رواية وصمة عار الفصل السابع و العشرون 27 بقلم خديجة السيد

 

  رواية وصمة عار الفصل السابع و العشرون بقلم خديجة السيد




دفن وجهه بعنقها موزعاً قبلات شغوفة ولحوحة عليه وهو يضمها اليه بقوة ... بينما ارتجفت شفتيها فى ابتسامة متوتره عندما رفع وجه موزعاً قبلات شغوفة علي بشرتها الناعمة.. لتغمض عينها بضيق من استسلامها امامة قائله دون وعي

= لا يا آدم ، ابتعد ..أخبرتك أنه غير ممكن لأنني .. آآ لأنني حامل ..! 

حينها تسمر مكانه وكأنه توقف الكون عن الدوران فجأة من حوله واللحظة أمامه تمر ببطء بصدمه..لكن صدمه حلو .. معذبه لقلبه ! وكيانه كله يصرخ فيه بصخب مرتفع .. هل بالفعل قالت انها حامل ! . 

توقف آدم عن الاقتراب إليها ورفع وجهه يتأكد منها لتنظر إليه بأعين دامعة سرعان ما سألها مؤكد وصوته متهدجا

= هل انتٍ حامل يا إليزابيث ؟ هل انتٍ تمزحي معي؟ 

رفعت وجهها له ناظرا بسوداوتيه بزرقها قائله بتأكيد وبعض التردد

= لا ، أنا حامل بالفعل .. في غضون شهرين تقريبًا ، علمت عندما تركتك بينما كنت في منزل عائلتي .. وهذا أحد أسباب عدم تصديقهم لي عندما أخبرتهم أن نيكولا سبب ما حدث لي؟ على الرغم من أنني أخبرتهم أنني متزوجة ، لكن لم يصدقني أحد لأن ليس لدي دليل

رغم شحوب وجهه المستمر لكن لهفته وفرحته بذلك الخبر زادت من جمالها أمام عينيه .. ابتسم ببعض الشحوب لكن ذبلت ابتسامته تلك و اختفت قبل أن يمسكها برفق وشعور الأبوة ينتفض بصدره بعنف تضخم له قلبه فارتجف .. يفغر فاهه وهو ينظر لها بعدم استيعاب لكنه شاعرا بالغضب الشديد منها 

= وماذا تنتظري حتى الآن لتخبريني بحملك؟ أم أنكٍ كنتي تخططي أن لم تخبريني بهذا الموضوع .. لا أصدقك يا إليزابيث حقا. أنتٍ تعلمي أنني كنت أنتظر هذا الخبر بفارغ الصبر ..و عندما حدث ، اخفيتٍ عني؟ 

ارتفع حاجباه بدهشة وعدم تصديق، و عينين مشتعلتين بالسخط وملامح استنكار وخدين محمرين غضبا وهو يهتف

= أتعلمي الحب ليس كل شيء حقا.. أنتٍ لم تحبيني أبدًا ، لقد أحببتي حبي لكٍ، لقد أعطيتك كل شيء وأهدرتي كل شيء بعيدًا! .. لما دائما تصري على اغضبي وان تشعريني بالذنب الدائم، عما فعلته معك رغم انكٍ متاكده كل ما حدث كان ضده رغبتي .. وكل شيء حدث اجبرت نفسي عليه حتى لا تتاذي .. وانتٍ بذلك الوقت تخططين للانفصال عني وانتٍ حامل بطفلي 

ارتفع صوتها قليلا بنبرة قوية رغم خفوتها 

= توقف عن ذلك ولا تتلاعب بالحديث معي ، حتى تكون أنت المذنب في القصة .. قلت لك إنني علمت بحملي وأنا بعيد عنك، ثم واجهت صعوبات كثيرة في حياتي عندما كنت وحدي.. تركتك وأنت متزوج من فتاه آخر؟ أهلي لم يصدقوني واشتكوا مني .. ثم تشوه وجهي! كنت في حيرة من أمري طوال الوقت .. لكنني كنت أنوي إخبارك بهذه الأخبار قريبًا

زمت إليزابيث شفتيها بغيظ منة وقد استفزها فعلا لتهتف بحدة وغضب

= ما الذي يدور في رأسك؟ ما الذي يجعلك تعتقد بأنني فعلت ذلك بقصد واردت ان اخفي خبر حملي عنك؟ هل وجدتني رحلت وتركتك قبل ان اخبرك بموضوع حملي؟ 

نظر آدم إليها بنظرات مليء بالعاطفه الجياشه، والغضب الذي برع في إخفائه حاليا قائلا بهدوء حاني

= لأنكٍ لحد الآن لا يمكنك أن تسامحيني ..لا يمكنك إنكار ذلك.

رفعت نظرات تشتعل غاضبة وهي تنفض عنها الحزن بعض الشئ 

= و انت الذي لم تتركني ؟ و على استعداد ان تترك أهلك .. عملك .. حياتك كلها هنا .. وستلحق بي .. و إلى الأبد، فهل أنت مستعد ليتنازل كلانا .. لنجتمع في مكان واحد 

زم شفتيه وقد طال صمته ولمع الإصرار في عينيه ليقول بعدها بثقة

= ان تركتك وذهبت سوف أندم على ذلك لبقية حياتي.... لذا الإجابة ستكون أجل .. الحق بكٍ و دائما وللأبد ، بالمناسبه لقد أعطيتني شيئا لم أحصل عليه قبل الليلة

رأي دموعها تتساقط من عينيها بخفوت التي لم يعرف إن كانت دموع دهشة أم فرحة أم ماذا .. ؟! لكنها هطلت من عينيها وهي لا تزال معقودة اللسان للحظات .. لحظات مرت وهما صامتان قبل أن يأتية صوتها تتسائل بارتجاف بعدم فهم

= ما هو؟ 

أغمض عينيه يزفر ما بين ارهاق وراحة وهو يقول بشوق 

= الأمل ..! 

ختم جملته الأخيرة وهو يضع يده فوق بطنها وقد تسارعت انفاسه لتغمره فرحة عارمة جعلت شفتيه تتسع بابتسامة مشرقة و هو لا يصدق بانه سيصبح لديه طفل و.. اخيراً من اليزابيث... زوجته وملاكة. 

❈-❈-❈

بعد عدة أيام حرص فيها آدم على تناول إليزابيث ثلاثة وجبات يوميا من أجل إستعادة صحتها ولم يتركها ولا لحظة قبل ان يطمئن بانها تناولت وبصحه جيده، بينما ذات يوم استيقظت اليزابيث لتجد صينية الطعام بجانبها كالعاده أحضرها آدم إليها، خفق قلبها على فعلته الحنونة تلك... ثم تناولت طعامها واخذت دوائها الذى تركه لها من ثم اتجهت الي الخزانة مخرجة ملابسها منها ثم دخلت المرحاض حتي تاخذ شور....

وبعد فترة تحركت قدميه لغرفته و الذى أصر على رجوع إليزابيث بها وهو أيضا، و ترك الغرفه السابقه، ليجد اليزابيث مريحة ظهرها على مقدمة الفراش ليبتسم من رقة منظرها و يستمر فى التربيت على يسار صدره النابض لها.. ليتحمحم و يدخل .. ليحدث تواصلا بصريا لمدة طويلة دون أى حديث و بالرغم من خلو المكان كان صاخبا بصوت نبض قلبيهما ليبتسم كلاهما و يتجه و يجلس بجانبها يحويها بأحد ذراعيه طالما أن الآخر ملكا لماس، لتضم هي نفسها إليه بلطف.. إلي الذى أوقعها فى حبه من أول لقاء.. و كانت وأصبحت نصفه الآخر !. 

اخفضت عينيها إليه بارتباك هامسة بتردد

= هل سأستيقظ كل يوم وأجد صينية الطعام بجواري على السرير .. ألم تنسي يومًا!

ابتسم آدم بخفه وهو يرفع يدها طابعاً قبلة حنونة براحتها ليهمس 

= استطيع أن أنسي نفسي.. ولكن ليس أنتِ

خفق قلبها يرتجف بشدة من حديثه لكنها اشاحت وجهها بعيداً عنه.. ليزفر آدم براحة قبل ان يستقيم واقفاً ممسكاً بذراعها يجذبها برفق منه قائلاً

=هيا انهضي وغيري ثيابك... سنذهب الى الطبيب لمتابعة حملك الآن .

كادت أن ترفض لكنها تذكرت بان يجب ان تتابع حملها مع طبيب حتى لا يحدث شيء سيء إلي طفلها... ثم اومأت برأسها بصمت...

