رواية ذكري انتقامية الفصل الثاني بقلم هاجر نور الدين
_ إنت سامعني يا عصام؟
بدأت أفتح عيني واحدة واحدة وأنا حاسس بدوخة جامدة وراسي مش مُتزنة تمامًا، شوية شوية لحد ما فوقت وكان عمر صاحبي واقف قدامي وجنبي من الناحية التانية فيروز.
إتعدلت في قعدتي نسبيًا على قد ما أقدر وقولت بتساؤل:
= إي اللي حصل؟
رد عليا عمر بتنهيدة وقال:
_ ولا حاجة يا عصام إنت بس جالك حالة إغماء.
بصيت في الأرض وأنا بفتكر كل اللي حصل وبعدين بصيت على بطن مراتي ولقيتها عادية مفيهاش حمل وبعدين سندت راسي على كفوفي بتنهيدة.
طبطب عمر صاحبي على كتفي وقال بهدوء وهو بيحاول يهون عليا:
_ إن شاء الله يا عمر هتتخطى المرحلة دي، أنا جنبك ومعاك وفيروز كمان معاك.
إتكلمت بعد ما رفعت راسي بتعب وأنا بقول وباصص لمراتي فيروز:
= أنا مش قلقان على نفسي يا عمر، أنا خايف على فيروز إنت مش عارف وأنا في الحالة بيجيلي هواجس قد إي عشان.. عشان...
قاطعتني فيروز وقالت وهي بتقعد جنبي وبتمسك إيدي وقالت:
_ وأنا قولتلك إني هفضل معاك وهنتغلب على كل دا سوا يا عصام.
إتكلمت وأنا بحاول أقنعها وقولت:
= محدش قال إننا هنسيب بعض يا حبيبتي، بس الفترة دي بس لحد ما الذكرى دي تعدي خليكِ في بيت والدك بس عشان سلامتك بعد كدا نرجع مع بعض عادي إعتبريها أجازة.
إتكلمت برفض قاطع وقالت:
_ دا إسمهُ هرب وأنانية يا عصام، وأنا مستحيل أهرب منك ولا أنا أنانية معاك، أنا فداك يا عصام إنت مش عارف أنا بحبك إزاي، وهنتخطى كل اللي إحنا فيه دا سوا مش حد لوحدهُ.
خلصت كلامها بإبتسامة وعشان أنا عارف إنها عنيدة ومش هتسمع كلامي إكتفيت بالإبتسامة وشديت على إيديها.
إتكلم عمر صاحبي وقال بإبتسامة وهزار:
_ أيوا بقى من لقى أحبابهُ نسي صحابهُ ياعم روميو.
ضحكت وقولت بهزار:
= أهي عينك دي هي اللي هتجبنا الأرض.
قعد جنبي وقال وهو بينكُشني:
= ياعم مقدرش ياعم إنت أخويا.
إتكلمت فيروز بإبتسامة وهي قايمة:
_ طيب أنا هروح أحضر العشا نتعشا كلنا سوا عشان محدش فينا كل.
إتكلم عمر برفض وقال:
= لأ أنا همشي أنا عشان خطيبتي مستنياني على العشا.
إتكلمت وأنا بمسكهُ من دراعهُ وقولت بتصميم:
_ لأ طبعًا تقوم تروح فين مش هتروح في حِتة، إتعشى معانا الأول وبعدين روح مكان ما إنت عايز.
إتكلم عمر وهو بيقول برفض وصدق:
= والله إنت عارف واحد أنا مش هتكسف منك بس حقيقي خطيبتي مستنياني عشان نتعشى سوا عندهم.
إبتسمت وقومت معاه وصلتهُ للباب وقولت بإمتنان حقيقي:
_ شكرًا يا صاحبي عمري ما هكفيك حقك في اللي بتعملهُ معايا.
إتكلم عمر بإقتضاب وقال وهو نازل:
= متقولش الكلام دا تاني عشان متضايقش منك، يلا سلام خلي بالك من نفسك.
سابني بعدها ونزل وأنا قعدت على الكنبة مستني العشا، طبعًا إنتوا مش فاهمين مين مريم ومين فيروز وإي اللي بيحصل معايا مش كدا؟
الموضوع كلهُ بدأ من 4 سنين، كنت متجوز مريم حُب عمري واللي مكانش في آي مشكلة في حُبنا ولا في طول فترة الخطوبة ولا في صعوبات وحواجز.
كل حاجة تمت زي ما إحنا عايزين بالظبط من أيام الجامعة وإتجوزنا بعد ما خلصت جيش، كان فات سنة على جوازنا ومحصلش حمل.
طلبت إننا نروح نكشف ونعمل تحاليل وخلافهُ وعشان أريحها روحت معاها مع إني كنت شايف إنهُ موضوع وقت، وساعتها ظهرت أول مشكلة في حياتنا.
في التحاليل إتقال إني عندي مشكلة ومش هينفع أخلف، من بعدها دخلت في حالة صدمة وحزن طبعًا ومريم كمان ولكن مكانتش موافقة تسيبني أو تبعد عني.
في يوم جاتلي مريم وهي مُبتسمة وبتقول:
_ عصام أنا عرفت هنحل المشكلة بتاعتنا إزاي.
بصيتلها بفضول وقولت:
= خير يا حبيبتي؟
إتكلمت بسعادة وقالت:
_ بابا صاحبهُ دكتور شاطر أوي أوي كان برا مصر وجه مصر من يومين وهو مُتخصص في عمليات تلقيح البوضيات وهعرف أحمل وأخلف.
كشرت وبعدين قولت برفض:
= لأ طبعًا يا مريم الموضوع دا حرام.
إتكلمت بإصرار وقالت:
_ أنا سألت في كذا مكان وقالوا إن لو الحالة مستعصية ممكن نعمل العملية مش حرام.
إتكلمت بهدوء وأنا بفهمها وقولت:
= لأ حرام يا مريم مين قالك مش حرام، وكمان حرام عشان إنتِ معندكيش مشكلة قولتلك لو الموضوع مضايقك وإنتِ من حقك تبقي أم طبيعي مش هبقى أناني معاكِ وإنتِ...
قاطعتني بعصبية وقالت:
_ متكلمش يا عصام عشان قولتلك مليون مرة مش هسيبك، عشان خاطري يا عصام أنا عايزة أبقى معاك ويبقى معانا إبننا، طيب بُص أنا حجزت مع الدكتور بعد بكرا وهنروح نكشف ونشوف وإنت شوف الدنيا لو معجبكش الوضع خلاص مش هنكمل.
فضلت ساكت وأنا باصصلها وشايف اللمعة اللي في عينيها ومرضيتش أكسر اللمعة دي وقولت بإستسلام:
= خلاص يا مريم اللي يريحك.
إبتسمت بسعادة وحضنتني وهي بتسقف، اليومين اللي بعد كدا عدوا عادي وروحت معاها المستشفى فعلًا وبدأنا إحنا الإتنين نكشف ونعمل الإجراءات المطلوبة.
كنت عارف إن الموضوع فيه إشتباه حرمانية وعايز أبعد عنهُ وكنت مقرر لما نطلع من المستشفى هقولها إني رافض عشان مش عايز نعمل حاجة تغضب ربنا.
ولكن بعد ما خرجنا وأنا شايف في عينيها سعادة رهيبة والإبتسامة واسعة وعريضة على وشها مقدرتش أبقى أناني وأرفض طلبها خصوصًا إن العيب من عندي وهي مش قابلة تسيبني.
سكتت ودا غلط أنا عارف بس إنتوا متعرفوش وقتها بيبقى إحساس الشخص عامل إزاي ربنا يبعد عنكم الإحساس دا.
كل حاجة كانت طبيعية لحد من 4 سنين بالظبط وكانت وقتها مريم حامل في الشهر السادس حصل اللي خلى اليوم دا من بعدها لإسبوع كامل يخلي في أسوء ذكرى في حياتي.
حصلت خناقة بيني وبين مريم وكانت خناقة جامدة جدًا زي آي زوجين وعشان الخناقة متوسعش أكتر قررت أسيبها بتزعق وأنزل، خدت المفتاح وقبل ما أروح لباب الشقة قالت بغضب:
_ بقولك طلقني يا عصام أنا مش عايزة أكمل مع واحد مستهتر زيك.
بصيتلها بغضب وقولت بعصبية:
= صدقيني أنا بستحملك وقت العصبية والخناق ومش باخد على كلامك بي أنا كمان عندي طاقة متكرريش الكلمة دي تاني عشان ممكن تفلت مني في وقت عصبية زيك برضوا يا مريم.
ضحكت بسخرية وقالت:
_ والله!
طيب خليها تفلت منك يا عصام.
سيبتها ومردتش عليها ولقيت المفتاح خدتهُ ولسة بفتح باب الشقة عشان أنزل سمعت صوت صريخ وحاجة هبدت جامد ورايا، خوفت.
خوفت ألف ورايا وحطيت إيدي على قلبي لإن الصريخ كان من مريم، لفيت بهدوء ولقيتها واقعة في الأرض وإتزحلقت من صابون في الأرض بالغلط عشان كانت بتنضف ووقع عليها السلم المعدن.
تحديدًا على بطنها ومن بعدها مريم بقت تنـ *زف وصوتها سكت خالص، جريت عليها وأنا دموعي بتنزل ومش عارف أتصرف إزاي لحد ما شيلتها وجريت بيها على المستشفى.
نقلتها في العربية وروحت بيها المستشفى بسرعة وإستنيت برا وأنا على أعصابي وإيدي مليانة د *م، منها هي وبنتي اللي لية مجاتش على الدنيا!
كنت في حالة صدمة وحتى العياط مش بعيط، كنت باصص ومتنح لإيدي اللي فيها د *مهم، بعد ساعات عدت عليا سنين.
خرج الدكتور وقال بنظرة إنهاك وأسف خمنت اللي هيقولوا بعدها:
_ إحنا حاولنا والله بس الواضح إن الحادثة دي كانت قوية أوي ولا هي ولا الجنين إستحملوها.
صرخت وقولت بعدم تصديق:
= يعني إي يا دكتور؟
يعني إنت قصدك الإتنين..؟
إتكلم الدكتور بأسف وقال:
_ أنا أسف، كنا بنحاول على قد ما نقدر ننقذ الأم بس ولكن كانت ضعيفة جدًا وللأسف، البقاء لله شد حيلك.
قعدت في الأرض وكان صاحبي عمر جِه في الوقت دا وحاول يواسيني وأنا كنت في عالم تاني خالص.
بعد الدفن والعزا دخلت البيت وكان ضلمة وكئيب، مفيهوش روح ولا طايقهُ نهائي، لسة هقعد على الكنبة وسط الضلمة سمعت صوت طفل بيعيط جاي من الأوضة وصوت مريم مراتي وهي بتغنيلهُ عشان يسكت.
دخلت بهدوء وإستغراب لحد ما وصلت قدام باب الأوضة المفتوح وكانت مريم مراتي قاعدة على السرير وهي مُبتسمة وشايلة بنتنا وهي بتغنيلها، بصتلي وإبتسمت بعدها.
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم