رواية وصمة عار الفصل الخامس و العشرون بقلم خديجة السيد
بداخل المستشفى التي تقطن بها اليزابيث، وقف آدم متردداً عند باب الغرفة خائفاً من رؤيتها بهذا الشكل حتي لا ينهار قلبه... فقد اخبرة زين بانها توجد في احد المستشفيات غائبة عن الوعي وبوجه نصف مشوه ولا يعرف من الذي فعل بها هكذا؟ شعر حينها بهذه اللحظة بقلبه يسقط بداخل صدره فور أن أستمع إلي كلماته تلك وهو لا يستوعب؟ وأسرع آدم بعدها إلي الذهاب اليها على الفور بعد ان اخبرة زين بمكانها، كان قلقه وخوفه هما ما يسيطران عليه فلم يفكر بأى شئ اخر.. غير الآن.. استجمع شجاعته اخيرا و فتح الباب بهدوء و دلف الي الداخل واقترب منها بخطوات متثاقلة و شعور من الالم يسيطر عليه خائف بأن يتفحص وجهها المشوه!
لكنه أقترب وحسم الامر و ابتلع آدم ريقه و حينها انتفض بغير تصدق شاعراً بالدماء تكاد تغادر جسده عندما رأها غارقة بالنوم فوق الفراش ساكنة بجمود.. فتوقفت عضلة قلبه عن العمل للحظات .. حتى عادت تعمل بقوة تضخ الدم لكل جسده بعنف بينما يشعر وكأن الادرينالين يهاجمه بقوة ..فلم يجد نفسه سوى وهو يبتسم ابتسامة أخذت تتسع حتى شملت وجهه كله بحنان .. شاعراً بروحه تعود إليه أخيرا .. شاعرا بهدوء مفاجئ واستقرار حياته وتخبطاته .. فابتسم بحنان متمنيا لو يركض لها يأخذها بين ذراعيه يقبلها بجنون ، بينما أردف بنبرة أرادها منخفضة مسيطرة فخرجت متحشرجة مرتعشة بشوق
=روحي.. إليزابيث.. يا الهي أخيرا اشتقت اليكِ ...!!
ثم تمعن بالنظر بروح المؤلمه الى جروح وجهها العميقه الشاحبة الذي كانت تشبه شحوب الاموات ظل واقفاً مكانه عدة لحظات يراقب علامات وجهها العميقه و عيونها الغائرة و الهالات من اسفلها تدل على مدي مرضها... شعر بغصة بصدره فور تذكره لكلمات زين عن حالتها الخطرة.. لكنه لم يخبر إياه عن موضوع حملها وتركها هي تخبرة بنفسها .
أنزل بقدمه يسند على ركبته بالأرض ومرر يده علي شعرها بحنان بينما تطلع فيها وعيونه متسعة من الصدمه من نبرة المرارة الموجودة فى صوته وهو يهمس بصوت مختنق مرتجف
= إليزابيث حبي .. حياتي أنا آسف لأنني لم أكن بجانبك عندما عذبوكي بهذه الطريقة الوحشية يا روحي .. استيقظ حبي وأخبريني من فعل هذا بكٍ حتى انتقم منه اشد انتقام.. إليزابيث سامحني حياتي.
لكنها لم تجيب وعندما نظر إلي وجهها مره اخرى اشتعل الغضب بصدره بنيران متأججة فور تذكره لتلك العلامات ليفكر من الذي تعرض اليها واذاها بهذا الشكل.. و قد بدأ عقله برسم مشاهد لها مع احدهم وهو يحاول قتلها وعندما لم يفلح الامر معه القاها بميه النار، ليقضي على ملامحها الجميله و يحولها الى مسخ ، لكن لم يكن؟ فما زالت في نظره اجمل امراه رآها وأحبها..
التوى قلبه داخل صدره و اخفض عينه ليجد يده ترتجف بقوة مما جعله يقبض بقوة عليها محاولاً عدم اظهار ضعفة..ثم نهض و قد تجمعت دموع كثيفة في عينيه لكنه قاومها بشدة...
قبل ان ينهار جالساً على المقعد الذي خلفه يضع رأسه بين يديه بينما يشعر بثقل رهيب يستقر بصدره و هو يشعر بعالمه بأكمله ينهار من حوله.. كيف حدث ذلك؟ من الذي يكره إليزابيث الى ذلك الحد ويريد عذابها؟ ولما اذاها بهذا الشكل .. يا رباه قد عانت كثير في حياتها ، الم يكفي ما تعرضت اليه من قبل؟ ومنه ايضا !!.
وفي نفس الوقت كان يمر الطبيب على الحالات الاخرى بداخل نفس الغرفه، وعندما اقترب منه هتف متسائلا بجدية
= من انت؟ هل تقرب للمريضه شيئا؟
نظر آدم إليه ببطئ وقال بصوت مرتعش من شدة الالم الذي ازداد عليه بينما كان يخرج من جيبه دفتر زواجهم
= نعم انا زوجها.. تفضل دفتر الزواج انظر فيه بنفسك.. لكن هل يمكن ان اخذها وترحل معي اليوم .
وفي نفس اللحظه دخل زين ليرى لماذا تاخر آدم كل ذلك الوقت؟ لكنه توقف مكانه بعدم استيعاب عندما استمع الى حديث ادم وهو يعطي الطبيب دفتر زواجهم؟ فمتى تزوجوا؟ لم يكن يعرف هذه المعلومه! ليشعر حينها بقبضة تعتصر قلبه و بألم وهو يتنفس الصعداء بصعوبة بانفس ممزقة شاعراً بكلماته كالخنجر بقلبه.. فرغم ارادته شعر بالغيره والحسرة ليرحل بسرعه إلي الأسفل يقاوم الالام قبل ان يراه آدم بهذا الشكل ويشك بالأمر .
نظر الطبيب الى دفتر الزواج بتمعن ثم هز راسه واعطاه اليه سامح له باخذها.. ليزفر آدم براحة ثم وقف بردهة المشفى عده لحظات يلهث بقوة و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة كما لو كان يعدو اميال عديدة و هو يشعر بعجز لم يشعر بمثله طوال حياته.. حاول تهدئت ثورة انهياره تلك و التحكم في اعصابه، فيكفي انة عثر عليها وقد عادت اليه مره ثانيه وهي بخير!! ولا يهم اي شيء آخر؟. وما ان نجح في ذلك فبدأ هو يحرك قدماه المسمرتان أرضا بالقوة .. باتجاه فراش إليزابيث التي عادت له وقد كان لا يزال يصدق ..وعلى الرغم من توتره من لقائهما إلا لم يتحكم في اشتياقه ليسرع إليها ثم اقترب منها بحزم وقام بحملها بوجه متصلب خالى من المشاعر وهي بين ذراعيه و غادر المشفى ليضعها بالسيارة الاجرة عائداً الى منزلهم.. وبجانب السائق كان زين يجلس بوجه جامد .
❈-❈-❈
بعد فتره خرج آدم من غرفته بعد أن وضع اليزابيث فوق الفراش وانسحب من الغرفه بهدوء تارك اياها ترتاح.. فبدأ يهبط الدرج يحرك قدماه بصعوبة باتجاه الاسفل وجلس أمام زين الذي عقد حاجبيه بدهشة وهتف متسائلا باستفسار
= ادم هل انت بخير ؟
أرجع رأسه للوراء وملامحه تتعقد حزنا ونظراته تتشتت وتلمع بما يشبه الدموع ! بينما يردف بنبرة تحشرج واضحة
= لم اكن بخير لمدة طويلة.. أحياناً لا نستطيع أن نصلح الأشياء وكل ما يمكننا فعله هو المعاناة
سخر آدم ضاحكا من نفسه أمام نظرات زين المتعجب ثم قال بقسوة تفيض بألمه شعروا بها
= يوماً ما كنت بمنتهى الأنانية مني عندما تركتها تعاني بمفردها وذهبت إلى تلك اللعينة لارا وتزوجتها وتركت إليزابيث خلفي تتألم بشده.. كأن يجب أن آخذ من أحب عنوة من الجميع .. عنوة حتى من نفسها هي أيضا .. كان يجب ان لا اتركها بمفردها حتى تتاذى بهذا الشكل .
صمت قليلا يأخذ نفساً عميقاً متألم ثم اندفع بعدها قائلا شاعراً بالاختناق يصرخ يعاتب نفسه بقسوة
= ليتني فعلت ذلك.. ليتني فعلت وذهبت وأخذتها وابتعد عن الجميع .. من يحب لا يترك تبا لغبائي .. ما الحب إلا أنانية .. لا أكون عاشقا إلا وأنا أناني أحارب لأخذ من أحب.. تبا للجميع.. تبا للمثالية إن لم تُعطني ما أريد
تأثر زين من كلماته وشعر بالعطف تجاه ليقول بصوت منخفض بجدية
= اهداء يا آدم المهم انها بخير واصبحت معك.. بالتاكيد ستسامحك ولم تتركك مره ثانيه .
هز رأسه بيأس و ارتفع بنبضاته ليهمس بإرتعاش
= لا أظن إني سأستطيع أن أعيش بدونها ! أنا أعلم أنها الشخص الوحيد في هذا العالم الذي يستطيع أن يجعلني سعيداً.. لقد بدأت اعتقد انني لن أقابل أبدا امرأه تستطيع أن تفهمني وتحبني مثلها .
بينما ضغط زين على قبضته بعنف شاعراً بوخزة الغيرة من حديثه عنها هكذا.. ليشعر آدم بدموع تلسع عينيه فجأة فأغمض عينيه يبتلعها كي لا تشوش رؤيته أمامه ليمسحها بسرعة وهو يقول بصوت أجش
= لذا لن يكون الأمر سهلاً ، سيكون صعبًا حقًا. وسيتعين عليا في كل يوم الاعتذار لها عما صدر مني ، لكني أريد أن أفعل ذلك لأنني أريدها إلى الأبد. أنا وهي.. كل يوم فقط .
عقد زين حاجبيه بقلق وهو يقترب منه ليجلس بجانبه يواسيه
= ادم .. أهدأ أرجوك .. يكفي ما به إليزابيث .. لا نريدها أن تسمعك الآن
ابتلع آدم ريقه يجبر نفسه على الهدوء .. هدوء أبعد ما يكون عنه اللحظة وهو مرهف السمع بكل كيانه إلي البعيدة عن روحه..و القريبة لقلبه.. تحدث وهو يتمتم هامسا
= أنا أحبها زين .. أحبها وسأظل أحبها بجنون.. هي ما أنها سبب يستحق العيش لأجله.. تجعلني أظن أن العالم مكان جيد
فتحتح زين سائلا بهدوء بطريقه واضحة بفضول و ارتباك
= هل بالفعل تزوجتها ؟.
رفع آدم عينيه تتطلع له بجمود صامت ثم تأفف بعنف قائلا بصوت مكتوم
= نعم ولما لا نتزوج؟ فانحن الاثنين نحب بعضنا البعض لما لا ناخذ هذه الخطوة.. بالمناسبه شكراً على ما فعلته معي وانك اخبرتني بمكان إليزابيث زوجتي!
أرتبك زين من تأفف وغضب آدم منه وزاد إرتباكه عندما تطلع فيه بوجه قاتم، لذا حمحم زين ناهض ليرحل بإحراج بعد أن اطمئن علي صديقه.. او ربما اطمئن علي إليزابيث! لذا تحدث آدم معه بهذه القسوه من غيرته منه.. فهو لم ينسي أنه أحبها أيضا ومزال يمتلك مشاعر تجاهه .
❈-❈-❈
بداخل الغرفه قام آدم بمسح قطعة من القماش المبللة فوق جسد إليزابيث التى كانت مستلقية فوق الفراش بغرفة النوم ..غارقة بالنوم منذ ان احضرها من المشفى وتركها ترتاح قليلا ثم بعد رحيل زين صعد حتى يعتنى بها.. حيث ساعدها على تبديل ملابسها من ثم حاول ايقاظها وهي نائمه و كان يريد ان تتناول بعض الطعام الذى أعده لها.. لكنها رفضت اليزابيث الاستيقاظ و ظلت غارقة في ثباتها العميق... مرر آدم يده على رأسها بحنان و اشتياق.. وهدير قلبه صاخب باحتفال اشتاقه جدآ فقد عادت له أخيرا بعد معاناة.. لكنه سيعوضها عن كل ذلك.
وعلى الرغم من توتره عندما تستيقظ وتراه امامها واحضرها الى هنا مره ثانيه دون اذنها؟ إلا أن لهفته لم تتحكم بة عندما رآها اقترب منها شيئا فشيئا بشوق غير مصدق أبدأ أنها أمامه على بعد خطوات منها ! ثم افاق آدم ونظر إليها عندما سمع صوت شهقة قوية فقد استيقظت للتو و فتحت عيونها ورأيتة امامها وهي تبادله النظرات ببطء بصدمه وذهول بينما هو كان أشد صدمة منها لكنه كان مسيطراً أكثر منها حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة ويستسلم لأوامر قلبه بتقبيلها تعبير عن اشتياقه... بادلته إليزابيث النظرات بعينين جاحظتين وهي لا تصدق أن آدم أمامها الآن؟ لكن كيف وصل إليها ؟؟.
تحركت تعدل جلستها ببطء كانت ترتجف منه وهو يراقبها بحذر وصمت.. يبادلها نظرات مشتعلة مشتاق بدت غريبة على ملامحه المجهدة .. نظرت له غير مصدقة أنها عادت له مجدداً؟ وفي نفس المنزل ايضا؟ بينما آدم اتسعت ابتسامته لها بحنان ولا يزال يقاوم بجنون رغبتة.. وينظر إلى كل ملامحها الجميلة متجاهل آثار الحروق بوجهها.. وكل تفاصيلها التي اشتاقها .. ربما أن قالها لها ستقول انه جن ولن تصدق لكن كانت أجمل مما رأها أيضا في السابق .. كانت تبدو مهلكة مذيبة لكل أعصابه .. وتسيل النيران في أوردته لتجري فيه مجرى الدم في العروق برؤياها أمامه أخيرا .. حتي تكلم آدم وسمعت همسته المترجية قائلا
= اليزابيث استيقظت حبيبتي.. يا إلهي حتى الاشتياق لا معنى له بجوار ما أشعرة الآن تجاهك
اتسعت عيناها حتى كادت أن تخرج من محجريهما وفكها تدلى من الصدمه، عقدت حاجبيها تبعد وجهها منه كطفلة خائفه لتدمع عينها و زفرت أمامه نفسا مرتعشا غير قادره على الاستيعاب لتقول بضياع وكأنها تكذبه
= لا لا أنت ليس حقيقي حقا .. انت خيال وانا احلم، لا انا لم اعود إليك مجدداً .. ابتعد عني انت ليس حقيقي.
ارتد جسده مجفلا للحظة لكنه سرعان ما عاد يهمس بصوت مبحوح مشتعل بالعشق ونظراته لا زالت تحوم بغير هدى على كل وجهها عاجزاً عن ايجاد وصف لشوقه لها
= إليزابيث .. اشتقت إليكِ بطريقة مؤلمة للقلب يا حبيبتي .. اشتقت إليك يا زوجتي العزيزه.
رفعت عينيها المغرورقتين بالدموع لوجهه الذي بدى غريبا بذقنه النامية عن المعتاد وشعره الطويل بعض الشيء .. وبهذه اللحظه علمت انه ليس حلم بل حقيقه وواقع؟ وأنها هنا امامة بالفعل؟ و في ثانيه رفعت يدها لتهبط علي وجهه بكل قوتها بغل ! نعم صفعة وجهه لتتسع عينه بذهول مجفلا متشنجا بدهشة.. بينما هي لهثت بغضب وهتفت بجنون وهي تدفعه عنها بعنف
= اتركني أيها السافل الحقير .. سأصفعك مرارا حتى يتورم وجهك.. أوتجرأ وظهرت أمامي مره ثانيه! بعد ما فعلتة بي؟؟ لما عدٌ .. ماذا حدث لك حتي تجرحني وتخوني بهذه الطريقه المؤلم لقلبي وروحي.. لماذا لم ترد؟ وتعطيني جواب يريحني.. كيف هنت عليك؟ كيف هنت أن تفعل بي كل ذلك ؟؟.
كان يلهث وهو يستمع لتلك النبرة التي تحمل الاتهام واضحا فهتف بتحشرج بتصميم
= لم ولن تهوني يوما .. لا تتفوهي بالحماقات مقا ذلك اهدئي يا حبيبتي حتى اشرح لكٍ ما الذي حدث بالضبط ، وتسمعي دوافعي
بينما هو كان يكبل يدها في يديه ويبدو أنه لا ينوي تحريرها !! لكنها صمتت للحظة ثم أبعدت يده بنفور واشمئزاز ثم ضربت في صدره ضربة قوية من ضعفها وقهرها بينما تردف بصراخ بحسرة
= أقسم بالله .. لا أصدق حتى الآن ما فعلته بي .. لقد ظلمتني وتزوجت بغيري؟ والآن عدت بمنتهي البساطه.. الآن فقط حتى عدت تفكر وتبحث عني !
أغمض آدم عينيه بضيق وهو يرد بغضب مكتوم
= يا حمقاء.. هل أنتِ غبية! كيف ساتزوج غيرك وانا متزوج منك بالفعل .
كانت تنظر له من بين نظرات الغضب والقهر والحزن راها تتحول للنقيض و اختفى كل عنفها فجأة كما لم تكن .. مشتت ضائع .. غريب ! بينما همست بصوت متخاذل
= وتقول لي هذا الكلام.. أخبر نفسك يا خبيث لا اعلم كيف انخدعت بك انت الاخر؟ لما انت الاخر بالذات دون عن الجميع اوجعتني.. اعتقدتك غيرهم و وثقت بك وانت خذلتني .
لتصمت فجاه وتلك الالم الذي ينبض بداخلها و قد تذكرت جميع ما حدث لها وكيف شوه ارديان وجهها عندما نظرت الى المراه التي كانت خلفه ولاول مره رات وجهها وملامحها المشوه بوضوح.. وبالشكل مباشر!
انتفضت فجأة برعب لتصعق فور رؤيتها وجهها القبيح من وجهه نظرها هي! اتسعت عينا اليزابيث بصدمة و اشمئزاز من بشعه وجهها ولم تتحمل منظره ! ثم صرخت صرخة متألمة و هي تنفجر باكية شاعرة بألم قوي و أبعدت يده عنها بعنف بكامل قوتها تضربه بيديها و قدميها و هى تصرخ بهستيرية ليتركها ...
بينما انتفضت إليزابيث متراجعة للخلف بقوة كما لو كانت نظراته لها اشعرتها بالعري وقد احرقتها والخوف يرتسم على وجهها من منظرها هذا... تراجعت للخلف اكثر مبتعدة عنه قدر الامكان و هى تتذكر ما فعله بها ارديان... فلا يزال برأسها ذلك اليوم كما لو كان الامر حدث اليوم مما جعل الخوف و الذعر يسيطران عليها ..مرت امام عينيها مشاهد لما فعله بها وقتها و صوت صراختها المتألمة تتردد بأذنيها تعذبها بل تقتلها حرفيا...
سقط قلب آدم فور رؤيته للرعب المرتسم بعينيها بوضوح فقد كانت خائفة حقاً...ابتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه و هو يدرك انها تعاني بكل ذلك بسبب النظر الى المراه ورؤيه وجهها.. ليقول بصوت منخفض محاولاً ان يطمئنها
=اليزابيث... اهدئي.. وانا سازيل هذه المراه من هنا على الفور .. ولا تنزعجي هكذا فمنظرك ليس سيء بهذا القدر
هزت رأسها و هى ترفض ان تستمع اليه لتتحرك بارتجاف و خوف بعيداً متراجعة للخلف بانفعال بينما صدرها يعلو وينخفض بشدة .... ثم ركضت عند اخر الفراش بخجل تخفي ملامحها وهي تعطية ظهرها وتدفن وجهها بين ركبتها حتى لا يراها .
إبتلع آدم ريقه بقلق بالغ لما يحدث و قد دب الرعب بداخله عليها ليردف بكلماته بترجي
= إليزابيث ارجوكي اهدئي .. صدقيني بالتاكيد سنجد حل لما حدث بوجهك، لكن يجب أن تخبريني من الذي فعل ذلك بكٍ؟
لكنها لم تتراجع وهي مزالت علي وضعها تحتضن قدمها و لتدفن وجهها بصدرها تبكى بشهقات ممزقة على كل ما مرت به و ما فقدته هامسة بصوت متشنج
= أتركني آدم.. أتركني لوحدي مثل ما تركني الجميع وانت ايضا؟ اتركني وارحل لا اريد احد بجانبي.. اتركني وشـانـي .
وقف ادم ينظر بعجز الي اليزابيث التى اشتد بكائها مما جعله يومأ برأسه بالموافقة باستسلام مختنق بينما كان مسلطة عليها يتطلع اليها باعين ممتلئة بألم بنظره أخيرة ثم رحل وتركها.
وهو يتذكر وجهها ذو الملامح الملائكية و هو يفكر كيف امكنه ان يتخيل ويصدق بان تلك المخلوقة التى بين يديه يؤذيها احدهم بهذه الطريقه...فالتى أمامه الان ليست الا زوجته.. حبيبته...ملاكه.. ولم تكن دميما في عينه مطلقاً .
❈-❈-❈
في احد أقسام الشرطة، دلف أركون بخطوات بسيطه الى مكتب الضابط وهو متعجب من حضوره المفاجئ دون مقدمات.. وعندما اشار اليه الضابط بان يجلس، هز رأسه بالايجابي ليجلس وهو يقول بصوت قلق
= مرحبا أيها الشرطي لماذا طلبتني منذ الصباح الباكر فجاه .. هل هناك شيء ؟
تنهد الضابط وهو ينظر له بتوجس قائلا بصوت أجش
= مرحبًا سيد أركون .. أنا آسف على إزعاجك منذ الصباح ، لكن هناك شيء مهم يجب أن أخبرك به؟ لا أعرف كيف أبدأ ، لكن الليلة الماضية توفي خطيب ابنتك نيكولا وقد دعسه قطار في منتصف الليل
صمت أركون ساكن لم يستوعب لعدة لحظات قبل ان يرتجف جفنيه بعدم تصديق وهو يردف بصوت حزين
= يا إلهي كيف حدث ذلك؟ كأن قبل أيام قليلة في منزلي وكان بخير .. يا إلهي لا أصدق ذلك .. كيف سأخبر ابنتي بهذه الأخبار السيئة وكيف ستتلقى الصدمة .. كان زفافهما بعد شهرين فقط .. ماذا سأفعل يا ربي؟
غمغم الضابط مرادفا بصوت حازم بشده
= أعتذر عن المقاطعة ، لكن عندما تسمع بقية المحادثة مني ، ستكون سعيدًا بموتا، واضح أنك لا تعرف شيئاً عن ذلك الرجل وماذا كان يخطط لابنتك؟
عقد أركون حاجبيه بدهشة وهو يهز رأسه بعدم فهم، ليكمل الضابط هاتفاً وعينيه تتفحص إياه باهتمام
= بعد إبلاغنا بالحادث ، ذهبت أنا والفريق للتعرف على هوية المتوفى، وعندما فتشنا السيارة وجدنا هاتفه المحمول و بطاقه هويه. لحسن الحظ ، كان لا يزال الهاتف يعمل فعندما تحققنا فيه عرفنا من هو بالضبط؟ وعرفنا اشياء كثيره عنه؟ اكتشفنا أن هذا الرجل وظيفته التحليق حول الفتيات العذارى والجميلات وخداعهن بالحب والزواج حتى يثقوا به؟ وبعد ذلك يبدأ في إرسال صور هؤلاء الفتيات لبعض الرجال الذين يعملون في الحانات وبيوت الدعارة؟ ويتفق معهم على السعر المناسب!
كان أركون جالساً بمكانه جامد وهو يتطلع امامه باعين مظلمة غائمة رغم كل ذلك الحديث الا انه لم يستطيع ان يصدق نيكولا يمكنه فعل ذلك، ثم أكمل الضابط حديثه قائلا بخشونة
= فكان على الهاتف دارت أحاديث كثيرة بينه وبين رجال سيئين السمعة ، والحوار بينهم دائما عن الفتيات التي يجلبها خطيب ابنتك نيكولا ويبيعهن ويتقاضى أجرًا مقابل ذلك.. وفي إحدى الأحاديث كانت أيضًا صورًا كثيرة لابنتك !! الذي كان يرسلها إلى شخص ما؟ واتفق معه على بيع ابنتك وتحديد سعر مناسب لها ليختطفها ويرسلها إلي ..
انسحبت الدماء من جسد أركون شاعراً بلكمة قوية تصيب صدره.. بينما صمت الضابط قليلا يأخذ نفساً عميقاً وهو يلاحظ صدمته ليقول متفهم
= أعلم أنه من الصعب جدًا عليك تخيل شيء كذلك يحدث لابنتك .. ولكن هذه هي الحقيقة وعليك أن تتقبلها للأسف.. وتفضل انظر إلى الهاتف بنفسك واقرا رسائل الدردشه! لترى كيف كان هذا الشخص الحقير يتفق على ثمن ابنتك ويغري الرجال بأنها عذراء حتى يرتفع الثمن ..
اتسعت عينا بصدمه و بعجز و قد تملك منه الخوف عندما اعطية الهاتف ليري الدليل بنفسه وبالفعل اخذ الهاتف وبدأ يقرأ الرسائل الدائره حول اتفاق نيكولا علي ابنته وصور اليها؟ هتف الضابط بجدية واضحه
= لولا الحادث الذي أدى إلى وفاته لما عرفنا ما كان يفعله هذا الخسيس في الخفاء ، وكان سيختطف ابنتك بالتأكيد ويرسلها إليهم .. لذا أخبرتك أن أفضل شيء هو أنه مات قبل أن يؤذي ابنتك بهذه الطريقة المروعة ويحولها إلى مومس .. وحينها كنا سنجد صعوبة في العثور عليها.
نظر له اركون وهو بمكانه و جسده ينتفض من شدة الغضب واكمل فتح الرسائل يتفحصها و صوت قاسي يمزقه من الداخل يردد بأن إليزابيث كانت محقه بكل حرف قالته عند نيكولا ، عندما حذرته منه وقالت بانه رجل غير صالح وقد اذاها..ولكن حينها كذبها دون دليل على اتهامها ولم يصدقها أحد منهم... لكن الان كل الادلة ضده... اهتز جسدة بعنف كما لو صاعقة قد ضربته فور تذكره رحيل إليزابيث من البدايه وكيف كان مظهرها عندما عادت له مره ثانيه لتتحمي به ، لكنة ببساطه خذلها .
انتفض واقفاً و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة شاعراً كأن ستار اسود من الغضب اغمت عينيه... القي الهاتف من يده إلي الضابط غير قادر على إكمال ما يقرأ؟؟. ليتنفس بشرسة مخرجاً كل غضبه و ألمه وهو يشعر بطعنه بقلبة لو أن حقا ابنته بالفعل وقعت في المصيده وخطفها وقبض ثمنها... كان يتمنى ان يكون نيكولا حي يرزق في هذه اللحظة حتى يقتله هو بنفسه ويتخلص منه! ثم شرد حين أخبرته إليزابيث أنه قد حولها الي عاهره؟ معني ذلك بأنها وقعت في مصيده ذلك الحقير!
لكن كان هو أين؟ لتتلون عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكاره فى تلك اللحظة وكيف عانت ابنته أخية بسبب ذلك الحقير وهو لم يصدقها بدل ان يقف جانبها .. بلا كذبها هي وصدق ذلك الحقير .
تحرك أركون واتجه نحو الباب والغضب يسيطر عليه.. غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدمار و الموت...