في وقت لاحق... كانت اليزابيث مستلقية علي الفراش المعد للفحص بينما كان آدم يقف بجانب رأسها عينيه مسلطة بلهفة علي شاشة التلفاز التي سيظهر عليها شكل طفله في اى لحظة... ليمسك بيد زوجته بين يده يضغط عليها بلطف و لمفاجأته استجابت له و ضغطت على يده برفق مما جعله يبتسم باتساع... حتي اخذ الطبيب يجري فحصه عدة دقائق من ثم استدار اليهم بالنهاية وابتسم ابتسامة تملئ وجهه قائلاً

= تطلعوا الى الشاشه هنا سيظهر طفلكم عليها الآن؟ 

رفع آدم عينيه الي ما يشير الطبيب نحو شاشة العرض الصغيرة... وهي ايضا وسلطت عينيها علي الشاشة لكنها شعرت بيده التى تمسك بيدها اصبحت باردة للغاية مما جعلها تضغط عليها بحنان فرغم حزنها و غصبها منه الا انها لا تستطيع ان تراه بحالته تلك.. حيث انحبست أنفاس آدم داخل صدره فور رؤيته لصورة طفله تظهر بالشاشة الصغيرة فقد كان مجرد نقطة صغيرة لم تكن له ملامح واضحة لكنه رغم ذلك وقع صريعاً في حبه هذا الشعور من الدفئ و الحماية يغمرانه تجاهه..

انحبست انفاس آدم فى صدره حينها و تقافزت نبضات قلبه بجنون بصدره و هو لا يصدق...لا يصدق انه سيكون له طفل قريباً يشبه هو أو يشبه زوجته الفاتنة... اخفض عينيه نحوها ليجدها تتطلع اليه باعين ملتمعة بالدموع و هى تراقب سعادته، ليبادلها ابتسامة سعيدة تملئ وجهه... ثم انحنى يقبل جبينها بحنان و يده تفرك خدها فاخيرا بعد الكأبة و الألم الذين ملئوا حياتهم سياتي شيء يسعد حياتهم ويجعله مليئه بالسعاده ...

بعدها قد اخبرهم الطبيب بان صحتها جيده واعطاهم بعض التعليمات اللازمه والاهتمام الزائد وعدم الحركه الكثيره في الفتره القادمه... ثم همس آدم بصوت مختنق متردد من ردة فعل اليزابيث على ما سيقوله

= دكتور ، هل يمكنني أن أسألك عن شيء آخر؟ هل يمكنك توجيهنا إلى جراح تجميل جيد؟

رفعت اليزابيث مقلتيها ونظرت إليه بصمت وشعر آدم يتصلب جسدها بجانبه وقد شحب وجهها بشدة مما جعله يقلق عليها وتظن انه يسال لأن ينفر من وجهها، لكنه يريد ان يعالج أثر الحرق حتي تتوقف عن اخفاء وجهها منه وخجلها الدائم منة ومن الجميع... والاهم من ذلك بان يجب ان يمحي اي اثر يذكرهم بالماضي... لكن آدم تجاهل نظراتها وهو ينظر الى الطبيب باصرار ليعقد الطبيب حاجبيه بتفهم وهو ينظر الى وجه زوجته ثم أردف بجدية

= نعم أعلم، سأعطيك عنوان أحد الأطباء المتميزين في هذا الأمر .. لكن الأفضل أن تذهب أنت و زوجتك بعد ولادتها ، لأنه لعلاج تشوهات وجهها سوف تلجأ الدكتورة إلى العمليات الجراحية.. وأشياء من هذا القبيل .. لذا فالأفضل لك أن تنتظري بعد موعد الولاده.

انهي كلامه الطبيب ثم خرج من مكان الفحص عائداً الي مكتبة تاركاً الفرصة لها لكي تعدل من ملابسها... بينما ساعدها آدم علي الجلوس و وقف امامها مباشرة ليجد وجهها شاحب وعينيه محتقنة بشدة ليقول بصوت صارم وهو يتفحص حالتها كما لو كانت تتألم
بصمت

= أعلم ذلك يا دكتور ولسنا في عجلة من أمرنا لإزالة جروح وجهها ، لكننا سنذهب إلي ليخبرنا بما سنفعله لاحقًا ، ونقوم ببعض الإشاعات اللازمة لها .. لتحديد من خلالها ما هو خير لها ..

ثم اقترب منها بصمت جاذباً اياها بين ذراعيه يضمها بحنان اليه.. و غمغم آدم بصوت منخفض بعيد عن الطبيب الذى كان غافلاً عن حالتهم تلك...

= وإذا كانت زوجتي لا تريد الذهاب إلى الطبيب كما تريد ، فأنا أراها في عيني أنها أجمل امرأة.

ارتجفت شفتيها فى ابتسامة فور وهي تشعر بقلبها يكاد ينفجر من شدة حبها له بهذة اللحظة... 

❈-❈-❈

بعد مـرور يومين... 

دخل آدم إلي الغرفه ليجد اليزابيث مزالت نائمه فنحني ليقبل وجنتيها فشعر بالحنين وبالأمان الذي افتقده فهو لا يشعر في هذا البيت إلا ببرود المشاعر ، فما أن خرجت اليزابيث من حضنه فضمها إلي صدره مجدداً وقبل رأسها ثم يتركها دون ان يزعجها، فهو يشعر بها ويفهمها ولكنه لا يستطيع أن يفعل شئ فهو يحاول منذ أن عادت للعيش والبدء من جديد ولكن لم يستطع... فبحث كثيرا عن حبه بقلبها ربما ترجع له روحه الذي أفتقدها بإفتقاد حبيبته ولكنه لم يستطع ولم تسامحه، وكأنه يبحث بلا فائده أو يعثر علي أي معلومة لتبرد النيران التي تكويه وتأكل في قلبه عن ابتعادها عنه، رغم انه شرح موقفه ولما اضطر لفعل ذلك .

جلس جانبها علي مضض وهو يبتسم لها بحزن و يفكر لماذا لم تنجح العلاقه بينهما؟ لما لم تحاول هي حتي ، ولما لم تغفر له وتسامحة فهي مازالت تعيش في قوقعة معاناتها سامحة للماضي يؤثر عليها ، ولكنه ليس مستاءه منها أبدا ، بل علي العكس كان حزين كلما يري زوجته حزينه وشاردة طوال الوقت تفكر في الماضي ولا تستطيع أن تبعده عن تفكيرها ، و هو يتعذب من بعدها وجفائها.. كم كان يتمنى أن يعيشون معا كأي زوجين طبيعيين يجمع بينهم الحب والتفاهم والمودة والألفة... فكم كان يتمني أيضا أن ياتي طفلهما وينشا ويتربى على سعادتهم وحبهم الى بعض .

تنهد آدم بحسرة وهو يشعر بحريق يلتهم جوفه.. و ألم يقبض على قلبه .. و غصة تملئ حلقه .. فحبيبته الصغيرة تتجنبه تماما .. ليس تجاهلا منها له ولكن تتجنبه ألما منه واﻷسوء عدم ثقتها بة.. لا يخفى عليه ضعفها و كأن الخذلان يسيطر عليها الذي ألقى بها يوماً بزواجه بغيرها، فقد استهلك كل طاقتها و أطفأت حيويتها و أظهرت الدموع بعينيها و أحزنت قلبها فلم تعد رمزا للحياة كما عهدها ..لملاقاتها بالصدفه باي وقت يجدها بذلك المظهر، فانقبض قلبه من مشيتها البطيئة المنكسرة وعيناها التى لا تفارق الأرض و انحناء كتيفيها الواضح.. وذلك الانكسار يشك ان ربما بسبب ملامح وجهها التي افقدتها الثقه تماماً بنفسها، لذلك اقترح عليها بان تذهب الى طبيب جراح لاجلها.. وليس لاجله.. 

لم يتصور فى أسوء أحلامه أن يجعلها تخجل منه بهذا الشكل الذى أمات له قلبه و جعله يجلد نفسه بسياط الندم الذى أصبح مؤخرا يتغذى على روحه .. فان لم يتركها تذهب بذلك اليوم لما حدث لها ذلك؟ لذا أصبح هو من بتجنبها فليس له طاقة لمواجهة ما رسمته أفعاله على ملامح وجهها و جسدها و روحها فاحوال اليزابيث أصبحت يابسة متحطمة.. وليس هذا ما يريده ؟ أن تكون ليس سعيده ؟ الم قلبه يتقطع ألما ؟ و تحترق روحه؟ وأحيانا تتشكل غلالة رقيقة من الدموع تغشى عينيه.. لكنه قد أقسم على نفسه أن يكون حبه لها مؤنسها الوحيد فى وحدتها .

فهو لديه أمل يوماً.. تشرق شمس اﻷمل على نافذة قلوبهم وتضيئ اركان الحزن المعتمه فيه ..! يوما ما سيتحقق الحلم.. وينفرج الهم .. وتبتسم اﻷماني... ستشرق شمس الأَمل على حياتهم، وسينهار الجبل الجليدي الذي كان يحجب عنهم أَحلامهم المكدسة على قوائم الانتظار .. عندها سيحلق في سماء الواقع بكل ثقة .. فلم يتخيل آدم أن سبب بعدها عنة هو خوفها من أن يرى تشوهات وجهها وينفر منها... فى حين أنها لا تعلم أنه كل هذا يتقبله .. وكأن الرب أرسله تعويضا لها يطيبا لجروحها..

استيقظت اليزابيث أخيرا لتفتح عينيها باستغراب عندما وجدت آدم يجلس بجانبها بملامح حزينه ويفكر بشئ... اعتدلت في جلستها لتجذب انتباهه ناظرا إليها ابتسم آدم ابتسامة جانبية ثم قال 

= الم تسألي عن المحل منذ أن جئتي؟ على الرغم من أنكٍ تعلمي أنني لا أستطيع إدارة العمل بدونك ولا يمكنني العثور على صنع الحلويات

كتفت إليزابيث ذراعيها لتقول مترددة وبصوت متحشرج من آثار النوم

= ماذا تقصد؟ ماذا فعلت في المتجر؟

ازدادت تقطيبه آدم وهو يقول عابسا

= بالطبع أغلقته إليزابيث، كيف يمكنني إدارة المحل بمفردي وأنا لا أجد صنع الحلويات ولا أعرف أي شيء يمكنني تقديمه كبديل .. لذا تم اغلقة حتى تتحسن صحتك وتعودي إلى العمل مرة أخرى ..

هتفت اليزابيث معترضة بصوتٍ مثقل بالقهر

=كان يجب أن تجد أي حل بخلاف إغلاق المتجر. كان المتجر لا يزال يعمل في البداية ، وكان جيدًا ، وبدأ بعض الزبائن في القدوم إلينا.

أجلى آدم صوته هنا متنحنحا بخشونة ثم قال

= أعرف ذلك ولكن كيف ساتعامل مع الموقف .. عندما كنت وحدي ولم أجد ما أفعله ، وحتى الفتاة التي تم توظيفها مؤخرًا لم تكن تعلم أي شيء أيضًا .. وبما أنكٍ حامل ، صعب تعودي إلى العمل في الوقت الحالي ، أليس كذلك؟ 

رفعت إليزابيث وجهها له وقد بدا ذهنها مشغول بشيء لا علاقة له بما يقوله.. تحرك حلقها بارتباك قبل أن تقول بصوتٍ أجش

= آمل أنك تعلم أن عودتنا لا تعني بأنني سامحتك على الألم الذي جعلتني أمر به، لقد سببت لي جرحا عميقا سيأخذ وقتا طويلا كي يشفى.. لا أزال أخذ حذري بالثقة بك مجددا وفتح قلبي لك بالكامل فما زال جرحي يؤلمني.. لذا أتمنى أن تكون صبورا وتتقبل هذا الأمر.. سيكون صعبا بادئ الأمر إلا أنني متأكدة أننا ، من هذه المرحلة .. ستمر

تحدثت بجدية ليستقيم آدم ويقابلها بملامح مشابهة يستمع لكلامها بإهتمام ليهز رأسه موافقا فورا كا أكملت... ثم أرخي آدم أجفانه يقول بخفوت مختلج

= أعي ذلك جيدا يا اليزابيث وأدرك أن خطأي لا يغتفر بتلك السهولة لكنني أقدر منحك لي فرصة للتكفير عنها.. وسأعمل جاهدا لنيل ثقتك مرة آخرى.. أعدك أنني لن أخذلك مجدداً و لن أتخلى عنك

تسارعت خفقات قلبها واحتدت عيناها لكن لم تنزعج ملامحها ولا مستاءه من حديثه، أغمض آدم عينيه يأخذ نفسا عميقا قبل أن يفتحهما ويقول بنبرة حرص بجهد ألا تبدو صدامية لها بينما زمّ شفتيه بندم

= اليزابيث بمناسبة الحديث الذي قلته عند الطبيب واننا بحاجة الى جراح تجميل .. كنت اتحدث لأجلك فقط وانا لا اجد اي مشكلة بالنسبة لي بمظهرك امامي هكذا .. لكن انا اعلم أنكٍ تعاني من ذلك ، وكلما نظرت في المرآة لتري وجهك ، ستتذكري كل ما حدث بعد ذلك. وكل ما أريده هو محو أي ذكرى سيئة تذكرك بالماضي .. فلم يحدث إلا بموافقتك! وإذا كنتي لا تريدي ذلك ، فلا توجد مشكلة.

ظل آدم ينظر في عيني إليزابيث للحظات طويلة بصمت يتمعن في الثبات والصلابة المتوهجة من حدقتيه.. ثم قالت هي أخيرا بآخر شيء توقع آدم أن يسمعه منها

= وأنا موافقة يا آدم 

فتح آدم فمه ينوي الاعتراض على رفض إليزابيث أن تخضع لعمليه جراحيه لتشوهات وجهها بعد والدتها، قبل أن يرتفع حاجباه متسائلا بدهشة يكاد لا يصدق ما سمعه

= هل أنتٍ موافقه حقا يا اليزابيث؟ 

أومأت اليزابيث بإيجاب وملامحها لا تظهر إلا الجدية.. فسارع آدم مبتسماً بسعادة غامرة وهو يحضنها بشدة بعدم تصديق بانها وافقت على الفور دون تعقبات بالاول ، فالحقيقة هي أنها سبق ووافقت بينها وبين نفسها على ان يجب ان تزيل تلك الجروح قبل ان يكبر طفلها ويرى وجهها ويشعر بالاشمئزاز منها وكانت تنوي اليوم أن تفاتحه في الموضوع بعد أن لامست خطورة ما قد سيحدث بعد ذلك أن ظلت محتفظة بتلك التشوهات .. فيجب ان تمحي الماضي بالفعل لأجل المستقبل .

❈-❈-❈

بعد مرور أسبوعين... كان آدم يحدق في إليزابيث باهتمام. بدت و كأنها كانت غارقة في أفكارها. لقد انتهى بالفعل من تناول طعامه ، لكن إليزابيث لم تتناول نصف ما يوجد في طبقها، ليسالها لتخرج من ذكرياتها عندما سمعت صوته يقول بخشونة

= بماذا تفكرين؟ 

ضيقت إليزابيث عينيها للحظات قبل أن تهتف مستنكرة

= ماذا؟ هل قلت شيئا؟'.

عقد آدم حاجبيه باستغراب متسائلا باهتمام

= سالتك ، ما الذي تفكر فيه الآن ؟ لقد كنتٍ غارقة في تفكيرك منذ فترة طويلة، لقد انتهيت بالفعل من طبقي و أنتٍ لم تنتهي بعد لأنكٍ تأكلين ببطء بينما تسرحي في أفكارك الآن ، أنا أشعر بالفضول حول ما كنتٍ
تفكرين به 

أخذت كوبا من الماء و شربته بينما خديها تلونا باللون الاحمر و هي تتذكر فيما كانت تفكر فية؟ وهو! ماذا ستصبح علاقتهم مع بعض واذا كانت ستستمر أم ستتركه؟ لكن هل تستطيع ان تتركه، واصلت أكل بقية طعامها و احمرت بحرج بينما تعابير آدم لم تتغير .. فزمت شفتيها تهز رأسها يأسا قبل ان تتحدث بصوت أجش خافت

= اذا انتهيت من طعامك؟ لماذا لا تذهب إلى غرفة المعيشة و تشاهد التلفاز؟ لقد انتهيت بالفعل من تناول الطعام ، أليس كذلك؟ 

رفع آدم حاجبه يرد متفكها

= كلا. لا أريد مشاهدة التلفاز أريد أن أبقى في
مكاني لأن هذا ما أريده.. ان انظر اليكٍ واراقبك ..هل كنتي تفكري بي و بحبك لي اليس كذلك؟ 

أبرزت شفتها السفلى و هي تنظر له دون قول كلمة واحدة. أرادت أن تقول بأنها لم تعد تحبه و لكن الكلمات كانت صعبة.. رمشت بعينيها تقول بتهرب بينما نهضت اليزابيث 

= وماذا لديك حتى أنني أحبك كثيرا؟

نهض مثلها ولمعت عيناه وهو ينظر إليها بأمل هامساً بصوت دافئ مليئ بالمشاعر

= هل حقا انتٍ بحاجة الى سبب؟ يقول الناس أن سبب يوجد لنقع في حب شخص ما. يقع الناس في الحب عندما يحين الوقت المناسب و لا حاجة لمزيد من التوضيح حول هذا الموضوع. حتى أنا ملاكي. لا أستطيع أن أشرح لماذا أحبك كثيراً. قل لي الحقيقة ، هل وضعتي تعويذة لي لهذا السبب انا مجنون
بكٍ؟

مطت شفتيها تتصنع الامتعاض بينما هي في الحقيقة تحاول لملمة ابتسامة تجاهد لتخرج من تلك الدوامه التي داخلها.. واستمر صمتهما للحظات قبل أن تقول بتنهيدة

= تتحدث حقا! ربما كنت الشخص الذي ألقى تعويذة هو انت وليس انا.. لأنه على الرغم من أنني حاولت جاهدة نسيانك كثيرا ، لم أتمكن من فعل ذلك لأنني دائما ما رأيت وجهك أينما ذهبت

ثم زفرت باختناق و غمغمت له بحزن مكتوم

= أنا لا أعلم ما الشيء الذي حصل اوصلنا الى هنا؟ و لا أعلم ما قمت به عند غيابي، و لكن الشيء الوحيد الذي أعلمه و متأكدة منه هو أنني أحبك من قبل و الآن و دائما. انظر لا قوة لي غير الوقوع في حبك دائما و أبدا. هل تعلم كم كان من الصعب علي المضي قدما بعد جرحك لي؟ لقد انزعجت حقا من قولك الترهات حول رحيلي وحملي وإني لا أحبك و لا أريدك... و لكن للان لا أعلم السبب الحقيقي وراء انجذابي الشديد نحوك غيري انني احبك .

كان سعيد جدآ بحديثها.. سعيد الى اعلى درجات بحياته.. بينما نظرت له بغضب وقد امتلئت عينيها بالدموع و تمتمت له بائسة بمرارة 

= لا تتجرأ على أن تجعلني السبب بما حصل آدم مره ثانيه.. لا تحاول لأنك أنت من اخطئت بحقنا. إنه خطأك، انت من كسرتنا، انت من كسرتني .. لكني أختار البقاء على الرغم من أن ذلك مؤلم.. تعلم ما هو الشيء الذي يؤلمك حتى تشعر بالمي؟ هو ان اذهب الى غيرك امام عيناك لتعرف ذلك الشعور بالخذلان الحقيقي 

اقترب يأخذها بين أحضانه يربت علي ظهرها ثم أبعدها عن صدره ممرراً اصابعه برفق فوق خدييها يمسح الدموع العالقة بها قبل ان ينحنى و يطبع قبلة على خدها محيطاً وجهها بين يديه ثم امسك بيدها رافعاً اياها الى شفتيه طابعاً قبلة عميقة براحتها قبل ان يغمغم قائلاً بحدة

= أنا آسف لكن هذا لن يحدث أبدأ لأنني لن أسمح لكٍ بالرحيل أبدأ إلي رجل آخر، سوف يتجمد الجحيم و لكنني لن أسمح أبدأ أن تتركيني وتذهبي الى غيري! و أن يلمسك أو يمتلك شخص غيري.. لأنك عمري و ملاكي.

قال ذلك بامتلاك جعل قلبها ينبض كالطبل حسنا! لم تستطع إلا أن تشعر بالدوار بسبب ما قاله للتو انه حقا غيور... ثم انحني ناحية شفتاها يقبلها بهدوء ، ارتجف جسدها وهو ثبتها جيداً وقرب شفتيه يلعق شفتاها بقوة ويمتص شفلتيها بهدوء مميت ، بينما يداه تشابك أصابعها المتشنجة ، انحني ثانية يقبلها هذه المره بعمق وهي تعقد حاجبيها بخفوت صامتة ولم تبادلة وتحاول عدم البكاء... فصل القبلة بهدوء ناظراً لها.. فقالت بتحشرج

= أبتعد آدم من فضلك

سحب نفسا قبل أن يطلب بعبث رغم ملامح وجهه الجادة

= لماذا يا اليزابيث؟ ألا تحسين بأي شيء اتجاهي الآن؟ ألا تحبيني بعد الآن؟

حاولت أن تظهر بأنها لا تحس بشيء تجاهه، حاولت الظهور بمظهر القوية. و لكن صوتها خذلها. اللعنة على هذا تفاجأت عندما ترك وجهها و مرر يده على وجهه يهدأ من نفسه هامس بصوت مثير

= اليزابيث.. إن مبادلتك لي تجعلني أحس بأنكٍ لا تزالين تحبينني..لا أريد أن أفكر بأنه حقيقي. أخبريني هل ما أفكر به صحيح؟ هل لا تزالين تحبيني؟ هل تحبيني؟

صمتت قليلاً بتوتر شديد لتهز رأسها بالايجابي وهو ابتسم لها ابتسامة أوسع حنونة وهو يميل خاطفا قبلة عميقة وهو يلصقها به بينما هي تتنهد داخلها بإستسلام حلو... لكن قبل ان يتمادى أكثر... استمع الى صوت هاتفه يرن ليبتعد عنها باسف هو يجيب على زين الذي أجاب بصوت جامد

= لقد وجدت ارديان؟ هل ستاتي ! 

ضيقت آدم عينيه وكاد الشرر يتطاير منهما وهو يقول بغضب تحذيري

= بالتاكيد انا قادم انتظرني.. واياك ان تفعل شيء من دون ان اتي .. لم اتاخر خلال دقائق ساكون امامك لا تنسى ان ترسل العنوان الآن لي .

أغلق آدم الهاتف بينما تبادلت النظر له للحظات بتوجس تسألة بقلق بالغ

= ما الذي حدث، الى اين ستذهب ؟. 

لكنة لم ينظر اليها او يتحدث بلا التفت ليرحل بخطوات سريعه وفجأة، عصف آدم خارج المنزل وفي عينيه ظلمة مخيفة، مرعبة مما قد يحدث، ولم تراه إليزابيث وهو يخرج من جيبة مسدس أسود يتاكد من الرصاص داخله بالكامل، ثم صعد سيارته وهو يضغط ليسير بغل دفين... بينما هزت اليزابيث رأسها بخوف وهي تتابع رحيله من النافذة وقد ازدادت ملامحها تجهما ..!! 

❈-❈-❈

بالخارج أمام المنزل، استمع أدريان طرقات أعلي باب المنزل لينهض حتى يفتح الباب حيث كان بمفرده تلك الليله، وعندما فتح الباب تطلع فيهم بعدم مبالاة ليري آدم ينظر له بجمود كبير ، عقد حاجبيه باستغراب متسائلا بخشونة

= من انتم ؟؟. وماذا تريدون .

تطلع آدم فيه بجسد متشدد بالغضب و عروق عنقه تتنافر بينما يزداد وجهه احتقاناً من عنف و وحشية أفكاره وهو يتخيل هذا الحقير كيف شوه وجه اليزابيث بينما عينيه الثائرة بالغضب تدور حوله وهو يضغط علي قبضه يده بقوة بينما الاخر لم يفهم ماذا يريد منه ومن هو؟ لينظر آدم بغضب إلي زين وهو يقول بتحذير

= زين انتظرني بالخارج واياك ان تاتي هنا الا عندما اتي انا بالاول .

ثم اتجه آدم نحوه بخطوات مندفعة غاضبة جاذباً اياه نحوه بقسوة ليشعر أدريان بقلق حينها منه، ليسحب مسدسة من أعلي خصره ويرفعة نحو آدم لكن قبل أن يطلق عليه كأن ادم يلكمة بقوة علي وجهه ليتراجع ادريان للخلف وهو يتألم وسقط منة المسدس بالارض ليرفع آدم قبضة يده علي وجهه مره ثانيه ويلكمه بقوة كبيرة...ليتأوه ارديان من الوجع...ولكنه لم ينتهي بعد... ليرفع رأسه ليصدم بأنفه بسرعه عده مرات، ليلتف وجهه من قوة الضربه لينزف فمة.. ليقول أرديان بخوف كبير وهو يتألم بقوه

= من انت وماذا تريد مني ؟ آآه اتـــركـني وإلا..

ولكن قبل ان يكمل جملته ليسقط مرتطماً بالارض بقسوة و هو يصرخ بخوف ليحاول بتعثر النهوض عندما اندفع بجسده الآخر له .. و لم يسمح له آدم بالنهوض حيث باغته و سدد له ركلة بقدمه وجهه ليسقط مرة اخرى علي الارض وهو يصرخ متألماً ممسكاً بمناخره الذى أخذ ينزف بشدة وانحنى عليه آدم يقبع فوق كالوحش الكاسر هاتفاً بشراسة

=اخرس ايها الحيوان.. هل تريد ان تعرف من انا ؟ انا الذي ساقوم بتقطيع جسدك الى قطع صغيره والقي بها الى الكلاب الضاله 

تراجع أدريان للخلف بقلق منه و قد التوت احشاءه بداخله من شدة الخوف ، ليكمل مزمجراً بوحشية و هو يسدد له لكمات متفرقة غاضبة و التى كادت ان تحطم وجهه حرفيآ

= اليزابيث هل تتذكرها؟ وتتذكر ما الذي فعلته معها وكيف شوهت وجهها.. هل تذكرت يا لعين ؟ يبدو أنك بحاجة إلى بعض التأديب واعاده تأهيل افكارك... لتتعلم كيف تعامل النساء باحترام ولا تغصب احدهم على شيء لا تريد .. يا عديم الرجوله .

بينما زين كان مزال يقف في الخلف، ولا يعرف ماذا يفعل؟ يتقدم ويبعدة عنه حتى لا يضيع مستقبله أم يتركه؟ إنما هو على يقين تام ان تقدم ليبعد آدم عنه لم يستمع له... 

ليرجع أدريان رأسه النازف الى الخلف و هو يلهث بقوة محاولاً التقاط انفاسه المختنقة لكنه اطلق صرخة مدوية عندما قبض آدم على ذراعه و قام بلويه بقسوة حتى دوى صوت كسر عظامه... لينهض غير متأثراً بصراخة المتألم ليدوس بقدمه على مفصل ساقه يضغط عليه بكامل قوته

= هذا مجرد عقاب بسيط لك على ما فعلته مع إليزابيث.. لكن اقسم بمن احل القسم في المره الثانيه اذا حاولت الاقتراب منها أو تاذيها .. لم اكتفي بتعذيبك حي فقط.. بل ستجد راسك يتدحرج بالأرض بين قدمك

أغمض أرديان عينيه بتعب شديد وهو ياخذ أنفاسه بصعوبة شديدة بينما انتفض آدم جاذباً اياه من ياقة قميصه بعنف لاكماً اياه بقوة مره اخرى و هو يصرخ به بشراسة جعلت الدماء تجف بعروق أدريان الذى كان ملقياً على الارض

= لم اسمع صوتك.. اجيب ايها العاهر السافل 

ليتجه زين بسرعه إليه وهو يبعده عنها...فقد كان يعلم كيف يكون عندما يكون غاضباً ، فمن الممكن يرتكب جريمة دون حتى ان يشعر... ليقول زين بسرعه بقلق شديد

= آدم توقف يكفي لقد ضربتة بقوة انتهي آدم انتهي.. فكر في زوجتك وطفلك القادم .

ضغط آدم علي يده يتمالك نفسه بصعوبه وهو يفكر في حديثه فهو محق ليس لهم غيرة الان... لذا ابتعد عنه وهو يتنفس الصعداء بانتظام قبل ان ينظر له باشمئزاز، ليلتف مغادراً وتنهد زين براحه ليتقدم ليرحل معة... بينما فتح ارديان عينه علي الفور وقد ظهرت ابتسامته الخبيثة و انحنى ببطئ وهو يتألم بقوه و جذب سلاحه من جانبه وعينه تلتمع بها قسوة ليرفع السلاح يزمجر بوحشية يريد ان يصوب تجاه ادم الذي كان يعطيه ظهره ولم يراه... بينما الآخر كأن يحاول التصويب بسلاحه !. 

ليتوقفوا فجاءه كلا من آدم وزين وهم يشاهدون بالخارج على عتبه الباب يقفون بعض الاشخاص من رجال ونساء سكان بالمنطقه هنا.. يتمنعون بجسد ارديان بأعين متسعة لا تبشر بالخير مطلقاً... للحظه شعر زين بالخوف الشديد منهم معتقد انهم يقفون هنا حتى ينتقموا منهم عما فعلوا به ارديان! وادم كان ينظر لهم جامد . 

قبل ان يسرعون بالركض الي داخل المنزل ويحل علي ملامحهم مكانها تعبير شرس قاتل علي وجه كلا منهم.... أنزل أرديان سلاحه بقلق وهو ينتقل بين هؤلاء الأشخاص باضطراب و توجس

فكان كل منهم يريد ينتقم منه وكان ينتظر اللحظة المناسبة ليثأر منه .. بسبب أفعاله الشنيعة معهم بوحشية كما كان يتنمر عليهم ... ويعاملهم بأسوأ الطرق التي يمكن تخيلها.. فلما وجدوه أمامهم بهذا الضعف لم يتردد أحد منهم في أخذ حقه!

دب الفزع في ارديان فور أن رأي بعض سكان المنطقه يقتربون منه بهذه الطريقة... ليصرخ وهو يحاول النهوض بكامل قوته وعندما فشل رفع سلاحه بوجههم بخوف شديد وهو لا يعرف على من يبدأ التصويب من كثرهم، وهذا جعل بعض الرجال والنساء يركضون يجذبوا اياه بعنف شديد ، ليجر هو جسده بعيد عنهم.. لكن كانوا يمسكوا بي بقوة.. لتتعالى صرخات ارديان بسبب الألم الذي كان يمزق جسده بسبب ضرب آدم سابقآ و اخذ يصرخ محاولة الاستنجاد ، حيث اقترب كلا منهم بغل وحقد نحوه ثم بدئوا ينهالوا عليه بالضرب و السب بينما صرخاته تشق الاذان... 

تجاهل ادم صرخات أدريان الباكية او توسله، حيث استمر بعض الأشخاص بالداخل بضربة بينما كان أدريان يبكى و يعض الارض من شدة الالم الذى كان يعصف بة... ليقف آدم بالخارج لحظات متأملاً معاناته تلك باعين تلتمع بالرضا قبل ان يصعد سيارته وذهب معه زيـن... 

❈-❈-❈

في منتصف الليل عاد آدم اخيرا إلي منزله وهو شاعراً بالتعب الشديد لكنه فور ان أقترب الي المنزل رأى إليزابيث جالسة على احدى درجات الدرج أمام المنزل وقد غلبها النوم و وجهها يملأ الخوف والارتعاب يظهران عليها بوضوح.. فمن الواضح انها كانت تنتظر إياه هنا منذ ان رحل!! شعر بالشفقه عليها واتجه نحوها بهدوء ثم انحنى حاملاً جسدها المرتجف من البرد بين ذراعيه بصمت، لكنها انتفضت بفزع ولهفه عندما استيقظت لتقول بصوت مرتجف

= آدم اخيرا عد... انتظرتك كثيراً .

لم يتحدث لكنها قامت باحاطة عنقه بذراعيها دافنة وجهها بكتفه وهو صعد بها الي الغرفه مباشرة وضعها برفق فوق الفراش و ما ان حاول الابتعاد امسكت بيده رافضة تركه، هامسة بصوت منخفض يملئه الخوف 

= أين كنت كل هذا الوقت يا آدم .. ارجوك ارح قلبي من الذي اتصل بك جعلك تركض مثل المجنون دون ان تجيب عليه.. ولم تاتي الا منتصف الليل، ما الذي فعلته يا آدم ؟ 

استلقى آدم بجانبها بصمت على الفراش لتسرع هى بالاندساس بين ذراعيه مشددة من احتضانها له..دافنة وجهها بعنقه مستنشق.. ثم مرر آدم يده فوق ظهرها محاولاً تهدئتها قبل ان يرفع برفق رأسها المدفون بعنقه مرر اصبعه بحنان فوق وجنتيها يمسح برفق وجهها بنعومة وهو ينظر بعمق بعينيها قائلاً بصوت جعلة هادئ قدر المستطاع حتى لا تشك به 

= لا تخافي إليزابيث ، لم يحدث شيء خطير ... كل ما في الأمر هو أن زين اتصل بي حينها عندما شعرت والدته بالتعب فجأة ولم يجد أحدًا بجانبه .. لذلك اتصل بي حتى أتمكن من القدوم إليه والبقاء إلى جانبه ، ودعمه في وضع سيء كذلك.

ابتلعت ريقها بصعوبة وارتباك لتقول بعدم تصديق 

= آدم، انت لا تكذب علي صحيح... لم تفعل شيء تجعلنا نندم عليه بعد ذلك .

فقط ابتسامه بسيطة صدرت منه يطمنها جعل قلبها يقرع كالطبول كيف يمكن لقلبها أن يظل وفيا له، بينما عقلها يصرخ للابتعاد عنه .. هي كانت لا تزال تواجه صعوبة في مواجهة مشاعرها باتجاهه، لا تريد الاستسلام لشيء. كانت لا تزال تواجه صعوبة في أن تثق به من جديد، و لكن كيف يمكنها أن لا تقع بحبه من جدید و هو يقوم بكل هذا؟ أحست و كأن إرادتها تغادر جسدها ببطئ، و هذا ما جعلها مشوشة جدا. اعترفت أم لا، هي سعيدة جدا بسبب هذا الاهتمام من طرف آدم، كانت تحس بتأثيره عليها و هذا يجعلها سعيدة جدا، هل من السيء أن تحس بالخوف؟ هي تريد قبوله من جديد، تريد أن تعيده لحياتها و لكنه الخوف. الخوف من أن يعيد الزمن ما حصل بالماضي.

شعرت بالبهجة عندما دفعها فجأة إلى الاستلقاء على ظهرها على السرير و هو يحوم بجسده نحوها ؟ لكن مهلا، فقد يجب ان ينتظر قلبها لحظة! ولا تشعر على هذا النحو الان بهذه السرعة، لأنها قد تشعر بالحرج وخيبة الأمل إذا كان يشير قلبها إلى أن تعود مرة أخرى لا تفترض هذه الأشياء! كانت تحدث نفسها و هي شاردة... 

بينما اخد آدم كفاه الكبيرتان وحاوط خدود إليزابيث ثم وضع شفتاه على شفتيها بسكينة دون ان يقبلها فقط يستشعر بشفتيها، و عادت اليزابيث برأسها الى الخلف وهمست محرجة

= ماذا تفعل؟

ابعد شعرها المتناثر فوق وجهها الي خلف اذنها مغمغماً بصوت اجش

= أحيا من جديد

صمتت هي خجلا ليضيف آدم و هو يلف ذراعه حول خصرها يقربها منه برفق

= هل تمانعي اذا اقتربت منك الآن ؟ 

توترت إليزابيث كثيرا ثم هزت رأسها هامسة بارتباك

= ها لا اعلم ..

أقترب يقبلها آدم المخدرة ،و أخذ شفتاها العلية وامتصها بشوق يليها شفى السفلية بتأني ورقة.. حتي فصل القبلة ليقول متأملا وميض عيناها داكن

= قولی نعم.. قولي انكٍ تروديني مثل ما أريدك ! 

شعر بجسدها يرتجف بقوه بين ذراعيه تأثراً بكلامه هذا، مما جعله ينحني عليها يقبل وجهها بشغف موزعاً قبلات متفرقة فوقه حتي وصل الي شفتيها ليقبلها بيأس و حاجة مشدداً من احتضانه لها بينما بدالته هي قبلته تلك بشغف... بعد عدة لحظات ابتعد ببطئ عنها بأنفس لاهثه تاركاً لها المجال للتنفس بينما همس بجدية

= إليزابيث تعلمي انني لم اغصبك على شيء لا ترتدي .. هل تريديني أبتعد واتوقف عن فعل ذلك الآن؟ تحدثي ابتعد عنك الآن !! 

اومأت برأسها بالرفض بينما ارتسمت ابتسامة مرتجفة على شفتيها مما جعله يلتقط نفساً طويلاً قبل ان يضغط بشفتيه علي شفتيها يقبلها بلهفة و يده تمر ببطئ على عنقها يجذبها اقرب اليه بينما يستحوذ بالكامل علي شفتيها مقبلاً اياها بشغف مما جعل الحرارة تنتشر داخل عروقه سريعاً كالحمم الملتهبة فقد مر وقت طويل منذ ان لمسها بهذا الشكل... دفعته برفق فى صدره فاصلة قبلتهم عندما احتاجت الى الهواء لكنها شهقت عندما رأت الرغبة العاصفة التى اظلمت بها عينيه لكنه كتم شهقتها تلك بشفتيه يقبلها مرة اخرى بينما يضمها اليه اكثر.... وهمس بصوت اجش مرتجف و هو يتلمس شفتيها المنتفخة بانامله

= اتشتاقي إلي ؟

رفعت نظراتها له متنهدة بينما تغرق اكثر بسحر عينه 
لتبتلع ريقها متوجسة وهي تردف باستسلام

= دائماً ! 

تنهد آدم براحة و هو يسرع يأخذها بين ذراعيه اليه و يغرقان بنيران شغفهم ببعضهم البعض... حيث كان يفتقد إليزابيث زوجته بشده مر بمراحل صعبه وصفها بمراحله جوع حنين واشتياق...

بعد مـرور وقت طويل... مال نحوها و شفتيه تلمس شفتيها يقبلها بلطف بينما يده تمر ببطئ فوق بطنها فقد اصبحت تلك حركته المعتادة كلما كان بالقرب منها كما لو كان ادمنها فصل شفتيهم هامساً باعين تلتمع بالعشق و الشغف

= هل فكرتي في اسم طفلنا ماذا سيكون؟ صحيح ماذا تريدي فتاه ام صبي ! 

تشبثت إليزابيث بالشرشف جاذبة اياه حولها وهى تهمس بتلعثم و خجل

= لا أعلم؟ فكل شيء يحدث جديد علي وهذا الشعور غريب .. لكني سعيده، لأنني سأصبح أم ومسؤوله عن طفل خاص بي وحدي؟ ليس سيكون هناك فارق إذا كنت سأحصل على فتاة أو ولد؟ هل لديك مشكلة في ذلك.

تنهد قائلاً و هو يطبع قبلة على مقدمة انفها

= بالطبع لا .. لكن إذا كانت فتاة ، سأسميها على اسم والدتي "ليلي" ، وإذا كان فتى ، فانتٍ من ستسميه ؟ ما رأيك في هذه الفكرة؟

ابتسمت اليزابيث بابتسامة عريضة فقد اعجبتها الفكره ، لتفكر اذا كان صبي بالفعل ماذا ستسميه هي؟ ولم يستغرق معها الوقت طويلاً حتى حسمت أمرها قائله بخفوت وعيناها تلتمع بابتسامه حلوه

= إذا كان المولود صبياً فسوف أسميه .. موسى على اسم أبي!

❈-❈-❈

في اليوم التالي، بالصباح استمع آدم الى صوت طرقات على باب منزله بذلك الوقت الباكر ، بينما هبط على الدرج ليفتح الباب ليتفاجئ بشخص لا يعرفه؟ لكنه ظل يتفحص اياه بعينه بتراقب عده لحظات قبل ان يتساءل بصوت غليظ

= هل أنت السيد ادم نيشان

قطب آدم حاجبيه باستغراب قائلا بقلق وهو يهز راسه بالايجاب 

= نعم انا ماذا تريد ؟

تنهد الرجل بضيق شديد وقال بصوت أجش

= اخيرا وجدتك. لقد بحثت عنك كثيرًا .. في كل مرة ذهبت فيها إلى مكان أسأل عنك ، وجدت أنك قد رحلت .. من الواضح أنك ليس لديك أي أخبار عن سجن والدك بتهمة قتل السيدة لارا زوجتك السابقة ، وشقيقها انطون !.

تخشب جسد آدم من الصدمه للحظات صامت بملامح مشدوده.. حتي هتف بهدوء يعاكس الانكسار الذى يتصدع بداخله بينما الألم مرتسم بوضوح بعينيه

= يا إلهي ماذا تقول؟ كيف ومتى حدث ذلك؟

ليتحدث ذلك الشخص مغمغماً بصرامة

= تم إرسالي من قبل ضابط من قسم الشرطة..وحدث هذا قبل حوالي أسبوعين نتيجة اشتباك بينهما. لا أحد يعرف ما حدث بالضبط ، لكنه أثر على مقتل السيده لارا و أخيها أنطون.. التحقيقات ما زالت جارية ، لكن بصراحة ، وضع والدتك صعب للغاية .. لا أعتقد أنه سيخرج من السجن

اغمض آدم عينيه بقوة معتصراً قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في مشاعره لكنه فتح عينيه شاعراً بالبرودة تجتاحه عندما أكمل الآخر حديثه قائلا بخشونة و جدية

= لدي أخبار سيئة أخرى لك؟ بعد سجن والدك ، ستمنع من تولي حكم العمودية بعده ، كما تمت مصادرة أمواله لأنه تبين من التحقيقات أنها جاءت بوسائل غير مشروعة ، وأن والدك كان يفعل الكثير. من العمل المشبوه في الخفاء هو و الوزير انطون.

ابتسم آدم بسخرية مريرة علي نهاية نيشان كان طول الوقت يريد ان يحافظ على هذه العموديه وبالنهايه هو الذي اضاعها، أجاب و هو يبتلع الغصة التي تشكلت بحلقه حتي لا ينهار جدار القوة الذى يظهره امامه، مرادفا بصوت مرتجف ملئ بالألم

= في جميع الأحوال ، لم تكون العموديه أبداً ملكي أو مال السيد نيشان ، ولست وريثه الشرعي ... لأنني ابنه بالتبني ولست الإبن الحقيقي؟

اتسعت الرجل عينا بصدمه بينما هتف بتفاجئ

= حسنًا ، لكن يجب أن تأتي إلى القسم خلال هذه الأيام، لا تقلق ستذهب في نفس اليوم .. اتضح من تحقيقات النيابة أننا لم نجد أي علاقة لك بعمل والدك أو أقصد والدك الروحي .. لكن هذا مجرد إجراء روتيني ، لا شيء آخر.

هز رأسه باقتضاب و عينيه تشع بينهم اضطراب و توجس... بينما ظل آدم يشاهد رحيل ذلك الرجل بصدمة وصدي كلماته تتردد بإذنه بعدم استيعاب، فقد ماتت لارا وآخيها و بقى نيشان بالسجن... كارثه كبيره حدثت في غمضه عين.. لكنه لا ينكر انه لم يشعر بالعطف نحو نيشان بل علي العكس تماماً كان داخلة شعور اخر لا يعرف وصفه... لكن لم يشعر بالشماتة مطلقاً تجاه أي منهم....

أغلق الباب وعندما التفت وجد إليزابيث كانت تقف وهي تطلع له بنظرات مليئه بالعطف والذهول فقد استمعت حديثه مع ذلك الشخص لكن متفهمه وضعه تماما الآن... لتقترب إليزابيث بخطوات بسيطة لتقف امامه مباشره و رفعت يدها بلطف تربت على وجنتيه بحنان ليختنق حلقه بالدموع فور ان راها، ليشيح وجهه بعيداً لكن ليس قبل ان ترى الألم و الدموع المحتبسة بعينيه..

وفي لحظات اقترب آدم منها بسرعه قبل ان يجذبها بين ذراعيه يحتضنها بقوة دافناً وجهه بعنقها يتنفس رائحتها بعمق فقد كان يحتاجها بهذا الوقت اكثر من اى وقت مضى حتى تهدئ ما يثور بداخله من خوف و حزن فهو رغم كل شيء يظل والده.. وحتي رغم جميع أفعاله الشنيعه معه، كأن لا يريد أن تكون نهايتة كذلك... 

بينما اخذت اليزابيث تربت بحنان على ظهره محاولة تهدئته و امتصاص حزنه فقد كانت تعلم مدى صعوبة ما يحدث عليه..

❈-❈-❈

بينما بعد مـرور شهر ، تم الحُكم علي نيشان بالإعدام نظرًا لما نُشب إليه من اتهامات بقتل لارا و انطون وعده اتهامات اخرى كثيره غير مشروعة... لذا تم الحكم عليه بالاعدام؟ وكان الحكم سيتم تنفيذه اليوم !. 

بينما نيشان كان عاجز وهو يسير مع الضباط والعساكر لتنفيذ الحكم بعد دقائق؟ للحظة حاول فيها أن يتشجع أكثر من القادم ويرسم عدم الاهتمام.. او الخوف من الموت! لكنه عندما دخل الي تلك الزنزانه التي سيتم اعدامه فيها وشاهد منظرها؟؟ إرتد شبه مذعـوراً للخلف من هـول المنظر ، وخـارت قواه فوراً ، ولم يستطع الوقوف على قدميه حينما إلتقطت عينيه ذلك الحبل السميك الذي سيلف حول رقبتة !.. فأشاح بوجهه للجانب بفزع ، وأغمض عينيه بقوة .

وقد بداوا في تجهيز المعدات علق العسكري المشنقه وقام بشد الحبل بيده ليتاكد من قوه تحمله لجسده عندما يرتخي حول رقبتة... توقع نيشان أن يكون أكثر تحملاً وصلابة .. أن يكون أكثر قسوة وشجاعة ، و يستقبل موته بجمود قاسي، ولكنها كانت مجـرد حصون واهية.. إنهارت فوراً مع رؤيته لهذا المشهد المفزع.. ليسقط بالأرض رغماً عنه حزناً على حـاله .. وغطا بكفه وجهه ليلتقط أنفاسه .

أسنده أحد العساكر المتواجدين وهو يجذبة بقوة بينما رعشة قوية هزت جسده القوي المتصلب .. ولكن رغم هذا استمر العسكري في التحرك واسرع الآخرين وهم يمسكون بة بقسوة شديدة... 

حبس ضالته، أنفاسه ، وحرك رأسـه بسرعه بخوف شديد ورعب باحثاً عن اي شيء ينقذه منهم.. لكنه لم يجد غير القسوه والجحود المرسومة على وجوه العساكر والضباط خفق قلبه بشـدة ، وبدأ يتحرك بشكل عشوائي بهستيرية وجنون وهو يصرخ بذعر وبدأ يبكي بحرقة برعب... و كامل جسده يرتجف بقوة .

لكنها اجتمعوا الثلاثه ليجذبوا بقوة، مما جعل نيشان يتراجع للخلف بقوة زاحف علي الارض وهو يصرخ مرتعب عندما قبضت يـد قوية على ذراعيه... بينما هز رأسه بالنفي بأنفاس مرتجفة و هو يصرخ بأعلى صوته بانفعال من بين شهقات بكائه ممزقة يردد

= اتركوني لا أريد ان اموت .. لاااا ارجوكم لا تفعلوا ذلك بي .. ساعطيكم الكثير من المال ! ساعطيكم اي شيء تريدوه لكن اتركوني حي ..! 

لكنهم لم يتركوا الا عندما.. تم تنفيذ الحكـم..! وصوت صرخات نيشان تتردد في أرجاء المكان بقوة... حيث قام العسكرى بلف حبل المشنقه ثم ضيقه حول عُنقه جعله يختنق وبدأت انفاسه تنقطع عن الحياه باكملها .....

❈-❈-❈

بعد مـرور ثلاث شهور....

كانت اليزابيث جالسة بالخارج أمام المنزل بالحديقة الناضجة بالازهار والرائحه الفواحه تفوح حولها.. بينما هي كانت تربت بحنان على بطنها التى اصبحت اكثر بروزاً عن قبل.. و عقلها شارد تفكر بعلاقتها بادم و علاقتهم المتوترة فقد كانت تتجنب الحديث معه و تظل بالغرفة و لا تخرج منها طوال فترة وجوده بالمنزل فقد كانت لاتزال غير قادرة على مسامحته رغم محاولاته لتعويضها فقد كان يراعها يهتم بأكلها و مشربها.. يصنع لها الطعام بنفسه و يقوم بالاعمال المنزلية بأكملها رافضاً ان تحرك اصبع واحد من يدها...رغم انشغاله فقد كان يذهب من الصباح لا يعود الا بعد حلول الليل لا تعلم الي اين يذهب خاصة انه لم يعد يعمل بالمتجر واغلقة كما اخبرها سابقآ...

أقترب آدم منها وهو عائد من الخارج ثم أقترب ليجلس بجوارها ضامماً اياها الى صدره محاوطاً جسدها بين ذراعيه بتملك لتغمض عينها بسكينه وهو كان يمرراً يده الأخري فوق انتفاح بطنها البسيط

= كيف حالك يا إبن أبيك ؟ 

اشرق وجهها بابتسامة واسعة فور سماعها كلماته تلك بينما اخذت أصابعه تداعب بطنها و عينيه تحدق في وجهها بعد ان رفع رأسها له قائلا

= هل غفرتي لي ؟. 

ارتبكت و نظرت بـبصرها الي بعيداً ليقول آدم مغمغماً بصوت اجش مليء بالذنب

= اجيبيني فالعذاب الذي ايسر صدري يؤلمني 

هزت رأسها بلا معنى قبل أن تعود النظر نحوه و زفرت مرتجفة بتوتر

= ربما اجل ..و ربما لا؟ لا أعرف حقا .

مرر عينيه فوق شعرها الأسود الحريرى الذي كـان منسدلاً على كتفيها محيطاً وجهها الخلاب ذو الوجنتين الممتلئتين بشكل يعشقه.. متجاهل تشوهات وجهها تماما.. ثم تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التى ضربت جسده... وهو يصالحها مبتسماً قائلا 

=هيا ابتسمي كي اطمئن انكٍ رضيتي 

فابتسمت له وهي تغمغم ناظره في عينه و الدموع تجمعت في مقلتيها وهي تردف بضيق زائف

= لم ارضى بعد! ولكن تبا لقلبي كم يحب ارضائك .. 

ربت آدم على رأسها يرفع وجهها له مرادفا بابتسامته التي لم تزداد إلا بجمالها سعادة

= سبق وسالتيني هل انا على استعداد ان اترك كل شيء و الحق بكٍ؟ وأنا اخترتك أنتِ اليزابيث.. فانتِ الحياة بالنسبة لي.. لكن الان انا الذي ساسالك نفس السؤال ؟ هل انتٍ على استعداد يا إليزابيث تتركي حياتك كلها هنا .. وستلحقين بي .. وإلى الأبد .. فهل أنتِ مستعدة لنذهب للبدء من جديد ؟ 

اتسعت عينا اليزابيث بدهشة وتعجب واجابت بحيرة شديدة

= نذهب من هنا؟ والى اين .. ولماذا أليس هذا مكانك من البدايه ؟ 

هز ادم رأسه برفض ليقول موضح ببؤس

= لم يكن هذا المكان مكاني منذ البداية ، إليزابيث ، لكنني اضطررت إلى ذلك لأنه لم يكن لدي مكان آخر! لكن في الحقيقة لم أشعر أبدًا بأنني أنتمي إلى هذا المكان .. لذا من الأفضل ترك أي شيء وراءنا يذكرنا بالماضي ..

