رواية تاج الرعد الفصل الثاني بقلم هاجر احمد
-تيجي نشرب شاي بالنعانع في البلكونة.
بصلي بإستعراب
-أنتِ مجنونة؟
-طب تعالى نتشارك ليالي الشتاء الباردة طيب!
مردش وكان هيمشي، لحقتة وقفت قدامه
-طب بُص أنا مُمكن أقرالك كتاب وأنتَ تسمعني بِحُب وكده.
-يا بنتِ أنتِ مجنونة ولا إيه، روحي يا عسل دوري على ماما سابتك هِنا لوحدك ليه.
بصيت على الأرض وقولت بِحزن:
-أنا ماما متوفية.
اتوتر-أنا آسف مكنتش أقصد.
أقولكم بصراحة بقى، أنا لقيت إنها فُرصة.
-أنا مش هقبل إعتذارك غير لما تعذمني على عصير مانجا، ها،
بصيت الناحية التانية قال كأني زعلت يعني.
بصلي بنظرة ترعِب واللهِ، أنا خوفت.
-قولي مِن بدري إنك شحاتة وعاوزة عصير، مكنش لازم الشغل دا كُله.
أنا مش شحاتة، بس ينفع أشحت مِنك شوية حُب، أخد مكان في قلبك حتى لو صُغير.
فوقت من سرحاني على صوته
-أنتِ سرحتي في إيه
-مافيش هَتعزمني على عصير ولا لا؟
قبل ما يرُد ويعترض، عشان عارفة إنه مش هيوافق.
-طب حلو كنت عارفة إنك هتوافق أصلًا، بُص في مطعم هنا قُريب-شاورت على المطعم-بيعملوا عصير مانجا إنما إيه قمر.
كان هينادي على الظابط اللي قاعد بعيد شوية عننا، وقفتة قبل ما ينادي.
-إستنى بس ده هما خمس دقايق.
-يا ولي الصابرين، تعالي خلينا نِخلص في أم اليوم ده
-متزعقش طيب.
دخلنا المطعم وطلبت منه نقعد جنب البحر، طبعًا كان هياكلني بنظراتة.
قربت عليه وقولت بصوت واطي وأنا بشاور على التربيزة اللي قصادنا.
-بُص شايف التريبزة اللي قصادنا دي، متبصش متبصش.
-حاضر مش هبص، بس مالها
-البنتين اللي قاعدين دول صُحابي كُنا عاملين تحدي، وهوَ إني اكلمك وأخليك تعزمني على عصير مانجا.
قرب مني وهمس بنفس طريقتي
-وأنتِ كِده فُزتي صح؟
سقفت بإيدي بفرحة.
-أيوة أيوة فزت
ضحك عليا نزلت عيني لتحت بكسوف.
-هيَ المانجا إتخرت كدا ليه؟
-شوية وهتيجي متقلقيش، طيب بِما إنك فُزتِ، إيه رأيك نبقا صُحاب.
ومد لي إيده
-أولًا مش بسلم.
نزل إيده بـ بسمة خفيفة
-ثانيًا مش بكلم ولا ومش بصاحب ولاد برضو.
-نعم، إشحال قاعدة معايّه وطالبلك مانجا.
-منا قولتلك كان تحدي وأنا كسبت.
سكِتنا لما العصير وِصل، شربت كوبايتي بسُرعة وشكرته على العصير السُكر ده، سُكر زيه
ده بقى يا سادة يبقى رعد، ساكن هوَ ومامته في الشقة اللي تحتنا مِن تلت سنين حبيته، ومعرفش إزاي مهو الحُب حاجة مِش بإدينا، شغال ظابط شخص شديد كده وليه كارزيما ، عُمره ماخد باله مني ولا يعرف شكلي،كُنت دايمًا بتعمد مخرجش في الوقت اللي بيخرج فيه، عشان ميشوفنيش.
الشارع كله يشهد بأخلاقه.
إزاي جتني الجراءة أكلمه وأعنل كده، معرفش
صحيت الصُبح وأنا كُلي نشاط عشان هشوف مُهرة صحبتي وبير أسراري، أصل بقالها أسبوع مسافرة القاهرة عند خالتها.
