رواية شط بحر الهوى الفصل الثالث و الستون 63 بقلم سوما العربي


 رواية شط بحر الهوى الفصل الثالث و الستون 

من هول الصدمة خيم الصمت على المكان  بكل من فيه هم فقط يبادلون النظرات باستنكار 

لكن ذاك المعني من الحديث ومن يهمه الأمر هو أول من تحدث بعدما أخذ يتقدم من كاظم وهو يسأل بصوت بطيء هو فقط يحاول الإستيعاب:
-لأ تاني عشان مافهمتش، هي مين دي الي جوزتها لواحد تاني؟!
-بنتي.

رد بصوت مرتفع ليهز ضياء رأسه باستنكار ثم بدأ أساليبه المتسخه:
-بنتك؟! يا ماشاءالله! ده من أمتى؟! دلوقتي بقت بنتك؟! مانت كنت راميها في بيتنا تتربى فيه.

=ضياااء.

هتفت بصوت عالي غاضب ومحذر، تفهم ما يرنو إليه، ولن تسمح له بالمزيد، لكنه غير مهتم سوى بما يريد ليهتف:
-أيه؟! زعلتك الحقيقة؟! اصلي شايفك معلقه لي المشانق على حاجات عملتها وانا عيل صغير ومش معلقاها للراجل الكبير العاقل اللي عمل كل حاجه وهو واعي، طالما سامحتيه سامحيني انا كمان.

-هو أبويا، يعمل فيا الي يعمله.
-وانا جوزك يا هانم.
-أنت مش جوزي..فوق بقاا.

وبينما كان كاظم يقف منزوي في ركن بعدما واجهه ضياء بقبح تصرفاته وطيشها حتى بات مصدر مُعايرة لأبنته تقدمت أشجان تلكزه في كتفه:
-انت ياراجل، مالك خشبت كده، خش عليه.

انتبه ينفض عن كاهله الشعور بالعار، لن يجلس بجوار الماضي يبكي ولينقذ المستقبل عن قليل.

اندفع يفصل بين ابنته وذلك المدلل حين ردد:
-كلامك بعد كده معايا انا، وبنتي خلاص مابقتش مراتك، بقت على ذمة راجل تاني.

هو مقبل على شيطنة تفكير أحدهم الأن كلما ذكر الفكره فقط، فقد جن جنون ضياء وهو يستمع نسبها لأحد غيره فحسب،فماذا لو رأى.

هز رأسه بجنون مستنكر ورافض للفكرة وأخذ يردد:
-مش صح ومش هيحصل، على جثتي...لسه ماولدتوش أمه الي ياخد حاجة من ضياء شديد.
-لا أتخلق موجود قدامك أهو.

توجست ملامح غنوة، هي اساساً على شفا خطوة من الجنون ولن تكترث، الأنظار كلها اتجهت له، ومن غيره موجود معهم.

ارتعبت ملامح تقى وهمست لأشجان:
-لا بالله عليكم لا، دي مجنونة ممكن تموتني.
-إثبتي يابت.

همست أشجان  بحسم فحاول تقى تمالك أعصابها وهارون يقف يحاول أن يستوعب، هل يستعمله عمه؟! حسناً لا بأس فليكن تبادل إستعمال، لما لا؟

أخذت غنوة تتقدم بجنون منهم وهي تسأل:
-هو مين ده بقا إن شاء الله؟
-هارون، ابن أخويا.
-ده انت شكلها هبت منك خالص.
=غنوة..اتجننتي ولا ايه؟! ازاي بتكلمي عمي كده؟

-انتو لسه شوفتوا جنان، ده انا غنوة، انا الي بلاعب مايتعلبش بيا.

اتجهت تتقدم من تقى وعيونها المميزة كلها غل وغضب تصرخ فيها:
-بقا انا تتجوز عليا دي؟؟؟؟

صرختها كانت قويه، مغتاظه وغيوره، نيران بداخلها أفقدتها صوابها وعقلها فاندفعت بجنون تسحبها من شعراتها فدب الصراخ وعم الهرج.

تقى تصرخ متألمه من قبضة غنوة وكل رجل أتجه نحو من يخصه...هنا يظهر الإنتماء الحقيقي مهما خفي ودفن.