❈-❈-❈
بعد مرور أربع ساعات دلف آدم الى الغرفه مره ثانيه و اتجه بخطوات مترددة ليصل الي سمعه صوت اناتها المتألمة كانت تتقئ بالحمام... وقف بمنتصف الغرفة بجسد متصلب بينما قلبه يلتوى بداخله و هو يستمع الي المها هذا... و عينيه مسلطة على باب المرحاض المفتوح نسبياً قبل ان يندفع لداخل الحمام و الاطمئنان عليها... بينما اخرجت صوت صغير متألم كان كسكين غرز بقلبه مما جعله ثبت بمكانه بصعوبة وتوقف اخيراً صوت تقيؤها و حل الصمت بارجاء المكان .. ظل منتظراً عدة دقائق ليراها تخرج ليهتز جسده بشدة فور ان رأها تسير بضعف بوجه شاحب كشحوب الاموات و عينين شبه مغلقة بينما العرق يملئ جبينها و يتساقط على وجهها اتجه نحوها على الفور ينحنى عليها هاتفاّ بصوت يملئه اللهفة و الخوف
= هل انتٍ بخير؟ لما تستفرغي هكذا ما الذي يؤلمك؟
أنتبهت إليه لتسقط بسرعه خصلات من شعرها أعلي نصف وجهها المشوه! لتخفي جروحها عنه ثم همست بصوت مختنق لا يكاد يسمع يملئه الخوف و الارتعاب بينما يدها تتحسس بطنها بارتباك
= ولا شيء اعتقد انني اخذت دور برد في معدتي، لا تهتم .
عقد حاجبيه بقلق عليها ثم عندما تذكر لما هو هنا؟ ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول بلهفه
= انا كنت قادم حتى اخبرك بانني منذ اسبوعين انفصلت عن لارا و طلقتها في جلسه محكمه ، وانا من رفعت الدعوه بعد رحيلك .. وهددتها حتى توافق على هذه الدعوه
نظرت اليزابيث إليه بصمت عده لحظات وهى تشعر بالوهن و الضعف لكنها رغم ذلك اجبرت قدميها علي التحرك بتجاهل لتذهب تجلس فوق الفراش.. تطلع ادم فيها بغضب مكتوم ثم حمحم وهو يرفع اوراق الطلاق من يده قائلا بجدية
= اليزابيث اذا كنتي لا تصدقيني انظري بنفسك الى اوراق الطلاق.. انا طول فتره غيابك لم اسمح لها بان تقترب مني ودائما كنت اصدها
انسحبت انفاسها من داخل صدرها كما لو ان المكان يطبق جدرانه من حولها، و هى تهمس بصوت منخفض مرتجف
= حسنا صدقتك ماذا تريد بعد؟ هل تعتقد بأن كل شيء سينتهي عندما تنفصل عنها وجرحي سيلتئم.. هل سانسى كل المعاناه التي عشتها وانا اشاهدك بعيني تتزوج غيري ؟ ليتّنا نعود إلى ماقبل اللقاء ولا نَلتقي.. لكن هو خطئي انا من البدايه لاني وثقت بك
هز رأسه بضيق ويأس منها، فكان يعتقد بانها ستكون سعيده بذلك الخبر مثله ،ثم تحدث هو باهتمام وهو يلقي جانبها أعلي الفراش الاوراق بعدم مبالاة
= أين كنتي كل هذه الفتره هل ذهبتي الى عائلتك؟ لقد بحثت عنك كثيرا ولم أجدك هنا، اعتقد بانكٍ ذهبت الى أسرتك صحيح.. كيف كانت عودتك اليهم اتمنى ان تكون الامور بينكما جيدا
اخذت إليزبيث نفساً طويلاً مرتجف بينما عينيها مسلطة على الفراغ وهي تتذكر تلك الأيام التي قضتها معهم، كانت حقا تشعر بالأمان التي تحتاجه لكن عندما ظهر نيكولا مره اخرى في حياتها، عملوها بتلك الطريقة القاسية... امتلئ قلبها بالألم شاعرة لأول مرة في حياتها معنى انه تكون يتيمة فالعم اركون دائماً كان يغرقها بحنانه و لين قلبه لكن الآن لم يصدق و رفض وجودها بحياتهم.. اصبحت عينيها ضبابيبتين ممتلئتين بالدموع، لتهمس بصوت متحشرج ملئ بالألم
= عودت كانت بالنسبه اليهم مثل.. عوده الابنة الضالة لكنها اشبه بالشيطان.. الشيطانه اليزابيث، هذا مضحك صحيح .
كان أدم يراقب ملامحها شاعراً بقبضة حادة تعتصر قلبه فور تخيله لها معاناتها والمها ..و فور ان رأى دموعها تتساقط على وجنتيها الشاحبتين... ليقسم بداخله انه سيعوضها عن كل هذا..و سيجعلها تسامحه على حماقته.. رفع يده يمسكها طابعاً قبلة عميقة بحنان وهو يتسائلا بقلق
= لماذا تقولي هذا؟ هل علموا ما حدث لكٍ ..! يا ربي ما كان رد فعلهم؟ هل كانوا قساة عليكٍ؟ هل هم سبب ما حدث لوجهك؟
رفعت مقلتيها ونظرت إليه ببطئ ليرى الألم المرتسم داخلها مما جعله يرغب بسحق من فعل ذلك و تسبب به تخريب حياتهم ، اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بتشوش قبل ان تنتفض ناهضة مبعدة يده بحده و هى تهتف بحسرة وانكسار
= لا ليس هم ولا يهم من؟ دعني أغادر اتوسل اليك لقد تدمرت حياتي باكملها إلا استحق ان اكون سعيده للمره الاخيره في حياتي حتي.. دعيني اكون سعيده ارجوك
توقف آدم مكانه و هو يشعر بالعجز واليأس فهو لم يكن يرغب سوا باحتضانها حتي يخفف شعورها باليتم و يهدئ من الالم الذى اصبح لا يطاق بصدره بينما أردف بصوت يملئه الحزن و اليأس
= وهل سعادتك ان ترحلي وتتركيني وحدي .. هل هكذا ستكونين سعيده يا اليزابيث وانتٍ بعيده عني
تراجعت مبتعدة عنه هاتفة بحدة و هى تحاول بصعوبة الا تتأثر بكلماته تلك
= اعتقد انني ساموت ان ضليت هنا معك.. انا لم أكون سعيده وانا بجانبك
هزت اليزابيث رأسها رافضة الاستماع اليه ليقول بيأس وهو ينظر اليها بتضرع
= شئ ما تغير فيكٍ باتجاهي انتٍ بعيده وبارده لا اعرف كيف انهي هذا لكن ساترك لوحدك كما تريدي .. اذا كان هذا ما تريدي إذا... هل تعرفي لماذا ساتركك لوحدك.. لانني اهتم بمشاعرك اكثر من نفسي
تسارعت أنفاسها و اجبرت شفتيها على التحرك هامسة بصوت مختنق مقهور
= أرجوك يكفي لا تؤلمني أكثر
كانت ليس غافلة عن العذاب المرتسم على وجهه، وقد اخذت ضربات قلبه تزداد بعنف مرادفا بضعف واحتاج
= لن اؤذيكي مره اخرى.. اذائك يؤذيني
نظرت له بعينيها تلتمع بالقسوة لأول مره يراها بها، و رغم الالم و الحزن اللذان يعصفان بداخلها الا انها تصنعت القسوة قائلة بحدة
= احببتُك بكلِ صدق ولكن بألمِ الحب المتني .. لم تشعر باضعاف ألمي؟ وان شعرت لم تتحمل ثلث معاناتي يا سيد آدم.. انت لا تعرف ما هي معنى المعاناه الحقيقيه التي اعيشها .. اتركني ارحل لا اريد اي شيء غير ذلك
ليقول آدم مغمغماً مؤكدا على كل كلمة قالها
= أنا حقاً لا أريدك ان ترحلى.. افهمي هذا ...
رأى آدم الدموع تتلألأ في تلك العينين الواسعتين و المعركة التي تخوضها ضد نفسها لتمنع فمها من الارتجاف و السيطرة العنيفة التي تفلت منها حتى وهي تكافح لتفرضها على نفسها.. لتقول بصوت ضعيف
= أن كنت حقا تحبني كما تدعي.. دعني أرحل.. دعني أرحل ارجوك...
تنهد آدم بعذاب ليردد بصوت منخفض متوتر شديد وارتباك
= کم اذن ؟ أسبوع أو ثلاث ايام ؟؟ اسبوعين؟؟ فلتبقي بالمنزل اذا هذا ما تريدينه و سوف انتقل الى منزل آخر و أعود بعدما تكون أعصابك قد ارتاحت .. ما رأيك بهذا الاختيار ؟؟
هزت رأسها هاتفة بصوت مرتجف مختنق بينما تقاوم حتى لا تنهار امامه
= انا اريد الرحيل دون عوده !.
قال آدم بصوت مليء بالذنب و الندم بينما اخذ يحدق بها بنظرات مليئة بالبؤس
= هل تظنين أنني أحب اذيتك حقا ؟ لم افكر يوما بذلك ابدا ... كلما فكرت بهذا ليله زواجي بي لارا كنت اكبح نفسي المريضة بصعوبة، لن أتركك هنا وحيدة يا اليزابيث لقد وعدت نفسي بألا أتركك مرة أخرى في اللحظة التي ساجدك فيها.. أنا أحبك كثيراً حياتي. أرجوكٍ سامحيني لم يكن في نيتي أن اؤذيكٍ .. أرجوكٍ صدقيني.. لم يكن في نيتي أن اسبب المتاعب.. لم أستطيع التحكم في نفسي التي شعرت بكٍ، من فضلك ، اغفري لي ملاكي
استدارت عائدة الى الفراش من ارهاقها وهي تتحدث بصوت مهزوم و تدير ظهرها له بينما كانت تمشط خصلات شعرها بيدها تتاكد ان لا يراه ملامحها
= أنا لم أعدك بما هو أكثر طول... طالما كنت خائفه و احذرك من هذه العلاقه حتى لا تجرحني في يوم، لكنك فعلتها بكل بساطه ، لمَ عدت الآن ؟
أتت اجابتة مخنوقة وهو يهمس
= لأني لم أحتمل ألا أفعل غير ذلك
صمت آدم يتطلع إليها بعينيه الممتلئتين بالتوسل و الحسرة مما جعل قبضة تعتصر قلبه ألماً عليها...ثم رفع حاجبه وقد بدى نافذ الصبر وهو يردد بصوت مختنق
= أصبحت رؤيتك تألمني شعور ان تكوني امامي ولست لي يؤلمني ! ان تكون امامي ولا تستطيع ان تحتضنك عيناي يؤلمني ! ان تكوني امامي ولا تستطيع اضلعي ان تسكن اضلعك يؤلمني ! ان تكوني امامي ولا يحق لرأسي ان ترتاح علي كتفك يؤلمني ! ان تكوني امامي ولا يحق للساني ان يقول احبك يؤلمني ! رؤيتك تجعل قلبي يدق معلن الحرب عليَ فيهزمني..
