![]() |
رواية اتفاقية مع الشيطان الفصل الثامن بقلم رباب حسين
ظلت تيا بالمطعم حتى حل الليل عليها وهي شاردة وحزينة.... تشعر بثقل قلبها.... لا تعرف ماذا تفعل وكيف يمكنها مواجهة كل هذا؟ حتى قطع تفكيرها صوت النادل / ممكن حضرتك تدفع الحساب عشان بقفل الشيفت؟
تيا / هي الساعة كام؟
النادل / ٨ يا فندم
أماءت له تيا ودفعت الحساب ثم خرجت من المطعم وقفت تنظر حولها فلم تجد أحد من رجال الحراسة وأيضاََ السائق... قامت بالإتصال بهم ولكن لا أحد يجيب..... ذهبت في الشارع الخلفي حيث مكان مواقف السيارات وما أن أنعطفت حتى فُتِح باب سيارة سوداء كبيرة وحملها أثنين من الرجال من داخلها وهي تصيح ولكن أغلقو فمها بقطعة قماش وبها مخدر فلم تشعر بشئ بعد ذلك
بعد وقت فتحت تيا عينيها في إعياء وتشعر بدوار شديد في رأسها.... تحاملت وحاولت مقاومة هذا الشعور وما ان فتحت عينيها فإذا بالمكان مظلم في غرفة مظلمة تحيط بها الحوائط فقط وبحائط واحد فقط توجد مرآة كبيرة.... ظلت تصيح بصوت مرتفع
تيا في ذعر / انا فين؟!!! انتو مين؟ عايزين مني إيه؟
ثم أستمعت إلي صوت وجولي جش / واضح إنك شبعت يا تيم
تيا / شبعت ازاي يعني؟!!! انت مين؟
الصوت / انا الشيطان
تيا / ومستخبي ليه تعالي وريني شكلك
الشيطان / يااااه ده انت أتجرأت علي الأخر.... إيه سر التغيير ده كله؟....من إمتى حد بيشوف وشي.... ثم قال بصوت غاضب /انت نسيت نفسك ولا إيه يا تيم؟
تيا / طيب انت عايز إيه؟
الشيطان / عايز أعرف منفذتش ليه؟ ومن أمتي بتعصي الأوامر؟ ..... ده أبوك عمره ما عملها
وهنا كانت الصدمة الأكبر.... هل أبي أيضاََ كان قاتل مثل أخي؟... لا مستحيل أبي كان مثال للنبل والأخلاق.... هل هذا ستار أيضاََ
الشيطان / إسمع انت تنفذ بكرة
تيا / طيب بالنسبة لدراعي ده همسك بيه سلاح إزاى؟
الشيطان / بس انت دراعك كان سليم مش ده سبب إنك متنفذش أوامري
تيا / واهوه أتكسر.... حضرتك عايزني أقتل بردة؟
الشيطان / لو معاك عذر زي ده مش هتكلم..... مع إن انت مدرب علي المواقف الصعبة.... بس انا هعديها.... بس انت بقي وشطارتك وريني هتعرف تهرب من طارق الملي ازاي.... وأظن انت عارف خطورة الناس اللي بتلعب معاهم.... قدامك يومين يكون الوجع هدي وبعدين تنفذ.... ومش محتاج أفكرك لو منفذتش هعمل فيك إيه.... أظن الشروط كلها معروفة ولا انت صدقت اللي بيتقال عليك إنك إقتصادي ناجح.... فوق يا تيم لنفسك وأوامري تتنفذ
بعد قليل فُتِح الباب وأدخل أحداََ يده وقام برش مخدر في الجو ثم أغلق الباب.... شعرت تيا بدوار مرة أخرى وسقطت أرضاََ.... بعد وقت فتحت تيا عينيها وجدت نفسها بالسيارة والسائق موجود والحرس أيضاََ.... نظرت تيا إلي السائق وقالت في غضب وهي تمسك رأسها في ألم ودوار شديد
تيا / انت كنت فين؟!!! كنتو فين كلكم؟
السائق / أسف يا أستاذ تيم.... ديه أوامر منقدرش نعصيها
تحرك بالسيارة وقام بإيصال تيا إلي المنزل وما أن دخلت وجدت الجميع في المنزل يبحثون عنها منيرة وجولفدان وسما وعائشة وأدهم ذهبت إليها منيرة في ذعر وقالت / تيا!!! حبيبتي كنتي فين كل ده و تليفونك مقفول؟!!!
جولفدان في غضب/ انتي صدقتي إنك راجل بجد ورجعالي نص الليل
عائشة / إستني بس يا طنط نشوف مالها.... شكلها تعبان أوي
أقتربت منها سما وقالت / كنتي فين يا تيا؟!! قلقتينا عليكي
تيا / ليه هي الساعة كام؟
هنا وتحرك أدهم في غضب ووقف أمامها وقال / لا انتي فعلاََ مستهترة.....انتي مش شايفة حالتنا إيه؟!!.... ده شوية وكنت هنزل أدور عليكي في المستشفيات وانتي داخلة بمنتهي البرود وتقولي الساعة كام..... إيه السهرة كانت حلوة أوي كدة.... وكمان مش قادرة تقفي عدل شكلك كمان شاربة..... يا خسارة يا تيا نزلتي من نظري أوي
نظرت له تيا في تعب وقالت في نفسها / أكرهني كمان يا أدهم.... انا بنت قاتل و أخويا كمان قاتل.... وكمان يومين هبقي زيهم.... أكرهني يا أدهم
أدهم في غضب أكثر / ما تردي كنتي فين؟
تيا / هو انت بتحاسبني على أساس إيه؟ انت بس صاحب أخويا وملكش إنك تسألني كنتي فين وروحتي فين ألزم حدودك يا أستاذ أدهم
نظر لها أدهم في صدمة وقال / ألزم حدودي!!!! لا ده الحمد لله إن ربنا كشفك قدامي على حقيقتك قبل ما كنت هقع أكتر من كدة.... انتي حرة في نفسك متخصنيش..... اه وكمان انا ميشرفنيش أشتغل معاكي في شركة واحدة..... بكرة الصبح إستقالتي هتبقي علي مكتبك وهسلم كل الشغل اللي معايا.... يلا يا ماما يلا يا سما..... اه وسما كمان إياكي تكلميها تاني فاهمة
منيرة / إستني بس يا أدهم..... أقعد بس نتفاهم
أدهم / أسف يا طنط بنتك خلصت كل الكلام من قبل ما يبتدي
جذب أدهم سما من يدها ولحقت بهم عائشة وذهبو من المنزل وما أن خرجو حتى أقتربت جولفدان من تيا وصفعتها علي وجهها
جولفدان / مكنتش أعرف إني هتصدم فيكي بالشكل ده
فتحت تيا عينيها في صدمة وسقطت الدموع من عينيها وصاحت منيرة بجولفدان وهي تحتضن تيا وقالت / ليه كدة يا ماما؟....مش نفهم الأول فيه إيه وبعدين نقرر هي غلطانة ولا لا
جولفدان في غضب / وعيزاني أستنى إيه أكتر من كدة؟...ده حتي الراجل المحترم اللي بيحبها وعايز يتجوزها سابها.... وكمان إستقال من الشغل..... الظاهر إني وثقت فيها وهي متستهالش الثقة ديه.... إتفضلي علي أوضتك ولينا حساب تاني لما تبقي قادرة تقفي علي رجلك... والله عال.... ده أخوكي اللي إسمه راجل معملهاش.... لكن انتي خلاص عيارك فلت..... فينك يا تيم تشوف أختك بتعمل إيه؟
صعدت تيا إلي غرفتها ولحقت بها منيرة ولكن أغلقت تيا الباب ورمت بجسدها علي السرير وأخذت تبكي بقوة وتمسك بقلبها.... نعم جرحته وجرحت قلبها معه.... كانت تتمنى اليوم الذي يعرف فيه كل شئ وتعلن حبها له ولكن لم تتوقع أبداََ أن هذا اليوم سيكون يوم الفراق بينهم.... ظلت تبكي وتشعر بقلبها ينفطر حزناََ ويدمي دمعاََ.... وما أحزنها أنه أساء الظن بها هكذا.... ثم تذكرت والدها وأخاها وظلت تبكي وتزداد بكاءاََ لا تعلم كيف تخرج من هذه الدائرة من الحزن فكل شئ حولها تدمر.... صورة والدها في عينيها الرجل الذي كان مثال الأخلاق والحنان والعطف وأخيها توأم روحها والآن عليها أن تكون مثلهم.... يجب أن تقتل أو تقتل أو تخسر كل شئ.... لم تعد تستطيع الأحتمال أكثر فبدلت ثيابها وذهبت إلي الحمام وهي مازالت تبكي ثم توضئت ووقفت بين يدي الله تشكي له.... فلا تستطيع أن تشكي أحداََ غيره..... لا تعلم عدد الركعات التي صلتها ولكن كانت تبكي وتدعو إلي الله أن يخرجها من هذه الدائرة.... فقد خسرت كل شئ وقريباََ ستخسر ذاتها ونفسها ومضطرة إلى أن تقتل.... ظلت هكذا حتى شعرت بأنها لا تستطيع أن تقف أكثر فأنهت صلاتها ونامت علي الأرض مكانها حتى الصباح
أستيقظت تيا علي صوت والدتها وهي تطرق الباب
منيرة / إفتحي بقي يا تيا كفاية كدة انا منمتش طول الليل من القلق عليكي.... إفتحي طيب طمنيني عليكي بس
نهضت تيا في تعب وفتحت الباب وجدتها منيرة بملابس الصلاة فقالت / انتي نمتي كدة؟!!
تيا / اه كنت بصلي ونمت
منيرة / طيب يلا عشان تفطري.... ولو مش عايزة تروحي الشغل النهاردة متروحيش
تيا في حزن/ لا هروح.... ديه أخر مرة هشوف فيها أدهم
منيرة / ليه كلمتيه كدة يا تيا؟! انا عارفة إنك بتحبيه... ليه خليتيه يظن فيكي كدة.... كان لازم تكلميه بأسلوب أهدى خصوصاََ إنك غلطانة.... يا بنتي ده كان هيتجنن عليكي وأول ما كلمته لقيته جي جري وأمه وأخته معاه.... وحكالنا اللي حصل وإنه زعلان أوي إنه كسر دراعك
تيا / هو كسر دراعي لكن انا كسرت قلبه وقلبي.... انا خسرته خلاص يا ماما
بكت تيا وأحتضنتها منيرة بين ذراعيها وقالت / أدهم بيحبك لو كلمتيه وحاولتي تعتذري وفهمتيه كنتي فين انا متأكدة إنه هيسامحك
تيا / خلاص يا ماما مبقاش ينفع.... انا منفعش أدهم خلاص
بعدتها منيرة في ذعر عن حضنها ونظرت إليها وقالت / انتي بتتكلمي كدة ليه؟!!! انتي حصلك حاجة إمبارح؟!! إنطقي يا تيا حصلك حاجة؟
تيا / لا يا ماما متفهميش غلط والله ما حصلي حاجة.... انا كويسة
منيرة / طيب ليه بتقولي كدة؟!!!
تيا / ماما أدهم مش هيسامحني أبداََ..... انا عارفاه كويس
منيرة / اللي بيحب بيسامح.... يلا خدي دش وغيري هدومك وأنزلي أفطري معايا
تيا / لا مش هفطر.... مش عايزة أقعد مع نينة.... انا هغير هدومي وأروح علي الشغل
ذهبت تيا إلي الحمام ثم خرجت وبدلت ثيابها وذهبت إلي العمل دون الحديث مع أحد.... دخلت المكتب ولحق بها حمزة وأغلق الباب خلفه وأقترب منها وقال / انت كويس؟!!! انا عرفت اللي حصل....حصلك حاجة إمبارح؟
تيا / لا.... أطلع برا
حمزة / غصب عني يا تيم كان لازم أبلغ ردك.... خصوصاََ إنهم قعدو يتصلو بيا وانا خفت منهم وكان لازم أقولهم
تيا في غضب / خلاص بقي قولت برا
خرج حمزة من المكتب وهو يشعر بالحزن الشديد ولكن يحمد الله أنه لم يصيبه مكروه إلا هذه الجبيرة بيده
بعد قليل دخل أدهم المكتب وأغلق الباب ثم تقدم من مكتبها ووضع عليه ورقة وقال / إستقالتي
نظرت له تيا ثم نظرت في الورقة وقالت / مقبولة..... سلم شغلك وأتفضل
نظر لها أدهم في حزن وذهب إلي مكتبه جلس على الكرسي وشعر بحزنه يكسو قلبه.... صدم في من كان يرجوها زوجةََ له.... كان ينظر لها كأنها حلم بعيد.... نجمة عالية.... هشة كالهواء تعهد أن يحميها يضعها بين ثنايات قلبه مدى الحياة..... تعهد بأن يكون مصدر سعادتها ولكن أصبحت هي مصدر بؤسه وحزنه.... فرت دمعة هاربة من عينيه..... كان يشعر بالضياع ولكن قرر أن يترك كل شئ ويذهب بعيداََ عنهم جميعاََ... وقرر أن يترك البلاد ويذهب إلي الخارج لفترة حتى يهدأ أو لا يعود مرة أخري.... ترك أدهم الشركة وذهب إلي المنزل وقفت عائشة وسما أمامه وقالت عائشة / بردة أستقالت؟
أدهم / ماما الموضوع إنتهى ومش عايز أتكلم فيه تاني؟!!
سما / طيب مفكرتش لما يفوق تيم ويعرف إنك سيبت الشركة في وقت زي ده هيقول إيه؟
أدهم / يقول اللي يقوله.... مبقاش فارق معايا حد..... انا هسيب لهم البلد كلها وهمشي
عائشة في صدمة / تمشي؟!! هتروح فين وتسيبنا يا أدهم؟
أدهم / ماما انا تعبان وعايز أبعد.... هسافر وأول ما أموري تستقر هبعتلك تيجو تقعدو معايا.... انا مبقتش قادر أعيش هنا خلاص
سما / أدهم انت بتظلم تيا..... انا عارفاها كويس أوي ديه عمرها ما عملت غلطة واحدة
أدهم / وجت عملت كل الغلط.... سما أخر تحذير ليكي إياكي تكلميها تاني.... ولو عرفت إنك كلمتيها تنسي إن ليكي أخ فاهمة
ذهب أدهم إلي غرفته وبدل ثيابه ثم جلس في غرفته يبحث عن مكان للسفر
أما جولفدان فكانت غاضبة للغاية وجلست معاها منيرة وقالت / يا ماما انا حاسة إن تيا مش كويسة..... فيه حاجة حصلت..... ديه لسه من يومين كانت بتحكيلي علي أدهم و عينيها بتلمع.... انا مش مصدقة إنها كلمته كدة من غير سبب.... يكونش حد وقع بينهم
جولفدان في غضب / والله؟!! ولو حد وقع بينهم تجيلي نص الليل يا منيرة؟
منيرة / ماما متنسيش إنها قدام الناس راجل يعني محدش هيأذيها وبعدين معاها حراسة أد كدة وراها.... انا متأكدة إن حصل حاجة
جولفدان / اه حصل حاجة خليتها تروح تسكر ولا معرفش شربت إيه جاية مش قادرة تقف على رجيلها
منيرة / بنتي مش كدة.... انا سامعها وهي بتصلي طول الليل وواعية للكلام في الصلا.... وممشيتش من قدام الأوضة لما لقيت صوتها هدي ونامت.... وبعدين كانت عمالة تعيط وهي بتصلي وتدعي.... فيه واحدة شاربة تعمل كدة..... انا بنتي مربياها كويس.... وأظن يا ماما انتي عارفة تربيتها
جولفدان / طيب ليه منطقتش.... ليه مقالتش كلمة واحدة تهدينا؟... وكلمت الولد بمنتهي قلة الزوق وقلة الأدب
منيرة / عشان كدة بقولك فيه حاجة حصلت
ظلت منيرة تفكر ثم أمسكت هاتفها وقامت بالإتصال بسما
سما / إزيك يا طنط
منيرة / كويسة يا حبيبتي طمنوني عليكو.... أدهم عامل إيه؟
سما / والله يا طنط أدهم حالته وحشة أوي منمش طول الليل وراح الشركة النهاردة أستقال بردة.... مع إني أتحايلت عليه انا وماما أد كدة مفيش فايدة أبداََ
منيرة / معلش مكانه محفوظ في أي وقت يرجع.... انا بصراحة يا سما ملقتش حد غيرك أكلمه.... وعارفة تيا بتحبك أد إيه.... كلميها يا سما أفهمي منها مالها انا قلقانة عليها أوي..... طول الليل يا بنتي بتصلي وتعيط لما حسيت إن قلبها هيقف من كتر العياط.... والصبح دخلت أكلمها عمالة اعيط عشان اللي عملته مع أدهم
سما / طيب ليه كلمته كدة؟ .... ديه عمرها ما اتكلمت مع حد كدة أبداََ
منيرة / تيا بتحب أدهم.... انا متأكدة من ده لكن اللي هيجنني إنها كلمته كدة إزاى....
كلميها يا سما أفهمي منها عملت كدة ليه يمكن تحكيلك انتي
سما / طيب يا طنط.... مع أن أدهم لو عرف هيموتني بس انا بردة مش مصدقة إن تيا كدة أبداََ فعلاََ كنت بفكر زيك.... في حاجة حصلت وكبيرة كمان.... انا هكلمها
أما تيا فكانت تجلس وحيدة بالمكتب تنظر إلي الفراغ في صمت دخلت نسرين المكتب وقالت في عملية / الملفات اللي حضرتك كنت طالبها يا أستاذ تيم
تيا / انتي كمان مش طايق تكلميني؟
نسرين / ليه هي ست الحسن مش بتكلمك؟
تيا / ست الحسن مين؟
نسرين / سما
تيا / سما ديه أخت أدهم
نسرين / اه ما انا عرفت.... الصراحة مكنتش أعرف إنك بالأخلاق ديه.... وطبعاََ أدهم عرف اللي انت عملته معاها عشان كدة ساب الشركة صح؟
تيا / نسرين انا مش عايز أسمع أي سيرة في الموضوع ده
لاحظت نسرين وجهه الشاحب وعلامات الحزن تكسو وجهه فرق قلبها وأقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وقالت / مالك بس يا تيم؟...شكلك تعبان أوي..... انت كلت طيب؟
تيا / انا مكلتش حاجة من إمبارح
نسرين / ليه كدة؟.... فهمني طيب فيه إيه؟
تيا / حاسس بضغط رهيب.... وعجز.... أول مرة أحس كدة..... دماغي مشلولة مش عارف أفكر ولا أخد قرار
نظرت إليه نسرين وشعرت بثقل ما يمر به ثم تذكرت الحديث الذي سمعته أمس وتذكرت رفضه لقتل طارق فظنت أن ضغط حمزة عليه هو ما سبب له هذا القدر من الحزن
نسرين / انت مش مجبر على حاجة يا تيم متخليش حد يضغط عليك.... قوم روح الحمام أغسل وشك وانا هطلبلك أكل
ذهبت تيا وبعد قليل وجدت نسرين إتصال علي هاتفه بإسم سما فقامت برفض المكالمة
سما/ معقول يا تيا.... بتنفذي كلام أدهم ولا إيه؟
نزل أدهم وقال لهم / انا حجزت وبكرة مسافر
عائشة في حزن / بكرة!!! ليه يا إبني السرعة ديه.... أصبر شوية يمكن يحصل جديد يفهمنا اللي حصل
أدهم / مش عايز أعرف ولا أفهم حاجة وبكرة الصبح هرمي كل ده ورا ضهري وأمشي
عاد إلي غرفته وبدأ بتحضير حقيبة السفر أما سما فنظرت إلي عائشة وقالت / لو قعدنا العمر كله نتحايل عليه يقعد مش هيرضي.... مفيش غير تيا هي اللي تقدر تقنعه.... ماما انا هلبس وأروحلها.... ولو سأل أدهم عليا قوليله راحت الجامعة تسأل علي حاجة
عائشة / طيب يا بنتي روحي
ذهبت سما وبدلت ثيابها ثم ذهبت إلي الشركة.... أما تيا فكانت تأكل وهي حزينة للغاية وكلما حاول حمزة أن يتحدث معها كانت تعامله بمعاملة قاسية وتطرده خارج المكتب.... شعرت نسرين بالحزن الشديد عليه فكان لا يبدو علي ما يرام وهذا ما جعلها تشعر بالندم بما فعلته وأخبرت طارق عنه ولكن قررت أن توضح له أن تيم يرفض قتله ولكن هذا المدعو بالشيطان من يقوم بإجباره فقد شعرت بالخوف عليه وقررت أن تقنعه بأن تيم ليس إلا ضحية التهديد.... إنتهو من الطعام وعادت نسرين إلي مكتبها وبعد قليل دخلت سما المكتب
تيا / سما.... حبيبتي كويس إنك جيتي
أسرعت إليها واحتضنتها
سما / طيب ليه مردتيش عليا؟
أبتعدت تيا عنها وقالت / انا؟!!!
سما / اه إتصلت بيكي كنسلتي
تيا / إمتى ده؟!!
سما / من ساعة تقريباََ
تيا / لا محصلش يمكن شبكة
سما / مش ده الموضوع دلوقتي..... ممكن أفهم إيه اللي حصل إمبارح ده؟
تيا / محصلش حاجة
سما / من إمتى بتخبي عليا؟
تيا / سما أرجوكي متضغطش عليا
سما / لا أضغط..... لما تدمري نفسك بالشكل ده وتخلي صورتك قدامنا زي الزفت لدرجة إن أدهم يمنعني عنك يبقي أضغط ونص كمان..... انا جيالك من وراه..... متخيلة انتي وصلتينا لإيه.... انا عايزة أعرف ليه كنتي جاية بالمنظر ده وكنتي فين؟
تيا / يوووه يا سما قولتلك مفيش حاجة
سما في صوت مرتفع / لا فيه..... أوعي تكوني كنتي شاربة فعلاََ يا تيا؟
تيا / حتى انتي يا سما؟
سما / طيب فهميني.... عرفيني الحقيقة
تيا في غضب / مفيش حقيقة عشان أقولها..... عايزة تقولي زيهم إني مشي بطال وبستغل إني عاملة راجل عشان أعيش واتسرمح علي كيفي يبقي أحسنلك تسمعي كلام أخوكي وتبعدي عني..... بدل ما سمعتك تتلوث
سما / لا ده انتي إتجننتي رسمي.... وقال مامتك بتقولي مش هتتكلم إلا معاكي..... ده انا حتى مش عارفة انا بتكلم مع مين.... يا خسارة يا تيا... أدهم معاه حق يسيب البلد كلها ويمشي
ذهبت سما ولم تصدق تيا ما سمعته وقالت في نفسها والدموع تنساب علي وجهها/ أدهم مسافر
هنا ودخل حمزة الذي إستمع لكل شئ من خلف الباب... دخل والصدمة تكسو وجهه وقال / انتي تيا؟!!!!