رواية ظلمات آل نعمان ( عشقنا قلوب عاصية ) الفصل الثانى 2 بقلم لادو غنيم

 

رواية ظلمات آل نعمان ( عشقنا قلوب عاصية ) الفصل الثانى بقلم لادو غنيم

#
ـــــــــــــ"
الله الله هـو البيه قبض التمن'؟ طبعاً مدام قاعد بتـحش ـش و محضر كيس الشم بتاعك يبقى المفجوع بياكل فى السنيوره اللى جـوه'

فـور أن تصدرت بحت "صباح"مقر العياده الدنيئه 
تـشتت" صابر"الذي كادا يمتلك جسد تلك النائمه' فضرب الخـوف أبواب قلبه فـلم يـعلم ماذا عليه أن يفعل ليفر من غـضب زوجته'التى تتشاجر بصوتاً جلجلا بـالزوايه'فـئسرع "صابر" بـالخروج إليها ليهدئها كـالذئب البرئ: 
مالك بس يا صباحة قلبى صوتك عالى كدا ليه'

هـو أنتَ لسه شـوفت حاجه يا راجل يا رمرام بـقى مقعد الطرطور دا هنا و مقضيها جوه معا أخته دأنتَ ليلتك معايا مش فايته'
تشابكة يداها بملابسه لـتريه ثـورة ضـرباة بالرأس بينما يصيح بـزمجره: 
ياوليه أتلمى متخلنيش أمد أيدى عليكِ و أنتِ كبيره كدا أحترم سنك'

لـم تكف عن أصطدام رأسها برأسهُ تزامناً معا قولها: 
لما تحترموا أنتَ الأول يا ناقص'و أنتَ يا زفت خد البت اللي معاك و غور من هنا قبل ما أصوت و لم عليكم الناس'لاء ناس أيه أنا هجبلكم البوليس يقفل المخروبه ديه عشان أرتاح من قرفها'

كانَ يعلم "صابر" أن زوجتهُ ستفعل ما تقول إنِ لم يلبئ أوامرها مما دفعهُ للنظر إلى "عماد" بأمراً: 
خد البومه بتاعتك و حسك عينك تيجى هنا تانى يلا غـورو من هنا يلا"

القى"عماد"السيجاره بجوار قدمه بستياءً مرير: 
بقى كدا يا "صابر" ماشى و حياة أمى محد هيقفل هالك غيري'! 
ـــــــــــــــــــــــــ"
«سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 🍀»
"
«بـمقر شركة النعمان» 
أقتحمَ "برهان المحمدى" صاحب الستون عاماً'مـكتب السيد"منذر"و الغضب يتملك وجهه المتجعد و لسانهُ يـردف بـحنقاً: 
الحد كدا و خلصت يا "منذر" الواد أبن أخوك لو ملمش نفسه وراح سحب ورقة من مكتب الترشيحات هفـرم هـولك زى ما عملت فـى أبوه زمان و إلا أنتَ نسيت أنا عملت إيه فـى حافظ لما فكر يقف قصادى'

زارة بعض الذكريات عقلهُ الذى تسبب بضخ الإلم لمنبع القلب النازف على فراق أخيه'فـثارة ثورات خوفهُ على "خليل" مما دفعه للسير إلى "برهان" يناقشهُ: 
"برهان" مش عايزين نفتح اللى فات'و بعدين "خليل" مش هيكسب الأنتخابات صدقنى دا مجرد حماس ذياده عنده'! 

يبدو أن حديث"منذر"لم يكن كافى للحصول على تعهداً بعدم التقرب من أبن أخيه'فـملامح "برهان" التى أشتدت غـدراً أفصحت عن خباياه الخائفه من ذلك الوريث بعكس ما يظن "منذر" مما جعلا الأخر يلقى الكلمات بعدم حساب: 
الحماس دا تحرقوه يا "منذر" بدل ماحرقوا أنا بأيدى'و أظن أنتَ عارف كويس أقدر أعمل إيه لو "خليل" مترجعش عن اللى الأنتخابات'!! و يكون فى معلومك زعلى مش هيحرقوه هـو بس لاء دا هيحرقكم كلكم واحد واحد هخليكم رماد' أدينى بنبهك بكرا الصبح يجيلى خبر أنسحابه بدل ما أبعتلك أنا خـبر وفاته و يشرف قـبر أبوه'

أطلق التحذيرات مثل المدافع الـصهيونيه بـوجهاً بارد مثل جبال الجليد'مما جعلا الأخر يتفادى جميع مخازن القلق و يتشبث بـحنقاً أنفجرا بوجه "برهان" دون سابق حدوث: 
زمان مقدرتش أمنعك من أذية "حافظ"  فكرت  الصداقه اللى بنا هتمنعك من إنك تكون السبب فـى موت أخويا'؟ و مقدرتش أخُد تار أخويا منك و إلا حتى أمنعك عن أذيتوه'! بـس اللي واقف قدامك دلوقتى مش"منذر" بتاع زمان اللى قدامك دلوقتي معندوش مانع يخلص عليك بنص مكتبه بدم بارد لـو فكرت مجرد التفكير أنك تأذي "خليل" اللي حصل "لحافظ" مش هسمح أنه يحصل لأبنه'؟ 

بقى كدا تمام قعد بقى و ستنا خبر أبن أخوك لو متراجعش عن اللي فى دماغه'! و يكون في معلومك كل الكلام اللي سمعت هولى مشترتوش بربع جنيه'عارف ليه عشان أنا و أنتَ عارفين كويس أخرك ايه و أخري، إيه يا صاحبى ورحمة "حافظ" لو أبنه مبعدش عن طريقى هكون مصفيه و قدام عينيك زي ما عملت فـى أبوه زمان'؟ 

ذهبا و تـرك المكتب مليئ بـالقلق على قلب "منذر" الذى لم يستطيع قلبه المريض تحمل تلك التحذيرات لا يستطيع أن يرا الزمن يعود من جديد ليحدث "لخليل"ما حدث لأبيه"حافظ"على يد ذلك الماكر' فتصادم جثمانه بـالأرض ليفقد ادراكه بـالواقع'
ــــــــــــــــــــــ"
«يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لى شأنى كله وإلا تكلنى إلى نفسي طرفة عين 🍀» 
"
«بـشقة عماد بـعد ثلاث ساعات» 
يـعنى إيه الراجل عرف أنها مش بنت بنوت و لغى الجوازه متقول كلام غير دا يا ريس "سيد" 
انفجر بضيقاً عـبر الهاتف فـقال الأخر بـحده: 
زي ماسمعت كدا يا "عماد" الجوازه باظت و يكون فى معلومك من النهارده ملكش زباين عندى '! أنا مش ناقص فضايح أكتر من كدا جأت' واحده أسمها صباح لمكتبي و هزقتنى و قالت للكل أنى بشتغل فـى البطال و الجوزات السوري و لوله ستر الله كان زمانى متاخد فـى كلبوش'فمن الأخر كدا تشوفلك أي سمسار غير يجبلك عرسان للمحروسه أختك'و يلا من غير سلام جاتكم القرف'

أغلق الهاتف بـوجهه ففقدا "عماد" صوابهُ'و إسرع بـأقتحام حجرة شقيقتهِ يـجذبها من شعرها و هـى مازالت تحت تاثير المخدر'فلم يكترث لما بها و نهاله عليها بالصفعات بلوماً حارق: 
نبرتى فيها يابنت الــــــــــ" فضلتى تعيطيلي و شبعت من الفلوس و أتنيلت أديكى قعدتى فى أربيزي و هدلل عليكِ زى حتة الخرده المعفنه'دأنا هطلع مـيتيـ ن أهلك'! 

حجبهُ عن موتها طرق باب الشقه فالقى برأسها على الوساده التى تبللت بجروحها'
أما بالخارج فجلس برفقة صديقهُ الملقب"بعبده هكر'الذى اعطاه سيجاره محشوه بـالحـشيـ ش
فقصا له "عماد" ما حدث معهم'و أكمل الحديث بوجهاً عابث: 
يعنى السبوبه اللى كانت بتجيلي من وراه جوزاتها طارت خلاص'و فين بقى على مالقى واحد مختوم على قفاه يوافق يتجوزها و يصرف عليا و عليها'! بقولك إيه يا عبده ما تشوفلها كدا شقة تخدم فيها أهو تجبلى كل لليله حق السجاره و الذي منه لأحسن أخوك على الحميد المجيد'؟ 

فـرك الأخر أنفهِ بـقولاً: 
أشوفلك بس موعدكش أنتَ عارفنى مليش غير فى الشغل الخفافى شغل المزاج و الهكر و الذي منه'بس عشان خاطر عيونك هشوفلك'المهم صحيح نسيت أقولك مش رجالة "خليل" الراجل اللي مترشح للدايره بتاعتنا جم الحاره و سألونه طلباتنه إيه و الذي منه ياريتك كنت هنا كان زمانك مسترزق بمصلحه'! 

عقد الأخر حاجبيه بزمجره: 
دول كلهم حبت جرابيع يفضلُه يجولنا و يسالونه الحد لما يكسبهُ و بعد كدا محدش بيشوف وشهم'؟ 

صحح لهُ "عبده" بـجديه: 
لاء ياعم دا الناس بتقول عليه أبن بشوات من العيال المولودين و فى بوقهم معلقه دهب'دأنا سمعت الحج "عبد العال" و هو بيقول أن "خليل" دا عباره عن بنك فلوس مُتحرك مهما خدت منه مبيخلصش'! يااه يا "عماد" الواحد لو يعرف يعمله مصلحه من وراه يكسب دهب'؟ 

لـمعت "مقلتيه بـتخطيطاً خفى ملئ بـالحقاره'ثمَ نظرا إلية بستفهام خفى: 
ياعم هما دول الواحد يعرف يطلع من وراهم بمصالح'المهم سيبك أنتَ و قولى فاكر موضوع الڤيديو بتاع البت" سهى" و "عزيز" صاحب محلات القماش'الڤيديو اللي عملته'

أخذ منهِ السيجاره يأخذ منها جرعه تزمناً معا سؤلهُ: أيوه طبعاً فاكروه دا كان أول ڤيديو أعمله بالبتاع الجديد اللي طلع دا اللي أسموه الذكاء الصناعى'بس سيبك أنتَ الذكاء دا طلع سبوبه ميه ميه مفيش حد بيقدر يقفش الڤيديوهات أبن الذينه بيخليها طبيعيه ميه بالميه تسلم أيد اللي عمله'

لمعت مقلتيه بـستجواباً أكثر لما يفكر من ثمَ قال: 
أنتَ هتقولى مأنا شوفت الڤيديو بنفسى و صدقة أنه حقيقي ميه بالميه تسلم أيدك عظمه على عظمه يا ريس'طب بقولك إيه ما تعلمنى بتشتغل عليه أزى أهو يطلعلى قرشين من وراه بدل الأشفره اللي أخوك فيها ديه'؟ 

بس كدا من عنيا يا حبيب أخوك أعتبر نفسك اتعلمت'
شقة البسمه الماكره وجهه الذي يخفى نوياه الدنيئه'
ـــــــــــــــــــــــــــ" 
«سبحانك ربي و أتوب إليك🍀» 
"
"بـالمشفئ بعد ساعتين" 

للأسف زي ما بقول لحضرتك "منذر" بيه أتعرض لجلطه قويه فـى الدماغ و دخل فـى غيبوبه و الله أعلم هيفوق منها أمتى'؟ 
هكذا صرح الطبيب "لخليل" الذى شعرا بـقبضة حديديه أعترصت قلبه اليتيم'و كادة الدموع تغزو مقلتيه لكنه سجنها فـى طريقها تزمناً معا قوله الجاد عكس ما يشعر به من غضباً يود الحطام بكل من يراه: 
بما أنك معندكش علم هيفوق أمتا فمظنش أن وجوده فى المستشفى هيفيدنا'! حضر كل الأوراق الازمه هيتم نقله للقصر تحت رعاية أكبر طاقم متخصص فـى الحالات اللى زيُه'هيتم رعايته من داخل القصر'

حاولا الطبيب الأعتراض بنقاش: 
ملوش لأزمه ننقله أنا بقول يفضل هنا أحسن'! 

الحرس هيستنوا تحت لتأمين عربية الأسعاف اللي هتنقله 'عايزك تبعت معاه أحسن طاقم عندك و أحسن إستشاري يتابع حالته'و عرفهم أنهم هيقبضُه حسابهم الضعف و بالدولار لو حابين'

أعطا الأمر حينما تجاهل نقاش الطبيب من ثمَ دلف لحجرة عمهُ الغافى تحت تلك الأجهزه التى تحاوطهُ'فـجلس على المقعد بجوارهُ يـتطلع إليه يراه طريح الفراش فتألم القلب أكثر و أشتدت الصعاب عليه فباحَ بما يـرهقه: 
أحنا متفقناش على كدا يا "منذر" و أنا عندى خمس سنين وعدتنى أن عمرك ما هتسبنى زي ما أبويا ماسبنى'ليه جأي دلوقتي و عايز تخلف بوعدك معايا'لو مفكرنى كبرت و عضمى نشف و ضهري شد تبقى غلطان أنتَ اللى شَددلى ضهري' أنتَ سندى الجزع اللى بتسند عليه و بتقوى بيه'العيل الصغير لسه محتاجلك لسه محتاج لحضن أبوه محتاج لنصيحتك'أنا بستقوى بيك'و عارف أنك سامعنى    أنتَ اللى علمتنى القوه' أزى جاى دلوقتي و تضعف أنتَ كدا عايزنى أضعف'! أنا هستناك ترجع فى إسرع وقت بمشائة الله و بقوتك و متأكد أنك مش هتخذل أبنك يا بويا'
القى الوداع بقبله لجبين و يد ذلك العم ورفيق الدرب لهُ'و حين خروجهِ تقابل معا "أدهم" الذى أنهىَ للتو أجرأ المشفى: 
قابلة الدكتور و بلغنى بقرارك فخلصت كل أوراق الخروج و كلمتهم فـى البيت عشان يجهزوا الأوضة بتاعتهُ'

هتفَ برسميه: 
أتصل بـسليم و عمك فؤاد و بلغوهم الخبر خليهم ياخدو أول طياره و ياجو فـوراً'!

حرك رأسه بإيماء مريراً على ما يحدث لأبيه'من ثمَ تلىٕ "خليل" ما تبقى لديه من حديث: 
لما "نوال" بلغتك بتعب عمى'مقالتلكش إيه اللي حصلهُ قبلها أو إذا كان اتخانق معا حد من الموظفين'؟ 

قطب جبهته بتذكير: 
قالت أنه تعب بعد ما خـرج من عندو "برهان المحمدى"

ضاقت مقلتيه بـنتعاش الخنق الذى تغلل بين حنايا عروقه الحاميه من ثمَ هتفَ بـجمود: 
تاخد عمى للقصر و تخليك جانبُه الحد مأرجع'

أطلق ساقيه للتسابق معا خُطا المشفى أتجاه سيارتهُ تزمناً بأتصاله بأحدهم: 
" برهان المحمدى"تعرفلى هو فين دلوقتي و تبعتلى اللوكيشن؟ 
ــــــــــــــــــــــــ"
«اللهمّ برحمتك و قوتك أغيث أهلك فلسطين و أطفالها من يد المعتدين🍀» 
"
«بـشقة عماد بـعد ساعتين» 
إستيقظت من أثار المخدر و هى تشعر بألماً يحتل جسدها أثار تلك الضربات التى طلقتها من أخيها أثناء غيبها عن الواقع'حاولت جمع قوتها للنهوض، بجسد ينكسر من الأرهاق الشديد'ووجهاً يؤلمها مثل حرق النيران فلمست ذلك الوجه الجريح فتصادمت أصابعها بخدوشها التى أشتدت إلماً'فـذهبت للمرأه لتتفاجئ بما حدث لها و كم الجروح التى تلازم وجهها الباكى'

أهلاً هى حبيبة أخوها صحيت حمدل على السلامه'
هكذا ردفا "عماد" ببتسامه ماكره جعلتها تسألهُ بحزناً: 
ايه اللى عمل. فيا كدا'!؟ 

