رواية وصمة عار الفصل السادس و العشرون 26 بقلم خديجة السيد

 

  رواية وصمة عار الفصل السادس و العشرون بقلم خديجة السيد



بداخل الغرفه، أغلقت إليزابيث الاباجوره بعد أن شعرت ببعض الخمول، أرادت أن تُمدد جسدها، رغم ان الوقت لازال باكرا، إتكئت بأحد جانبيها على الفراش، وضعت يدها تمسد على بطنها بحنان تفكر بان يجب ان تخبر آدم بوجود طفل داخلها وسوف يصبح اب؟ حتى اذا كانت بينهما مشاكل لكن يظل في النهايه والده وزوجها ؟ تعالي قلبها الخائن صاحب الدقات العالية و السريعة بحضرته و بغيابه تألم وقلبها الخائن شوقا له.. عندما شردت في تلك اللحظه عندما يعرف آدم بوجود طفل من صلبه في تلك الحياة ، وردد فعله حينها ماذا ستكون .

وفي نفس اللحظه شعرت بان الباب يفتح لتبعد يدها بسرعه من فوق بطنها، بينما ألقى آدم بنفسه فوق السرير وقامت هي مبتعدة علي الفور بصدمه ناظره له بضيق وهدرت من بين أسنانها

= ماذا تفعل.. انهض انت لن تنام هنا لديك غرفتين بالمنزل فارغتين؟   

لكنه أغمض عينيه ولم يجيب عليها، تنهدت اليزابيث بغيظ منه واقتربت منه وتعابير القلق بوجهها حاولت أن تيقظة حتي ينهض لكنه سحبها إليه وجعلها تستلقي بجانبه بينما شد قبضته عليها في حضنه يمنعها من الحراك، رفعت له عينان تقدحان بالشّرر وهي تقول بكبرياء قاتم مُحذرة

= اتركني.. انزع يديك عني.. لم تنام بجانبي.  

أغمض آدم عينيه للحظات يحاول الحفاظ على رباطة جأشه ثم تنحنح آدم قبل أن يقول

= اشششش دعينا ننام هكذا

امتقعت ملامح اليزابيث الجالسة بين أحضانه ثم قالت بصوتٍ مغلول وهي ترفع إحدى حاجبيها

= لا اتركني.. لا اريدك بجانبي 

فتح عينه يطلع بها و استحالت ملامح آدم لأخرى غير مألوفة فيه وهو يهتف 

= اخبريني انك لا تحبيني وانا بعدها سوف ارحل 

ارتعش جسد إليزابيث غضبًا وتأثرا بنظراته الداكنة وقلبها يخفق حتى كاد يغادر صدرها.. أسبلت أهدابها الطويلة وهي تنهج انفعالا ووجلًا.. ثم قالت بانزعاج زائف

= أبتعد عني يا ادم .. ارحل من هنا .

ازدرد آدم ريقه قبل أن يقول وهو يعود التواصل البصري بينهما

= لا لم ارحل اخبريني في البدايه.. بانك لا تحبيني وانا سأذهب 

اتسعت عينا اليزابيث بإشعاع مخيف ومشاعر مريعة تتصارع داخلها تسطع ببشاعة على وجهها فعلمت ماذا يريد الوصول اليه بكلماتة تلك.. وهو أن تعترف بحبها واستسلامها الية؟ لتقول بصعوبه برغم ارادتها 

= انا لا أحبك .. ارتحت هكذا.. ابتعد عني هيا.

بلع ريقه بصعوبة مجدداً وقد استشف الصرامة والغضب في ملامح بغصة بقلبة.. ثم خرج صوته هاتف المرة مرتعشا و هو يقول 

= فقط لليلة واحدة ... ليلة واحدة انسي من اكون ومن انتٍ .. لليلة واحدة عامليني كما لو اني رجلك و ليس عدوك .. كل ما احتاجه هو أن لا تذهبي.. ولا تتركيني

ثم ازدرد آدم غصة مسننة عالقة في حلقه وهو يكمل بلهجة مقهورة مشوبة بالتوتر

= هل ستنتقمي مني عما فعلته معك؟ 

صمتت قليلاً لفتره محدوده ثم قوست حاجبيها تقول بصوت خافض

= لا لن انتقم .. لانك لا تعني الي شيء 

لم تنحسر ملامح آدم وهو يسألها بهدوء

= لماذا ؟؟ فانتٍ غاضبه مني جداً، ولا تريدي ان تسامحيني ولا تنسى حتي.. هل مازالتٍ تحبيني لذلك لا تريدي ان تنتقمي مني؟ 

تسمرت وهي تفرقت شفتيها لكن لم تعرف ماذا تقول ولم يخرجها من تخشّبها شئ علي الفور، ثم انخفضت نبرة إليزابيث في كلماتها وهي تبتسم ابتسامة حزينه

= لا اعرف، لكن كل ما اعرفه انني لن انتقم أبدا منك

حدّق آدم في عينيها للحظاتٍ طويلة فتلاشت الابتسامة عن شفتيها تدريجيًا حتى اختفت تمامًا وبادلته النظر بتجهم وارتباك.. وقهر.. ناظر لها بلا تصديق.. ظلت تبادله تلك النظرات للحظات طويلة قبل أن تجيب بجمود

= لو انتقمت منك ساصبح انا الظالمه وانت المظلوم  لذا سوف اجعلك تعيش طول عمرك ظالم.. ساكون دعواتك الغير مستجابه ..واكون ذنبك الغير مغفور .. ساكون سوء حظك في الحياه ..وساكون في كل الم تعيشه.. ساتقدم انا في حياتي وانت ستظل تحترق و عالقا بذنبي 

أنصدم آدم من كلماتها القاسيه لهذه الدرجه أصبحت تراه ظالم وجاحد القلب؟؟ لكنه لم يستطع الرد عليها وبعدها أغمضت عينيها بمرارة ولم تستطيع تواصل الحديث معه بينما هو شعر بالقهر من حديثها ومد يده يضعها فوق يدها الناعمة وارتعاش لذيذ مر بأوصالها... فمهما كان هناك من غضب وتوعد يضمره في صدرها لها، بعد عودتها مجدداً.. إلا أنه إحساس الراحة التي تشعر به في هذه اللحظة لا يقدر بثمن..

❈-❈-❈

بداخل الـقسـم...

إستند الضابط بذقنه على مرفقه ، وفحص بعينين ثاقبتين كل ورقة من الأوراق التي أعطتها إياه طبيبه الطب الشرعي التي فحصت جثه لارا و انطون.. ثم تفحص تلك الاوراق الأخري التي وجدها بمكتب العمده نيشان وتم احرازها، قبل ان يتم القبض عليه بتهمه القتل العمد.. تجهم وجه الضابط بشـدة ، و أظلمت عينيه وهو يقرأ تلك الحقائق المفزعـة التي كشفت القنـاع الأخـر للعمده بوضـوح .. لم يتوقع أن يكون بمثل تلك الدناءة والخسة .. فقد تلاعب بمصائر الكثيرين وأفسـد حياة الأبرياء على مدار أعوام ... كما إكتشف بينهم وجود عقود زائفة لمنازل وقصور و اراضي غير صحيحة تم التلاعب بها ، وأوراق تخص جميع افعاله المشبوهه واسرار خـفيـه .

