رواية نصفي الاخر الفصل السادس والعشرون
__مهمة انقاذ__
فتحت رهف عينيها ببطء لتواجهها عينا مازن المبتسمتين..نظرت اليه بصدمة قائلة:
_مازن !
اتسعت ابتسامة مازن وهو يقول:
_أيوة مازن..شرفتينى يابرنسيسة.
أحست بقيود معصمها لتدرك أن هذا الوغد اختطفها وجلبها إلي وكره مقيدا إياها..نظرت حولها بخوف حاولت ألا تظهره وهى تعود اليه بعينيها لتقول بثبات:
_انت جايبنى هنا ليه يامازن؟
قال مازن بسخرية:
_تؤ تؤ تؤ..كدة هبدأ أشك فى ذكائك يارهوفة..معقول معرفتيش انا خاطفك ليه؟.
ابتلعت ريقها لتقول:
_أكيد مش عشان بتحبنى مثلا لأنك أصلا مبتعرفش تحب غير نفسك ..يبقى هى الفلوس..هتطلب فلوس من نضال..صح؟
اتسعت ابتسامته قائلا:
_برافو عليكى..هى دى رهف اللى فهمتنى من اول يوم شافتنى فيه..على فكرة انا معجب جدا بذكائك..وفعلا انا مبحبش غير نفسى ..
ثم اقترب منها ليلمس وجنتها فأبعدت وجهها عنه باشمئزاز ليطلق ضحكة ساخرة وهو يقول:
_بس أكيد بحب الجمال..وانتِ مش بس جميلة يارهف..انتِ أجمل واحدة شافتها عينيا بس ياخسارة وأنا خاطبك مديتليش أي فرصة أستمتع فيها بجمالك لحد مازهقت وبعدت انما دلوقت وبعد ماالجواز زود جمالك مبقتش قادر امنع نفسي عنك ومفيش مانع لو قضينا مع بعض وقت حلو قبل ما أسيبك لنضال.
قالت باحتقار:
_ده فى أحلامك يامازن..انا أموت نفسى قبل ما تلمسنى ياحقير.
صفعها بقوة قائلا فى شر:
_نحترم نفسنا شوية عشان مزعلش منك وانا زعلى وحش قوى وممكن دلوقتى اوريكى الحقير ده ممكن يعمل فيكى ايه؟.
نظرت اليه ودموعها تتلألأ فى عينيها من قوة الصفعة والخوف على جنينها مما يمكن ان يفعله هذا الوغد بها ليرى مازن خوفها ويقترب منها قائلا:
_فيديو صغير للباشا جوزك واحنا بنقضى مع بعض وقت لطيف..وجوزك مش بعيد يروح فيها واخلص منه..هى الفكرة فى دماغى وهعملها هعملها بس مش وقتها دلوقتى..إلا اذا حبيتى..ها ايه رأيك؟
نظرت اليه فى كره ولم تنطق فاستطرد قائلا:
_الاجابة لأ..خسارة..عموما قريب وقريب قوى هتبقى ملكى يا رهف.
نظرت اليه باحتقار ليطلق ضحكة ساخرة ويبتعد عنها ليخرج من الغرفة قائلا لرجاله:
_خلوا بالكم منها..هعمل تليفون لجوزها وراجع تانى.
أومأ الرجلين برأسهم ..فى حين قالت رهف برجاء حزين:
_نجينى منه يارب عشان خاطر نضال وعشان خاطر ابنى..يااارب.
***********
كان نضال يمشى ذهابا وايابا فى توتر..وغضب..توقف ليمرر يده فى شعره بعصبية قائلا:
_يعنى ايه ؟مش عارفين أى حاجة عن اللى خطفوها.
قال يزيد بحيرة:
_رقم العربية اللى عم عبده اداهولنا طلع مزيف يانضال ومفيش اى حاجة تانية توصلنا ليهم..حتى فونها اللى كان ممكن نعمله تتبع بالجى بى اس..نسيته من صدمتها.
قال فهد:
_بس أكيد هما خاطفينها عشان يطلبوا فدية يانضال فأكيد هيتصلوا.
قال نضال فى حدة:
_يطلبوا اى فلوس وانا هدفعهالهم بس ترجعلى..اللى مخوفنى اكتر ان رهف حامل وممكن اللى حصل يأثر عليها او يحصلها نزيف.
نظر الجميع الى بعضهم فى خوف..نزلت دموع وعد لتقول بأسى:
_ياحبيبتى يارهف..ربنا يطمنا عليها.
بينما قالت نيرة:
_متقلقوش ياجماعة رهف بخير ..قلبى بيقولى انها بخير..والبيبى كمان بخير..بس اهم حاجة تهدوا عشان نعرف نفكر وطنط سهام متحسش بحاجة عشان التوتر مش حلو علشانها.
قال رفعت:
_كلمت الظابط عادل صاحبك يانضال؟
زفر نضال بقوة وهو يدلك جبهته بتعب قائلا:
_بيعمل تحرياته بس بصفة غير رسمية يابابا..لازم تفوت ٢٤ساعة على اختفائها قبل ما يتحركوا رسمى ولسة.....
قاطعه رنين هاتفه برقم غريب ليجيبه على الفور قائلا فى لهفة:
_ألو.
سمع ضحكة ساخرة على الجانب الآخر وصوتا غليظا يقول:
_ازيك يانضال.
قال نضال فى قلق:
_انت مين؟
قال محدثه الذى لم يكن سوى مازن مغيرا صوته بجهاز صغير:
_انا اللى هحرق قلبك على حبيبتك لو منفذتش كلامى بالحرف.
قال نضال بصوت كالرعد:
_المس شعرة منها وقسما بالله ما هسيبك غير لما اموتك أبشع موتة ممكن تتخيلها.
ضحك مازن قائلا:
_معتقدش انك فى وضع ممكن تهددنى فيه..مراتك عندى فى بيتى..فى أوضة نومى..فاهم ولا تحب أفهمك أكتر..متستفزنيش بقى أحسن أبعتلك فيديو صغير هلمس فيه أكتر من شعرها بكتير ومش هتقدر تعملى حاجة.
قال نضال بغضب:
_آه ياابن.....
قاطعه مازن بصرامة قائلا:
_انتوا ليه مبتفهموش بسرعة..ما قلت ما تستفزنيش ..اسمع بقى..قدامك ٢٤ساعة وتكون فى المكان اللى هبعتهولك فى ماسيدج دلوقتى ومعاك ٥مليون جنيه..اى حركة غدر وهتقرا على حبيبتك الفاتحة.
جز نضال على أسنانه بغيظ قائلا:
_هتلاقينى فى الميعاد والمكان ومعايا الفلوس.
أغلق مازن الهاتف ليعتصره نضال بقوة وألم..كان يزيد وفهد قد اقتربا منه واستطاعا سماع كلام مازن..ليقول يزيد:
_هنعمل ايه؟
قال نضال فى غضب يائس:
_هاخد ال٥مليون وهروحله..بس انا مش مطمن..حاسس انى يعرفني وكمان عارف ان احنا سحبنا المبلغ ده دلوقتي من البنك عشان مشروع الفيوم، وحاسس كمان انه بينتقم منى انتقام شخصي يعنى الموضوع مش موضوع فلوس وبس..الموضوع أكبر من كدة..انا خايف قوى على رهف.
وصلت رسالة الى هاتفه ففتحها ليجد العنوان الذى سيذهب اليه بالمال.
قال نضال لفهد:
_خد الرقم ده يافهد واطلع على عادل فى مديرية الامن واكشفوا عليه..غالبا مش هتلاقوه متسجل بس ممكن توصولوا لاى حاجة تدلنا عليه و....
قاطعه دخول عم عبده الى ردهة المنزل وهو يقول بصوت عال ملهوف:
_نضال باشا ..يا نضال باشا.
نظر اليه نضال قائلا بلهفة وهو يرى ملامحه المستبشرة:
_خير ياعم عبده..افتكرت حاجة؟
مد عم عبده يده بورقة الى نضال قائلا وهو يأخذ نفسه:
_لأ..بس ...الورقة دى..كانت فى ايد اللى مايتسمى..ووقعت منه وانا بتعارك معاه ومشوفتهاش غير دلوقتى.
اخذها نضال بحماس ليرى ما بها..لمعت عيناه ليقول فهد بلهفة:
_طمنا يانضال.
