رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون

_ بابا !!!
خرجت من بين شفتي وتر ، تكاد تصاحبها عينيها من مكانها ، صدمة رؤية والدها امامها بعد كل تلك المدة كادت تصيبها بالجنون ، والدها حي وها هو يقف امامها منظره فظييع ، شتان ما بين الحالة التي اعتادت رؤية والدها عليها وحالته الآن بهيئته البشعة وثيابه الممزقة وعينيه ما بها عينيه ، والدها لا يرى !!! 
والدها حي ، والدها حاله أسوء بكثير من المتسولين في الشوارع ، والدها لا يرى اذا كيف جاء لهنا ، والاكثر رعبا ما يحدث أمامها الآن لصغيرتهم كايلا ، صغيرتهم كايلا التي ارتسمت على شفتيها ابتسامة كبيرة مخيفة تنظر لسفيان تتحدث بصوت غليظ اجش مخيف: 
- اهلا اهلا اهلا نورت يا جدو ، يا حرام انت اتعميت ولا ايه ، شوفت بقى إحنا نقدر نأذيك إزاي ، دي حاجة بسيطة جدااا جدااا جدااا من اللي نقدر نعمله يا جدو ، وأنت عارف الحل ، ارجعلنا يا سفيان ، ارجع لطريقنا ، سيبك من وهم التوبة ، لسه عرض الملك موجود هتبقى سيد نفسك قولت ايه
من ذلك الملك الذي يتحدثون عنه بالطبع هو نفر من الجن وربما هو زعيمهم وربما هو الشيطان نفسه فما يحدث خارج استيعاب العقل البشري تماما 
دق سفيان الأرض بالعصا الغليظة في يده عدة مرات  ترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة يرد بكل ثقة :
_ عرض كذاب من كذوب ، كيده ضعيف خائر ، لما كنت في طريقكوا كنتوا تحت أمري من ضعفكوا ، ولما بعدت ورجعت لطريق بتلوشوا  ، انتوا ما تقدروش لا تؤذوني ولا تأذوا كايلا 
صرخة غاضبة مخيفة خرجت من بين شفتي كايلا تنظر لسفيان بغضب عارم تصرخ فيه :
_ أنا عملت عشانك كتير يا سفيان ، اتشكلت في هيئتك وجيت لحفيدتك كل ليلة عشان تحبك وتتعلق بيك ونخلص منها يوم ما نحتاج لدمها ولما جت اللحظة المهمة خونت العهد دا ، سيطرت على داغر وخليته يشغل وتر عنده عشان بس توقع بينها وبين جبران ، واخرهم سيطرت على زياد وخليته يغتصب حياة عشان بس تنتقم منه ، أنا غداااار يا سفيان ، مش بعد كل دا فاكر نفسك هتدخل الجنة 
الصدمة التي ارتسمت على وجه وتر كانت لا توصف ، والدها لا ينفك يحاول تدمير حياتها بأي شكل كان ، حين خرجت شهقة عالية من بين شفتي وتر ألتف سفيان ناحية مصدر الصوت وظهر الألم والحزن والندم جليا على وجهه تحشرج صوته يتحدث بنبرة تكتسحها الألم :
_ مش هقول كذاب وبيحاول يكرهك فيا ، أنا فعلا عملت كدة يا بنتي ، أنا عملت كل حاجة وحشة وبشعة ممكن تتخيليها أو لاء ، أنا عملت حاجات الشياطين نفسها ما عملتهاش وما ندمتش لحظة ، حتى كايلا كنت بخطط أني آذيها بأي شكل حتى بس ارفع مكانتي وسطهم ، بس مش عارف ايه اللي حصل ، مرة كان عندي راجل ومراتي خليت الراجل شك في مراته وضربها وطلقها ،  الست بصتلي وهي بتبكي وقعدت تصرخ وتحسبن عليا بكل حرقة ، لأول مرة من سنين طويلة أحس بالخوف ، بعدها بقى كل ليلة أحلم أحلام كلها أبشع من بعض ، مرة أحلم أني بتوضى بدم ، ومرة أحلم بنار رهيبة وصوت من كل حتة بيقولي دا مكانك ، ومرة أحلم أني قدامي القرآن ومش عارف انطق منه كلمة ، أحلام