عقد الضابط الآخر حاجبيه باستغراب متسائلا باهتمام

= ماذا وجد في تلك الاوراق؟ سارق انتباهك هكذا

فغر فمـه مشدوهـا وهو يقرأ تلك المصائب بينما صاح بإستنكار مصدوم 

= يا الله ، لا أصدق ما أراه بداخل هذه الأوراق؟ هذا السافل لم يترك أي شيء لم يفعله؟ ظننت أن هذه القضية تتوقف على مقتل الوزير انطون وشقيقته فقط .. بل هناك قضايا وأسرار كثيرة كانت تحدث في الظلام.

ثم رفع الضباط رأسه ليقول بنبره رسمية حازمه

= احضر لـي نيشان من الحبس حـالا !.. 

أمـا بـداخل الحـبـس.. 

تجمدت تعابير وجـه نيشان ، كان لم يتحرك منذ دخوله الحبس الاحتياطي ساكناً وهو متسمـر في مكانـه مصدوماً من ذلك الحادث المفجع الذي تسبب في؟ يعمل أنه هو بغيضاً.. عنيفاً ، ذو سلوكيات عدائية.. و منحرف .. لكن لم يكن قـاتـل؟ ولم يتوقع هذه النهايه ستنتهي هنا ؟ بالـذات . 

حدق أمامه شارداً في عالم أخـر ، وكأنه ليس متواجداً ليتذكر بعد ان تخلص من انطون حاول الهروب بسلاحه وهو ينتفض جسده برعب، لكن تفاجا بان الخدم بالخارج اغلقوا باب المكتب عليه خوفاً منه علي أنفسهم عندما استمعوا إلي الصراخ وصوت طلق ناري؟ وبعدها طلبوا الشرطه واقتحمت مـنزله.

رفع مقلتيه عندما تفاجا فجاه بالعسكري يفتح باب الزنزانه، إلتفت نيشان ناحيته ورمقه بنظرات خاوية ، ثم هتف العسكري بصوت آمـر بخشونة

= انهض سيد الضابط يريدك للتحقيق .

أومـأ نيشان برأسـه وهو يبتلع ريقه بخوف ، في حين تحرك مع العسكري إلى خـارج الزنزانه، وكان يجذب إياه بقسوه شديدة فلم يعد الجميع يهيب منه ومن سلطته الخاسره .

تحرك بخطى ثقيلة نحـو ذلك الممر الطويل البـارد كأن شبه مظلمة ظل طوال الطريق صامتاً لم ينبس بكلمة حيث وجهه متجمداً ، نظراته قاسية .. ورغم هذا كان يشتعل من الداخـل .. ولكن لم تكن لديه أي رغبة في البكاء حزناً علي نفسه؟ لكن إجتـاح عقله سيل هائل من الذكريات المريرة على جميع افعاله المشبوهه وعمليات النصب والاحتيال التي كان مستمر بها .. نعم فأكثر ما يذكره عن حاله هو أعماله الغير مشروعة وقسوته في التعامل ، و تسلطه ، و نزواته الماجنة ، ولياليه العابثة .. وكل هذا بدأ من العد التنازلي للحكم عليه الآن .. من أفعال سيئه وحسنه .. ومن الواضح أنه لم يفعل سوى السيء في حياته. 

❈-❈-❈

في مـنزل زيـن.. 

كان زين يجلس فوق المقعد بجانب والدته شارد الذهن بملامح حزينه ويفكر فيه إليزابيث بينما جانبة كانت والدته تتفحص إياه باهتمام وقلق وهي تراقب ملامح وجهه .. ثم تغضنت ملامح والدته بتوجس وهي تسأله بجدية لا تحمل تروي

= لما أنت تعيس يا بني ؟

قال زين لها باضطراب شديد يغزو صوته كما ملامحه

= لأنني أشعر بالحب تجاه شخصاً ما لا يبادلني الحب. أليس صعبًا؟

توترت والدته وهي تنصت لكلامه الصادم.. لكن قالت بشيء من الاستغراب وقد شعرت بشيء خاطئ فيه

=ماذا تقول ؟

كانت عيناه المصوبتان في عينيها كانت تتوهجان  بألم لامس قلبها علي حال ابنها.. إلا أنه لم يتراجع عن حديثه وقال مؤكدا بصوتٍ باهت كما ملامحه المجهدة، أنه أحب من طرف واحد؟ بينما هي ما إلا لا تصدق 

= اقول أني احب شخصًا لا يبادلني الحب! إنه اتعس شعور في العالم.. رغم أنه يشعرني بالضعف في بعض الاحيان؟! لكن الشيء الجيد بالموضوع أن تلك المشاعر حقي، ملكي فحسب.. فلا شىء يقارن قوة الحب من طرف واحد

بدأ الاستيعاب يتسرب لعقلها لتستنجح ما يقصده الآن فيحتقن وجهها.. بينما هو اكمل حديثه بألم وشعر بما يقوله بمثانة طعنة داخله فهتف

= هل تعلمي ما الذي يتعبني يا امي ؟ تعبت من طريقة حياتي سئمت من كوني نكرة والأهم من هذا كله سئمت من أنه ليس لي أحد.. حتى الفتاه التي احببتها من المستحيل ان تكون لي بوقت ؟. و لا أظن إني سأستطيع أن أعيش بدونها !

بدأ صدر والدته يعلو ويهبط بينما تنظر إليه غير مصدقة وكأن ما قاله معضلة صعبة الفهم.. فعقدت حاجبيها تنظر إليه، واستغرق الأمر منها لحظات طويلة قبل أن تغمغم له بحزن شديد عليه قائله بصوتٍ خافت

= ستتفاجئ بما تستطيع أن تعيش بدونها يا ابني... لأن الحياه مستمره، لا تتوقف على احد ..و الرجل بإمكانه أن يكون سعيداً مع أي إمرأة طالما يريد ذلك

ابتسم زين من زوايا فمه بحسرة و خيبة أمل

= بعد الفقدان الأول تيقنت أنّ كل إِنسان هوِّ محطَّة عابرة.. اقول لكٍ الكثير من الأشياء الفظيعة التي أشعر بها.. قلبي محطم .

لف العبوس ملامحها وهي تجيب بعقلانية، بينما بنفس الوقت كانت تفتح ذراعها الى طفلها تدعوه إلى أحضانها مبتسمه بحنان وسط الدموع التي التمعت بعينها

= سيختفي الالام مع الوقت لا تقلق... بوسعك أن تبكي، فـ البكاء ردة فعل طبيعية عندما تتألم.

رفع مقلتيه لها عدة لحظات قبل أن يقترب ويحتضنها ويدمع بحسرة وألم.. وكانت والدته تربت فوق كتفه بحب وحنان.. ثم أبتعد بعد فترة وهو يمسح دموعه بتوتر ونظر حوله قليلاً بانضباط انفعالي ثم أغمض عينيه، ليفكر في شيء يجب ان يفعله حتى يستطيع التحكم في مشاعره تجاه إليزابيث؟ أو كـ عقاب له  عندما حاول يؤذي كلا من إليزابيث آدم! بينما صمت للحظات يحاول التركيز ثم قال بصوته الرزين

= أمي .. انا أوافق على الزواج من سالي ابنة صديقتك المقربة.. سأحاول دفن مشاعري في الداخل .. وسأكون سعيدًا من الخارج فقط!.

كان القرار صادم حقا؟ لكنه اتخذة وحسب الأمر بة.. فمنذ فتره اقترحت عليه والدته ان يتزوج من ابنه صديقتها لكنه رفض في البدايه... لكن الآن شاعراً ان هذا افضل قرار بالنسبة له.. فكل قرار يكون لصالح شيئ ما؟ لكنه في الحقيقة هو قرار ضد شيئ آخر ...

❈-❈-❈

في اليوم التالي،بداخل منزل أركون... انتفضت لينا فازعة من مكانها فور أن رأت زوجها يدلف من باب المنزل بوجه مكفهر غاضب لتسرع تتقدم نحوه وهي تنظر خلفه بتوتر  هامسة بصوت مرتعش

= اركون لماذا تاخرت، ماذا أخبرتك الشرطه؟ هل وجدتها ؟  

ألقي مفاتيحه على الطاوله بحدة و هو يضغط بقوة على يده قائلا بإحباط

= ولا شيء قالوا سيبحثون عنها لكن لا اعتقد انهم  سيفعلون شيء؟ لان هذه المره رحلت بكامل ارادتها ولم يخطفها احد مثل المره السابقه 

تنهدت لينا بخيبة أمل علي كلماته لتقول بتردد بصوت مختنق 

= لا تقلق بالتاكيد ستعود إلي هنا، هي ليس لها مكان آخر غيرنا .. لمن ستذهب إذا ، ستعود حتماً بأي وقت 

تجمد جسد أركون و قد دب الرعب بداخله عليها بان يصيبها مكروه وهي بعيد عنهم، مما جعل القلق يزداد بشدة داخله قائلا بصوتٍ متحشرج

= لا أريد شيئًا سوى الاطمئنان عليها يا لينا.. كلنا مدينون لها باعتذار كبير. لقد رأيتها بنفسك ، كيف كانت تخاف علي سافانا ، وتوسلت إلينا جميعًا ألا نصدق هذا الخسيس نيكولا.. يا إلهي ماذا فعلنا بها.

لتلتمع عينيها بدموع حبيسه محتقنة بينما شفتيها قد بدأت بالارتجاف بندم شديد علي ما كانت تفعله مع اليزابيث سابقآ ، لتغمغم بصوت ضعيف 

= بمناسبة سافانا ابنتك ، هل ستستمر في تجاهلها ولا تريد التحدث معها .. أرجوك أركون ، لا تعاملها بقسوة. بعد كل شيء ، هي فتاة صغيرة ، وتجارب حياتها ما زالت قليلة .. بالنسبة لها ، ارجوك أركون أصعد إليها وتحدث معها منذ ما حدث ، وهي محبوسة في غرفتها ولا تريد أن ترى أي أحد .. لا تنسى أن الصدمة كانت أكبر مما كانت عليه ..وهي تزال صغيرة.

نظر أركون لها بضيق شديد وهو يفكر في حال ابنته ولا يعرف؟ أكانت حزينه على موت خطيبها؟ ام حزينه على حبها وثقتها بذلك الحقير وكيف خدعها ؟ لكنه في الحقيقه قد خدع الجميع بمظهره! بينما تنهد أركون وهو يهز رأسه ببطيء لينهض صاعد لها .

❈-❈-❈

كانت اليزابيث تقف بداخل غرفه الصالون تنظر من النافذه على الزهور الذابله والجفاء من قله الاهتمام.. بينما كانت تحمل بيديها طبق مليء بالفواكه وكل حين واخر تغرس الشوكه بقطع الفاكهه ثم تضعها بفمها وتجبر نفسها على بلعها حتى يتغذى طفلها جيد.. امتزجت أنفاسها وهي تفكر بحالها وكيف سيصبح عندما ياتي طفلها الى ذلك العالم.. تعالت دقات قلبها الهادرة لتحيط بطنها بكفيها لتمد جسر العاطفة تحاول ان تشعر طفلها.. بانها بجانبة ولم تتركه يواجه صعوبات بمفرده مثل ما حدث معها... 

بينما في تلك اللحظه هبط ادم الدرج بخطوات سريعه بذعر فعندما استيقظ ولم يجدها بجانبه نهض بسرعه يبحث عنها وهو خائف بان تكون رحلت مجدداً.. لكنه تنهد براحه عندما وجدها تقف بجانب النافذه بشرود! وابتسم اكثر بسعاده على انها عادت تهتم بصحتها وتاكل.. ليهتف باسمها عده مرات حتى تنتبه اليه لكنها كانت شارده.. حتي اخيرا تطلعت فيه بملامح مشدوده ..ثم قال آدم بملامح مترددة مستغربة

= بما تفكري ؟ 

انتبهت اليزابيث له لكن سرعان ما تنهدت وانحسرت ملامحها المتكلفة بمجرد أن رأت آدم أمامها متذكره  ما فعلة هو الاخر معها وكيف جرحها، ثم ردت بلا مبالاة متشحة بالمرارة والقهر

= أفكر فى تفاصيل ماضي حياتى.. وتلك الأثام التى إرتكبتها.. هل مازالت مستمره؟ وكيف أكفر الآن عن تلك الذنوب التى إكتسبتها من تلك الأثام

كتّف آدم ذراعيه ثم قال لها بضيق

= وانتٍ تقصديني أنا وماذا فعلتة؟ من ضمن كفارة ذنوبك ..

اقتربت منه وخرج صوتها مرتعشا وهي تهتف به باستهجان والقهر في داخلها يتفاقم 

= الحبّ ليس معصية، المعصية هي أن تتلاعب بِمشاعر البعض تحت مُسمّى الحبّ .. لقد قالها لي قلبي من قبل؟ أنني دائماً ما أختار الشخص الخطأ.. ‏لكن بعضنا لن ينضج حتى يُهدم أمام عيوننا كُل ما نؤمن به.... أنا لن أحبك بعد الآن .

بقي آدم صارم الملامح مشتعل العين ببريق خطير وهو يقول بغضب مكتوم

= منذ متي؟

رفعت ذقنها رغم توترها الداخلي.. ثم قالت ببرود وبملامح هادئة

= منذ الآن.. فقط الآن

اهتزت حدقتي آدم من كلامها دون أن تنحسر واجهة الصرامة عن ملامحه مما جعل هي تستطرد هاتفة بنبرة خافتة وبصوتٍ أجش

= لا يعني الموت شيئاً، لكن أن تعيش مهزوماً وذليلاً يعني أن تموت يومياً ...كيف تريد اتحمل فكرة أنك وضعت ثغرة مؤلمة في صدري سترافقني طوال حياتي، و مضيت هكذا دون أن تكترث لشيء ! .. ما يؤلم قلبي حقاً هو أني تألمت على يد أناس تمنيت أن لا أراهم يتألمون.. لذا قريبا سننفصل عن بعض لا تقلق.. لم اظل معك هنا كثيرا 

كزّ آدم على أسنانه بغيظ.. تظن لو رحلت للعاصمة وطلبت الطلاق منه فإنه سيحررها وينساها.. لا مستحيل أبدًا لن ينساها بل ستظل هي الوحيدة هدفه كأنه لم يعرف سواها.. تلك الحورية تظن أن سبب سكوته وعدم اتخاذه أي ردة فعل جدية حتى الآن سوى انه احب وتزوج بغيرها بالفعل.. وأنه ليس فعل ذلك لاجلها و بسبب خوفه من تهديدات انطون له.. لكن ما لا تعرفه هو أنه غارق بعشقها ولا يريد سواها.. لكن يكفي بانها عادت الية أخيرا وأصبحت ملكه قولا وفعلا.. أطلق آدم نفسا عميقا مُجهدًا وهو تساءل  بلهجة أكثر هدوءً لكن أشد خطورة

= حقا؟؟ حسنًا ، افعلي كل ما بوسعك ، كل ما يمكنك فعله ، أظهر لي كيف ستبتعدي عني وتطلبي الطلاق في المحكمة.. بلهاء هل تعتقدي انني ساوافق علي الانفصال او ساتركك تفعلي شيئا كذلك ؟  

ازدردت ريقها وهي تهتف بقهر وبعينين لامعتين تخاطب عواطفه 

= هل تعرف ماذا قال أدولف هتلر؟ قال "اكذب كذبة كبيرة ثم حاول تبسيطها وكررها، في النهاية ستصدقها" وهذا ما يحدث معك.. لم تدع أحدا لم تحاول الكذب عليه بشأن حبك لي وانك تزوجت بغيري حتى تنقذ حياتي لا اكثر.. حتى نفسك صدقت كذبتك.. آدم يكفي لقد تعبت من هذه العلاقه حقا.

تطلع ادم إليها ورمقه بنظرة ساخطة وهو يقول بصوت منفعل

= لكن هذه هي الحقيقية وليست كذبة.. أنا أحبك يا إليزابيث ولم تكن في نيتي مطلقاً بان اجرحك أو اخونك وكل ما حدث بعد ذلك؟ حدث بالاكراه.. وزواجي من لارا كنت مجبر عليه.. وفعلت ذلك لاجلك رغم كره الشديد لها، حاولي ان تفكري قليلا بعقلانيه  اذا كان بيني وبينها شيء من البدايه لما كنت رافض الزواج بها ودائما ابتعد عنها كلما اقتربت مني ؟ 

غامت عينا إليزابيث بحقد عليه وهي تقترب منه لتقول بغل من بين أسنانها

= ربما لانك اردت ان تقضي معي بعض الوقت.. او انجرفت خلف مشاعرك دون تفكير كافي.. وعندما شعرت ان سلطه والدك مهدد بالضياع تزوجتها 

كانت عينا آدم تضيقان وتضيقان مع كل كلمة تهتف بها.. حتى بدت في آخر كلماتها كخط رفيع من الخطر والشرر.. وما إن توقفت مكانها تلهث وهي تهيئ نفسها للصراخ بالمزيد من كلام ضده لا ينتهي.. ليهتف بصوتٍ عالي على مضض بينما كان بحدة و هو يضغط بقوة على كتفيها

= ما خطبك لما تفعلي ذلك بنا .. أليس لديك عقل للتفكير، ولم تستطيعي أن تحكمي بنفسك علي تلك المشاعر والأحاسيس التي شعرتي بها معي.. باستثناء لهذه الدرجة ، أصبحتٍ تكرهني ولا تريني غير رجل شهواني ولا أفكر إلا في جسدك.. ولا أهتم بمشاعر الآخرين.

اتسعت عيناها ببريق رافض وأردفت ثائرة وهي تشدقت ساخرة بمرارة

= أنتم جميعكم مثل بعض ، لا تفكرون غير فقط في ذلك الأمر؟ مصلحتكم أهم من الآخرين؟ تماماً مثل والدك! ولارا وانطون .. و أرديان الذي انتقم مني وشوه وجهي .. لا أحد منكم يهتم بمشاعري ولا يعرف كيف أصبح شعوري بسببكم ؟؟

لتصمت فجاه محدقة به بقلق... بينما آدم نظر إليها بصدمه وغضب وقد افاق من صدمتة بسرعه وصاح بحدة و قسوة بثت الرعب بداخلها و قد اشتدت يديه التى تحيط كتفيها بعنف

= أرديان .. لماذا لم أفكر به منذ البداية ، صحيح؟ هل هو الذي فعل ذلك بكٍ؟ هل تعرض لكٍ بالطريق وشوه وجهك ؟؟ أراد أن ينتقم منك مثل ما انتقمتٍ منه بالماضي، الخسيس استغل انكٍ بعيده عني واصبحتي بمفردك لينتقم منك اشد انتقام .. حسنا ساري كيف يقترب منك ويؤذيكي هكذا .

ازدادت غصة مريرة داخلها وهي تهز راسها بخوف وتقول بتردد بصوت مختنق 

= لا ، ليس كذلك ، لم أقصد أن أقول ذلك .. يا آدم ، انتظر هنا لا تذهب و...

ابتلعت باقي جملتها بخوف عندما سمعته يطلق سباباً لاذعاً من بين انفاسه المحتقنة بينما تصلب وجهه بعنف و غضب عاصف لو اطلق له العنان له لأحرق العالم باكمله بينما غمغم من بين اسنانه المكبقة بقسوة و عروق عنقه تتنافر

= ابقي هنا أنتٍ؟ ولا تركضي ورائي .. فهمتي؟ لا أكون رجلاً يليق بكٍ إلا إذا لم أحضر لكٍ حقك من ذلك الفاسق .. سأبحث عنه في كل الأماكن حتى أتمكن من الوصول إليه وأندمه على ما فعله.

أسرع بعدها يركض واندفعت خلفه لخارج المنزل بخوف شديد عليه تريد ان تلحق به لكنه دفعها بحدة للداخل مره ثانيه مزمجراً بشراسة بها بأن تتوقف مكانها بتحذير شديد... تراجعت إليزابيث للخلف بخوف تشاهده يندفع للخارج مغلقاً باب المنزل خلفه بعنف اهتزت له ارجاء المكان...

❈-❈-❈

دلف أركون غرفه أبنته حيث صوت بكاء ابنته سافانا ينفجر عاليا دون كتمان بالغرفه وهي تتأوه أكثر و تحتضن وسادة الفراش وهي تتحرك يمينا ويسارا بجذعها الجالس على السرير تنتحب بعنف بندم شديد علي حبها الى الشخص الخطا وثقتها الغير بمحلها بة .. أقترب أركون منها بخطوات ثابتة وهو يتفحص حالتها بضيق شديد وقال ساخراً 

= كيف حالك؟ امك اخبرتني إنكٍ لم تخرجي من غرفتك منذ فتره ولا تريدي التحدث مع احد ولا تناول الطعام معنا .. اتمنى ان لا تكوني مضربه على الطعام لاجل حزنك على ذلك الحقير .

رفعت له عينيها المنتفختين بحزن وندم أشد لتقول وهي تمسح أنفها الذي يسيل بمنديل 

= ابي من فضلك يكفي ما انا فيه، والذنب الذي احمله داخلي 

أخذ أركون نفس عميق حزين عليها ثم اقترب يجلس جانبها علي الفراش لتجده يجذبها بذراعين يحيطان بها بقوة ويحاول تهدئة انتفاضاتها العنيفة بينما تحدث هو قائلا بحنان

= حسنا ابنتي جميعنا نخطا دون اراده، ونسير خلف مشاعرنا دون تفكير بعقلانيه قليلا وبعدها نشعر  بالندم و الذنب.. ونتمنى ان يعود الزمن الى الخلف لكن لا يحدث؟ لذلك سافانا ما تفعلي لن يفيدك في شيء صدقيني، والافضل من الحبسه داخل الغرفة والبكاء على الاطلال ان تخرجي وتحاولي أن تصليحي من نفسك وتتعلمي من هذه التجربه أنكٍ لا تتسرعي مره ثانيه وتخطئي مثل ذلك الخطا . 

لتردف سافانا بشفتين ترتعشان وسيول من الدموع تتساقط من مقلتيها 

= هل يمكن أن اعود كما كنا؟ هل يمكن ان تسامحني إليزابيث وانت وأمي .. أبي أنا أشتاق إلي اليزابيث جدا ولصداقتنا التي حدثت بيننا في الفتره الاخيره عندما عادت .. لكن المهم أنها تكون سالمة .. هل ستعود يا أبي أليس كذلك .. انا خائفه عليها جدا .

ليحيط ابنته التي تتحرك برتابة بين ذراعيه يمينا ويسارا وتبكي بحرقة فتمتم بجوار أذنها قائلا

= ستعود ابنتي .. ستعود بالتأكيد وتسامحنا .

ظل يهدي ابنته غارقا في أفكاره حتى هدأت تمسح دموعها و وجهها أحمر بشدة فأبتسم لها بحنان نافضا شروده ثم قال بعد تفكير باقتراح

= ما رأيكٍ لو نخرج اليوم أنا وأنتِ وحدنا

عقدت سافانا حاجبيها بتعجب وهي تقول بصوت منخفض

= نذهب إلى أين بذلك الوقت؟ 

تحدث أركون لها مفسرا وهو يبتسم بخفه

=نتمشى قليلا.. نتنزه ونأكل عشاءا فخما في المكان الذي تختارينه .. ما رأيك

ابتسمت له بحب مدركة محاولاته حتى يخفف عنها فأومأت له كطفلة فرحة بإهتمام أبيها بها ليس فقط للخروج.. بلا فرحه باهتمامة وحبة الكبير لها .. فمعنى ذلك أنة سامحها وعفى عنها.  

❈-❈-❈

بعد مرور ساعات... 

صف آدم سيارته امام المنزل بحده بينما هبط وهو يصفع الباب بعنف وكان في نفس الوقت يتقدم زين إليه، ليقف آدم مكانه بجسد متشدد بالغضب و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية افكارة في تلك اللحظة بينما عينيه الثائرة بالغضب تدور بالانحاء بحثاً عن شئ يريح به الغضب الذي داخله.. اقترب منه زين وهو يقول بدهشة

= مرحبًا يا آدم ... كنت قادمًا لرؤيتك وأتفقد إليزابيث .. ماذا كنت تفعل بالخارج ولماذا وجهك غاضبًا جدًا؟

تسارعت انفاس آدم و احتدت بشدة و هو ينظر إليه ثم هتف بصوت خطير 

= عرفت من شوه وجه إليزابيث .. أدريان الأحمق .. كنت بالخارج أبحث عنه ، لكني لا أعرف مكانه ، ولا أعرف حتى ملامحه لأنني لم أره من قبل؟ لكنني حاولت البحث عنه في أي مكان ولا يمكنني العثور عليه! يجب أن أجده حتى أتمكن من الانتقام منه

إتسعت عينا زين بصدمه وحقد دفين نحو ذلك ارديان... ليكمل آدم وهو يتطلع باعين مظلمة

= زين أنت تعرف الأماكن التي تخص القرية هنا؟ ومن الممكن أن تعرف كيف تجده .. حاول البحث عنه وأخبرني بسرعة

هز زين رأسه بوجه مقتضب حاد و عينين قاسية تلتمع بالغضب

= اهدأ يا آدم ، ساجدة ، لا تقلق ، هذا الحقير ساري  كيف يهينها هكذا

زمجراً آدم بشراسة من بين اسنانه المطبقة بقسوة فاذا كان غاضباً عندما اتى قيراط واحد اصبح الان غاضباً عشرين قيراط و قد ارعبته افكاره الوحشية حوله ما سيفعلة بذلك الخسيس 

= لا زين اياك ان تقترب منه عندما تجده! هذا ثأري .. وأنا الذي يجب أن اخذ حق إليزابيث زوجتي ، فهمت ذلك جيد !! عندما تعرف عنوانه ، فأنت تخبرني فقط ولا تفعل شيئًا آخر.

صمت قليلاً ثم قال بصوت مرتجف عندما ظل يتطلع اليه بتحذير و ذات التعبير الحاد القاسي مرتسم علي وجهه

= حسنا كما تريد سابدا بالبحث عنه في منزل شويكار فهو كان يتردد هناك كثيرا .. وبالتاكيد الناس بالمنطقه تعرفه 

هز الآخر رأسه برفض و وجهه الذى اشتد اكثر بالقسوة والغضب وهو يقول بنبرة حادة

= منزل شويكار احترق منذ فتره طويل ، عندما تركتني إليزابيث وغادرت ، ذهبت إلى هناك أول مكان للبحث عنها؟ لكنني فوجئت أنه احترقت بالكامل .. لكن مع ذلك ، جرب ربما يعرف بعض السكان هناك مكانه ؟ 

❈-❈-❈

بينما بداخل المنزل كانت إليزابيث تسير بخطوات متوتره بالغرفه و هى شبه منهارة تبكى بشهقات طويلة مرتفعة تجعل كامل جسدها ينتفض مرتجفاً بينما قلبها يكاد يغادر صدرها من شدة خوفها وارتعابها على آدم.. فهي على يقين تام بان اذا تقابل ارديان مع آدم سيحدث اشتباك دموية لن ينتهي الا بموت احدهم ؟ فهى لا تستطيع تخيل حياتها بدونه فاذا حدث له شئ لن تستطيع ان تحى من بعده... 

وفي نفس اللحظه استمعت الى باب المنزل يفتح و هبطت الدرج مسرعة بقدميها التى كانت لا تستطع حملها حيث كانت اشبه للهلام لكنها تحاملت و هبطت مسرعة تتمنى ان يكون آدم عاد من الخارج بخير.. راغبة بان تطمئن عليه...

وفجاه التوت قدمها اسفلها مما جعلها تكاد ان تسقط من فوق الدرج لكنها اسرعت بالتشبث بالترابزين واستعادت توازنها... التقطت نفسها سريعاً قبل ان تعاود الهبوط و هى تبكى بشهقات ممزقة و عقلها يصور لها آدم وهو باصعب حالاته الان خطورة... و عندما وصلت الدرجة الاخيرة من الدرج ارتطمت بقوة بجدار بشرى صلب جعلها تتراجع للخلف بقوة عندما قبضت يدين قوية على ذراعيها و صوت قوى عميق يتردد

= اليزابيث ما بكٍ؟ هل انتٍ بخير؟ 

رفعت رأسها بسرعه فور سماعها صوت آدم و اخذت تتطلع اليه عدة لحظات بأعين متسعة وكورت وجهه بين يديها تطمئن على ملامحه وتتفحص جسده و بدأﭢ تمر يدها على انحاء جسده باستكشاف محاولة ايجاد اى ضرر قد حدث له ،من شدة خوفها عليه ،لكن عندما شعرت بلمسات يدها التى تمر فوق دقات قلبة وانه سليم حي يرزق.. تنهدت اليزابيث براحه كبيرة.

بعدها خلال ثانيه واحده ارتمت بين ذراعيه فجأة تضمه بقوة اليها دافنة وجهها بصدره متفجرة فى بكاء حاد وهى لا تصدق انه بين ذراعيها بخير.... بينما تنهد آدم وهو يعقد ذراعيه حول خصرها جاذباً اياها ليلتصق جسدها بجسده بشدة هامساً بصوت هادئ

= اهدئي يا حبيبتي انا بخير امامك لم يصيبني مكروه .. اهدئي اليزابيث و توقفي عن البكاء ارجوكٍ .

بينما في الخلف اخفض زين وجهه بإحراج وضيق شديد من منظرهم الحميميه هكذا أمامه.. و هو لا يفهم ما الذى اصابها في البدايه لكنه علم بأنها كانت خائفه عليه عندما تركها وحيده و رحل يبحث عن ادريان... 

أبعد آدم اياها برفق عن صدره ممرراً يديه فوق وجهها المحتقن الملطخ بالدموع، لترفع راسها نحوه وهي تضرب يديها بصدره بحدة و غضب هاتفه بصوت مختنق متألم

= أنت ملعون لما أغلقت الباب ورائك وتركتني هنا وحدي .. ظللت أردد اسمك عدة مرات حتى تتوقف ولم تذهب إليه .. لكنك تجاهلتني ولم تجبني، أيها الحقير.. لما فعلت ذلك ولم ترد علي ، قلت لك لا تذهب وتتشاجر معه.. إذا كان حدث لك شيء سيء و أصابك شيء الآن؟ هل فكرت فيما سيحدث لي بعد ذلك؟

اخذ ادم نفساً طويلاً مرتجفاً بينما عينيه مسلطة عليها بتوجس ثم هزت رأسها بالنفى بينما يديها المرتجفة توقف عن ضربه و هى تهمس من بين شهقات بكائها

= لكنك ببساطه لم تفكر بكل ذلك .. و رحلت ولم تهتم بعــ...

ابتلعت باقي جملتها عندما شعرت بـ زين يقف في الخلف يخفض وجهه بإحراج... بينما كان يتصلب جسده وقد شحب وجهه بشدة وهو يراهم هكذا... ثم عقد آدم حاجبيه بدهشة فقد نسي إياه بأنه مزال هنا؟ ثم حمحمت اليزابيث بصوت منخفض بحرج شديد

= زين انت هنا ؟ أهلا اعتذر لم اراك 

هز زين رأسه إليها مبتسماً رغماً عنه بشحوب ثم لم ينتظر ان يستمع الى باقى حديثهم حيث اندفع راكضاً خارجاً الى الشارع مما جعلها تستغرب فعلته.. لكنها لم تستمر دهشتها أكثر، حيث أمسك آدم بيدها ليجعلها تجلس فوق المقعد وهو بجانبها.. ساد الصمت والهدوء بينهما حتي تحدثت و هي تغمغم بصوت يملئه القلق بوضوح

= ماذا فعلت عندما رحلت وتركتني؟ هل تقابلت مع ادريان ؟ هل وجدت؟ 

ليجيب بصوت مختنق و هو يفرك وجهه بيده التى كانت ترتجف بوضوح

= لا ، لم أجده .. ولا أعرف إلى أين ذهب؟ لكنني لم أتوقف عن البحث عنه حتى انتقم مما فعله هذا اللقيط بكٍ.

ثم تطلع فيها بقوة وهو يقول بصوت منخفض متعب

= إليزابيث ، يجب أن تخبريني بكل ما حدث معكٍ ، منذ أن تركتيني وذهبتي بعد الزفاف .. أرجوكٍ قولي أين كنتي كل هذا الوقت؟ أنا متأكد أنكٍ لم تكوني هنا في القرية ، بل خرجتي منها ، ولا تريدني أن أتأكد أنك بقيتي في منزل عائلتك طوال هذا الوقت ، أم لا؟ أرجوكٍ أن تريحي قلبي، أين كنتي؟ وماذا حدث لكٍ بالضبط .. وإذا كنتي بالفعل في منزل أسرتك ، ما الذي حدث وجعلك تتركيه مرة أخرى؟

أغمضت عينيها بمرارة وهي تتذكر جميع تلك الأحداث التي عاشتها بعد أن تركته ورحلت.. وسرعان ما تعالى نحيبها بشهقات ممزقة وهي تقول بنبرة حادة

= حسنًا ، أنت على حق ، لقد ذهبت بالفعل إلى منزل عائلتي بعد أن تركتك .. وعشت معهم لمدة شهر ونصف .. وبعد ذلك اضطررت إلى تركهم لأن آآ

صمتت قليلاً وشفتيها كانت ترتجف بضعف ليقول آدم مزمجراً بغضب وقلق 

= أكملي لما تركتيهم مجدداً؟ 

اصبحت عينيها ضبابيبتين ممتلئتين بالدموع و همست بصوت متحشرج ملئ بالألم

= لأن نيكولا ظهر في حياتي مرة أخرى؟ تفاجأت أنه خطب إبنه عمي وكان يفعل ما كان يفعله معي! لقد خدعها باسم الحب ووعدها بالزواج وأن ستعيش معه حياة سعيدة ، لسوء الحظ جميعهم آمنوا بة.. وعندما رأيته في المنزل أمامي ، لم أستطع تمالك نفسي ومن الغضب هاجمتة وأنا اصرخ بقهر.. بأن يصدقوني وهو سبب ضياع حياتي .. وكل المعاناة التي أعاني منها الآن هي بسببه.. ولكن لم يصدقني أحد.. وصدقوه هو ! 

امتلئ قلبه بالألم وهو يستمع إلى ذلك الحديث، بينما هي أكملت تهز رأسها هامسة بصوت مختنق

= لذلك اضطررت إلى مغادرة المنزل ومغادرتهم ، رغم أنني كنت متأكدة أني ليس لدي مكان آخر.. لكنني لم أستطع الانتظار أكثر بعد أن آمنوا بي! ثم في طريقي التقيت بأرديان ، حيث كان يرسل رجلاً من رجاله يراقبني ليعرف عنواني .. ثم حدث ما حدث .. وانتقم مني.

وقف مكانه عدة لحظات يتنفس بقوة و صعوبة بسبب الغضب المشتعل بداخله و كلماتها تتردد داخله وكيف عانت وهي بعيدة عنه.. فالغضب عاصف يجعله يرغب بقتل كلاً من أرديان و نيكولا على ما تسببوا به لها.. لكنه كان السبب الحقيقى وراء ما عانته على ايديهم لم يصدق تلك الأحداث، لما تعرضت هى لكل هذا الالم و العذاب... اغمض عينه يتنفس بقوة محاولاً مرر يده بشعره يفركه بعصبية و هو يهمس من بين اسنانه المطبقة بقسوة

= كلاب.. كلهم كلاب فاسقين !  

ثم نظر إليها ليجدها مزالتٍ تجلس فوق المقعد تبكي وتتألم بحرقه و جسدها يرتجف ... اقترب آدم منها يجلس بجانبها بصمت لتسرع هى بالاندساس بين ذراعيه مشددة من احتضانها له.. دافنة وجهها بعنقه مستنشقة بقوه رائحته التى تعشقها و الذعر و الخوف من فقدانه لا يزال يعصفان بداخلها.. فقد رفضت جميع محاولاته طوال الايام الماضية لكى يجعلها ان تسامحه.. لكنها الان لا ترغب بشئ من هذه الحياة سوا ان يكون معها بخير و بصحة جيدة....فهى غير مستعدة بان تفقده وتظل وحيدة....

عقد آدم حاجبيه بذهول وعدم استيعاب وهي بين ذراعيه بصمت و لدهشته قامت باحاطة عنقه بذراعيها دافنة وجهها بكتفه فلأول مرة منذ ما حدث بينهم تبادر بلمسه من تلقاء نفسها حيث كانت تتجنب إياه طوال الايام...

ليبتسم هو ومرر يده فوق ظهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع برفق رأسها المدفون بعنقه يمرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق دموعها... 

❈-❈-❈

انسدل الستار الأسود الجذاب في السماء مانعا الشمس من التسلل مضيئا مكانها قمرا مكتملا بسعادة تدور حوله النجوم بزينة سبحان من صورها .. والرياح منعشة ببرودة محببة تدفء القلوب الحزينه.. و الحائره.  

بينما في البيت كانوا لا زالوا كلا من يجلسون.. آدم بجانب المدفاه و إليزابيث تسترخي إلى حد ما أعلي المقعد بصمت دافئا.. و ظلت تعم الأجواء دون ملل حتى انقضت ساعات طويلة دون أن يشعر أحد.. وكانت هي ناظرة للسقف بشرود حزين تطلعت فيه بملامحها نُحتت من الألم .. شفتاها مائلتان كأنها على وشك البكاء رغم أنها حرفيا قد شبعت من البكاء حد الإرهاق وجفاف الدموع ..تسبح في حالتها الخاصة التي تقاومها بكل قوة بين حين وآخر .. رغم انهيارها كل يوم .. لكنها لن تستسلم .. هي فقط ستتألم كما لم تفعل يوما، لكن ورغم كل شيء هي متألمة .. و تشعر بأنها قريبا ستعلن هزيمتها أخيرا دون أن تجرؤ على لوم نفسها .. على الأقل هي الآن تسبح في حياتها بقوة مقاومة تيار الضعف الذي يريد أن يتغلغلها .. يجرفها معه ..

انتبه آدم من بين كل هذا أن الوضع هكذا طال بينهما هنا منذ الصباح حتي المساء .. فنهض إليها ليقول بتصميم ونفاذ صبر

= حقا يكفي هذا .. لقد تعبت، كيف يمكنك ان تسامحيني ؟. 

تطلعت أمامها بنظرات مهمومة فتنهدت وهي تستدير  تواجهه قائلة بجمود 

= هناك الكثير من اشاعات غير قابله للتصديق لكن الناس تحب الثرثرة.. انت تعطي الحكايه الخياليه التي لم اعتقد انني ساحصل عليها .. 

انتفض جسده ثم تشنج وهو يهتف بخشونة

= من فضلك لا تفسدي حياتنا

نظرت اليزابيث له بسخرية مريرة وهي تدمع عينها و أتاه صوتها تقول من بين شهقاتها صارخة

= افسدها؟؟. انظر حولك جيد يا آدم انت لقد افسدتها وانتهى الامر.. انا وصلت إلي مرحله انني بدأ يتحول شعوري تجاهك إلي كره 

ابتلع آدم ريقه الجاف قبل أن يقول في محاولة مستميتة 

= اكرهيني كما شئتٍ .. فحتى الكره شعور أيضا و في بعض الأحيان يكون أقوى من الحب نفسه شيء لا يجمع بينهما أبدأ إلا نادراً .. لكن يكفي أن الحب الذي بيننا لم يمت.

لتشهق بالبكاء العنيف دون اكتراث أو حبس لدموعها  التي تدفقت بعنف شهقة أعلى صاحت وهي تردف مرتجفة بكاءا 

= لكنه أصبح مسموماً.. من الأفضل أن ينتهي كل شيء.. لا زلت أحبك صحيح! لكنني أحب نفسي أكثر، لذلك فالوداع أصبح ضرورياً

أغمض عينيه للحظة ثم اقترب منها يمسك بيديها ليجعلها تنهض بحده وهو يصيح بانفعال بصوت فاض بة 

= اللعنة عليك اليزابيث... أخرجي من هنا أخرجي من قلبي.. لا استطيع يا اليزابيث، لا أستطيع حقا لا أستطيع... سأموت بعيدا سأموت....لماذا....اللعنة عليكي يا اليزابيث.. أكرهك بشدة لما تفعلينه بي.. يا إلهي ارحميني لقد تعبت...

