على هذه الخطبة.. وبالنسبه إلي حبنا.. فأن الحب يأتي دون استئذان، وأنا أثق به .
زفرت اليزابيث بإستسلام وقالت بصوت متحشرج
= حسنا كما تشائين.. لكن انتبهي إلي نفسك جيدا ولا تعطي ثقتك الزائده بأحدهم حتي لا تندمي لاحقا.
ارتفع حاجباها باستخفاف من خوفها الزائد ثم هزت رأسها ببرود بعدم اهتمام.. قبل أن يقاطعهما النادل وهو يرص الطعام.
بعدها بفترة قصيرة انتهوا من تناول الطعام لتنهض إليزابيث وقبل ان تستدير و تغادر إلي المرحاض لغسل يدها.. تحركت خطوتين تجر قدميها جراً وقد اصبحت الرؤية امامها مشوشة بينما كامل جسدها يرتجف من شدة الالم الذي شعرت بة فجاه.. توقفت خطواتها بمنتصف المطعم وقد بدأت تشعر بالدوار الشديد حاولت المقاومة و استعادة نفسها لكنها فشلت و سقطت مرتمية علي الارض و هى تستسلم اخيراً.. فاقده للوعي بينما رمقتها سافانا بفزع وخوف وهي تصيح باسمها و تستنجد بأحد يساعدها .
بعد مرور نصف ساعة..
كانت اليزابيث مستلقية فوق فراش المشفى بوجه شاحب وهي تبدأ بفتح عينها تستمع الى حديث الطيب بذهن شارد لا تستوعب شئ من حديثه لها عن ما قام به من اجراءات لازمة لاسعافها حول الذي اصابها.. بينما كانت تتطلع اليه بعيونها الغائرة من مظهرها المرهق و لكنها اجبرت نفسها على النطق قائلة بصوت متحشرج خافت لا يكاد يسمع
= آه ما الذي حدث؟ ما الذي اصابني أيها الطبيب...
اجابها الطبيب قائلاً بهدوء
= حمد لله على سلامتك أولا.. ثانياً انتٍ تعرضتٍ إلي حاله اغماء بسبب ارهاقك الزائد.. لكن الحمدلله أن عندما سقطتي لم يحدث نزيف كان من المحتمل ان تفقدى الجنين....
اتسعت عينا اليزابيث بعدم تصديق واهتز جسدها بعنف كما لو صاعقة قد ضربتها فور سماعها كلماته تلك وهمست بصوت مرتجف و هي تظن انها قد اخطأت في سماعها
=جنين...!! لم افهم عن أي جنين تتحدث عنه...؟!!
ارتسمت ابتسامة على وجه الطبيب الذي اقترب منها وهو يخبرها بأمر حملها
=مبارك لكٍ.. انتٍ حامل في الشهر الأول .
انسحبت انفاسها من داخل صدرها فور ما استوعبت حقيقيه الأمر بصدمة بينما يدها هبطت الي بطنها تتحسسها برفق و رهبة و هى تهمس بصوت منخفض مرتجف سعيد
= أنا حامل.. يا الهي سأصبح أم ...؟!
لكن انطفأت سعادتها بسرعه عندما تذكرت ما فعله بها آدم وأنه الآن متزوج من فتاه اخرى ويعيش حياته! و بالتأكيد لا يريد هذا الطفل؟؟. كانت تتمنى لو كانت الامور بينهم لم تصل الى هذا الحد من الالم و الظلم... تتمنى لو كان بجانبها الان يحتضنها و يطمئنها كما اعتاد دائماّ ان يفعل و ان تفرح معه بخبر حملها بطفله الذي كأن يتمناه بفارغ الصبر، و ليس ان تكون في هذة الحالة من الوحدة و الخوف...
اخفضت عينيها المتسعة بالصدمة الى بطنها و هى تهز رأسها بعدم تصديق لكن جفت الدماء بعروقها من القادم.. بينما الدموع تملئ عينيها بحزن شديد ويأس؟ لاتعرف ماذا ستفعل الآن بعد أن علمت بحملها.. وهي بهذه الظروف الصعبة .
ليرحل الطبيب بعد أن أخبرها بحزم بأن تهتم بصحتها وتتناول طعامها جيدا.. وللحظات تجمدت اليزابيث مكانها بخوف وهي تراه سافانا أمامها؟ فلقد نسيت بأنها كانت معها منذ البداية.. لتراها تتطلع فيها بجمود وهي تقف بجانب الباب ومن الواضح أنها قد استمعت إلى كل شيء وعملت بخبر حملها ؟؟.
زفرت سافانا بعصبية قائله بصوت حازم
= تكلمي لا تصمتي اريد حالا اجوبه لكل اسئلتي التي داخل عقلي.. كنتي قبل قليل تعطيني مواعظ لانني ارتبط بشخص لا أعرفة جيد.. وانتٍ الان حامل؟؟. اريد ان اعرف جواب واحد فقط؟ اين كنتي هذه الفتره وما الذي كنتي تفعليه بالفعل!
همست بصوت مختنق لا يكاد يسمع يملئه الخوف و الارتعاب بينما يدها لا تزال تتحسس بطنها مرتبكه
= من فضلك لا تنظري إلي بهذه النظرات وتشكو بي .. هذا الشعور يقتلني حقا .. الأمر ليس كما تعتقدي.. آآ انا متزوجة سافانا وخلال الفترة التي اختفيت فيها تعرفت على شخص أنقذني وتزوجته بعد ذلك؟ لكن هو الآن تركني وذهب إلى فتاه آخري !!.
إتسعت حدقتـاها بصدمه بأنها تزوجت..! لتتحدث بضيق وهي تتقدم نحوها خطوة قائلة بجدية
= لا أفهم شيئاً ..ومن من أنقذك؟ ومتى تركك؟ إليزابيث من الواضح أن الأمر صعب للغاية ، وأنتٍ تخفي الكثير من الأسرار المخيفة ، ولا تريدي ان تتحدثي.. ولكن إذا لم تفعلي شيئًا سيئًا فعليكٍ أن تخبري والدي حتى يتمكن من مساعدتك .. ولا تنسى أنكٍ حامل الآن وعليكٍ إخبار الجميع بما حدث معكٍ بأسرع وقت .
هزت رأسها هامسة بنبرة متحشرجة
= حسنا ساتحدث.. لكن اهمليني بعض الوقت ارجوكٍ فالامر ليس سهل كما تظني.. ومن فضلك لا تخبري احد بخبر حملي .. حسنا .
نظرت إليها لحظات مترددة و بعد اقتناع هزت رأسها قائله بنبرة مطمئنة
= حسنا لم اخبر احد ..لكن يجب ان توعديني بأنك قريباً ستقولي الى والدي عن هذا الأمر .
❈-❈-❈
في منزل أدم ،أسرع ينهض من فوق المقعد عندما استمع الى طرقات باب المنزل متمني داخله ان تكون اليزابيث عادت الية، من جديد لكن عندما فتح الباب اختفت لهفته وحلت مكانها الغضب الشديد وهو يجد لارا امامه، تحركت شفتاه بإرتعاش مخرج الكلمات متحشرج مخنوق
= ماذا تريدي؟ الم يخبرك اخيك انني لا اريد رؤيه وجهك
ابتسمت لارا له ببرود قاتل وهي تردف بابتسامه عريضه
= هل هكذا تستقبل زوجتك يا زوجي العزيز
نظر آدم إليها باشمئزاز وكره فتنساب الأحرف منه
= من ماذا مصنع قلبك لارا؟ احيانا اشعر انك خلقتي دون قلب او مشاعر ولا تشعرين بغيرك ، هل بهذه الطريقه تعتقدي بانني سوف اقع في حبك واغرم بكٍ؟ على العكس تماماً.. لأني كل يوم يزداد غضبي تجاهك وكرهي .. انا لم احب غير اليزابيث حتي أن اصبحتي زوجتي؟ فليس هناك غيرها يستحق حبي؟
صمتت محدقة به بغضب و خيبة أمل وكأن مجرد تأكيد لما ترفض تصديقه حتي الآن منذ أن تركها يوم زفافهما ورحل.. فكان الرفض مثل طعنة لقلبها لتقول بصوت تكاد تشهق باكياً
= هل تريد ان تعلم من ماذا مصنوع قلبي؟ حسنا مصنوع من جفائك سيد آدم.. ومشاعري قد تجردت كلها بسبب كبريائك اللعين وقسوتك معي.. لما لا تريد ان تعطيني فرصه واحده ؟ فرصه واحده فقط حتى اثبت اليك انني استحقك وليس هي ؟ لقد تعبت حقا ومليت من معاملتك وكم ارهقني هذا العشق .
لتكمل حديثها ودموعها تجري أكثر وصوتها يختنق أكثر وأكثر بينما قلبها يئن منكمشا بحزن
= اعرف كيف تراني الان؟ مجرد فتاه طائشه عديمه الكرامه وليس لديها احاسيس ولا مشاعر ولا تشعر بغيرها.. لكنك لا تعرفني حقا ولم تحاول حتى ان تقربني منك وتعطيني فرصه وتراني جيد .. دائما فقط تحكم عليه من الخارج دون ان تعرف ما الذي يحوم داخلي.. آدم يكفي ارجوك وحاول مره واحده في حياتك ان تعاملني بلطف .. انت لا تعلم كيف اعاني من معاملتك ورفضك الدائم لي .
أخذ نفس عميق يسحب الهواء بعنف شاعراً بالاختناق،ليحزمة مشاعرة و الأصعب يكللها الضياع .. وهو يهيم في المنتصف.. فأغمض عينيه هو رافضا كل أقداره اللعينة التي أجبرته علي ترك حبيبته اليزابيث وجرح لارا؟ حتي إذا كان لا يحبها في النهايه لا يريد أن يشعر أحدهم بكسرة القلب.. وعندما وجدت لارا أنه صامت اعتقد انه يفكر في حديثها وربما مع بعض الوقت سيتقبل فكره زواجهم ويستسلم اليها.. بالنهاية.
