رواية شط بحر الهوى الفصل الثاني و الستون 62 بقلم سوما العربي


 رواية شط بحر الهوى الفصل الثاني و الستون


ماذا كان يتوقع منها، هو على علم بغنوة وجنون غنوة.

ضربت سطح مكتبها بكلتا يداها تتكئ عليها واقفه وهي تسبه صراحة بصراخ:
-نعم ياروح أمك؟!

اتسعت عيناه من وقاحتها وكاد ان يرد على وقاحتها بوقاحه أكبر لكنها كانت الأسرع ولم تترك له الفرصه بل وقفت وألتفت بسرعة البرق من خلف مكتبها تصرخ فيه وهي تقبض على تلابيبه:
-قول تاني كده؟؟ حفلة ايه؟!

ابعد يداها بحده عن قميصه وردد بغضب:
-ايه اللي بتهبيه ده؟! انتي شكلك اتجننتي .
صرخت بقوه اكبر
-هو انت لسه شوفت جناااان...ده انا هوريك الجنان الي على أصوله...حفلة ايه وخطوبة مين انت شكلك جرى لمخك حاجه.

ازاحها بعيداً عنه وقال ببرود:
-وانتي ايه داخلك؟! شاغلك ايه؟!
-شاغلني ايه؟! شكلك ناسي اني مراتك.
-على الورق بس ياروحي وانا راجل وليا طلبات.

زاد اتساع عيناها "له طلبااات" وهل سيذهب لأخرى تلبيها؟!!!

جن جنونها وسطعت على السطح شخصية غنوة المتملكة فهتفت بحده وحسم:
-ده انا اقتلك فاااااهم، اقتلك.
ابتسم ورد بيرود:
-مش جديد عليكي.
-مش بهزرر يا هارون.
كملت تخبره بقوة وحسم:
-أنت بتاعي، فاهم؟! بتاااااعيي...خلي واحده تجرب تقرب منك...شوف هعمل فيك وفيها ايه؟!

لن ينكر إنه اهتز داخلياً بل تزلزل من رد فعلها الذي لم يتوقع ان يكن بكل تلك الغشامة والقوة، تيبس أمامها وما عاد يملك رد فعل فقد صدمته بفعلها.

لكن لم تغب عن مخيلته الشهور والأسابيع التي انقضت في الركض خلفها ومحاولة إستمالتها له فنفض كلامها من عقله وكسى وجهه بالجمود ثم حدثها :
-فات الوقت خلاص وكل فرصك خلصت، انتي متعلقه بالماضي وانا عايز أعيش المستقبل، زي ما انتي اختارتي انا كمان حقي أختار.

اهتزت من حديثه، فقد كان مثل الصدق، ترقرقت عيناها تتابعه وهو يلتقط متعلقاته،سيهم بالمغادرة منهياً النقاش...هكذا ببساطة وهو يردد:
-عموماً إديني عملت بأصلي وعزمتك بدل ما تعرفي من برا

لاحقت عيناها ملامحه  فوجدته يعيد وضع نظاراته الشمسية على عيناه يخيفهم ويقول:
-وشكلك مش عايزة تنظمي انتي الحفله، تمام هشوف غيرك..سلام.

خرج من عندها وتركها خلفه غاضبه يبتسم وهو يستمع لصوت تكسير وتهشيم متصاعد من خلفه في مكتبها وهي تتوعده بأغلظ الأيمان ان تحولها لنار وشرار إن فعل

_______سوما العربي_________

وقفت تشعر بالضيق وهي تنظر لانعكاس صورتها بالضيق والسخط، ترى نفسها بذلك الرداء الذي اختاره لها وطلب منها ملحاً أن تقيسه لتعلم ان كان على قياسها أم لا.

كان رداء ناعم حريري قصير جداً باللون العنابي مشقوق من الظهر وصدره مفتوح بسخاء .

هزت رأسها بغضب ورفض وسبت نفسها الف مره، لما سمعت كلامه ولبت طلبه؟! ولما تشعر أحياناً بالضعف أمامه.

وقبلما تشرع في خلعه سمعته يناديها:
-تقى، اتأخرتي كده لي….

توقف الحديث على لسانه وقد فتح سيتار غرفة التبديل و وقف مبهوتاً من هيئتها..السحر والإغواء وجمال الحوريات كله متمجمع فيها، هي بالاثاث وهي بكامل ملابسها مغوية وبهيئتها تلك وذاك الرداء أهلكته وذوبت مفاصله.

تقرب منها يلهث بتعب شديد وعيناه مسحورة يحتجزها في الزاوية وهو يردد بلا اي إرادة منه:
-مش معقول..تجنني.

إرتبكت من دخوله، توترت وتلعثمت، جذبت بلوزتها تغطي صدرها وتلك الحركة زادتها إغواء وزادته جنوناً بها، فأقترب بزياده يمنعها من تغطية نفسها مردداً:
-بتخبي جسمك مني يل تقى.
حاولت إبعاده تلكزه في كتفه:
-ايه الي بتعمله ده، أبعد عني بدل ما اصوت وألم عليك المحل.
-صوتي، بس يا ترى هينفع؟! هتصوتي عشان ييجوا يشوفوكي مين غير هدوم كده؟! صوتي يالا لو ينفع،صوتي ….

تحداها بإستخفاف فصرخت بغضب:
-ايه الي جايلك ورايا؟! شكلك اتجننت، ماينفعش تشوفني بالشكل ده؟! احنا مطلقين.
عض شفتيه من شدة الإثارة التي تتدفق داخله ورفع أصابعه يتحسس كتفها العاري يسألها:
-مين قال كده؟؟ انتي لسه مراتي واعمل فيكي الي انا عايزه.

ضربت يده تبعدها عن ذراعها وهي تهتف بحده:
-شكلك وقعت على دماغك، فوق يا أستاذ انت بعت لي ورقة طلاقي .
-بس انا لسه بعتبرك مراتي، المأذون ده كان عشانك أنتي.

إستفزها من طريقته المتملكة التي يجاهر بها برقاحة غير مبالي بأمرها ومشاعرها وما تريده ….بل وبات يخترق مساحتها الشخصية وخصوصيتها وحرمة جسدها ، يدلف لعندها وقتما يشاء ويعتبرها ملكه.

اندفعت بقوة  تضربه جعلته يتراجع للخارخ صارخه:
-أمشي يالا اطلع براا.
-يالا؟! انا تقولي لي يالا؟! مش طالع.
-أنت ايه؟؟ لازقه بغرا؟! مش عايزاك، مش طايقاك، مش عايزاك

-انتي ملكي يا تقى.

-اممم…تمام.

قالتها بهدوء أنذره وتجعدت جبهته مستغرب صمتها لترفع وجهها فيراها وهي تجز على أسنانها تردد:
-قسماً بعزة جلال الله لا ما خرجت لاكون جاريه في قلب المول كله بالي عليا ده واوريك الجنان على أصوله.

ناظرها بإستخفاف ولم يتحرك بالطبع، كان مراهن على عقلها ورجاحته، ماتقوله مجرد تهديد واهي.

لكن جن جنونه وبهت تماماً وهو يراها تدفعه حينما لاحظت إستخفافه بتهديدها فحاولت دفعه في صدره صارخه:
-مش مصدقني..طيييب .

دفعته لتتخطا وتخرج فصرخ مستسلماً على الفور:
-لا لا بس بس…انتي شكلها هبت منك بجد.

عيناها كان ينطلق منهما الشرار، حذرته من خطر محتم وانه قد أوصلها للحافة.

خرج من عندها وهو لا يكاد يصدق مرحلة الجنون التي وصلت لها تقى.

______سوما العربي______

جلس يحيى يتابع عمله ويحتسي قهوته بهدوء يحاول كبت ضحكاته على إبنه الذي أقتحم المنزل غاضب منّ دقائق وطلب قهوه وجلس يحاول الإتصال بأحدهم وما من جواب يتلقاه.

صك من بين أسنانه، زينب القطة المغمضه فتحت عيناها وباتت تتحداه.
لا وتتخذ ردات فعل أيضاً.

نظر يحيى بشماته على ساق إبنه ألتي تهتز من شدة الغضب وعاد ينشغل بعمله وهو يكبح ضحكاته.

لكنه ردد بسخريه:
-مالك يا يوسف يا حبيبي؟! في حاجه؟!
-مافيش.

قالها وهو على علم بنظرات والده الشامته ، حاول التظاهر بالقوة والتمكن والسيطره.

لكنه ما عاد يستطيع، دق الخوف باب قلبه لأول مره فاندفع يردد:
-مابدهاش بقااا.

زم يحي شفتيه كي لا يضحك فيما تقرب يوسف من الاريكه التي يجلس عليها والده حتى بات ملتصقاً به وردد:
-في .
-خير يا حبيب أبو.

لم يكن لقباً للتدليل بل كان سخرية التقطها يوسف وقرر تمريرها وكمل حديثه معلناً راية الإستستلام:
-أنا قررت أتجوز .
-ياااااه…تصدق بالله…ده ولا عيد تحرير سينا.
-يا بابا لو سمحت بقا.
-ماعلش يا حبيبي الصدمة كبيره عليا.
-طب ايه؟!
-ايه؟!
-يا حاج بقا…عيب تعمل معايا كده، ده انا ابنك الوحيد.
-انا عملت حاجة يابني؟! هو اي عقوق وخلاص؟! طب ده انا حتى فرحت لك.

صك يوسف أسنانه من والده وصياعته في الحديث، والده صايع قديم وهو يعلم والا فممن ورث هو تلك الطباع.

تقرب منه بزياده يردد:
-يا بابا.
-لا انت بتقرب مني كده ليه؟! ابعد شويه انا ماليش في الخشن.
-استغفرالله العظيم..مش بهزر يا حاج بقا.
-ماشي ياعم من غير هزار…بس انت كمان بطل اللف والدوران بتوعك دول.
-مش حضرتك من فتره .

قاطعه يحيى يضحك بسخريه:
-حضرتك…ايه ياض الأدب ده.
-ما عليينااااا…مش حضرتك قولت لي تعالى لي دوغري ولاغيني عشان اتصرف.
-مش فاكر.

تصنع الغباء بصوره مضحكه لكنها مستفزه جداً ليوسف الذي هتف:
-يا بابا بقا.
-عايز ايه؟!
-من الاخر؟!
-ياريت.

اندفع يردد:
-عايزك تروح تخطب لي زينب.
-زينب؟! زينب مين؟!
-يعني انا جيت لك دوغري وانت دلوقتي الي بتلون عليا؟!
-أااه…زينب بنت عبد العزيز؟! It’s never to late .
-نعم؟! ليه؟!
-انسى القصة دي.
-وأنساها ليه إن شاءالله ؟! قوم قوم بس كلم عم عبد العزيز

تنهد يحيى وخلع نظارته ثم ردد:
-شيل زينب من دماغك يا يرسف، زينب بقت متحرمة عليك.
-ايه اتجوزتها؟؟

قالها نبرة مسرحيه درامية ليزفر يحيى بصيق ثم ردد:
-إستغفر الله العظيم…انا مش بهزر.
-ولا انا…في ايه يا بابا! مانروح ونخطبها، مش كان نفسك تجوزني؟!
-وما صدقت نطقتها بس مش هنيفع تتجوز زينب،افهم.
-أفهم؟! أفهم ايه؟! اه بص..بابا لعبة الفاكهة المحرمة دي مالهاش لازمه مانا جاي لك لامس أكتاف أهو وبقولك سلمت…تعالى اتدخل و أخطبه لي.
-يوووه…هنقول طور تقولوا أحلبوه؟؟ يابني أدم أفهم….أبوها موصيني  واخد عليا عهد، ان إنت بالذات مالكء دعوه بيها.

إنهد جسد يوسف من الصدمة وتراجع يحاول أن يستوعب وهو يردد:
-ايه؟!
-مش البنات بس الي ليهم سمعه يا بيه.

هز يوسف رأسه بجنون!!! ماذا؟؟ ماذا يعني؟! وهل هل أتى الأوان الذي بات الرجل يحاسب فيه على أفعاله وسمعته مثلاً؟!!!

______سوما العربي________

جلس لجواره يكاد يجن، كانت ذائبة في السرير لجوراه مثل الزيد المصري حين يذوب.

صدق حدسه حين سماها مذ رأها (زبدة بلدي) عيناه تمر عليها بشغف ، فيها تجمعت كل خصال النساء التي عرفهم لكن كونها كانت تحمل عذريتها له فهذا أصابه بالجنون.

أخذ يملس على شعراتها وهو يهمس:
-دي مش تهيؤات مش كده؟؟
عضت شفتيها. عبثت بأطراف شعراتها الفحمية ليردد:
-بموت في صفايح الزبدة البلدي.
أزاحت شعرها جانباً وبدأت تردد:
-بس عيب واختشي.
-عيب واختشي…الله…قووول قول كمان.
-لا بقولك ايه؟! الا تكون هتاخدها حلوانا في سلوانا..أبعد ايدك دي كده.

إزاحته وتنهدت تردد بحيره:
-انا عارفه ايه بس الي كان صاب عقلي وسيبتك تعمل الي عملته.

اقترب يضمها لصدره الجنون واحتواها داخله يردد:
-معقول عايزه تحاسبيني على أحلى يوم في عمري؟!

رمقته بمقط وقالت:
-قال يعني اول مرة تلمس ست.

قالتها ثم وقفت ترتدي مأزر من الشيفرن وتعدل شعراتها ليقف هو الاخر يقترب منها يردد:

-بس انتي مش اي ست…انتي ست الستات.
-كل بعقلي حلاوه كل.
-والله مابهزر…انا عرفت ستات من كل بلد ومن الفئات الهانم والمديرة والدكتورة بس انتي….انتي طيرتي بالي يا حتت بوغاشه…صدق مين قال…البلدي يوكل.

ضحكت فردد:
-أموت في صفايح الزيدة..ضحكت يعني قلبها مال.

كاد أن يكمل الغنوة لولا الدقات العاليه على الباب:
-بابا الحقني يا بابا.
-تقى؟!!!

سارع يفتح الباب لتصدم تقى من وجود أشجان لكنها رددت :
-الحقني يا بابا من المجنون  ده؟! أنا سهيته وهربت منه بالعافيه،..لا لا انا يستحيل أرجع أعيش معاه بمكان واحد وكلهم هناك متفقين عليا …هيساعدوه.

-يعني ايه يعني؟! عافيه وإقتدار…طب خلي حد يقرب منك كده.

تهلل وجه تقى فرحاً فقد قدمت لعنده مستنجده وبقرارة نفسها تعلم انه لن يساندها كما تريد، دوماً كان متراجع ومتخاذل.

يبدو أن الايام غيرته. أو أحدهم؟!!!
صدق ظنها فقد تكلمت أحدهم بحده:
-هو مفكر تفسه مين؟! ولا مفكر ايه؟! مالكيش ناس؟! مالكيش أهل؟! انتي تقعدي في بيت أبوكي كلي لقمة وارمي عشرة وخليه يفكر يهوب ناحيتك كده.

حاولت تقى أن تهدأ فيما أكمل كاظم:
-هو مش طلقك …انا هوريه وهجوزك سيد سيده.

وليته لم يقلها…فقد تزامنت مع صعود غنوة للسلم مندفعة كانت تبحث عن أشجان كي يجلسا يفكران في حل يرجعان به الرجل الذي سيطير من يديها فكان من حظ تقى العسر.

فتقدمت بغل وجنون تصرخ؛
-ومين بقا سيد سيده ده؟! اااه وهو في غيره؟! هاروون طبعاً.

قبضت على شعرات تقى وقد جُنت، باتت لا ترى أمامها فصرخت أشجان:
-يووه…يخرب عقلك، مخك هوا ياغنوة؟! سيبي شعر البت.
-مش سايباها…هو انتي بقا بسلامتك العروسه الجديدة؟! ده انا هقطع خبرك قبل ما تقربي من جوزي.
-سيبي البت…دلوقتي بقا جوزك.

صرخ كاظم بحده وهو يحاول تخليص أبنته من قبضة غنوة المغلوله يكاد يجن عليها لتصرخ فيها:
-ااااه، ده انتو عاملين روباطية عليا بقااااا.
-بس يا غنوة واستهدي بالله سيبي البنيه.
-مش هسيبها.

ليهتف كاظم بحدة:
-طب تصدقي بقا عنداً فيكي لاكون مجوزها هارون، أهم يعوضوا بعض بلا هم، انا صحيح كانت تايهه عني الفكرة دي ازاي؟! بنتي وابن أخويا حتى أحلق على الورث.

بهت وجه غنوة وبتلك اللحظة دلف هارون يناظرهم بإستغراب ثم سأل:
-هو في ايه؟! ايه ده تقى؟؟ عامله ايه؟! وحشتينا والله.

-انت لأ.

قالتها بنبرة باكيه وبخوف..متراجعه..تخاف من تلك الشرسة، إنها مجنونه تقسم بالله إنها مجنونة.

التفت له المجنونة تردد:
-هي مين دي الي وحشتك؟!

طالعها ببرود ثم تنهد بلا أهتمام وناظرهم يردد:
-أنا في أوضتي محتاج أنام شويه…عنئذنكم.

ثم تحرك راحلاً وتركها خلفه تفور من الغضب كالحليب على النار.

______سوما العربي________

جلس يدخن سيجاره في الحديقة بشرود لتقترب منه وتضع يديها على عينيه تردد:
-انا مييين.
-الي هتلبستي قرنييييين.

قالها بسخريه لاذعه فانكمشت ملامحها واقتربت منه تردد:
-اخص عليك ايه الكلام ده؟! وانا الي جايه ولابسه لك فستان جديد باللون الفيروزي الي بتحبه.

طالعها بقلب ملهوف وأعين شغوفه وهي ترتدي له فستان بيتي بلون يماثل لون عيناها متذكرة كم أخبرها انه يعشق هذا اللو عليها وقد جمعت شعراتها على كتف واحد وابرزت الاخر فردد:
-خارجه للجنينة من غير حجاب ليه؟!

قالها وهو يحاول التجلد أمامها وأمام حلاها الذي تنهار حصونه أمامه عادة، لتبتسم وقد فطنت تأثره بها لكنه غاضب فتقربت تتمسح فيه مردده:
-هو ماجودي زعلان من فيروزته ولا ايه؟!

عض على شفتيه…ليس إثارة تلك المره بل غصباً والتف يردد:
-هو انتي جايه تعملي ايه؟!هاا؟؟ جايه تتأكدي اني لسه متجنن وهايج عليكي؟!

شهقت من وقاحة تصريحه لكنه لم يهتم وصرخ:
-انتي عماله تلعبي بيا لعب…انا كورة بين رجليكي واخرة المتامة هقعد دي خيبتها أشوف مراتي بتتخطب…هاتي طرحتك الفها انا بقا.

-في ايه يا ماجد…هو انت.

قاطعها هو ولم يسمح لها:
-هو انتي الي عايزه ايه؟! هااااه؟! اخدك واسافر تزمزقي ولا عايزه أرجع بلدي مصر…ياحبيبتي يا مصر..وانا عمال أسايس وأدادي وجايب أخر ما عندي واقول وماله يا واد يا ماجد سيبها تتدلع عليك شويه اهو تاخد حقها على غلطك فيها، بس لحد ما ابوكي يخطبك لواحد غيري وانتي على ذمتي لاا.

-صرخ بالأخيره حتى أحمر وجهه وهي خافت رددت:
-ماجد في ايه اهدى…
-أسمعي…أنا مسافر أخر الأسبوع هروح لأبويا وهقعد مع جوزيف قدامك فرصه تقرري بتحبيني وعايزه تيجي معايا ولا كل ده كان قلبي ومشاعري مجرد لعبة أستحلتيها.
-ماجد.
-القرار عندك.

كان سيتحرك مغادراً لكنه توقف يفجرها:
-بس قبل ما أمشي هعرف الكل الحقيقة مش هسيب ديول ورايا تاني.

اتسعت عيناها بصدمه…لقد القى حديثه وتركها ورحل…يبدو جدي فيما يقول.

_____سوما العربي_____

دقات عاليه على باب منزل أل صفوان جعلت الخادمه تجري مهرولة تفتح.

تقدم كالأعصار:
-تقى..يا تقى…تقى.

اجتمع البيت كله على صراخه بما فيهم هي، اندلعت النيران في عيناه وهو يراها قد خرجت بمنامتها تلك في وجود هارون.

تقدم يصرخ فيها:
-هي حصلت يا تقى؟! يومك مش فايت.

كاد ان يصعد الدرج ليجلبها من فوقه ويجرها معه:
-قدامي على البيت …حسابنا هناك:
-بيت مين وحساب ايه يابن شديد…جاي ترهب بنتي في بيتي؟!
-مراتي وانا حر فيها.
-مراتك ازاي يا حبيبي وانا مجوزها لواحد تاني؟!!

-أيه؟!!!!!

هتف بها الجميع بما فيهم تقى…العروس وصاحبة الشأن.

تعليقات