-صباح الخير لأجمل بابا في الكرة الأرضية كُلها
-صباح النور يا عيون بابا، يا فرحتك اللي يشوفك يقول اتخرجت مش رايحة تشوف صحبتها
آه نسيت أقولكُم إني في تالتة تجارة وفاضلي سنة وأتخرج، عارفين؟، زمان كان نفسي أتخرج وأنا جايبة جيد جدًا، لكن ده جيد جدًا لو أتخرجت واللهِ.
- مأنتَ عارف إن أنا مليش غيرها يا بابي يوه
-يوه! حسني أللفاظك يا آنسة
-وأنا قولت حاجة؟، المُهم هقابل فجر وأنتَ عارف بنتك طالبة جامعية ومعهاش جنيه وكده.
-عاوزة كام يا أخرة صبري؟
قولتة وأنا بحضنه:
- ربنا يبارك في عُمرك يا أحلى وأجمل أب
بعدني عنه
-عارفة أنا شُغل الشحاتة ده!
-هات٢٠٠ جنيه يا بابا
-٢٠٠إيه ياختي؟ هيَ مية مافيش غيرها لو كان عاجبك!
-اللي يطلع مِنك خير وبركة يا سِيد الرجال.
خت مِنه الـ١٠٠جنيه، وقابلت مُهرة على أول الشارع، لأنها ساكنة أول الشارع، ركبنا تاكسي ورحنا عند الصديق التلت على طول، البحر.
-هاا قوليلي يا ست فجر عملتِ عند خالتك؟
-قضينا وقت جميل أنا وخالتي وماما ياستي و..
-و إيه؟
بصتلي بفرحة والضحكة مش مفارقة وشها
-في يوم صحيت الساعة2الضهر، الأوضة اللي كُنت نايمة فيها كانت قُريبة مِن أوضة آسر إبن خالتي واللهِ من غير قصد يا هاجر، سمعته هوَ بيقول لِخالتي، إنه عاوز يتقدملي.
-بجد، آخيرًا جبل إتحرك
-أنا مبسوطة أوي ومستنية يكلم بابا بفارغ الصبر.
-ربنا يفرحك دايمًا يا عيوني
حضنتها وأنا بدعيلها إن ربنا يكمل فرحتها على خير، وإن ربنا يتقبل دُعائي.
روحت البيت كانت الساعة١الضهر، وأنا طالعة على السلم سمعت صوت زغاريت خير يارب، آخيرًا هنفرح في أم العمارة الكئيبة دي، بس الغريب وأنا طالعة سعمت الزغاريت دي في شقة أدهم!
كملت طلوع على شقتنا فتحت الباب وأنا بقول لبابا:
-خير يا بابا إيه الزغاريت اللي تحت دي؟
حسيته إتوتر سِكت ومردش
-في إيه يا بابا؟
-رعد..
قلبي بدأ يدق قولت بخوف
-ماله رعد؟
-هيخطب.
محستش بحاجة بعدها فضلت واقفة بستوعب اللي قاله، كلمة واحدة قادرة تهتد كل حاجة، كلمة نزلت عليا زي الصاعقة، معيطش، أنا عارفة إن ربنا أكيد مخبيلي خير، ولو كان ليا خير فيه مهما يحصل هكون ليه!، لكن الظاهر ملناش خير في بعض.
استأذنت مِن بابا ودخلت أوضتي، هوَ المفروض أعيط عشان أرتاح!، مش المفروض إن العياط بيريح؟
غيرت هدومي وحطيت راسي على المخدة مفكرتش ونمت على كنت بواسي نفسي وبقول:
-نامي يا تاج ومَتزعليش بُكرة تصحي تلاقي ربنا مختارلك الصالح ليكِ واللي يراضيكِ.
"خليك فاكر إن تدابير الله هي المُنجية والمُرضية والصائبةوالصالحة وإن أحزنتك".
صحيت الصُبح فكرت فيه الحقيقة إني مش عارفة أخرجة من قلبي!، صعب حُب سنتين يخرج من قلبي بِكل السهولة دي صعب.
خرجت من أوضتي، سمعت صوت بابا في المطبخ
-صباح الخير لأجمل شيف
جه حضني وباس راسي.
-صباح النور يا تاج البنات شفتها عيني
كمل-أنتِ كويسة صح؟
ببسمة خفيفة وانا باخد من الخيار اللي كان بيقطعة
-بنتك جبل يا بابا في إيه
-قلب أبوكِ أنتِ.
-طب هفطر إمتى بقى أنا جوعت
-خلصت فاضل نطلع الأكل على السُفرة بس
-خليك أنتَ وانا هطلعهم.
خصلنا فطار ونزلت على الكُلية قابلت مُهرة وحكتيلها اللي حصل
-تاج عيطي
-مش عارفة يا مُهرة بجد دموعي رافضة تنزل، يمكن مش مستوعبة أو رافضة الفكرة نفسها، ومش حابة أبين إني ضعيفة قدام بابا عشان مش عاوزة أشوفة زعلان.
-بس مش عيب ولا حرام إنك تبيني ضعفك ده باباكِ!
-مش قاردة أتقبل يا مُهرة مش قاردة أتقبل إنه خلاص مبقاش ليا.
تاج أنتِ قوية مش هتعيطي.
أنتِ قوية مش ضعيفة
أنتِ... عيطت
مُهرة حضنتي وحاول تهديني، الشخص الوحيد اللي مش بخاف أبين ضعفي قدامه بعد ماما الله يرحمها.
تقبل لحظات ضعفك، انكسارك، هزيمتك، ، ندمك، زي ما بتحب أيام مجدك تقبّل أيام ضعفك، لأنك إنسان مش آلة، لأنّك روح ومشاعر بتحتاح لـِقدر كبير من الحُب والرحمة، كُن لنفسك أول مُحبّ وملاذ وبيت آمن مش أقوى جلّاد، وأقسى سجونك. بلاش تكون أنتَ والزمن على نفسك.
خلصنا مُحضرات وروحت على البيت، مِش زي كل مرة بنخرج فيها وأنا طالعة قابلت رعد وبدعي ربنا إنه ميعرفنيش وميفتكرش اليوم بتاع عصير المانجا-اللي عدا عليه شهر- لأنها هتكون كسفة جامدة واللهِ.
عديت من قدامة كأني معرفوش،وهوَ مَبصش عليا أصلًا، دموعي وقفت في حلقي رافضة النزول رافضة تريحني!،كملت طلوع على شقتنا.
خبطت على الباب وأستنيت بابا يفتحلي،إتأخر شوية وفتحلي.
-في إيه يا بابا إنتَ كويس؟،أصلك إتأخرت لما فتحت
-مافيش يا حبيبي،بس جاي من الشغل تعبان وكنت نايم،مسمعتش الباب،وأنتِ مش معاكِ مُفتاج مدخلتيش ليه على طول؟
قولتلة وأنا بدخل:
-نسيت أخدة وأنا طالعة.
-ولا يهمك، أحضرلك تاكلي
بوست خده
-لا ريح أنتَ بس وأنا هجهز الأكل.
-براحة على المطبخ يا هاجر بالله
بصيت ليه بنص عين
-قصدك إيه يعني يا سيد الراجل؟
-متبصيش كده بس، مقصدش ياستي براحتك خالص.
عارفة إنه بيهزر وإنه بيحاول يخرجني من مود الكئابة اللي أنا فيه.
سِمعت خبط على الباب ف رُحت أفتح
-مساء الخير ياحبيبتي
كانت أم رعد، من يوم ما سكنو هنا مشفتهاش غير كام مرة يتعدو علي الصوابع.
-مساء النور يا طنط
قالتلي والأبتسامة مش مفارقة وشها
-أكيد سمعتِ الزغاريت اللي تحت صح؟، أنا جاية أزمعكم على شبكة إبني رعد، ف ياريت تنورينا أنتِ وباباكِ، هيَ بُكرة إن شاءلله
رديت عليا بِبسمة خفيفة وانا قلبي بيتعصر من جوه
-بِالسرعة دي؟ اا.. أقصد يعني ألف مليون مُبارك يا طنط إن شاءلله هقول لبابا وهيجي.
-وأنتِ كمان يا حبيبتي ابقي تعالي هتنورينا
-إن شاءلله.
ومشيت.
-مين يا تاج؟
-دي مامة الظابط رعد يا بابا عزمتنا على الشبكة
قام من على الكرسي وحضني.
-تاج يا قلب بابا لو ليكِ خير فيه هيكونلك لو مش ليكِ فَـ أكيد ربنا مخبيلك اللى أحسن منو بكتير
عيطت عيطت كتير أوي مكنتش حابة أبان قدامه ضعيفة بس ما باليد حيلة.
-بس أنا عاوزه هوَ يا بابا أنا بحبو أوي أنا عديت مرحلة الحُب أنا عارفة إنه يمكن ميعرفش إن عايشة أصلا يا بابا أنا مش قادرة أستوعب إنه مابقاش ليا أنتَ فاهم؟!
-فاهمك يا عيون بابا فاهمك.
فضل حضني لحد ما هديت خالص، إستأذنت منه عشان أحضر الغدا
حطيت المعلقة على الطبق
-بابا أنتَ هتروح الخطوبة؟
-لأ
-ليه أنا عارفة إنك شايل هَم مزعلش بس أنتَ قولت إن ملناش خير مع بعض فَـ عادي يا بابا أنتَ تقدر تروح عادي، بعدين أنا أعرف إن رعد غالي عليك صح؟
-لو هتيجي معايا هروح
بصيت على الطبق.
-بس أنتَ عارفة إني مش هقدر!
- وعارف إنك قدها وهتنسيه.
-حاضر يا بابا هشوف.
خلصنا أكل ونضفت السُفرة
-طيب يا روحي أنا هروح أنام شوية لأني تعبان بجد من الشغل كان كتير إنهردا
قولتلة بخوف-طيب نروح لدكتور يا بابا نطمن طيب
باس راسي
-لا متقلقيش شوية ارهاق بس.
-ربنا يطول في عمرك يا سيد الرجال،هعملك كوباية شاي تظبط دماغك كده.
-لا متتعبيش نفسك أنا عاوز أنام بس.
-خلاص ماشي هبقى أصحيك على العشاء عشان تصلي وتتعشى معايه
دخل بابا يرتاح شوية وأنا عملت كوباية نسكافيه بعد ما وضبت البيت كلة، كانت الساعة ٧المغرب، بحب التوقيت دا يشبه توقيت ما بعد الفجر كده بيكون الجو هادي مع نسمة خفيفة، خت النوت بتاعتي وكوبباية النسكافيه، فضلت سرحانة كتير في اللآشيء.
كتبت"كُنتَ دائمًا لا تفارق دعائي أتعلم؟ كل يوم كنت ألح لـ الله أن يجعلك مِن نصيبي، ولكن الآن أصبحت لغيري ولم أستطع ان اتوقف عن الدُعاء، ولكن سأتوقف لأنه لا يجوز هذا، ولن يجلب لي سوى وجع قلبي"
فضلت شوية قاعدة، بعدها دخلت عشان أصحي بابا يصلي العشاء
بهدوء صحيتة عشان ميتفزعش
-بابا قوم يلا العشاء أذن
فرك عينه بإيده براحة
-حاضر يا حبيبي قايم أهو
نِزل صلى العشاء في المسجد وأنا صليت هنا، بعد ما خلصت صلاة حضرت العشا، أكلنا وحكينا شوية وكل واحد راح أوضتة ينام.
سنتين عدو وبقيت أب يا رعد؟ بقى عندك بنوتة واخدة ملامحك ووجعي! جت اللي هتقولك يابابا وأنا كنت معتقدة إنك مش هتعرف تكون أب لغيري ! ، متوجعتش لما خطبت، بس كنت مستنية ولو شوية أمل إنك تسيبها، و لما اتجوزت مكنتش حاسة بحاجة ولا مستوعبة أصلًا، بس اتدبحت لما عرفت انها حامل، ومعرفش ليه بس يومها صدقت ان بقى ليك بيت تاني غير حضني !.