ثم إبتلعت ريقها بارتباك وتردد وهي تفكر في فكره مجنونه، ان تفعلها محاولة اغراءه فلم يستطع أن يرفضها حينها.. اقتربت لارا منه وأقتربت من وجهه توزع قبلات صغيره علية وسرعان ما تحولت قبلاتها البطيئة لأخرى محمومة وظل بكائها مستمرا وقبلاتها تزداد إشتعالا وهي تردد بهمس
= أنا أحبك آدم .. أحبك وسأظل أحبك بجنون .. يا إلهي أشتاقك واريدك في هذه اللحظة .
سكن آدم فجأة يستوعب قبلاتها على وجهه ثم أبعد وجهه عنها بحده قائلاً بتعثر يحاول الخروج من حالتها تلك
= لارا .. توقفي .. ما الذي تفعلي، هل جننتي؟
لكنها لم تكن لتتوقف وهي تنزل من وجنته التي أبعدها عن مرمى شفتيها لعنقه الأسمر مقبلا إياه قبلات ساخنة وهي لا تزال غارقا معه لا تستوعب أنه الان اصبح زوجها ..ومازال لا يريدها ويرفض قربها.
إتسعت حدقتـاه آدم بذهول مجفلة يقاوم تلك المجنونه ويحاول ابعادها لكنه انتفض بذعر وهو يجد يديها تتحسس صدره الجزء الظاهر من فتحه قميصه بجرأة لم يقابلها منها أبدا ودون وعي منها، ليصرخ بها بعصبية وبسخط
= لارا توقفي الآن .. توقفي قبل ان اصفعك حتى تفوقي من افعالك الواقحه.. يا الهي ماذا حل بكٍ
أتى صوتها متحشرجا وهي تقول بنبره جريئه بينما كانت شفتيها تحاولان الوصول لشفتيه
= كون لي الآن آدم.. كوني لي وأدمغ مفاتني بجسدك مثل ما فعلت مع تلك العاهره؟؟ لما هي فقط من تسمح بقربها منك.. وأنا لا.. لا أستطيع تركك آدم ، وانت الآن زوجي؟ ويحق لك فعل ذلك .
ذهل آدم من فداحة كلماتها الفظيعة ليحاول التملص منها وهذة المره بكل قوة وحسم.. وكأنه من أمامه إلا حيوانا يحاول افتراسه.. ليحاول السيطرة على اشمئزاز وهو يدفعها عنه وما هي إلا لحظات حتى استجمع كل قوة لديه..فتراجع خطوتين للوراء ولم يمهلها فرصه للاستيعاب حتى وهو يرفع يده عاليا لتنزل على وجنتيها بقوة صارخ بعنف
= كفي وقاحه لارا .. بقيت اشعر باشمئزاز دائما منك كلما نظرت الى وجهك .
اجفلت لارا وتجمدت بعدم تصديق وهي ترتعش عضلة في خدها.. ثم رفعت مقلتيها ونظرت له ببطيء غير مستوعبة.. لتجد عيناه تلوح بهما نظرة الوحشية بينما يديه متقبضتان بقوة .. جاعلها ترتعش بقلق .
لكنها ظلت أمامه تنظر له بثبات تزم شفتيها تحافظ بشق الأنفس على إرتجافهما ما بين تأثر وحزن و ندم.. ولا تنكر انها شعرت بالإهانة حقا؟ فدائما هي من تقدم بالاول في هذه العلاقه وتستقبل الرفض بطريقه مهينه .. تطالعت بشجاعة في انتظار لرد فعله ولكن طال الصمت للحظات بينما صدر كل منهما يتحرك بهياج كلة له سبب..
حتى تنهد آدم بيأس وضيق منها، مدركا أن هذه أول مرة تمتد عليها يدة وتصفعها لكنها كانت تستحقها.. و قطع الصمت وهو يقول بنبرة ميتة بهدوء مخيف
= اركبي السياره الآن وارحلي من هنا ولا تعودي .
نظرت لملامحه الجامدة تحاول أن تتبين منها أي ذرة استعطاف أو أي علامة لنواياه لكنها نهرت نفسها بحزم وهي تخبر قلبها بأن يكفي اهانه الي هذا الحد ويجب ان ترحل بالفعل .. فتحركت بتجاه سيارتها بهدوء تصعد ثم سرعان ما تحركت بها مصدرا صوتا عاليا.. متحكمة في غضبها من كبريائه اللعين .
بينما آدم ظل واقفا متخصرا ينظر للبعيد يلجم كل وحوشه التي اهتاجت فجأة وكل مشاعره المتداخلة من حب وألم وحزن و .. غضب ليجز على أسنانه وهو يعود إلي الداخل صافعآ الباب خلفه بعنف ..و يتمتم هامسآ
= أين أنتٍ يا اليزابيث.. احتاج اليكٍ بشده
❈-❈-❈
بعد مرور اسبوع...
كانت اليزابيث نصف نائمة تحاول ان ترتاح بعد موجة الغثيان التى اصابتها للتو، لكنها عندما شعرت باشعه الشمس التي سقطت عليها من النافذه لتعلن عن بدأ يوماً جديد وانة حان الصباح، مما جعلها اعتدلت تتحامل على نفسها و تنهض بتثاقل لتتفاجئ بسافانا ما زالت نائمه على الفراشه الثانيه بجانبها ثم نظرت الى الساعه لتجدها التاسعه صباحاً.. لتتذكر عملها بالمستشفى و حاولت ان تقترب من الفراش حتى تيقظها للذهاب للعمل.. لكن قبل أن تفتح فمها وتنطق إسمها ابتلعت جملتها مطلقة تأوه منخفض عندما شعرت بمعدتها تؤلمها و قد انتابتها مرة اخرى نوبة من الغثيان لتسرع راكضة نحو الحمام تفرغ ما بجوفها وهي تأن بألم...
وفي نفس الوقت كانت استيقظت سافانا على صوتها لتفتح عينيها باستغراب لكنها عندما استمعت صوتها وهي تتالم فهمت على الفور ما يحدث لتنهض لتلحق بها على الفور و القلق و الخوف عليها يعصفان بداخلها...
لتقف سافانا امامه الحمام وهي تري جسد إليزابيث التي كانت منهارة تفرغ ما بجوفها بمقعد المرحاض.. مما جعلها تقترب تربت علي رأسها بحنان مبعداً شعرها للخلف محاولاً التخفيف عنها و قد ألمتها رؤيتها تعانى بهذا الشكل... وعندما انتهت اسندت رأسها بتعب للخلف و هى شبه غائبة عن الوعى و قد كان صدرها يعلو و ينخفض بقوة تكافح لالتقاط انفاسها وعينيها غائرة بشدة تحيطها الهالات السوداء التى تدل على مدى مرضها..
ظلت هكذا حتي شعرت بتنفسها اللاهث ينتظم و يعود الي طبيعته.. لتقترب سافانا و هي تساعدها حتي تنهض متجهة بها نحو الحوض تغسل وجهها المحتقن المتعرق و فمها ... وعندما انتهت قامت سافانا بمساعدتها للخروج للخارج وهي تسندها بذرعها حتي اجلست اياها بلطف فوق الفراش.. ثم تركتها و توجهت سافانا مسرعاً نحو الطاوله التي بالغرفه لتسكب كوب ماء وتعطيه اليها، ثم جلست بجانبها على الفراش يحمل جسدها والتي لاحظت انه اصبح انحف من قبل حتى وجهها فقد بريقه و امتلائه المحبب.. اخذت اليزابيث ترتشف الماء ببطئ بينما اخذت هي تمرر يدها علي رأسها بحنان و عينيها مظللة بالقلق والخوف لتقول
= هل اصبحتي بخير الان؟ من رايي ان تذهبي الى الطبيب اليوم .. اليزابيث وضعك يسوء وانتٍ لا تهتمي بصحتك وغير ذلك لا توافقي ان اخبر ابي .. الى متى ستظلي متمسكه بعنادك هذا
تطلعت اليزابيث بوجهها وهي تتنفس بتعب لتكمل سافانا بصوت متردد بتوجس
= اذا كنتي خائفه من رده فعل أبي عندما يعرف؟ فانا اضمن لكٍ بانه سينزعج قليلا لكن بعدها عندما يعرف بانك تزوجتي.. سـ..
قاطعتها اليزابيث هامسة وهي تمسح بيدها المرتعشة الدموع العالقة بوجنتيها
= سافانا ساتحدث مع عمي أركون اليوم؟ حسنا لا تقلقي انتٍ محقه يجب ان يعرف.. و ليس مهم اي شيء اخر
تنهدت سافانا بضيق شديد ثم قالت بندم وارتباك
= إليزابيث ، لا تنزعجي مني ، صدقني. أنا أقول هذا من أجل مصلحتك ومصلحتك ، بأن يعرف والدي من البداية ويساعدك. صدقني سأبقى بجانبك وأدافع عنك عندما يكتشف والدي موضوع حملك وزواجك.. انا خائفه عليكٍ حقا .
منحتها اليزابيث ابتسامة صغيرة امتنان وهي تهز رأسها بحسم.. وقد اتخذت قرارها بأن سوف تتحدث مع عمها في كل شيء حدث معها، لعله يساعدها بالفعل ويشرها الى الطريقه الصحيحه.. ثم هتفت اليزابيث لتغير الموضوع وهي تبتلع الغصة التى تشكلت بحلقها قائلة يتساءل
= الم تذهبي اليوم الي العمل؟ كنت ناهضه اوقظك للذهاب الى المستشفى حتي لا تتأخري .
هزت راسها برفض هاتفه بابتسامة عريضة
= لا ، لم أذهب انا في إجازة اليوم .. لأنه في غضون ساعتين سيأتي خطيبي إلى هنا ليأخذني إلى نزهة في الخارج ..
