رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم دينا جمال


 رواية جبران العشق الجزء الثاني الفصل الرابع والعشرون 

توسعت حدقتي بيجاد ذهولا والضابط في القسم يعرض له مقطع فيديو ألتقطته إحدى كاميرات المراقبة له وهو يُمسك ببندقية يوجهها صوب زياد قبل أن تنطلق رصاصة من البندقية تخترق صدر زياد ويسقط أرضا أمام عينيه ، هب واقفا يحرك رأسه للجانبين بعنف يصيح مرتعبًا :
- دا مش أنا ، والله العظيم ما أنا ، أنا كنت برة مصر ولسه راجع وتقدر حضرتك تتأكد كمان وبعدين أنا هقتل زياد ليه ، أنا وزياد ما فيش بينا أي عداوة بالعكس إحنا أصحاب ، اللي في الفيديو دا مش أنا 
حرك الضابط شاشة جهاز الحاسوب ناحيته ينظر لوجهه الرجل في مقطع الفيديو قبل أن يرفع وجهه ينظر لبيجاد يردد ساخرا :
- طب حط نفسك مكاني يا أستاذ بيجاد ، الراجل اللي في الفيديو قدامي هو نفسه الراجل اللي واقف قدامي دلوقتي ، وبعدين موضوع أنك كنت مسافر دي ، فأنت رجل أعمال كبير وغني أوي ، يعني مش صعب شوية فلوس وتبين أنك كنت برة البلد 
هنا أنفعل بيجاد يصرخ محتدًا :
- أنا هعمل كدة لييييه ، ما فيش بيني وبين زياد أي حاجة تخليني أقتله ، زياد أخو مراد ، ومراد صاحب عُمري ، أنا هقتل أخو صاحبي وأودي نفسي في داهية ليه ؟! ، حط أنت نفسك مكاني 
ابتسم الضابط ساخرًا قبل أن يتحرك من مكانه وقف أمام بيجاد يتهكم منه :
- بيجاد التهامي ، من عيلة التهامي ، أكبر تُجار مخدرات في البلد ، بقدرة قادر قدرت تطلع من القضية القديمة شاهد ملك ، مين بقى الظابط اللي كان ماسك القضية ودخل عيلة التهامي كلها السجن ، زياد الله يرحمه ! ، يعني أنا ما استبعدش أبدًا أنك تكون كنت مستني اللحظة المناسبة عشان تخلص منه وتنتقم وحاولت ترتب كل حاجة عشان يبان أنك ما كنتش في مصر أصلا ولا إيه ؟!
الضابط أمامه يصر على إلصاق التهمة به بسبب سمعة عائلة التهامي المقززة ، انتبه بيجاد حين تحدث ذلك الضابط من جديد يتهكم منهم :
- هو أنت فاكر أنت وابن عمك لما تعملوا أعمال خيرية البلد هتنسى القرف اللي حصل فيها بسببكوا سنين وسنين 
جعد بيجاد جبينه مستنكرا ما يسمع نظر للضابط يسأله :
-ابن عمي مين ؟ هو في حد منهم خرج من السجن ؟
كاد الضابط أن يتهكم منه من جديد حين فُتح الباب فجاءة بلا مقدمات ألتفت الضابط للفاعل وقبل أن يوبخه انتصب في وقفته ورفع يده يؤدي التحية يردد بكل تهذيب :
- مساء الخير يا باشا 
أشار الرجل لبيجاد ليجلس مكانه قبل أن يدخل للغرفة يتحدث بكل هدوء :
- شريف خد الكاتب واستنوني في مكتبي ، اقعد يا بيجاد أنا عايزك 
___________
في منزل جبران 
جلس سفيان على المقعد وكايلا بين أحضانه تتحدث بلا توقف عن كل شيء تقريبا ، أخبرت بكل صغيرة وكبيرة حدثت لها وجبران يتحرك هنا وهناك بين محيط الصالة والشرفة والغرفة يشعر بالغضب الشديد من الرجل الجالس في صالة منزله رغما عنه ، يحاول الإتصال بزياد ليعرف منه ما الذي فعله مع حياة ، ولكن هاتفه مغلق ، ويحاول الإتصال بحياة ليطمئن عليها ولكن هاتفها هي الأخرى مُغلق ، زفر أنفاسه يخلل أصابعه في خصلات شعره ، وتر زوجته تجلس متجمدة مكانها تنظر لسفيان وابنتها بذهول رهيب ، يعرف أن ما تراه ليس بهين أبدا 