جه سكن بعد جوازه في الشقة، بعد ماوالدته اتوفت ف أول سنة فرحت إنه اتجوز بعيد ومش هشوفة لكنه رجع تاني رجع ورجع قلبي يوجعني بعد ماكنت بدأت أرتاح خلاص.
- يلا ياحبيبي ننزل بقى نباركلهم عيب كده.
-استنى يوم كمان يا بابا بالله!
-مينفعش يا تاج أنتِ عارفة إن رعد ساعدك كتير عشان تلاقي شغل فَ واجب مِننا نروح نباركله صح؟
-صح يا بابا صح.
كان هيخرج من الاوضة-هاجر أنتِ مش زعلانه؟
-أزعل لـ رعد يا بابا! رعد اللي ساعدني كتير عشان الاقي شغل!، كنت زعلت لما اتجوز غيري ومسك ايد غيري هزعل بعد ما ربنا رزقه بِبنت لا يا بابا مش زعلانه أبدًا.
بصلي بتركيز
-في شوية زعل شوية خالص يا بابا صُغيرين
قعد جمبي-وأنتِ مش ناوية تشوفي حياتك؟
-منا شايفاها كويس أهو يا بابا بشتغل وباخد كورسات بطور من نفسي لنفسي يا بابا.
-أقصد حياتك التانية يا هاجر
-بابا أنا اتخلقت طير طليق حُر فَمينفعش نحبس طير طليق وحُر صح؟
-براحتك يا يت تاج براحتك بس خليكِ فاكرة إني مش قعدلك أنا.
حضنتة بخوف-متقولش كده يا بابا بالله عليك ربنا يطول في عُمرك ياسيد الرجال.
-ويبارك في عمرك يا عيوني، يلا بقى قومي اللبسي اديتك أسبوع كفاية أهو، الناس تقول علينا إيه
-حاضر يا بابا هقوم اللبس.
بابا خبط على الباب دي أول مرة أدخل بعد وفاة والدته شوية وفتح الباب عيني وقعت على ايد بابا، كنت شايفاه باصصلي لكن مرفعتش عيني، سلّم على بابا، معرفش كنت مستنية حاجة وحشة هتحصل
-إزيك يا تاج
كلمة إزيك يا تاج خلت الشريط كلة عدا من قدامي، دعاء إن ربنا يجعله من نصيبي كل صلاة وكل قيام لليل، الأحلام الوردي اللي كنت بنياها، متحققتش.
أكتفيت بإبتسامة خفيفة.
دخلت أبارك لـ سلمى وبابا راح أوضة الجلوس مع رعد.
لما دخلت توقعت إني هدقق فيها وإزاي المكان اللي كنت كل أحلم أكون فيه مبقاش مكاني بس لما شوفت البنت نسيت كل حاجة، باركت ليها وطلبت منها أمسك البنوتة، ملامحها مش باينة أوي ولكنها هادية وجميلة شبه أدهم شوية
- حساها شبهك خالص.
قلبي دق جامد بصيتلها حمدت ربنا إن مافيش حد غيرنا، هتكون شبهي إزاي وهيَ مش مني! هتكون شبهي إزاي والرابط اللي حملت يجمعني بيها أتقطع.
-ده أنا كده قمر خالص بقى
-مشفتكيش كتير غير يوم خطوبتنا، اتجوزت أول سنة بعيد عن هنا وجيت السنة دي هنا بعد وافت والدتة أدهم، مكنتش بخرج بسبب تعبي، وحتى في بيت أهلي مكنتش بخرج كتير برضو.
-تعب الحمل قصدك؟
رعد دخل علينا ف سكتنا
-سكتو ليه أخرج يعني؟
-ده سؤال يعني، أكيد طبعًا يا حبيبي.
-طب متذقيش طيب.
بصلي-آنسة تاج باباكِ بيقولك يلا عشان وراه شغل أنا طلبت منو تفضلي شوية مع سلمى بس هوَ رفض.