فاقترب ضياء من تقى يحاول إبعاد تلك الشرسه الغبية عنها وهارون اقترب مصدوم يحاول مجاهدة ضحكاته على تلك المتهورة .

لن ينكر برجود شعور قووي لذيذ جدا داهمه وهو يستشعر ويرى جنونها عليه، ما كان يتخيل ان يعيش ذلك يوماً.

لكنه كان يحاول إخفاء كل ذلك ويصرخ فيها يبعدها عنها:
-انتي اتجننتي، أبعدي عنها.

فصلها بصعوبه، انها لبوة شرسه بالفعل، كانت تقرص أظافرها تغرسهم في لحم تقى الغض، انها مستفزة بغضاضتها وجمالها المبالغ فيه...هنالك نيراااان تأكلها، تقسم ستقتلها وتشرب من دمائها.

لكن صوت هارون جعلها تستفق وتبتعد قليلاً تنظر له بجموح:
-انت كمان بتدافع عنها؟! خايف عليها؟! طب وديني لاموتهالك.

دب الصراخ من جديد ولم يجد هارون بد سوى أن يحملها على كتفه لتبقى رأسها متدلية لأسفل وصعد بها السلم يدلف بها للغرفة ويغلق الباب.

______سوما العربي______

جلست تهز قدميها على السرير تشعر بالتوتر، هنالك شيء كبير ومهم ينقصها ...هو...أين هو؟!

رفعت عيونها الرصاصية للسقف تجاهد وتكابر على الاعتراف، لن تهتم ولن تعترف حتى، هو من كان دوماً يلهث خلفها، يلاحقها ، يلتصق بها ويدللها.

قفزت من على السرير بغضب والتقطت شال من الصوف فوق فستانها البيتي المكشوف ثم خرجت من غرفتها قاصده غرفته.

ولم تدق الباب بل فتحته كما يستبيح غرفتها دوماً ودلفت لكنها تفاجأت بالخواء يقابلها.

ذهبت تفتش عنه في كل مكان في الشرفة وغرفة نبديل الملابس، وصل لها الحال لأن دقت باب الحمام وحينما ما وجدت رضاً فتحته بقلق تبحث عنه لكنه ايضاً خالي.

عادت تخرج وما كادت تغلق الباب حتى تفاجأت به يدلف بتعب للداخل، فزاد إستغرابها فهو دوماً كان يعود محوداً عليها بغرفتها أولاً لكنه لم يفعل تلك المرة فبدأت بالقلق.

خصوصاً وهي تراه يتقدم للداخل غير مكترث بوجودها بعدما كان يجري عليها بلهفة ما ان يراها.

فزداد القلق بقلبها أكثر وأكثر مما دفعها لأن تبادر هي بقلق وتقترب منه متسائلة:
-كنت فين كل ده؟!
-شغل.

ردّ باقتضاب وعيناه لا تطالعها، يفكك ازارا قميصه ويهم بخلعه لتقترب منه متسائلة:
-شغل ايه الي لغاية دلوقتي الوقت متأخر قوي
-فعلاً، ومايصحش تفضلي معايا هنا.
-؟!!!!!؟!؟؟

جعدت مابين حاجبيها وبقت تطالعه بتعجب ثم قالت:
-ازاي؟! انت جوزي.

التف لها بغتتة وسأل:
-بجد؟!
-ايوه.
-بأمارة أيه؟!

صمتت لا تعرف بماذا تجيب وإلى أين يريد الوصول فاقتربت أكثر تسأل:
-يعني ايه بأمارة ايه يا ماجد! 
-يعني ، احنا لحد دلوقتي زي الأخوات، وزي ليه؟! ماحنا اخوات فعلاً وعلى الورق بقيتي فيروز محمود الدهبي.

صدمت تسأل:
-هو طلع الورق؟!
-لا، قولت لك هنا ماحدش بيروح وييجي غيري ومحمود الدهبي عايز الي يشيله، انا الي عملت الورق.

صمتت بصدمه وقدّ فاجأها فعلاً فهمست:
-غريبة، عملت كده ليه؟!
-عشان زهقت من اللعبة، بوخت بصراحه.
-لعبة ايه يا ماجد 
-حكايتنا كلها لعبه.
-لعبة؟! يعني انت ماكنتش بتحبني؟!

