رواية فريد من نوعه الفصل السادس بقلم حنين شريف
في الصباح
استيقظ فريد من نومه بألم في رأسه ، غادر السرير و اغتسل ليعمل
القهوة المفضله اليه ، امسك هاتفه ليرن علي محمد الذي رد عليه قائلا:
لسه هرن عليك..عامل ايه دلوقتي...
رد فريد قائلاً
الحمدلله احسن..
كنت عايز اسألك علي موضوع الشغل....
محمد بتذكر
ااه...بص انا هبعتلك البوست الي الشركه نزلته .رن علي الرقم الي موجود واتفق معاهم امتي هتكون المقابله وابقي عرفني..
فريد
تمام ماشي...
اغلق فريد الهاتف لينظر الي الساعه التي قاربت الثانيه عشر ، ارتدي ملابسه وخرج من المنزل لكي يتمشي قليلا ، فتح باب منزله ليري هدير التي اوشكت هلي المغادره..
تنحنح فريد قائلاً
صباح الخير...
قالت هدير بهدوء
صباح النور...عامل ايه دلوقتي...؟
رد فريد الذي قال بتوتر
الحمدلله والله ، ااا...كنت عايز اشكرك علي الي عملتيه معايا يعني..
قاطعته هدير قائله بابتسامه بسيطه
لا ابدا..لو اي حد مكاني كان عمل الي عملته..بعدين انا معملتش حاجه يعني...
ابتسم فريد بهدوء لتستأذنه هدير وتغادر ، نظر فريد الي طيفها بأبتسامه هادئه وعيون تبدو مشتاقه..."كيف اشتقت لها وانت لا تعرفها؟!.."
يمشي فريد وعقله لم يتوقف عن التفكير في هدير ، يتذكر وجهها الابيض والملامح البسيطه ...وشعرها الاسود الكثيف ، يتذكر ملامح والدته...قد كانت مثل تلك الملامح...يشعر انه من اول مره رآها وهو يري والدته...دمعت عيناه عندما يتذكر صوره والدته التي رآها عندما كان صغيراً كانت معلقه علي الحائط ، لا يتذكر ملامح وجهها ولكنه يتذكر القليل من والدته...ابتسم عندما تذكر هدير والامان الذي يشعر به عندما يراها....
........................
في اليوم التالي
استيقظ فريد من نومه بنشاط حتي يستعد لمقابله العمل اليوم ، يريد ان يعمل بأي طريقه وهذه هي فرصته...
استعد وارتدي ملابسه الانيقه ليذهب الي الشركه لأجراء مقابله العمل ، وعندما كان فريد قادم كان في نفس الوقت سياره تمشي بسرعه بأتجاه الشركه ، كان ذلك هو ابراهيم شوقي...
كان يجلس في الخلف بينما كان السائق جالس امامه ، كان يرتدي بدله انيقه وهو يتحدث في الهاتف ويقول بضيق:
يعني ايه برضو!...هيفضل كده...هفضل واقف متكنف كده!...
ليقول الآخر بهدوء
يا ابراهيم بيه ..انا عارف انك زعلان علي الوالد..لكن صدقني احنا بنعمل كل الي نقدر عليه...الباقي علي ربنا...
تنهد ابراهيم بضيق
ونعم بالله ..متشكر جدا يا دكتور....
اغلق ابراهيم الهاتف وعقله منشغل بحاله والده المريض ، حاول دائما ان يكون بجانبه ولكن مرض والده الذي اصابه في الاربعين من عمره لم يفارقه ابداً ، حاول ابراهيم الاستعانه بالكثير من الأطباء ولكن دون جدوى...
وقفت السيارة امام شركته الضخمه ، ينزل من السياره وهو يعدل من هيئته ، يمشي بثقه ويدخل الي شركته ، الجميع يعمل بجد واجتهاد ، ينظر ابراهيم الي الموظفين الذين يعملون بجد بأبتسامه ، فقد استطاع ان يدير أمور الشركه وان يصلح من حالها ،
دخل الي مكتبه لينظر الي الاوراق الموضوعه امامه علي المكتب ، يبدأ في العمل بجد ولكن يقاطعه عندما دخل ابن عمه مصطفي الذي دخل بأبتسامه وهو يقول:
وحشني يا هيما...
تنهد ابراهيم بضيق قائلاً وهو لايزال جالس هلي كرسي مكتبه:
تمام .. الحمدلله...
جلس مصطفي علي الكرسي المقابل للمكتب ليقول بحزن مصطنع:
جري ايه يا هيما...ده انا حتي جاي من سفر..
قال ابراهيم وهو لاتزال عيناه معلقه علي الاوراق :
حمدالله على السلامه...
قال مصطفي بضيق
ابراهيم...
نظر اليه ابراهيم بملل ليقول
مصطفي ..لو انت فاضي وجاي تتسلي عليا ف احب اقولك اني مش فاضي...
مصطفي بحزن مصطنع
ده انا كنت جاي اسأل علي عمي ...سمعت انه تعبان اوي وكنت جايله..بس قلت اعدي عليك الاول...
ابتسم ابراهيم بسخريه ليقول
طب قبل ما تسأل علي عمك تسأل الاول علي ابوك...الي انت سيبته لوحده ده...
مصطفي بضيق
ابراهيم!...دي حاجه تخصني انا و ابويا...
ترك ابراهيم القلم الذي كان بين يده قائلاً
وانا ابويا تعبان...ومش قادر يتكلم مع حد..ف لو عايز تطمن عليه ابقي اسألني عليه...كده احسن بالنسبه له...
نهض مصطفي بضيق وقال
طيب يا ابراهيم...انا ماشي...
نظر ابراهيم لطيفه ليقول بغيظ
علي جثتي يت مصطفي اناولك الي في بالك...
مع فريد
وصل فريد الي الشركه التي كان معجب بها ..لم يتوقع ان تكون الشركه بهذا الشكل.
شعر انه لن يعمل بهذه الشركه ، ظن انها لن تقبله ، ولكنه حاول ان يشجع نفسه ودخل الي الشركه ، سأل موظفه الاستقبال عن موعده فأخبرته ان يصعد الي الطابق الثالث ، صعد وعيناه معلقه علي الموظفين ، جميعهم يرتدون بدل والجميع يعمل بجد حتي انه شعر ان لن ينتبه احد لوجوده ، سأل موظفه عن موعده فأخبرته ان يدخل الي الباب المجاور وهناك سينتظر المدير.
دخل فريد وهو يتفقد ذلك المكتب ، كان ليس كبيراً ولكنه كان منظم ، انتظر فريد حتي تقدم شخص يرتدي بدلة لايختلف كثيرا عن باقي الموظفين ، دخل بأبتسامه بسيطه وتقدم ليسلم علي فريد الذي وقف ليقول:
فريد مش كده..
هز فريد رأسه وقال
ايوه...
جلس المدير علي مقعده بينما جلس فريد في الجهه المقابله للمكتب ليتحدث المدير قائلا:
معتز.. المسؤول عن قسم المحاسبه....
ابتسم فريد ابتسامه بسيطه ليكمل معتز حديثه
كنا محتاجين محاسب القتره دي...
قال فريد بعمليه
ايوه وانا شوفت البوست الي الشركه منزلاه وقولت اني اقدم عليه...
قدم له فريد السي في علي المكتب ليتفقده معتز ويقول:
معندكش خبره كبيره... ومع ذلك متخرج بأمتياز...
قال فريد وهو يحاول ان يتحدث بأكبر ثقه ممكنه
ايوه...انا فعلا متخرج بأمتياز وكنت حريص بكده علشان شغلي..لكن حصلي ظروف وكنت مضطر اسافر ...ومقدرتش اشتغل كفايه...
قال معتز بعدما ترك السي في من يديه:
طيب يا فريد...انت هتدرب فتره معانا ٣ شهور..مع المتدربين الي هنا..ولو قدرت تثبت كفائه ٣شهور ساعتها هتكون خلاص ..موظف ثابت...
نظر له فريد بأهتمام ليكمل معتز
وبالنسبه للمرتب هيكون""""""" وده في فتره التدريب انما بعد التدريب""''' وطبعا بقي انت وشطارتك..لو قدرت انك تنجح كمان بعد التدريب وتترقي...
مد معتز له يديه وقال
نشوفك بكره يا استاذ فريد...
سلم عليه فريد الذي اكتفي بابتسامه بسيطه.
خرج فريد سعيداً وهو لايصدق انه استطاع ان يعمل في تلك الشركه ، كان ينوي أن يبذل قصار جهده ليجتاز فتره التدريب وان يعلي بمنصبه.
تنهد فريد بهدوء وقال
كله بوقته...محتاجين الصبر بس....
هاتف فريد صديقه محمد الذي أخبره بقبوله الي العمل ، سعد محمد كثيراً واتفقا ان يلتقيان.
في الليل
وقفت سياره محمد بالقرب من الشارع الذي يسكن فيه فريد.
نزل فريد من السياره وقال لمحمد
يلا يا باشا..نام بدري واوعي تتأخر علي الشغل...
ابتسم فريد لصديقه ، غادر محمد بينما التفت ليدخل الي العماره ، دخل فريد العماره وصعد السلم حتي اقترب من طابقه ، ولكنه رفع فريد حاجبه بتسؤال عندما راي...
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم