رواية حبل الوريد الفصل السادس
- كادت الدراجة النارية تطير عن الأرض من فرط السرعة التي قادها بها، وكلما أسرع من قيادته كلما تشبثت به أكثر وقبضت علي ذراعيها المطوقتين له ..
لوهلة خشيت هذا الجنون الذي يفتعله، فصرخت به حتى يستمع لصوتها :
- كفاية كدا، هتموتنــا !
ريان وهو يميل برأسه للخلف حتى يستمع لصوتها : بتقولي حاجة ياقلبي ؟
كارمن وهي تتحاشى فتح جفنيها حتى لا ترى هذا الطريق الذي يفر من أمام عينيها : بقولك وقف كفاية كدا هتموتني
ريان بإبتسامة متسلية : تـــؤ
- أرتفعت سرعته فقبضت أكثر بذراعيها عليه ..
شعر بالإنتشاء من قربها الشديد منه، ولو كان الأمر بيده لما تركها تذهب بعيدًا عنه خطوة واحدة .. ظل الوضع هكذا، وقد تسرب الوقت من بين أيديهم دون الإحساس به،
هدأ من سرعة دراجته وراح يشير لها نحو أحد الأماكن، حيث سرد عليها ذكرى مميزة تخص والدتهُ في هذا المكان العزيز على قلبهُ .. وتابع قيادته الهادئة، تمكنت من التركيز في ملامحه التي ظهرت في المرآة الأمامية للدراجة .. وتفرست بها بإمعان، لم تكن لترى رجلًا آخر في حضرته، كيف وهو الذي ملك القلب والفؤاد وشغل عقلها كليًا ..
هو المنتظر الذي أنتظرتهُ طويلًا وعكفت عن الرجال لأجله، إن كانت ستعيش فـ لهُ .. ولو سخر الله لها السعادة لأهدتهُ إياها، فهو فقط من سكن بين ضلوعها وتمدد في قلبها حتى إنه أتسع ليحملهُ ..
- لمح ظل عينيها في المرآة، فمازحها بنبرة رسمية مزيفة :
- بتفكري في مين غيري ياهانم !
كارمن وقد تسربت إبتسامة صغيرة على ثغرها : ومين غيرك هفكر فيه يعني !
ريان بلهجة مُغترة متباهية : طبعًا، ومينفعش أصلًا تفكري في حاجة تانية
- أنحرف عن الطريق المستقيم ليهدئ من سرعة دراجته حتى توقفت .. ثبتها على الأرضية ثم أستدار بجسدهُ قليلًا وهو يسألها بمرح ملأ صوته :
- عجبتك الجولة بتاعة النهاردة !
كارمن وقد تقوست شفتيها بسخرية : عجبتني جدًا ! دي آخر مرة هطلب منك تصالحني فيها .. أنت مش طبيعي
ريان وهو ينحني برأسه عليها : ياحببتي الحب ده مش للعاقلين، تنكري إنك أتبسطي معايا الشوية دول !
كارمن وهي تبتسم بسعادة : لأ منكرش
- متزعليش مني تاني، لما بتزعلي بحس إني ممكن أتهور وأعمل أي حاجة .. يعني مش هرتاح غير لما تضحكي وتتبسطي تاني
- ترجلت كارمن عن الدراجة لتقف على الأرضية، فشعرت ببعض الدوار الذي داهمها نتيجة هذه القيادة الجنونية .. ولكنها لم تبرز ذلك، دومًا تحبذ مشاركته في كل ما يروق له، حتى الجنون ..
هي تعلم مدى عشقه لركوب هذه الأنواع من الدراجات والمشاركة في المسابقات أيضًا التي تتعلق بقيادة الدراجات النارية .. لذا فضّلت مشاركته هذه المرة .
- لاحظ شرودها للحظات، فضيق عينيه محاولًا إستكشاف ما يدور بخلدها، ثم تسائل برذانة :
- عايزة تقولي حاجة ؟
كارمن وهي تحرك عينيها تعبيرًا عن الإيجاب : آه، أنا مسافرة الأسبوع الجاي
- تقدمت خطوة منه وأسندت ذراعيها على ساقه وتابعت بنبرة متمنية :
- تعالى معايا !
ريان : فين وأمتى ؟
كارمن : أول الأسبوع الجاي، رايحة بورتو السخنة أنا وصحابي ومعايا كريم كمان
ريان وقد أفتر ثغره بإبتسامة عابثة : أكيد تاج طالعة معاكي، ماانا عارفها مبتتهدش أبدًا
- تن*د بضيق ثم ردد :
- بس انا صعب أجي، عندي شغل وإرتباطات ومواعيد متلتلة .. إن شاء الله أعوضهالك ياكوكي
كارمن وهي تعقد ساعديها متذمرة : مش أول مرة تعملها معايا على فكرة
ريان وهو يمسك بخصلة من شعيرات رأسها الأمامية وهو يردد : معلش ياحياتي، غصب عني والله
كارمن على مضض : ماشي
- أخفضت بصرها لتتذكر هيئتها التي خرجت بها من القصر، فشهقت مصدومة وهي تشير نحو ملابسها وتنطق :
- ياخبر، بص انت خدتني معاك إزاي !
ريان وهو يتأمل ملابسها من أعلى لأسفل : مالهُ، ده انتي كيوت خالص في لبس البيت
- غمز لها مغازلًا وهو يتابع :
- زي القمر ياكوكي
كارمن وهي تنظر حيال هذا الوشاح المميز : وجيبت ده منين !
ريان : مخصوص عشانك، كنت حاسس إنك هتعملي حركة زي دي وطبعًا مش هقولك أطلعي ألبسي، بما إنها مفاجأة يعني
- صعدت مرة أخرى على الدراجة وهي تهتف بحماسة زائدة :
- طب يلا روحني
- أبتسم بشغف وهو يطالع براءة تصرفاتها التلقائية، ثم أعتدل في جلسته لتتمسك هي بخصرهُ جيدًا .. وبدأ في القيادة .. حاولت أن تشاركهُ لحظات الجنان خاصتهُ، فوقفت وهي تستند على كتفيه أثناء سريان الدراجة وصرخت بصوت مسموع ذي صدى واسع المجال ..
فأص*ر قهقهة عالية وهو يصيح :
- مش سامع حاجة !
- فشددت على صوتها ليصبح أعلى من ذي قبل،وزاد تشبثها بكتفيه لتزيد منسوب السعادة بداخله ليغمرهُ ويفيض .. حيث قام بتوصيلها إلى القصر مرة أخرى كما أخذها، ليتركها ويعود بعد وداع حار بينهما ..
حرصت كارمن على الحذر أثناء عودتها لمحل غرفتها، حتى لا ينتهي بها الأمر لما لا يُحمد عُقباه ..
ولجت لحجرتها وهي تتنفس بمعدل سريع، لتجد المربية الخاصة بها في إنتظارها وعلى وجهها علامات إستنكارية بيّنة .. فعضت كارمن على شفتيها وهي تقول :
- دادة !
لطيفة وهي تعاتبها بشكل ظريف : اللي عملتيه مكنش صح ياكارمن، جلال بيه لو كان شافك كان هيزعل ويتعصب عليكي .. وكمان كريم !
كارمن وهي تفرك كفيها بتوتر وكأنها تترقب عقاب والدتها : جت مفاجأة ليا ومعرفتش أفكر، وبعدين إنتي عارفة ريان يادادة، ده مش أي حد !
لطيفة وهي تهز رأسها بتفهم : عارفة يابنتي، بس برضو مكنش يصح
كارمن وهي تتقدم نحوها بخطوات بطيئة : خلاص بقا يالطيفة .. متزعليش وتكشري في وشي أحسن منمش النهاردة
لطيفة بنبرة عاقلة : طيب، براحتك ياكارمن
كارمن وهي تنتقل إليها لتداعب وجنتيها الممتلئتين : حببتي يادادة، يلا بقا هاتيلي أي حاجة باردة أشربها قبل ما أنام
لطيفة وهي تشير نحو عينيها برضا : من عنيا ياحببتي
- تركتها لتلبي طلبها، بينما وقفت كارمن أمام المرآة لترى هيئتها بهذا الوشاح المميز، كان مُطعم بفصوص لؤلؤية صغيرة على الأكتاف .. ورسومات بارزة على ص*رهُ، كما طرز المع**ين بفصوص أيضًا .. تحسست خامتهُ الناعمة وهي تبتسم بسعادة، حيث تذكرت كيف ودعها بقُبلة أخذت محلها في بطن كفها ..
نظرت لهذه الخطوط المرسومة بحرفية آلهيه ببطن كفها وكأنها تخيلت بصورته مرسومة من فوق هذه الخطوط .. فأنتعشت روحها المرحة وهي تضع هذا الكف أمام أنفها، فيتسرب إليها عبقهُ وتهيم وسط هذه الرائحة ..
وكأن الروح تُرد لوريدها فقط بوجود ما يخصهُ ..
..............
- كانت أيامًا روتينية، لم يتقدم بها أي شئ .. سوى علاقة كارمن وريان، التي راحت تنمو وتزداد وطادة وقوة .. يومًا عن يوم يزيد عشقهُ لها ويكتشف سمة جديدة من سماتها التي تعلق بها .. وهي رأت به ما رغبتهُ وبحثت عنه دائمًا، وكأن للعشق حروفًا خُلقت فقط من أجل أن تحبهُ ..
- جلسا على أحد الطاولات الجانبية لهذا المطعم الراقي، لتناول وجبة الغداء سويًا بعد يوم شاق تجولا فيه بوسط البلدة لشراء بعض المستلزمات من أجل رحلتها القادمة، وقرر هو مشاركتها في هذه الجولة .. فلا مجال لديه للإبتعاد عنها ..
أنهت كارمن الطعام الموضوع أمامها، وبصورة لطيفة مسحت على شفتيها برفق وتابعت حديثها :
- كريم كان عايز نروح بالعربية، بس المشرفين على الرحلة رفضو ده طالما الـ Tickets تبعهم
ريان وهو يدس قطعة من الدجاج المشوي بفمهُ : أحسن، عشان أكون مطمن أكتر عليكي
- تابعها وهو يلوك الطعام بين فكيهُ حتى أبتلعهُ، ومن ثم هتف :
- هتعملي إيه دلوقتي ؟
- هروح لـبابي، قالي الصبح إنه هيرجع متأخر وانا عايزة أسلم عليه قبل ما يمشي
ريان وهو ينظر لساعة يدهُ بنظرة خاطفة : طب يلا بينا، أنا هوصلك
كارمن وقد ظهر عليها الإرتباك على الفور : لأ، بلاش ياريان
ريان وقد أثار رفضها حنقهُ من جديد : متهيألي خلاص والدك عرف بوجودي، ورد فعلهُ مطمني .. ليه مش عايزاني أجي معاكي ! أكيد في سبب
كارمن وهي تخفض بصرها ليتسلط على الصحن الفارغ الموضوع أمامها : لأ مفيش، بس آ....
ريان وقد أستطاع إستنباط سبب مخاوفها : قُصي !
كارمن : آ... لـ......
ريان وهو يشير بسبابته لتلتزم ال**ت : أنا عارف بتفكري فـ إيه !
- ثم أحتد صوته وعلت نبرته وهو يتوعد ذلك الرجل وعيدًا شرسًا :
- بس والله لو فكر بس إنه يتكلم معايا ولا معاكي، لأكون مربيه من أول وجديد الحيوان ده
كارمن وهي تنظر حيالها بحرج شديد : ريان، الناس بتبص علينا !
- ولا يهمني حد، اللي قالقني وواقف زي الشوكة في زوري هو البني أدم ده ! من ساعة ما عرفت إن أبوكي بيرسم على جوازكو وانا النار بتمسك في راسي بمجرد ما أسمع سيرته، ومستني فرصة واحدة بس أشوفهُ فيها .. عشان المرة اللي فاتت مخدناش فرصتنا واحنا بنتعرف على بعض !
كارمن وقد أستشعرت بالخوف من تهورهُ، وذلك الجنون الذي يصيبه على أثر غيرتهُ عليها : ربنا يسـتر
- أشار ريان للنادل، فـحضر بين يديه ليضع الحساب أعلى الطاولة .. فتفحصهُ ريان قبل أن يدس كفهُ في جيب بنطالهُ ليدفع النقود المطلوبة، بينما نهضت كارمن لتلحق بدورة المياة قبيل أنصرافهم .
.................
- صف ريـان سيارته أمام صرح مجموعة ( KM).. ثم أوقف محرك سيارته وأنتقل برأسه تجاهها وهو يردف :
- طمنيني عليكي أول ما تخلصي
كارمن وهي تبادر بإبتسامة لطيفة : حاضر
ريان وقد عبست ملامحه فجأة : ومش لازم تغيبي عليا كتير، اليوم بيبقى زي الزفت من غيرك .. وانا سايبك تطلعي الرحلة دي بس عشان متزعليش وتعمليها خناقة
- ثم مازحها وهو يتابع :
- ماانا عارفك غاوية نكد
كارمن وقد ضاقت عينيها : ده أنا ! على أساس إني أنا اللي سيباك تطلع لوحدك ومفكرتش أخد أجازة واجي معاك
ريان وقد شعر بالمأزق الذي حشرتهُ هي به، ف*نحنح بحرج وردد : غصب عني والله ياحببتي، بس تتعوض إن شاء الله
- رفعت حقيبتها الصغيرة على كتفها وتأهبت للترجل عن السيارة، فباغتها بلمس كفها وجذبهُ .. ثم وضع ب**ة شفتيه على ظهرهُ قبيل أن يهتف بوداعة :
- هتوحشيني
كارمن وقد توهج وجهها إشراقًا : وانت كمان، هتوحشني أوي
- ترجلت عن السيارة وشقت طريقها للداخل عقب أن أفسح لها رجال الأمن المجال لكي تلج للداخل ..
في هذه الآونة تحديدًا، كان قُصي يشارك '' جلال '' بقاعة المكتب خاصتهُ .. ليتحدث معه مجددًا فيما يخص علاقته مع كارمن، والتي يحبذ أن يعطيها الشأن الرسمي أمام الجميع .. ولكنه واجه ولأول مرة رفضًا من جلال و :
- أنا مستحيل أغصب بنتي على حاجة ياقُصي، قولتلك حاول ت**بها .. خليها توافق عليك، لكن فكرة إني أغصبها على الجواز دي مستحيلة، أنت متعرفش يعني إيه كارمن بالنسبالي
قُصي وقد برزت عروق نحرهُ وهو يشد من عضلات وجهه أثناء الحديث : أنا مطلبتش تغصبها، أنا قولت سيبلي الفرصة عشان أتصرف بحرية معاها وأقدر أجذبها ناحيتي بطريقتي
جلال وقد أستقر حديث قُصي في عقله : طالما كله جوه الحدود مش براها أنا موافق، أما أشوف هتعمل إيه
قُصي وقد برزت أسنانه بضحكة مستمتعة : هعمل كتير
- برز صوت داخلي في أعماقهُ وهو يردد عبارته الشهيرة التي لم يتخلى عنها منذ أن علقت كارمن بعقله :
(( أنتِ لي ولآخر الأنفاس )) ..
خيل له شيطان نفسهُ أفعالًا كثيرة قد يفتعلها من أجل الوصول إليها فقط .. حتى وإن كانت أفعالًا غير مشروعة، يكفيه أن تكون على مقربة منه وبجوارهُ ..
- وهنا، أنفتح باب القاعة على حين غرة لتظهر كارمن من خلفه بطّلتها الرائعة وإبتسامتها الآسرة .. والتي أختفت فور رؤيتها له وحل محلها العبوس،
فولجت بخطوات غير متشجعة وهي تردد :
- sorry، مكنتش أعرف إن عندك حد يادادي
جلال وهو يترك مقعد المكتب الكبير ليتوجه نحوها وهو يفتح ذراعيه لإستقبالها بعناق أبوي : حبيبة قلب دادي، أنتي تيجي فـ أي وقت وأي مكان، دي شركتك
- مسح على ظهرها مسحات لطيفة وهو يتابع :
-كنت ناوي أرجع بدري مخصوص عشان أشوفك انتي وكريم قبل ما تسافرو
كارمن وهي ترفع رأسها التي كانت مسنودة على كتفه : أنا جيت عشان كدا، قلقت أمشي قبل ما أشوفك
- أثار حديثهم حفيظة '' قُصي ''، وما أن علم بسفرها لرحلة ترفيهية قرر ألا يترك هذه الفرصة لتضيع من بين يديه، فقد تكون هذه الفرصة المتاحة أمامه وسيلة جيدة للتقرب منها .. نظر نحو أصابع يدهُ وهو يحركها بثبات ثم قرر أن ينصرف حتى يتمم الإستعدادات لئلا تفوته الفرصة و......
- أنا همشي دلوقتي ياعمي وهاجي تاني بس بعد ما كارمن تقعد معاك براحتها
كارمن وهي تتمتم بخفوت لم يصل إليه : طلع زوء على غير العادة !
قُصي وهو يمد يده نحوها ليصافحها : نورتي المجموعة كلها ياكارمن
كارمن وهي تصافحه بحذر شديد : Thanks
- ما أن ألتقط كفها حتى أطبق عليه بأصابعه وكأنه لا يريد تركهُ .. رفعهُ برويّة نحو فمه ليقبلهُ بشغف، ليست قُبلة بريئة طاهرة المعاني، بل إنها تحمل مغزى قوي بعدم تركها أو التنازل عنها .. خشيت نظراته الموحية لها فجذبت كفها بعنف من بين يديه وهي تهتف :
- شـ .. شكرًا
- تحرك ليغادر الحجرة، بينما ألتفتت هي لتراقب خروجه بإنتظار وتلهف .. لتترك زفيرًا طويلًا يخرج من بين ضلوعها، بينما جذبها والدها وهو ينطق بلهجة وقورة :
- تعالي ياكوكي
كارمن وهي تسير خلفه بعقل منشغل : حاضر
...................
- أغلقت حقيبتها عقب أن ضبت أغراضها جيدًا بها .. ثم فتحت الجانب الصغير بالحقيبة لتضع به بعض المستلزمات الرفيعة التي ستحتاج إليها ..
كُل ذلك تقوم به وهي تُحدث حبيبها والقطعة النفيسة التي أهداها إليه القدر .. قهقهت بخفوت وهي تردد بصوت ناعم :
- لو فضلنا كدا إحتمال مسافرش ونقعد نكمل كلام طول الليل
ريان بنبرة متحمسة : والله أنا معنديش مانع، على الأقل مش هكون خايف عليكي
- طرقت '' لطيفة '' باب الغرفة قبل أن تلج، لتخبرها بـ...
- كارمن، كريم بيقولك إنه جاهز خلاص، وفاضل ساعة إلا ربع بس على معاد الباص
كارمن : خلاص خلصت يادادة، خدي الشنطة دي نزليها تحت وانا نازلة
لطيفة وهي تسحب الحقيبة بطريقة الجرّ : ماشي يابنتي
- أعادت الهاتف على أذنها لتردد :
- هقفل معاك دلوقتي ياروني
ريان وهو ينظر لساعة يدهُ : ماشي، هكلمك تاني
- أغلق هاتفه ونهض عن الأريكة القابعة بساحة غرفة المعيشة ليتوجه إلى غرفة ش*يقتها.. فوجدها أيضًا قد أنتهت للتو من إرتداء ملابسها وحزمت حقيبتها، تفاجئت بوجوده في هذه الساعة المبكرة ( ٩:٠٠ ) مساءًا .. فتسائلت بفضول :
- ريو ! غريبة يعني المفروض ترجع متأخر النهاردة !
ريان وقد أنفزج ثغرهُ بإبتسامة متحمسة : أنا هسمع بنصيحتك واسافر معاكي، بس مش دلوقتي .. يعني الصبح هتلاقيني معاكو
تاج وهي تقفز بمكانها لتنقض على كتفيه مستندة عليه : أيـــوة بقا .. فرحتني جدًا ياريان، وأكيد طبعًا طالع عشان كوكو صح ؟
- قالتها وهي تغمز له بنصف عينيها، فأبتسم وهو يعيد شعرها للخلف قائلًا :
- وعشانك برضو، بس أوعي تقولي حاجة لكارمن .. هي متعرفش وانا عاملها مفاجأة
تاج وهي تهز رأسها بالتأكيد : متقلقش، ولا كأني أعرف
ريان وقد أرتاح داخلهُ وهو يتن*د قائلًا : كده هكون مرتاح أكتر
......................
- وقفت '' كارمن '' وسط رفيقاتها المقربات ( نهاد - يسرا - ريم) وغيرهن في إنتظار الحافلة السياحية التي ستقلهم لمحل الرحلة .. حيث تبادلا الحديث الفكاهي والمرح، بينما وقف كريم مع رفاقهُ أيضًا، ألتفت برأسه ليرى ش*يقته تتحدث مع فتاة غريبة لم يراها من قبل ( تاج) ..
فخ*فت إنتباهه فجأة ولاحظ حالهُ قد علق عليها وأهتم بمعرفة من هذه !
خطى نحوهم بخطوات مترقبة، ولكنهُ توقف عندما لمح الحافلة تقترب منهم لتستقر أمامهم ويترجل منها المشرفون على الرحلة .. فتابع سيرهُ نحوهم وهتف بصوت مرتفع شيئًا ما :
- كـارمن
كارمن وهي تلتفت إتجاه الصوت : أيوة ياكريم، تعالى
كريم وهو ينظر إليها بتدقيق : الأتوبيس وصل
كارمن وقد لاحظت هذه النظرات من ش*يقها لتاج : Okay آآ.. أعرفك بتاج، صحبتي بس هي سنة رابعة computer science
كريم وهو يصافحها بحرارة وقد أتسعت إبتسامتهُ : ياألف أهلًا وسهلًا
تاج وقد شعرت بالحرج من نظراته الجريئة لها : آ.. أهلًا
كارمن وهي تلكز ش*يقها برسغها : طب مش يلا بينا
كريم وهو مازال محدقًا بها : أستني شوية
تاج وهي تحاول إنتزاع كفها العالق بين أصابعه : أيدي
كريم وقد أنتبه ليدها : آ.. أسـف
تاج وقد تسرب الحياء لوجهها : عن أذنكم
كارمن وهي تراقب ملامح ش*يقها : كـريم، مالك يابني
كريم : مفيش، يلا بينا
- حمل حقيبته وحقيبة ش*يقته، بينما سبقته كارمن لتصعد إلى الحافلة وتسقل مقعدًا لها ..
كان هناك من يتابع من بُعد، منتظرًا اللحظة التي ستتحرك بها الحافلة ليتحرك من خلفهم ..
نظر قُصي في ساعة يدهُ وهو يبتسم بشغف، منتظر اللحظة التي سيفاجئها فيها بإنه مسافرًا معها .. وما أن بدأت الحافلة بمغادرة المكان حتى بدأ هو الآخر بالتحرك من خلفهم و.......