وجهت كلامي ليها وأنا بقوم
-معلش أجيلك مرة تاني يا سلمي ومُبارك مرة تاني
-بنتهم لطيفة خالص يا بابا تتاكل كده
-عقبال ما أشوف عوضك يا حبيبة بابا وأشوف ولادك
-يا بابا بقى
اليوم عدا بهدوء، قبل ما أنام كلمة مُهرة أطمن عليها
- جيجو أخبارك؟
-بخير طول ما أنتِ بخير يا حبيبي
آسرأتقدم لـ مُهرة تاني أسبوع ما كلمتني، حُبهم لبعض جميل آسر طيب جدًا بيحبها ومُهرة طيبة وتستاهل كل خير.
-يارب دايمًا، حبيت أطمن عليكِ قبل ما أنام بس و.. و مرات رعد ولدت جابت بنوتة قمر خالص يا مُهرة واللهِ
-امم.. ربنا يباركله فيها يا عيوني.
-سلام بقى عشان هنام.
صحيت على خبط جامد على الباب، فتحت وأنا بقول:
-في إيه
-مرات رعد ماتت
سألت بغباء-رعد مين؟
لحد إنهردة مش مستوعبة إزاي الموت يقرب من حد أنا أعرفه او كلمته،بحس الناس اللي أعرفهم مينفعش الموت يقرب منهم،دايمًا بدعي إني اموت قبل ما أشوف حد أعرفه يموت لحد إنهردا مش قادرة أصدق إنها ماتت، ماما لما توفت كان عندي خمس سنين مكنتش فاهمة هُما بيعيطو ليه ولما كنت بسأل بابا، عنها كان بيقولي:
-راحت للِ أحسن مني ومنك يا تاج ادعليها بالرحمة
لحد ما كبرت وفهمت.
عدى أسبوع مقدرش أعذيه
-وهتعذيه بصفتك إيه
ارتبكت-بصفتي..
-مافيش صفة يا تاج صفتك ولا حاجة!
-خلاص يا مُهرة خلاص، سكت.
بابا راح عزاه وقال إنه مش عارف يتصرف مع البنت وإن أهل سلمى مش موافقين يخدوها وهوَ أصلًا رافض حد يخدها بس ده كان رأي حد من صُحابه.
كنت في المطبخ بحضر السطلة عشان الغدا
بابا ندالي
-في المطبخ يا بابا
جه المطبخ
-رعد متقدملك
كنت مركزة في تقطيع الخيار متساوي
-يا بابا قولتلك مش جاهزة دلوقتِ
استوعبت-رعد مين.. رعد رعد؟
ضِحك-رعد رعد أيوة
سبت السكينة ومِسكت إيد بابا الاتنين
-بابا أنتَ بتتكلم بجد، واللهِ واللهِ لو كنت بتهزر هزعل جامد.
-والمواضيع دي فيها هزار يا تاج البنات؟
ضحكت ضحكت وأنا مش مستوعبة بجد، حلم، حلم بيتحقق بعد عمر كامل، بس يا ترى عاوزني أم لبنته ولا زوجة، مش مُهم يا تاج المُهم إن آخيرًا في بيت هيجمعكم مع بعض، في باب هيتقفل عليكُم.
-طبعًا أكيد باباكِ قالك أنا جاي ليه
حطيت عيني على الأرض
-أيوة
-طيب عندك أي أسئلة
- شغلي؟
اتكلم بصوت هادي.
-شغلك مش هحرمك منا أبدًا لأنك تعبتي عشان توصليله
يا تي سُكر وكلامك سُكر زيك واللهِ
-لكن
ها، اتعرضنا أكتر كلمة بكرها في حياتي، لكن.
-لكن بلاش شغلك يخليكِ تقصري في احتياجت البيت
-أنا هاخد بالي مِن يقين كويس ومن البيت، ده.. ده يعني لو لينا نصيب مع بعض
عبيطة طول عمرك عبيطة ومُتسرعة، هيقول إيه دلوقتِ عليكِ. يا عبيطة
-طب وصاحب البيت
-نعم؟
مكانش فيه خطوبة، كتبنا الكتاب بعد شهر، وأنا رفضت يتعمل فرح، طبعًا بابا وافق وهوَ مش طايقني بس أخدت وفاة مراته الأولى حجة.
- هاتي البنت تنام معايا النهاردة
- لا سيبيها
كانت اخت رعد ولانها ساكنة في محافظة تاني ماكنش ينفع تاخدها، حاولت مع رعد كتير إنها تاخده تربيها لكنه رفض، أبوها ولازم يشوفها كل يوم، مش هيسافر من محافظة ل محافظة عشان بس يشوف بنته ساعتين ولا تلاتة
- اسيبها فين ! هاتي البنت متعانديش
- هو أنا صغيرة عشان أعاند !
- إنهاردة بس
- لا النهاردة ولا بكرة، هي هتنام معايا.
معرفش أنا بتحامى في البنت من ايه ! بحبه وفي نفس الوقت موجوعة منه، مش قادرة الومه لانه حقه ولا قادرة اجتاز الموضوع واغفر، اغغر على إيه وليه أصلًا،هوَ كان شايفك،ده انتِ كنتِ بتهربي منه كأنك مُجرم! وبعد كل ده أخيرًا بقى معايا.
- مش هتتعشي ؟
- مش جعانة، تصبح على خير.
هو مغلطش، شاف حياته مش أكتر، حقيقي مش عارفة أقول ايه غلطه تحديدًا بس غلط.
-صباح الخير
-صباح النور
-هتفطر
-لا متأخر على الشغل
أنتَ بتردهالي يلا ولا إيه.
كان هيمشي فَ وقف وبصلي
-عاوزة حاجة مِن برة
-لا شكرًا
قدم خطوتين-تاج أنا بقيت جوزك فَ بلاش شغل الرسميات ده! أنا عارف إنك بتفكري إني اتجوزتك عشان تكوني أم لـِ يقين بس لا
قولت بحيره-قصدك إيه
مردش مشي وقفل الباب وراه.
خت اجازة من الشُغل أسبوع عشان أعرف ارتب نفسي كويس ولأني مُحامية فَ كان لازم أروح الشغل كل يوم، وبحمد ربنا إنهم وافقوا على الإجازة، فضلت شوية اللعب في يقين لحد ما نامت، وضبت حاجات بسيطة في الشقة، كان رعد قرب يجي، بعد فترة سمعت الباب بيتفتح كنت في المطبخ.
-تاج فينك؟
يادي تاج اللي بدوبني من جوه.
-أنا في المطبخ.
سند دراعة على الباب المطبخ.
-مساء الخير
-مساء النور، هتتعشى
بعد كلامه الصُبح قررت إني أتكلم عادي معاه بدون اللقاب ولا دبش.
-آه.
خلصنا عشة، كانت يقين صحيت ختها وشربتها اللبن بعد ما دفيتة
-هاخد يقين تنام معايا إنهردة
-لا
-لا ليه دي بنتِ
-وهيَ من اليوم اللي دخلت فيه هنا بقت بنتِ يا رعد
-حبتيها؟
بصيت لـ يقين وعلى عيونها اللي تشبه حبات القهوة.
-حبيتها كأنها بنتِ يا رعد واللهِ
-طب وأنا
ارتبكت-مش فاهمه؟
- بلاش السؤال ده، مبقتيش تحبيني؟
قلبي دق جامد-ت.. تقصد إيه
قرب مني بطريقة خوفتني ضميت يقين لحضني أكتر كأني بتحامة فيها يعني
همس في ودني-فاكرة يوم عصير المانجا
يا كسفتك يا حج كامل.
-أنا... أنا، عصير إيه م.. معرفش
ابتسم -خلاص متتوتريش كده ممكن نتكلم؟
-نتكلم في إيه مافيش حاجة أتلكم فيها
-لكن في عندي أنا.
أنا خفت ليه وقلبي بدأ يدق جامد
نيمت يقين على الكنبة
-تعرفي إن سلمى كانت مريضة قلب
أنا اتصعقت مش اتصدمت بس، أنا مش قريبة من سلمى ولا كنت بشوفها عشان أعرف حاجة حساسة كده عنها، بس دايمًا كنت بستغرب ليه مش بتخرج خالص، افتكرت يوم مارحت ابارك ليها قلتلي إنها كانت تعبانة ومش بتخرج حتى لما كانت في بيت أهلها. يبقى عشان كده
وقتها نام على رجلي، وحط ايدي على راسه
-تعرفي إن رعد تعب وعاوز يرتاح.