أسبلت إليزابيث أهدابها تقاوم رغبة جديدة بالبكاء ثم قالت تلوح بلا معنى وارتعشت شفتاها

= توقف عن فعل ذلك.. الصراخ بوجهي لم يقنعني بالحديث معك 

اقترب آدم منها هامسا لها بصوت أجش فاض بالقلق

=عديني انكٍ إلا ترحلي وتتركيني مره ثانيه 

حل الصمت لدقائق وانتظر آدم رد فعل منها بتوجس.. حتى راها تنتفض فجأة لترحل من أمامه لكنه توقف بسرعه أمامها ليقول بصوت مخنوق 

= انتٍ جبانه 

عقدت حاجبيها بألم لقد انتعش قلبها أملا ما أن رأته يعود إليها على الرغم من أنها كانت تحاول أن تواري أملها دائما حتى لا تركض خلف وهم .. لكن أملها انتصر .. تفجرت كل ينابيعه ما أن قال لها .. نتزوج ! وبعدها رحل الي غيرها.. لكنه أخبرها بأن هذا الزواج لم يحدث بموافقته وقد انفصل عنها أيضا.. تعلم أن الأمر معقد جدا .. تعلم أنها ستمر بالعديد من الأشياء الصعبة و بالفعل عاشت على أسلوب حياته ولكن .. هل سيكون أصعب من فراقه حتى لو ستبقى زوجته لأيام قليلة فقط ويذهب بعدها لأيام طويلة بعيدا عنها ..ستتحمل هذا لأجل أن تكون معه ولو للحظات .. يكفيها أن تكون مربوطة به .. فيعود لها يوما وستظل تنتظره .. أليس هذا أفضل من اللاشئ .. أفضل من أن يبتعد دائما وأبدا .. 

أستغرب صمتها الطويل؟ ولا يعرف ما تفكر به؟ وسرعان ما آتاه ما توقعه .. نشيجها الناعم الذي حاولت منعه دون قدرتها لطالما كانت اليزابيث مختلفة بإحساسها المرهف .. تتأثر كثيرا .. ناعمة كنسمة ربيعية .. وتكمن بداخلها قوة الكبرياء كإعصار لا يقف بوجهه أحد .. لكنها تدمرت حياتها في يوم وليلة و تحولت إلى صراعات كبيرة والان تتلوي داخلها بقايا أنثي اعتادت على الألم .  

تخطت خطوات تسير لكنه أمسك ذراعها بقوه باصرار لتنظر إليه بضعف وهي تقول بتحشرج

= انا لست جبانه 

هز ادم رأسه بتحدي وألم القلب يتحالف مع ألم المخاض

= لما لا تتركيني فحسب

كانت ترتجف بغضب .. بتعب .. بإحباط .. بحزن .. بألم .. كلها مشاعر مُزجت بداخلها ولا تقوى هي عن التعبير عنهم سوى بالبكاء بعجز وقلة حيلة .. ودون أن يخفت بكائها حتى للحظة ..همست بصوت متهدج  

= انت من ترسليني خلفك دائما وحينها افقد السيطره على قلبي لاجلك، انت تملك كل السلطه يمكنك تدميري حتي 

هتف آدم بصرامة انكمشت لها حين تحدث باقتضاب

= محالة، على العكس انتٍ دائما من تملكي السلطه حتى تدمريني 

شعرت اليزابيث بغصة تخنقها في حلقها بينما تحاول تجنب المزيد من البكاء حابسة دموعها، وهتفت بحرقة مدافعة

= هل تظنني انني سادمرك في يوم؟ بعد كل ما كان بيننا.. تظن ان هذا ما اريده 

فابتسم لها أخيرا متنهدا حين وصل إلى ما يريد، زمت شفتيها قليلا قبل أن تقول ببعض الندم والتردد

= انا تعيسه، رؤيتك مجدداً بعد كل هذا الوقت ورؤيتك هكذا امامي حزين هي الدمار ذاته بالنسبه الي.. لم تعطيني فرصه ابدا ..كل هذا العذاب كان ادراك الرياح كنت قاسي جدا للغايه معي.. كل الالام التي شاهدته في حياتي لا يساوي شيئا امام جرحي منك 

ثم هزت رأسها بتوسل بأن يتركها عندما وجدت نفسها بدأت تستسلم له.. فتنهد آدم ببعض الراحة يمسح بقايا دموعها مكررا بصبر 

= وكذلك أنتٍ لقد جرحتيني عندما ذهبتي ولم تعودي وبحثت عنك كثيرا ولم اجدك 

ما عاد ليحتمل جفائها، أكثر ثم زفر آدم وهو يعود لها بنظراته لا يعجبه ذلك الهدوء الشارد منها فتكلم بحرارة

= اشتقت لكٍ إليزابيث .. حقا 

رمشت بعينيها وهي تنظر له متكتفة للحظات قبل أن ترد عليه بتشتت لكن حزين بمحاولة أخيرة واهية

= وأنا لا 

تفاجات بيد آدم تسحبها من يدها فارتطمت بصدره متأوهة! كانت متسعة العينين غضبا تمكن منها وهي ترفع وجهها له وبينما كان هو متسع العينين إثارة مشرفا عليها و هو يقترب بلهفة قاصدا شفتيها ويلف يده حول خصرها مرددا ببساطة يؤثر عليها .

= تقصدي بقولك أنكٍ تحبني كثيرًا

ممرراً اصابعه برفق فوق خديها يمسح الدموع العالقة بها قبل ان ينحنى و يطبع قبلة على خدها محيطاً وجهها بين يديه قبل ان يخفض رأسه مستولياً على شفتيها فى قبلة عميقة شغوفة لعدة لحظات قبل ان يحررها ... إبتلعت ريقها بارتباك و همست بصوت مرتجف و هى تحاول الا تتأثر بلمسات يده

=آدم.. هذا غير ممكن في الوقت الحالي

ليكمل يده وتهبط للأسفل يمررها بشغف فوق جسدها
وهمس آدم بصوت منخفض دافئ مليئ بالمشاعر و عينيه مسلطة على وجهها الخلاب بعشق 

= لماذا ملاكي .. لا يوجد وقت مناسب إلا الآن

دفن وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة ولحوحة عليه وهو يضمها اليه بقوة ... بينما ارتجفت شفتيها فى ابتسامة متوتره عندما رفع وجه موزعاً قبلات شغوفة علي بشرتها الناعمة.. لتغمض عينها بضيق من استسلامها امامة قائله دون وعي

= لا يا آدم ، ابتعد ..أخبرتك أنه غير ممكن لأنني .. آآ لأنني حامل ..! 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1