رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثالث 3 بقلم ميمي عوالى

  

رواية خلف قضبان القلوب الفصل الثالث بقلم ميمي عوالى


اسرعت همس الى زكريا و القت بنفسها بين ذراعيه و قالت : وحشتنى يا عمو
لتدخل زوجة زكريا من خلفه و ما ان وقع بصرها على زهرة الا وقالت : مين اللى قاعدة دى ، شكلها مش غريب عليا ابدا .. حاسة انى شفتها قبل كده 🙄
زكريا و هو يضم همس الى صدره بمداعبة : فعلا .. فيها شبه كبير اوى من نور الله يرحمها 
ماجى بتركيز : تصدق فعلا .. فيها شبه كبير اوى منها ، بس مين دى 
زكريا لهمس : مين دى يا همس اللى كانت قاعدة معاكى 
همس : دى ميس زهرة ، الميس بتاعتى ، تيتا اتفقت معاها انها تبقى معايا طول الاجازة 
ماجى و هى تسحب صغيريها الى الداخل : كويس انها لقتلك حاجة تشغلك
زكريا : طب ايه يا هموس .. هتيجى معايا جوة و اللا هتفضلى هنا
همس : لأ .. هفضل مع ميس زهرة
زكريا : مش هتلعبى ويا تولين و اياد
همس : احنا بنلعب بالصلصال و الالوان ، لو طنط ماجى وافقت خليهم يخرجوا يلعبوا معانا 
زكريا : ماشى كلامك ، هروح انا بقى اسلم على تيتا و بابا 
ليتركها زكريا و يدلف الى الداخل لتعود همس الى زهرة قائلة : انا قلت لعمو زى ما قلتيلى ، انتا قاعدين بنلعب و لو طنط وافقت يبقى تولين و اياد يخرجوا يلعبوا معانا
زهرة بابتسامة : برافو يا هموسة ، ياللا احنا بقى نكمل الاشكال بتاعتنا 
اما بالداخل .. فكانت مريم تجلس مع امها و صغيريها عندما تقدمت منهم ماجى و صغيريها و القت السلام ، فرحبت بها فاطمة و قالت بعد الاحضان و القبلات : بقى كده برضة ، تغيبوا عنى طول الوقت ده ، ده انا ماشفتكمش من اكتر من شهرين و الولاد وحشونى اوى 
ليهل عليهم زكريا و يقول : الولاد بس اللى وحشوكى ، طب و احنا ما وحشنكيش يعنى 
فاطمة و هى تضم زكريا الى احضانها : وحشتونى بس ، ده انا هتجنن عليكم ، ثم اكملت ضاحكة و هى تنظر للصغار .. انما الصراحة .. الولاد وحشونى اكتر شوية ، و عشان كده ما صدقت انهم اخدوا الاجازة عشان اشوفهم
مريم : طب و لما احنا وحشناكى كده مابتجيش تشوفينا ليه
فاطمة : و اسيب اخوكم و همس لوحدهم ازاى بقى يا ست مريم
مريم : همس مابقيتش صغيرة على فكرة و تقدر تاخد بالها من يونس 
زكريا : البنت الصغيرة دى هتاخد بالها من ابوها ازاى يا مريم
مريم : ماهو لازم يا ماما تخليها تتعلم ، وضع يونس الله اعلم هيفضل لامتى و ان كان هيتغير و اللا لا
فاطمة باستنكار : ايه الكلام اللى انتى بتقوليه ده يا بنتى ، اخوكى الحمدلله بيتحسن ، ده حتى رجليه ابتدت تستجيب هى كمان للعلاج الحمدلله
زكريا : فعلا .. انا متابع مع الدكتور ، و بلغنى بالتطورات و انا عن نفسى متفائل ، و يمكن ان شاء الله نلاقيه وقف من تانى على رجليه قبل ما تعدى علينا سنة و يمكن قبل كده كمان
فاطمة : يارب يا ابنى 
زكريا : هو حاتم ماجاش معاكى و اللا ايه يا مريم
مريم : جه معايا بس طلع يسلم على يونس
زكريا : انا كمان هطلع اسلم عليه .. بعد اذنك يا ماما
ليصعد زكريا الى غرفة يونس ، ليقول بصوت مسموع : السلام عليكم يا اهل الدار 
ثم يدلف الى الغرفة و يتقدم من يونس و يقترب منه مقبلا راسه و هو يقول : عم يونس عم الشباب كلهم 
يونس بسخرية : شباب ايه بقى .. ما خلاص
زكريا : هو ايه ده اللى خلاص يا عم انت ، ده انت لحد دلوقتى بتتشقط من صورك بس .. ازيك يا حاتم
حاتم : اخيرا افتكرت ، ده انا قلت انى بقيت شفاف بزيادة لدرجة انك ماشفتنيش و انا قاعد
زكريا : يا عم ما انا بشوفك كل يوم ، انما يونس بقالى مدة ما شفتوش 
يونس بعتاب : و ايه اللى منعك تسوفنى يا زكريا
زكريا : حقك عليا انا عارف انى مقصر ، بس كان عندى شوية كركبة كده مزاولانى و الحمدلله عدت على خير 
يونس : عدت يعنى 
زكريا : ااه الحمدلله .. فل
حاتم : هى مين الست اللى قاعدة مع همس تحت دى
يونس : دى الميس بتاعة همس فى المدرسة 
حاتم : هى همس مستواها الدراسى وحش للدرجة دى 
يونس : خالص ، همس من المتفوقين ، بس ماما لقت ان البنت هتبقى قاعدة لوحدها طول اليوم ، فقالت تجيبلها ونس معاها
حاتم : جليسة يعنى 
و عندما لم يعلق يونس .. قال زكريا : مش وحش ، المهم البنت تبقى منسجمة معاها
حاتم بفضول : و يا ترى بقى يا يونس انت شفت الجليسة دى 
يونس : ايوة شفتها
حاتم : تبقى اكيد اخدت بالك من الشبه اللى بينها و بين مراتك
يونس بتنهيدة قصيرة : يخلق من الشبه اربعين
زكريا : على فكرة يا يونس انا جاى النهاردة و مش ماشى قبل ما نتفق على نزولك تحت
يونس : تنزلنى تحت فين
زكريا : انا اتفقت مع ماما و الدكتور انك لازم تغير مناظر و تتحرك و تنزل تحت و الدكتور اكد على ده ، و قال انك لازم تغير جو بدل الحبسة الانفرادى اللى انت حابسها لروحك دى
يونس برفض : انا مش خارج من اوضتى 
زكريا : يا عم هو حد هياخدها منك ، بس وجودك جوة الاوضة باستمرار كده غلط جدا عليك و على نفسيتك
يونس : انا قفلت الكلام فى الموضوع ده يا زكريا
زكريا : بس انا ماقفلتوش ، و لعلمك انا طلبتلك الكرسى اللى الدكتور قاللى عليه ، و هيوصل بكرة 
يونس : انا مش عاوز اى حاجة من الكلام ده
حاتم : ماتسيبه براحته يا زكريا هو ادرى بمصلحته
زكريا : انا ادرى بمصلحته منه ، و الدكتور قاللى ان التمارين مش كفاية ، و ان خروجه من السرير ده عليه عامل كبير جدا فى عامل الوقت و السرعة
حاتم بسخرية : ده تلاقيه بس بيطلع حجة لفشله
زكريا ببعض الحدة : انهى فشل ده اللى بتتكلم عنه يا حاتم ، هى دى كانت حالة يونس قبل ما الدكتور يتعامل معاه 
حاتم : بس ماتنساش ان الكلام ده عدى عليه تلت سنين بحالهم ، ماهماش تلت شهور
زكريا : الظاهر انك نسيت كلام الدكتور وقت الحادثة ، احنا حققنا انجاز ماكناش نحلم بيه
اما بالاسفل فكانت مريم تقول : هى نتيجة همس كانت وحشة و اللا ايه يا ماما
فاطمة ضاحكة : مين دى .. همس ، طب دى طالعة التانية على المدرسة
مريم بدهشة : و لما هى طالعة التانية و نتيجتها كويسة ، جايبالها المدرسة بتاعتها فى الاجازة ليه
فاطمة بتنهيدة ثقيلة : البنت بتبقى لوحدها طول اليوم لانى ببقى مشغولة مع باباها ، و مش معاها حد من سنها يلعب معاها و لا حد فاضى انه ياخد باله منها ، فقلت على الاقل الميس بتاعتها تعوضها عن كل ده 
مريم : و على كده بقى عملتيلها مرتب اد ايه
فاطمة : مرتب معقول لامكانياتها
ماجى : و يا ترى ايه بقى امكانياتها دى 
فاطمة : بتحضر دكتوراه فى علم النفس و السلوك
ماجى : دكتوراه مرة واحدة 
مريم : و لما هى بتحضر دكتوراه ، ازاى توافق انها تشتغل شغل زى كده
فاطمة : و هو ماله الشغل ده يا بنتى 
مريم : ماله ايه يا ماما ، مهما اختلفت المسميات فشغلها فى الاول و فى الاخر مش اكتر من دادة 
فاطمة : الشغل مش عيب يا مريم ، و بنت اخوكى بتحبها و متعلقة بيها
مريم : تقومى تجيبيهالها لحد هنا و هى بالشكل ده
فاطمة : ماله شكلها 
مريم بترصد : انتى عاوزة تفهمينى انك ما لاحظتيش الشبه اللى بينها و بين نور
فاطمة : الله يرحمها
ماجى : انا اول ما شفتها .. اول حاجة لفتت نظرى ليها هو الشبه ده ، يعنى لو يونس شافها هو كمان هياخد باله منها
مريم : و يمكن كمان يمسك فيها و يديها دور اكبر من الدور اللى انتى جايباه عشانه و هى طبعا ما هتصدق و تعيش الدور
فاطمة ببعض الحدة : انتى ايه الجنان اللى انتى بتقوليه ده
مريم : مش جنان يا ماما ، ده كلام العقل
فاطمة : حتى لو ده حصل .. مايخصكيش
مريم : ازاى يعنى مايخصنيش يا ماما ، هو اى كلام و خلاص
فاطمة : انتى اللى بتقولى اى كلام يا مريم ، و بعدين تعالى هنا و قوليلى .. انتى ايه الطريقة اللى بتتعاملى بيها مع بنت اخوكى دى 
مريم بجمود : طريقة ايه اللى تقصديها
فاطمة : انتى فاهمة قصدى كويس ، ده بنت اخوكى الوحيدة اللى فاضلة له من بعد موت مراته الله يرحمها ، دى البنت يتيمة ، يعنى حتى لو مش بنت اخوكى مش المفروض تتعاملى معاها بالقسوة دى 
مريم : انا بتعامل بطبيعتى
فاطمة : لا مش بطبيعتك ، هو انا يا بنتى ما بشوفكيش و انتى بتتعاملى مع ولادك
مريم باستنكار : و انتى عاوزانى اساوى بين معاملة بنت اخويا مع معاملتى لولادى يا ماما
فتطمة : و ما انا طول عمرى كنت بعامل نور و سوزان زى معاملتى ليكى بالظبط
مريم : غلط
فاطمة بذهول : هو ايه ده اللى غلط يا بنتى 
مريم : انك تساويهم بيا غلط ، انا اللى بنتك مش هم ، ازاى تاخدى حقى فيكى و تقسميه عليهم
فاطمة : اقسمهم عليهم ، اقسم ايه يا بنتى ، هو انا اما اكون راعيت ظروف يتمهم و اتقيت ربنا فيهم .. ابقى قاسمتهم معاكى فى حقك 
مريم : ايوة ، خليتيهم يشاركونى فى كل حاجة ، رغم ان كل حاجة كانت ملكى لوحدى 
ليسمعوا صوت زكريا و هو عائد من الاعلى : ماتوجعيش قلبك معاها يا ماما ، هى هتفضل كده طول عمرها .. مش هتتغير
فاطمة باصرار : بس لازم تغير معاملتها للبنت يا زكريا ، البنت نفسيتها تتعب بالشكل ده ، يعنى يبقى ابوها بعيد عنها و كمان اللى حواليها قاسيين عليها 
زكريا بعدم رضا : ربنا يهدى .. على فكرة انا اتكلمت مع يونس فى موضوع نزوله من الاوضة
فاطمة : و وافق
زكريا : لا طبعا ، بس انا عرفته ان الكرسى هيوصل بكرة ان شاء الله 
فاطمة : ربنا يهديه و يوافق
زكريا : اما الكرسى يوصل ، هتفق مع الدكتور بتاعه على المعاد اللى هيجيله فيه ، و هاجى احضر معاهم الجلسة و ان شاء الله نقنعه سوا 
فاطمة : يا رب يا ابنى 
ليرى زكريا الصغار الاربعة و هم بجلسون امام شاشة التلفاز و هم يشاهدون الكرتون ، فيقول : ماتسيبوا الولاد يخرجوا يقعدوا مع همس و الميس بتاعتها 
لتنهض مريم قائلة : انا هخرجهملها
و قبل ان تنصرف مريم من امامهم استوقفتها فاطمة قائلة : ياريت يا مريم ما تتصرفيش اى تصرف يزعلنى منك
لتنظر مريم اليها بامتعاض ، ثم تتجه الى الخارج بعد ان امرت الصغار باتباعها 
و بعد ان غادرت الى الخارج قالت فاطمة لزكريا : معلش يا زكريا .. ياريت تروح وراها لا تضايق زهرة بطريقة كلامها و انا مش ناقصة وجع دماغ
ليستجيب لها زكريا و يتجه الى الخارج ، فتقول ماجى : سامحيني يا طنط .. بس مش شايفة ان حضرتك مكبرة الموضوع بزيادة 
فاطمة : لا يا ماجى .. انا مش مكبرة حاجة ، البيت ده بيت يونس و بنته ، حتى انا ضيفة عليهم ، و ما ينفعش ابدا ان البنت تعيش مضط/هدة فى بيتها مهما كان مين اللى بيعمل فيها كده ، يعنى الكلام مش لمريم لوحدها يا بنتى 
ماجى بامتعاض : تقصدى ايه يا طنط 
فاطمة : انا مارضيتش اتكلم قدام زكريا و فضلت ان الكلام يبقى بينى و بينك يابنتى ، رغم ان كلامى لبنتى كان على المشاع ، انا بس مش حابة ان يحصل مشكلة بينك و بين زكريا بسبب الحكاية دى ، و متهيالى انتى عارفة زكريا بيحب همس اد ايه ، و لو انا حكيتله على اللى انتى و مريم بتعملوه ما اعتقدش ابدا انه هيسكت 
ماجى : هو حضرتك عزمانا النهاردة عشان تقوليلنا الكلام ده 
فاطمة : انا عزماكم عشان احفادى وحشونى ، احفادى اللى معزتهم كلهم من معزة بعض ، و اللى ما عنديش اى استعداد ان اى حد يضايق حد فيهم مهما ان كان مين .. متهيالى كلامى واضح يابنتى ، انا هروح اقوللهم يحضروا لنا الغدا
اما بالخارج .. فعندما ذهبت مريم بصحبة الصغار الى مجلس زهرة و همس ، وقفت خلفهما و قالت بعلياء : انا عرفت ان اسمك زهرة 
لتلتفت إليها زهرة بابتسامة صغيرة و تقول : ايوة
مريم : و يا ترى عارفة تتعاملى مع همس كويس
زهرة و هى تبتسم لهمس بحب : همس جميلة و شطورة خالص
مريم : خدى بالك السن ده محتاج تعامل من نوع خاص و خصوصا البنات ، فياريت تاخدى بالك و تعملى حسابك 
زهرة بعدم راحة : اعمل حسابى فى ايه مش فاهمة 
مريم : يعنى مش معنى انك قاعدة معاها طول النهار انك تقضى معاها اليوم فى اللعب و الحواديت ، البنت محتاجة انها تتعلم حاجة تنفعها و تستفيد بيها ، مابقتش صغيرة على اللعب طول الوقت 
زهرة بدهشة : و مين قال لحضرتك اننا بنلعب طول الوقت ، ثم حتى لو كان .. همس ماجابتش اصلا تسع سنين 
مريم : تسع سنين مش شوية ، انا قلت افهمك لان ماما ممكن تكون مشغولة مع باباها و مش فاضية انها تتابع انتى بتعملى معاها ايه بالظبط
بس عموما بما اننا كلنا هنا النهاردة .. ممكن تكملوا لعب ، و خدى باقى الولاد خليهم يلعبوا معاكم 
ثم نظرت الى رامى و زين و قالت بتنبيه : طبعا مش عاوزة هدومنا تتبهدل .. اتفقنا 
ليومئ الصبيان براسهما دليل الفهم و الموافقة ، فتستدير استعدادا للعودة الى الداخل تحت نظرات زهرة المذهولة من طريقة تعاملها 
و ما ان عادت مريم الى الداخل حتى اقترب زكريا من زهرة و هو يضحك بسخرية و قال بنبرة يشوبها الاعتذار : مش عاوزك تاخدى على خاطرك من مريم ، اصلها جد زيادة شوية فى تعاملاتها ، هو احنا بس قلنا الولاد كلهم يتجمعوا مع بعض ، و الحقيقة هنبقى متطمنين عليهم و هم تحت عينيكى 
زهرة بابتسامة : ماتقلقش عليهم .. الولاد كلهم فى عينيا
زكريا : يا ستى تسلم عينيكى ، بس الحقيقة انا كنت عاوز اسالك على حاجة 
زهرة : اتفضل
زكريا : هو انتى ما عندكيش اخوات
زهرة : افندم
زكريا ضاحكا : انا ماقصديش حاجة و الله ، هو بس الحقيقة فى شبه كبير جدا بينك و بين حد تانى نعرفه
زهرة : لا .. الحقيقة ماعنديش اخوات
زكريا : ماشى .. هسيبك انا بقى و ارجعلهم جوة 
زهرة : اتفضل
ثم تشير الى الصغار للجلوس حولها فتقول همس ببعض الدهشة : هى مامهاتكم رضيوا انكم تلعبوا معايا
رامى : انا و زين هنتفرج بس عشان مانبهدلش هدومنا
زهرة : ما انتو ممكن تلعبوا و هدومكم مش هتتبهدل و لا حاجة ماتخافوش .. الصلصال ده مابيسيبش لون فى الايد
تولين : ايوة يا رامى .. زى اللى عندى ماتخافش
زين : عاوز العب معاكم
اياد : و انا كمان
لتضحك زهرة و تقوم بتوزيع بعض الصلصال على  الجميع ، و لكن تولين تلاحظ ان همس لا تلعب بالصلصال ، و لكنها تقوم بالتلوين ، فقالت : انا عندى اسكتش زى اللى بتلونى فيه ده يا همس
زهرة : و يا ترى بقى بتلونى فيه
تولين : بس مش كده زى همس ، مش بعرف الون حلو
همس : تعالى بصى عليا عشان تعرفى ، و ابقى اعملى رسمة تانية جربى فيها
تولين : بس الاسكتش بتاعك انتى 
همس : و ايه يعنى ، لما يخلص هقول لتيتا تجيبلى غيره
اما يونس فكان لا زال يستمع الى حاتم و هو يقص عليه اخر اخبار اعمالهم ، عندما عاد اليهم زكريا و قال بضجر : يا ابنى ارحم الراجل شوية ، من وقت ماجيت و انت مابتتكلمش غير فى الشغل 
حاتم : مش بعرفه ماله بيحصل فيه ايه
زكريا بامتعاض : لا ماتقلقش ، هو عارف كل حاجة 
حاتم : هيعرف منين بقى و انا و انت ماحدش جه هنا من زمان
زكريا : و رغم ذلك بيوصله تقرير اسبوعى بكل اللى تم فى الشركة 
حاتم : من مين بقى 
زكريا : يا عم حاتم ماتشغلش بالك ، انا عارف انا بعمل ايه
حاتم ببعض الخبث : انا قلت انك بقالك فترة كبيرة مش فاضيله و مش معرفه حاجة ، فقلت اعرفه انا ، ما هو برضة اخويا و يهمنى امره 
يونس : شكرا يا حاتم .. كتر خيرك 
زكريا : انا قلت لماما انى هتغدى انا ويا يونس النهاردة ، و سايبهم تحت بيحضروا السفرة ، روح انت ياللا اتغدى معاهم ، و ابقى ارجع اشرب معانا القهوة 
حاتم : طب ما اتغدى معاكم هنا 
يونس : لا يا حاتم ، روح اتغدى مع مراتك و الولاد ، و كمان عشان تقعد مع ماما شوية ، انت من ساعة ما جيت و انت قاعد معايا و سايبهم
حاتم : ماشى ، هخلص اكل و ارجعلكم على طول 
زكريا : براحتك 
و بعد ذهاب حاتم .. ينظر زكريا الى يونس و يقول : ناوى على ايه يا يونس
يونس : تقصد على ايه مش فاهم
زكريا : اقصد حياتك
يونس : و هى فين حياتى دى يا زكريا ، حياتى انتهت يوم ما نور مشيت و سابتنى لوحدى 
زكريا : اولا نور ما سابتكش لوحدك ، نور سابتك مع اخواتك و مع امك و مع بنتك كمان و اللا نسيتها ، و لو كان ربنا رايد ان حياتك تنتهى بموت نور كنت روحت معاها فى الحادثة يا يونس ، لكن ربنا أراد انك تفضل و اكيد ده لسبب 
يونس بسخرية  : و ياترى ايه بقى السبب ده 
زكريا : ان عندك رسالة المفروض تكملها ، عندك بنتك اللى محتاجالك و محتاجة حضنك و حنينك ، و نصايحك يا يونس ، بنتك لسه ورقة خضرة بتتشكل و المفروض انت اللى تشكلها 
بونس ببعض اليأس : و هو انا فى ايدى ايه عشان اعمله و ما عملتوش
زكريا : فى ايدك انك تساعد الدكتور عشان تقدر تقف من تانى على رجليك
يونس باستنكار : انا اللى اساعده 
زكريا : ايوة انت طبعا .. اومال مين ، لو ماعندكش عزيمة و امل .. عمر الدكتور ما هيقدر يوصل للنتيجة اللى احنا عاوزينها لوحده
انت ناضج كفاية عشان تفهم كلامى ده يا يونس ، بنتك محتاجالك ، لازم تشوفك قدامها و يبقى فى قناة للحوار بينك و بينها
يونس بنبرة شجن : تشوفنى و انا عاجز حتى انى اقدر اعتمد على نفسى فى اللقمة 
زكريا : ماتنكرش انك اتحسنت كتير عن الاول ، و كمان الدكتور بيقول انك لو ساعدته ممكن فى ظرف شهر واحد تقدر تحرك ايديك كويس جدا 
يونس : و المطلوب منى 
زكريا : بكرة الصبح ان شاء الله فى عمال هييجوا يجهزوا لتركيب اسانسير من الريسبشن لفوق
يونس : اسانسير لايه
زكريا : بما انك مش عاوز تنقل اوصتك تحت ، يبقى على الاقل لازم تتواجد تحت ، الكرسى اللى الدكتور قال عليه هيوصل بكرة ، و انا هبقى موجود مع الدكتور بكرة ان شاء الله و احنا بندربك عليه ، و طبعا الكرسى ده عشان تنزل بيه تحت و تتحرك بيه زى ما تحب ، و عشان كده هنعمل اسانسير 
يونس : و هو الاسانسيرات بتتجهز كده من غير مقايسات اليومين دول
زكريا : المقايسة اتعملت من يومين 
يونس : ماحدس قاللى 
زكريا : انا اتفقت مع ماما انها ماتجيبلكش سيرة عشان ماتقعدش تقاوح معاها زى عادتك ، و بينى و بينك ماما مش عاجبانى بقالها فترة
يونس بتنهيدة : انا عارف انى متقل عليها اوى ، و مكتفها و حابسها جنبى 
زكريا : و ده سبب من الاسباب اللى المفروض تبقى عاوز تخف بسرعة عشانه ، ويا سلام بقى لما انا و انت و ماما نطلع عمرة سوا اول ما تقدر تقف على رجليك باذن الله 
يونس : تفتكر ممكن 
زكريا : عماد مأكدلى 
يونس بفضول : عماد مين
زكريا ضاحكا : بتاع فيلم الرهينة 
اما بالاسفل و عند اتجاه الجميع الى مائدة الطعام حاولت فاطمة اقناع زهرة بالانضمام إليهم و لكنها اعتذرت ، و طلبت ان تتناول الغداء بالمطبخ 
و عندما ذهبت الى المطبخ وجدت زينب تناول الطعام للخادمتين اللتين كانتا تعدان المائدة ، فقالت زهرة : تحبى اساعدك فى حاجة يا دادة  
زينب بامتنان : تسلمى يا بنتى ، ادعيلى انتى بس ان اليوم ده يعدى على خير و ماحدش يطلع فى الاكل القطط الفاطسة واحنا عمالين نجهز فيه من يومين اهو على يدك
زهرة بابتسامة : ده الاكل ريحته تجنن يا دادة ، و اكيد طعمه كمان ماتقلقيش
زينب : الله يجبر بخاطرك يا بنتى ، اصلك طيبة و مش عارفة حاجة ، ربنا يستر 
و بعدما فرغت الخادمتان من توصيل جميع الطعام قالت زينب : اقعدوا كلوا بقى انتو كمان قبل ما الزعابيب تشتغل 
لتضحك الخادمتان دون تعليق تحت نظرات زهرة المندهشة ، و لكن دهشتها لم تطل .. عندما سمعت مريم و هى تقول بصوت وصل اليها بوضوح : يوه يا ماما ، مش انا قلتلك تنبهى عليهم مايعملوش الاصناف دى
زينب بامتعاض : ابتدينا 😏

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1