ثم أكملت سافانا قائله بسرعه بلهفة
= صحيح ما رأيك في القدوم معنا اليوم .. حتى تستطيعي الاسترخاء قليلا وإستنشقاء بعض الهواء النقي ستشعري بتحسن عندما يتعدل مزاجك وتتعرفي علي خطيبي أيضًا؟ هو رجلاً صالحاً جدآ صدقيني سترتاحي اليه .
بعد مرور ساعتين...
كانت سافانا في غرفتها تجهز نفسها للذهاب الى موعد خطيبها فقدت رفضت اليزابيث الخروج معها بحجه تعبها الشديد لكنها في الحقيقه لا تريد الخروج من المنزل ولا رؤيه أحد.. بينما
كانت اليزابيث تجلس في الردهة بمفردها تتابع التلفاز بوجه شارد الذهن بحالها وكيف ستواجه عائلتها بكل ما حدث معها؟ ويا ترى ماذا ستكون رده فعلهم؟ تعلم انه حدث كل ذلك رغم عنها وليس بارادتها وقد تـ.ـعرضت للظلم والاستغلال بـابشع الطرق؟ لكن من سيفكر فيها هكذا، ويكون رحيم بها دون ان يحكم عليها ويصـ.ـدر الحكم دون رحمة!! بأنها مجرد عـ.ـاهره.. لكن سافانا محقه يجب ان تخبر العم أركون بكل شيء بالأخص بعدما علمت بخبر حملها ؟!.
أغمضت عينيها بألم و هى تحيط جـ.ـسدها المرتجف بـ.ـذراعـ.ـيها بينما تقاوم بصعوبة الدموع التى انسابت بصمت على وجنتيها و هى تدرك بانه ليس لديها مكان اخر يمكنها ان تذهب اليه سوا الشارع لذا فمن اجل طفلها القادم ستبقى هنا.. لكن ربما ان يتم طردها من هنا ايضا ولا يريد عمها رؤيه وجهها بعدما يعرف ما الذي اصابها في غيابها وما تعرضت الية..
مررت يــدها بحنان فوق بـطنها الطفيف فقد كانت حامل بالشهر الاول كما اخبرها الطبيب.. تـ.ـلمست بطـ.ـنها برفق و قلبها يتخلله عاطفة الامومة.. حتى بالرغم من الذي فعله معها والد طفلها آدم و زواجـ.ـه بغيرها ؟!. لكن بالنهايه هو طفلها ايضا وجزء منها.. ولا تريد ان يتعرض للظلم هو الاخر مثلها.. لذلك ستحاول بكل جهد ان تتجاوز هذه المحنه لاجله فقط !!!. لكنها انتفضت فجاه مبعدة يـدها عن بطـنها معتدلة في جلستها عندما سمعت صوت طرقات أعلي الباب.. لتتنفس اليزابيث الصعداء وهي تنهض بخطوات بسيطة لتفتح الباب وما أن فتحت الباب ليظهر أمامها
اخر شخص تتمناه وجوده؟ لكن كانت سابقاً تريد رؤيته لعلها تطفي نيران الانتقام الذي كانت تتولد بداخلها يوم بعد يوم بسبب ما فعلة معها ...!!!!
صمتت محدقة به بعدم استيعاب و ضعف مما جعل دقات قلبها تزداد بـعنف حتي ظنت انه سوف يغادر جـسدها تأثراً بحركتها تلك... كان رؤيتها له بحالتها تلك جعلت صـدرها ينقبض بألم... وهي تتذكر تلك الايام التي عانت فيها بسببه وتحولت الى اله يحركها كما يشاء؟ و مجرد رغـبة للرجال .
بينما هو إبتلع ريقه بارتباك وصدمه فلم يتوقع وجودها امامه مره ثانيه مطلقاً وفي ذلك المنزل بالاخص.. بعد ان ارسلها الى منزل شويكار وقبض ثمنها ؟؟. نعم فلم يكن غيرة هو نيكولا !!؟. لكن ما الذي يفعله هنا ..؟
هبطت في تلك اللحظة سافانا وهي تقترب من اليزابيث بتعجب تتفحص وجهها الذى كان خالى من اى لون يدل على الحياة و شـ.ـفتيها الشاحبة المرتجفة لكنها عندما وجدت خطيبها امامها ابتسمت في سعاده وهتفت
= نيكولا حبيبي انت هنا.. تفضل لما تقف بالخارج؟ آه صحيح نسيت انا اعرفكم ببعض.. هذه ابنه عمي إليزابيث وهذا هو خطيبي.. نيكولا !!.
دقائق قليله فقط كانت تحتاجها إليزابيث لتفهم لماذا ذلك الخسيس الحقير هنا؟ الأن بعد هذه المده الطويله وبالطبع الاجابه ستكون انه هنا ليبحث عن ضحيه جديده غيرها؟ وبكل جـ.ـرأة جاء الى ذلك المنزل ليقع الاختيار على إبنه عمها، بأن تكون الضحيه الثانيه في العيله ...!!!
مرت دقيقة أخري تقريبًا وهي متجمدة مكانها وهو يقف جامد! واخيرًا استطاعت التحرك وبدأت تقترب منه رويدًا رويدًا وعيناها تتفحصه تحمل لمحة من السخرية والمرارة بها، وفي أقل من ثانية رفعت يدها لتهبط علي وجنته بكل بثقة او صلابة...!! لكنها حدثت وفعلتها اخيرا لتشفي نار غللها.. وقبل أن تتسع عين سافانا بعدم تصديق من فعلتها.. هبطت سلسله من الصفعات علي وجهه دون توقف والغل هشم دواخلها كالصدئ في الحديد وهي تصيح بجنون
=يا لعين.. لعنه الله أمثالك أيها الحقير سأقتلك... انت شيطان لا تستحق الحياه امثالك يجب ان يموتون.. يا ابن الـ**
وقفت سافانا بدهشة وهي لا تفهم شيء والآخر كان مذهولاً من رد فعل اليزابيث التي كانت كأعتى الريـاح عندما تهاجم استكانة النسيم... استمرت إليزابيث تضربه بعنف وقسوة وهي تلعن وتسب فيه بلا توقف
= ما الذي كنت تريده مني؟؟ بماذا أذتك أنا لتفعل ذلك بي بمنتهى القسوه؟ لما دمرت حياتي وضيعت عمري.. شيطان أقسم بالرب انت شيطان وليس بشر مثلنا .. ما الذي استفدت عندما دمرت حياتي هكذا ؟؟.
بينما فاقت سافانا من صدمتها لتركض تدفـع إليزابيث عنه بقوة لكنها لم تبعد والآخر مزال يقف أمامها مستسلم لافعلها من الذهول ثم صاحت سافانا مستنكرة بشدة
= اليزابيث توقفي ارجوكي.. ما الذي تفعليه.. ابتعدي عنه واتركي في الحال.. إليزابيث أنا أتحدث معكٍ.. ابــي.. أمــي أين أنتم ؟؟؟. ابعدوا هذه المجنونه عن خطيبي .
لكنها لم تسمعها وفي تلك اللحظة خرج أركون يركض علي الدرج ليقف على بُعد مسافة قريبة منهم.. يتابع بصدمه رهيبه ما يحدث وعيناه تكاد تخرج من مكانها وبلهفةً ركض يجذب اليزابيث بعيد عن نيكولا واخيرا أبعدها بحده.. ثم إلتفت لها أركون يهدر بانفعال
= ما الذي يحدث هنا؟ لما تصفعي هكذا.. ما الذي فعله بكٍ ؟؟
لتخرج لينا زوجته هي الأخري من المطبخ تقترب منهم لتعرف ما حدث؟؟ فبدأت سافانا بالحديث بجدية حادة وهي تنظر إلى اليزابيث بعصبية شديدة
= ابي الحقنا هذه المجنونة بنت أخيك.. لا اعرف ما الذي اصابها فجاه؟ عندما هبط رايتها تقترب من نيكولا وتصفعة بعنف دون ان يفعل لها شيء ؟؟. هذه مختلة حقا يا ابي.. صدقني لم يقترب منها .
واخيرًا استطاعت النطق بحروف متقطعة لا يربطها سوى توترها وفزعها المفاجئ من ظهورة أمامها وهي تتحدث بعنف شديد وترتعش
= عم أركون... هذا الرجل.. هذا الرجل هو مَن أختطفني ذلك اليوم وارسلني الى منزل شويكار ورجالها !! هو من اضع حياتي وعمري بذلك المنزل.. ذلك اللعين اوهمني انه يحبني.. وفي يوم أختطفني وقبض ثمني ورحل بعدها ولم اراه مره ثانيه غير الآن.. هذا الوغد هو السبب في انني أصبح عاهره؟؟ وهو بالتاكيد يريد ان يخطف ابنتك ليحولها مثلي عاهره.. ارجوكم لا تثقوا بي وتصدقوا .. هذا شيطان اقسم بالله شيطان ماكر .. صدقوني انا اقول الحقيقه .
شعر نيكولا بالخوف الشديد والتوتر لذا أسرع وهو يتحدث بعصبية بينما واضع يده أسفل وجنتيه شاعرا بألم فظيع من أثر ضربها القوي
= أي حقيقه يا هذة ؟!! ومن أين لي أن اعلم مَن تكوني انتٍ؟! انا بالاساس اول مره اراكي هنا والان!. ابتعدي عني ايتها المجنونه .
إتسعت عينـا إليزابيث بشراسة مبطنة فلم تتحمل كتم شهقة البكاء بصدرها وهي تصيح بهسترية بقوة وبكاء مرير
= كذاب لا تصدقوا.. هو يحاول ان يخدعكم كما فعل معي قبل سابق ..هو يعرفني جيدا
ذلك العاهر
وفجاه ابعدت يد عمها وركضت وهي تقترب منه تريد ان تضربة مره ثانيه، لكن توقفت امامها سافانا لتحميه وهي تطلع فيها بغضب شديد
= انتٍ حمقاء إليزابيث لقد قال انه لا يعرفك.. ما بكٍ من اين سيعرفك حقا وهو عندما ارتبط بي لم يراكي ولا مره.. اسمعيني جيد اذا كنتي تفعلي هذه الاشياء حتى تغطي على فعلتك الواقحه.. فحسنا اسمعني يا ابي؟
وقفت اليزابيث للحظات برهبة وقد فهمت عن ماذا تتحدث؟ لتنظر سافانا بجمود الي والدها وهي تقول بصوت حادة
= يوجد بعض الاشياء التي يجب أن تعلمها إن اردت أن تكمل هذه اللعينه بنت أخيك حياتها بالمنزل معنا يا أبي .
هزت اليزابيث راسها بسرعه بتحذير شديد و حاولت أن تتحدث لكن قاطعتها سافانا قبل أن تقاطع حديثها وهي تقول بنبره صارمه
= إليزابيث حامل يا أبي... يجب ان تضعي ذلك في حسبانك !!! وتقول بانها تزوجت لكنني لا اصدقها ولا اعرف الحقيقه حتى الان منها ؟؟.
شهقت لينا بفزع حتى هرعت بخجل متوتره وهي تتقدم من نيكولا واشارت اليه ان يدلف الى الصالون ينتظرهم، ليجلس بعيداً عنهم حتى لا يستمع الى ذلك الحديث! وهو وافق على ذلك بسرعه ودخل معها إلي الداخل دون حديث...
بينما صمت أركون من هول الصدمات وهو لا يصدق بينما كانت تتردد كلماته اليزابيث وابنته داخل علقه.. ليصرخ بهم بانفعال شديد
= اصمتوا جميعكم انا لا افهم شيء؟ إليزابيث هل انتٍ حامل بالفعل؟ وما الذي تقصدي بانه حولك إلي عاهره؟ الان أريد ان اعرف اين كنتي هذه المده؟،
ثم اقترب من اليزابيث التي أخفضت رأسها بخجل شديد بينما كانت تتأوه بألم وهي ترفع يدها لموضع قلبها حيث الألم يفوق الحد .. ليقول أركون بصوت حزين
= أشعر بأنكٍ ليست بنت أخي إليزابيث التي اعرفها؟ ما الذي اصابكٍ.. ما الذي حدث معكٍ اوصلك الى تلك الحاله .. لما تخترعي قصص ليس حقيقيه وتريدي ان تدمري العيله بافعالك تلك .
لتهتف اليزابيث بصوت ضعيف ودموعها تنسكب وأنين بكائها يخرج من حنجرتها مخنوقا
= لكنني لا اكذب حقا يا عمي.. هو السبب وراء ما حدث لي.. لما لا يريد احد يصدقني .
خرجت لينا من الداخل وهي لم تحتمل المزيد من حديثها فهي معتقده بانها تشعر بالغيره من ابنتها، لذا اسرعت إليها بنفاذ صبر قائله بصوت عالي بغضب
= يا الهي مزالتٍ مستمره على ذلك الحديث؟ إليزابيث كفي حقا فكل مره تثبتي الينا بانكٍ من المستحيل ان تكوني واحده من العيله وتتغيري .. و اذا كان لديكٍ دليل واحد اثبتي أن نيكولا كان على معرفه بكٍ من قبل.. و اعترفي من والد الطفل الذي تحمليه باحشائك.. اما اذا كنتي لا تريدي التحدث في من الافضل لكٍ أن تذهبي مثل ما جئتي ؟؟. فدائما وجودك هنا يجلب الينا المشاكل و المصائب ..ونحن يكفي ما فيه .
هتف أركون بصوت قوه بحزم
= لينا كفي.. وانتٍ اصعدي إلي غرفتك الأن؟ ساعتذر الى الضيف بشأن ما فعلتي معه.. وبعدها سوف اصعد اليكٍ.. لاعرف كل شيء حدث معكٍ بالتفاصيل و دون كذب..
ثم التفت أركون ذاهب الى الصالون لكن اسرعت إليزابيث بأصابعها المرتعشة تمسك كتفه الذي أبعده عنها بنفور لتتساقط دموعها أكثر بيأس بينما لتحاول أن تهتف بتحذير من وسط دموعها وشهقاتها المكتومة
= عم أركون ارجوك لا تزوجه ابنتك.. صدقني ستندم ..هو ليس رجلاً صالح كما تظنون؟.
لكنه هز رأسه بخيبة أمل بها ورحل ومرت بجانبها سافانا وهي تنظر لها بغضب مكتوم وغيظ.. ثم جذبتها لينا من ذراعها بعنف هاتفه بصوت خشن جفاء
= هيا إلي غرفتك.. ولا تخرجي منها مثل ما قال عمك .
تركتها لينا ورحلت هي الأخري، بينما وقفت اليزابيث للحظات مكانها بشفتين ترتعشان وسيول من الدموع تتساقط من مقلتيها التي من يراهما يعتقد من شدة احمرار عينيها أنهما ساقطه في بركتي دماء... تطلعت حولها بألم وهي تقف بمفردها لتشعر بان هذا المكان لم يعد مكانها؟ وليتها لم تعود الى هنا مجدداً .!! فجميع الاماكن والجدران حتي لم تعد تتحمل وجودها.. مثل وصمة عار لا يعد يطيق احد النظر اليها من الاشمئزاز .