كلها رهييييييبة مؤلمة ، كنت بحاول ما أركزش فيها وكملت شر أكتر والاحلام تزيد أكتر وأذيت زياد وخليته يغتصب حياة ، وجه رزق وقالي على المقبرة وقتها لما روحت معاه عرفت من الخدم بتوعي أن مراد بيمثل عليه وأنك موجودة أنتي وكايلا ، ساعتها رصد المقبرة طلب دم أي بنت صغيرة ، وغدار طلب دم كايلا عشان أبقى ضربت 3 عصافير حرقت قلب جبران عليها ، وفتحت المقبرة ، وزدت قوة ومكانة بينهم ، عرض ما يتفوتش ، وروحت فعلا وخطفت كايلا من بيت رزق ، بس أول ما شافتني جريت عليا وحضنتي وكانت فرحانة اوي إنها شافتني ، خدتها المقبرة ولما جت اللحظة اني هموتها ، فجاءة صوت الست وهي بتقولي حسبي الله ونعم الوكيل فيك رن في وداني والاحلام كلها اتجسدت قدام عينيا ، فجاءة حسيت برعب عمري ما حسيت بيه قبل كدة ، وما حستش غير وأنا باخد كايلا في حضني وبقرأ القرآن صح لأول مرة في حياتي ، حسيت إنها آخر إشارة آخر تحذير آخر فرصة عشان أسيب كل اللي أنا فيه دا 
_ امممم حكاية مؤثرة أوي يا جدو ، بس خليك فاكر كويس أنت دخلت طريقنا بمزاجك ، تخرج منه بمزاجنا إحنا
خرج صوت خبيث مخيف من بين شفتي كايلا ، جعل سفيان يلتفت ناحيتها من جديد يتحدث بكل ثقة :
_ ما هم بضارين به من أحد ألا بإذن الله 
وفجاءة تحركت سفيان ناحية جبران يشير له بعينيه ناحية كايلا ، هنا أدرك جبران أمرين أن سفيان يرى وانه يريد منه أن يُمسك بكايلا ، طفلته الصغيرة الضيئلة الأمر ، الأمر أبسط ما يكون ولكنه ما أن أمسك بها شعر بانه يُمسك برجل ضخم الجثة ، لم يستطع حتى حملها فجلس على ركبتيه أرضًا يُمسك بها يصرخ غاضبا :
_ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ابعد عن بنتي يا ملعون ، ابعد عن بنتي 
تعالت ضحكات خبيثة مخيفة من بين شفتي كايلا في حين نظر سفيان إلى جبران غاضبا يطلب منه أن يصمت ، هنا صرخ ذلك الصوت من جديد :
_ أنت شايف يا سفيان ، يعني كنت بتخدعنا للمرة الالف
أنا هموتلك الكل وهسيبك للكل هعذبك لحد ما تتمنى الموت ، هجننك هخليك تمشي في الشارع عريان ، هخلي الكل يقرف منك ، اسمع الكلام يا سفيان دي فرصتك الأخيرة قبل ما تشوف حفيدتك جثة قدامك
صرخت وتر مذعورة تبكي بحرقة جسدها ينتفض رعبا ، تحركت سريعا لتصل لابنتها ولكن سفيان أسرع وأمسك ذراعها يمنعها من ذلك ، صرخت وتر فيه تحاول إفلات ذراعها من يده :
- ابعد عني ، أنت ايه يا أخي مريض ، أنت فاكر أن أنا مصدقة أنك جاي تساعدنا ، أنت السبب من البداية ، أنت جاي تأذي بنتي ، جاي تموتها ، أنا لو ندمانة على حاجة في حياتي ، فأنا ندمانة على أنك أبويا ، بس للأسف ما حدش بيختار أهله ، أنت فاكر فعلا أن واحد زيك ممكن يتوب ، أنت عملت كوارث ما يعملهاش الشياطين نفسها ، دا كفاية بس اللي عملته فيا ، دمرت حياتي وخليت مريض نفسي يحاول يغتصبني وشوه جسمي ، وحاولت تموت جبران ، وخطفتني وكنت عايز تقتلني 
أنا بكرهك من كل قلبي ياريتك كنت مت ، أنت ايه بسبع أرواح ، بنتي لو جرالها حاجة شياطين الإنس والجن كلهم مش هيمنعوني إني أقتلك بإيديا 
كلمات وتر زعزعت ثباته بات على شفا الانهيار ، ملأت الدموع عينيه قبل أن يحرك رأسه للجانبين يشدد على ذراعها يتحدث :
- مش هتشوفي وشي تاني في حياتكوا ، بس لازم أبعده عن كايلا ، لو حصلها حاجة اقتليني بس اسمعي كلامي وارجعي ورا لآخر مرة يا وتر 
دفعها عنوة للخلف وتحرك إلى حيث يحاول جبران الإمساك بكايلا وضع كف يده على رأسها وبدأ يقرأ القرآن :
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... بسم الله الرحمن الرحيم 
«وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ السّحْرَ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ»
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... بسم الله الرحمن الرحيم 
«اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْحَيّ الْقَيّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لّهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَن ذَا الّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مّنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيّهُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيّ الْعَظِيمُ * لاَ إِكْرَاهَ فِي الدّينِ قَد تّبَيّنَ الرّشْدُ مِنَ الْغَيّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَيْؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللّهُ وَلِيّ الّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُمْ مّنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ وَالّذِينَ كَفَرُوَاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مّنَ النّورِ إِلَى الظّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ »
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... بسم الله الرحمن الرحيم 
-« وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مّلْقُونَ * فَلَمّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَىَ مَا جِئْتُمْ بِهِ السّحْرُ إِنّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقّ اللّهُ الْحَقّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ »
صرخات مخيفة بشعة بدأت تخرج من فم كايلا  يخرج معها سيل من التهديد والوعيد :
- بتخون العهد تاني يا سفيان ، بتكسر العهد تاني يا سفيان ، المرة دي ما فيش سماح يا سفيان ، المرة دي مالكش أي فرصة تانية تتوسل لينا عشان نديهالك ، اخرس بقولك اخرس لأموتهالك اخرس
وهل سكت ، لا هو خير من يعرفه قضى عمره بالكامل بينهم بدأ صوته يعلو أكثر وهو يكمل :
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... بسم الله الرحمن الرحيم
" فَوَقَعَ ٱلۡحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (118) فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَٱنقَلَبُواْ صَٰغِرِينَ (119) وَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سَٰجِدِينَ (120)"
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ* وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ* إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... بسم الله الرحمن الرحيم
"فَلَمَّا جَآءَ ٱلسَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَىٰٓ أَلۡقُواْ مَآ  أَنتُم مُّلۡقُونَ (80) فَلَمَّآ أَلۡقَوۡاْ قَالَ مُوسَىٰ مَا جِئۡتُم بِهِ ٱلسِّحۡرُۖ إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبۡطِلُهُۥٓ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصۡلِحُ عَمَلَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ (82)"
تعالت صرخاته الغاضبة وبدأ يخرج معها سيل من الشتائم البذيئة ، في حين ابتسم سفيان بكل هدوء يردف :
- كدة ما خلتش قدامي حل تاني
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .... بسم الله الرحمن الرحيم
"وَٱلصَّٰٓفَّٰتِ صَفّٗا (1) فَٱلزَّٰجِرَٰتِ زَجۡرٗا (2) فَٱلتَّٰلِيَٰتِ ذِكۡرًا (3) إِنَّ إِلَٰهَكُمۡ لَوَٰحِدٞ (4) رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ ٱلۡمَشَٰرِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ (6) وَحِفۡظٗا مِّن كُلِّ شَيۡطَٰنٖ مَّارِدٖ (7) لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَيُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٖ (8) دُحُورٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ (10)"
مع كل حرف يقرأه سفيان من سورة الصافات ، وكأن زلزال ضرب شقتهم ، كل شيء حولها يهتز ، صرخات تأتي من كل مكان حولها ، تنظر إلى ابنتها مذعورة فترى جبران يُمسك بها بين أحضانه ، والذعر على وجهه كان خوفا عليها وليس منها ، رفع يده على رأسها تنزل الدموع من عينيه بحرقة يحادث ابنته :
- كايلا يا حبيبتي ما تخافيش يا حبيبتي ، ما تخافيش يا بنتي أنا هنا ، أنا جنبك ، ما تبعديش عني أنتي ، ما تبعديش عني يا حبيبتي ، كايلا كايلا 
صرخ باسم ابنته مذعورًا حين شعر بها تتهاوى بين يديه فاقدة لوعيها ، صرخ مذعورا وصرخت وتر تركض ناحية ابنتها حملها جبران بين ذراعيه يضعها على الأريكة لتنتشلها وتر بين أحضانها ،  يمسح على وجهها بالمياه بدأت تفتح عينيها بين أحضان والدتها نظرت لجبران تحادثه بصوت خفيض ناعس :
- جوجي أنت بتعيط ليه ؟ وبتغلق وش كايلا بالمايه ماما هتزعق 
وكأن الحياة عادت لقلبه بعد أن كاد يتوقف من الخوف احتضنها يقبل يديها ووجهها وجبينها ، إلا أن كايلا ابتعدت عنه ونظرت ناحية سفيان وصرخت سعيدة :
- جدوووو
انسلت كالقطة الصغيرة من بين أحضان والدتها تركض ناحية سفيان تعلقت بجلبابه ترفع ذراعيها له ليحملها ، ففعل سفيان لفت كايلا ذراعيها حول رقبته تقبل وجنته تتحدث سعيدة : 
- جدو أنت جيت ، هتقعد معانا أنا وماما وجوجي 
ابتسم سفيان رفع يده يمسح على رأسها بخفة يقول باسما:
- لاء يا كوكي أنا جيت عشان أشوفك ولازم أمشي ، بس المرة الجاية هقعد معاكي كتير 
تقوس فم الصغيرة حزنا وتعلقت بعنق سفيان ترفض مغادرته نظرت ناحية والدها تطلب منه :
- جوجي مش أنت حبيبي خلي جدو يقعد معانا هنا 
تحرك جبران ناحيتهم مد يديه يحاول أخذ كايلا يحادثها مترفقا :
- كايلا يا حبيبتي جدو عنده مشوار مهم ، وهيرجع تاني ، سيبيه يا حبيبتي وتعالي لحضن بابا 
ولكن كايلا رفضت وبكت بحرقة وقبضت بكفيها الصغيرين على جلباب سفيان وبدأت تصرخ رافضة :
- لاء جدو مش يمشي ، جدو يخليه مع كايلا ، كايلا عايزة جدو 
حاول جبران انتزاع كايلا بعيدًا عن سفيان ولكن ابنته العنيدة مزقت أجزاء من جلباب سفيان وهي تقبض عليه وجبران يحاول يجذبها ولم تتركه 
وقف جبران في حيرة من أمره بين رغبته في طرد سفيان؛ الراجل الواقف أمامه تفنن في تدمير حياة الجميع ، وبين ابنته التي تصرخ وتبكي رافضة ذهابه ، اقترب من أذن سفيان يهمس يتوعده:
- أول ما كايلا تنام تغور في داهية وما أشفش خلقتك تاني، فاهم 
حرك سفيان رأسه لأعلى وأسفل يمسح على ظهر الصغيرة برفق ليحتد وجه جبران يهمس له مشمئزا :
- صدقني أنا قرفان منك، أنك تحط إيدك على بنتي 
ابتعد عنه عدة خطوات عينيه تراقبه كالصقر حين ابتعدت كايلا عنه تنظر لثيابه تردف سريعا :
- جدو هدومك اتقطعت ، جوجي عنده هدوم كتيل ، جوجي أدي لجدو هدوم
زفر جبران أنفاسه يحرك رأسه على مضض ، تحرك إلى غرفته أخرج عدة ثياب ، مد يده له بالثياب يردد ساخرا :
- طبعا أنت عارف الحمام فين ، أكيد عفاريتك معرفينك كل حاجة ، كوكي تعالي لبابا عشان جدو هيروح يستحمى 
نظرت كايلا لجدها قلقة أخفضت صوتها تهمس تسأله :
- أنت مش هتمشي صح يا جدو؟
ابتسم سفيان يحرك رأسه يمسح على رأسها:
- ايوة يا حبيبتي مش همشي ، روحي لبابا 
مدت كايلا ذراعيها ناحية جبران الذي أسرع يأخذها منه ، يراقبه وهو يتحرك للداخل يختفي من أمام عينيه ، انتبه على جملة كايلا تسأله :
-جوجي يعني ايه عفليته ؟
حاول أن يبتسم تحرك يجلس جوار وتر ، وتر التي تجلس متجمدة مكانها ، وتر التي ترتكز عينيها على باب المرحاض هناك حيث اختفى والدها ، والدها التي تكاد تُجن من هول ما حدث ، انتبهت على يد جبران يضعها على كتفها فبدأت تردد بلا وعي :
- مش حقيقي ، اللي بيحصل دا مش حقيقي ، مش حقيقي 
لم يجد جبران ما يقوله هو الآخر لا يكاد يصدق ما حدث أمامه ، ما هي إلا عدة دقائق وفُتح باب المرحاض وخرج سفيان الدالي الذي يعرفون بقامته المديدة وصدره العريض وشعره الممشط ، ولحيته المهذبة ، يرتدي سروال من الجينز أزرق وقميص أسود ملك لجبران ، ما أن رأته وتر شهقت مدهوشة ، والدها أمام عينيها بنفس الهيئة التي تحفظ ، ركضت كايلا ناحيته ما أن رأته ليبتسم سعيدًا يحملها على ذراعه ، تتذكر ذلك المشهد جيدًا حين كانت تركض ناحيته وهم في حديقة القصر ، كان يحملها على ذراعه أيضا يلتف بها حول نفس وهي تضحك سعيدة 
_____________
فتحت عينيها وكل ذرة بها تتمنى أن يكن ما حدث ليس سوى كابوس بشع وأنها لا تزال في منزل أيمن ، ولكنها حين أبصرت المكان حولها أدركت أنه حقيقة ، وحقيقة بشعة مخيفة ، انتفضت حين فُتح الباب وظهر ليد دخل للغرفة وابتسم ما أن رآها ، فجذبت جسدها سريعا تبتعد عنه لأقصى الفراش تضم قدميها لجسدها تبكي مذعورة تتوسله ألا يؤذيها :
- أرجوك أبعد عني بقى ، سيبني في حالي ، أنا تعبت، أنا أذيتك في إيه عشان تعمل فيا كل دا 
ابتسم ووضع صينية الطعام جانبا تحرك على الفراش على ركبتيه حتى بات أمامها أمسك بذراعيها بين يديه يتحدث مبتسما :
- أنا بحبك يا حياة ، أنا قبلت بلعبة كبيرة أوي عشان بس أرجعك ، بصي عشان ما أبقاش كذاب مش عشان بس أرجعك عشان أخرج من السجن وأرجع أعيش حياتي ، وأبقى وحيد ومعايا كل الفلوس دي وأرجعك بردوا أنتي كنتي ولازالتي من ضمن أولوياتي يا حبيبتي ، بس المشكلة أن دي طريقتي يا حياة ، أنا عارف إن الموضوع صعب عليكي بس واحدة واحدة هتتعودي ، وبعدين مش هوديكي عند صندوق التعابين تاني طالما بيخوفك أوي كدة 
توسعت حدقتيها ذهولا يستوطن الذعر نفسها ما الذي يقصده ذلك المختل الجالس أمامها حركت رأسها للجانبين سريعا ترفض ما يقول قبل أن تهمس بنبرة ترتعش :
-أنت بتقول إيه ، أنا متجوزة ، سيبني وابعد عني بقى 
رأت وجهه يشتد غضبًا حين نطقتها واشتدت أصابعه على ذراعيه وصرخ في وجهها غاضبا :
- حسك عينك تنطقي الكلمة دي قدامي تاني ، أنتي مراتي أنا ، بتاعتي أنا ، خليني أحاول أنسى أن في راجل غيري لمسك ، دا أحسن ليكي فاهمة 
بكت مذعورة تحرك رأسها لأعلى وأسفل سريعا خائفة منه فرأته يبتسم في هدوء ، قرب رأسه منها يقبلها رغما عنها نزلت دموعها بحرقة أما هو فابتعد يحمل صينية الطعام يجذبها ناحيتهم ، جلس أمامها يربع ساقيه ، يضع الصينية على قدميه يمد يده لها بلقيمات الطعام ، فابتسم يقرب اللقمة من فمها من جديد يتحدث بكل هدوء :
- كلي يا حياة لو مش عيزانا نفطر عند صندوق التعابين
انتفض جسدها رعبا ، فتحت فمها قليلا فابتسم يطعمها يخبرها بإنجازاته العظيمة :
-تعرفي يا حياة أنا الفترة اللي فاتت وطدت علاقتي برجال أعمال كتير ، وكمان بقيت واجهة إعلامية وإجتماعية ، وبقيت ناشط حقوقي بدافع عن حقوق المرأة ، وبطالب بوجود مجتمع أمن للمرأة يحميها من جرايم كتير زي التحرش والعنف والاغتصاب ، والشركة بتاعتي كبرت جدًا ، حبيبة قلبي أنا بقيت في فترة قصيرة واجهة مشرفة للبلد ، يعني زياد لو ما طلقكيش أنا هقلته وما حدش حتى هيشك فيا ، هي رصاصة واحدة من بندقية بيجاد ، وبعدها هتجوزك ، وهنفضل مع بعض طول العمر 
________________
منذ الأمس عينيه لم تذق النوم زوجته اُختطفت وهو يحاول أن يصل لطرف خيط منذ الأمس إلى أن وصل تقريبا ، كاميرا إحد المتاجر التقطت أرقام السيارة السوداء التي أخذت حياة ، وعليه عاد للقاهرة يبحث عن هوية صاحب الرقم ولكنه وجد أن السيارة تعود لمجدي التهامي نفسه !!! ، وقف في غرفة مكتبه ينظر للورقة في يده مصعوقا ، مجدي محجوز هو متأكد من ذلك ، للحظة ممر بباله كلمات حياة عن وحيد ، حين أخبرته أنه هو نفسه وليد وأنها لن تتوه عن المجرم الذي اغتالها ، ربما هي محقة ، ولكن الحل الآن لدى مجدي نفسه 
ركب سيارته يتحرك إلى المستشفى هناك حيث يحتجزوا مجدي نظرا لأوضاعه الصحية السيئة في الآونة الأخيرة ، نزل من السيارة يتحرك بخطى واسعة إلى حيث غرفة مجدي فتح بابها ودخل يتحرك ناحيته بلا مقدمات أمسك بتلابيب ثيابه يسأله غاضبا :
- أنت صحيح عندك ابن اسمه وحيد كان عايش في إيطاليا عمره كله 
ارتسمت ابتسامة ساخرة واهنة على وجه مجدي يردد بنبرة ضعيفة بها قدر كبير من التهكم :
- وحيد مين ، أنا ما عنديش غير ولدين واحد انتوا قتلتوه والتاني مسجون معايا ، ولا يمكن عندي وأنا مش فاكر أصل أنا عملت علاقات كتير مع ستات كتير ، أقولك أقربهم ليك أمل بنت سيدة تبقى بنتي 
اشتاط زياد غضبا جذب مجدي ناحيته بعنف يصرخ في وجهه يتوعده :
- وحيد يبقى تؤام ابنك وليد اللي إحنا قتلانه ، انطق بدل ما اطلع روحك في ايدي 
ضحك مجدي ساخرا قبل أن يحرك رأسه للجانبين يتهكم منه من جديد :
- تؤامه مرة واحدة ، لا يا سيدي وليد مالوش تؤام ، وليد لو في منه 2 كانت الدنيا خربت 
ترك زياد مجدي واعتدل واقفا ينظر أمامه مذهولا مما يسمع ، إذا حياة كانت محقة حياة الوحيدة التي عرفت الحقيقة وهو كان يسخر منها ويسفه مما تقول ، خرج من غرفة مجدي ومن المستشفى بأكملها يحاول الإتصال باللواء ليخبره بما قاله مجدي وأخيرا أجاب :
- يا سيادة اللوا اسمعني أنا كنت عند مجدي التهامي حالا من دقايق ، ضحك واتريق وقال إنه ما عندوش ابن تاني ، أنا عارف إن في ورق كتير صحيح وموثق بيقول عكس كلامي ، بس دا أبوه ، أكيد عارف هو عنده ابن تاني ولا لاء ، زهايمر ايه يا سيادة اللوا اللي بتقول عليه اسمعني أرجوك ، وحيد هو وليد ، وأكيد اللي عمل الورق دا كله شخص ليه علاقات كتير واصلة في إيطاليا ، أرجوك صدقني يا سيادة اللوا ، وليد خطف حياة ، خطف مراتي تاني ، هي الوحيدة اللي عرفته ، ماشي يا سيادة أنا مستني حضرتك 
وأغلق معه الخط وقف خارجا يدس التبغ بين شفتيه يتحرك ذهابا وإيابًا إلى أن جاءت سيارة اللواء انتفض سريعا يتحرك ناحيته يصافحه يردد سريعًا :
- متشكر جداا لحضرتك أنك جيت ، اتفضل معايا
دخل زياد سريعا بصحبة اللواء إلى الداخل ، طلب منه اللواء أن ينتظر خارجا وقف زياد يحاول أن يسترق السمع ، رأى اللواء يدخل إلى الغرفة جذب مقعدًا وجلس جوار فراش مجدي ابتسم يسأله :
- إزيك يا مجدي بيه ، أخبارك ايه ؟
ابتسم مجدي في هدوء يحرك رأسه لأعلى وأسفل يرد :
-كويس
ابتسم اللواء من جديد يردف :
- قولي يا مجدي أنت عندك كام ولد وبنت؟
ضحك مجدي ساخرا قبل أن يرد متهكما مرة أخرى :
- انتوا تاني ، ما قولت مش فاكر أصل يا حضرة الظابط أنا كنت شقي أوي وليا علاقات كتير أوي فممكن تلاقي عندي عيال كتير أوي وما أنا أعرفش 
ابتسم اللواء في هدوء يومأ برأسه قبل أن يسأله ضاحكا :
- ماشي يا دنجوان ، وليد ابنك ليه أخ تؤام ولا مالوش 
زفر مجدي أنفاسه محتدًا يردد ساخرا:
- ما أنا لسه قايل للظابط اللي كان قبلك أيوة ليه وحيد ، بس هو كان بعيد عن كل حاجة وأهو جه خد كل حاجة على الجاهز 
ابتسم اللواء في هدوء في حين توسعت حدقتي زياد ذهولا ، عاد اللواء يسأله :
- أنت متأكد أنك قولت كدة للظابط اللي قبلي 
حرك مجدي رأسه لأعلى وأسفل في هدوء ، فقام اللواء من جواره يتحرك للخارج ، نظر لزياد لينتفض الأخير يردد سريعًا :
- يا حضرة اللواء والله العظيم الكلام اللي بقهولك حصل ، طب شوف كاميرات المراقبة حتى 
وعليه تحرك اللواء إلى غرفة المراقبة يسأل عن كاميرا المراقبة لغرفة مجدي التهامي ولكن ما وصل إليه جعله يغضب ويثور في الموظفين المسؤولين :
- إزاي تكون الكاميرات بايظة من امبارح وما حدش يبلغ ، انتوا عارفين في كام حالة محجوزة في المستشفى من المساجين ، كل الموظفين المسؤولين عن الكاميرات متحولين للتحقيق عشان إهمال البهوات في ظرف نص ساعة تكون الصيانة وتكون الكاميرات كلها شغالة وصدقوني مش هتعدي بخصم ولا لفت نظر ، يا الحبس يا الرفد 
وتركهم وتحرك للخارج غاضبا يجري العديد من الاتصالات وزياد يتحرك خلفه كالطفل الصغير يتحدث سريعا متلهفا :
- يا سيادة اللواء اسمعني ، والله الكلام اللي قالهولك دا عكس الكلام اللي قالهولي ، أنا ايه مصلحتي أكذب على حضرتك ، مش غريبة شوية أن الكاميرات تعطل الفترة دي تحديدا ، الموضوع كله في حاجة غلط 
توقف اللواء عند سيارته التفت لزياد قبل أن يركب سيارته يردف :
- بص يا زياد ، أنا واثق ومتأكد أنك مش من مصلحتك أنك تكذب ، بس هو ممكن يكون خوفك على مراتك هو الدافع لكدة ، حط نفسك مكاني يا زياد ورق صحيح وموثق من دولة تانية ، شخصية بقت في ظرف شهور معدودة من أهم الشخصيات في البلد ، أبوه اللي أنت بتستشهد بيه ، قال عندي ولدين ، زياد كلنا هنساعدك تلاقي مراتك ، بس ابعد عن وحيد التهامي 
توسعت حدقتي زياد يحرك رأسه للجانبين بعنف يرفض ما قيل توا :
- لا يا سيادة اللوا مش هبعد عنه ، حتى لو هتشيلوني من الخدمة خالص أنا واثق أن هو اللي خطف مراتي ،و....
ولم يكمل الكلمة بل احترق صدره رصاصة من بندقية قناص خبير يعرف جيدًا كيف يصيب هدفه رصاصة سقط على إثرها أرضا صريعا ، نبضت من عينيه الحياة في لحظة ، آخر ما رآه هو صورة حياة وهو تبتسم وآخر ما سمعه كان صوت اللواء يصرخ باسمه !!
_____________
- بجد يا بيجو يعني أنت متأكد أنه مات
غمغم وليد سعيدًا ، ليسمع صوت بارد باهت يأتي من الطرف الآخر يردد ساخرا:
- أنا رصاصتي ما بتغلطش يا وليد ، زياد مات ، العقبة الوحيدة اللي في طريقك ماتت ، سلام
وأغلق الخط في وجهه ولكن وليد لم يهتم بل ضحك سعيدًا وصعد لأعلى يركض دخل إلى غرفة حياة يضحك تحرك ناحيته يجذبها من الفراش يراقصها رغما عنها يردد سعيدًا :
- حياة يا حبيبة قلبى عندي ليكي خبر بمليون جنية ، زياد مات !!
___________
يُعلن مطار القاهرة الدولي وصول الرحلة 740 القادمة من مطار روما ، توقفت الطائرة ، نزل هو وهي وطفلهم الصغير ، ابتسم لها يلف ذراعه حول كتفيها يقبل جبينها ينظر للصغير الذي يقفز سعيدًا وهو يمسك بيده الأخرى ، تركهم وتحرك لمكتب الجوازات ما أن أعطى للموظف جواز السفر ، نظر له الموظف نظرة طويلة مدهوشة قبل أن يبتعد عن النافذة الصغيرة اختفي عدة دقائق ومن ثم عاد أعطاه جواز السفر ، فشكره وأخذ زوجته وولده وخرجا من المطار ما أن بات خارجا وقبل أن يرفع يده ليوقف سيارة أجرة سمع صافرة سيارات الشرطة العالية تقترب بسرعة كبيرة ورأى عدة سيارات تقف أمامه ، نزل منها عدة ضباط وعساكر ، تحرك الضابط يقف أمامه يتحدث بنبرة حادة :
- بيجاد التهامي مطلوب القبض عليك!!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1