رواية خلف قضبان القلوب الفصل السابع و العشرون 27 بقلم ميمي عوالى

 


 

رواية خلف قضبان القلوب الفصل السابع و العشرون بقلم ميمي عوالى



كانت فاطمة تجلس بغرفة نوم رامى و زين و هى تتابع زين النائم امامها بشحوب و أعياء ، و زهرة تضع له بعض الكمادات بقلق بالغ ، و عندما دخل عليهم زكريا قالت له بفضول : الدكتور قال لك ايه يا ابنى 
زكريا باحباط : هننقله المستشفى تانى يا ماما للاسف ، بعتلى عربية الاسعاف و زمانهم فى الطريق
فاطمة بهلع : اسعاف .. طب و ليه اسعاف
زكريا : محتاج اسعافات اولية قبل ما يوصل المستشفى
فاطمة : يعنى قال لك فيه ايه عامل فيه كل ده 
زكريا : قال انه بسبب سنه الصغير ، موضوع التس/مم اللى حصل له للاسف اثر على الكبد و الكلى 
زهرة : طب ماهم عملوا له غسيل معدة زى اخوه
زكريا : فعلا .. بس للاسف سنه الصغير مع قلة المناعة وصله للمرحلة دى ، و عشان كده من وقت ما خرج من المستشفى و هو كان على طول حرارته مش مظبوطة و شهيته شبه معدومه
فاطمة بدموع : و انا كنت فاكرة انه شوية و هيروق و يرجع كويس زى اخوه ، طب كلمت مريم
زكريا ببعض الغضب : لا .. و مش هكلمها ، هى السبب فى كل اللى حصل ده 
فاطمة : ليه يا ابنى بتقول كده 
زكريا بتنهيدة ممتعضة : حقك عليا يا ماما معلش ، انا بس متضايق منها بسبب قعادها كل ده بعيد عن ولادها حتى بعد اللى حصل لهم
زهرة : اكيد فى حاجة مهمة معطلاهم
زكريا : ايه الحاجة المهمة اللى ممكن تخليها ترمى ولادها و تنساهم بالشكل ده
زهرة : بالراحة بس يا زكريا ، ثم ماهى عارفة ان الولاد مع جدتهم و اخوالهم و ان اكيد ماحدش هيهمل فيهم ابدا
زكريا : طب سيبوكم من الكلام ده دلوقتى ، عاوزين نحضر الولد للمستشفى .. الاسعاف على وصول 
اما بمنزل زكريا .. فكانت بدر تتابع الصغار من حولها .. همس و تولين و اياد ، عندما هلت عليها سوزان و قالت بحزن : ابن مريم الصغير نقلوه المستشفى تانى
بدر بدهشة : ليه يا بنتى كفى الله الشر ، حصل له ايه 
سوزان : من وقت حكاية التس/ مم اللى جتلهم دى و هو تعبان ، ماقاقش من وقتها 
بدر : طب يعنى قالوا فيه ايه
سوزان بتأثر : فى مشاكل فى الكلى و الكبد
بدر بصدمة : يا قلب امه .. فى سنه ده ، صغير اوى على الكلام ده ، الله يكون فى عونهم و يزيح من ماعليه قادر كريم
سوزان : انا هروحلهم
بدر : خدينى معاكى .. مايصحش اسيبهم قى الظروف دى 
سوزان : لو اخدتك معايا .. مش هينفع ناخد الولاد معانا و لا هينفع نسيبهم لوحدهم ، خليكى انتى النهاردة ، و بكرة ان شاء الله افضل انا معاهم و ابقى اخلى زكريا ييجى ياخدك عندهم و يرجعك 
بدر بقلق : احسن فاطمة تاخد على خاطرها
سوزان : ماتقلقيش .. انا هفهمها ، و انتى ممكن تكلميها النهاردة مؤقتا على ماتروحيلها
بدر : و هى امهم و ابوهم لسه ما رجعوش من السفر برضة كل ده 
سوزان : و الله ما انا فاهمة ايه حكاية سفرهم اللى طول اوى ده ، دول داخلين على شهر كده ، و الدنيا اتهدت و اتبنت و هم ولا على بالهم 
بدر : الغايب حجته معاه يا بنتى 
اما باليوم التالى بالشركة .. فكان يونس يجلس و بيده مغلفا انيقا يقلبه بين يديه ببعض الجمود حين دخل عليه زكريا قائلا : عرفت ان القضية اتقفلت و الموضوع رسى على اهمال و سوء تخزين من النقل مش من سامى برهان ، و سامى طلع منها تماما 
يونس و هو يمد يده بالمغلف الى زكريا : ما انا لما قريت الدعوة .. فهمت ان الموضوع انتهى 
زكريا و هو يفتح المغلف و يخرج ما بداخله : دى دعوة فرح .. مين هيتجوز
و ما ان اطلع على الدعوة التى كانت تحمل موعد زفاف سامى و ماجى الا و قال بذهول : سامى و ماجى ، ده اللى هو ازاى و امتى ، عرفوا بعض منين اصلا 
يونس : ماتنساش ان سامى برضة قديم فى السوق ، و حماك كمان بقى له اسمه و وزنه
زكريا : ما اختلفناش ، بس تفتكر سامى ممكن يناسب مجدى كده من غير ما يعرف بنته دى شكلها ايه ، ما احنا كلنا عارفين سامى عامل ازاى فى علاقته بالستات و جوازاته اللى اتخطت الرقم القياسى و مابقيناش عارفين عددها
يونس : ممكن يكون اتعرف عليها عن طريق ابوها 
زكريا : و هو مين اللى بعتلك الدعوة 
يونس : سامى بعتهالى و كلمنى فى التليفون ، و قال لى حاجة غريبة اوى 
زكريا : خير
يونس : بيقول انه بلغ جوز اختك بحوار جوازه من ماجى من فترة ، عشان يبلغوك ماتاخدش على خاطرك منه
زكريا بدهشة : يعنى كمان الحكاية من مدة و كمان بعلم اختك و جوزها
يونس : ايوة
زكريا : و قلت له ايه
يونس : ابدا .. باركت له و قلت له انى ما عنديش فكرة ان كان حد منهم بلغك و اللا لا ، بس انا متأكد ان الموضوع غير ذو اهمية بالنسبة لك
زكريا : صدقت ، ربنا يهنى سعيد بسعيدة
يونس : هتبلغ الولاد
زكريا بجمود : ما اعتقدش ان له لازمة 
يونس : بس لازم يعرفوا يا زكريا ، ماينفعش يعرفوا من برة 
زكريا باستنكار : عاوزنى اروح اقول لهم امكم اللى مافكرتش تسال عنكم مرة واحدة رايحة تتجوز و انتم و لا على بالها
يونس : احكى لزهرة و اطلب منها تساعدك ، هى فين صحيح ، انا ماشفتهاش النهاردة 
زكريا : ماما كلمتنى و قالت لى ان زين بيسال عليها ، فوديتهالها على المستشفى و سيبتها معاهم و جيت 
يونس : و وديت رامى عند سوزى و خالتك
زكريا : ايوة .. و رغم انه ماكانش راضى يروح و كان عاوز يفضل مع اخوه فى المستشفى ، بس الدكتور اخيرا اقنعه ان ما ينفعش
و الحقيقة لما راح عند خالتى .. الولاد فرحوا بيه جدا ، على الله رامى يقدر يتخطى الموقف بسرعة 
يونس : تقتكر مريم ممكن ترجع على امتى 
زكريا : زمان خبر الافراج النهائى عن سامى وصل لها ، و اعتقد خلال يومين تلاتة هتبقى وصلت
لينظر يونس بساعته و يقول : طب مش ياللا بينا ، ماما زمانها مستنيانا
اما بالمشفى .. فكان يونس و زكريا يتابعان ملامح الصغير و هو يرقد بجسد هزيل على فراش المرض و هو يقول باعياء شديد : هى مامى مش هتيجى بقى يا تيتا ، انتى ماقلتيلهاش ان انا تعبان 
و قبل ان تجيبه قاطمة .. قالت زهرة بعطف : حبيبى انت عارف مامى بتحبك اد ايه ، و لو عرفت ان انت تعبان كده هى كمان هتتعب اوى و هتعيط ، و عشان كده احنا ما قلنلهاش انك تعبان كده عشان ماتعيطش و تبقى زعلانة ، لكن هى خلاص قربت تيجى
لتدخل سوزان عليهم و هى تقول بمرح : زين حبيب خالتو .. سلامتك يا روحى الف سلامة
لتحيى الجميع ثم تقترب من فراش الصغير و هى تقول باشفاق : ايه ده ، انت بجد تعبان للدرجة دى ، ايه يا قلبى حاسس بايه
زين باعياء : بطنى وجعانى بس عاوز ارجع البيت 
لتنظر سوزان الى زكريا قائلة : هو الدكتور قال ايه
زكريا و هو يحذرها بعينيه : قال انه هيبقى زى الفل ، يومين كده بس على ما بطنه تخف
زين : كلمى مامى يا خالتو و قوليلها انى عاوزها تيجى بقى 
سوزان : هى مامى وحشتك اوى كده 
زين : لما هتيجى هترجعنى البيت 
زهرة : حبيبى انت هنا عشان الدكتور محتاج انه يبقى قريب منك عشان الدوا بتاعك ، و اول ما هيقول ان خلاص ممكن تروح البيت هنمشى على طول 
زين : طب عاوز رامى معايا ، انا زهقت انى لوحدى 
فاطمة : بقى كده برضة يا زين .. زهقت اوام كده من تيتا 
زين بتبرم واهن : انا زهقت من الوجع وعاوز العب
سوزان : طب خلاص ماتزعلش ، انا هكلم الدكتور و أسأله و لو نفع اجيبلك رامى هروح اجيبهولك و اجى .. اتفقنا
زين : اتفقنا 
لتخرج من الغرفة بعد ان اشارت لزكريا كى يلحق بها الى الخارج ، و ما ان اغلقا الباب خلفهما قالت سوزان بقلق : ايه اللى وصل الولد للحالة دى يا زكريا ، الولد لونه مش طبيعى خالص
زكريا : للاسف الولد حالته وحشة فعلا يا سوزى 
سوزان : فهمنى بالراحة الدكتور قال ايه
زكريا : حالة التس / مم اللى جتله ، و برغم غسيل المعدة اللى اتعمل له زى اخوه و باقى الولاد ، الا ان زين للاسف مناعته قليلة و ده نتيجته بانت فى التحاليل و الاشعات اللى اتعملت له و للاسف اكتشفنا ان حصل له نزيف معوى وتليف فى الكبد
سوزان بشهقة عالية : فى السن ده ، و ده جاله فجأة كده و اللا كان تعبان اصلا و مريم عارفة و اللا مش عارفة و اللا ايه الحكاية 
زكريا بامتعاض : الله اعلم ، مش لما تبقى تظهر على الشاشة اصلا
سوزان : هى ماعرفتش ان الولد فى المستشفى لحد دلوقتى يازكريا
زكريا : لا انا و لا يونس كلمناها
سوزان بعتاب حاد : ازاى يعنى يا زكريا الولد يبقى فى الحالة دى و ما حدش يبلغها ، لازم تعرف و تنزل ، و كمان الولد هيتجنن عليها
زكريا بسخرية : الولد هيتجنن على بيته و لعبه و اوضته .. مش على امه خالص 
سوزان : انا هكلمها
زكريا : انتى حرة 
كانت مريم تجلس مع حاتم و تقول : انا خلاص حضرت الشنط .. هى الطيارة معادها الساعة كام
حاتم : الساعة تسعة ، يعنى ساعتين كده و نتحرك على المطار .. كلمتى مامتك عشان حد يستناكى
مريم : اما اوصل ابقى اكلمها و اروح اخد الولاد ، كده كده اما اوصل هنبقى تقريبا على زى دلوقتى ، هروح على البيت استريح و الصبح ابقى اشوف الدنيا فيها ايه
حاتم : و ماتنسيش .. اول حاجة تعمليها تروحى البنك تشوفى موضوع الودايع 
مريم بامتعاض : ماشى ، رغم انى مش موافقة على حكاية فك الودايع دى يا حاتم ، خسارة الفلوس اللى هتروح علينا دى 
حاتم : مش هنعيده تانى يا مريم ، البيت اللى هنشتريه هنا ده محتاج فلوس مش قليلة 
مريم : طب مش لما نشوف الاول هيقبلوا الهجرة و اللا لا 
حاتم : قلتلك ماتشغليش بالك بالحواديت دى و انا هعرف ارتب كل حاجة 
مريم بقلة حيلة : ماشى .. ادينى هعمل كل اللى بتقول عليه ، و اما اشوف هتودينا لحد فين
و ما ان انتهت مريم من جملتها الا و سمعت رنين  هاتفها و هو يضئ باسم سوزان لتقول بدهشة : دى سوزان .. غريبة ، ايه اللى فكرها بيا
حاتم : يمكن عاوزاكى تجيبيلها حاجة من هنا ، ردى و شوفى 
لتفتح مريم المكالمة و تقول : الو
سوزان : ازيك يا مريم .. اخبارك ايه
مريم : الحمدلله بخير ، انتو عاملين ايه
سوزان : بخير الحمدلله ، كنت عاوزة اسالك ناويين ترجعوا على امتى
مريم بفضول : اشمعنى ، فى حاجة حصلت و اللا ايه
سوزان : الحقيقة زين فى المستشفى من امبارح
مريم برعب : زين .. ليه ، حصل له ايه 
سوزان : اهدى بس عشان تفهمى
مريم بغضب : اهدى ايه و افهم ايه ، بقى اسيب لكم الولاد امانة تهملوهم للدرجة دى و عاوزانى اهدى ، انطقى و قوليلى عملتوا فيه ايه
ليجذب زكريا الهاتف من سوزان و يقول بجمود : 
الولد  التس / مم اللى حصل له عمل له نزيف معوى و تليف فى الكبد ، يعنى مش اهمال مننا و لا حاجة يا ست مريم ، ولادك جالهم تس / مم و دخلوا المستشفى و رغم ذلك انتى رميتى كل ده ورا ضهرك انتى و جوزك و فضلتوا مستخبيين عندكم ، يبقى مين فينا اللى اهمل الولاد يا ست مريم 
مريم بتردد : تقصد ايه بمستخبيين دى 
زكريا : انا مش عاوز اتكلم فى اى حاجة دلوقتى ، و لولا ان الولد بيسال عليكى ماكناش احتاجنا نكلمك من اصله ، انطقى و قولى على طول هتيجى و اللا برضة هتفضلى عندك
مريم : انا طيارتى اصلا معادها الساعة تسعة ، هوصل عندكم على بكرة زى دلوقتى 
زكريا : عموما زين فى مستشفى دكتور رياض فى سى فور غرفة تلت اربعات ، و ماما بتبات معاه 
مريم : و فين رامى 
زكريا بسخرية : طب و الله كويس انك لسه فاكرة انك عندك ولد تانى و كمان لسه فاكرة اسمه ، بس عموما .. رامى فى بيتى مع خالتى و باقى الولاد 
لينهى المكالمة دون اى كلمة اخرى لتقول سوزان : ما كانش وقته ابدا الكلام ده يا زكريا ، كفاية خضتها على الولاد ، ايه لزمته التأنيب كمان
زكريا بدهشة : انتى عاوزانى اسمع اتهاماتها لينا و اسكت ، بقى احنا اهملنا الولاد
سوزان : ام و مخضوضة غشان ابنها
زكريا بحنق : ااه فعلا ، بامارة ماسابتهم كل ده و فضلت مصلحتها هى و جوزها ، بس يا سوزى الله يباركلك عشان انتى مش فاهمة حاجة 
اما مريم .. فبعد ان انهى زكريا المهاتفة .. نظرت الى حاتم قائلة بقلق : زين فى المستشفى ، الولد حصل له نزيف معوى و تليف فى الكبد يا حاتم بسبب التس/ مم اللى حصل له و دخل المستشفى تانى 
حاتم بهدوء : و بعدين
مريم بذهول : انت ازاى هادى كده 
حاتم : طب لو قلقت زيك كده هتفرق فى ايه ، ما لازم نبقى هاديين عشان نعرف نفكر و نتصرف صح 
مريم : طب قوللى هنعمل ايه
حاتم : هتنزلى مصر فى معادك و تعملى كل اللى اتفقنا عليه ، و لو لقيتى ان الولد حالته تعبانة فعلا ، هاتيه و ارجعى بيه معاكى و نعالجه هنا
مريم : طب و رامى 
حاتم : سيبى رامى دلوقتى على ما نوضب حالنا يا مريم 
مريم : طب يعنى هو احنا ليه نفضل هنا طالما الدنيا خلاص هديت و الموضوع خلص و اتحل
حاتم : لان انا عاوز افضل هنا يا مريم ، عيشة هادية و ارقى بكتير من هناك
مريم : بس قعادنا هنا محتاج دخل مش قليل 
حاتم : نقدر نعمل هنا مشروع كويس بنصيبنا فى الشركة 
مريم : ايوة .. بس ده معناه اننا بنقطع كل علاقتنا بمصر
حاتم بتهكم : مش احسن من قعادنا مع ارباب السوابق و رد السجون 
مريم : طب مانا لو رجعت بزين و سيبت رامى دلوقتى زى ما بتقول ، هيبقى قعاده كله معاهم 
حاتم : دى فى ايدينا ، انتى تفهمى مامتك بهدوء كده انك مش عاوزة زين يختلط بيهم ، و اعتقد ان مامتك هتنفذلك رغبتك دى و من غير نقاش كمان زى عادتها دايما مع كل رغباتك 
مريم بتفكير : تفتكر 
اما يونس .. ففى اليوم التالى .. فكان يجلس صحبة امه و الجميع بالمشفى حين قال : بقول لك يا ماما ، ما تروحى انتى النهاردة استريحى شوية و ابقى ارجعى تانى بكرة الصبح ، انتى بقالك كام يوم مابتاخديش كفايتك فى النوم
قاطمة : يا خبر يا ابنى ، و اسيب الولد لوحده هنا ، لا يمكن ابدا
زهرة : حضرتك فعلا محتاجة تستريحى يا مراة عمى ، اسمعى كلام يونس و انا هفضل مع زين الليلة دى ماتقلقيش
سوزان : و انا كمان ممكن افضل مع زهرة يا ماما ، و روحى انتى استريحى زى ما بيقولوا لك 
فاطمة برفض : لأ .. اقلق عليكم و انتم لوحدكم معاه
، و كمان انتو بتقولوا ان امه جاية اهو الليلة دى ، لو ما لقتنيش معاه هتفكر انى رمياه و مش سأله فيه و تعمل حكاية 
يونس : لما هتلاقينى انا اللى معاه مش هتقدر تقول حاجة 
سوزان باستنكار : و هو انت هتقدر تفضل معاه لوحدك
يونس : هو انا يعنى هعمل له ايه ، و لو احتاج حاجة جامدة يعنى التمريض مالى الدنيا 
فاطمة بتردد : لأ برضة يا ابنى ، مش هيجيلى قلب ابدا اسيبه و هو كده ، لما تبقى امه تيجى بالسلامة ، ابقى اروح استريح زى ما بتقولوا
يونس : خلاص .. انا هفضل معاكى الليلة دى 
فاطمة : طب و ليه بس يا ابنى ، واحد فينا كقاية 
زكريا : ما هو يا انا يا يونس هنفضل معاكى لحد ما مريم توصل يا ماما ، مريم لو لقت حد فينا موجود معاكى مش هتقدر تقول كلمة واحدة من الكلام الفارغ اللى قالته فى التليفون ، انما انا متأكد انها لو لقتك لوحدك هتسمعك كلام يس/ م البدن ، و انتى مش ناقصة ، كفاية حر .قة الاعصاب اللى انتى فيها من وقت تعب الولاد من اول مرة اصلا و هى قاعدة هناك هى و جوزها و ولا على بالهم حاجة
فاطمة بعتاب : رغم انى عارفة ان كل كلمة قلتها عندك حق فيها ، انما انا ملاحظة انك بقالك فترة متحامل على مريم يا ابنى على غير عادتك
يونس : ولا متحامل و لا حاجة يا ماما ، بس فعلا مريم المرة دى زودتها بزيادة و عاملة مشاكل كتير فى الشغل ، لولا بس ان مش وقته كنت حكيتلك ، بس خلينا فى اللى احنا فيه ، انا بايت معاكى ، و كمان عشان اشوفها ناوية على ايه
فاطمة : هتنوى على ايه فى ايه بس يا ابنى انا مش فاهمة حاجة
يونس : يعنى .. يمكن تحب تنقل زين لمستشفى تانية و اللا حاجة ، بما انها شايفة اننا اهملنا فيه
فاطمة : ياحبيبى دول بس كلمتين قالتهم من خضتها على ابنها ، الضنى غالى يا اولاد
يونس بسخرية : لا اقنعتينى الصراحة 
زكريا : تحب افضل انا مع ماما يا يونس و تروح انت 
فاطمة : لا انت و لا هو ، كل واحد يشوف حاله
يونس : انا هفضل يا زكريا ، و ياللا انت وصل البنات 
و بعد انصراف زكريا و الفتاتين ، نظرت فاطمة ليونس و قالت بارتياب : انت و اخوك مخبيين عنى حاجة و حاجة كبيرة اوى ، و انا مارضيتش اتكلم قدام بنات عمكم ، ايه الحكاية يا ابنى 
يونس : الحكاية ان بنتك مسافرة طول الفترة و ما نزلتش وقت اللى حصل لولادها لانها هربانة 
فاطمة : هربانة !! .. و هتهرب من ايه و من مين 
يونس : بنتك و جوزها هم اللى ورا كل اللى حصل لولادها و زمايلهم فى الكامب يا ماما 
فاطمة : و هى السبب ازاى بقى ، يعنى اختك هى اللى كانت بوظت الاكل اللى الولاد اكلوه
يونس : لا يا ماما .. اختى هى اللى استوردت الاكل البايظ اللى اتقدم للولاد  
فاطمة بصدمة : انت بتقول ايه .. ازاى تتهم اختك الاتهام ده
يونس بتنهيدة : انا مابتهمهاش يا ماما ، للاسف انا اتاكدت من كل كلمة بقولهالك ، فاكرة الصفقة اللى زعلت هى و جوزها منى انا و زكريا عشان رفضناها و قلبت على زكريا هى و جوزها عشان اعتقدت ان هو اللى خلانى ارفضها
فاطمة : ايوة .. فاكرة 
يونس : راحت هى و جوزها اتعاقدوا عليها بالاتفاق مع مجدى مطاوع
فاطمة : مجدى ابو ماجى ، دى عمرها ما كانت بتقبل تشوفه .. تقوم تروح تشاركه
يونس بسخرية : المصالح بتتصالح ، و اوعى تكونى مفكرة ان موقفها من مجدى زمان كان عشان مجدى ذات نفسه .. لأ .. موقفها من مجدى كان بسبب انه حما زكريا ، و انتى عارفة هى بتبص لزكريا و اى حاجة تخصه ازاى ، و اديها اهى راحت حطت ايدها فى ايده ، اللى كانت كل ماتجيب سيرته ماكانتش تقول عليه غير القهوجي 
فاطمة : سيبك من كل ده دلوقتى و قول لى ازاى الاكل طلع بايظ و اللا هم جابوه و باظ منهم بعد كده و اللا ايه فهمنى بالظبط اللى حصل 
يونس : للاسف يا ماما ، هم مستوردين اللحمة من الاساس و هم عارفين ان صلاحيتها منتهية 
فاطمة بشهقة رعب : يعنى ايه الكلام ده ، كانوا بيتاجروا فى ارواح الناس و متعمدين يمو . توهم
يونس : الله اعلم بقى تفكيرهم كان مودبهم لحد فين 
فاطمة بدموع محبطة : بقى كده يا مريم ، بقى انا ربيتك على كده ، ليه يا بنتى ، ده انتى لو هتموتى من الجوع ماتعمليش كده ابدا ، و ازاى يعنى جوزها يوافقها على عمايلها دى 
يونس بتهكم : جوزها يوافقها .. ده جوزها ده هو اس البلاوى كلها ، هو اللى دايما مس/ مم افكارها بزيادة من ناحيتنا و خصوصا من ناحية زكريا اللى اول ما حصل اللى حصل لولادها مافكرتش تستنجد بحد غيره ، لانها عارفة و متاكدة انه لو طال يفديهم بروحه
فاطمة : بس مريم طول عمرها و هى حاطة زكريا فى دماغها
يونس : حقيقى ، و جت للبية على الطبطاب و فضل ينفخ فى نرجسيتها بزيادة لحد ما صدقت فعلا انها اهم من الكل و احق من الكل فى كل حاجة حتى فى الحياة ذات نفسها 
واحدة غيرها كانت اول ما عرفت ان ولادها فى المستشفى كانت رمت كل حاجة و جت جرى تتطمن عليهم ، لكن هى .. فضلت مصلحتها و سلامتها على سلامة ولادها ، فضلت مستخبية هناك هى و جوزها على ما اتطمنت ان سيرتهم ماجاتش فى التحقيقات و بعدين افتكروا انهم يرجعوا 
فاطمة : و زكريا عارف الكلام ده
يونس : ايوة طبعا ، و كان معايا خطوة بخطوة و احنا بنتاكد من كل الكلام ده ، و هو اللى جاب كل المعلومات عن كل اللى حصل 
قاطمة : عشان كده مش متحمل سيرتها تيجى قدامه
يونس باحباط : و لا حتى طايقين نسمع اسمها ، و لولا ولادها كان اكيد هيبقى لنا تصرف تانى 
فاطمة : طب و انتم ناويين على ايه
يونس : انا فضلت معاكى عشان اقطع عليها اى كلمة تحاول تهاجمك بيها ، بس انا عاوزك تقابليها عادى خالص عشان مش عاوزين شوشرة فى المستشفى ، و لما ترجع البيت .. هيبقى ليا معاها تصرف تانى خالص ، و يا تعقل يا تطلع برانا خالص و تريح و تستريح 😒
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1