رواية خلف قضبان القلوب الفصل التاسع و العشرون بقلم ميمي عوالى
فاطمة : ماهو لو ما ارتجعتيش و توبتى يابنتى هتفضلى مغروسة قى وحل الحرام طول عمرك و انتى مش دريانة
فياتختارى الوحل ده و ترحلى بعيد عننا ، ياتختارى سكة التوبة و تفضلى وسطنا مع ابنك و تطلبى الطلاق من الشيطا.ن اللى انتى متجوزاه ده 😒
مريم بصدمة : انتى عاوزانى اتطلق من حاتم يا ماما
فاطمة بانفعال : عاوزاكى تتطهرى يا بنتى ، عاوزاكى تستعيذى من الشيطان اللى راكبك بزيادة من يوم جوازكم ، من وقتها و انتى بقيتى عاملة زى شرارة النا. ر و كل شوية ينفخ فيكى بزيادة و يطلقك على اخواتك و اللى حواليكى ، يمكن فعلا طبعك من الاول برضة ماكانش عال العال يعنى .. مش هنكر ابدا ، بس حسيت انه شعوزك بزيادة ، طمعك اكتر و خلاكى تركيى على الدنيا و اللى فيها بزيادة
بعد ماكنتى ناقمة على حالك و حالنا .. بقيتى طمعانة فى كل حاجة اللى ليكى و اللى مش ليكى
و الايام بتجر شهور و سنين و انتى عماله تعوى زى الديابة السعرانة اللى مابتشبعش
مريم باستنكار : انا يا ماما
فاطمة : ايوة انتى ، انتى اللى بقينا حتى نعمل حساب قعادك معانا كام ساعة و نقعد نضرب اخماس فى اسداس و قلقانين من المشاكل اللى بتعمليهالنا كل مرة و بتتفننى ازاى تضايقى الكل و تدوسى على الكل ، هو انتى مش دريانة بروحك ، ده حتى بنت اخوكى المسكينة اللى يادوب تسع سنين كنتى على طول سا . مة بدنها بكلامك و عجرفتك
مريم : لما تبقى انتى امى و شايفانى وحشة اوى كده ، اومال بقى بقية الناس شايفانى ازاى
فاطمة : مانا عشان امك يا بنتى عاوزة انقذك قبل فوات الاوان ، عاوزة انقذك من شر جوزك الزايد ، و لو انا ظلماه يبقى بنقذه هو من شرك ، انما طول ما انتم الاتنين مع بعض هتفضلوا عاملين زى الابالسة و هتدمروا ابنكم اللى باقيلكم و هتطلعوه هو كمان شيطان جديد وسطكم
انا قلتلك اللى عندى انا و اخواتك على اللى فى ضميرنا ، و ادينى انا اهو اللى بقول لك عشان ماترجعيش تصبى لعنة غضبك على حد فيهم و تقولى انهم قالوا و عادوا ، لان مسايستى ليكى طول السنين اللى فاتت دى و انا بتقى شرك .. طمعك فينا و فى الكل بزيادة ، فاعملى حسابك .. قدامك لحد ما ايام العزا بتاع ابنك تخلص تكونى فكرتى فى كلامى ده و رديتى عليا
مريم باستنكار : يعنى يا اما اتطلق .. يا اما ابعد عنكم و كمان تحرمينى من ابنى ، هى دى مواساتك ليا فى موت ابنى
فاطمة : مهما واسيتك يا بنتي .. اللي راح عمره ما هيرجع تاني ، زين خلاص مات وهيفضل ذنبه في رقبتك طول العمر انتى وجوزك وشركاتكم كلهم
مريم : بس احنا ماحدش فينا ابدا كان يقصد حاجة من اللى حصلت دى
فاطمة بحدة : يعنى ايه ماكنتوش تقصدوا ، جايبين لحمة بايظة و صلاحيتها منتهية و بتاكلوها للناس الغلابة و مستنيين ايه انا مش فاهمة .. ايه .. هتاخدوا عليها حسنات مثلا
زكريا : و تفتكرى يعنى عدم قصدكم ده يشفع لحد فيكم ، تفتكرى ده ممكن يرجع ابنك من تانى للدنيا
يونس بتهكم : و حتى لو زى ما بتقولى انكم ماكانش قصدكم ان حد يموت .. بس اكيد كنتم عارفين انها هتضر اللى هياكل منها حتى و لو على طول المدى ، ان ماكانش بالموت كان هيبقى بالمرض
فاطمة : و هتفضلوا حاملين وزر كل واحد اكل من اللحمة دى لحد يوم القيامة
مريم بامتعاض باكى : على فكره اللي حصل لابني ده كان ممكن يحصل لاولاد زكريا كمان لو كانوا راحوا هم كمان الرحله ، كنتى هتقعدي تقطمي فيه برضه ساعتها واللا كنتى هتسيبى كل حاجة و تقعدى جنبه تطبطبى عليه و تواسيه ، ولا عشان ما انا طول عمري حقي ضايع معاكي لازم تفضلي مضيعاه برضة لغايه اخر لحظه ، المفروض تاخديني في حضنك وتحاولي تسري عني مش تقوليلى اللى انتى قلتيه ده
يونس بحدة : هو انتى ما فيش فايده فيكى ، هتفضلي غبيه كده لحد امتى
مريم : انا عمري ما كنت غبيه يا يونس و انت عارف كده كويس
يونس : بالعكس .. طول عمرك غبيه ، بس غبائك فعلا مش في عقلك وبس ، لأ ، ده انتى حاطه قلبك ورا قضبان ، و حاطة على القضبان مية قفل مصدى و ملهومش مفتاح
عمرك ما استخدمتى قلبك زى باقى البنى ادمين ، قلوبنا بتحب و تتحب و تحن و تميل و تعطف ، و انتى .. انتى حابسة قلبك و حاطاه جوة قضبان و محاوطاها بلوح تلج و جرانيت صلب
عمرك ما حسستى حد فينا انك اخت ، كنت زمان لما كنت بشوف اصحابى مع اخواتهم البناات و اشوف حنيتهم على بعض و علاقتهم ببعض .. استغرب و ما ابقاش عارف هم اللى طبعهم غريب و اللا احنا ،
و كنت استغرب اما الاقى نور و سوزى هم اللى بيتعاملوا معانا بالحنية دى و انتى لا ، و الاقيكى دايما بتتعاملى بندية مع الكل ، و شوية شوية الندية اتقلبت لغرور و عجرفة و غيرة و نرجسية غبية
بقيتى على طول مش شايفة الا نفسك و بس ، اللى انتى عاوزاه و حاباه و بس ، اللى فى مصلحتك و بس حتى لو فيها هلاك اى حد تانى مهما كان صفته ، حتى لما فكرتى ترتبطى ببنى ادم و تبنى معاه حياتك ، سيبتى الدنيا كلها و اختارتى اللى بيتفنن فى انه ينفخ فيكى بزيادة و اكنك ناقصة نفخة ، و ادى اخرتها .. الهلاك جه فى ابنك ، و بدل ماتفوقى و تندمى و تتوبى و ترجعى لربنا .. برضة بتجادلى و مش عاوزة تعترفى بجريمتك اللى لو بايدى .. كنت شن .قتك عليها او على الاقل سجنتك باقى عمرك عشان تعرفى المعنى الحقيقى لرد السجون
مريم : قول كده بقى .. كل ده عشان كلمتى اللى قلتها لمراة عمك و حماتك العزيزة و اللى لحد دلوقتى مش معترفة بيها و لا بوجودها .. واجعاك اوى الكلمة 😏 ، رغم انى ماقلتش غير الحقيقة
زكريا بحدة : انتى مش ناوية تلايميها و تجيبيها لبر ، ده بدل ما تندمى و تحمدى ربنا انك مش مشرفة فى الليمان و كنتى هتبقى وصمة عار فى تاريخ ابنك طول عمره
مريم بسخرية : اللا .. انا هبقى وصمة عار لو اتسجنت لكن خالتك رد السجون تشرف عادى