دى الوليه البومه مرات "صابر" نزلت العياده و هو لسه هيعملك العمليه و هاتك يا خناق معاه و ضرب فيكى والله لوله إنى ضربتها قلمين كان زمانها مشوهاكى'الوليه المجنونه معرفش كان مالها و طلعت غلها فيكِ و فيه'بس سيبك أنتِ ليكِ عندى خبر حلو مش أنا جيبتك ع الشقه و مخلتهوش يعملك العمليه'و بقولك إيه بقى اليومين دول عايزك ترتاحى على الأخر عشان محضرلك مفاجئه هتعجبك أوى أوى خلاص من النهارده مفيش عم صابر تانى و إلا جوزات معفنه يا قلب أخوكِ'

هتفَ بما لديه و تركها تنظر بأثره بـتعجباً لم يلغى قلقها من طغيانهَ الذى أعتادت عليه منذ صغرها'فزمة فمها ببسمة الحزن المعتاده و امسكت بقطعة قماش تجفف بها جروحها أمام عكس رؤيتها بالمرأه لترا الحزن أصبح صديق دربها ورفيق القلب أصبحت الدموع تسقيها لتشد من تجفف ثمار عمرها الضائع
ـــــــــــــــــــــــــ"
«اللهمّ لك الحمد كما ينبغى لچلال و چهك و عظيم سلطانك🍀» 
"
«بمكتب برهان المحمدي بعد ساعة» 

«أهلاً» 
كنت عارف أنك هتيجى خصوصاً بعد ما عرفت اللى حصل "لمنذر" تصدق بالله زعلت عشانُه ماهو بردو صاحب عمرى'
سابق بالحديث بـجموداً و لم ينهض من على مقعده‌ فكانت أجابة "خليل" أشد من هدؤ الجليد مختلطه ببسمة تحاوط زاوية فمهُ' حينما جلس على المقعد المقابل لهُ ثمَ ضغطَ على زرار السكرتيره متحدثاً: 
هاتيلى فنجال قهوه بالزعفران و بلاش تاخير عشان مستعجل'! 
رمقهُ"برهان"بـختناق بينما "خليل" فظلا ثابتاً بكامل هدؤه و بدأ بالحديث بذات الطابع الهادئ: 
بلغونى فى الشركه أنك شرفتنا النهارده و قابلة عمى'
و بعد ما مشيت من عندو تعب دا اللى أتقالى زي ما اتقالك بس أنا اتقالى من أبن عمى أنما أنتَ بقا اتقالك من مين طبعاً مش عايزه ذكاء أكيد الجاسوس اللى زرعهُ فى شركتنة هو اللى بلغك'! بس مش مشكله خليه يتجسس براحته بينى و بينك أحنا ناس مبنحبش نقطع عيش حد''

قاطع الأخر الحديث بستفساراً بغيض: 
من غير لف و دوران جاى ليه'؟ 

أبصر بلـهيب الكراهية المختلطه بـغضباً قادر على حطام عظامه المته‍تكه قائلاً بذات الثبات الهادئ: 
 جاى عشان أريح ضميرك و اقولك متشيلش نفسك الذنب الأعمار بيد الله و عمى كان بقاله يومين تعبان فأكيد يعنى متعبش بسبب مقابلتك أصلها مش لايقه أن "منذر"باشا يقع بسببك عشان كدا جأت أصححلك معلوماتك و أشيل تأنيب ضميرك' مأنت عارف بقى السن ليه حكمه بردو و عمى كبر'! بس السن دا مش عندك أنتَ الله أكبر وحش لدرجة أنك كل يوم معا واحده شكل بس بصراحه ذوقك عالى قوى'تعرف يا باشا كان نفسي تاخدنى معاك و تخلينى أقضى لليله حلوه معا واحده من الجامدين بتوعك بس يا خساره أنا ماليش فى الشمال أصل الشمال دا ليه ناسوه و طبعاً الكلام دا بعيد عنك أنتَ أبوه الشرف و الكل يشهدلك بكدا'! 

التفت للأمام يهندم ساعته مكملاً بذات الهدؤ: 
بس مش دا المهم أنا كنت جايلك عشان أقولك  القصر مفتوحلك و تقدر تشرفنه فى أى وقت عشان تطمن على صاحب عمرك بس و أنتَ جاى تعالى لوحدك بلاش تجيب واحده من اللى بالى بالك معاك مش عشان حاجه لا سمح الله كل الحكاية أن قصرنا شريف و مبيدخلوش أنجـا س' أصل أحنا بنعامل النـجاسـ ـه اللى من النوع دا على أنها زى الخمره لعن الله شاريها و  حاملها و ساقيها''! 

أبصر بمقلتيه به مجددا مشيراً بسبابته أمام عيناه المحدقه النظر به بكراهيه علنيه: 
 خدها منى نصيحه كفياك الحاجات دى لأحسن خلاص من كتر لعناتك ربنا هيخسف بيك الأرض من الحظه دى'؟تخيل كدا من  بكرا حياتك هتتقلب و كل يوم هطب على نوفخك مصيبه أقوى من اللى قبلها مش بس خسارة فلوس و شركات و هتبقي على الحميد المجيد و ترجع شغال على باب الله أوجري زي ما كنت صبى قهوجى'و تجلنا عشان نعشيك فـى المطبخ'لاء دى خسارة روحكمان'! العنات هتصيبك بالفلس و الشحاته و هتقصف عمرك بالمره'! أصل ربك لما بيغضب على عبد من عباده بيصلط عليه حد يجيب أجله واحده واحده فـعايزك تخلى بالك بقا من اللى جاى و من اللى حوليك عشان حاسس كدا أن اللى جاى صعب أوى عليك يا باشا'! 

بدون توجيه حديثاً مؤاكد أو تهديدات صريحه أستطاع أثارة غضب "برهان" الذي سجنة الكلمات بفمه أمام قوة و فصاحت عقل و لسان ذلك الوريث الصاخب بهدواً يُدرس'أما"خليل"فوقف بشموخاً يهندم ملابسه فدخلت السكرتيره و معاها القهوه فأخذها منها و تناول رشفه من ثمَ حرك رأسهُ بعدم رضا بالغ الجمود: 
أسوء قهوه شربتها فى حياتى'أبقا غير نوع القهوه هات حاجه نضيفه أتمتع بالفلوس قبل ما العنه ما تنزل و تطيرها يا باشا'!! 

وضع الفنجال على الطاوله و غادر المكتب فـنفجرا بركان غضب"برهان"و قذف القهوه بقهراً لم يخاطرهُ منذ سنوات"
ماشى يابن حافظ وحياة أمك ما هسيبك يأنا يأنتَ'

حملا الـجوال و تحدث معا أحد الرجال قائلاً: 
"خليل النعمان" نازل دلوقتي من عندى تمشوا وراه و تروقوه عايز أشوفه متكسر مائة حته'! 
ــــــــــــ"
«لا إله إلا أنتَ سبحانك إني كنت من الظالمين 🍀» 
"
«بشقة سلطان بعد ساعه تقريباً» 
يـجلس على الأريكه أمام «سمراء» التى تتناول الطعام بشراها منذ أكثر من نصف ساعه مما جعلهُ يتسأل بستفسار: 
يا صبر الله"بـقولك إيه يا "سمرا" أنتِ بقالك شهر مكلتيش دى سادس حتت لمحه تاكليها دا غير رزعة العيش و الأربع تطباق الرز'! 

نظرة إليه أثناء قطمها لقطعة الخبز: 
وااه ما تجول ما شاء الله أنتَ هتعد عليا الواكل يا خالتى'! 

فرك جبهته بزمجره: 
ياست و الا بعد و الا بتنيل أنا بس مش فاهم إيه اللى بيحصل و بصراحه كدا من الأخر مش مرتاح لقعدتنا لوحدينا حرام حاسس أن الشياطين بيجهزو لحفله و أنا ماليش فى الحفلات اللى من النوع الزباله دى'! بصى الشقه اللى قدامى فاضية هفتح هالك و قعد فيها براحتك و لو أحتاجتى لحاجه أنا موجود'؟ 

لم تـهتم بما يـقول فقد كانت منهكه فـى ذلك الطعام فقالت بلا مبالاه: 
اللى تشوفه المهم إنى أبجى چارك بجولك إيه معندكش حاچه حرشة تفتح نفسى ع الواكل'؟ 

ضرب كفـتيه بـستغراب: 
« يا صبر الله» تفتح نفسك لاء سبيها مسدوده أحسن'
بتلك الحظة دق الجـوال بـرقم«خليل» فـحادثه: 
أهلاً بأبن العم أخبارك إيه يا حبيبى"! 