رفعت مقلتيها ونظرت إلى باب المنزل الذي ما زال مفتوح؟ ثم نظرت إلى خلفها لم تجد احد مزال بجانبها يساندها بتلك الحياة.. وقبل أن تفكر مرتين تحركت بخطوات ثقيله الى الخارج قبل ان تنظر إلي المنزل نظرة أخيرة وكأنها تريد وتنتمي أن يمنعها احد من الرحيل؟ فهذه المره حقا لم يعد لها مكان؟
❈-❈-❈
اندفع فجاه صوت الرعد وهي تسير بالشوارع فأغمضت عينيها ودمعة تسيل حارة على وجنتيها ثم لم تتحمل كتم شهقة البكاء أكثر التي شاركت الرعد في كسر صمت الليل وقد شعرت أن ثقلا يجثم على صدرها بقوة والغصة المسننه التي تبتلعها تخترق قلبها تجرحه مرارا لينزف دماء على عذابها ..
ارتفع صوت بكائها وهي تشهق مرات متتالية مع ذكريات الماضي التي مر عليها وقلبها الذي تعرض للخيانه وتذوق ألم الفراق.. كانت تشهق شهقة أكبر وصوت بكائها ينفجر عاليا دون كتمان وهي تتأوه أكثر و تنتحب بعنف تنعي ارهاقها من دوامه الحياه .. حقا قد اكتفت.. اكتفت كثيرا جدا..
لتتوقف فجاه وهي تنظر أمامها ثم ابتسامه ابتسامه عريضه كما لو كأنها رأيت أمامها منقذها في الوقت الحالي لتقول بشجاعة
= أدريان ...!
نظر ارديان لها بشراسة وظهر شبح ابتسامه على جانب فمه قائلا بخبث وغل
= نعم أدريان ، من الجيد أنكٍ تعرفتي على ملامحي بعد أن شوهتي وجهي.. آه لو تعملي كم كنت أنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر .. وبحثت عنكٍ كثيرًا .. حتى علمت أنكٍ عودتي لمنزل شويكار بعد أن أحرقته؟ وكان أحد رجالي هناك يراقبك وظل خلفك.. حتى عرفت عنوانك وجئت إلى هنا من أجلك.
تحولت شبح الابتسامه لابتسامة أخرى مُرة متألمة وهي تغوص أكثر في وجهه لتقول براحه نوعاً ما، هاتفه بصوت متحشرج مهزوز
= انت جئت الى هنا لتاخذ روحي صحيح.. هيا افعلها إذا؟ ما الذي تنتظره .. ارجوك افعلها .
احمر وجهه بشدة ورفع أدريان حاجبيه بدهشة وغضب من عدم خوفها منه وهو يجز علي أسنانه بغل وعينيه تشع حقد كبير
= ولما عاجله في مصيرك هكذا، هل سئمتٍ من الحياة؟ هههه لكن أنا لم آتي إلى هنا لتحقيق رغباتك .. وما أريده سيحدث في النهاية ، ولم آتي إلى هنا لأريحك ، بل جئت إليكٍ؟ حتى أجعلك تشعري باضعاف عذابك ؟؟ حتى تظلي تتذكرني طوال حياتك يا اليزابيث كلما نظرتي الى المراه .. !!
وقبل أن تستوعب كلماته أو تهرب؟ لم تشعر إلا بذراعه ترفع بقوة ويسكب سائل حار بوجهها مثل ما فعلت معه بالضبط ؟؟؟ شعرت اليزابيث خلال لحظات بألم شديد يحرق بوجهها بسبب ماء النار التي سكبها ارديان لترتطم ساقطه بقوة علي الارض.. مما جعلها تصرخ متألمة وهي تنفجر باكية شاعرة بألم قوي يعصف بأسفل وجنتيها لم تشعر بي قبل سابق....
بينما ظل ارديان واقف يراقبها عدة دقائق بشماته وانتصار قبل ان يرحل راكض.. بعد أن انتقم منها وحولها إلى مسخ دميم ، مشوهه الوجة مثله .
ظلت تنتحب باكية بعنف وبصوت عالٍ وهي تتلوي بالأرض مرتجفة مستشعرة بألم فظيع و بكل قوتها بدأت تصرخ كأنها مدمنة تسحب جرعتها ..و بعذاب ظلت تصرخ وصوتها يرتفع مع صوت الأمطار في الخارج دون وعي منها حتى..شاعرة كما لو ان روحها يتم سحبها بقسوة من داخل صدرها... فألمها دائما لم تمر بمثله يوماً... حتي تتمتم من بين شهقاتها وعنف البكاء الصاخب
=ياربي .. أرجوووووك .. ما هذا الألم .. لا أحتمل .. لا أحتمل أرجوووووك ارحنمي واجعلني اموت .
وبعدها لم تشعر بشيء وقد استسلمت للغمامة السوداء التى ابتلعتها بداخلها..