التفت ليدخل من الشرفة فأبصر سفيان يقف خلفه وقبل أن يصرخ في وجهه غاضبا ، سمع صوته يرتعش قلقا يهمس له :
- الحق زياد اتضرب عليه رصاص ، وبيجاد في القسم متهمينه أن هو اللي قتله ، مجدي التهامي ما عندوش غير وليد ، وليد الأصل ووحيد الصورة ، الحق أخوك 
اشتعل وجه جبران غضبا قبض على تلابيب ثياب سفيان يقربه منه يصرخ فيه :
- أنت فاكرني هصدق شغل الدجل بتاعك ، عايز تبعدني عن البيت عشان تستفرد بمراتي وبنتي وتأذيهم ولا تموتهم مش كدة يا سفيان يا دالي ، بس دا بُعدك أنا بنفسي هسلمك للبوليس والمرة دي الجن الأزرق نفسه مش هينقذك من أيدي ، أنت ايييه يا أخي شيطان ما بتموتش
هرولت الصغيرة كايلا ناحية والدها توسعت حدقتيها خوفا حين رأته يصرخ في جدها بتلك الطريقة ارتعش صوتها تتحدث خائفة :
- جوجي سيب جدو
نظر جبران صوب ابنته غاضبا يصرخ فيها :
- اسكتي أنتي فاهمة اسكتي أنا مستحمل وجود المجرم دا في بيتي بسببك أنتي 
انتفضت الصغيرة مذعورة انكمشت على نفسها تنهمر دموعها خوفا ، عض جبران على شفتيه غاضبا يدفع سفيان بعيدًا عنه بعنف تقدم خطوة وأخرى يهمس باسم ابنته :
- كوكي حبيبة بابا ما تعيطتيش أنا آسف 
ما إن اقترب خطوة أخرى منها ركضت خائفة وقفت خلف سفيان أمسكت بساقه تختبئ  تبكي مذعورة ، اشتد فك جبران غضبا ينظر لوجه سفيان ساخطا دق الهاتف في يده فوجد رقم حسن ، حسن ظهر أخيرا بعد طول غياب 
فتح الخط يضع الهاتف على أذنه وقبل أن ينطق حسن بكلمة تحدث جبران يقول :
- سفيان الدالي قدامي يا حسن
ويبدو أن ما سمعه حسن كان أقوى من استيعابه ظل صامتًا عدة لحظات قبل أن يغمغم ساخرا :
- أنت لسعت يلا ولا ايه ، سفيان مين اللي قدامك ، سفيان دا مات وشبع موت ، جبران في مصايب أكبر جب..
لم يدعه جبران يُكمل تحدث مرة أخرى بنبرة أكثر حدة :
- بقولك سفيان الدالي قدامي في بيتي ، هتيجي تقبض عليه ولا أكلم اللي أعلى منك هو اللي يجي 
يبدو أن جبران لا يمزح ويبدو أنه يوم المصائب العالمي ، يبدو أن جبران لا يعلم أن زياد قد قُتل وأن بيجاد قد القي القبض عليه فلديه كارثة أخرى ، مع ذهول ما يسمع إلا أنه لم يكن يملك سوى خيار التصديق حمحم يردف مدهوشا :
- أنا قريب منك عشر دقايق وهكون قدامك 
أغلق جبران الخط ونظر لسفيان الذي لم يبدو قد تأثر كثيرا بما يسمع هو فقط كان يحتضن ابنته ويبتسم في هدوء ، مد جبران يده يأخذ كايلا من بين يديه قصرا ، بكت الصغيرة كثيرا ولكن جبران عانقها يمسح على خصلات شعرها 
يلاعبها لتهدأ قليلا 
أما سفيان فتحرك للصالة حيث تجلس وتر ، ينظر إليها ربما هي المرة الأخيرة التي سيراها فيها ، تحرك يجلس على المقعد القريب من الأريكة ينظر إليها ، ابتسم يتحدث بهدوء :