لم تفكر كثيرا عن السبب وراء إصرار آدم على الرحيل فسواء هنا ام هناك ؟ لم يعد لها مكان غير معه! و أهلها قد تركتهم ولم يعد لديها أمل بان تجتمع معهم من جديد بعد آخر لقاء... والآن قد عرفت سبب غيابة في الفترات الاخيره دائما، بالتاكيد كان يخطط لبيع المنزل والمتجر.. لكن هو فقط يحتاج سماعها منها الآن وهي قالتها بالفعل هامسة 

= ألحق بك إلى .. آخر الدنيا ! 

تطلع بعشق بها ليمد آدم يده يلتقط يدها بتملك رافعا إياها لشفتيه يقبلها ونظراته مزروعة في عينيها ثم اقترب يقبل رأسها قائلا بشغف

= أجل هذا ما اريد.. الحقي بي دائما حبيبتي .. دائما وللأبد 

ابتسمت اليزابيث بارتجاف وهي تؤكد له 

= دائما وللأبد آدم .. للأبد .. فأنا أفضل أن أخاف معك على أن أخاف بمفردي

ابتسمت بنعومة له فخفض وجهه يقبل جبينها قبله خفيفه، وهو يزفر ما بين ارهاق وراحة ليقول مبتسماً بحنان

= قلتي انكٍ لم ترضي حسنا انظري الى بعيد ؟ يمكن عندما تري ذلك تسامحيني بكل ارادتك !. 

عقدت اليزابيث حاجبيها ناظرة له بعدم فهم في حين أشار آدم برأسه لتنظر إلي أمامها، وقد فعلت ذلك؟ لتجد أمامها عمها أركون؟ نهضت اليزابيث ببطيء صامتة ساكنة .. في قلبها مشاعر متضاربة لا تستطيع وصفها .. بين الفرح الشديد والحزن كانت تتأرجح .. بطرف عينيها نظرت إلي آدم بجوارها حزين لكنه ابتسم ابتسامه عريضه يدعمها.. !! على حل تلك المراحل وتخطي الصعب..حتي يعيشون المستقبل القادم... بينما أقترب أركون بخطوات سريعة بلهفة ناظرا لها وسرعان ما ابتسم بدفئه المعهود قائلاً بشوق

= كيف حالك يا ابنتي ؟ اشتقت اليكٍ كثيرا 

صمتت قليلاً تستوعب الصدمه وأنه بالفعل امامها؟ لتعرف الآن فقط، لما كان يصر آدم ان يعرف عنوان أسرتها اين تسكن... ثم قالت بصوت يملئه الألم شاعره برغبة قويه بالبكاء

= لقد مر وقت طويل منذ أن سألني أي شخص عن حالي.

هز أركون رأسة بصعوبة من تلك الاجابه، وهو يشعر برغبة غبية في البكاء هو الآخر فيبتلع دموعه بحرج قائلا

= هل لهذه الدرجه عنايتي وانتٍ بعيده عني يا روح عمك؟ كم المده التي استغرقتيها حتى ساعدك أحد 

بينما كأن آدم يراقب ما يحدث بتأثير وهو ينظر إلي اليزابيث التي تحبس بمقلتيها الدموع .. وكأنه يعرف ما بها .. يعرف اضطراب أنفاسها وتسارع حركات صدرها وحلقها الذي يتحرك محاولا بلع غصاته دون جدوى ..ثم قالت إليزابيث بأنفاس مختنقة

= كثير جدا .. حتى اصبحت لم أعرف عدد المرات الذي عانيت من كثرها .. ولكن في النهاية وجد من ساعدني وأخرجني من هذا المكان الضائع .. ربما عانيت قليلا وأنا معة هو أيضا .. لكنني على قيد الحياة الآن بفضله.

أبتسم آدم بعدم تصديق علي حديثها... ثم تنشج أركون بقوة فاجئ إليزابيث عندما رأته يبكي بحرقة بينما هي كانت تحاول كتم دموعها وهي التي نار حزنها كانت أصعب.. ليقول أركون بصوت مهزوز بين دموعه التي بدأت تتساقط

= أعتذر يا حبيبتي .. أعتذر بشدة .. أني لم أكن بجانبك منذ البداية ، أعتذر لأنني لم أصدقك عندما حذرتيني بشأن نيكولا! وكنتٍ خائفة على ابنتي أكثر مني ... أعتذر لأني لم أكن أفضل أب تستحقي حقًا ، حيث كذبتك وصدقت شخصًا حقيرًا مثله .. أعتذر لأنني شككت فيكٍ .. أنا أعتذر عن كل ما خرج مني .. آدم زوجك عندما وصل إلي، شرح لي الأمر بالكامل وماذا حدث لكٍ من البداية حتى الآن؟ و شاهد دفتر زواجكم وعلمت انكٍ متزوجة بالفعل .. ونيكولا سبب كل هذا الدمار الذي حل بكٍ .. سامحيني يا ابنتي ارجوكٍ .

نشجت بضعف وهي تجيبه بقلة حيلة

= حسنا لم تكن اول شخص خذلني بحياتي؟ لذا ساحاول اتغاضى أمرك.. انت بالنهايه لم تقصد ان تاذيني مثلهما .. لكنك المتني باكثر وقت كنت بحاجه اليك .

دمعت عينا اليزابيث وهي لم تستطيع كبحت الدموع لهذا الوقت اكثر... لتجد طريقها لحضنه الآمن وهو عمها أركون، فاستقبلها مربتا يقول بنبرة متحشرجة

= يا روح عمك انتٍ.. كفي بكاء ابنتي لأجل صحتك وصحه طفلك .

انفجرت باكية فور بحرقة بين احضان عمها مما جعله يضمها اليه اكثر محاولاً تهدئتها وهي دافنة وجهها بصدرة تبكى بمرارة... 

ومن بين عواصف الشهقات التي اجتاحت أنفاسها كانت داخلها .. وهي شارده في تلك اللحظات التي تغيرت حياتها بها تماماً .. تفترق عن حياة لطالما لم تتخيل نفسها دونها .. تفارق أشخاص كانوا محور تدور هي من حوله، ابتعدت عن وطن هو كان لها.. تدرك أنها في البدايه عندما توفى والدها؟ وظلت بمفردها! كانت رغبت بهذا وتمنت الرحيل عن تلك الحياة .. لكن لم تدرك أنها مع الوقت ستعتاد .. ولكن هل يملئ فراغ الأحبة مكانا ؟ ما أصعب الفراق .. إنه الحقيقة الوحيدة التي لا مفر منها في الدنيا .. حقيقة منذ أن عرفنا معنى الدنيا أدركناها .. حقيقة ننتظرها في كل يوم .. لكن ومهما انتظرتها .. تظل الأكثر ألما على الإطلاق ..

ابتعدت عن عمها أركون، فنظرت إلي آدم لتجده خلفها يبتسم لها بحنان لم تستطع إلا أن تنفجر أمامه ببكاء ناعم تندس بين ذراعيه هو الآخر .. تشكوه ببكائها عن ذلك الألم حتى وهي بين أحضان احبائها؟ ثم أبعدها أدم برفق لينظر لها بغموض وهو يقول بتحشرج

= هناك شخص آخر يريد أن يراكٍ يا إليزابيث .. يوجد مفاجأة أخرى لكٍ .. أتمنى أن تنال إعجابك.

التفتت اليزابيث بتعجب اكبر؟ فمن هذه المره سيكون الذي يريدها... لكنها سرعان ما اتسعت عيناها حتى كادت أن تخرج من محجريهما وانتشر الذعر والفزع على كل جسدها من الصدمه ..!! ارتج قلبها وشعرت بريقها يجف وهي تستوعب ما أمامها الآن؟ بينما دمعت عيناها من جديد وأفلتت منها شهقة قوية عنيفه... ثم همست باسمها بشفتين ترتعشان

= هـانـا .. يا ربـاه ؟. 

فكانت هانا صديقتها هذه المره امامها بالفعل؟ابتسمت لها دون حديث ودموعها تنزل بنعومة هي الأخري! فمسحتها بإبهاميه قبل ان ترفع يدها تسلم عليها باشتياق إليها.. ولم تكن بمفردها تقف أمامها؟ بل باكر كان يسير ايضا بخطوات غير متوازنة بسبب إصابة قدمه التي جعلته يعرج عندما يسير عليها، وهذه الإصابة نتيجه طلق ليام الذي أصابه يوم حريق المنزل وحينها بصعوبه حاولوا الاثنين الهروب قبل ان تلتهم النار أجسادهم ايضا .. 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1