رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثامن و العشرون بقلم ميمي عوالى
يونس : انا فضلت معاكى عشان اقطع عليها اى كلمة تحاول تهاجمك بيها ، بس انا عاوزك تقابليها عادى خالص عشان مش عاوزين شوشرة فى المستشفى ، و لما ترجع البيت .. هيبقى ليا معاها تصرف تانى خالص ، و يا تعقل .. يا تطلع برانا خالص و تريح و تستريح 😒
فاطمة : يعنى ايه تطلع برانا خالص دي .. تقصد ايه يا ابني ، مهما كان اللي هي عملته الا انها ما توصلش ابدا لكده يا يونس يا ابني انا عارفه انها غلطانه وغلطة كبيره كمان لا تغتفر مش غلطه عاديه ومش عارفه ممكن عقابها يبقى ايه لكن مهما كان ما توصلش للنفي يا ابني ، اختك محتاجه اللي يعقلها ويفهمها بالراحه
يونس بتهكم : يعقل مين ويفهم مين بس يا امي هو انتى يعني تايهه عن مريم وتصرفاتها وطريقه تفكيرها ، مريم عايزه كل حاجه مهما كانت طريقه اللي هتعمله علشان توصل للي هي عايزاه ده وبس
فاطمة بتنهيدة مثقلة : عارفه .. عارفاها وحافظاها كمان بس برضه مهما كان اختك و ملهاش غيرنا يفهمها الصح من الغلط
يونس : ربنا يسهل يا ماما ، ادعي لي بس ان انا اقدر امسك اعصابي معاها وادعي لها هي كمان ان ربنا يهديها ويهدي جوزها اللي لحد دلوقتي مش قادر افهم هو عايز ايه بالظبط
اما زكريا .. فبعد ان اطمئن على وصول سوزان و زهرة الى المنزل .. قام بالدلوف هو الاخر لتحية الصغار و خالته ، لتستقبله بدر قائلة : كده برضه يا زكريا .. انا تقريبا يا ابني ما بقتش اشوفك خالص ، ينفع الكلام ده
زكريا باعتذار ودود و هو يرحب بجميع الصغار من حوله : حقك عليا يا خالتي ، معلش سامحيني ، اليومين دول بس الدنيا ملخبطه شويه وكل حاجه فوق دماغنا بسبب بس تعب زين اللى فاجئنا ده
بدر : حبيبي ربنا يشفيه وياخذ بايده .. ان شاء الله نطمن كلنا عليه ويرجع البيت بالف السلامة ، انا والله كنت عايزه اجي ابص عليه مع سوزان علشان اشوفه واتطمن عليه بس سوزان قالت لى مش هينفع علشان الولاد ، قالت لي بلاش نسيبهم لوحديهم ، بس ان شاء الله بكره هبقى عنده واتطمن عليه بنفسي
زكريا بحمحمة : بلاش بكره يا خالتي ، و بعدين يمكن اساسا ربنا يسهل ويخرج ، و كمان مامته جايه ومش عارفين برضة ان كانت هتنقله من المستشفى لمستشفى ثانيه و اللا هتعمل ايه بالظبط
زهرة باستغراب : طب وهي مامته تنقله من المستشفى لمستشفى تانيه ليه ، ده ما شاء الله المستشفى اللي هو فيها نظيفه جدا ، و واخدين بالهم جدا منه
زكريا : مش عارف يا زهره .. مريم ليها دماغ لوحدها وما حدش ابدا بيقدر يتوقع هي ممكن تعمل ايه ، فاحنا هنفضل مستنيين لحد ما تيجي ونشوف يمكن هي و اللا جوزها يبقى ليهم راي تاني في اللي بيحصل
سوزان : بس الولد شكله تعبان اوى يا زكريا ، بصراحه ما عجبنيش شكله ابدا النهارده
زكريا : ربنا يستر اما نشوف التحاليل الاخرانيه هتقول ايه ، المفروض النتيجه بتاعته تطلع بكره و هنشوف الدكاتره هيقولولنا ايه
بدر : ان شاء الله خير يا اولاد ما تقلقوش باذن الله هيبقى زي الفل ، الولد لسه صغير وان شاء الله تبقى مناعته كويسه ويفوق قوامك و يبقى زى الحصان
رامى : هو انا يا خالو ينفع اجي معاكم بكره علشان اشوف زين
سوزان : اهو انت بالذات يا رامي زين سال عليك النهارده وعايز يشوفك .. وحشته يا عم
بدر : اومال ايه .. مش اخوات ربنا يخليهم لبعض وما يحرمهمش من بعض ابدا
همس : طب و انا
زكريا : انتى ايه يا ميسو
همس : بابا وتيتا وحشوني وعاوزه اشوفهم ينفع انا كمان اجي معاكم بكره
سوزان : ربنا يسهل يا اولاد .. بكره ان شاء الله مش هينفع ان حد فيكم يروح لحد اما نشوف الاول عمتو مريم هتعمل ايه ، اصبروا ، وان شاء الله بعد بكره .. اخدكم كلكم ونروح كلنا سوا نتطمن على زين و كمان تشوفوا تيتا فاطمة و بابا كمان يا هموسة .. ايه رايكم
لينهض زكريا و يقبل الصغار و يقول : انا همشي انا بقى .. يا دوب اروح استريح شويه وبكره باذن الله هعدى عليكى الصبح يا زهره فى معادنا
سوزان : ما تخليك بايت معانا الليلة دى يا زكريا ، بدل ما تروح لحد البيت وتبات لوحدك
بدر : هو يونس مش في البيت
زهرة : لا .. يونس قال ان هو هيبات مع مرات عمي الليله دي
بدر : يبقى فعلا يا ابني خليك معانا هتروح تعمل ايه
زكريا : يعنى .. عشان لو يونس احتاجنى فى اى وقت ابقى قريب ليهم عن هنا
سوزان : يا سيدي ان شاء الله مش هيحصل حاجه وانت اكيد عندك هدومك فوق في الاوضه بتاعتك ، ما انت اكيد ما اخذتش هدومك كلها يعنى بيت عمى ، قوم اطلع يلا على اوضتك خذ لك دش حلو كده وغير هدومك وانزل يلا علشان نتعشى كلنا سوا
تولين بحبور : ااه يا بابا خليك معانا ، انت بقالك كتير مش بتقعد معانا
اياد : ااه يا بابا خليك معانا
زكريا لسوزان : عاجبك كده
سوزان ضاحكة : جدا ، ياللا اطلع ، و ابقى كلم يونس يا سيدى و قول له انك بايت معانا
زكريا : ماشى
اما بالمشفى .. فكانت الساعة تشير الى قرب الخامسة صباحا ، و كان يونس نائما على مقعده بين فراش زين و فراش فاطمة .. عندما انتبه على احد ما يفتح باب الغرفة بهدوء ، ليجد مريم تقترب من فراش زين و تنحنى عليه مقبلة اياه ، ثم اعتدلت و نظرت اليه و قالت بهدوء : ازيك يا يونس ، انا كنت فاكرة انى هلاقى ماما بس هى اللى بايته مع زين ، هو انت بتبات معاها كل يوم
يونس و هو ينظر تجاه الباب : هو جوزك مش معاكى
مريم : حاتم لسه ما رجعش من البرازيل ، انا بس اللى جيت
يونس بفضول : و ماجاش ليه يا ترى
مريم و هى تهرب بعينيها تجاه الصغير : ابدا عنده شوية حاجات هناك لسه محتاج يخلصها
لتسمع صوت امها و هى تقول : و ياترى الحاجات دى اهم من انه يتطمن على ضناه اللى تانى مرة يدخل المستشفى ده
لتقترب مريم من امها و تميل عليها لتقبلها و هى تقول : ازيك يا ماما .. وحشتينى
و عندما شعرت ببرودة استقبال فاطمة لها قالت : مالكم .. هو فى حاجة حصلت و اللا ايه
يونس : هيحصل ايه اكتر من كده
مريم بتردد : مش فاهمة
يونس : هو انتى جاية من المطار على هنا
مريم : لأ .. روحت البيت وديت الشنط بتاعتى و بعدين جيت
يونس بسخرية : كماان
مريم : هو فى ايه
يونس : فيه انك لحد دلوقتى ما اتطمنتيش على ابنك
مريم : مانا مستنياه يصحى عشان اعرف اتطمن عليه و كمان مستنية اما اشوف الدكتور و افهم منه الحالة بالظبط ، بس هو زين بيصحى امتى ، المفروض كان صحى على صوتنا ، هو واخد علاج ينيمه و اللا ايه
ليقترب يونس من زين و يقوم بهزه برفق و هو يناديه بهدوء ، ليفتح الصغير عينيه بوهن شديد و هو ينظر حوله بتيه فيقول يونس : ايه يا زين ، مش كنت بتسال على ماما ، ماما جت اهى يا حبيبى
لينظر الصغير الى امه باعياء و يقول : بطنى بتوجعنى
مريم : حبيبى هنده لك الدكتور يديك الدوا حالا
ليتجه يونس الى جرس استدعاء التمريض ، و عندما اتت الممرضة طلب منها حضور الطبيب ، فقالت مريم : هو بيشتكى من بطنه كده على طول و اللا دى حاجة جديدة
فاطمة و هى تجس حرارة زين : بطنه ماخفتش من وقت اللى حصل ، و اهى حرارته كمان ابتدت تعلى من تانى
مريم : ازاى يعنى يبقى فى المستشفى و حرارته ماتتظبطش و كمان الوجع يفضل معاه بالشكل ده ، اومال هم هنا بيعملوا ايه
يونس : بيعملوا كل اللى يقدروا يعملوه ، بيحاولوا يصلحوا اللى غيرهم خربه
ليدخل الطبيب ملقيا التحية فيقول يونس : الولد صحى و هو بيشتكى من نفس الشكوى الاصلية
و قبل ان يقترب الطبيب من زين .. يصاب الصغير بنوبة شديدة من القئ مما جعل الطبيب يستدعى التمريض و يطلب من الجميع إخلاء الغرفة لبعض الوقت ، و اثناء انتظارهم بالخارج .. وجدوا التمريض و الطبيب يتجه بالصغير و هو على فراشه للخارج و هو يقول : الولد محتاج يدخل الرعاية حالا
يونس : ايه اللى حصل
الطبيب بايجاز و هو يهرول مع طاقم التمريض : خلينا نسعف الولد الاول و بعدين نتكلم
ليقف يونس صحبة فاطمة و مريم امام الحاجز الزجاجى و هم يحاولون متابعة ما يحدث بالداخل ، و لكن التمريض يضع حاجزا بينهم ليمنعهم من متابعة ما يجرى بالداخل ، لتقول مريم بقلق : هو ليه كده ، ايه اللى حصل ، انا ما كنتش متخيلة انه تعبان بالشكل ده
فاطمة بابتهال و قلق : نجيه يارب ، نجيه يارب و طمن قلبى عليه
لتمسك مريم بذراع يونس بخوف قائلة : قول للدكتور انى ممكن اسفره بره لو محتاج
يونس : اصبرى بس اما الدكتور يخرج و يفهمنا ايه اللى حصل
ليمضى عليهم نصف الساعة كدهر من الزمن ، حتى خرج الطبيب اخيرا من غرفة الرعاية لتقول فاطمة بقلق بالغ : طمننا يا ابنى .. زين حصل له ايه
الطبيب : للاسف .. الولد عنده نزيف فى الامعاء
مريم : و العمل .. اتصرفوا ، او اخده و اسفره برة يتعالج
الطبيب : حضرتك احنا مش مقصرين معاه ، بس للاسف الولد مناعته قليلة جدا ، و من امبارح و احنا بنحاول نعلى المناعة دى ، لكن دلوقتى هدفنا الاساسى اننا نوقف النزيف
يونس : يعنى برضة .. الحالة بتستجيب و اللا لا ، و هتوقفوا النزيف ازاى
الطبيب : هيدخل العمليات خلال أقل من ساعة زمن ، احنا طلبنا الجراح و هو حاليا فى الطريق
فاطمة بهلع : لا حول و لا قوة الا بالله
مريم : طب ممكن اشوفه
الطبيب : ياريت مش اكتر من دقيقتين ، عشان هيحضروه للعملية خلال دقايق ، و ياريت ماتخضوهوش عشان مايخافش و مؤشراته تتأثر بزيادة
و بالفعل .. كان الصغير بغرفة العمليات فى اقل من الساعة ، و الجميع يجلس بقلق بالغ فى الردهة المطلة على الباب المؤدى الى غرفة العمليات
ليجدوا زكريا يأتي مهرولا صحبة سوزان و زهرة و يقول : ايه اللى حصل ، احنا مش كنا سايبينه امبارح و كان كويس
يونس : حصل له نزيف داخلى فى الامعاء
زهرة : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
لتقترب سوزان من مريم و تقول بمواساة : ان شاء الله هيبقى زى الفل و تتطمنى عليه .. ماتقلقيش
لتومئ مريم رأسها دون اجابة ، و تلاحظ زهرة نظرات الضيق التى ينظر بها زكريا لمريم فتقول له بهمس : مالك يا زكريا بتبصلها كده ليه ، الله يكون فى عونها .. دى زمانها هتموت من القلق على الولد
لينهض يونس من جلسته و يمسك زكريا من مرفقه و يقوده مبتعدا عن الجميع و هو يقول : تعالى معايا يا زكريا نشوف الحسابات اخبارها ايه ، و ما ان ابتعدوا عنهم حتى قال يونس : حاول تمسك اعصابك شوية ، و مش وقت اى كلام تانى دلوقتى ، خلينا نتطمن على زين الاول
زكريا : هو انا قلت حاجة
يونس : ماقلتش .. بس وشك يغنى عن اى كلام ، حاول تصبر و تدارى حالك شوية على مانبقى نعرف نتكلم معاها غلى انفراد و بعيد عن المستشفى
زكريا : ادينى صابر ، و لولا خاطر ماما و زين كان هيبقى لى تصرف تانى معاها عمرها ماكانت حتى تحلم بيه
اما مريم .. فسمعت صوت هاتفها و ما ان نظرت الى شاشته و وجدت اسم زوجها حتى اجابت قائلة و القلق يغلف صوتها : ايوة يا حاتم
حاتم : ها طمنينى .. هتبتدى تنزلى تروحى البنك
مريم : لأ .. انا فى المستشفى عند زين ، زين فى اوضة العمليات عنده نزيف داخلى
حاتم : طب و بعدين
مريم : مش عارفة ، ربنا يستر
حاتم : طب يا مريم ، اول ما يخرج من العمليات ابقى طمنينى ، و لو عرفتى توصلى البنك بسرعة كده و ترجعى على ما العملية تخلص يبقى ياريت
مريم بامتعاض خافت : مش هينفع ، هقول لهم رايحة فين و سايبة الولد فى العمليات
حاتم : هو مين عندك
مريم : كلهم هنا .. ماما و يونس و زكريا و سوزان ، حتى زهرة كمان هنا
حاتم : ماشى ، بس برضة لو عرفتى تتصرفى يبقى افضل ، انتى عارفة ان كل دقيقة هنا بتمن
اما زهرة .. فجلست الى جوار فاطمة و هى تقول : اتطمنى يا مراة عمى ، ان شاء الله هيخرج بالسلامة و هيبقى زى الفل
فاطمة بتمنى : يارب يا بنتى ، ثم اكملت بابتهال .. يارب ما تاخدوش بذنبهم
زهرة بدهشة : ذنب مين تقصدى .. انا مش فاهمة حاجة
فاطمة بتنهيدة مثقلة : ابدا يا بنتى ، ماتاخديش فى بالك ، انا بس مش مركزة بسبب اللى حصل
زهرة : عذراكى طبعا ، الله يكون فى عونك ، بس ان شاء الله خير
وبعد مرور اكثر من ساعة .. لاحظ الجميع خروج الطبيب الجراح من الغرفة و على وجهه علامات الاستياء الشديدة ، ليسرعوا جميعا باتجاهه متسائلين عن حالة الصغير ، ليقول لهم بايجاز شديد دون مماطلة : للاسف ماقدرناش ننقذه ، النزيف كان حاد و هو جيمه كان ضعيف جدا ماتحملهوش و ماقدرناش نسيطر عليه ، شدوا حيلكم
مرت الاجراءات و مر بعده العزاء ككابوس مزعج ،
فكان الجميع فى حالة من الصدمة التى لم يتوقعها اى منهم ، حتى الصغار كانوا فى حالة من الانهيار التام فهم كانوا يسمعون عن الموت دون ان يستوعبوا اركانه ، و لم تذهب عقولهم الصغيرة الى استيعاب مفرداته ، و لم يكن ايا منهم قد أدرك بعد ان الموت قد يطرق ابواب الصغار كالكبار تماما
و بعد انتهاء العزاء اصر يونس و زكريا ان يعود رامى الى منزل زكريا صحبة باقى الصغار ، و غندما حاولت مريم التشبث بوجوده معها .. قالت لها سوزان : اخواتك عندهم حق يا مريم ، رامى مصدوم من موت اخوه .. سيبيه مع الولاد يتلهى بيهم شوية عن اللى حصل ، و انا هفضل معاكى مش هسيبك
يونس : لا يا سوزى .. انا هفضل هنا مع مريم انا و زكريا و ماما ، روحى انتى مع مامتك و زهرة و الولاد
سوزان : زهرة مع ماما ، انا عاوزة افضل مع مريم
زكريا : معلش يا سوزى ، خليكم كلكم مع الولاد افضل ، عشان تقدروا تلهوهم و كمان عشان توصليهم مكانة
فاطمة : ايوة يا بنتى ، الحكاية مش سهلة ، و الولاد محتاجينلكم كلكم
بدر هامسة لفاطمة : لولا انى عارفة انها مش متقبلانى .. كنت قلت لك افضل معاكم
فاطمة : عارفة يا بدر ، و كتر خيرك ، و صدقينى وجودك مع الولاد هيحسسنى اكنى انا اللى موجودة معاهم بالظبط
زهرة : ماتقلقوش على الولاد ، انا هاخد بالى منهم
زكريا : و ماتحاوليش تنزلى الشركة بكرة يا زهرة ، انا هبقى اعدى عليكى و افهمك هنعمل ايه
و بعد انصراف الجميع قالت فاطمة : قومى يا مريم اطلعى اوضتك استريحى شوية ، و حاولى تنامى يا بنتى
مريم ببكاء : انام ازاى بس ، انا حاسة انى فى كابوس و نفسى افوق منه ، اشمعنى ابنى انا اللى يحصل له كده ، اشمعنى هو اللى يموت يا ماما
زكريا بغضب : المفروض السؤال ده توجهيه لنفسك يا مريم مش لاى حد تانى
فاطمة برجاء : مش وقته يا زكريا
يونس بحدة : لا وقته يا ماما ، لما تبقى بعد كل ده و مش فاهمة يبقى وقته
مريم : انتو بتتكلموا عن ايه
يونس : عن زين يا مريم .. عن ابنك اللى قت/لتيه بايدك
مريم بصدمة : قت/لته .. انت بتخرف بتقول ايه ، انا هقت/ل ابنى ، طب ازاى و كل اللى حصل ده حصل و انا مسافرة
زكريا بترصد : هو انتى فاكرة عشان القضية اتقفلت اننا ماعرفناش حاجة
مريم بتردد : انت تقصد انهى قضية
زكريا : قضية الاكل الفاسد اللى اتطرمخت و محامى سامى برهان عرف يخلصها بالتزوير
مريم : انا مالى انا و مال كل اللى بتتكلم عنه ده ، انا ماليش دخل بكل الكلام ده
ليخرج يونس من جيبه احد المستندات و يضعه اما عينيها و هو يقول بحدة : ماجى هانم طليقة اخوكى امرت بحر .ق كل اللحوم اللى كانت باقية فى المخازن بصحيح ، بس ما فكرتش تحرق اذونات الصرف بتاعة التلاجات اللى انتى و جوزك روحتوا اشتروتوها عشان تخزنوا فيها اللحمة بتاعتكم
مريم بضيق و هى تنظر الى المستتد : و انت باى حق بتفتش على حاجة ماتخصكش
زكريا بغضب : ابنك اللى مات بسببك انتى و جوزك ده يخصنا
مريم : انت ليه بتقول كده ، ليه انا و حاتم السبب فى موته
يونس بذهول : انتى فعلا مش فاهمة و اللا بتستهبلى ، و اللا اللى حصل خلاكى مش مركزة فى اللى جرى ، ابنك بداية تعبه من الاساس كان اللحمة اللى انتى و جوزك دخلتوها البلد و انتو عارفين انها بايظة و معفنة كمان
مريم بانكار : الكلام ده مش حقيقى
زكريا بسخرية : ده بأمارة ان عم على فضل ينضف فى التلاجات و يغسلها اسبوع بحاله بعد ما ماجى راحت اخدت باقى الكمية ، و فين و فين على ما الريحة راحت منها
يونس : انتى و جوزك و شركاتكم قت/لتوا ابنك ، قت/لتوا زين بطمعكم و نفوسكم المريضة
مريم و عيونها ممتلئة بالدموع : اديك قلت شركاتنا ، يبقى اشمعنى انا بس اللى ابنى يحصل له كده
فاطمة و التى كانت تبكى و هى تدفن وجهها بين كفيها طوال الوقت : يمكن قلم عشان تفوقى
مريم بفضول : افوق
فاطمة : ايوة .. تفوقى ، ترجعي لعقلك و ترجعى لضميرك ، و يمكن تقدرى ترجعى لربنا
تقدرى تقوليلى كان ناقصك ايه انتى و جوزك عشان تعملوا عملتكم دى ، الناس اللى اتس / ممت دى ذنبها ايه
مريم : ماحدش حصل له حاجة غير بس الولاد اللى كانوا فى الكامب
فاطمة : الله اعلم ، موضوع ابنك و زمايله اتعرف و سمع عشان العدد لفت النظر ، لكن ماخفى كان اعظم
يونس : و افرضى ان ماحدش حصل له حاجة غير بس الولاد اللى كانوا فى الكامب
ماكانتش هتبقى اكتر من بداية و كانت هتجر وراها ياما ، ابنك راح فيها ، و لو كان ابن حد تانى كان زمانه بيدعى علي اللى كان السبب و اللى يبقى انتى و اللى معاكى
قاطمة : كسبتى كام يا مريم ، انا مش عاوزة اعرف ، بس يا ترى اللى كسبتيه .. يغنيكى و يعوضك عن ضناكى اللى راح منك ده
مريم ببكاء : كفاية يا ماما
فاطمة : كلامى وجعك و زعلك ، طب اومال هتعملى ايه يوم القيامة و انتى بتتسألى عن جريمتك دى
مريم برجاء : كفاية
فاطمة : طول عمرك و انتى مستقلية نصيبك فى كل حاجة ، و مستكترة اى حاجة على اللى حواليكى ، طول عمرك و انتى انانية و مابتحبيش غير نفسك و بس و شايفة انك احق من الكل بكل حاجة
فضلتى تلمى و تكوشى و تعبى من غير ماتفكرى فى حق حد ، و ادى النتيجة
لتدفن مريم وجهها بين يديها بنوبة من البكاء الحاد ، فيقول زكريا : لاول مرة من يوم جوازك هسال لك السؤال ده .. انا نفسى اعرف انتى متقبلة البنى ادم ده و عايشة معاه ازاى ، و كان نفسى اعرف مين فيكم اسود من التانى
بس عمرى ماتصورت انه يعرف بموت ابنه و يفضل هناك مكانه و يقول لك اتصرفى
للدرجة دى مش فارق معاه حاجة ، دى كنوز الدنيا كلها ماتساويش ضافر واحد من ولادى
مريم : الصدمة خلته مش عارف يتصرف
يونس : لا بجد ، انتى مصدقة نفسك و بتدافعى عنه كمان و بتحطيله مبررات ، ده على اساس ان صوته ماكانش خارم ودننا و هو بيقول لك فى التليفون من شوية انك لازم تنزلى البنك بكرة ، ابنه لسه مدفون و عزاه كان شغال و ده عاوزك تبعتيله فلوس
مريم بلجلجة : ماهو محتاج فلوس هناك
يونس بغضب : طظ ، يسيب كل حاجة و ييجى يودع ابنه و يدفنه و يقف ياخد عزاه ، و بعدين فلوس ايه دى اللى محتاجها ، ما لسه المحاسب يوم ما كنتى راجعة من السفر محول له تلاتين الف دولار
مريم و هى تجفف دموعها : انت جيبت الكلام ده منين
زكريا : المحاسب جالى و قاللى
يونس بفضول : هو انتى ماتعرفيش
مريم بانتباه : هاا ، لا ، ما قالليش
فاطمة : اسمعى يا بنتى الكلمتين اللى هقولهملك دول و فكرى فيهم كويس ، ابنك راح و انتى سبب رئيسى فى اللى حصل له ، مراة عمك اللى قلتى عليها رد سجون و س/ ميتى بدنها بكلامك دخلت السجن بسبب دين ماقدرتش تسدده ، تفتكرى انتى بقى لو دخلتى السجن بسبب اللى عملتيه هيبقى عقوبتك ايه
مريم باستنكار باهت : سجن ايه يا ماما ده اللى بتتكلمى عنه
فاطمة : السجن اللى تستاهليه انتى و كل شركاتك عشان تقدروا حتى تكفروا عن عملتكم السودة اللى عملتوها
بس اديكى طلعتى منها ، تقدرى تقوليلى بقى هتكفرى عن اللى عملتيه ده ازاى
مريم : انتى عاوزانى اعمل ايه
فاطمة : قدامك حل من اتنين ، يا تتوبى عن كل اللى عملتيه و عن انانيتك و عجرفتك دى و ترجعى لربنا ، يا اما .. ترجعى مكان ما جيتى و مش عاوزة اشوفك تانى لحد ما اموت و هترجعى بطولك و عمرك ما هتشوفى رامى مرة تانية
مريم بصدمة : انتى عاوزة تحرمينى من ابنى
فاطمة : ماعنديش استعداد ان حفيدى يعيش فى الحرام
مريم : انهى حرام ده اللى بتتكلمى عنه
فاطمة : ماهو لو ما ارتجعتيش و توبتى يابنتى هتفضلى مغروسة قى وحل الحرام طول عمرك و انتى مش دريانة
فياتختارى الوحل ده و ترحلى بعيد عننا ، ياتختارى سكة التوبة و تفضلى وسطنا مع ابنك و تطلبى الطلاق من الشيطا.ن اللى انتى متجوزاه ده