يونس بغضب : هو انتى مش ناوية تعقلى و تجيبيها لبر ، و بعدين انتى بتساوى مين بمين يا متخلفة ، انتى ، هتساوى واحدة اتسجنت بسبب دين عليها ماقدرتش تسده .. بواحدة قت/ لت ابنها و تاجرت بارواح الناس
زكريا : يعنى لو دخلتى الليمان فعلا ممكن ماتطلعيش منه تانى
مريم : طب ماهو انا لو شرفت فى الليمان فعلا زى ما بتقول ، كانت هتبقى الست ماجى و ابوها مشرفين معايا ، و كانت هتبقى الوصمة لولادك برضة يا سى زكريا مش لابنى انا لوحدى
زكريا بغضب : هو انتى كل ده معتقدة ان كلامنا معاكى عشانا احنا ، احنا بنحاول نلحقك انتى و ابنك اللى فاضل لك يا متخلفة انتى
لتنهض فاطمة قائلة بحدة : واضح انك هتختارى العوج و مصممة عليه ، و طالما كده .. تنسى خالص ان ليكى ام عايشة على وش الارض ، ياللا يا يونس انت و زكريا .. خلونا نمشى من هنا
مريم بامتعاض : و لما الناس تيجى بكرة تلاقينى لوحدى اقوللهم ايه ، امى و اخواتى مش قادرين يقفوا جنبى فى موت ابنى
فاطمة بجمود : قوليلهم ماما ماقدرتش تتنفس من كتر الحرام اللى انتى عايشة فيه
و بعد ان اقتربت فاطمة من الباب ، التفتت مرة اخرى لمريم و قالت بتحذير : حسك عينك تفكرى تقربى من رامى ، لانى وقتها مش هفتكر غير انى استعوضت ربنا فيكى ، و لو رسيت انى اسجنك بايدى يا مريم .. مش هتردد و هحطك بايدى فى السجن ، لكن لو حبيتى تتوبى و تغسلى نفسك من كل النجاسة و الحرام اللى انتى حاطة روحك فيهم دول .. هتلاقى دراعاتى و بيت ابوكى مفتوحين لك
و بعد انصرافهم قالت مريم بسخرية : حتى و انا وسط كل ده ، مافكرتش فيا و كل تفكيرها انها تنصرهم عليا و بس
ثم تتجه الى الاعلى .. لتمر على غرفة صغيريها قبل الدلوف إلى غرفتها ، و بينما هى تراقب فراش زين بحزن .. سمعت رنين هاتفها ، لتجد ان حاتم هو من يحاول الاتصال بها ، فترد بخفوت قائلة : ايوة يا حاتم
حاتم : انتى نمتى
مريم : و مين اللى هيجيله نوم فى الظروف دى
حاتم : اومال انتى مع مين دلوقتى و بتعملى ايه
مريم : انا لوحدى يا حاتم ، و كان المفروض الاقيك جنبى تواسينى ، انت ازاى قادر تفضل عندك بعد كل ده ، ازاى قدرت انك ماتودعش زين
حاتم : و لو كنت ودعته يا مريم .. كان هيرجع
مريم : بس على الاقل كنت هتبقى معايا و تاخد عزاه بنفسك ، الناس كلها فى العزا كانت عمالة تسالنى انت فين و ازاى مانزلتش تحضر كل ده
حاتم : سيبك من كل الناس دى ، كده كده مش هيبقى لى اى تعامل معاها بعد كده و لا هشوفهم و لا هيشوفونى من تانى
مريم : و ماما .. و اخواتى
حاتم بتهكم : و من امتى بيفرق معاكى مامتك و اخواتك يا مريم ، خلينا نخلص حاجتنا و نقفل بقى على كل ده ، و نبتدى هنا من اول و جديد ، عاوزك تروحى البنك الصبح من بدرى تفكى الودايع و تبعتيلى الفلوس زى ما اتفقنا
مريم بترصد : و هو انت خلصت التلاتين الف دولار اللى المحاسب بعتهملك
حاتم بلجلجة : تلاتين الف ايه
مريم بحدة : المحاسب لسه باعتهملك اول امبارح يا حاتم يعنى مالحقتش تنساهم
حاتم باستدراك : ايوة ايوة ، مانتى عارفة انى كنت عاوز ادفع عربون للبيت اللى هنقعد فيه و كمان عاوز اظبط المكان التانى اللى هنشتغل منه ، ماحنا متفقين على كل حاجة من قبل ماتنزلى مصر ، ايه اللى جد يعنى
مريم : اللى جد اننا ما اتفقناش انك تسحب من ارباح الشركة و بالعملة الصعبة كمان و من غير ما تقوللى
حاتم : هو بس تاه عن بالى مش اكتر ، و سيبك بقى من الكلام ده و خلينا فى المهم
مريم : و ايه بقى هو المهم
حاتم : هتكلمى يونس و زكريا امتى فى حكاية بيع نصيبك فى الميراث
مريم بتنهيدة ساخرة : لا ما انا مش هكلمهم
حاتم بحدة : يعنى ايه مش هتكلميهم ، هو لعب عيال يا مريم ، مالك ، انتى ليه مش عاوزة تركزى فى مصلحتنا
مريم بتحذير : لاخر مرة بحذرك يا حاتم انك تعلى صوتك عليا مرة تانية .. انت فاهم
حاتم : يا مريم بطلى تتكلمى فى الشكليات دى و خلينا فى المهم ، ممكن تفهمينى انتى ليه رجعتى تانى فى كلامك
مريم : المرة دى مش انا اللى رجعت فى كلامى
حاتم : اومال مين
مريم : المشكلة ان حصل حاجات كتير اوى انت ماتعرفش عنها حاجة
حاتم بفضول : حاجات ايه دى .. ماتتكلمى على طول
مريم : ماما و زكريا و يونس .. عرفوا حكاية اللحمة
حاتم بصدمة : و عرفوا منين .. ماجى هى اللى …
مريم : ما اعرفش عرفوا منين ، بس واضح كده ان كل التفاصيل معاهم
حاتم : و بعدين
مريم بنبرة حزينة : بيتهمونا بق/ تل زين
حاتم : مين اللى بيتهمنا بالظبط
مريم : ماما و اخواتى
حاتم بقلة صبر : ايوة يعنى مين عرف تانى غيرهم ، و جابوا معلوماتهم دى من مين
مريم : مش عارفة ، بس واضح ان معلوماتهم مش قليلة
حاتم بنوبة جنون : انتى تخلصى كل اللى اتفقنا عليه و تحوليلى الفلوس باسرع وقت ، كده احنا مانضمنش ان الحكاية ممكن حد تانى ينخرب فيها
مريم بذهول : هو ده كل اللي همك ، انت مش فارق معاك انهم بيتهمونا بقت/ ل ابننا
حاتم بصراخ : يا مريم فوقي بقى .. كل اللي انتى بتقوليه ده مش هيفيدنا باي حاجه ، انا زي ما قلت لك من البدايه اننا خلاص .. احنا ما بقالناس عيش في البلد دي ، و كويس انى مارجعتش معاكى ، قلبى كان حاسس ، اخلصي وخلصي كل اللي قلت لك عليه وابعتي لي الفلوس اول باول ، اوعى تسيبى معاكى سيولة اكتر من مصاريفك عندك ، ولازم تتكلمي معاهم دلوقتي قبل بكره على بيع نصيبك في الميراث
مريم : قلت لك مش هقدر اعمل حاجه في الميراث انت ما تعرفش اساسا ماما وزكريا ويونس عملوا فيا ايه بسبب الحكايه دي
حاتم : هو انتى اصلا اتكلمتي معاهم في حكايه الميراث وهما ما وافقوش
مريم : ركز يا حاتم لو سمحت .. حصل ما بيني وما بينهم نقاش كبير جدا في الموضوع بتاع زين وطريقه موته وان احنا السبب في موته وماما خيرتني ما بين اختيارين منهم اني لو فضلت على وضعي بطريقتي .. اني انسى تماما اني حتى ممكن اتواصل مع رامي او انى اخده يعيش معايا زي الاول وكمان اخواتي حذروني من اني احط رجلي في الشركة مرة تانية
حاتم : يبقى بركه يا جامع .. طالما مش عايزينك تحطي رجلك في الشركه .. يبقى تقوليلهم يدوكي بقى تمن نصيبك و فى الميراث كله مش فى الشركة بس ، وابعتيهولي فورا
مريم بغضب : انا بقول ايه و انت بتقول ايه ، بقول لك قلبوا الدنيا فوق دماغى و اتهمونا بق/ تل ابننا و انت تقوللى بيعى تصيبك و ابعتيلى الفلوس ، انا مش فاهمة انت ايه اللى جرالك ، مابقيتش تفكر غير فى الفلوس و بس ، حتى وقت موت ابننا اللى المفروض مانفتكرش اى حاجة تانية غيرها
حاتم : اللى مات ده ماكانش ابنك لوحدك
مريم بسخرية : كويس انك لسه قاكر
حاتم : لكن حزننا و عياطنا و توقيف حياتنا مش هيرجعه ، و انتى اول واحدة ماشية بالمبدأ ده ، و اللا نسيتى يوم موت باباكى قلتيلى ايه ، ممكن افكرك لو نسيتى .. لانى فاكر كلامك يومها بالميللى ، اما قلتيلى بالحرف الواحد انك لو مانزلتيش الشركة مع اخواتك من تانى يوم الوقاة هتحتاجى مقدمات كتير و كلام و خد هات ، لكن تنزلى فى حموتها و يبقى حقك و خدتيه من غير مناهدة و لا كلام
مريم : بس ده ابنى مش ابويا
حاتم بجمود : ماتفرقش ، الموت هيفضل موت مهما كان مين اللى عليه الدور
مريم بارهاق : انت عاوز توصل لايه يا حاتم
حاتم باصرار : عاوزك تطلبى حقك و تصفى كل حاجة لينا فى اسرع وقت ، و ماتستنيش اما تجينى عشان تجيبى الفلوس يا مريم ، الفلوس تبعتيهالهى اول باول
مريم : ماشى يا حاتم .. هحاول
حاتم : و مؤقتا .. ابتدى بالحاجات اللى فى ايدك ، التلاجات .. الفيلا .. العربيات ، و اول حاجة تعمليها الصبح انك تنزلى البنك تفكى الودايع ، و باسرع وقت يا مريم ، و لازم تفهمى ان الحكاية ما انتهتش و اننا لسه فى خطر ، و ياريت تتواصلى مع ماجى و مجدى و اعرفى منهم ايه اخر الاخبار
و عند عودة فاطمة و يونس و زكريا الى منزلهم .. صعدت فاطمة الى غرفتها مباشرة دون حديث ، فقال زكريا : انا مش عارف ان كان قرار ماما فى التوقيت ده كده صح و اللا ايه ، طب لو فعلا حد راحلها بكرة و احنا مش موجودين هنقول ايه ، و كمان سوزى و زهرة ممكن يروحوا لها الصبح ، حتى سوزى كانت بتقول لى ان باقى زمايلها هييجوا يعزوها بكرة
يونس : كلمها و قول لها ان العزا هنا
زكريا : طب و لو سألوا على مريم هنقول لهم ايه
يونس بضيق : مش عارف بقى ، ثم قال مستدركا .. هو مين صحيح اللى كان واقف معاك ده و انت روحت ندهت له سوزى سلمت عليه
زكريا : ااه .. ده دكتور زميلها فى الجامعة
يونس : و اشمعنى انت يعنى اللى جالك و اتكلم معاك
زكريا : عشان عارفنى ، وقت ما كانت عربية سوزى فى التوكيل اول ماجت من السفر و كنت انا اللى بوصلها فى كل حتة تقريبا
يونس : امم .. ماشى ، انا هروح انام
زكريا : طب ماقلتليش هقوللهم العزا هنا ليه
يونس : مش عارف يا زكريا ، دماغى شبه واقفة ، حاول انت تلاقى حجة تقولهالهم و ابقى قوللنا احنا كمان عليها
اما بمنزل زكريا .. فكانت زهرة تجلس الى جوار همس و تولين و هما فى فراشهما و تقول : ياللا ناموا .. كفاية عليكم كده اوى النهاردة
تولين : هو رامى هيفضل معانا هنا على طول يا عمتو ، و اللا عمتو مريم هتاخده عندها
زهرة بحيرة : مش عارفة يا تولى
همس بحزن : رامى زعلان اوى علشان زين ، و لو راح مع عمتو هيفضل زعلان
زهرة : ان شاء الله مش هيبقى زعلان .. ناموا انتو بس و الصبح ان شاء الله نشوف هنعمل ايه
همس : خالتو زهرة .. هو انتى ممكن تنامى هنا
معانا النهاردة ، انا خايفة
زهرة بفضول : خايفة ليه بقى
همس : مش عارفة ، بس عاوزاكى تنامى هنا معانا
زهرة : حاضر ، هروح اغير هدومى و اجى انام هنا
اما سوزان .. فكانت تجلس صحبة بدر و الصغيرين رامى و اياد ، و كانت تحتضن رامى الباكى و تقول بحنان : حبيبى اخوك عند ربنا
رامى : عارف .. بس هيوحشنى اوى
لتدخل عليهم زهرة و تقول : انتو لسه مانمتوش ، ثم مالت على رامى مقبلة اياه و قالت بعتاب حانى : هو ده برضة اللى اتفقنا عليه يا رامى
رامى ببكاء : مانا مش عارف
لتنظر زهرة الى سوزان قائلة : معلش يا سوزى ، ممكن تسيبينى انا مع رامى شوية و تروحى للبنات تخليكى معاهم على ما اروحلهم عشان عاوزننى ابات معاهم
سوزان : ماشى
لتجلس زهرة الى جوار رامى و تقول : قوللى بقى مش عارف تعمل ايه بالظبط
رامى : جيت ادعيله ماعرفتش اقول ايه
بدر : طب كنت قوللى يا حبيبى و انا اقول لك
رامى : مانا مش عارف
زهرة : طب ايه رايك .. انا ادعى و انت تقول ورايا انت و اياد
اياد : هو ينفع انا كمان ادعيله يا عمتو
زهرة : طبعا يا حبيبى ينفع الكل يدعيله
رامى : خلاص ماشى .. هقول وراكى بس قولى بالراحة عشان اسجله على تليفونى ، عشان ابقى اقوله بعد كده على طول
لتظل زهرة تردد بعض الادعية القصيرة البسيطة التى رددها من ورائها الصغار حتى ذهبوا الى النوم فقالت هامسة لأمها : ممكن تخليكى بايتة معاهم هنا يا ماما الليلة دى
بدر : من غير ماتقولى يا بنتى انا مش هسيبهم
زهرة : و انا كمان هروح انام فى اوضة البنات احسن قلقانين و خايفين يناموا لوحدهم
بدر : ماشى يا حبيبتى .. روحيلهم
و عند عودتها الى الصغيرتين .. وجدت سوزان تخرج بهدوء من الغرفة و قالت هامسة : خلاص ناموا
زهرة : ماشى .. انا برضة هدخل انام عندهم عشان لو صحيوا بالليل يلاقونى معاهم
سوزان : ماشى ، و على فكرة زكريا كلمنى و قاللى ان العزا بكرة فى بيت عمى
زهرة باستغراب : مريم كويسة
سوزان : مش عارفة ، سالت عليها زكريا .. قاللى عادى
زهرة : طب و ليه العزا اتنقل
سوزان : بيقوللى فى ناس كتير ماتعرفش بيت مريم ، لكن كلهم عارفين بيت عمى ، فعشان مايتعبوش حد
زهرة باقتناع : ربنا يجازيهم خير ، و احسن برضة ان مريم ماتفضلش فى بيتها عشان ماتتعبش بزيادة ، ربنا يصبرها
سوزان : يارب
زهرة : طب زمايلك اللى كانوا عاوزين يعزوكى ، بلغتيهم
سوزان : كتبت على جروب الجامعة
زهرة : تفتكرى الولاد بكرة يفضلوا هنا و اللا يروحوا العزا بكرة
سوزان بحيرة : مش عارفة
زهرة : رامى نفسيته يا حبيبى وحشة اوى ، مش عارفة هيقدر يتحمل و اللا ايه
سوزان : المشكلة انهم لو فضلوا هنا .. هل تفتكرى ماما لوحدها هتقدر تتعامل معاهم و هم فى الحالة دى
زهرة : مش عارفة ، بس مايتهيأليش
سوزان : طب لو انا اقترحت على زكريا انهم يفضلوا هنا .. تزعلى لو قلتلك تخليكى معاهم مع ماما
زهرة : لا خالص .. مش هزعل ، بس تفتكرى مراة عمى ماتتضايقش ان انا و ماما سايبينها فى الظروف دى
سوزان : خالص ، و انا كمان هفهمها
زهرة باذعان : ماشى .. شوفى هتعملى ايه و انا معاكى
اما بصباح اليوم التالى .. وصلت سوزان الى منزل عمها مبكرا لتجد يونس جالسا بمفرده بالحديقة ، لتقترب منه بهدوء قائلة : صباح الخير
يونس بانتباه و هو ينظر خلفها : صباح الخير .. انتى جاية لوحدك
سوزان : ايوة ، مانا اتفقت مع زكريا ان زهرة و ماما يفضلوا النهاردة مع الولاد احسنلهم عشان نفسيتهم
يونس بضيق : و هو انتى خلاص بقى كلامك و اتفاقاتك كلها مع زكريا ، للدرجة دى انا مابقاليش وجود
سوزان : ماتاخدهاش كده
يونس : اقعدى بس و فهمينى اخودها ازاى و انتى بقيتى شبه لغيانى من كل حاجة ، حتى لما عملتى نقل ملكية الاسهم بتاعتك لوالدتك مافكرتيش تدينى حتى فكرة و عرفت من المحامى زيى زى الموظفين ، و برضة كنتى قايلة لزكريا بس ، و اللا بترديلى اللى حصل فى البلد
سوزان : مش وقت الكلام ده يا يونس ، و بعدين ماتاخدش المواضيع بالشكل ده
يونس باستنكار : هو كل حاجة تقوليلى ماتاخدهاش كده ، طب ماتفهمينى اخودها ازاى
سوزان : يعنى نسيب مريم و اللى حاصل و نقعد نتكلم فى حاجات فرعية بالشكل ده
يونس : اولا مريم مش هنا ، ثانيا دى حاجات مش فرعية على الاقل بالنسبة لى ، ايه مشكلتك لما اكون متضايق شوية و قلت كلمتين مالهمش لازمة من غير ما اقصد ، هتفضلى تعاقبينى عليهم لامتى يا سوزى
سوزى : انا مابعاقبكش يا يونس
يونس : اومال كل اللى انتى بتعمليه من وقتها ده يبقى اسمه ايه لو ماكانش عقاب
سوزان : اسمه بحافظ على كرامتى يا يونس
يونس : و هو انا جيت جنب كرامتك
سوزان : لما تحسسنى انى بتتطقل و بفرض نفسى عليك لدرجة انى خنقاك .. يبقى لازم انسحب
يونس : بتتطفلى و خنقانى !!! ليه اخدتى كلامى بالمعنى ده ، و من امتى ، ما احنا طول عمرنا متربيين سوا و المفروض اننا فاهمين بعض اكتر من روحنا ، ده انا فاهمك اكتر من نفسك ، ليه انتى مش قادرة تقهمينى
لتقف سوزان و تقول بسخرية : للاسف يا يونس .. انت عمرك مافهمتنى
يونس بدهشة : انا يا سوزى
سوزان و هى تتركه متجهة للداخل : انا هروح اشوف ماما .. بعد اذنك