رواية قلبي اختارك انت الفصل الثالث 3 بقلم مارينا عبود

 

 

رواية قلبي اختارك انت الفصل الثالث بقلم مارينا عبود


- ممكن أعرف أنتِ بتعيطي ليه؟ 
- يعني عاجبكِ تصرفات بابا يا ماما ؟
- أبوكِ خايف عليكِ، أنتِ بنته الوحيده وهو عاوز مصلحتكِ.
- وأنا مصلحتي مع سيف يا ماما، سيف بيحبني وبيحارب كل حاجة بس علشان نكون مع بعض.
- بس يا نو...
قاطعتها بزعل:
- ماما من فضلكِ، أنا بجد مش حابه اتكلم في أي حاجة دلوقتِ، ولو حضرتكِ جايه تقنعيني بنفس كلام بابا الغريب، فمتتعبيش نفسكِ لأني مش هقتنع بكلامكُم.
اتنهدِت والدتها وقالت بتعب:
- طيب يا بنتي، هنأجل كلامنا لوقت تاني تكوني بقيتِ أحسن، بس أنا مش عاوزكِ تزعلي نفسكِ، صدقيني لو الموضوع خير ليكِ مفيش حاجة هتوقف في وشكم، بس المهم عندي دلوقتِ أنكِ تمسحي دموعكِ ومتتعبيش نفسيتكِ بسبب الموضوع ده.

نور مسحت دموعها واترمت في حضن والدتها، كانت حاسه بتقل على قلبها، بقت دلوقتِ ما بين نارين، ما بين حبيبها إللى بييجي على نفسُه وبيحارب كل حاجة بس علشانها وعلشان تكون من نصيبُه، وما بين أبوها العنيد إللى رغم كل حاجة مش بتقدر تكسرلُه كلمة ولا بتقدر تستحمل زعلُه، كانت حاسه أنها ضايعه ومش عارفة تعمل إيه، مكانتش تعرف أن ضريبة الحُب غالية اووي كده، وكل إللى بتتمناه أن كل حاجة تكون بخير وبس.
______

- سيف، يا سيف!
- يابني أنا كرهت اسمي بسببكِ، خير في إيه ؟
- في واحد بره بيسأل عليك، بس شكله راجل معروف وليه وضعُه، وطالبك بره بالأسم.
عقدت حواحبي وقُلت بإستغراب:
- طيب متعرفش اسمُه إيه ؟
- لا، هو مقالش اي حاجة غير أنه عاوز يقابل سيف صلاح إللى شغال معانا في المكان.
اتنهدت وقُلت بحيرة:
- طيب، أنا ثواني وهطلعلُه.
- تمام، أنا هطلع ابلغه أنك طالع تقابلُه.
- تمام، روح بلغُه وأنا ثواني وهطلع وراك.

هز رأسه بهدوء وخرج، فضلت افكر ياترى مين الشخص ده؟ ويعرفني منين علشان يجيلي لحد هنا رغم أن مفيش حد كتيرر يعرف أني بشتغل في الكافية ده!! قلعت اليونيفورم الخاص بالشغل وطلعت أشوفُه، كانت صدمة بالنسبالي أني اشوف والد نور، رغم أني متقبلناش قبل كده، ولكن أعرف شكلُه من الصور إللى دايمًا نور بتوريهالي وبتحكيلي عنه، بس ياترى إيه إللى هيخليه ييجي هنا وهو من البداية رافض يقابلني! اتنفست بعمق وقربت وقفت قُدامه وقُلت بإبتسامة:

- اهلًا وسهلًا بحضرتكَ، بلغوني أنك بتسأل عليا.
بصلي من فوق لتحت وقال بغرور:
- أنتَ بقىَ سيف ؟ 
اضايقت من نظراته وطريقة كلامُه ولكن حاولت أكون هادي وفضلت الإبتسامة مرسومه على وشي:
-. أيوه أنا سيف، خير حضرتكَ محتاجني في إيه؟
رجع بضهره لورا وقال بمُكر:
- أنا أمجد والد نور، إللى حضرتكَ راسم عليها دور الحب ودور العاشق الولهان.
رفعت حواجبي وقُلت ببرود:
- بس أنا مش راسم على بنت حضرتك دور الحب، أنا فعلًا بحبها وهي عارفة ومُتأكده من ده.
بصلي بنظرة غريبة وقال بحده:
- اسمعنى يا سيف، أنا شوفت كتير من أمثالكَ، وعارف كويس ازاي الشباب إللى زيك ما بيصدق يلاقي بنت زي نور علشان يلعب بيها ويوقعها في شباكُه، بس أنا جاي علشان احذرك واقولك تبعد عن بنتي احسلكَ، وإلا مش هتشوف مني خير، أنا محلتيش غير نور، ومش هسمح لعيل تافه زيك أنه يستغلها علشان يحقق اهدافه الشخصية...
اتعصبت وكنت هتكلم ولكن صدمني لما طلع شيك ورماه قدامي على الترابيزة وكمِل بسُخرية:
- دول تلاته مليون جنيه، ولو عاوز اكتر أنا ممكن اكتبلكَ شيك بالمبلغ إللى تطلبُه، بس في المُقابل أنا عاوزك تبعد عن بنتي خاالص ومشوفش وشك قريب منها.

اتعصبت وعروقي برزت من الغضب، مِسكت الشيك بتاعُه وقطعتُه مليون حتة وأنا شايف صدمتُه قدامي، أخدت نفس وقُلت بحده وغضب:
- أنا مسمحش لحضرتك تتعامل معايا بالإسلوب ده، وكلامكَ ده كلُه مش صح، أنا بحب نور ومش بلعب بيها، ولا هدفي استغلها بالعكس، أنا دلوقتِ بشتغل بديل الشغله اتنين علشان بس أجي اطلب ايدها من حضرتك، صحيح فلوسك تقدر نشتري كل حاجة، بس متقدرتش تشتري بيها راجل يحافظ على بنتكَ، وأنا بحب نور، وهعمل المستحيل علشان تكون ليا، ولو حضرتك جاي تشتريني فأنت غلطان، أنا أبويا رباني على عِزت النفس، وأحب أقولكَ أن فلوسك دي كلها متلزمنيش، وكلامكَ كمان ميلزمنيش، وأظن مقابلتنا لحد هنا انتهت يا أمجد بيه، بعد أذنك.

سيبتُه في صدمتُه واتحركت كام خطوة علشان ارجع اكمِل شُغل ولكن وقفني صوتُه الساخر:
- ولو نور بنفسها قالتلكَ مش عاوزكَ، ياترى هتفضل برضوا عايش في وهمكَ ده ومصدقُه؟ 
غمضت عيني للحظات، اتنفست بعمق علشان اسيطر على عصبيتي، ولفيت بصيت لُه وانا راسم على وشي إبتسامة باردة:
- نور مستحيل تعمل كده لأنها بتحبني، وأنا عارف ومتأكد أنكَ مهما حاولت تضغط على نور فهي مش هتتأثر وتتخلى عني، فأنا بنصح حضرتك تبطل تضغط عليها، لأن كل محاولاتكَ فاشلة وملهاش أي لأزمة، أنا بحب نور، ومهما حصل نور مش هتبعد عني.

مستنتش ردُه وسيبتُه ومشيت، كنت عارف أن تصرفي ده هيزود غضبُه عليا، بس أنا أكتر حاجة بكره في حياتي أن حد يتعالىَ عليا، أو يبصلي على أني أقل منه، دخلت بعت رسالة لنور أني محتاج أقابلها، كنت متعصب جدًا وعاوز أعرف ليه أبوها بيفكر فيا بالشكل ده!!

- ممكن أعرف أنت متعصب ومضايق كده ليه ؟ قولي مين إللى مضايقك بالشكل ده؟ 
- أبوكِ النهاردة عمل معايا موقف عمري ما هنساه.
- بابا !! وأنت شوفت بابا فين ؟
- حضرتُه جالي النهاردة مكان شُغلي علشان يحذرني أبعد عنكِ، لا وكمان جاي يعرض عليا فلوس بس علشان ابعد عنكِ، أنا بس عاوز أفهم أبوكِ ده بيفكر ازاي بجد! 

الصدمة ظهرت على وشها، عيونها كانت بتلف في كل المكان إلا عنيا، كنت عارف أنها هتضايق بسبب إللى حصل، بس غصب عنى اضطريت أقولها على موقف أبوها، هي لأزم تعرف أن أبوها مُستعد يعمل أي حاجة بس علشان يبعدنا عن بعض، قربت مِسكت إيدها وقُلت بحنان:

- أنا مش بقولكِ كده علشان تضايقي، أنا بس عاوز أعرفكِ أن أبوكِ مُستعد يعمل أي حاجة علشان يبعدنا عن بعض، وأنا عاوزكِ تكوني قوية، أنا عاوزكِ تمسكِ في إيدي كويس علشان نقدر نعدي كُل ده، أحنا لأزم نثبت أن حبنا لبعض أقوى من أي حاجة، بس أنا مش هقدر أعمل كده لوحدي، أنا عاوزكِ جنبي يا نور، الطريق هيكون صعب اووي.

سابت إيدي والتفت، أخدت نفس طويل وقالت بتعب:
- أنا تعبت يا سيف، أنا دلوقتِ بقيت ما بين نَارين، أنا لا بقيت عارفة أكون معاكَ ولا أكون مع بابا! أنا حاسه أني في حرب كبيرة مش عاوزه تخلص، ومبقتش عارفة أعمل إيه ؟ لا أنا عاوزه اخسرك ولا عاوزه اخسره.

وقفت قدامها وقُلت بحزن:
- قصدكِ إيه يا نور؟ يعني أنتِ شايفه حُبي ليكِ تعب! نور أنتِ بجد ممكن تسبيني؟ 

بصتلي بعيون تايه وقالت بحزن:
- أنا مش عاوزه اخسرك يا سيف.

اتنهدت تنهيده طويلة وقُلت:
- ولا أنا هقدر اخسركِ، علشان كده خليكِ قوية، وبإذن الله هنلاقي حل، صدقيني هنلاقي حل.
- بتمنى، أنا بتمنى نلاقي حل للمشكلة دي، يلاه أنا مضطره امشي دلوقتِ.
- خدي بالكِ من نفسكِ، وابقىَ طمنيني عليكِ.
- حاضر، وأنتَ كمان.

هزيت رأسي بهدوء، ابتسمِت وودعتني، ركبت عربيتها ومشيت، اتنهدت وبصيت للبحر بحيرة، هو ليه الحب صعب اووي كده؟ ليه حاسس أن كل حاجة ماشيه معايا بالعكس، حقيقي أنا بتمنى كل حاجة تمشي مظبوط، والوضع إللي أنا فيه ده مش محتاج غير سهره مع يوسف ابن خالتي، حقيقي قعدتُه بتهون عليا كل حاجة، ابتسمت وقررت اكلمُه واروح ابات عندُه علشان اريح دماغي شوية.

- يعني أبوها جالكَ الكافية وعمل كُل ده ؟
- للاسف، المشكلة أن بعد الموقف ده فهو غضبُه وعندُه عليا هيزيد، بس أنا خايف أنه يضغط على نور تبعد عني.
- نور مش صغيرة يا سيف، هي بنت واعيه وعنيدة اووي، وكمان عارفة مصلحتها، ولو شارياك بجد فتأكد أنها هتتحدى الدنيا كلها علشان تكون معاكَ، أنتَ بس أطمن ومتقلقش، ولو هي من نصيبك، اتأكد أن لو الدنيا كلها اجتمعت علشان تفرقكم فمش هيحصل، لأن ربنا كاتبها من نصيبكَ أنت، ولو مش من نصيبكَ فربنا يبعدها عنك بأسرع وقت يا صاحبي علشان قلبكَ ميتعلقش بيها ويتعب بعدين.
- يارب يا يوسف، أنا بقيت...

سِكت ومكملتش أول ما لقيت ماما بترن، اتنهدت وقُلت بهدوء:
- أكيد ماما هتديني كلمتين دلوقتِ لأني مكلمتهاش وطمنتها عليا.
- هي إللي بترن؟
- آه.
- طيب رد عليها وقولها أنك هتبات عندي.
هزيت رأسي بهدوء وفتحت المُكالمة :
- أيوه يا ماما، حبيبتي متقلقيش أنا عند يوسف.
- سيف تعال الحقني.
اترعبت وقُمت وقفت وأنا بقول بخوف:
- في إيه يا ماما ؟ بتعيطي ليه؟ 
- أبوك، أبوك ...
مكانتش قادرة تاخد نفسها من العياط، أخدت نفس وحاولت أكون اهدأ وقُلت بخوف:
- ماله بابا ؟ هو كويس، ماما اهدي وخدي نفسكِ علشان افهمكِ منكِ.
- أبوك تعب اووي ونقلناه المستشفى.
- أنتِ بتقولي إيه يا ماما؟ طيب أنا جايلكِ حالًا، متخفيش وأنا شوية وهكون عندكَ.

قفلت معاها وأنا إيدي بتترجف من القلق والخوف، يوسف مسكني وقال بقلق:
- عمي مالُه يا سيف؟
- تعب ونقلوه المستشفى، أنا لأزم امشي بسرعة.
- طيب اهدأ كده واستناني أنا جاي معاكَ.

لبس الجاكت وطلعنا أنا وهو بسرعة، كنت طول الطريق خايف، سيناريوهات كتيرر مش كويسة كانت بتدور في دماغي، أنا دايمًا عندي خوف من أن بابا تصيبُه حاجة، أنا متعلق بيه بشكل مش طبيعي، كل إللى كنت بتمناه أنُه يكون كويس.
___

- ممكن أعرف إيه إللي حضرتك عملتُه مع سيف ده؟ 
- اممم، هو لحق يقولكِ؟
- وحضرتك كمان مكنتش عاوزه يقولي ؟ يعني حضرتك مش شايف أن إللى عملتُه ده غلط ؟ 
- أنا مغلطش، أنا بس حذرته يبعد عنكِ، وعرفتُه الفرق إللى بينك وبينُه.
- بابا أنا وسيف مفيش فرق ما بينا، أنا بحب سيف وهو هختار غيرُه.
- يعني هتعصي أمري؟
- أنا مش بعصي أمر حضرتكَ، بس أنت زودتها اووي يا بابا، أنت بقيت بتتحكم في حياتي بشكل غريب.
- والله عال يا ست نور، الظاهر أني دلعتكِ لدرجة أنكِ نسيتِ ازاي تتكلمي مع أبوكِ، أو معرفتكِ بالولد الصايع ده علمتكُ قلة الأدب.
- بابا قولتلك مليون مرة سيف مش ولد صايع، يعني فهمني أنت إيه مُشكلتكَ معاه بالظبط! 
- هو نفسُه المشكلة، أنا مش موافق عليه، وطول ما أنا مش موافق فهو عمرُه ما هينولكِ يا نور.

نور اتعصبت وسابتُه وطلعت كام ورجعت بصتلُه وقالت بعند:
- وأنا مش هتجوز غيرُه يا بابا، حتى لو فضلت العُمر كُله جنبكَ، أنا مش هتجوز غير سيف يا بابا، وده قراري النهائى.

اتعصب والدها وقام بصلها بغضب:
- مش هيحصل يا نور، على جثتي الولد ده يتجوزكِ، وحتى لو كان آخر عريس في الدنيا برضوا مش هجوزكِ ليه و...

مكملش جملتُه وحس بتعب شديد ووقع، نور اتصدمت و...

#مارينا_عبود
#رواية
#قلبي_أختاركِ_أنتِ 
#روايات_واسكريبتات_مميزة 
معلش حقكم عليا بجد إني مقدرتش انزلكم البارت في معاده امبارح نظرًا إني كان عندي امتحان النهاردة واضطريت اسافر امبارح وكنت طول اليوم متمرمطه بجد


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×