- تعرفي أن فيكي شبه كبير أوي من فتحية ، الست الوحيدة اللي رفضت سفيان الدالي في عز مجده وجاهه ، مش هقولك إني حبيت فتحية أبدا ، فتحية بالنسبة لي كانت وسيلة أني أخلف ويكون عندي وريث ، أنا حتى ما اتجوزتهاش ، بس طلعتلك شهادة ميلاد رسمية بالفلوس ، أنا شخص سيء أوي يا وتر ، أسوء بكتير من اللي أنتي سمعتيه وشوفتيه ، مش عايزك تزعلي عليا أبدا ، أنا شوفت في عينيكي نظرة ألم وأنا شايل كايلا ، أكيد افتكرتي طفولتك ، كانت سعيدة كنتي متدلعة كنت بشوف الصور والفيديوهات ، بس يا وتر الشخص اللي معاكي طول فترة طفولتك ومراهقتك كان عمك مش أنا ، ودا كان أحسن ليكي من ناحية ، وخلاكي بتحبيني أوي من ناحية تانية 
ها هي صدمة أخرى أقوى وأقسى ولكنها كانت تتوقعها بنسبة كبيرة ، فاقت من حالة الجمود التي تملكت حواسها وابتسمت ساخرة تحرك رأسها لأعلى وأسفل :
- كنت شبه متأكدة وكويس أنك حيت أكدتلي الشك دا ، عشان ما أزعلش عليك لحظة ، أنا لازم أزعل على أخوك الغلبان اللي أنت استغليته أسوء استغلال وفي الآخر قتلته ، وفاكر بعد كل دااا أن فعلا ممكن يتقبلك توبة ، أنت وصلت لدرجة إني أذيت طفلة صغيرة مالهاش ذنب في أي حاجة ، بس أنا واثقة أن كايلا مش أول ضحاياك ، وما تحاولش تعيش في دور البطل اللي أنقذها لأنك من البداية أنت اللي أذيتها ، تعرف أنا مش مستغربة أن كايلا متعلقة بيك ، أصلها طالعة زيي ، بتدور على الأشخاص اللي بتأذي بس وبتحبهم ، أنا أفتكر أن أنا حبيت كل اللي أذوني ودمروا حياتي ، أنت ومراد 
صوت صافرة سيارات الشرطة التي ملأت المكان أوقفتها عن الكلام ، رأت جبران يدخل وهو يحمل كايلا التي تضحك سعيدة أقترب منها يعطيها الفتاة يغمزها خفية يتحدث بصوت عالي :
- وتر خدي كايلا غيرليلها هدومها عشان هنخرج كلنا
فهمت ما يقصد فرسمت إبتسامة مصطنعة على شفتيها تومأ برأسها ، أخذت الصغيرة منه وتحركت صوب باب الغرفة وقفت أمام الباب لفت رأسها تنظر ناحية سفيان ، نظرة أخيرة جافة ، قبل أن تدلف بالصغيرة إلى الغرفة هنا تحرك جبران يفتح باب الشقة لحظات وظهر حسن وخلفه بعض العساكر توسعت حدقتيه ذهولا حين أبصر سفيان يقف أمامه فصاح مدهوشًا :
- أنت اييييه ما بتموتش ، أنت إزاي عايش أصلا ، دي العربية ولعت قدام عينيا كلنا 
ابتسم سفيان ساخرا ولم يرد ، أشار حسن لأحد العساكر فتحرك يضع الاصفاد في يد سفيان في حين أمسك حسن بيد جبران يجذبه معهم يتحدث على عجل :
- تعالى معايا في مصايب حصلت ، زياد وبيجاد 
أصفر وجه جبران فزعا وتذكر جملة سفيان التي قالها عن زياد ليصيح مرتعبًا :
- زياد اتضرب بالرصاص ؟
حرك حسن رأسه يحاول أن يطمأنه :
- بس ما تقلقش هو في المستشفى الدكاترة بيحاولوا يسيطروا على الوضع 
تحرك حسن يقبض على كتف سفيان يدفعه أمامه ينزل لأسفل والأخير لم يقاوم حين نزل لأسفل فقط رفع رأسه ناحية اتجاه معين وابتسم ابتسامة عريضة قبل أن يدفعه حسن تجاه سيارة الشرطة
____________
- سفيان الدالي لسه عايش 
صاح بها الجوكر مصعوقا ، ينظر للصورة التي ألتقطها الجاسوس الذي زرعه بالقرب من منزل جبران منذ أشهر ، اقتربت مار منه تنظر للصورة قبل أن تتسع حدقتيها تغمغم مدهوشة :
- دا بص ناحية الكاميرا وابتسم ، يعني عارف بمكان الراجل اللي أنت زارعه ، أنا مش مستغربة أن سفيان عايش أنا كنت مستغربة أنه مات ، سفيان الدالي بسبع أرواح إحنا حاولنا نخلص منه كتير وفشلنا ، أنا نفسي حاولت أقتله مرة وما عرفتش ، بس دا اتقبض عليه يعني هيكمل سلسلة الاعترافات، والستار اللي أنت مستخبي وراه هيتكشف ، ووليد هيتكشف ، وليد في داهية مش مهم ، إحنا مخرجين أصلا وليد من السجن عشان نلاعب الحكومة بيه ، إنما أنت ، أنت لو اتكشفت هتبقى كارثة يا سام 
ابتسم الجوكر في هدوء لمعت معه عينيه الزرقاء قبل أن يرفع الغطاء الذي يُخفي وجهه وظهر من خلفه وجه لرجل في الثلاثينات تقريبا عينيه زرقاء داكنة ، لديه لحية كستنائية وشعر كثيف بنفس اللون فكه مشدود ملامح وجهه حادة بشكل مخيف ، ابتسم يردد ساخرا :
- سفيان الدالي ، هو اتعمد يبص ناحية الكاميرا ويبتسم عشان يعرفنا بوجوده ، حركته دي معناها أنه عاوز يرجع أو بيتريق عليا بيعرفني أن هو كاشفني ، مش بيهدد ، بس كارت سفيان خلاص اتحرق مالوش وجود تاني ، خلي البوليس يتلهي بيه الكام يوم الجايين على ما ندخل الشحنة 
عقدت مار جبينها قلقة قبل أن تردف تخبره :
- أنا بردوا مش متطمنة ، من ناحية سفيان ومن ناحية طه ، طب وليد ما يعرفش أنت مين ، إنما طه سهل يعرف وجوده خطر علينا صدقني 
ضحك سام عاليا قبل أن يقترب منها قرص ذقنها برفق يردف وهو يضحك :
- مار مش عليا أنا ، أنتي بتدوري على أي سبب عشان تقتليه ودا مش هيحصل ، هتقلبي مارسليو علينا ، أنتِ عارفة هو بيحبه قد إيه ، وعارفة بردوا هو بيحبك قد إيه ، وبعدين حتى لو عرفوا أنا مين ، أنا عامل حسابي لكل نفس بنتنفسه كويس ما تخافيش 
قلبت مار عينيها ساخرة قبل أن تتهكم منه :
- سام أنت عارف إن أنا مش خايفة ، أنا غضبانة أكتر مما تتخيل ، عايزة انتقم منه ، عايزة أرد كرامتي اللي داسها برجله قدام الناس ، دا اهبل يعني أنا كنت بمثل عليه الحب ، طلع هو كمان بيمثل عليا الحُب ، طب تعالى نعمل ديل زي ما بنعمل دايما ، أقتلك سفيان الدالي ، وتسيبني أقتل طه
ابتسم ساخرا يبتعد عنها أشار بيده إلى الهاتف رفع كتفيه يردد بفتور :
- عندك الموبايل متشفر ما حدش هيسمع المكالمة ، كلمي مارسليو وبلغيه بالطلب دا ، أنا ماليش دعوة ، أنا عندي مهمة محددة أدخل الشحنات اللي إحنا متفقين عليها ، وكنت بصراحة عاوز انتقم لموت والدي بعد المهزلة الأخيرة اللي حصلت من أربع سنين واللي بسببها مات والدي بسكتة قلبية ، بس لما جيت أنتقم منهم لقيتهم كلهم حياتهم بايظة أصلا ، فخلينا في شغلنا أحسن ، يلا اجهزي عشان أنتي اتأخرتي أوي على ورديتك في المستشفى 
زفر مار أنفاسها غاضبة تصيح منفعلة :
- سام أنا لو شوفته هقتله 