بـخير يا خويا أنا على القهوه بتاعتك فينك كدا عايزك'؟ 

قطب جبهته بتسأل: 
تحت ع القهوه ثوانى نازلك مش عوايدك تيجى الحاره سلام'؟ 
أنها الحديث و اشار "لسمراء" بتحذير: 
أنا هنزل شويه و راجع مش عايزك تخرجى بره الشقه و إلا تتحركِ من مكانك مش عايز مصايب فـى الشقه'

أشارة بالموافقه بـحركه رأسيه فـتنهد بـستسلاماً و تدلى إلى الحاره يعانقان بعضهما بـمحبة أخويه متبادله من ثمَ جلس على المقعد المقابل له على الـقهوه من ثمَ هتفَ بأمراً لأحد العاملين: 
نزل هنا أجدعها كوباية قهوه بالزعفران يا حوده «لخليل باشا» 

الشاب بترحيب: 
من عنيا يا يا كبير و عندك أجدعها كوباية قهوه بالزعفران للباشا اللى مشرفنا'

نظرا «لخليل» الذى يبدو عليه الكثير من الاقوال الآسيره بداخله فـتسأل بـستفسار: 
مالك يا «خليل» شكلك كدا عندك حوار مضايقك'

تنهدا بـرسميه رغم حزنه: 
عمك «منذر» جاتله جلطه فى المخ و دخل فـى غيبوبه و السبب «برهان المحمدي» اللى كلمتك عنه قبل كدا'؟ 

تناثر الغضب من عسليتيه التى تلامحة بظلال الأنتقام تزامناً معا فركه للحيته: 
أبن الـفـاـــــــ" دأنا هطلع عين اللى جابوه أموه هـو فين مكانه قـولى'؟ 

زم فمه بـرسميه: 
لاء دا الموت رحمه ليه'أنا جايلك عشان أقولك أن الفتره الجايه صعبه علينا كلنا و لأزم نبقا كتف فى كتف عشان نبقا جاهزين لأى حاجه هيعملها تانى'عـشان كدا عايزك تيجى تعيش معانا فى القصر الحد لما الدنيا ما تهدا و نخلص منه خالص'! 

تنهدا بجديه: 
مقدرش اقولك لاء بذات فى الظروف دى بس أنتَ عارفنى عامل زى السمكه مقدرش أخرج من المياه و السيده زينب زي المياه بالنسبالى و بصراحه كدا ماليش فى عيشت القصور'! بـص أنا عندى حـل أحسن أنا هفضل فى منطقتى و أنتَ هتفضل فى مكانك و هنتواصل يومياً و لحظة ما تحتاجنى هتلقينى قدامك و أيدي سابقه أيدك يابن عمى'؟ 

فـرك الأخر لحيته بـنقاش: 
كنت عارف أنك هتقول الكلمتين دول أنا حافظك بس المرادى مينفعش أنا عايزك معانا فى الشركه و القصر ورجلك تبقا على رجلينا عايزين نبقا عزوه يا «سلطان» أن الأوان أن كل عيال العم يتجمعوا تحت صقف واحد'

شطحا بمقلتيه بأرجاء الحاره يفكر فى قول «خليل» فاذا بمقلتيه تصطاد تلك السياره السوداء التى تقف بالقرب منهم و داخلها رجلين غريبياً فـالتفت للأخر بستفسار: 
الرجاله دى تبعك'؟ 

القا الأخر نظره عليهما و هتفَ بتوضيح: 
لاء'دول رجالة «برهان» شوفتهم واقفين قدام شركته و أنا نازل من عنده أكيد هو اللى أمرهم يمشوا ورايا'؟ 

أحضر بتلك الحظة الشاب القهوه فـنهضا «سلطان» قائلاً: 
أشرب قهوتك على ما بعت معاهم سلامى للباشا بتاعهم'! 

حملا الفنجال يتناول بتناغم و عيناه تصاحب «سلطان» الذي وقف أمام السياره يحدق بـالثلاث رجال الجالسين داخلها فـاشار لهم بـالنزول قائلاً: 
أنزل يا حلو منك ليه خلينا نتعرف على بعض'انزلوا بـالذوق بدل ما كـسرها على دماغكم

نزلوا منها بغضباً يـزمجر أحدهم بصياح: 
هى إيه دى اللى تكسرها على دماغنا شكلك كدا مسطول و عايز تتادب'؟ 

حـرك رأسه ببتسامة بارده تزمناً بفرك كفتيه: 
مسطول و أتادب لاء العنوان غلط يا كتكوت عين أمك'! 
تدلى الغضب من عيونهم و إسرعوا بالتقدم إليه لـيناولو منه لكنه تفادى ضرباتهم بحترافاً معا تسديد الضربات لهم بـحتراف حـول صرخات نساء الحاره التى جعلت «سمراء» تدخل إلى التراث و ترا ما يحدث فتصيح بـخضه: 
يالهوى «سلطان» هملوه يا ولاد الـكــــــــ"هملوه "

راقبت ما يحدث للحظات جراء صريخها بينما الأخر فطرحهم أرضاً يتألمون فـهندم سترته قائلاً: 
بلغوا سلامى «لبرهان» قولوله سلطان أبن حارس النعمان بيقول أحله صباح عليك و الجاية هتبقا من نصيبه أن شاء الله'

نـهضوا الرجال بتألم وركبوا السياره لـيغادرو أما «سلطان» فـستدار على صـوت «سمراء» التى نزلت إليه تتفحصه ببكائاً: 
«سلطان» أنتَ بخير يا خوى عملوه فيك إيه ولاد االكـلـــــ"دول إيه اللى بيوچعك ضربوك چامد مش أكده:؟ 

قطب جبهته بـستغراب: 
هـو أنتِ كنتِ بتشوفى خناقه تانيه'! مين دا اللى أضرب دأنا مكومهم زي شولة العلف ع الأرض"؟ 

جففت دموعها بـشهقه مرتفعه: 
لاع أنتَ بتجول أكده عشان شكلك جدامى يلا تعال معايا على فوج خلينى أدويك'! 

ضرب كفتيه بـستسلام: 
لاء، دا عبط رسمى'ماشي يا ماما يلا أطلعى على فوق و هحصلك و بالمره يلا يابنتِ الله يهديكِ بـلاش فضايح يلا يا ماما عـلى فوق'

ماشي هطلع بس تطلع ورايا جبل ما يرچعوا تانى و يخلصوا عليك دول شرانين جوى و أنتَ مش هتجدر عليهم أسمع منىِ"! 

لم يكترث لما يختبأ بين سطور حديثها فتنهدا بـزمجره قائلاً: 
مين دول اللي مقدرش عليهم طب يبقوا يعتبوا هنا تانى و قسماً بدين الله أبعتهم جثث للى باعتهم و يلا بقا أخفى من وشى أطلعى على فوق بقا'! 

زفرت بزمجره متبادله: 
متزعجليش أكده خلاص هطلع بس لو أتاخرت هنزلك تانى أدينى جولتلك'

ذهبت للأعلى فزفره بـضيقاً قائلاً: 
إيه يارب البلوه دى أنا كنت ناقصك أنتِ كمان: 

أتى إليه «خليل» بعدما أنتها من قهوته قائلاً: 
عاش يابن حارس روقتهم ترويقه تمام'أنا همشى عشان ورايا كام مشوار مهمين و هستناك تفكر و ترد عليا بكرا'

تمام يا خويا هدورها فى عقلى و هتصل عليك'

عانقه بسلاماً و ذهب «خليل» أما سلطان فـجلس على القهوه ليتناول بـعض الشاي و هـو يفكر بكل ما حدث حتى الأن"
أما فى التراث فكانت تـقف «سمراء»تراقبه ببكائاً و من داخلها تلوم نفسها بقولاً: 
سامحنى يا «سلطان» أنا السبب فـى اللى بيحصولك بس مكنش جدامى حد تانى أتحاما فيه من «عزت» غيرك يارب سترك عليه و مبجاش السبب فـى موته «سلطان» راچل زين و ملوش الأذيه رابنا يجطعك من على وش الدنيا يا «عزت» و يريحنى منك"! 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1