رواية المخيم الدموى الجزء الثانى ( عشبة كهف الشيطان ) الفصل الخامس بقلم حور زاهر
بعد أن وضعت غرام ديڤيچا في المكان الآمن أخذت نفسا عميقا، تنظر حولها بحذر لا مجال للعودة الآن، فقد اقتربت كثيرا من هدفها كانت تعلم أن كل خطوة ستأخذها من الآن فصاعدا قد تحمل مخاطر لم تتوقعها.
تقدمت ببطء تتأمل الظلام الذي يحيط بالكهف أمامها وأحجارا ضخمة متناثرة على الجوانب وكأنها تحرس مدخلا إلى عالم آخر شعرت بقلبها ينبض بسرعة لكنها لم تتردد تقدمت أكثر وحينها سمعت صوتا مريب خلفها نظرت بسرعة لكن لم يكن هناك شيء.
همست لنفسها هل بدأت الأوهام مجددا؟ تاليف حور زاهر لكن هادي المرة لم يكن مجرد وهم عابر، فقد شعرت بشيء مختلف وكأن الكهف نفسه ينبض بالحياة.
استمرت بالسير وكلما اقتربت كانت تشعر بضغط غريب يثقل خطواتها. فجأة شعرت بتيار هواء بارد يلف جسدها وكأن شيئا ما يراقبها عن قرب.
توقفت لحظة ثم نظرت خلفها بحثا عن ديڤيچا تاليف حور زاهر لكنّه لم يكن هناك. هل اختفى؟ أم أنها كانت تتخيل؟ وضعت يدها على قلبها محاولة تهدئة نفسها لكنها لم تجد الوقت الكافي للتفكير كان عليها الاستمرار مهما كان الثمن.
هنا رأت أمامها نقشا غريبا على إحدى الصخور، اقتربت منه وتحسسته بأطراف أصابعها فجأة سمعت صوت طفيف، وكأن الصخور تستجيب للمسة يدها ثم بدأ المكان يهتز قليلًا
شهقت بدهشة وسحبت يدها بسرعة لكنها أدركت أن هادي ليست مجرد صدفة تاليف حور زاهر وبان هناك شيء مخفي هنا شيء لم تكن تتوقعه.
نظرت إلى الأمام كانت هناك بوابة ضخمة منحوتة في عمق الجدار الصخري وكان لها شكل غريب وكأنه وجه شيطاني يحدق بها.
لتقال في نفسها هل تخطيت الخط الفاصل بين الواقع والخيال؟ تاليف حور زاهر هل كان هاد الكهف مجرد وهم آخر أم أني الآن في قلب
الخـ ـطر الحقيقي؟
تنهدت غرام بعمق، ثم كلمت تحدثها مع نفسها قائلة حسنا إن كنت قد وصلت إلى هاد الحد، فلن أتراجع الآن فرفعت رأسها بتحد ثم وضعت يدها على البوابة مستعدة لمواجهة ما قد يكون خلفها…
تقدمت غرام داخل تلك البوابة للكهف تاليف حور زاهر وكلما خطت خطوة إلى الأمام كانت الظلمة تزداد كثافة وكأنها تغرق أكثر في عمق شيء مجهول الهواء أصبح أثقل شعرت وكأن الكهف تحيط به أصوات هامسة غير مفهومة تلتف من حولها كأنها نداءات من كائنات لا تراها
نظرت حولها بخوف وكان قلبها ينبض بقوة لكن فجأة شعرت بشيء يتحرك خلفها التفت بسرعة لكن لم يكن هناك أحد ثم سمعت صوت زحف خفيف بدأ يعلو يتردد في أذنيها تراجعت خطوة للخلف وعيناها تحاولان استيعاب مصدر الصوت
وهنا من أعماق الظلام الداسم خرجت أفعى ضخمة تاليف حور زاهر جلدها أسود قاتم تتراقص عليه خطوط ذهبية تشع بضوء غريب وكأنها ليست مجرد أفعى عادية بل مخلوق من عالم آخر.
تراجعت غرام بسرعة لكن الأفعى رفعت رأسها عاليا وكانت ضخمة بشكل غير طبيعي وأعينها تتوهج بلون أحمر مخيف فجأة فتحت فمها فانبثق منه صوت حاد كأنه صدى يختلط مع أصوات الكهف المجهولة
أخذت غرام نفسا عميقا ثم همست لنفسها ربما تكون النهاية ولكني ليس بجبانه اذن سأواجهك بكل مااملك ايتها اللعـ ـينة تاليف حور زاهر وقبل أن تهم غرام بالهجوم انقضت الأفعى عليها بسرعة غير متوقعة كانها كانت تستمع بما قالته غرام لتلف جسدها وتقيد حركتها فأحكمت قبضتها عليها وكأنها لا تريد قتـ ـلها بل التملك منها
لتحاول غرام المقاومة لكن شيئا غريبا بدأ يحدث شعرت بحرارة غريبة تتغلغل في جسدها كأن الأفعى تسحب إرادتها شيئا فشيئا رأتها تنظر إليها وكأنها تدخل إلى عقلها إلى وعيها إلى أعماقها
فحاولت الصراخ لكن صوتها لم يخرج وعيناها أصبحتا مثقلتين وبدأت تشعر بأنها لم تعد غرام تاليف حور زاهر بل كأنها شيء آخر شيء ليس تحت سيطرتها لكن فجأة لمحت مشهدا أرعبها أكثر مما توقعت
ماهاد الكيان الذي يظهر أمامها انه كيان مرعب جسده يتضخم وعيناه تتوهج بلون فضي مخيف وكأنها انعكاس للظلام نفسه انقض هاد الكيان على الأفعى بعنف وكأنت معركة خفية تدور بينهما صراع لا يفهمه سوى هادي الكائنات الغريبة التي تقف بينها
وهنا شعرت غرام انها لم تستطع الاستمرار في المشاهدة تاليف حور زاهر بدأت تشعر بأن جسدها لم يعد ملكها أطرافها أصبحت ثقيلة وأفكارها مشوشة وكأنها لم تعد غرام وهنا تصحبها تلك الدوامة
مع آخر نظرة ألقتها على هاد الكيان الذي كان يهاجم الأفعى بشراسة فقدت السيطرة على نفسها وأخيرا غاب وعيها تماما تاركة الكهف يغرق في صمت غامض