مسحت اليزابيث دموعها بضعف و هي تتمنى داخلها لو تستطيع مسامحته و نسى كل ما حدث.. لكنها لا تستطيع فالألم أكبر حتما وهي لا تصدق كيف استطاع خيانتها مع غيرها يمزقها من الداخل... وما حدث لها عندما تركها.. نهضت بتثاقل وهمست بصوت مرتجف و هى تحاول الا تتأثر بة
= ذات يوم أخبرتني أنك متألم، كنت أقف معك حتى أراك مبتسما، الآن أنا أتألم فأين كنت أنت..؟ بدأت أشعر وكانك هامش بحياتي .
انقبض صدره بألم عند سماعه كلماتها القاسية تلك لكنه اومأ برأسه قائلاً بهدوء يعاكس ما يشتعل بداخله من ألم
= استمعي لي.. ربما لم أستطع استعادة ما حدث بالفعل في الماضي بعد الآن و لكني أحبك كثيراً. إنتٍ المرأة الوحيدة التي جعلتني أشعر بهذه الطريقة.. أنا مجنون بكٍ، عندما غادرتني ، ظننت أنني لا أستطيع
الاستمرار في عيش حياتي بعد الآن. قد يبدو هذا مبتذلا ، خاصة و أنني شاب ، لكنني لا أشعر بالخجل من الاعتراف بأنني كنت مجنونا تقريبا عندما فقدتك ولا أستطيع استعدادك .. الخطأ الذي ارتكبته من زواجي من لارا قبل رحيلك ، لكن الله يعلم أنني لم أفعل ذلك عن قصد. حسنا ، ما زلت محظوظا لأنك هنا امامي واتمنى أن تعطتني فرصة أخرى و تقبليني في حياتك مرة أخرى بعد كل ما حدث في الماضي وبالذات هذا اليوم ، لا أعرف من أين أبدأ بالاعتذار منك؟ لا أعرف إذا كان بإمكاني كسب ثقتك و حبك مرة أخرى. أنا لا أعرف ما يجب القيام به بعد الآن.
قالت بصوت خافت و بشكل هستيري تقريبا.
= أنا لا أريد أن أراك في الوقت الحالي. اخرج!'
سحب شعره في خيبة أمل بسبب الخوف من أنها قد تجهد نفسها بسبب صراخها ،لذا قرر الخروج حتى لو لم يكن يريد ذلك و لكن قبل أن يغلق الباب تحدث قائلا بجدية
= سأكون هنا بالخارج حبيبتي.. لن أتركك بمفردك انتٍ مهمة جدا بالنسبة لي و لا أريد أن أتركك .
❈-❈-❈
دلف أركون الى المنزل بخطوات ثقيله ليجد أبنته سافانا جالساً على الاريكة ببهو الشقة تبكي وتتألم بحرقه في أحضان والدتها وهي تربت فوق كتفها بحنان تواسيها.. ليعرف بأنهم علموا بموت نيكولا! اقترب منهم و هو يضع مفاتيحه أعلي الطاوله التى بيده بصمت، لترفع رأسها سافانا و هي تقترب من والدها و تنفجر باكية في أحضانه مرددة بحسرة
= ابي نيكولا مات.. حبيبي توفي قبل زفافنا بشهرين
زمجر بشراسة و هو يضغط على كلماته بقسوة
= نعم ، علمت من الشرطة ، وعلمت منهم أيضًا أن ذلك اللقيط الذي جلبتي إلى منزلنا وقلتي إنكم تحبون بعضكما البعض ... كان يحوم حولك حتى يبيعك إلى بيوت الدعارة و الحانات
اتسعت عينين سافانا وهي تبتعد عنه بصدمة و لا تستطيع تصديق ان نيكولا يمكنه فعل ذلك؟ لتقول بصوت متحشرج مهزوز
= ما الذي تقوله يا ابي...؟!!!
لتكمل سريعاً و هي تهز رأسها بقوة
= لا بالطبع ، من المستحيل على نيكولا أن يفعل شيئًا كهذا. هل عدت إلى تلك المحادثة التي قالتها إليزابيث اللعينة ....
أردف أركون بصوتٍ عالي بغضب وهو يتطلع فيها بنظرات مليئه باشمئزاز
= اخرسي سافانا ، لا يوجد لعين غير ذلك الحقير الذي كنتي ستضيعي حياتك ومستقبلك معه؟ اتصلت بي الشرطة في الصباح لتخبرني بهذا الخبر! كما أعطتني دليلًا على خطاب إليزابيث بأنها كانت على حق عندما حذرتنا من هذا الوغد
عقدت لينا حاجبيها بدهشة وهي تنهض وهتفت باستنكار
= ما خطبك أركون ، ما الذي تهذ به .. من أين أتيت بهذا الحديث؟
قال أركون مزمجراً بقسوة بينما يخرج هاتفه إليهن
= علمت أنكٍ لم تصدقني ، فطلبت من الشرطي أن يعطيني لقطة شاشة لهذه المحادثات التي كان فيها خطيب ابنتك المحترم يتفق فيها على سعر مناسب لبيع ابنتي.
اخذت لينا منه الهاتف بسرعه تتفحص إياه ثم انهارت جالسة بوجه شاحب و هي لا تصدق ما يحدث لتقول بصوت ثقيل
= يا إلهي ماذا أرى؟ هل هذا يعني أن إليزابيث ، ابنت أخيك كانت على حق؟
لتكمل حديثها لينا قائلة بغضب و هي تنظر لها بغيظ شديد
= وأنتٍ يا غبية ، لماذا أعطيته صورك؟ كان من الممكن أن يضيع مستقبلك بسبب حبك لهذا اللقيط
اتسعت عينا سافانا بذهول وهي تري المحادثات واثر الدموع على وجنتيها الشاحبتين ظاهرة، لكنها هزت راسها رافضة التصديق و هي تصرخ بهستيرية
= لا هذا غير صحيح .. أرجوك يا أبي .. لا تصدق هذه الخرافات .. نيكولا يحبني وكان سيتزوجني بعد شهرين لولا الحادث الذي تسبب فيه .. لا هذا غير صحيح.. لا احد يصدق منكم هذه الاكاذيب.
نظر لها والدها بعنف وهو يقترب منها حتي وقف أمامها مباشرة و تعبيرات وحشية مرتسمة على وجهه و هو يزمجر بشراسة
= لديكٍ دليل إذا كنتي تريدي أن تصدقي ، صدقي و إذا كنتي لا تريدي كما تشائين .. ولكن أريد أن أعرف شيئًا واحدًا؟ من بين محادثات الدردشة ، لهذا الحقير كأن يتحدث أيضًا عن إليزابيث ، و علم منك أنها غادرت المنزل وأصبحت وحيدة ، وبسببك كان سيبيعها مرة أخرى.. كنتي تكذبي إليزابيث لأنها أرادت مصلحتك وألا تضيع حياتك مع ندل مثله ..وفي نفس اللحظة تريدي أن تضيعي حياتها .. انا حقا لا أصدقك.
كانت لا تزال تبكى بحرقه لتشعر بقبضة حادة تعتصر قلبها فور ان بدأت تستوعب أن إليزابيث كانت تريد مصلحتها وان ذلك الحقير كان سيدمر مستقبلها، لتردف بصوت معذب
= لم اكون اقصد هو سألني وانا أجبت بحسن نية... يا ربي ما الذي يحدث لي بحق الجحيم .
❈-❈-❈
كانت اليزابيث تجلس بمفردها في الغرفه في منتصف الليل وتداري كعادتها جروح نصف وجهها بشعرها من الامام؟ كانت تدمع عينها وهي مستندة على النافذة .. و تفكر في وضعها فقد أصبحت شرسة .. مندفعة بشكل لا يليق بشخصيتها الهادئة وطباعها الجامد البارد.. فكأن هدوء أعصابها الذي يميزها تبخر منها في لحظة ما؟ كما لم يحدث من قبل .. فتظهر شخصية أخري فاقده السيطرة عنيفة الطباع محفزة للهجوم دائما .. معه هو تحديدا كانت البداية معه عندما أصبحت عنيفة لدرجة مؤذية !
ثم استمعت الى طرقات فوق الباب ليفتح آدم الباب وابتسم ابتسامة صغيرة وسط اجهاد ملامحه وضع فيها قدر استطاعته من السعادة معبراً عن اشتياقه لها وهو يردف بهدوء
= تفضلي هذا لكٍ لأنكٍ لم تتناولي منذ الصباح شئ
وضع الطعام أمامها، لكنها لم ترد وهي حزينه منه شاعره بغصتها بجرح منه داخلها تزداد ليشق صدرها حتى يستقر في قلبها بعنف .. لكنها لم تبالي وهي تنشغل بنظراتها هنا وهناك.. أغمض آدم عينيه يجز على أسنانه قائلا بنفاذ صبر
= اليزابيز لا تمزحي بين غضبك مني وتناول وجبتك لان لا توجد اي صله بين الأمرين لذلك تناولي طعامك من فضلك
رفعت حاجبها إليزابيث ساخرا وحدجته بغيظ وهي تقول بكلمات مستفزة قائله بحده
= ههه وهل تهتم لامري
بينما اشاحت وجهها بسرعه عنه قبل ان يراها وهي ترفع يدها تمشط شعرها لتتاكد أن شعرها يخفي وجهها وابتلعت اليزابيث ريقها لكنها وبرباطة جأش أو ربما ثقة بنفسها.. طالعته بثبات وشجاعة محافظة على وجهتها الغاضبة الصارمة .. إلا إنها أجفلت وهو يقترب منها ببطء حتى كاد أن يلتصق بها بينما يقول بنبرة مشبعة بالتحدي و الغضب بكلمات بطيئة جدا بينما بسبابته كان يشير لها بقوة بجُرح قلبه
= حسنا لنحل هذا الأمر الان.. ماذا تريدي هي تحدثي؟ تريدي ان تغضبي منه افعلي ذلك تريدي الصراخ بوجهي! افعلي ذلك دون تفكير ايضا؟ تريدي ان تظلي تضربيني بقوه حتى يرتاح قلبك ولو قليل هيا تقدمي مني ماذا تنتظري.. افعلي اي شيء يخطر على بالك لكن لا تصمتي وتعذبي نفسك أرجوكٍ بسببي.. افعلي ما شئتٍ لننهي هذا الأمر لانني تعبت بالفعل من تجاهلك لي.. وتعبت اكثر وانا اراكٍ تتعذبي هكذا، اليزابيث انتٍ حقا تؤلمي قلبي بصوتك
بدلته النظر للحظات تقبض على يديها وبدأ وكأنها تفقد سيطرتها المعهودة ..كما فعلت مرارا في الفترة الأخيرة ، لتقول بهدوء لا يشي بما تحمله من جنون وتخبط مشاعرها
= أخرج من الغرفه
ضرب آدم على الحائط بجوارها بغضب يخرج فيها غضبه، انتفضت هي مغمضة عينيها من جنونه بينما هو يردف من بين أسنانه المطبقة قائلا بثقة لا يشعرها حقيقة .. ثقة واهية يريد بها أن يثبت لنفسه بأحقيته فيها حتى لو كذبا
= لن افعل هيا اغضبي اخرجي ما بداخلك ساتقبل كل شيء ولكن لا تبقي شيء بداخلك فان ذلك سيزيد الامر السوء
زمت إليزابيث شفتيها وشمخت بذقنها بتحدي و ضربات قلبها مجنونة متقافزة .. بين ذهول و عدم تصديق ..لهفة واشتياق ..عشق متفجر ..وغضب فراق طال.. لكنها الآن شعرت أنها عادت فارغة، لست متأكدة من أي شيء، ثم أسبلت أهدابها لتقول متهكمة على كلماته وهي تردف بانكسار
= وهل شعر واخيرا السيد آدم بهذا الالام البسيط الذي عشت اضعافه هل تظنني فان الامر سوف اتخطى واتجاهل بهذه السهولة.. ادم انت كذبت علي باخفاء الامر عني.. وخليت بوعدك لي على ان تنتبه ولا تؤذيني في يوم مطلقاً مثل الجميع.. انا حتي أصبحت اشك انك كنت تحبني في يوم وكل ما مر وحدث بيننا وشعرت به بين احضانك .. كانت كلها مجرد اكاذيب.. سراب وهمي ليس حقيقي
ازداد شحوب وجهه حتى قارب شحوب الموتى بينما ضغط علي يده يحاول التحكم بالغصة التي اجتاحت قلبه و هو يستمع اليها... ليقول بصوت مختنق متألم و هو غير متحمل وجعها
=لطالما لم أراكٍ غير أنك الوحيدة الذي أحببتها.. انا اعتذر حقا على كل الذي فعلته عن ذلك اليوم بالتحديد، اما اذا كنتي تشكي في حبي لكٍ فيجب عليكٍ ان تتاكدي وليس ان تشكي فقط لانني لا أحبك..
ساد بينهم الصمت قليلاً قبل ان يتنفس آدم مرتجفاً وهو يهز برأسه مغمغماً بصوت متحشرج بشغف
= لانني اعشقك بجنون اليزابيث
انتفضت إليزابيث واقفة تصرخ بغضب صرخة كامرأه متألمة.. قدرها آلمها كثيرا .. أنثي اعتادت على الحزن والخيبات واستقبلتها بوجه جامد دائما.. لكنها لم تعد تحتمل، انضبت كل قدراتها على التكيف عندما أحبت يوماً بصدق
= اجل افعالك تدل على ذلك بالفعل كثيرا
لتكمل بصوت ضعيف ودموعها تنسكب منها بعينين لا تريان ما أمامهما و روح تتألم وقلب مثقل بالهموم و .. الأشواق بينما لهاثها تتزايد حتى تحولت وكأنها شهقات مختنقة جافة تجرح حلقها
= من اول ما قابلتك شاهد الجنه معك لكن انت أمسكت بيدي و جذبتني لجهنم .. ان شاء الله بتحترق بنار جهنم
تجاهل دعواتها له بالموت.. و زفر آدم مرهقا وهو يجيب بتحشرج صوته ويقول بيأس
= لكن جميعاً نستحق فرصه اخرى إليزابيث
بدى علي إليزابيث عاجزة.. ضائعة.. و كان صدرها يصعد ويهبط ويجيش بإنفعالات لا قوى لها على تحملها بينما اردفت بصوت مكتوم باكي و كامل جسدها يرتجف بقوة وهي تغمغم بصوت منخفض
= هل قلت لك قبل سابق انني احب قراءه القصص والروايات.. ممم اعتقد لا اذا اسمعني جيدا، هناك روايه احب ان اقراها اكثر من مره واحده لكن دائما النهايه تكون كما هي مهما عدت القراءة! اجد النهايه حزينه وقاسيه للغايه لي ابطال الروايه.. ما أقصده من حديثي ذلك أننا مهما حاولنا تغير القدر لم يفلح معنا الأمر.. و للاسف ستظل النهايه كما هي مكتوب حزينه وقاسيه للغايه
فرت الدماء من عروق آدم و قد شحب وجهه بشدة فور ادراكه الى اي مرحله أوصلها من الضعف و التشاؤم.. ليهتف بنبرة برجاء وأنفاسه لاهثة وريقه يجف
= إليزابيث أنا أحبك من فضلك لا تفعلي هذا بي
حينها عاد الغضب أكثر قاضياً على الكل عداه قلبها.. فضربت صدره تهتف به قهراً
= أصمت وإياك مره ثانيه تنطق اسمي علي لسانك القذر، ولا تتحدث عن الحب مره ثانيه.. الأشخاص الذين أمثالك لا يعرفون إلا الغدر في حياتهم فقط و يستمتعون إلى إيذاء الآخرين ..أوعدك سيد آدم سأفعل كل ما في وسعي وجهدي حتى أتخلص من حبك من قلبي وأنساك.
لينظر لها من بين جنون نظراته يحاول البحث عن اليزابيث الذي يعرفها فهذة رغم عشقها الظاهر بعينيها و رغم كل خطوطها الذي يحفظها .. رغم حنانها الذي يغلبها .. بدأت أكثر تشتت، أكثر ضياع، أكثر ألما ،أكثر غضبا .. وأكثر .. إنهزاما !! كما لم تكن يوما، هذه اليزابيث مختلفة لدرجة تؤلمه رغم غضبها منه ! كل هذه أفكار تحليلات في رأسه حوله... لكنه بتصميم وبمنتهى الهدوء والحزم ابتسم بعينين لامعتين حنانا وهو يقول بنبرة حادة
= أعدك أيضًا إليزابيث ،سأبذل قصارى جهدي حتى تكون النهاية مرضية لنا ..حتى لو انتهت في صالحك أنتٍ فقط ستكون أفضل نهاية بالنسبة لي
❈-❈-❈
في منتصف الليل...
غادر آدم منذ الصباح لعمله وحتى الان لم يعد ينهي اعماله التي تراكمت عليه بالمتجر... و إليزابيث كانت تجلس بغرفتها ترفض الخروج من الغرفة منذ أن عادت وآدم لم يحاول الصعود لها مره ثانيه قبل ذاهبة حتى لا يضغط عليها بينما هي وضعت يديها فوق بطنها شعرت بالجوع و بالذنب أنها لم تتناول الطعام الذي وضعه آدم بجانبها قبل رحيله.... بالرغم من محاولاتة لكنها لم ترد عليه؟ ولكن ازداد الجوع عن حده فنهضت بهدوء وجلست امام المقعد وبدأت أن تتناول لاجل طفلها... وعندما انتهت من تناول الكثير نهضت وخرجت من الغرفة وهي تحمل بيديها صينيه الطعام...
دلفت للمطبخ و وضعت الاطباق فوق الطاوله وقبل أن تلتفت لتعود إلى غرفتها... فجأة وجدت من يحتضنها من الخلف هامسًا بصوت رجولي جذاب
= أخيراً نزلتي من غرفتك وتناولتٍ طعامك ؟
توقفت مكانها من الصدمة... وأنفاسه الساخنة تداعب رقبتها وجسدها اللعين ارتعش تلقائيًا من لمسته وكأنه يستشف شوق الآخر الحار له... ولكنها حاولت تجاهل شعورها فابعدته عنها بحد وهي تلتفت متمتم بصوت مكتوم
= أبتعد عني ولا تفكر ان تلمسني مره ثانيه .. فهمت لا تجبرني على ان اصفعك مره ثانيه !