نظر الى الجميع وهو يبتسم فى سعادة قائلا:
_عنوانها يافهد..عنوانها ياجماعة.
قال رفعت فى سعادة:
_يا من انت كريم يارب.
أعطى نضال الورقة الى فهد قائلا :
_تجيب عادل وقوة من البوليس علي العنوان ده.
ثم قال ليزيد:
_وانت هتيجى معايا انت والرجالة يايزيد، هنهجم عليهم واحنا معانا عنصر المفاجأة.
أومأ يزيد برأسه وهو يتبع نضال الذى أسرع بالمغادرة لتستوقفه نيرة عند الباب قائلة:
_يزيد !
التفت اليها فاستطردت بقلق:
_خلى بالك من نفسك.
ابتسم يزيد بحنان ثم قبلها من جبهتها قبل ان يسرع مغادرا وعيناها تتبعانه قائلة:
_يارب رجعهولى بالسلامة ..ياااارب.
************
_اقترب مازن من رهف قائلا:
يعنى مش هتاكلى ..ده انا حتى فكيت ايديكى ونزلتك الصالة عشان تغيرى جو ومشيت الرجالة برة..قلت نقعد مع بعض قعدة حلوة وناكل لقمة..ممكن اعرف بقى رافضة ليه؟
لم ترد عليه فاقترب منها وامسكها من حجابها بقوة يحله فينساب شعرها الحريرى نظر اليها يتأملها باعجاب وهو يقول:
_قلتلك قبل كدة انا زعلى وحش..والمرة الجاية مش هترسى على فك حجابك وبس ..لأ هفك حاجات تانية.
اقشعر بدنها وهى تشيح بوجهها عن نظراته المقززة لجسدها..امسك بذقنها يجبرها على النظر اليه قائلا:
_اوعى تفتكرى ان نضال بتاعك أحسن منى..واوعى تفتكرى انى هسيبك ليه قبل ما اخد منه فلوسه وآخد منك كمان اللى معرفتش اخده زمان..كانت غلطة وهبل منى بس هعوضها يارهوفة.
بصقت فى وجهه فصفعها بقوة حتى سالت الدماء من شفتيها قائلا:
_انتِ مبتحرميش...
قاطعه صوت طلقات نارية بالخارج، عقد حاجبيه ليفاجأ بتحطم الباب..التفت مازن بزهول فرأي نضال واقفا بثبات يحدجه بنظرة نارية غاضبة..نقل بصره الى رهف التى ظهرت الفرحة جلية على وجهها، رأى حجابها المرمى على كتفها وشعرها المكشوف ولاحظ أثار اعتداء مازن على وجهها ليجز على أسنانه بغضب وهو يعاود النظر الى مازن الذى تدارك صدمته ليخرج سلاحه ويمسك رهف موجها سلاحه اليها قائلا:
_خليك عندك يانضال ..خطوة واحدة وهموتهالك.
قال نضال بغضب:
_كان لازم اعرف ان حيوان زيك اللى ورا الموضوع ده.
ضغط على زراع رهف بغيظ قائلا:
_ما تحترموا نفسكوا بقى ومتستفزونيش..انتوا كلكوا كدة مبتفهموش..ولا لازم أصورلكم قتيل عشان تفهموا.
نظر نضال الى رهف التى وضعت يدها على بطنها بخوف..علم تماما ما تفكر فيه..جنينها..نظر الى عينيها قائلا:
_متخافيش يارهف.
نظرت رهف الى عمق عينيه ولم تدرى لم اطمأن قلبها وهدأت خقاته..فى حين قال مازن بسخرية:
_انت ايه ياأخى..ايه الجبروت ده؟ المسدس فى ايدى و مراتك تحت ايدى وبتقولها متخافيش..على أساس ان المسدس اللى فى ايدى لعبة ولا انت هتنط تنقذها من غير ما الحق اضربها بالرصاص..ثم تعالى هنا وقولى عرفت مكانى بالسرعة دى ازاى ؟
نظر اليه نضال قائلا ببرود:
_مش شغلك.
جز مازن على أسنانه قائلا:
_انا ممكن اقتلك على فكرة بس مش هستفيد حاجة ..انت هتسيبنى أخرج برهف وهتصل بيك احددلك مكان تانى وميعاد تانى تجيبلى فيه الفلوس..او تقرا على روحها الفاتحة..القرار فى ايدك.
تابع نضال تحرك يزيد خلف مازن بطرف عينيه وهو يشغل مازن بالكلام حتى لا ينتبه اليه ..لذا قال بهدوء:
_احلامك وسعت منك المرة دى حبتين..الفاتحة هتتقرا بس على روحك انت.
كاد مازن ان يتحدث حين عاجله يزيد بضربة محترفة على مؤخرة رأسه ليسقط المسدس من يده ويسقط هو بعدها مغشيا عليه فابتعدت عنه رهف علي الفور وهى تندفع باتجاه نضال الذى ضمها بلهفة..بشوق..وبحنان.
زفر يزيد قائلا بارتياح:
_مكنتش متخيل الموضوع هيخلص بالسهولة دى.
نظر الى الاثنين الغارقين فى لهفة اللقاء ليقول هامسا بابتسامة:
_ كدة بقيت عزول..انا احسن ارجع من مكان ماجيت..غادر من الباب الخلفى بهدوء بينما يبتعد نضال عن رهف وهو يمسك بوجهها بين يديه قائلا:
_انتِ كويسة؟
اومأت برأسها وهى تبتسم وسط دموعها..وأمسكت بيده لتضعه على بطنها قائلة:
_والبيبى كمان كويس.
ابتسم بحنان قائلا:
_الحمد لله.
رفعت يدها لتلمس وجنته قائلة فى حنان:
_انا مكنتش خايفة من الموت يانضال ..انا بس كنت خايفة مشوفكش تانى.
رفع يده ليربت على يدها التى استكانت على وجنته قائلا:
_بعيد الشر عنك ياحبيبتى..انسى اللى فات..وافتكرى ان احنا دلوقتى مع بعض.
قالت رهف:
_انا عايزة ارجع البيت يانضال..عايزة احس ان الكابوس ده انتهى.
أمسك يدها متجها للخارج..ليجدوا يزيد ورجاله وليروا وصول فهد مع الشرطة ليأخذوا رجال مازن الى سيارة الشرطة، قال نضال موجها حديثه الى عادل:
_فيه لسة حيوان جوة..خدوا بالكم منه أصله....
قاطعه صوت جهورى غاضب يقول فى حقد:
_الحيوان ده يبقى انت يانضال.
رأى الجميع مازن واقفا وبيده سلاحه الذى يوجهه الى نضال.. شهقت رهف خوفا فربت نضال على يدها يطمئنها بينما قال الضابط عادل فى صرامة:
_ارمى السلاح اللى فى ايدك..انت مش شايف قدامك كام واحد معاهم سلاح؟
قهقه مازن وهو يقول بجنون:
انا كدة كدة ميت..ما انا مش هستحمل السجن كتير..بس قبل ما اموت هقتل نضال عشان ارتاح..ويموت اللى دايما كان أحسن منى فى كل حاجة واللى ضيع منى فلوسى لما خسر شركتى الصفقات اللى كنت بعملها..
ثم وجه حديثه الى نضال قائلا:
_تعرف انا حاولت كتير أنتقم منك وكل مرة كنت بتنفد بأعجوبة، حادثتك مخرجتش منها غير بشوية تشوهات..ولما حاولت اخطف مراتك المرة اللى فاتت وحطلتها مخدر فى عصير المانجة لحقتها ..حتى دلوقتى ولما خلاص قربت أنتقم منك نفدت انت وهى..
كان كل من نضال ورهف يستمعون اليه فى صدمة وهم يدركون أنه السبب فى كل ما جرى لهم سابقا ليفيقا على صوته وهو يردف بحقد:
_مادام انا ميت ميت يبقى انت كمان لازم تموت يانضال ..لازم.
وقرن قوله بشد أجزاء مسدسه واطلاق رصاصته باتجاه نضال لتقف رهف امامه تبغي تلقى الرصاصة بدلا منه ولكن نضال ادرك ما تحاول فعله ليمسك بكتفيها بسرعة ويلفها ويصبح هو بمواجهة الرصاصة لتصيبه وتصرخ رهف بلوعة قائلة:
_نضاااااااال.