معرفش ليه مقومتش،كنت بمسح على شعره وببص للبنت اللي نايمة جمبي.
اعتقدته نام بس بعد خمس دقايق اتلكم - مقدرتش أقولها لأ، هي اللي عرضت فكرة الجواز عليا وعارف انها مش سهلة ان بنت تطلب كده، موافقتي كانت احترام لطلبها اللي عارف انها داست على كرامتها علشان تطلبه، أو ممكن خوف عليها ارفض فتتعب أكتر، مكنش ينفع أقولها لأ، ولا كنت برفضلها طلب، احساسي الدايم اني بخونها علشان بفكر فيكِ كان بيخليني أعملها اللي هي عاوزاه، قولتلها عنك علشان أريح ضميري، بس عمري ما ارتحت، كنت تعبان ولسه تعبان، حاسس اني بجري من سنين طويلة وعاوز أنام، عاوز ارتاح.
غمض عيونه وسكت، يحكيلها عني؟، ليه هوَ كان يعرفني أصلًا، أيوة طلع فاكر يوم العصير بس أكيد محبنيش من أول نظرة يعني
-أنا عارف إنك بتحبني. بس يا ترى لسة الحب باقي ولا اتمحى؟
سكت مش عارفه أقول إيه، عرف إزاي ومنين إني بحبه، وكأنه سمع اللي في دماغي
-عارف من زمان واللي أكدلي يوم لعبك أنتِ وصحابك،مهو مافيش حد عاقل يعمل كدة مع حد غريب أبدًا لكن كنتوا عارفين أنا مين نظراتك كانت مفهومة يا تاج، باباكِ قبل كتب الكتاب قالي، أنا عاوزك تحافظ عليها كويس، تاج القلوب مينفعش حد يزعلها وخصوصًا لو كان أنتَ سألته ليه واشمعنى أنا،رغم إني عارف الإجابة بس كنت عاوز أسمعها،
رفع راسه- لسة الحُب باقي يا تاج البنات
بصيت ناحية يقين وسكت.
بعد أربع سنين بقى معانا يقين ست سنين وعُمر سنتين، سبت الشُغل وخليت كل وقتي ليهم مهو مينفعش ابقى موجودة وولادي يدروا على الاهتمام. كنت وافقة بحضر الغدا ورعد راح يجيب يقين من المدرسة.
- متعمليش جلاش بعد الأكل عشان مش بحبو
-خضتني يا رعد
-سلامتك من الخضة يا قلب رعد
- لا هعمل جلاش عشان أنا مش بحب غيروا
- سيبك من الجلاش دلوقتي، بتحبني؟
- رعد مش وقتك خالص واللهِ.
- مشغولة في ايه؟ يقين برة بتلعب وعُمر نايم إيه شاغلك بقى
- يا نفسي مرة تحاول تفهمني، مش وقتك خالص يعني مكسوفة.
قرب مني
- أنتِ مكسوفة يا تي؟
- رع. ابعد ل يقين تدخل، عيب كده
- سيبك من يقين برضو، بتحبيني؟
- هات بس السكينة من جمبك كده أقطع الطماطم دي على ما تخلص كلام.
قرب مني أكتر ومسك السكينة قربها من رقبتي
- انطقي، بقولك بتحبيني ولا لأ؟
دخلت علينا يقين، جريت على الباب وهي بتصوت
- اللحق يا جدو بابا ماسك السكين وعاوز يقتل ماما.
رعد لحقها ومسكها من ياقة القميص، قبل ما تخرج من الباب، رفعها لفوق
-هتوديني في داهية يا بنت رعد ، أدخلي أدخلي على اوضتك بدل ما أقتلك.
-بنتك دي هتموتني في يوم
ضحكت-بعد الشر عنك يا حبيبي
قرب-حبيبك؟ يعني بتحبني؟
- يا عم والله بحبك.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم