رواية وصمة عار الفصل الرابع و العشرون بقلم خديجة السيد
في ذات الوقت...
بداخل منزل أدم، انتفض هو مستيقظاً و هو يشهق بلهاث حاد كما لو كان يختنق وهو يصرخ باسم إليزابيث و يتلفت حوله باعين يملئها الخوف والقلق.... فقد انتابه كابوس سئ عنها جعله يشعر كما لو كان يختنق... لكنه تنهد ادم بيأس وحزن وظل ينظر إلى الغرفه و النوافذ المعتمة فقد كانت تبدو كما لو كان لا يقطن بها احد يسيطر عليها نوع من الوحشة و الاكتئاب.. مسح آدم وجهه من العرق بظهر يديه قبل ان ينهض و ارتمي علي الاريكة وهو يفرك وجهه بحدة متنفساً بعمق بينما ضربات قلبه تتعاصف بداخله شاعراً بالغضب من نفسه...و من مشاعره التي اصبحت تلاحقه و تعذبه.. والندم والحسرة يقتلوا..
فقد كان لا يكف عن التفكير بها حتي اثناء نومه يحلم بها، لا يعلم اين ذهبت حتى الآن؟ ولا يعرف إلي أين يبحث عنها غير هنا ؟ فهو فكر بالتأكيد بانها عادت الى عائلتها، لكن مع الاسف لا يعرف عنوانها ولم يسالها في يوما عنه.. زفر بعنف قبل ان ينهض و يتجه نحو الشرفه ليفتحها ويستنشق الهواء لعله يخفف الالم الذي بقلبه و الذي اصبح لا يطاق، ليهمس بصوت مختنق مرتجف
= ارجعي إلي يا إليزابيث .. ارجعي إلي يا ملاكي ، ثم افعلي معي ما تريدي.. أنا آسف حقًا ، لكنك لا تعرفي المقارنة والوضع الذي وضعت فيه .. كان ضد إرادتي ، وكان يجب أن أفعل ذلك حتى تبقى على قيد الحياة.
أغمض عينيه بقوه وشحب وجه وهو ينتفض بذعر شاعراً بالدماء تكاد تغادر جسده و عقله يصور له ابشع السنياريوهات حولها الآن؟ فهو على يقين بانها الآن تواجه صعوبات في حياتها ، حتى ان عادت الى اهلها فكيف ستواجهم بعد ما حدث معها، ليصيح بانفعال وجنون
= آآه غبي.. أجل أنت غبي ولعين وتستحق ذلك وأكثر. كان يجب ان تسالها عن عنوانها علي الأقل ذاته مرة.. لكن ليتها تكون بين عائلتها الآن! افضل من ان تكون بمفردها .
فتح عينه عندما استمع الى رنات صوت هاتفة ولم يحتاج الى الذهاب إليه ليعرف من المتصل فبالتاكيد ليس غيره نيشان.. فهو لم يتوقف عن الاتصال به منذ أن ترك الزفاف ورحل للبحث عن إليزابيث! لكن بدأ يتجاهل اتصالاتة ولم يجيب عليه غير مره واحده فهو لم يعد ياتي الى هنا؟ ليتحدث معه مثل سابق خوفاً من ان ينفذ آدم تهديده؟ ويبلغ عنه كما هدده.. لكنة عندما اجاب على اتصاله في اول مره هتف حينها بقسوة شديدة
= وإلا ماذا ستفعل بي؟ أن لم ارضخ للامر وانسى إليزابيث واظل مع لارا؟ هاه ماذا ستفعلون؟؟ فانتم تقريباً لم تتركوا الي شيء حتى تهددوني بي .. خسرت كل شيء بسببكم! ولم يعد هناك شيء مازلت احتفظ به حتى تهددني سيد نيشان .. لذا اياك ان تاتي الى هنا ولا تهددني مره ثانيه ، فهمت ؟؟؟
ثم تطلع امامه باعين شاردة بينما وجهه يرتسم عليه الحزن و الالم و هو لا يكف عن التفكير بها... فمنذ ذلك اليوم وهو لا يستطيع ان يعمل فعقله دائماً يعيد عليه جميع ما حدث ليحاول ايجادها ليعرف إلي أين ذهبت لكن كيف هذا... كيف ستعود اليه بعد ان تعرضت للخيانه و شاهدتة بنفسها وهو يقوم بمثل هذا الفعل القاسي...
لكن قلبه الضعيف الذي لا يزال يعشقها هو من حاول أنقذها حتى لو علي حساب نفسه لتكون بخير! حتى اذا كانت بعيد عنة.. وفعل ذلك حتى يجد مخرج لها وبعدها فكر أن يستعيدها بعد ان يشرح لها الامر بالكامل... لكنها رحلت ولم تعد.
زفر بحنق و هو يفرك وجهه بعصبية عندما بدأ يتذكر احداث ذلك اليوم الذي تزوج في هذه اللعينة لارا؟ وخضع إلي شقيقها انطون الحقير .
فلاش بالك..
دب القلق داخله فور ادراكه ما يدبر له ويريد استسلامه له.. لذا قاومه بشراسة برفض.. وصرخ آدم مقاطعاً اياه بعنف و الخوف يدب بداخله بينما ينهض علي قدميه بترنح قليل من تعبة
= لن تستطيع ان تفعلها انت تكذب.. تريد ان تخفني حتى اوافق على طلبك، لكن لم يحدث ولم اتزوج شقيقتك العاهرة
زمجر انطون و هو يسب بقسوة بينما حاول ضبط اعصابة قائلا بثقه
= القرار لك؟؟ وبعد نصف ساعه ستجد بنفسك هل امزح معك؟ أم اقول الحقيقه ؟؟ لكن تذكر بانك ستكون السبب الرئيسي في موتها ...!
اغلق الهاتف بعدها بوجه دون ان ينتظر رد منه ليثير اعصابة.. ليسقط فوق الفراش شاعراً ان روحه انسحبت عن جسده وعقله وقلبه توقفوا عن العمل... ليضع يده بجبهته بخوف وهو يحاول آلاف المرات بالاتصال بها ولكن لا ترد.... ليهز رأسه بخوف وهو يتحرك كالمجنون والهاتف بيده يتصل بها...ليصرخ بحرقة من داخل اعماق قلبه خوفا علي خسارة إليزابيث....
= اجـيـبـي إليزابيث.. اجـيبي يا إلهي .
ثم تحرك آدم بغضب وهو يخرج من المنزل قاصد الذهاب الى المتجر ليرى إليزابيث ويطمئن عليها وشررات النار تخرج من عينيه ناحية ذلك الحقير...
ليصعد بسرعة كبيرة السيارة ليقود بسرعة البرق و مزال يتصل بـ اليزابيث...ولكن لا يوجد رد ايضا، ليتجه إلي المتجر وهو يضرب يده بمقود السيارة بغضب وخوف مرددا
= لمااااذاااا ياربي لماذااااا إليزابيث، انا لا اريد ان اخسرها مثل ما خسرت امي و أبي....ارجوك يا الله احميها لي .
ليوقف السيارة بدون غلقها وينزل بسرعة.... لكنه تنهد براحه كبيره عندما وجد اليزابيث ظاهره من خلف زجاج المتجر وهي تصنع الحلوى بتركيز .. ابتسم آدم بسعادة غامرة وتحرك ليرحل حتي لا يقلقها لكنه تجمد عندما وجد انطون يقف امامه !! ابتسم ببرود قائلا
= جيد أنك وصلت حتي تودع حبيبتك.. قبل ان تموت أمامك الأن ؟.
جز آدم علي أسنانه بعنف واقترب منه.. ليهجم آدم عليه ويلكمه بقوة علي وجهه ليصرخ انطون بوجع وكاد أن يقع علي الارض... لكنه أسند نفسه هاتف باستفزاز وعينيه تشع حقد
= ما بك يا رجل غاضب هكذا.. لاني قلت الحقيقه التي ستحدث خلال دقائق من الان ؟
ليشير آدم بأصبعه على انطون باشمئزاز وهو واقفاً مكانه ملامحه محتقنه
= ضربتك لانك تستحق ذلك ايها المخنث الحقير.. هيا ارحل من هنا.. واذا اقتربت من إليزابيث صدقني انا الذي ساقتلك بيدي .
ليتغير وجه انطون 180 درجة وهو يرد بتهديد كبير
= اسمعني جيداً لانك الان لست بوضع يسمح لك ان تهددني! بداخل هذا متجر عاهرتك خاصتك، و يوجد شخص من رجالي ينتظر مني مكالمه واحده كاشاره له حتى يستعد ويقتل حبيبتك دون مقدمات .. انظر بنفسك خلفك مره ثانيه ستتعرف عليه على الفور وانظر الى السلاح الذي يخفيه خلف خصره
لتتسع آدم عينيه بصدمة وهو يلتفت خلفه بخوف وتوتر ليراه بالفعل هناك شخص جالس بداخل المتجر ومسلح من الخصر!!. ليستمع الى صوت انطون قائلا بتحذير قاسٍ مباشر
= ستذهب معي الان حتى تتزوج من لارا وانا جهزت كل شيء قبل اسبوعين .. وان لم تاتي سارفع هاتفي واجري اتصال في الحال الى ذلك الرجل الذي بالداخل ليقتلها .. وصدقني اذا حاولت التلاعب معي فلم ينجح معك الامر.. لان الامر لا يتوقف على ذلك الرجل الذي بالداخل فقط؟ بل المكان كله محاط بجميع رجالي .
إبتلع آدم ريقه بتوتر وشعر بجسده مرتعش من الخوف والعجز ولا يعرف ماذا يفعل و اي قرار يتخذ حتى يستطيع إنقاذ زوجته؟ فقد فهم اللعبة كيف تدور حوله والي ماذا يريدون الوصول.. الى انفصالة عند إليزابيث وجرحها.. ليردد انطون ببرود كبير عندما طال صمته وهو يتأفأف ببجاحه
= هيا اجيب بسرعه ليست هناك وقت.. من ستختار موت حبيبتك؟ ام الزواج من شقيقتي؟
تـطـلع آدم إلي انـطون بكراهيه حقيقيه و بأشمئزاز وتفكيره بـ اليزابيث هو قلق عليها كثيراً خائف ان يؤذيها أحدهم حقا... فهو اسرع بزواجهم بسبب مكالمته وتهديداتة المستمره له.. حتى يضمن بأنهم لم ينفصلوا عن بعض.. و لم يفكر بأن ذلك الحقير يخطط هكذا؟؟ لكن لا يعرف احدهم بانهم تزوجوا وهذا جيد له..!! ثم بعد فترة نظر آدم مره ثانيه خلفه بحب كبير عليها يراقبها دون أن تراه شاعراً بحرقة بانه سوف يقسي عليها بشده ويؤلمها بأبشع الطرق لكن مضطر لفعل ذلك حتى تنجي بحياتها....
ليجد نفسه بعد ذلك أمام سلسلة من التنازلات اللانهائية.. و الآخر أن يقسى قلبه قليلا على عصفورته ليضع حياتهما على الطريق الأمان .. و رغبة منه حقا فى إنقاذها و استقامة حياتها، لذا إختار الزواج من لارا.. ورحل مع انطون وكأنه يعلن حالة الحداد على قلبة بموته بعد ساعات و روح بها علة و تحتضر ..رغم أنة كان جامدا .. متخفيا بألمه .
نهاية الفلاش باك..
ليتحدث آدم بينه وبين نفسه فتألم قلبه قائلا بملامحة الشاحبة الفارغة مشتت ضائع
=كنت لا أستطيع إليزابيث .. لا يمكن أن أترك حياتك معلقة بهذا الشكل على قرار مني سيحدد مصير حياتك؟؟ لكن لن أنسى حبكِ وسأبقى على عهدكِ ما حييت .
❈-❈-❈
في منزل أركون، كان هو جالس فوق الأريكة بصمت و شرود بينما ضغط نيكولا علي يده قائلاً بارتباك و توتر محاولاً استمالته و امتصاص تفكير أركون
= العم أركون ، أقسم لك أني لا أعرف ابنة أختك ، ولم أرها من قبل ، ولا أعرف لماذا تصر على ذلك ، وأننا كنا على علاقة مع بعضنا من قبل ...
ضغط نيكولا علي فكيه بقوه وهو يحاول التماسك حتي لا تنفلت منه جمله ما في صدره من كلمات قد تسير الشكوك حوله و تدمر علاقته بهذه العائله الي الابد، ويتركهم قبل ان يحصل على ابنته سافانا ويقبض ثمنها مثل ما كان يفعل مع إليزابيث وفتيات كثيرا غيرها ليكمل متردد بقلق عندما ظل أركون صامتاً وعلي وجهه ترتسم علامات الحزن والشرود
= العم أركون لماذا لا تجيب، هل أنت غاضب مني؟ هل صدقت ما قالته بنت أخيك عني .. من فضلك تكلم ، وإذا كان لديك شكوك بي، بينك وبين نفسك .. حتى ولو قليلا .. أعدك بأنني سأذهب الآن ولن تراني مرة أخرى ، لأنني لم أقبل مثل هذه الإهانات.
اخذ أركون نفس عميق ثم تنحنح محاولاً تصفية صوته حتي لا يلاحظ الضيق الذي بداخله مرادفا
= نيكولا ، هل يمكنك المغادرة الآن ، أرجوك عد مرة أخرى ، لأن عقلي اليوم مشغول ومشوش ، ولا يمكنني الرد أو حتى التفكير .. ولا تنزعج من حديث إليزابيث .. أعتذر عما فعلته.
تنهد نيكولا براحه نوعاً ما، ونهض وهو يقول بصوت يملئه الغضب والحسرة الزائفه بالتاكيد
= حسنًا ، كما تريد ، لا يمكنني رفض طلب لك .. لكن من فضلك لا تفرق بيني وبين سافانا، أنت تعلم أننا نحب بعضنا البعض كثيرًا ولا يمكننا العيش بدون بعضنا البعض .. لذا من فضلك لا تضطهدني بدون دليل واحد وإثبات على حديث ابنة أختك هذه.. بالاذن.
رحل نيكولا بخطوات سريعة بينما رفع أركون عينه نحوه بضيق شديد وحيرة.. ثم نهض صاعدا الي غرفه ابنته التي عندما فتح والدها الباب تقدمت اليه بعصبية وبسخط
= لما رحل نيكولا؟ هل صدقت يا ابي حديث هذه الحمقاء .
هز رأسه بوجه مختنق وقبل أن يتحدث هتف بنبرة ذات مغزي هو يتطلع بحدة بالغرفه بلهفه وقلق
= أين إليزابيث؟ لما ليست بالغرفه معكٍ .
لوت سافانا شفتيها بسخرية قائلة بنبرة غليظة حادة يتخللها التهكم
= وهل تسالني انا؟ اسال بنت اخيك المصونة اين ذهبت هذه المره.. واذا عادت يا تري ما هي المصائب التي ستجلبها معها أيضا .. أنا لا أعلم إلي اين ذهبت وليست موجوده بالمنزل باكمله .
تصلب وجه أركون فور سماعه كلماتها وانتفض يتحرك للخارج ليبحث عنها بينما اخذ جسده يهتز من شده الغضب الذي كان يعصف بداخله هاتفاً بنبره شرسه
= اه يا اليزابيث.. آه لما دائما تصري على اغضابي .
❈-❈-❈
في اليوم التالي، بمنزل آدم، كأن بالخارج يجلس أمام المنزل كعادته منتظر عودتها باي لحظه ،لكنه تجمد فور ان أستمع إلي صوت لارا التي لم يشعر بها متي جاءت، هاتفه بصوت متحشرج معذب
= آدم ..!
نهض آدم بجسد مرهق و وجه محتقن من شدة الانفعال الذي تعرض له بوقت سابق بسببها وبسبب انطون شقيقها، ليقول بنفاذ صبر كبير
= قل لي يا لارا .. ماذا أفعل معكٍ حتى تبتعدي عني وتتركني وشأني .. لقد سئمت حقًا منكٍ ومن ظهورك أمامي طوال الوقت .. لماذا لا تريدي أن تصدقي بأن بهذه الطريقة لم ارضخ اليكٍ وأحبك كما تظنين ، بل بهذه الطريقه دائمًا سأكرهك.. كما اشعر الأن كلما اراكي أمامي؟ لماذا تفعلي ذلك حقا؟
اسرعت لارا تقول بصوت منخفض مرتجف بتبرير
= لانني احبك يا ادم بالفعل واريدك حتى اذا كنت لا تحبني.. لكن أريدك بجانبي او حتى اسمح لي اساندك واضل بجانبك! رأيت بنفسك الجميع تركك بمفردك! وابتعد عنك ما عدا انا .. حتى إليزابيث رحلت وتركتك هي الاخرى .
زمجر آدم وهو يجز علي اسنانه بقسوة وسخرية
= الم تكفي على التلاعب بالحديث والافعال .. هل تعتقدي بهذه الطريقه سانسى اليزابيث واقترب منك انتٍ؟؟ وانا علي يقين تام بأنكٍ السبب في رحيلها من الأساس..
ثم استرد آدم حديثه ببرود قاتل وهو يقترب منها مرادفا بصوت بارد خشن
= لارا تاكدي مهما تفعلي ومهما يحدث لم انسى إليزبيث.. لان ببساطه لا احد ينسي زوجته !..
رفعت مقلتيها ونظرت إليه باستخفاف وهي تردف بغيظ شديد
= لكن هي ليست زوجتك ، بل انا امرأتك يا آدم
هز رأسه برفض وهو يبتسم باتساع موجهه حديثه إليها ببرود شديد بعد ان مرر نظراته الساخرة عليها ببطئ مثير ومهلك لاعصابها
= لا ، لارا ، إليزابيث بالنسبه لي، حبيبتي وعشقي الأول والأخير ، وايضا زوجتي .. مفاجأة أليس كذلك ؟؟ ألا تعلمي بأني أنا و إليزابيث تزوجنا قبل أن أتزوجك ؟؟ ما يقرب من أسبوعين.
اتسعت عينا لارا بذهول وعدم تصديق و هي تحاول السيطرة علي الرجفه التي مرت بعنف بجسدها متحدثه بتوتر
= انت تكذب، أنت تقول ذلك حتى أبتعد عنك .. فأنت تعلم جيدًا ان فعلت ذلك ستحاسب بقانون لمكافحة تعدد الزوجات، فتعدد الزوجات جريمة يحاسب عليها القانون هنا بالقرية.. لأن جريمة تحدث عندما يتزوج الرجل من شخصين مختلفين بنفس التوقيت بعقدي زواج مختلفين، واذا اراد شخص الزواج مرة اخرى، يجب عليه ان يلغي عقد الزواج اما بوفاة احد الطرفين او الطلاق قبل ان يتمكن من الزواج مرة اخرى بشكل قانوني، واذا فشل الشخص في انهاء عقد زواجه الاول بشكل قانوني وتزوج مرة اخرى، ستتوجه اليه تهمة تعدد الزوجات.
لتكمل حديثها بثقه زائفة وهي تبتلع ريقها بارتباك وقلق بأنه يكون حديثه حقيقي وتزوجها بالفعل
= فهو ظلم للمرأة، لذلك تم حظر التعدد هنا من اجل الحفاظ على حقوق المرأة ..لان هذا انتهاك اكبر للمرأة ولمشاعرها .. لذلك انت تكذب عليه .
صمت آدم قليلا بهدوء مريب ثم ظهرت ابتسامة خبيثة علي ثغرة وهو يتذكر ذلك اليوم...!!!
فلاش باك..
نظر لها آدم باهتمام ثم أمسكت الغطاء تغطى وجهها و وجه آدم، لتتحدث وهم أسفل الغطاء بنبرة حالمه
= تخيل معي أنك وأنا في جزيرة بمفردنا؟ بخلاف أنا وأنتٍ فقط، نعيش بعيدًا عن أي ضغوط.. ومشاكل.. بعيدة كل البعد عن الناس؟ الذين يسرقون منا سعادتنا ، الناس الأنانيون ، الذي كل ما يهمهم المصلحه هي فقط ، أتمني حقا أن نظل هكذا.. اعتقد ستكون حياتنا أفضل حياة بهذا الشكل .
كان آدم يستمع إليها بصمت، فبالرغم من ان هذه الاحلام بسيطه بالفعل لكن بالنسبه إليهم صعبه للغايه، العيش دون الهدوء والراحه والبعد عن كل ما يؤذيهم؟ رفع آدم يده واضعها فوق يديها محاولة اطمئنانها
ثم أبعد عنهم الغطاء واقترب آدم مقبلاً اعلى رأسها بحنان.. فلم تكن تتخيل عندما تقابله ان تصبح حياتها بهذا الشكل الرائع فادم رغم عصبيته في بعض الاحيان وغيرته عليها الا انها لم تقابل بحياتها رجل في مثل حنانه و لين قلبه عليها... تنهدت وهى تحيط خصره بذراعها تضمه اليه، وهو يفرك وجهه بعنقها قبل ان يطبع قبلة حنونة عليه..ثم أبتعد لـ ينامون داخل احضان بعض.. وكل شخص منهم يبحث عن الامان في حضن الاخر .
لكن آدم فتح عينه مره اخرى وهو يفكر في شيء يجب ان يفعلة الآن دون تاخير ثانيه.. وضع وجهها بين يديه لتفتح إليزابيث عينها باستغراب و حدقت بة باهتمام في عينة المليئة بالحب وهو يقول بحزم
= كل شيء سيصبح على ما يرام الآن ، حبيبتي... يمكننا أن نعيش أخيرا في سلام.. أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لنا للقيام بذلك دون تاخير.
اتسعت عيناها اليزابيث بعدم فهم عندما نهض فجأة على الفراش بينما كان يمسك بيدها لتنهض معه ، لتقول بسرعة
= ماذا تفعل؟ ما بك .. الى اين سنذهب ؟.
لم يرد على الفور لكن عندما تكلم أخيرا ، أردت
أن تصرخ بالفرح عندما سمعت سؤاله بلهفه و لخبطه شديده.. وعيناه كانت تصرخ بالعشق ، وقد شعرت بالدموع داخل عينيها من الشغف
= اليزابيث يجب ان نتزوج والان؟ هل تتزوجيني إليزابيث ؟ اعلم انكٍ وافقتي من قبل.. لذا هيا بنا و ارجوكٍ لا تسالي عن سبب سرعتي.. ولا تقلقي زواجنا لا معنى انني لم افعل اليكٍ حفل كبير ..
ابتلعت اليزابيث ريقها بخجل متوتره وهي تراه بدأ يرتدي ملابسه سريعا ثم اقترب يساعدها في ارتداء ثيابها، لتقول بصوت منخفض
= ادم أنتظر مهلا؟ ما الذي حدث فجاه؟ الم نتفق ان زواجنا سيكون الشهر القادم .
لم يتحدث لكنه انحني على شفتيها و قبلها بكل حب لديه ثم ابتعد عنها برفق ليهمس بصوت رخيم
= زواجنا سيكون اليوم..! و لا اريد أي اعذار ولا تأجيل .
وحينها لم تجد اي رد تقوله هي بالفعل كانت تحبة وتريد ان تتزوجه وقد عرض عليها هذا من قبل وهي وافقت! فلما لا توافق الان.
وبعد مرور ساعة واحده كانوا الاثنين يقفون امام الكاهن بداخل الكنيسه، ليبداوا مراسم الزواج وابتسموا لبعضهم البعض بمحبة. تشابكوا بأصابعهم مع بدء إعلان الكاهن بالنهاية.. انها اصبحوا زوجان؟؟. حدث كل شيء بسرعة شعرت و كأنها تطفو في احلامها في وبسبب السعادة التي شعرت بها، أن تكون
متزوجاً من الشخص الذي تحبه شيء رائع جدآ هذا الشعور... ليقول مغمغماً بصوت اجش مليء بالعاطفه
= أنا أكثر الرجال حظا لأنكٍ زوجتي الآن يا
ملاكي.
لم تستطع إلا أن تبكي بسعادة وعند اعلانهم زوجين و اقترب آدم ببطء ثم داعب خدها بينما كانت تحدق به بحنان
= أول قبلة ستحدث بينما الآن بعد أن اصبحنا زوجين .
قال بحب شديد قبل أن تتحرك يده إلى مؤخرة رقبتها و سحبها إليه في قبلة عاطفية. كان الكاهن وبعض الأشخاص حولهم ينظرون اليهم بسعاده، لكنهم لم يهتموا بهذا الأمر لأن اهتمامهم كان مع بعضهم البعض فقط وأصبحت القبلة أعمق بينما وضعت ذراعيها حول عنق زوجها وحبيبها أخيراً .
نهاية الفلاش باك..
أبتسم آدم ابتسامه واسعة تملئ وجهه فقد كان
يشعر بالراحة والاسترخاء وهو يتحدث بذلك، شاعراً بالفعل بالسعاده بانه تزوجها قبل رحيلها عنه حتى ان لم تكن معة الآن.
= لا ، لارا ، أنا صادقة بكل كلمة قلتها ، ولم اهتم إذا كان القانون يحاسبني حتى .. عندما بدأ أنطون يهددني طوال الوقت ، شعرت بالخوف والقلق ، لذلك سرعت بزواجي من إليزابيث ، حتى إذا حدث شيء سيء تكون أصبحت زوجتي وينتهي الأمر هنا؟ لكني كنت أخشى أن أقول لأخيك هذا الحديث ، علما أنه سيقتلها .. فمن الأفضل أن أبقى في السجن من أن أخون زوجتي إليزابيث أو أتزوج بغيرها؟ وهناك شيء اخر يجب ان تعرفيه، في الآونة الأخيرة كان أخوكٍ يهددني برسائل على هاتفي لأقدم له وأوافق على الزواج منك، هذه الرسائل تزال معي وأنا أحتفظ بها. أعتقد .. إذا رفعت دعوى طلاق في المحكمة وقدمت هذه الرسائل ، فهناك احتمال كبير أن يتم إسقاط دعوه زواجنا وسيكون هذا الزواج باطلاً من الأساس.. أم يضعني القاضي بين خيارين؟ ولمن أريد العيش معه .. وبالطبع أنتٍ تعرفي من سأختار.
شحب وجهها فور سماعها كلماته القاسية تلك فقد مس نقطة الضعف التي بداخلها مما جعلها ترغب بالبكاء والصراخ، فكانت كل هذة المده تعتقد بانها فازت بة واصبح آدم زوجها حتى ان لم يكن بجانبها ..ليكمل هاتفاً و عينيه تلتمع بقسوه و حده لاذعة
= ولا تنسى أن أخوكٍ أنطون وضعني في مقارنة بين حبي للموت أو الزواج منكٍ؟ وكان هذا الموقف صعبًا جدًا بالنسبة لي أن أؤذي إليزابيث وأجعلها تشعر بالقسوة والإذلال بذلك اليوم، لكنني اضطررت لفعل ذلك .. ولم يكن لدي الوقت الكافي للبحث عن حل آخر .. لذلك فكرت باني متزوج بالفعل من إليزابيث ولا أحد يعرف ، وأجبرت نفسي على ذلك الزواج وأنا بروح فارغة وأعاني من ألم شديد عندما رأيت خيبة أمل في عيني إليزابيث وهي تعتقد أنني خائن بالفعل وتركتها وذهبت إلى فتاه أخرى! كيف تعتقدي بأني بعد كل هذا الحب الذي بيننا سأتركها بسهولة وأختاركٍ.. لذا يجب أن تستسلمي لحقيقة أنني لم أكن لكٍ أبدًا ..
ثم هز آدم رأسه متمتماً بهدوء وهو يأخذ نفساً عميقاً قائلا ببساطة
= لا عليكٍ فانتٍ قويه سوف تستطيعي النسيان والتاقلم مع الوقت .
انتفضت لارا بغضب هاتفه بحدة وهي ترمقه بنظرات تتطاير منها شرارت و قد طفح كيلها و رسمت ابتسامة باردة علي شفتيها رغم الألم الذي يعصف بقلبها
= حقا انا قويه؟ و انت الوحيد الذي تعاني في هذه الحياه اليس كذلك.. انت الوحيد الذي تتالم وانت التعيس الوحيد هنا؟
لتكمل بنبرة ضعيفة اظهرت مدي الالم الذي تعرضت له نتيجة سخريته وتجاهل حبها المستمر وهي تضرب يدها علي صدرها بعنف شديد و دموعها بدأت تتساقط منها دون وعي بقهر مريرة
= انا اعاني ايضا سيد آدم.. بل أحيانا اتالم واتعذب اكثر منك! لكنني لا افقد السيطره على نفسي مثلك ولا أخوض في احضان الأخريات في الزوايا.. كـ على سبيل المثال حبيبتك إليزابيث.. ولا اشعر بكل ذلك؟ لأني قويه مثل ما تفكر ؟ لانني لا اهتم الى العالم ولا احد بامكانه ايذئي.. و لأنني لا احبك بجنون ؟؟ .
ظل آدم واقفاً ثابت هو يستمع الى بكائها ومعاناتها بصمت، مما جعل جسد لارا يهتز بقوة صارخة بغل وحقد نحوه وهي تصرخ بهسترية مخرجة به غضبها و وجعها الحقيقي التي كانت دائما تكتمة بداخلها وتظهر قوتها وشجاعتها الوهميه
= انا حتى لا استطيع اخبار الجميع بكل ذلك؟ لا استطيع اخبار شخص بما اعاني منه.. ناهيك عن اخبارهم أنا لا استطيع حتي أخبرهم بذلك.. لانني لا استطيع تحمل العواقب .. لكنني تمنيت كثيرا ان اعيش حياتك !! نعم أحيانا اشعر بالغيرة تجاهك فانت على الاقل تمتلك حبيبه تحبك وتحبها ؟؟ وتعيش معها اجمل أيام حياتك وكانة العالم سينتهي غداً.. انت الذي مزاجك جيد بالاصل .. حتى اذا تعذبت وفقدت حبيبتك فعلى الاقل مزال لديك امل تعيش لأجله... لكنك لا تعرف بانني اواجه صعوبات أيضا .. صحيح الزمن يمر ولكن لا تزول الآثار التي تركتها عند مرورك .
أخفضت لارا عينيها الدامعه بالأرض محاوله بصعوبة ابتلاع التنهيدة الممزقة التي انفلت منها و فضح امرها أمامه وانتهي الأمر.. فقد مضي عليها فترات طويلة حقا بصعوبة بالغة و هي تشعر بغصة من البكاء تسد حلقها لكنها اكتفت ولم تعد تظهر شجاعتها الزائفه مرة أخرى .
اقترب آدم منها بهدوء وأصبح أمامها مباشرةً وهو يتطلع لها بجفاء قبل ان يتحدث بصوت حازم
= اعلم جيدا أنكٍ تعاني لارا ؟ وأعلم أن الصراع الداخلي مهلك، و تلك الأحاديث التي تدور داخل نفوسنا بلا إجابةٍ متعبه للغاية .. لكن الفرق بيننا أنكٍ تعاني باختياركٍ وليست مجبرة مثل الآخرين؟ لذلك لا تستمري في العيش بدور الضحية كثيرًا ، فالأمر متروك لكٍ في النهاية.
انسحبت الدماء من جسد لارا شاعرة بألم يكاد يحطم روحها الي شظايا وقد هدد الضغط الذي قبض علي صدرها بسحق قلبها مميت، فلا تصدق حتي الآن بأنه تزوج من إليزابيث ومن المحتمل أن يكن زواجهم باطل.. ليهمس آدم بانفس محتقنه و هو يجز علي اسنانه بجمود
= فـ نهاية مؤلمة أفضل لنا من ألمٍ لا ينتهي .
❈-❈-❈
أحيانا نبتسم دون أن نشعر ليس جنونا بل لأن أطياف من نحبهم مرت أمامُنا...
بعد مرور أسبوعين.. بداخل مستشفى بمكان بعيد وفي داخل احد الغرف استيقظت مستشعرة بألم فظيع بكامل جسدها وبشئ يؤلمها بقوه فوق وجهها كأنة أحدهم معتصرا إياها بقوة دون رحمة.. وخلال ثواني حتى إتضحت الصورة أمامها مسترجعة ما حدث ، لتتحرك اليزابيث وتحاول ان تنهض وهي فوق الفراش بقوة بشكل هستيرية لكنها تفاجات بانها مقيده باليد بسلاسل من حديد؟؟ سقطت دموعها و إنهمرت بضعف معيدة تفاصيل ما فعله ارديان بها.. لتهز رأسها بعصبية شديدة وهي تحاول فك يديها والالام تتزايد لكنها لم تستطيع ولم يظهر امامها احد لتستنجد بة؟ أغمضت عينيها بشدة وهي تردف بصعوبة شديدة وضعف
= ياربي.. هل مت وهذه الجنة ؟.
اقترب منها ارديان فجاه ممسكاً بواجهها بعنف لتشعر بألم اكبر وهي تفتح عيناها بفزع وخوف ليبتسم هو بانتصار متحدث باستمتاع
= بلا أنتٍ في الجحيم حلوتي
لتهز رأسها بسرعه وجنون وهي مطلقه صرخه برعب فاصبحت في جحر الشيطان نفسه.. و اتسعت عينيها بذعر وصدمة عندما وجدته يمسك سكين حاده بيده وهو يقترب منها ليكمل ما تبقى منها وظل يضحك بشده وجنون بطريقه مخيفه... بينما ظلت تقاومه بكامل قوتها وتحرك قدميها و هى تصرخ بهستيرية طالبة المساعدة لكن كان اقوى و اضخم منها حيث نجح بكتم فمها وبيده الأخري غرز السكين بقلبها..
بدأت اليزابيث وهي فوق الفراش العرق يتصبب من جبينها.. وجسدها يرتعش بشدة والدموع تنهمر.. كانت تشعر بوجع يضغط عليها بقوة أثناء نومها حتي...فنعم رؤيتها الى ادريان كانت مجرد كابوس وليس حقيقي بل احلام مزعجه كانت تراوضها.. انما الواقع التي تعيشة الآن بأن ادريان شوه وجهها بالفعل وهي الان داخل المستشفى ؟؟؟ ظلت اليزابيث تتلوي فوق الفراش بعنف وهي تصارع كابوسها معتقده انه حقيقي.. حتي اقتربت منها احد الممرضات وحاولت إيقاظها وهي تربت برفق علي كتفها.. واستجابت وفتحت عينيها بألم شديد والدموع ملئ مقلتيها وقالت بخوف شديد بينما اخذت ضربات قلبها تقصف داخل اذنيها من شدة الخوف
= طفلي.. ما الذي حدث لطفلي ؟؟ ارجوكم لا تأخذوا مني لااا اتوسل اليكم اتركوا اليه .
تنهدت الممرضه وهي تقول بعطف من حالتها الميؤوس منها
= اهدئي حبيبتي واطمئني طفلك بخير.. وانتٍ من الواضح كنتي تشاهدين كابوس في احلامك كعادتك
رحلت الممرضة بعد أن اطمئنت عليها.. بينما ظلت اليزابيث متجمدة فتجلي الخوف مزال داخلها...كما في كل مرة يأتيها هذا الكابوس... مسحت دموعها برفق لكن سكن جسدها تماماً عندما لمست باصابعها جرح وجهها المشوه! والخطوط العميقه التي تظهر على جانب وجهها الأيمن بوضوح..
أغمضت عينيها بمرارة وإغرقت عينيها بالدموع وهي تبعد يدها بسرعه بنفور فهي حتى الان لم تنظر الى المراه وترى ملامحها المشوه .. منذ ان جاءت الى هذه المستشفى التي لا تعرفها؟ ولا تعرف حتى من الشخص الذي انقذها واوصلها الى هنا ورحل ؟ كان كل ما يهمها عندما استيقظت هو ان تطمئن على طفلها! وكان بصحه جيده .. لكن هي التي لم تعد بخير مطلقاً
احاطت بطنها بيديها كما لو كانت تضم طفلها اليها بينما الدموع تنسدل من عينيها المحتقنة بالألم..
ظلت صامتة تتطلع الي الفراغ باعين متسعة ممتلئة بالفزع حيث كان يمر امام عينيها صور لمستقبلها البائس وكيف ستواجه حياتها القادمه بعد ان أصبحت هكذا بتلك الحاله؟ والي اين ستذهب بعد ان تخرج من المستشفى؟ وقد تسارعت نبضات قلبها خوفاً فور ادراكها بأنها اصبحت بلا ماوى دون سند جانبها بحياتها، وحيده هي وطفلها .. واذا كان بجانبها احد في الماضي؟ فالان بعد ان اصبحت مسخ دميم لم يعد يظل بجانبها احد ..!!
أم آدم.! فلا تظن أن أصبح لهم لقاء بعد هذا البعد ، ولكن تعترف بصدق واستسلام أنها أحببته كثيراً.. لكن يجب ان تموت داخلها هذه العبارات حتي عندما تتألم خفاء .. وتموت فيها البسمة عندما تتلامس قلبها غصة الفقد .. و تتذكر كيف اصبح الفراق؟ وكيف كان بالنسبه إليها أجمل شئ بالحياة.. لكن بعدما جرحها هكذا وتدمرت حياتها بالكامل وكيف اصبحت الان.. فالافضل أن تموت فيها هذه المشاعر ولا تجدها فى كل طريق تزع لهم الورود؟؟ لتجد شوكا وبعض الألم من الاخرين .
أرجعت رأسها على الوساده و قد سيطر عليها النعاس مما جعلها تغلق عينيها بتعب و هي لازالت تحيط بطنها بحماية بيديها..
❈-❈-❈
كانت لارا لا تزال تجلس بمكانها بغرفتها غارقة بعالمها المظلم من المشاعر التى تتصارع بداخلها فقد كان هناك صوت بداخلها يحثها على الذهاب إليه مره ثانيه والمحاولة، فمنذ ما فعلته هناك بجرأة و وجدت منه رده فعلة القاسي.. ومره اخرى عندما صارحها بانه تزوج إليزابيث قبل منها..!!و كأنها طعنت بأقذر سكين يمكن ان تطعن به أنثي.. و صوت اخر يحثها على البقاء بعيد عنه! بلا تتركه ولا تعد تذهب إليه من الأساس ويكفي ما حدث؟؟ لكن ليتها تستسلم الى مشاعرها وتريح نفسها.. ابتلعت بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقها و هي تمرر يدها بشعرها بعصبية وغيظ.. لكنها أفاقت من شردها عندما سمعت باب الغرفة ودلف انطون متجهاً نحوها وقال بضيق شديد من حالتها
= هل عُدتي إلي شرودك وعزلتك مرة أخري ؟
رفعت لارا رأسها من بين يديها تطلع اليه بصمت عدة لحظات وابتسمت بسخرية مريرة قبل ان تنهض هاتفه بوحشية وحقد دفين مما جعل تتسع عينه بصدمه وهو يستمع الي كلماتها الاتيه
= وماذا تريدني ان افعل بعد ان تركني زوجي ليله زفافي ورحل يبحث عن عاهرته؟ أو آه معذره تركني وذهب الى ضرتي زوجته الاولى وانا الثانيه؟ او من يعلم ربما عندما يقدم اثباتات تهديدك اليه حتى ياتي ويتزوجني بالاكراه تسقط دعوه زواجي بي ! واعود كما أنا الفتاة البائسه التي تركض خلف رجل متزوج حتى يعطف عليها ويشفق على حبها اليه .
هتف انطون بصوت ممتلئ بالغضب والغيظ
= اخفضي صوتك وانتٍ تتحدثين معي.. فهمتي؟ وتكلمي بأدب مع اخيك الكبير.. وانا من اين لي كنت اعلم كل ذلك و مخططات هذا الغبي وأنه قد تزوج إليزابيث وكان يسجل لي مكالماتي اليه السابقه ..
إبتسمت باستهزاء وهي تنظر إليه ليكمل و هو يزفر بحدة
= والان تثوري علي انا وتلوميني.. انا بالاساس كنت افعل كل ذلك لأجلك؟ أليس حتى تتزوجي من آدم واراكي سعيده معه؟ ألم اقف بجانبك واساعدك وافعل المستحيل حتى تتزوجي ذلك اللعين ويكون لكٍ .. لما غاضبة مني الآن؟؟
لتتقدم منه برغم الارتجاف الذي بقدميها و قصف قلبها الذي يدوي بداخلها من شدة الألم الا انها اتجهت نحوه تبتسم ساخرة بمرارة وعطف علي روحها المسكينة
= سعيده هل بالفعل تراني سعيده الان؟ انا سئمت واصبح بداخلي بركان من الغضب والحقد تجاه هذه العاهره التي دائما يفضلها علي؟ وتجاه آدم الغبي وهو مستمر برفضي.. وتجاهك أنت الآخر.. و تجاه الجميع.. تعبت ويئست من حبي الي .
تنهد انطون بضيق مغمغماً بحدة و نفاذ صبر
= حسنا اهدئي حبيبتي وأنا ساحاول ..
هزت راسها برفض تقاطعه قائلة بهدوء يعاكس الاعصار القائم بداخلها
= اصمت هذه المره لم تفعل شيء ولا انت ولا غيرك؟ بل انا الذي ساتصرف هذه المره حتى يعود آدم الي .
عقد انطون حاجبيه باستغراب متسائلا بقلق من أفعالها المجنونة
=و ماذا ستفعلي ؟؟.
حمحمت وهي شاعرة بالقلق من هذه الخطوة وكان قلبها يقرع بداخل صدرها، لكنها غصبت شفتيها ان ترسم ابتسامة مرتجفة مغمغمة بشجاعة كاذبة
= ساصعد الأن وأحزم حقيبتي للذهاب إلى منزله؟ حتى أعيش معه كأي زوجة مطيعة تجلس بجانب زوجها تعيله ، وأحاول خلال هذه الفترة اقترب منه واستغل اختفاء هذه العاهرة.. وإذا حاول ابعادي عنه مثل كل مرة؟ سأهدده بأنني سأقول للرئيس أن نيشان ليس والده ، بل ابنه بالتبني .. وبهذه الطريقة سيفقد العمودية .
❈-❈-❈
بداخل احد المستشفيات، كان زين يجلس فوق الفراش بجوار والدته وهو يمسك بيديها برفق ويمسح على شعرها بحنان بعد أخيرا ان اطمئن عليها و اصبحت بخير ويمكنها الخروج، فكانت قبل ايام تعاني من مرض الربوة والصعوبه في التنفس وعندما راها زين هكذا كان شاعراً بالخوف والقلق يستوطن كل خلية حية بخلايـاه.. ودون ان يفكر مرتين اسرع يسعفها الى احد المستشفيات وكان حينها الندم يشوبه مدمرًا ثباته الشعوري وهو يفكر بأن هذا بتأكيد ذنب ما كان يفعله بـ اليزابيث وآدم !!...
آفاق فجاه على صوت والدته الحنونه وهي تضغط على يده بخفه وقالت مبتسمة بتعب
= بني لا تفكر كثيرا انا اصبحت بخير الان، ورايت بنفسك قبل قليل، قد أخبرك الطبيب بان يمكنني الخروج خلال هذا الأسبوع واصبحت بصحه جيده الحمد لله .. لذا هيا انهض واذهب الى عملك الجديد وكن مطمئن عليه هنا.
تنهد زين بقلة حيلة وهز رأسه بالايجابي بابتسامة خفيفه وهو ناهض ليرحل متردد خائف عليها بينما اول ما التفت قد تمعن بالفراش الذي بجانب فراش والدته وكانت فوقة فتاه تنام وكان ظاهر نصف وجهها والنصف الاخر كانت تغطيه بملاء السرير ، لكنه عقد حاجبيه باستغراب وهو يشعر بأن قد راها من قبل؟ لكن لا يعرف اين بالضبط ؟؟.
ثم هز رأسه بعدم مبالاة وهو يتحرك لكن توقف مره ثانيه عندما تململت الفتاه فوق الفراش وظهر وجهها بالكامل.. او النصف الآخر المشوه! فقط اتضحت بانها اليزابيث..
تشبث قدماه بالأرض بقوة وكأنه لا يستوعب ما حدث لها وكيف ومتي؟ وآدم كيف تركها يحدث لها ذلك؟ تحرك إليها وعينـاه التي ترمي سهام مشتعلة حارقة استقرت عليها بحزن شديد و قلبه لا يساعده على ترسيخ شعوره بصلابه والثبات أبدا...!! فكيف يستطيع التمسك وهو يراه أمامه من أحبها قلبه وعشقها تعاني بهذا الشكل .
ثم بدأ يقترب منها رويدًا رويدًا وعيناه تتفحصها مرددًا بصوت أجش حمل لمحة من الألم
= اليزابيث.. يا ربي ما الذي حدث لها .
لكنها لم تجيب عليه وكانت نائمه تاثير المخدر ليسكن الألم بوجهها، لكن عندما اقتربت منه الممرضه وراءته ينظر اليها بحزن شديد هكذا، عاجلته بأول سؤال خطر على بالها
= هل تعرفها، اذا كنت تعرف هذه الفتاه أخبر أهلها بمكانها فهي هنا منذ حوالي ثلاث اسابيع ولم يزورها احد ؟؟ وهي لا تتحدث حتى مع أحد !!.
عقد ما بين حاجباه يضيق عينـاه التي أشعرته بغضب مكتوم وكأنه ذئب يأهب غرائزه للأنقضاض علي الفاعل بها ذلك... ثم سألها باهتمام
= ماذا حدث لها ؟؟ هل تعلمي ما الذي اصاب وجهها !!
هزت الممرضة رأسها برفض وهي تردف بعطف عليها
= لا لم نعرف ما الذي أصابها، أخبرتك انها ترفض الحديث.. لكن ارجوك اذا تعرفها اخبر أسرتها علي الفور وساعدها فحالتها النفسيه تسوء كل يوم، وهي حامل بطفل ايضا .
اتسعت عينا زين بصدمه وأصبح يشعر أن الهواء إنسحب من حوله حتى بات الاختناق رفيقه، فهي ايضا تتألم وبداخلها طفل!!. ولم يحتاج بالتفكير بشان والد الطفل؟ فبالتاكيد هذا الطفل إبن آدم ... لكنة لم يعرف ما الذي حدث معهم فرقهم عن بعض هكذا.. ولما آدم تركها وهي حامل بطفله.. وما الذي اصاب وجهها و اوصلها لتلك الحاله .
❈-❈-❈
بينما عند آدم مرت الايام علية مرا وكأنهم دهر... دهر قاسي يمزق داخله.. فكلما بحث عنها بمكان كأن يمكن أن تذهب إليه ولكن لم يجدهـا... ولا حتي يوجد آثار لها بالقرية.. حتى كاد أن يفقد عقله فعليًا، وقد اكتشف أن اقوى عقاب لروحه العاشقة هو ابتعادها عنه فشعر أن روحه تُسحب منه ببطء.... فهو يجن جنونه بمجرد أن يلقي نظرة إلى المنزل ويجدة فارغة وساكت بدونها.... وعقله حتي تلك اللحظة لايستوعب أن إليزابيث فرت هاربة من بين يداه و لم تعد تريده فعليًا.. رحلت وربما لن تعود... لن يراها... لن ينعم بدفء احضانها وإن كان رغم ارادتها.. يا الله سيفقد أخر ذرة متعقلة داخله إن لم يجدها ويطمئن عليها بأنها بصحه جيده .
وفي نفس الوقت كأن يسير بخطوات ثقيله وهو يعود الى منزله من رحلته الباحثه عنها وباتت بالفشل كعادته ولم يجدها، لكنه وجد لارا تجلس امام عقبه المنزل وبجانبها حقيبتها ومن الواضح انها تنتظرة؟؟. لكن تحرك آدم من جانبها ولم يعطيها اهتمام... لتنهض هي بسرعه و اقتربت منه لتمسك يده هامسًة بتوسل
= ادم انتظر.. واسمعني ارجوك .
لكنه هتف بانفعال وهو يدفع يداها بعيدًا عنه
= اللعنة عليكٍ وعلى آدم.. ألم اخبرك ألا تظهر امامي ابدًا ؟!!!
زفرت لارا بصوت مسموع بغيظ وهي تحاول احكام أعصابها حتى لا تنفجر في مره ثانيه وتنهار... وفي الوقت ذاته تعلم أنها ستعاني حتى تحل بمكانها داخل قلبه !!! اقتربت منه ثم قالت بجدية
= أهداء ولا تغضب علي، انا من هذه اللحظه ساسكن معك في منزلك ولا يهم اي حديث سمعته منك قبل سابق، حول موضوع زواجنا ؟؟ فكل ما اعرفة اننا تزوجنا بالفعل امام الجميع .
ثم ربعت يديها الاثنين أمام صدرها وهي تقول بنبرة تهديد مقصودة بثقه وحزم
= وان حاولت الرفض حينها ستضطرني الى الذهاب الى المسؤولين واخبرهم بانك على علاقه بعاهره؟ وايضا تزوجت منها؟ وبعدها في نفس الوقت تزوجتني انا ايضا .. ولا تنسى بأنك بهذه الطريقه احتمال كبير ان تخسر العموديه .
نظر آدم إليها بصمت عده لحظات قبل ان ينفجر ضاحك بشده بطريقه هستيريه مرددا بصعوبة من بين ضحكاته باستفزاز
= ههههههه نعم لا عيدي حديثك مره ثانيه هكذا ههه ماذا من المحتمل أن اخسر العموديه هههههه ياربي لا اصدقك حقا، وايضا مازالت تهددني بعد كل ذلك .
تطلعت لارا له بنظرة ضيق وغيظ وهي لا تفهم ما بة، لكنه اتسعت ابتسامته الخبيثة التي سرعان ما اختفت وهو يقترب منها ببطء مستطردًا بصوت ماكر مُخيف
= لارا حبيبتي استمعي لخطابي جيدًا؟ أنا آخر شخص يمكن أن يثير اهتمامي وتهمني العموديه أو حتى منصب آخر .. وهناك شيء سيء يجب أن أخبرك بي أيضًا.. لسوء حظك ، فعندما تكتشفي هذه الأخبار قد تصابي بنوبة قلبية مفاجئة .. ولكن يجب أن تعلمي ذلك .. وهو أنني لست ابن السيد نيشان ولم يكن في يوم والدي؟ بل هو زوج والدتي المتوفاة ، وقد تبناني من أجل ضمان العمودية ، لا أكثر.
تجمدت لارا مكانها بذهول، بينما مسح آدم علي شعرة ببرود وهو ينظر إلي لارا التي تصنمت تشهق بعدم تصديق وهو يكمل حديثه قائلا بجدية وخشونة
= لكن هذا الأمر لم يحدث لي أي فرق إطلاقا .. ولم أهتم بشؤون العمودية أو أي شيء آخر .. وإذا كنتٍ لا تصدقني اذهبي بنفسك إليه واخبري بهذا الحديث وتاكدي.. آخر شيء خلال أسبوع سارفع دعوه طلاق ومن الافضل اليكٍ ان توافقي انتٍ ايضا على هذا الطلاق حتى لا تضطريني إلي سجن أخيك عندما أقدم المكالمات التي بيننا و كان يهددني بها للشرطة.
❈-❈-❈
مر يوم .. اثنان .. أسبوع .. شهر كامل ولا رد ! مزالت إليزابيث مختفية ولم تاتي ولا ظهرت حتي الآن؟ وفي كل يوم يطال الانتظار و كان قلبه يحترق .. يحترق حد الصقيع بينما يحاول الاستيعاب في كل لحظة اختفائها فالانتظار مؤلم حقا .. واختفاءها الأبدي من حياته مثل الهجرة الغير شرعية.. شباب في منتصف العمر يقفزون بين الموت والحياه ولا يعرفون مصيرهم المجهول.. وكم هو قاسي هذا الشعور ! لكن ورغم ذلك .. لم يمل من الانتظار !
فيجد كل يوم نفسه يجلس أمام المنزل كأنه يتأكد أكثر من هجرها لي.. أو يشعر بقربها قريبه منه لكن .. لا تستطيع ان تاخذ هذه الخطوة وتعود لكن لم يراها ! وكأنه يصرخ قلبه بالنداء .. لقلب أصمٍ لا يُبالي .
فراغ بداخله يتسع ثقبه يوماً بعد الآخر دون أن يجد القدرة على سده فيستسلم يغوص فيه عله يجد راحة يوماً.. إلا أنه لم يجد تلك الراحة المنشودة .. لكنه على الأقل لم يشعر بالألم أيضا .. فقط الفراغ والدموع الشاردة بين حين وآخر !! كم صعب الفراق حقا .
مرت الأيام ببطء خانق عليه وهو بمفرده ينتظرها داخل المنزل.. حاول في كل يوم فيه رسم ابتسامة جميلة أو ضحكة ترسم لتعود له الروح والحياة و بعضا من السعادة الزائفة .. في محاولة منه لبث الراحة إلي قلبة بأمل حتي إن كان مزيف.. وليته يفلح بذلك حتى .. !
فتلك السعادة المرسومة بزيف تسقط قناعها في لحظات الذي يشرد بها فجأة دون إدراك منه وكأنه منفصل عن العالم و يبتسم بحزن ..فتلك السعادة الزائفة لم تنجح في مهمة اخفاء دموعه .. حين يشعر بها ساقطه على وجنتيه .. إنه حتى أصبح كل يوم ينام لساعات أطول من المعتاد .. ساعات طويلة غالية .. يهرب فيها من الواقع المريرة .
تحرك آدم جهة الأسفل لكن ليس كي يحصل على بعض من الهواء النقي بل وإنما ينتظر إياها بأمل جديد أن تعود بنفسها وتشحن طاقته حتى يكملوا مسيرتهم سواء ... لكن عندما خرج آدم من باب المنزل وقف مكانه بعدم تصديق وهو يري أمامه زين !!. وعلي الرغم من أنه كان بحاجة إلى أي شخص بجانبه يواسيه لكن مزال لم ينسي غدره .. هتف آدم بجمود و هو يتطلع الى زين باعين مظلمة ممتلئة بالغضب
= ماذا تفعل هنا ؟.
صمت زين قليلاً شاعرا بالذنب والندم حقا ثم همس بصوت مختنق لا يكاد يسمع لكن كان يملئه بالرجاء والتسامح
= هل اذا قلت لك عن مكان إليزابيث سوف تسامحني يا آدم.. وتعطيني فرصه ثانيه حتي أكفر بها عن ذنبي معك !..
❈-❈-❈
في مكان آخر، بأحد الشوارع الجانبية كانت سيـارة نيكولا تمـر في مسـار احد الارصفه وهو يحـدق في الطريق أمـامه ويتحدث مع احدهم بالهاتف، وإلتوى فمه بإبتسامة خبيثة أظهرت أسنانه وهو يردد بالهاتف الذي يضعه أعلي أذنه قائلا بغبطة
= في غضون أيام قليلة ستجد الفتاة التي اتفقت معك بشأنها (سافانا) ، و ليست هي فقط ، بل ستأتي معها فتاة أخرى ... ولا تنسي أن تُحضر لي مبلغ ثمن هاتان الفتاتين .
وكانت الفتاه الاخرى الذي كان يتحدث عنها إليزابيث بالتاكيد؟؟. فقد أخبرته سافانا قبل قليل وهي تتحدث معة عبر الهاتف بانها رحلت من المنزل ولا تعرف الى اين ذهبت؟ وكانت غافله عن عيونه التي التمعت بمكر وجشع.. وهو يفكر لما لا يسترجعها ويبيعها الى احد اخر ويقبض ثمنها مره ثانيه !!.... فهو الان يعمل مع احد اخر بعد موت شويكار .
ليكمل متحدث بصوت خافت ، وغمغم بطمع وهو يبتسم بثقة
= ولا تقلق، الفتاة الأخرى ، سأجد من السهل خطفها ، لأنها الآن بمفردها وقد تخلى عنها الجميع .. فقط أعطني بعض الوقت ، وفي غضون أسبوعين ستجدهم أمامك الاثنين ، الأهم أن تُعطيني ثمن مناسب لتلك الفتاتين .
وقبل أن يستمع الي صوت الطرف الآخر بالهاتف إذ فجـأة اصـطدم بسيارته في احد الاشـجار بالشوارع بعنف لم يراها لتحطم السياره من الامام! شعر نيكولا بإرتجاجة قوية في رأسه من الصدمه فإنقبض قلبه لوهـلة وحبس أنفاسه ، وظن أنه مات للحظة .. فصمت وانتظر لعدة لحظات مترقباً .. لكنه عندما شعر بتنفسه اللاهث بخـوف .. فتنهد بإرتيـاح وسعادة بأنه بخير وما زال على قيد الحياه وحاول أعـاد تشغيل سيارته وبالفعل ضغط على زر التشغيل لتعمل و ترتفع تدريجياً للأعلى.. فأدار المقود للجانب لتتحرك معه بحذر وتنتقل للجانب الأخـر من رصيف.. لكنها انخفضت مره ثانيه ولم تعد تعمل مره اخرى! وظلت السياره على وضعيتها الثابتة بالشوارع .
ثم استجمع نيكولا قوته، وفتح باب سيارته وخرج من السيارة يبحث عن مخرج للنجاء ولكن كانت الرؤية مشوشـة للغاية من اثار الضربه التي تلقاها على راسه من اصطدام رأسه بداخل السياره .. بينما زادت حـدة الضربات برأسه بصورة مميتة، ولم يراه امامه الى اين اخذته أقدمه معتقد أنه يسير نحو أحد الأرصفة.. لكنه توقف اسفل قضبان من حديد .
وفي نفس التوقيت كان قطار يمر محمل بالاشخاص والبضائع الثقيلة.. ويسير بسرعه شديد دون توقف.. وعندما وضحت الرؤيه عند نيكولا الى اين يقف بالضبط ؟؟.
فصرخ نيكولا باهتياج وهو يضع كفيه برعب على وجهه يحمية عندما وجد القطار يسير تجاه، ثم مر القطار وأكمل طريقه مع صراخات نيكولا المتواصلة ثم انقـطـعت ... فهشمت جسده على الفور .
أحدثت صدمه هائلاً هـز أرجـاء المكان لتتناثر بعدها الدمـاء على الأرصفة و بالأرض وعلى قطبان الحديديه الأخـرى المتراصة على الجانبين لمرور القطار عليها ، وبها قطع صغيرة من أشلاء ما تبقى من جسـد نيكـولا....
استمع السكان بالمنطقه إلى صوت صراخات المفزع ، و خلال ثواني ركض بعض الأشخاص والعاملون بالمكان الذي وقع فيه الحادث؟ وصرخوا بفـزع حينما تفاجئوا بوجود بقايا بشرية ودمـاء منتشرة في المكان ، فصـاح أحدهم بهلع
= يـا ربــاه ، أحد يطلب الاسعاف و النجده بسرعة !
ليقول شخص آخر وهو يدقق النظر إلي هناك فشعر بالغثيان من بشاعه المنظر وهتف بإشمئزاز
=و ماذا ستفعل الاسعاف هنا؟ الم ترى بنفسك
الرجل اصبح إلي بقايا بشرية .. وباقي الاجزاء الكلاب بدوا ينهشوها .
فقد تجمعت بالفعل بعض الكلاب الضالة بالمكان، وبدأ بعضها يلعق تلك البقايا العالقة بقضيان الحديد ، ينهشون فيه لحمه المتبقي! مثل ما كان يفعل بالضبط..!!! وهو حي مع الفتيات مستغل ظروفهم ...!!
فـربمـا هذه النهايه التي يستحقها فـعلآ .
وفي غضون دقائق تحولت المنطقـة إلى سـاحة للجريمة، وأصبح يعج برجال الشرطة و المباحث والتحريات الخاصة لمعرفة هوية المتوفي ...