جز آدم علي أسنانه بعنف شديد وهو يقول بنبرة حادة
= لا لم افهم ولم افهم ذلك الحديث؟ واذا كنتي ترغبي في ان تصفعيني مره ثانيه تفضلي لم امنعك.. و الم تقولي من الذي فعل ذلك بوجهك لما تخفي علي ؟
أطرقت راسها شاعرة بالعجز من جروحها وهي تخفيها بشعرها بينما هي تردف بقهر
= ولما انت مهتم لتعرف ؟ اهتمي بشؤون زوجتك لارا فقط .. فانتم الاثنين تشبهون بعضكم بالفعل
صمت يزفر مرهقا وهو يسقط ذراعيه على جانبيه جالس يتحدث بفارغ الصبر و بعاطفته وحبة الكبير لها
= اليزابيث لا تسيري غضبي أخبرتك لارا انفصلت عنها.. ولم تهمني في يوم، طول حياتي اعتبرها بمثانه أخت لي.. لكن والدي دائما كان يطلب مني الإرتباط بها وانا أرفض! وتوقفي عن فعل ذلك الحركه أن تخفي وجهك عني فقد رأيتك كثيرا وانتٍ نائمه عندما حملتك بالمستشفى.. ولم اشعر بالاشمازاز ولا النفور منك.. لذلك رجاء توقفي عن اخفاؤه واتصرفي بحريه على طبيعتك
نظرت اليزابيث إليه بصمت تكتم دموعها داخلها بصعوبة بالغة، ثم التفتت لترحل لكنه أسرع يتحدث إليها بتصميم
= انتظري اليزابيث أريد ان اتحدث معك بشان ما حدث يوم الزفاف .. أرجوكٍ يجب ان تسمعيني وتعطيني فرصه حتى ادافع عن نفسي .. يجب ان تعلمي بانني ليس خائن كما تظنين
لكنها لم تهتم واكملت سيرها بينما شعر آدم بفقدان سيطرة لذا نهض من المقعد خلفها ليجذبها بسرعه وهو يشعر بأنه متعب لأقصى حد قائلا بعصبية تخللته
= لم ترحلي وستسمعيني رغم عنك اجلسي .. و توقفي عن لعبه القط والفار هذه، يجب ان نتحدث..
اجلسها بالقوه رغم عنها وعندما جلست اليزابيث بوجه مضض قاتم، بدأ آدم يتحدث ويقص عليها القصه من البدايه وكل ما حدث وكيف كان يهددة انطون و أجبر إياه علي الزواج بشقيقته.. تنهد آدم مبتسم وهو يهتف بجدية
= هذا كل ما حدث بالضبط يومها واقسم لك لم اكذب باي كلمه قلتها، انا تعرضت لعمليه ابتزاز حقيرة من ذلك الوغد انطون! وضعت في مقارنه صعبه كان بداخل المتجر رجل مسلح يريد قتلك وانا بالخارج اصارع مع ذلك اللعين .. كنتي تريدني ماذا أفعل حينها؟ اتركك تموتي يا إليزابيث؟ هاه؟ اذا كنتي مكاني كيف ستتصرفين بالتاكيد ستفعلي ما فعلته.. اعلم انني جرحتك بهذا الاختيار لكن لم اجد اي وسيله اخرى لإنقاذك يا حبيبتي.. كيف تريدين اتركك واتجاهل الأمر ولم اتحمل ذنبك .. أنا كنت مجبر علي فعل ذلك يا إليزابيث حقا .
وكأن دلوا من الماء البارد قد سقط على رأس إليزابيث التي شعرت بالصدمة والذهول من تلك الأحداث وما فعله انطون لهذه الدرجه يوجد شخص مثله بدون رحمة لا يهمه غير مصلحه شقيقته فقط حتى لو كآن على حساب الاخرين .. ارتخت ملامحها بارتياح عجيب ! وحل الصمت في غرفة المطبخ إلا من صوت صرصور حقل يسكن الحديقة خارجا .. مما جعل آدم ينظر لها بتوجس وقد اختفت ابتسامته مع الوجوم وهو يقول بهدوء غريب مكرراً علي تلك النبرة والتصميم
= كيف صدقتي بانني يمكن أن اخونك واتركك بعد كل هذا الحب بيننا.. انتٍ سبب يستحق العيش لأجله اليزابيث، تجعلني أظن أن العالم مكان جيد.. لما صامته أرجوكٍ تحدثي .. هل ستسامحيني ؟
ضيقت عيناها بسخرية مريرة وهي تهمس بجنون
= أغفر لك هل تتحدث بجدية؟ حتي إذا كان كل ما تقوله صحيحًا؟ فالنيران الذي بداخلي لن تخمد ولم استطيع نسيان المعاناه التي عشتها بذلك الوقت .. الوقت صحيح يشفي، لكن ماذا لو أن الوقت نفسه مريض.. يبدو أَننا لا نصلح لِهذا العالم، فلا مكانَ لهشاشتنا، لقد فشِلنا في كُل شيء، حتّى في أنْ نحبّ أنفسنا قليلاً .. كنت كل ما أريده هو الحب والسلام النفسي فقط .
أغرورقت عيناها بالدموع أمام عينيه فارتفع حاجباه مصدوما وهو يقترب منها يدلك كتفيها بيديه الدافئتين يقول بحزن عليها
= يَا لكٍ مِن إنسان مُتشائم يَا إليزابيث !
لتتحدث بهزيمه وقلبها كانة مفقود ومشاعرها متخبطة بين أمواج العذاب
= بل هو عالمنا المَشؤوم ..فقط من لا يعرفون الحياة، يعتقدون أنها جميلة ومريحة.
صرخ بغضب شديد بينما شاعرا بالتعب والاجهاد وهو يتحدث و لا يطاق يدفن نفسه فيها ليشتت أفكاره
= توقفي إليزابيث .. فأنتِ لم تعترضي يوماً على الفراق الذي يحدث بيننا .. فلا تُلقي بكل الذنب علي الآن .. أجل أنتِ السبب ايضا .. لم يكن القرارا مشتركا بيننا .. فلا تتهميني أنا فقط؟
شهقت اليزابيث تنظر له بصدمة و بحدة وهي ترفع يدها تشير لنفسها مرددة باستنكار وقالت دون تردد
= أنا ! هل تتهمني بأني مذنبة بالفراق الذي حدث بيننا؟ و لما هل قلت لك اذهب وتزوج غيري؟
ارتفع حاجباه وهو يسايرها قائلا بجدية
= لا ، أنتٍ لم تقولي ذلك ، لكنك تعلمي أننا متزوجون ، وكنت أخطط أن يمر الحفل بسلام ، وبعد ذلك كنت أقدم التهديدات إلي الشرطه ، الذي كان يرسلها أنطون إليه على هاتفي ، إلى محكمة لتطلقني من لارا.. لكنك اختفيتي بعدها ولم تنتظري حتى تسمعيني وانا لن استطيع ان اتحدث معك في نفس اليوم حتى لا يشك احد وياذيكٍ.. لذلك فكرت أولاً في حمايتك ثم التخلص من هذا الزواج.. لذا كلانا مذنبان .. كلانا استسلمنا .. فإن كنت أنا سببًا للابتعاد وعودتك إلى أهلك.. فأنتٍ كنتٍ مقتنعًا بأنني خائن دون أن تستمعي إلى دوافعي ، رغم كل الحب الذي بيننا ، صدقتي فورًا ولم تعطي نفسك فرصة لإثبات أنني كنت لئيمًا معكٍ أم بريء.. أنتٍ لم تحاولي حتى و دائما اول شيء تفعليه هو الهروب.
اتسعت عيناها مجددا وهي تستوعب بجنون وحماقة عاشقها النارية هل يجرؤ أن يتهمها بذلك الاتهام وهو السبب بالاساس؟ فهزت رأسها تنظر له بلوم وعتاب تهتف
= يا ربي هل تتكلم بالفعل؟ ذهبت بمفردي إلى الحفلة ورأيتك تمسك بيدك تلك الملعونه بينما كنت تقف أمام الكاهن وعندما سالك هل تقبل الزواج بها؟ تقول ببساطة وبالتأكيد ، نعم أقبل الزواج بها... ماذا كنت أنتظر اكثر حتي اصدق حينها في ذلك الوقت أنك خائن؟.. لو كنت في مكاني لفعلت ذلك! كنت ستهرب وانت مجروح مني ولم تستطيع رؤيه وجهي وانت تشعر بالخذلان.. وكنت ستشعر ايضا أنك كنت مجرد لعبة في يدي وكل ما حدث من قبل كان مجرد وهم وليس حقيقي ..انت قتلتني يا آدم ؟! لقد أغرقتني في حبك ثم ابتعدت ...!
كأن ألمها الخفي يحفز مآقيها على تساقط قطرات من أمطار دموعها..على الرغم من عدم شعورها بهذا الألم الخفي بمرور الوقت .. لقد تأقلمت عليه حتى دفنته في قاع الروح .. تحت رماد قلب محترق ..لكن هذا لا ينفي وجوده .. ودموعها الشحيحة خير دليل علي الوجع لذا تضطر تهرب .. كم تريد التاقلم والنسيان لكن لا يحدث .
رفعت عينين المغرورقتين ببرك دموعها قائلة بتحشرج له وعجزها يتفاقم
= ابتعد عني واتركني ، هذا افضل لنا.
ابتسم لها يميل رأسه بحنان أمام وجهها المجروح الملامح فقال بهمس مثير أرسل رعشة أكبر لجسدها
= لا استطيع، لقد أصبحتي كالهواء بالنسبة لي
❈-❈-❈
في منزل نيشان كان عاد إلي القصر في منتصف الليل فكان الايام السابقه مسافر لخارج البلاد لعمل خاص بة! وبالتاكيد هذا العمل يخص اعماله المشبوهه.. فتحت له الباب الخادمه ثم دخل الى مكتبه حتى يضع النقود التي استلمها من الصفقه داخل الخزانه.. بينما في تلك اللحظه فتح باب المكتب بقوه! انتفض نيشان بخضة وذعر ثم تنهد براحه عندما راى لارا التي امامه ليقول بصوت بضيق مكتوم
= اهلا لارا.. ما الذي تريدي في منتصف الليل .. ولما تدخلي بهذه الطريقه المكتب دون استئذان
رفعت رأسها نحوه تزجره بغضب و هى تتقدم نحوه وجسدها يهتز بانفعال
= أليس آدم حقًا ابنك وأنت كنت تخدعني أنا وأخي طوال هذا الوقت ، وتريد منا أن نتزوج بعضنا البعض حتى تضمن العمودية فقط؟ و آدم في النهاية؟ هو ابن زوجتك ، وليس ابنك الحقيقي.
تصلب وجه نيشان فور سماعه كلماتها تلك ثم اخفض رأسه ينظر إلي عينيها التي تلتمع بالقسوة تجاه بينما شحب وجهه على الفور من شدة الخوف
= من الذي قال اليكٍ ذلك الحديث ؟
لتشتعل عينيها بالغضب تزمجر من بين انفاسها بقسوة
= آدم نفسه الذي قال لي ذلك؟ وتحدث بثقة وجدية! لذلك لا تحاول التلاعب بي وتخدعني مرة أخرى .. أنا أعلم كل الحقيقة التي كنت تخفيها عني وعن أنطون لسنوات عديدة .. أنت شخص حقير وسافل ، كنت أظن أنك تحبني وتخاف علي مثل ابنتك وتريد مصلحتي.
لتكمل لارا بحدة و غضب
= لكن بعد ذلك اكتشفت أنك تريد فقط أن تزوجني من آدم من أجل مصلحتك ، أنت انتهازي ، وقح ... هل تعرف كل ما فعله آدم بي؟ أنت السبب في من البداية كنت من يمنحني الأمل دائمًا في أنه سيحظى بي ويحبني يومًا ما .. وظلت الأفكار تتسلل بداخلي لدرجة اقتنعت أنه قد يكون لديه مشاعر بالنسبة لي بداخله .. حتى بعد ظهور امرأة أخرى في حياته ، لقد ظليت تسعى وتجاهد لجمعنا معًا لضمان العمودية لك.
تنحنح نيشان وهو لا يدرى ما يجيبها لكن اقترب منها بخطوات سريعة حيث كان وجهه يظهر عليه القلق و الخوف وهو يشاهد غضبها الشديد منه ليقول بتوتر
= لارا حبيبتي اهدئي وانا ساشرح لكٍ الامر.. ادم في النهايه أصبح زوجك الان ولا تنسي ذلك
ابتسمت لارا بسخرية واستهزاء هاتفه بانفعال شديد وعينيها تلتمع بغل و قسوة
= زوجي ! آه نسيت أن أخبرك بأن أنا و آدم انفصلنا خلال أسبوعين ولم يعد زوجي! أنت سبب بقائي جانبة حتى اقتنعت أنني أفعل الشيء الصحيح ، وهو حقي أنا .. صدقني سأنتقم منك بشدة. بعد أن أغادر من هنا ، سأذهب إلى المسؤولين وأخبرهم بكل شيء ، وأنك خدعت الجميع ، وآدم ليس ابنك من صلبك .. ستفقد كل شيء مثل ما فعلته بي .. سوف تتعفن في السجن المؤبد بسبب أفعالك ايها الحقير.
التفتت لارا بخطوات غاضبة لترحل بينما اتسعت عينا نيشان بصدمه وخوف ليركض خلفها بسرعه قبل ان تخرج من غرفه المكتب و اسرع بالتشبث بذراعها وهو يقول بتوسل
= لارا ابنتي ..حبيبتي انتظري.. وانا ساشرح لكٍ الحقيقه.. لارا أرجوكٍ لا تخبري احد بما عرفتي عني.. لارا توقفي .
صرخت لارا بهستيرية وهى تحاول ابعاده بعنف شديد و تحرير معصمها عنه بانفعال حاد
= ابتعد عني .. دعني. لم أتراجع مهما فعلت ولا أعتقد أن رجلاً مثلك استغلالية يستحق ما هو فيه ؟
شعر نيشان بالرعب عندما بدات تصرخ ليضع يده علي فمها بسرعه بالقوه يكتم صوتها... حتى لا يستمع احد من الخدم بالخارج الى صوت صرختها وياتي الى هنا ويستمع الى ما يدور بينهما.. غصة الخوف كانت تمتلك جسد نيشان التى تسد حلقه فقد كان يعلم بان لارا إذا ذهبت من هنا بالفعل؟ سينتهي عالمة الذي ظل سنوات يخفيه عن الجميع واسراره.. ليهتف بصوت مرتجف بشده
= اهدئي لارا أرجوكٍ .. يجب ان يظل هذا السر بيننا ولا يعرف احدهم.. اذا علم أحد حينها سينتهي كل شيء.. صدقيني ادم سيعود اليكٍ .
بينما كان يتحدث و غافل عن الذي كانت تتلوي بقوه وخوف وهي تحاول ابعاد يده التى كانت تكتم فمها وانفها و انفاسها عن الحياه.. لكنه لم يرد عليها معتقد انها تريد تبعد يدة حتى تكمل صرختها.. لكنها كانت عاجزة تماماً تحاول التحرير منه حتي بدأت بالفعل لارا تختنق بشده و روحها تغادر جسدها...
ادار رأسه نحوها باستغراب عندما ابعد يده عن فمها بعد فترة، لتتجمد قبضته التى كانت فوق فمها و قد اهتز جسده بعنف عندما رأى جسد لارا ارتخي بين ذراعيه وانفاسها توقفت عن العمل؟ وعيناها مفتوحين على وسعها ولا تصدر حركه واحده؟ انتفض مبتعداً عنها على الفور وتركها ببطء ليقع جسدها على الارض جثة هامدة.. بالأرض الصلبه فاقده الحياه.. بينما كان وجهه شاحب كشحوب الاموات يرتسم عليه الارتعاب و الخوف..
وفي نفس اللحظه تفاجا بأن باب الغرفه يفتح ويطل منه أنطون الذي كان قادم اليه حتى يستفسر عن الصفقه التي انهيها، لكنه اتسعت عينا بصدمه راكضاً نحو لارا حتي يري ما الذي حدث لها؟ ولما هي هنا من الاساس؟ لكنه شعر بالدماء تجف بعروقه فور ان وضع يده ليرى نبضها متوقف؟ تراجع نيشان الى الخلف بخوف عندما شاهد وصول انطون و تقدم نحو باب بالغرفه ليهرب قبل ان يراه و الخوف والرعب مرتسمان بعينيه..
لكن انطون رفع عينه بشراسة و قد جن جنونه له و لم يشعر بنفسه الا وهو يهجم علي نيشان... ترنح نيشان الى الخلف سريعاً بعد تلقيه لكمة قوية من انطون وقبل أن يستعد توازنه مرة اخرى سريعاً اندفع انطون نحوة يسدد له ضربة قوية اصابت جانب وجهه و ما ان هم بتسديد ضربة اخرى له؟ قبض نيشان علي رقبته يبعده عنه، لكن انطون امسك ذراعه يلويه خلف ظهره بقسوة ضارباً اياه برأسه عدة ضربات متتالية اصابت وجهه ! مما جعل كلاً من انفه و فمه ينزفان بغزارة..
وظل يسدد له الضربات حتى سقطت الدماء من فمه..
متجاهل صرخاتة المتالمه فقد كان انطون كاعصار من الغضب الساحق الذى يهدد بأخذ روحه مثل ما فعل بشقيقته... ثم ابتعد انطون عنه قليلا وهو ينظر اليه يزجره بنظرات ممتلئة بالكراهية و الغضب وهو يحاول يخرج مسدسه ليقتلة... لكن قام نيشان اخيرا بدفع انطون بحدة ليرتطم بقسوة للخلف مما جعله يسرع ينهض والآخر خلفه يسرع بالامساك به قبل أن يهرب...
لكن لم يتح إلي نيشان الفرصة حتى يهرب عندما وجد الاخر قريب منه ونهض خلفة؟ لذا أسرع يخرج سلاحه و كامل جسده ينتفض بخوف ليرفع المسدس بوجهه وضغط على زناد المسدس الذى بيده لتنطلق منه رصاصة اخترقت على الفور رأسه ليسقط على الفور ميت..
اخفض نيشان مسدسه ملقياً اياه على الارض بينما كان كامل جسده يرتجف و صدره يعلو و ينخفض بسرعة و صعوبة.. انهار جالساً على الارض وعينيه مسلطة برعب فوق جسد كلاً من لارا و انطون الغارق بدمائه و هو لا يصدق ما فعله.. وكان يرتجف بشدة وهو يحاول الوصول الي حل يمكنه ان يخرجه من مأزقه هذا...