زفر سام أنفاسه يائسا قبل أن يضع يده في جيب سرواله يُخرج كيس صغير للغاية يعطيه لها يتمتم يائسا :
- خدي ، هيهدي أعصابك ، أنتي منفعلة عشان أنا مانعه عنك ، واجهزي عشان ما تتأخريش ، أنا عندي افتتاح مستشفى خيري لعلاج الإدمان هخلص وأرجعلك 
_____________
نزلت من سيارة أجرة كبيرة تلك التي تُدعى « ميكروباص » أمام بوابة المستشفى نزلت منها تتحرك للداخل ما أن وصلت لباحة الاستقبال رأت طه أمام عينيها ، يقف ينظر ناحيتها بكل قسوة ، لم تكن غاضبة فمفعول المخدر يسري في دمها بشكل جيد ، إلى أن سمعت صوته العالي يجذب أنظار الجميع إليهم وهو يوبخها :
- هي الآنسة فاكرة نفسها صاحبة المستشفى ولا وزيرة الصحة وأنا ما أعرفش ، عشان تيجي وقت ما تحبي ، أنتِ نسيتي نفسك يا بت أنتِ ولا ايه ، أنتِ كنتي حتة عاملة وأنا اللي رقيتك 
بس واضح أن اللي زيك ما ينفعش معاهم المعاملة الحسنة ، عشان كدة أنا قررتي أنك ترجعي عاملة نظافة زي ما كنتي ، دي مش إهانة بالعكس كل عاملات النظافة اللي في المستشفى أنضف منك !!
وأنهى كلامته القاسية بأن أحاط الدلو بقدمه يردد ساخرا :
- نضفي الأرض 
وتحرك يصعد لمكتبه ، وقفت مكانها تغرز أظافرها في كف يدها ، ستقتله ستنهش قلبه بأسنانه ستذيقه أضعاف ما يفعل ما أن تنتهي مهمتهم ، تحركت خلفه تتبعه دقت باب مكتبه ودخلت تُغلق الباب خلفها ترسم على وجهها كل معاني الحزن والخذلان والألم تبكي بحرقة:
- أنت بتعمل معايا كدة ليييه ، أنا أذيتك في ايييه ، أنا حبيتك ، دا جزاء حُبي ليك
ابتسم في نفسه ساخرًا ، رائعة في التمثيل تلك المار ، التفت لها وابتسم ساخرا ينظر لها من أعلى لأسفل قبل أن يكتف ذراعيه يتهكم منها :
- أنا عمري ما حبيتك ، أنا كنت عاوز أقضي معاكي ليلة ولا اتنين بس لقيتك داخلة في حُب ورومانسية ووجع بطن ، وأنا ما عنديش لا خُلق ولا طاقة ، يعني اللي مش هعرف أخده منك ، أخده من غيرك وخلاص ، أنا بس كان عاجبني شكلك وقوامك ، بس في بنات كتير حلوين 
وزي ما قولتلك اللي ما عرفتش أخده منك هاخده من غيرك، سهلة 
الوغد القذر ستخبر مارسليو بما يفعل وهو الذي يتغنى بأخلاقه النبيلة ، اقتربت منه تتوسله بعينيها تهمس تترجاه :
- يعني لو أنا خليتك تاخد اللي أنت عاوزه هترجع تحلني تاني ، أنا كل اللي أنا عوزاه أنك ترجع تحبني يا طه 
ابتسم في هدوء رفع يده يضعها على وجنتها برفق نظر لعينيها يهمس بنبرة خافتة رقيقة :
- يعني أنتي مستعدة فعلا تسلميني نفسك عشان أرجع أحبك تاني
حركت رأسها لأعلى وأسفل سريعا فضحك عاليا يبتعد عنها يردد ساخرًا :
- عشان أنتِ رخيصة ، دا كان اختبار وزي ما توقعت فشلتي فيه ، عارفة لو كنتي رفضتي وزعقتي وضربتيني حتى بالقلم كنت قولت أنا عرفت اختار ، بس زي ما توقعت طلعتي رخيصة ، اطلعي برة مكتبي يا رخيصة 
بجهد شاق أمسكت زمام نفسها ولم تُخرج المسدس الذي يلتف حول خاصرتها أسفل فستانها وتفرغه كله فيه ، طحنت أسنانها ، وابتسمت تتوعده :
- صدقني يا طه هيجي اليوم اللي هدفعك فيه تمن اللي عملته دا غالي أوي 
______________
ركض جبران في ممر المستشفى وحسن خلفه يحاول اللحاق به ، يحاول أن يهدأه دون فائدة ، وصل إلى الغرفة التي يعرف أن أخيه بها ، وقبل أن يدخلها رأى أحد الأطباء يخرج منها فهرع إليه يسأله :
- طمني يا دكتور ، زياد أخباره إيه 
تنهد الطبيب حزينا قبل أن يضع يده على كتف جبران يعتذر له :
- البقاء لله ، شد حيلك ، إحنا حاولنا بس هو كان جاي خلصان خالص 
وقعت الكلمات على جبران وقع الصاعقة ، حرك رأسه للجانبين يرفض ما يسمع ، ما يقال ليس سوى كذبا ، دفع الطبيب جانبا ودخل للغرفة وجد الممرضة تغطي وجه شقيقه بمفرش أبيض صرخ فيها غاضبا :
- أنتي بتعملي ايييه ، ابعدي عن أخويا اخرجي برة 
شعرت بالممرضة بالشفقة على حال الرجل فتركته وخرجت ، تحرك جبران ناحية زياد يزيح الغطاء عن وجهه وضع يده على وجنته ، ينظر لوجهه وهو يغمض عينيه ساكن يتحدث يترجاه :
- زياد فتح عينيك ، زياد أنا بقالي كتير أوي ما شوفتكش ، ومش بعد الغيبة دي كلها ، أشوفك جثة ، قوم يا زياد ، زياد إنت لو مت تبقى بتموتني معاك ، أنا ماليش غيرك في الدنيا ، دا أنت أخويا وأبويا ، أنا مش الكبير يا زياد ، أنا بحس دايما أنك أنت الكبير ، أنت اللي بتحميني وبتاخد بالك مني ، زياد بالله عليك ما تسبينش ، والله هموت وراك ، مش هستحمل ، قوم يا زياد بقى 
أمسك بذراعيه يهز جسده بعنف يصرخ فيه تتدافع الدموع من عينيه :
- قوم يا زياد ، ابوس إيدك ما تسبينش ، أنا كدة هبقى يتيم تاني يا زياد ، زياد أنا ماليش غيرك في الدنيا ، زياد ما ينفعش تمشي وتسيبني 
دخل حسن يحاول جذب جبران بعيدًا عنه فصرخ جبران يحاول تخليص نفسه من بين يدي حسن يبكي كالطفل الصغير :
- سيبني يا حسن ، زياد ما ماتش ، زياد مش هيسيبني ، سيبني يا حسن ، زيااااد ، لا يا زياااد والنبي أنا ماليش غيرك ، أبوس إيدك فتح عينيك 
بصعوبة بالغة استطاع حسن جذب جبران خارج الغرفة ولكنه ما أن خرج رأى بيجاد يقف أمامه تقيد يديه الاصفاد ، احمرت حدقتيه غضبا يتذكر جملة سفيان دفع حسن بعيدًا عنه وركض ناحية بيجاد انقض عليه أسقطه أرضا وجثم فوقه يضربه ، يحاولون جذبه دون فائدة ، إلى أن شده حسن بعنف ، هنا بحركة مفاجئة جذب جبران المسدس من على خاصرة حسن وأطلق الرصاص على بيجاد بلا تردد 
____________
- سامي باشا ممكن كلمتين مع حضرتك 
- آه طبعا أكيد اتفضلي
- كلنا فخورين بوجود نماذج زي حضرتك في البلد ، وأعتقد أن اسم شركات حضرتك زي النار على العلم ، وأخلاق حضرتك يتضرب بيها المثل ، بس حابين نعرف اشمعنى مصحات علاج إدمان بالذات اللي حضرتك مهتم بيها
- أساس نجاح أي بلد شبابها ، وزي ما كلنا عارفين إن في ناس مهمتها بس أنها تدمر شباب كل بلد ، بالمخدرات اللي بقت زي الوباء بيتفشى بسرعة البرق ، عشان كدة أنا بحاول بكل جُهدي أنا وكل القائمين على المصحات دي أننا نخلص البلد من الآفة دي !!

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1