رواية فريد من نوعه الفصل الثالث 3 بقلم حنين شريف

 

رواية فريد من نوعه الفصل الثالث بقلم حنين شريف


وقف فريد امام عماره صغيره في حي شعبي بسيط.

اخرج محمد الحقائب وقال لفريد:
ايه يلا مبلم كده ليه؟..

قال فريد وهو لازال ينظر الي الحي والاولاد الذين يلعبون كره القدم:
مش مصدق اني هعيش في نفس المستوى تاني..

قال محمد 
ياعم هي كلها كام شهر وبعد كده تشوفلك حته تانيه ..

نظر فريد الي العماره:
ربنا يسترها ومتكنش دبستني..

محمد وهو يدخل العماره :
لا لا هنا بقي ومسمحلكش..

فريد وهو يصعد السلالم 
ليه بقي ان شاءالله..

قال محمد وهو يتقدم فريد في صعود السلالم
بص يافريد هو ممكن يكون مكان شعبي شويه..لكن صدقني السكان هنا محترمين جدا جدا... و العماره بتتميز بهدوء سكانها وو...

قاطعه خروج رجل كبير في السن يرتدي حماله بيضاء ويقول بعصبيه:
انت ايه يا وليه؟..مبتتهديش...

خرجت امرأة لتقول بردح:
مين دي الي تتهد يالينقصف عمرك...

قال الرجل بعصبية 
ينقصف عمر مين ياوليه ياخرفانه...وحياة امك ياسعديه لاتجوز عليكي واجيب ست الستات..!..

قالت المرأه بردح
تجوز مين يا راجل يامهزأ ، ده انا وخداك وانت محلتكش اللضي ، وقعدوا يوعوني ، يقولولي يابنتي متمسكه بيه علي ايه ، علي ماله ولا جماله!!..

الرجل بغيظ 
ياوليه هجيبك من شعرك!...

الزوجه قالت بردح
لا ياااااا عممممممر... فاكرني علشان بسكت لما تفضل تبصبص للبت جارتنا اكون لقمه ساهله!...
لا ياااااا احمد ...

امسك الرجل الزوجه من شعرها وهو يدخلها منزله قائلا 
وحياة امك لأربيكي من جديد يا سعديه...

كل ذلك تحت انظار فريد الصادمه ، نظر فريد الي محمد بغضب:
هي دي العماره الي بتتميز بهدوء سكانها؟!..
ما أنت يا بتشتغلني يا انت اطرشت؟!!..

قال محمد وهو يصعد السلالم مره اخري ويحاول تهدئه فريد:
يافريد دي مشاكل زوجيه وارده تحصل في اي وقت واي مكان ، مين يعني عمره ما اتخانق مع مراته وصوته علي يعني...
المهم يافريد انه فعلاً السكان هنا محترمين سيبك بس من الحج احمد ومراته ، لكن حتي الستات الي هنا متعاونين وحتي لو فيه ..

قاطعهم صوت امراه تقول بصوت عالي
جري ايه يابت يالي ملقتش الي يربيكي..

قالت الاخري بعصبيه
مين دي الي متربتش ياوليه مشافتش بربع جنيه ربايه..!
جري ايه يا صفيه هي هبت منك تاني ولا ايه...

شهقت صفيه وقالت بردح 
مين دي الي متربتش يا بت يا بايره يالي مش لاقيه الي يعبرك!..
ولا انت يابت يا سهر علشان شايفاني متجوزه سيد الرجاله وقاعده تلفي عليه بس عامله زي المفراك الخايب..

شهقت سهر وقالت
ليه ياختي شايفاني ناقصه ايد ولا ناقصه رجل علشان محدش يعبرني..
ده كل الرجاله واقفه علي بابي وبيخبطوا بس انا الي منفضه، اصلك عقدتيني ، خوفت لو اتجوزت ابقي وحشه كده زيك...

صفيه بردح
مين دي الي وحشه يا بت الخباز...

سهر وهو تتمايل امامها بدلع
شوفي الحلاوه دي وانت تعرفي ...

لوت صفيه بوزها وقال
واش يفيد الجمال مع وقف الحال...

فريد نظر اليهم بصدمه ثم نظر الي محمد وعينيه تشع غضب.

صعد فريد ومحمد وتركوهما .

فريد بصوت غاضب
ده ايه الصداع ده ، انا مستحيل اعيش هنا..

محمد محولاً تهدئته 
يافريد متاخدش في بالك دول شويه ستات وبيتخانقوا ، انما فعلاً باقي سكان العمار...

قاطعه فريد قائلا بغضب
شششششش..ولا كلمه .. حاسس انك لو قلت حاجه تانيه هلاقي راجل طالعلنا بمطوه...

قال محمد بسخريه
ومين يعني الي...

نظر له فريد نظره اخرسته.

صعدوا الي طابق منزله الجديد ليروا امراه تنتظرهما لتقول:
اهلا اهلا يا بشمهندسين...

قال محمد بابتسامه مجاملاً
اهلا يا ست شاديه

لم ينتبه فريد علي ما يقولون بل لفت نظره الباب المجاور الي منزله ، لمح فتاه من وراء الباب ولكنها اقفلت الباب بسرعه ، لم يري شئ سوي شعرها الأسود .

افاق فريد من شروده علي محمد وهو يقول له:
ايه يابني انت روحت فين...

فريد بأنتباه
هااا..لا انا هنا اهو..

اعطاه محمد مفتاح المنزل وقال
خد بقي انت المفتاح وعيش حياتك وانا عندي مشوار كده اخلصه وابقي اعدي عليك...

غادر محمد ثم تنهد فريد وفتح باب المنزل ثم تنهد ليحمل حقائبه ثم يدخل الي منزله الجديد مؤقتاً.

تفقد المنزل ، كان المنزل بسيط كان يحتوي علي غرفتين ، غرفه كبيره وغرفه صغيره ذات سريرين صغيرين.

دخل فريد الي الحجره الكبيره ووضع ملابسه في خزانته .

خرج فريد من غرفته بعدما وضع ملابسه ليري الحقائب الاخري.

تنهد فريد بقله حيله ، ليضع كل شئ في مكانه.

جلس علي احدي الكراسي بتعب وقال :
لا لا كده كتير اوي....

دخل فريد الي غرفته وارتمي في سريره بتعب ، حاول فريد النوم ليهرب من ذلك الواقع .

"حسنا قد يكون الأمر صعباً بعض الشئ ولكنه تعود ، اعتدت ان اتحمل فوق طاقتي واعتدت أيضاً ان اكون وحيد..."
......................
فلاش باااااك 

يجلس فريد يبكي في زاوية غرفه جده وهو يضم ركبتيه الي حضنه.

رفع فريد عينيه ليري سرير جده فارغاً ، هز فريد رأسه نافياً وقال ببكاء :
لا لا يا جدو....متسبنيش لوحدي زي بابا وماما..علشان خاطري....
والله هبقي كويس ومش هعيط تاني بس متسبنيش لوحدي معاهم....

ارتمي فريد علي سرير جده واحتضن وسادته حتى نام من كثرة البكاء.

في خارج المنزل حيث يُقام عزاء "الحج شوقي" .
المشهد مره اخري ، العديد من الرجال جالسين والخيم السوداء تملأ المكان ، الحزن يعُم علي الجميع مره اخري ...

قال احد رجل كان يمشي بجوار العزاء الي صاحبه:
هو عزا مين ده؟..

تنهد الأخر بحزن:
ده عزا الحج شوقي ، ربنا يرحمه ويغفر له ، كان خيره علي الكل...

قال الأخر
ربنا يرحمه...

اكمل الرجل الاخر قائلاً :
زي ما يكون مات مع ابنه...

نظر له صديقه بأستفهام ف الاخر اكمل:
ابنه مات من سنتين وسابله ابنه الصغير ، من ساعه ما ابنه مات وهو تعب ، و زي مايكون مقدرش يستحمل فراق ابنه...

في نهايه اليوم تجمع كل من فوزي و زوجته وسحر وعاطف .

قالت سناء لفوزي:
كلمت المحامي يافوزي؟..

قال فوزي
اه كلمته وهيجي بكره نفتح الوصيه وكل واحد ياخد حقه...

قال عاطف عاقداً حاجبيه
هو بابا كتب وصيه؟..

ابتسم فوزي بسخرية لتتدخل سحر قائله بأندفاع:
واحنا اش عرفنا ان الوصيه الي مع المحامي وصيه ابويا..
مش يمكن تكون اتفقت مع المحامي و بدلت الوصيه؟؟..

قال فوزي بجديه
جري ايه ياسحر..م تشوفي انت بتقولي ايه!...

قالت سناء بضيق لسحر
اساساً ياختي المحامي مش هنا ، المحامي في اسكندريه ولو مش مصدقه اتصلي وشوفي...

صمتت سحر بينما قال عاطف:
امال فين فريد؟..

قالت سناء بسخرية 
تلاقيه قاعد في اي حته... وانت يهمك في ايه يعني يا عاطف...

نهض عاطف متجاهلاً حديثها وهو يبحث عن فريد.

فتح عاطف باب غرفة والده ليري فريد نائماً علي السرير ، اقترب عاطف منه وجلس بجواره ، تنهد بحزن علي فريد ومسح علي شعره وقال:
ربنا يسترها معانا يافريد ويعديها علي خير ، عمك وعمتك دول شياطين ، بيجوا علي الناس ومحدش بيجي عليهم غير الي خلقهم...
...........................
بااااااك

استيقظ فريد علي رن هاتفه.

فريد بنعاس
الوو....

محمد 
ايه ياعم انت نمت ولا ايه؟..

فريد بنعاس
اه نمت شويه كده ، هي الساعه كام؟..

محمد بسخريه
الساعه عشره بليل يا باشا..

فريد بأندهاش
عشره؟!..
معقول انا نمت كل ده؟..

محمد
سيبك انت بس....بقولك ايه انا هعدي عليك وابقي انزلي..

فريد وهو يفرك في عينيه
لا انسي، تعالالي انت البيت واقعد معايا ، انا مش نازل من هنا...

محمد بثقه 
مش قولتلك المكان هيريحك...

فريد بغضب
هقفل السكه في وشك...

خرج فريد من غرفته ليغسل وجهه ثم دخل المطبخ لكي يحضر القهوة ، تأفأف بضيق عندما لم يجد القهوة.

امسك فريد هاتفه ليقوم بالاتصال لمحمد لكن كان الخط مغلق ، تأفأف بضيق ليقول:
شكلي هنزل انا...

ارتدي فريد ال"كروكس" لينزل الي الشارع ، مشي فريد قليلا ثم وجد "كشك" صغير اقترب منه قليلا ليجد فتاة لايري سوا شعرها الاسود الطويل ، اقترب قليلاً ليسمع صوتها وهي تقول الي صاحب "الكشك" :
عايزه كيس ملح يا عم فؤاد...

احضر كيس ملح ليقول لها بأبتسامه:
اتفضلي ياست البنات..

دورت وجهها لتقابل فريد ، انزلت وجهها بسرعه ثم مشت بسرعه ، 
ابتسم فريد ابتسامه صغيره وهو يراها تمشي بسرعه من امامه.

قال "عم فؤاد" لفريد:
ايه يابني..

انتبه فريد وقال
هاا....عايز كيسين قهوة...

صعد فريد الي طابق منزله لينظر الي الباب المجاور لمنزله ، ابتسم ثم التفت ليفتح باب منزله.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×