قالتها وقد اقتربت منه نهائياً وتماماً حتى باتت ملتصقه به ليرفع عيناه لها فتقابل شفتيها وينظر بسخونة على ملامحها عن قرب بتيه وسخونه وولع.

تهدجت أنفاسه وهو يرى الشال ينزاح من على كتفيها فيظهر غضاضة جلدها الأبيض المشرئب بالحمرة ومازاده سخونه هو ظهور بروز نهديها بسخاء أمام عيناه فكانت جميلة بطريقة لا يقومها عقل ولم يستطع تمالك حاله وردد بصوت ثقيل وسخين:
-عايزه تعرفي إجابة سؤالك؟! 

لم يمهلها فرصه للرد والتقط شفتيها بقبلة ذائبة ساخنه وبدأ يضمها بيديه ، وكلما حاولت التمنع ضمها أكثر لتذوب بين يديه في قبلته.

لأول مره يشعر بتجاوبها، جن جنونه وهو يشعر بيديها تحتضه وتزيد من تأكيد ضمه لها.

فزداد جنونه قبلاته، بل وتداعت كل القوة والصبر وسحبها معه للفراش يميل بها وهي بين يديه ، لم يقدر على مقاومتها.

قبلاته لا تنتهي وهي تزيد جنونه بنعومتها وأناتها بين يديه، أخيراً فيروزته معه.

سخن جسده ولم يتحمل، سيأخذها ويظفر بها مهما كانت العواقب،لقد طال وطال وقت الانتظار وهاهو تعب وأعلن الإستسلام.

بدأ بفك منامتها ينزعها عنها، هو مستمر فيما يفعل ومدرك تماماً، يريد دمغها بإسمه، ماعاد يطيق الإنتظار.

وفيروز تغيم معه فوق سحابة سعادة، وماجد لا يصدق سينالها أخيراً، هنا ببيت الذهبي، انه لأخر مكان توقع دخوله بها فيه.

ومع خلعه كنزتها القطنية تمسكت بها واعترضت فهمس لها في أذنها بسخونه" أنا بحبك" لترتخي قبضتها من على الكنزه وتتركها فيلقيها بعيداً ويتخلص منها.

سحبها في المزيد والمزيد من قبلاته المتطبلة المتلهفة، ليبتسم من قبلاته وهو يشعر بإرتخائها بين يديه من جديد لكنه تفاجأ بأنتفاضها ما ان لامس بنطالها.

انتفضت كالملسوعة تبعده عنها لتدرك وضعها وإياه حالياً ومكانهما في سرير ماجد.

همس بصوت سخين:
-أيه؟! مالك؟!

هزت رأسها بصمت، لم تحسن التكلم هي ترفض فقط.

هزها برفق:
-فيروز ، انا بكلمك، مالك ياروحي.
-غلط، كده غلط
-هو ايه الي غلط انتي مراتي.
-ماحدش عارف.
-طب اعمل ايه؟؟ قولت لك نعرفهم.

لامس جسدها بتملك وسخونه وردد بإحتياج:
-فيروز انا عايزك، وانتي مراتي وقدامي وانا راجل وبحتاج البنت الي متجوزها وبحبها.

ابعدته عنها تتنحى من جوارها لتتحرك وهي لا تنطق سوى:
-مش هينفع، مش هينفع.
هدر ببوادر غضب:
-هو ايه الي مش هينفع، انتي عايزه ايه بالظبط، انا لحد دلوقتى ماسك نفسي عنك ومش عايز اعمل اي حاجه غير برضاكي، وانتي ولا انتي هنا ولا حاسخ بيا، قولي لي عايزه ايه ها؟! بلاش…طب أخرتها ايه؟! قولت لك اعرفهم، قولتي لا، طب تفضلي بنت شعبان وانا ابن محمود واتجوزك بردو قولتي لا، فهميني عايزه ايه؟! والحل لوضعها ده ايه؟! أبوكي بيقول خطبك لواحد تاني؟! 

كانت تسمعه بأعين متسعه خائفة ومصدومة وهو اقترب أكثر يقبض على ذراعها ويهزها منه:
-ايه؟! مستنيه ايه يحصل؟! مستنيه لما أشوفك بتتزفي على واحد تاني؟! عشان ارتكب جنايه واعمل فضيحة أو أموت مجلوط بسببك!

وهي كالعادة لا تملك إجابة ولا ترد فتملكه اليأس والسخط ليردد:
-عايزه تعرفي كنت فين كل ده وليه بقيت بتأخر في ألأيام الأخيره؟
-اه
-عشان بصفي شغلي كله وبحوله لفلوس.
-نعم؟!
-زي ما سمعتي، انا عرفتك وانتي حره شوفي وعرفيني قرارك

ثم تركها ودلف للمرحاض يغلقه خلفه بغضب وهي ارتدت كنزتها وخرجت تجر قدميها جراً لغرفتها 

_____سوما العربي____\\

دلف لغرفتها يحتل وجهه بعض الضيق ورفع عيناه ليصدم من تلك الجنية الأجنبية التي تقف أمام فراشه تنتطره بغلاله حريرية بيضاء وجهها مزين ببراعة خطفت قلبه .

-نغم!!!

ناداها بتعجب لتبتسم إبتسامة صغيره يشوبها بعض الحزن فاقترب منها ورفع وجهها له بأصابعه القويه ليظهر له وجهها الجميل فردد:
-معقول كل ده عشاني؟

هزت رأسها تبتسم ثم ردت:
-انا لسه بنت 

اتسعت عيناه وشعر بالضيق والأسف ثم سألها:
-سمعتي أمي؟!

هزت رأسها إيجاباً ليهز رأسه بعدم تقبل وغضب ثم ردد:
-شيلي الكلام ده من دماغك، أنا مش عايزك تفكري فيه .
-يعني أنت مش فارق لك تعرف؟!

على من سيكذب؟ عليها أم عليه؟! هو كالجميع يهمه الأمر لكنه كابر وعاند كأنه يحارب معتقداته وينسلخ منها ثم أمرها كدليل على عدم إكتراثه:
-يالا اطفي النور وتعالي عشان ننام الوقت اتأخر.

ثم تحرك، الغبي…انه يغض عيناه عنها كي لا يتأثر بها ويتهور، فمن ذا الذي سيقدر على مقاومة أنثى كنغم .

توجه لفراشه يحاول أن يستوي عليه لينام وأغلق أباجورة الضوء بجواره وهو يردد:
-يالا عشان تنامي.

رفعت أحدى حاجبيها وردت بنعومه:
-حاضر.

تقدمت تقف بجوار الفراش ونزعت عنها مأزرها الشفاف تلقيه على الأريكه ليزداد عريها، أغمض جفناه يشعر بتداعي مقاومته وهو يرى مأزرها يلقى أمامه على الأريكه ، وهي تحسست الفراش بهدوء وازاحت مفرش السرير لتتسطح بجواره وتبقى ساكنه لا تتحرك  هي فقط رددت بنعومة:
-تصبح على خير يا حسن.

تصبح على خير ياحسن؟!! وهل بعدها سمعها حسن هكذا سيصبح على خير أو ينام حتى؟!

هو حاول لكنه لم يفلح ليباغتها ويفاجأها حينما التف لها بلمح البصر وهو غير قادر على الصبر أو المقاومة، فضمها له ولم يتركها حتى ساعات الصباح الأولى.

_______سوما العربي_______

دلف واغلق الباب خلفه عليهما ينهرها بغضب وعصبيه يداري الجزء السعيد داخله بعدما لامس جنونها عليه لكنه ردد وهو ينهرها:

-ايه؟! اتجننتي خلاص؟! بقيتي من آكلين لحوم البشر؟! مش هعرف أسيطر عليكي؟! أنا شيلت البت من بين ضوافرك بالعافية.
-اه خايف عليها، خايف على الغندورة، طب وديني وما أعبد ويمين رجاله مش يمين حريم لو لاقيتك مقرب ناحيتها لاقتلك بجد مش تهويش.

-مش ج..
قاطعته بملل وضجر وتجبر:
-مش جديد عليا…خلصنا؟! 
-خلصنا.
تركها كي يتلف ويغادر لكنها سارعت تقول:
-طب طلقني.

توقفت قدماه عن السير والتفتت لها ببطء يسألها:
-قولتي ايه؟!
-لا انت سمعت، طلقني يا هاون يا صواف، طلقني وروح لها.

ابتسم ببرود ثم ردد بتجبر هو الثاني:
-هروح لها يا حبي، بس مش هطلقك.
-ليه؟!
سارعت تستجدي أي أمل وهو يعلم مغزى سؤالها ليردد:
-مزاجي.
-بتحبني؟!

أوقفته وانتظرت جوابه بلهفه لكنه التف له يسألها:
-تفتكري بعد كل ده هيبقى ايه؟!

تحرك وتركها تغرق في بحر من الحزن والضيق الشديد لكنها لم تنخرط فيه طويلاً وهتفت:
-أنا بحذرك يا هارون…مش غنوة صالح الي يتعمل معاها كده، لو شوفتها قريبه منك ولا انت قريب منها مش هيحصل طيب، سامع ولا لاء.

لكنه لم يعيرها إهتمام وخرج تاركاً لها الغرفه يرغب في تأديبها وان يذيقها ما أذاقته إياه ربما تربت.

لكن بالأسفل كان الوضع مختلف…فضياء لازال مرابط لم يتحرك رلم يذهب حتى مل الملل منه وكذا كاظم الذي صرخ:
-انت ايه؟! جبله؟! مش بتحس، امشي يالا.
-مش ماشي غير ومراتي معايا
-لاااه ده انا هكلم أهلك بقااا.

سارع كاظم بالإتصال على شديد ليتحدث مع حفيده.

بالفعل تحدث لشديد الذي طلب منه إعطاء الهاتف لحفيده ولا أحد يعلم بما اخبره جعله يتحرك بلا سلام أو كلام ثم غادر.

نظروا لبعضهم متعجبين ثم قالت أشجان:
-يخيبه؟! ماله ده؟! عليه عفريت ولا ايه؟! وقف في ايه ومشي في ايه؟!
-مش مهم، المهم انه مشي، يالا يا تقى، يالا اطلعي أوضتك نامي.

هزت رأسها بخوف تردد:
-لا.. مش ممكن ابات هنا في نفس البيت مع البنت العنيفه دي، انا خايفه.
-من مين؟! غنوة، دي قلبها ولا قلب الخس، والنبي دي عسل ياكش انتي بس الي هوبتي ناحية راجلها.
-لا بردو ..خايفه.
اقتربت منها أشجان تردد:
-بس يا خيبة، بالك انتي غنوة دي، هي الي هتنفعك.
-ازاي؟!
-البت دي ليها معارف وتعرف في كل خرابة عفريت، هي الي هتلاقي لك شغل.
-فعلاً؟!!
-جربي، بس انتي بس أخطبي ودها.

زمت شفتها ثم مصتهم معاً تردد:
-بس هتخطبيه ازاي وانتي خاطبة جوزها، دي وقعت ايه المقندلة دي؟ اقولك ، اطلعي دلوقتي نامي والصباح رباح.

سلمت تقى للأمر الواقع وذهبت للنوم وفي الصباح.

خرج من غرفته ماراً بغرفة مجنونته الشرسه، حانت منه إبتسامة متعبة ومتهكمة حينما تذكر جنونها، كله حنين لأن يدلف لعندها يفرغ شوقه لها لكنه كابر وجاهد ثم اتجه ناحية السلم ينزله وكاد أن يخرج لكن أوقفه صوت تقى:
-هارون.

توقف يستدير لها ثم أبتسم يردد:
-صباح الخير يا تقى.

تقدمت تقف أمامه ثم قالت:
-صباح النور، أنا كنت عايزه أتأسف لك على الي حصل إمبارح وعايزة كمان اقولك اني مش جايه اقتحم حياة حد ومش عايزة أسبب لك أي إحراج.
-عيب ماتقوليش كده، انتي بنت عمي والي يخصك يخصني و…

=نهااار أسود..يادي النهار الأسود.

صدح بها صوت غنوة وهي تنزل من فوق الدرج ، تراهما يقفان متقاربان وما سمعته كان أخر جملة(أليّ يخصك يخصني)

هرولت على الدرج عيناها على فريستها تهجم عليهم وهي تردد :
-كده؟! على الصبح؟! ده انا هشرب من دمها.

ارتعبت تقى، باتت تعرف تلك الفتاة وتعلم بشراستها لذا صرخت هاتفه:
-الحقني يا هارون.

ليجن جنون غنوة، هل تستنجد بحبيها؟!  وهي واقفه؟؟ وهل سينصرها عليها؟!

وقع هارون في الخطأ حينما تعصب من تهور غنوة وتماديها فهتف بحده:
-غنوة؟! شيلي ايدك عنها.

لكنها لازالت قويه، تحمل بداخلها العشم و الأمان من ناحيته فلم تبالي، هو رجلها هي وحدها لذا لم تتوقف وهمت لتهجم على تقى وهي تصرخ بغل فصرخ هارون:
-غنوووووة.

صرخته كانت غاضبه، هزت ارجاء البيت وهزت غنوة التي صدمت وتراجعت تراجعت..تراجعت.

عيونها متسعه مهزوزه من الصدمة تكاد أن تبكي.

كذلك تقى..تشعر بالذنب الكبير فأسبلت جفناها بأسف وكذلك هارون الذي يعلم بصفات غنوة جيداً.

نادها بصوت منخفض يحاول تلطيف الجو:
-غنوة.

لكنها لم تجيب عليه بل سحبت حقيبتها من على الارض وغادرت لا تجيب على ندائاته.

____سوما العربي _____

ظل يدور ويدور في جناحه بالفندق بغضب شديد يشعر بالسخط والتيه.

لم يكن يعلم انه قد يتوه ويغرق بدون تلك الثرثارة الغبية.

هاتفها على الفور لتجيب:
-ألو مستر البير.
-أين أنتي أيتها الغبية.
-لا لا لا…لم نتفق على السب، ولو على الشتم فأنت تتحدث لفتاة إسكندرانية فانتبه.
-أين أنتي واللعنه.

صرخ بجنون لترد برود:
-البير؟! لا تلعن.
-أن إستمررتي ببرودك هذا أقسم سأتهور وأقتلك.
-علام يا رجل؟ لقد أنتهى عملي معك ألم أوصلك لتلك المدعوة غنوة صالح؟!
-لكني لازلت أحتاجك، تعالي ألي في الحال.
-لن يصلح.
-ماذا؟!
تلجلجت في حديثها لتردد :
-لدي فرح بالعائلة ولن أستطيع تركهه.
-ماذا؟!

نطق بإستنكار لزداد إرتباكها وهي تسمع صوت نداءات والدتها فتقول بصوت أقرب للبكاء كي لا يفتعل اي مشاكل:
-كما سمعت سيد ألبير، حباً بالله لا أريد مشاكل انت لا تعرف الأم المصريه لو أكتشفت ان ابنتها تتحدث مع رجل غريب.

ثم اغلقت الهاتف في وجهه حينما دلفت الأم لغرفتها وتركته على الناحية الثانية بالقاهرة يغلي من الغضب ينظر على الهاتف بجنون لا يكاد يصدق ما جرى معه.

صك أسنانه بغضب ثم هبط للأستقبال وطلب منهم بيانات الفتاة التي حجز لها غرفة معه منذ أيام ليخبروه بعنوانها تفصيلاً.

وبدلاً من أن يذهب ألبير للبحث خلف غنوة وجد نفسه يسلك طريق الاسكندرية ناحية ماريا المجنونة.

________سوما العربي_____

جلست في مكتبها بمقر شركتها المتواضعه تشعر بالغضب والحزن الشديد لما حدث صباحاً.

صدمتها كانت كبيرة ومضاعفه والدموع بعيناها.

لتتفاجأ بأخر شخص قد تتوقع مجيئه لعندها وخصوصاً اليوم.

فالزائر لم يكن سوى تقى التي تقدمت تمشي بحرج فانتفضت غنوة تصرخ بشراسة وغيرة:
-وليكي عين تجيلي لحد هنا؟!
-ايوه..لمصلحتك،
-والله.

تقدمت تحول تجميد قلبها ثم هتفت:
-كل الي حاصل ده لعبة، لعبة بيلعبها بابا على ضياء وبيلعبها هارون عليكي.
-ازاي؟!
سألت بتأهب لترد تقى:
-هقولك بس بشرط.
-كمان؟!!
-اه..اتعلمت خلاص.
-أمم..أسمع الأول.
-عايزة شغل، بمرتب كويس.
فكرت غنوة لثواني ثم رددت:
-ماشي بس تقوليلي كل حاجة بالتفصيل الممل.

بدأت تقى بتسريب خطتهم التي ستغير كل موازين القوة بعدما تكتشفها غنوة وتصبح خيوط اللعبة بيدها هي وليس هو.

تعليقات