رواية خيانة ام وحب الغريب الفصل الثانى بقلم شيماء طارق
اول ما دخلت المدرسه الكل كان بيبص لها نظرات مش كويسه في الفصل، الولاد والبنات كانوا قاعدين في مجموعات بيتكلموا لما فريدة دخلت على الكرسي المتحرك، الهمسات ابتدت تنتشر)
ريم (بتهمس): شوفوا دي جاية على الكرسي المتحرك! هي هتدرس معانا بالمنظر ده؟!
مازن(بسخرية): ايوه طبعا وهتجري ورانا كمان بالكرسي بتاعها !
فريدة حاولت تتجاهل الكلام لكنها حسّت بالإحراج
(في الفسحة فريدة كانت قاعده لوحدها على جنب بتاكل السندوتشات اللي هنيه عملتها ليها فجأة مجموعة بنات قربت منها)
سارة (بتبتسم): أنا سارة ممكن اقعد معاكي ونبقى اصحاب؟
فريدة (باستغراب): انتي مش شايفاني واحده عاجزه قاعده على كرسي متحرك وجايه تتريقي عليا زي الباقي ؟
سارة (بطيبه وحب): ما تقوليش كلمه عجزه دي أنا عارفة إنك هتكوني دكتورة او مهندسه او معايده في الجامعه ما شاء الله باين عليكي شاطره ويكون ليكي شان كبير في المستقبل، وعايزة أكون صاحبتك علشان اتعلم منك؟
فريدة حسّت بحب لأول مرة في المدرسة وصاحبه جديدة وبقت سارة وفريدة صحاب)
فريده رجعت البيت مع حسن وهنيه كانت فرحانه جدا واستقبلتهم وكانت مجهزه لهم الغداء وقالتلهم :حمد لله على السلامه عملت ايه يا بنت النهارده المدرسه كانت حلوه حد ضايقك حد زعلك ؟؟؟؟
فريده بابتسامه : بالراحه يا ست الكل مالك في ايه ما فيش حد زعلني ما تقلقيش بالعكس انا بقى ليا اصحاب وبيحبوني وبيحترموني جدا ما تخافيش عليا وطول ما انتم معايا ما فيش حد هيقدر يضايقني !
هنيه بحب ربنا يخليكي يا بنتي وتوصلي لكل اللي انت بتحلمي بيه يلا يا حسن انا مجهزه لكم شويه اكل زي العسل هتاكلوا صوابعكم وراه !
حسن بحب: تسلم ايدك يا هنيه يلا علشان اتغدى لان انا تاخرت قوي على الشغل يلا بقى ما تتاخروش عليا ؟!
فريده بصت لحسن وكانت عارفه المعاناه اللي هو عايش فيها وانه بيشتغل شغلتين علشان يكفي مصاريفهم وده طبعا هي كانت ممنونه ليه جدا ..
حسن:وهو ماشي على الشغل عايزين حاجه؟!
هنيه عايزين سلامتك ما تتاخرش بس يا حسن علشان احنا بنقلق عليك!
حسن: ان شاء الله حاول ما اتاخرش النهارده !
خرج حسن من البيت وراح الشغل وكان فرحان جدا لانه شايف فريده فرحانه.
اما فريده قعدت طول الليل تذاكر وبعد كده نامت من كتر التعب.
فريده راحت تاني يوم المدرسه مع حسن وكان ساره داخله من باب المدرسه وكان معاها اخوها عمر اول ما شافوا فريده راحوا عليها وعمر بدا يتكلم مع فريده وكان عايز يتعرف عليها من كلام اخته عنها.
سارة: ازيك يا فريدة عامله ايه يا حبيبتي ؟
فريده :الحمد لله يا ساره انت ايه اخبارك
ساره : الحمد لله عايزه اعرفك على اخويا عمر؟
عمر (ابتسامه وثقه): أنا عمر أخو سارة كنت عايز أقولك إنك بنت قوية باين عليك شاطره و اكيد هتنجحي ومن كلام سارة عنك انا كنت حابب اتعرف عليكي ؟!
فريده اول ما شافته وعجبت بيه لانه كان وسيم جدا وحد ذوقه محترم وهو في كليه طب.
فريدة (بخجل): شكرًا يا استاذ عمر
عمر (بحزم): ولو احتجتي اي حاجه انا هكون معاكي انا وساره مش عايزك تهتمي بكلام الناس عايزك تهتمي بنفسك بس؟!
فريده بابتسامه :شكرا جدا لحضرتك !
عمر بزعل مصطنع: انا كده هزعل بلاش حضرتك دي انا عمر وبس ؟
فريده بكسوف: تمام !
بعد كام يوم فريدة كانت خارجه من المدرسة سمعت مجموعة ولاد بيتكلموا عنها بسخرية)
ولد : شوفوا البنت العجزه اللي قاعده على كرسي متحرك دي قال ايه عايزه تكون دكتوره امال احنا هنكون ايه لو هي بقت دكتوره؟!
فريده كانت بتسمع الكلام ده ودموعها نزلت وكانت بتقول في نفسها يعني انا ما ينفعش اكون دكتوره طب وليه كده انا وحشه للدرجه دي الناس كلهم بيتريقوا عليا حتى امي ما رضيتش بيا انا اكيد في حاجه غلط؟!
عمر كان واقف مستني سارة زي كل يوم قدام المدرسه سمع الكلام وقرب من الولاد دول وكان باين على وشه الغضب .
عمر (بغضب): إنتَ بتقول إيه؟! انت عاجز بتفكيرك يا متخلف انت قلت عليها ايه انا عايز اسمع ؟؟؟
الولد بص لعمر بخوف وقاله: والله انا ما كانش قصدي حاجه خلاص انا اسف مش هضايقها تاني!
والكل اول ما شافوا عمر وهو بيهجم على الولد ده طلعوا يجروا وبعد كده عمر راح عند فريده علشان كان شايفها .
عمر خوف: انتي كويسه فيك حاجه؟
فريدة (بدموع): شكرًا يا عمر… أنا مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه ؟
عمر (بحنان): متخافيش يا فريدة أنا هكون معاكِ دايماً الناس دي مش فاهمة إن القوة مش في الجسد القوه في القلب وفي العقل وانت قويه بما فيه الكفايه!
فريده :شكرا جدا لدعمك ليا ؟؟
في الوقت ده جه حسن وخد فريده وروحوا البيت.
فريدة ابتدت تكتسب ثقة في نفسها كانت بتذاكر بجد، وتشارك في الفصل، وبتقرب من سارة وعمر الناس ابتدت تتوقف عن السخرية منها وبدأت تحترمها لقوتها وإصرارها)
فريده هي وحسن قاعدين قدام الكمبيوتر علشان مستنيين نتيجه الثانويه
فريدة بخوف: يا رب يا بابا ادعيلي ؟؟؟
حسن بيحط ايديه على كتف فريده وبيقولها: بدعيلك والله يا بنتي ان شاء الله هتنجحي احنا تعبنا قوي وانتي تعبتي ما كنتيش بتنامي انا واثق فيك !
فريده قاعده بتترعش وهي بتحط رقم الجلوس علشان تعرف النتيجه ؟؟
فريده بصدمه :الحق يا بابا ؟؟؟
حسن بخوف: ربنا يستر يا بنتي في ايه ايه اللي حصل جبت كام ؟؟
فريده بعدم استوعاب الموقف انا جبت 99% يا بابا
حسن خد فريده في حضنه وقالها :الف مبروك يا حبيبتي كنت واثق فيكم كنت عارف ان انتي قدها يا فريده !
فريده ودموعها نازله :انا مش قادره اصدق نفسي يا بابا ان انا اخيرا هقدر هدخل كليه طب!
هنيه اول ما سمعت الكلام ده راحت مزغرطه ودموعها نازله وقالتلها :الف مبروك يا حبيبتي انا مش مصدقه يا بنتي ان اخيرا ربنا حقق حلمك وحلمنا وحلم ابوك الله يرحمه احنا فخورين بيكي!
فريده كانت مبسوطه قوي قالتلها :وانا كمان يا ماما والله انا مش مصدقه نفسي ربنا يخليكم ليا ؟
حسن بفرحه: انا هفرق شربات على العماره كلها وكل العماير اللي حوالينا لازما كله يعرف ان انا بنتي دخلت كليه طب وهتكون دكتوره قد الدنيا !
فريده بحب: ربنا يخليك ليا يا بابا ما يحرمنيش منك ابدا!
مرت الايام وفريده اول يوم ليها في الجامعه
داخلة وسط زحمة الطلبة بتحاول متبانش متوترة، لكن نظرات الناس حوالينها بتضغط عليها داست على الزرار اللي في الكرسي المتحرك وكانت ماشيه وكانت مش عايزة تحس انها اقل منهم بس نظرات الناس كانت بتجرحها)
طالبة 1 (بهمس لصاحبتها) – "بصي، دي بتيجي الكلية بالكرسي المتحرك ايه الهبل دي هي دي هتكون دكتوره ازاي!"
طالبة 2 (بضحكة مستفزة) – "هو إحنا فين هو احنا في كليه طب ولا في المستشفى شكلها جات العنوان غلط؟
(فريدة بتسمع الكلام قلبها بيعتصر من الالم
و بتحاول متبينش حزنها لحد ما تسمع صوت مألوف)
عمر بعصبيه – انت وهي وهو اخرجوا بره وانتم الترم ده محرومين ان انتم تحضروا كل المحاضرات علشان تتنمروا بعد كده على زميلتكم؟"
(فريدة بترفع عينيها، تلاقي عمر واقف عند باب المدرج، باصص للبنات والولاد اللي كانوا بيتريقوا بغضب )
طالبة 1 (بتتوتر) – "إحنا كنا بنهزر يا دكتور الموضوع مش مستاهل؟؟
عمر (ببرود) –يا استاذ ده اسمه تنمر يا اللي هتكون دكتور في المستقبل يعني انا دلوقتي هقدم فيك شكوى لعميد الكليه وخليه يرفدكم يعني مش هيبقى في السنه دي وهضيعها عليكم بس انا رحمتكم من الموضوع ده!
(الكل بيسكتوا وبيمشوا، وفريدة بتبص لعمر بامتنان)
(فريدة بتحس لأول مرة إنها مش مضطرة تحارب لوحدها واني عمر معاها في كل مكان وهو ظهر وسند ليها)
بعد ما خلصوا المحاضره راحت ساره وفريدة الكافتيريا كان عمر موجود قعدوا معايا على نفس الترابيزه وهم بيفتكروا ايام المدرسه.
(فجأة مروة وعماد قربوا منهم بنفس الطريقه المستفزه اللي كانوا بيعملوها ايام الثانوي اول ما قابله فريده وكانوا بيرخموا عليها.
مروه (بابتسامة بسخريه ): بصوا مين قاعدة هنا! فريدة يا سبحان الله دخلت الجامعه وهتبقي دكتوره ما كنتش قادره اقتنع بالموضوع ده الا لما شفتك بنفسي ؟
عماد (باستفزاز): يا بنتي وفري على نفسك، مهما عملتي، هتفضلي قاعده على الكرسي ده حتى المرضى مش هتعرفي تكشفي عليهم اما تكشفي على نفسك الاول ؟؟
سارة (بعصبية): بس بقى، هو انتو مش بتزهقوا انتم مش قادرين تفهموا ان هي اشطر منكم وان هي هتكون دكتوره في يوم من الايام روح انت وهي اتكل على الله يا بتاع كليه تجارة؟
فريدة (بالثقه): وسواء كنت مختلفة أو لا، ده مش هيوقفني مش محتاجة أثبت حاجة لأي حد وربنا اما بيحب حد بيبتليه وانا ربنا ابتلاني وانا راضيه بالابتلاء ده!
عمر (وهو يبص لهم باشمئزاز وعصبيه): غور من وشي انت وهي ومش عايزه اشوف وشكم هنا علشان انتم اللي هتزعلوا ؟؟؟
مروه عماد بيبص لبعض وكانوا متغاظين جدا وبعد كده خافوا من عمر وراحوا ماشيين.
ساره (بحنية): خلي بالك من نفسك انت احسن واقوى منهم بكتير يا فريدة ما تخليش حد يحطم معنوياتك.
(فريدة بابتسامه هاديه وهي بتحس بالأمان وسط أصحابها الحقيقيين اللي عمرهم ما حسسوها بعجزها)
بعد مرور وقت واخيرا فريده بقت في اخر سنه في كليه طب وعمر وفريده قربوا من بعض وجه اليوم اللي كان عمر منتظره وهو قرر انه يعرض على فريده الجواز في الجامعه قدام الكل
عمر فجاه راقعه قدام فريده في الحرم الجامعي وكان ماسك خاتم في ايديه وبيقولها
وسط استغراب الجميع من المشهد ده
وهو بيمد ايده قدام فريده وماسه خاتم في ايديه
عمر (بصوت مليان مشاعر، هادي لكنه واضح): فريدة… من أول يوم شوفتك فيه، كنت عارف إنك مش عادية، عارفة ليه؟ لأنك مختلفة، قوية، أجدع بنت عرفتها حد كده قوي وجميل وجدعه انت جذبت قلبي من غير ما تقصدي خليتيني اعشقك من غير ما تعرفي!
البنات بيتابعوا بعيون وهم مصدومين والشباب بيضحكوا بحماس، لكن عمر مش شايف غير فريدة… اللي واقفة قدامه مش قادرة تستوعب اللي بيحصل)
عمر (يكمل): عشت حياتي كلها بدور على حد يكون ليه معنى في حياتي… انتي بقيت النفس اللي انا بعيش علشان اتنفسه ؟!
(فريده بصدمه… وقلبها بينبض بسرعة )
عمر: فريدة… تتجوزيني؟
(الناس كلها بتتفرج على المشهد والكل كان مستني رد فعل فريده
وعمر واقف قدامها بكل قوة ومستني منها الرد.
(بلعت ريقها وهي حاسه ان ده حلم مش حقيقه
لكن اخيرا استوعبت ان ده الواقع)
(بتبتسم… ابتسامة دافئة عينيها تلمع بدموع وبتهز راسها بالموافقه)
فريدة (بصوت مختلط بين الفرحة والكسوف): موافقة…
(لحظة سكون والبنات بيسقفوا وبيصرخوا
بفرحة، والشباب بيصفروا بحماس وعمر قام بسرعة وهو فرحان جدا خد الخاتم ومسِك إيدها بحنية، ولبسهولها وإيده بترعش من كتر الفرحة.
(فريدة بتضحك، ودموعها بتنزل على خدها وعمر بيكلمها بهدوء وهو ماسك إيديها بين إيديه.)
عمر بحب: أنا مش هسيب إيدك أبدًا هفضل ماسكها لحد اخر دقيقه في عمري…
فريده ودموعها نازله وهي مش مصدقه ربنا يخليك ليا يا عمر وما يحرمنيش منك ابدا؟!
عمر :بلغ يا عمي حسن ان انا النهارده جاي علشان اطلب ايدك ؟
فريده حركت راسها بسعادة .
في بيت فريده كان قاعد حسن وهنيه قاعد قدام عمر.
عمر (بثقة واحترام): عم حسن، أنا جاي أطلب ايد فريدة رسمي، أنا مش هقول كلام كبير، أنا بس هقول إني بحبها، ومستعد أحارب الدنيا كلها عشانها… وإنت أكتر واحد عارف ان فريده دي جوهره ولازما تتحط في مكانها الصح .
(حسن بيبص لفريدة اللي بتبص في الارض بارتباك لكنه شايف الفرحة في عيونها وابتسامتها اللي بتحاول تخبيها وبعد كده بص لعمر بجديه)
حسن (بهدوء ): إنت فاهم إن الجواز مسؤولية، وإنها بنتي… يعني لازم أحافظ وما اخليش حد يزعلها ولا يدوسلها على طرف او يجرحها انسى اللي هي هتفضل معاك تاني ولا هتفضل على ذمتك دقيقه واحدة ؟
كريم : فاهم، ووعدي مني … فريدة عمرها ما هتحتاج حاجة وأنا عايش وعمرها ما هتحس بوجع طول ما أنا جنبها واللي هيجرح فريده اكنه جرحني وانا مش هسمح لحد يقرب منها او يزعلها.
حسن (بابتسامه): ربنا يسعدكم يا ولاد…على بركه الله احنا هنحدد كل حاجه وانا ما عنديش مانع اهم حاجه سعادتكم ؟
(عمر بيضحك وفريدة بتحس إنها أخيرًا وصلت لحلمها… مع الشخص اللي عمره ما خذلها واللي كانت بتتمنى من اول دقيقه شافته فيها ان هو يكون شريك حياتها)
بعد مرور كم يوم فريده خلصت امتحانات الجامعه وكانت قاعده مع عمر في الكافتيريا
عمر هو ماسك ايد فريده وبيبص في عينيها وهو نظراته كلها عشق وحب)
عمر: انا قررت خلاص ان انت هتعملي العمليه؟؟
فريدة (بتردد ): عمر… إنت متأكد؟ العملية مش سهلة، والدكاترة قالوا إن النتيجة مش مضمونة افرد فشلت…
عمر (يبتسم وبيدوس على إيديها بحنان): فريدة انت متاكده ان انا بحبك ؟
فريدة ( بكسوف): أكيد…
عمر(بإصرار): زي ما انتي متاكده ان انا بحبك انا متاكد إنك لازم تعملي العملية مش عشان أي حد ولا عشان نظرة المجتمع ولا حتى عشاني… لكن عشانك إنتِ إنتِ تستحقي تعيشي حياتك من غير خوف من غير ما تفكري في أي حاجة توقفك انت عندك احلام كثيره فلو سمحتي اقبلي وانا دكتور وعارف انا بعمل ايه!!