رواية حبل الوريد الفصل الثامن 8 بقلم ياسمين عادل


 رواية حبل الوريد الفصل الثامن 

       _ أرادت أن تمتنع عن مقابلتهُ ، وتخلق له الحجج والأعذار .. ولكن ينتابها الفضول أيضًا حول ما يفكر به بخصوص صديقتها المقربة ، لعلها تمنع وقوع مصيبًة ما .. 
أرتدت ثيابها سريعًا وهبطت للأسفل بتردد شديد .. 
حتى وجدته في إنتظارها بباحة الفندق الفسيحة ، توجهت نحوه وعلامات التبرم على وجهها .. وقبيل أن تهتف بلفٍظ واحد كان يشير لها نحو المقهى الخاص بالفندق وهو يردد :

- تعالي نشرب حاجة ونتكلم سوا
يسرا وهي تعقد ساعديها أمام صدرها بإعتراض  : إحنا متفقناش على كدا ، قولتلي كلمتين وخلاص! 
قُصي وهو يكبح رغبتهُ في الإنفعال  : أكيد مش واحنا واقفين بالمنظر الملفت ده ! 

   _ تحركت معه لداخل المقهى التابع للفندق ، حيث قام بطلب مشروبين من العصير الطازج .. ومن ثم أسترسل في حديثه وهو يدقق تركيزهُ في إيماءات وجهها و :

- بكرة عيد ميلاد كارمن ، وانا عايز أعملها surprise ( مفاجأة ) صغيرة من خلالكم

  _ ضربت يسرا ببطن كفها على جبهتها ، ثم وبخت حالها بضيق وهي تردد :

- إزاي نسيت حاجة زي دي ! 
قُصي بنبرة مغترة : أنا عمري ماانسى حاجة تخص كارمن أبدًا 
يسرا وقد تفهمت مقصدهُ الآن ، ولكنها لم ترتخي بعد : كويس إنك فكرتني ، وانا هعملها المفاجأة بنفسي
قُصي وقد ضاق ما بين حاجبيه  : لأ ، هنــعملها.. سـوا

  _ شدد على عبارته ليؤكد رغبته المتشددة في المشاركة بإحتفالات عيد مولدها .. كانت الفكرة مُقلقة بالنسبة لها ، فهي تعلم إلى أي مدى تبغض كارمن هذا الرجل .. 
ولكنها تخشى أيضًا أن ترفض التعاون معهُ ، فـ يُدبر الأمر خلسًة لـ تسوء الأوضاع أكثر .. 
أخفضت بصرها وراحت تطقطق أصابع كفيها بتوتر ، وهي تفكر في الأمر تفكيرًا شموليًا .. 
من الممكن أن تجعلهُ يشاركها بأبسط الأشياء ، فتكون قد حققت المعادلة وفازت بضمان إلتزامهُ بالهدوء .. 
ولكن تتبقى عقبة أخرى أشد صعوبة  ..  ريـــان ! 

........................................................... 

    _ لا تدري ! هل ما فعلتهُ هو الصواب أم الحماقة بعينها؟ 
هي أرادت ألا تجعل الفرصة سانحة أمامهُ لكي ينفرد بالتخطيط لهذا اليوم المميز .. لذلك وافقت على مشاركتهُ ، ولكن كان لـ نهاد رأي آخر   :

- بصراحة مش مرتاحة لليوم بتاع بكرة ده ، خصوصًا إن ريان كمان موجود معانا هنا .. أنتي عارفة ممكن يعمل إيه! ده هيرتكب جناية
يسرا وهي تعض على شفتيها بقلة حيلة : مكنش في حل تاني ، مش أحسن ما كنت سيبته ورفضت .. الله أعلم كان هيرتب إيه من ورانا ، إنما لما أكون معاه في الصورة أكيد هنتحكم في الموضوع ويظهر إننا إحنا اللي رتبنا للـ party دي 
نهاد وهي تفرك رأسها بتفكير : طب وهتعملو إيه ؟ 
يسرا وقد تلوت شفتيها بإزدراء : هنعمل حفلة في الكافية بتاع الفندق ، هو قالي هيظبط الموضوع مع الأدارة هنا وكل اللي عليا إني أخلي كارمن تحضر 

   _ أعادت رأسها للخلف وهي تتابع :
- بس إزاي هخليها تحضر! ، ده ريان مش مفارقها من ساعة ما وصل .. إحنا نفسنا مش ملمومين عليها 
نهاد وهي تضرب كفًا بكف : كريم اللي هيجبها ، أنا هتفق معاه ومش هبين إن قُصي في الموضوع 
يسرا بعدم إقتناع  : ماشي 

................................................................ 

        _ كانت السماء تحتضن قُرص الشمس البرتقالي اللون .. حيث أنتشرت الخيوط الذهبية في كل مكان ، وتلألأت المياة وكأن الفصوص الماسية نُثرت على سطحها .. 
ركضت '' كارمن '' من أمامه محاولة الفرار منهُ ، وبين الحين والآخر تلتفت برأسها لتكتشف المسافة بينهما .. ورغمًا عنهم سقطت فوق الرمال الساخنة والمتندية بمياه البحر فضحك بهستريا على مشهدها .. وألقى بجسده جوارها على الرمال وهو ينطق بمرح  :

- أنا سيبتك تكسبي بمزاجي 
كارمن وهي تلتقط أنفاسها بتسارع : لأ على فكرة ، متبررش إنك خسران 
ريان وقد تلوت شفتيه بسخرية : خلاص ، المرة الجاية مش هفوتهالك وساعتها نعرف مين اللي هيكسب

     _ كانت رأسه تميل عليها بمسافة محددة ، فتمكنت من الشرود بتقاسيم وجهه التي عشقتها حتى النخاع .. وفجأة ظهر ظل إبتسامة على ثغرها فهمس لها بنبرة عابثة :

- أوعي تبتسمي كده مرة تانية ، أحسن ممكن أتهور واعمل حاجة مش هندم عليها أبدًا 

    _ قالها وهو ينظر نحو شفتيها المكتنزتين ذات اللون الوردي ، فأستحت وهي تعتدل في جلستها لتتابع :

- please خليك على نفس الوضعية دي ! 

    _ ضبط وضعية جلسته ليكون مواجهًا للبحر .. وترك ساقيه لترتطم بهما الأمواج ، ثم جذبها بهدوء لتكون بجواره .. في هذا الحين، لوحت له فتاة بكفها وهي تهتف بصوت مرتفع  :

- أزيك ياريو 
ريان وهو يهز رأسه بإيماءة خفيفة : كويس ياشهد

   _ ألتفت ليصطدم بعينيها التي بدت گجمرتين مشتعلتين وهي تحدجه بإستنكار ممزوج بالغضب ، ثم قالت بلهجة حادة  :

- مين دي عشان تشاورلك كده وترد عليها إن شاء الله! 
ريان متصنعًا البراءة : دي أنتيمة تاج ، أوعي تفهميني صح
كارمن وقد تنغض جبينها بحنق : يعني إيه بقى ؟ شكلها تعرفك كويس أوى وواخدة عليك كمان ! 
ريان بإبتسامة عريضة : طبيعي تعرفني ، مش تاج دي تبقى أختي

   _ كادت تنهض من جلستها وقد تنشجت تعابير وجهها وبدا عليها الإنفعال وهي تردد :

- خليها تنفعك بقا ! 
ريان وهو يطبق على رسغها لتعود لجلستها مرة أخرى : أستني بس هفهمك ، متبقيش قماصة كده ! 
كارمن وهي تعقد ساعديها أمام صدرها  : تفهمني إيه بالظبط ! 
ريان وقد راقت له غيرتها ، فأبتسم وهو يهتف : مش هقولك انتي أول واحدة في حياتي والكلام ده بس آ ... 
كارمن وقد أحتدت نظراتها وهي ترمقه بإستنكار : كمان بتعترف في وشي 
ريان : ياحببتي مش بعترف ولا حاجة بس آ.... 
كارمن وهي تقاطعه بثورة : لأ أنت قولت إني مش أول واحدة في حياتك 
ريان وهو يذم على شفتيه بسئم : قصدي يعني إن.... 
كارمن : ولا قصدك ولا مش قصدك خلاص انت قولت الحقيقـ..... 

     _ بكفيه الكبيرين ، وضع واحدًا على فمها ليسكتها والأخرى ثبت بها مؤخرة رأسها ، ثم ردد وقد أقتربت بينهما المسافات :

- يابنتي سيبي لي فرصة أتكلم وأرد ، أبلعي لسانك ده شوية
كارمن وهي ترمقه بغيظ شديد : ........ 
ريان مبتسمًا إبتسامة عريضة برز من خلالها أسنانهُ  : أنا قصدت إن حياتي كانت عادية من غيرك ، اللي يدخلها يدخلها واللي يخرج في ستين سلامة ، لكن الحُب ده معرفتوش غير معاكي إنتي .. يعني انتي الوحيدة اللي بجد حبيتها، وطبعًا هتكوني آخــر واحدة أحبها أو أتمناها

    _ يكفيها هذه الكلمات التي يُلقيها على مسامعها بين كل حين وآخر ، ليبث داخلها الشعور بإنها ملكة .. أسترخت عضلات وجهها وأنحلت العُقدة التي تكونت بين حاحبيها ، لتترك وجهها يُشرق من جديد .. شعر برغبة قوية في سماع صوتها ، فنزع كفهُ وهو يتسائل بتلهف  :

- مش عايزة تقولي حاجة ! 
كارمن وهي تخفض بصرها ليعلق على كفهُ  : بـحـبـك 

   _ زقزق قلبهُ گعصفور صغير حضرت والدتهُ بالطعام .. فأبتسم بسعادة شديدة وهو ينهض عن جلسته ثم جذبها لتستجيب هي له .. حيث ركض بها لداخل المياه ليغرقا سويًا بين أمواجها ، وتتناثر قطراتها من حولهم وكأنها سعيدة بمحاصرتهم .. توغلا للداخل ليسبحا سويًا ، فذاب الحديث وظلت النظرات خليلتهم . 

.................................................................. 

     _ خرجت كارمن من المرحاض عقب أن أغتسلت جيدًا من بقايا المياة المالحة .. وقفت أمام المرآة لتتفاجأ بظهور حُمرة خفيفة على وجنتيها على أثر الشمس والمياة المالحة .. فضيقت عينيها وهي تهتف بتذمر  : 

- برضو الـ sun bloke ( كريم واقي من الشمس ) منفعش معايا المرة دي ! 
يسرا وهي تتمعن النظر لبشرتها  : على فكرة الحمار اللي في وشك جميل جدًا ياكوكي ، عشان انتي بشرتك بيضا

   _ أنتقلت كارمن نحو الخزانة الصغيرة وأخرجت ثوب ( فستان ) يصل لبعد ركبتها من اللون الزهري ، له أكمام قصيرة من الحرير ومُطعم بفصوص لؤلؤية صغيرة على الصدر .. رفعته لأعلى وهي تنظر حيال صديقاتها ثم قالت  :

- إيه رأيكو يابنات ، الفستان ده أحلى ولا ألبس الفستان السيمون عشان سهرة النهاردة
نهاد وقد أنفرج ثغرها بإعجاب شديد : ده حلو أوي ياروكا ، بس انتي خارجة النهاردة كمان ! 
كارمن بسعادة شديدة  : آه ، ريان قالي جهزي نفسك عشان عاملي مفاجأة
يسرا وهي تعض على شفتيها بقلة حيلة  : طب ما تسهري معانا النهاردة ، إحنا مش عارفين نقعد معاكي خالص
كارمن وقد أصابها الحرج  : معلش ياياسو بس دي أول مرة ريان يسافر معايا وانا مينفعش أسيبه لوحدهُ
نهاد وهي تنظر نحو يسرا : طيب ياكوكو اللي تحبيه

   _ تنهدت زينة بإختناق وهي تتابع حديثهم ، ثم نظرت حيالها '' كارمن  '' وهي تقول  :

- قوليلي ياكارمن ، هو انتي فعلًا بتحبي ريان ؟ 
كارمن وقد تبدلت نظراتها لنظرات أُنثى هالكة من فرط العشق : بحبه ! لأ إحنا عدينا المرحلة دي .. أنا بموت في كل تفاصيلهُ
زينة بشغف : طب هو .. يعني الحب ده عامل إزاي ؟
يسرا وقد راق لها الحديث  : أيوة أحكيلنا ياكوكي الحب ده شكله إيه ها ! 

   _  أرتمت على الفراش وحدقت بالسقفية وهي تتابع بنبرة هائمة  :

- يعني حبيبي ده كُل حاجة في دنيتي ، معرفش بحبهُ ليه بس بحبه .. يعني مقدرش أنام قبل ما أسمع منهُ تصبحي على خير ويكون صوته آخر حاجة سمعتها وداني قبل ماانام ، ويومي ميبدأش غير بيه هو برضو .. 
تركيبة معقدة جدًا ، أمان بس يخوف .. طول ماهو جمبي مرتاحة ومطمنة وأول ما يبعد بقلق وأحس إني ممكن أتحرم منهُ في يوم، يعني إحساسي بأني هفقدهُ إحساس بشع ، لكن بيختفي أول ما يمسك إيدي ويقولي وحشتيني .. 
عايزاه دايمًا قدامي ، في الجامعة والبيت .. نخرج سوا ونرجع سوا .. لكن في نفس الوقت ببقى عيزاه يغيب عشان أشتاقلهُ وأدور عليه وسط الصور .. ياريت كل الناس تحب وتجرب الحُب

     _ يسرا وقد هامت بعالم آخر  :

- هيييــح أوي ، ياريتك ما سألتي يازينة 
نهاد بلهجة مازحة  : ليه كده ياكارمن ، إنتي متعرفيش إننا لسه singles ؟ واللي عملتيه دلوقتي حرام 
كارمن وقد خرجت من حالتها العاشقة لتردف : بكرة تحبو وتحسوا باللي قولته ، وكفاية كدا متعطلونيش

    _ شردت زينة في هذا الحديث العاطفي الذي أثار رغبتها في تجربة الحُب ، تمنت لو أن لها حبيبًا يشاركها الليل والنهار ، يكون لها السند والإحتواء والإهتمام .. تفتقد هذه المشاعر بقوة ، خاصًة وإن كان السبب الرئيسي هو جفاء الأسرة وعدم الحصول على هذه المشاعر الطيبة بداخل أسرتها .. نهضت عن جلستها وقد ضاق صدرها ، ونطقت بـ :

- أنا رايحة أوضتي ، لما تخلصو لبس كلموني وانا هرجعلكم
كارمن وهي تلتقط ثوبها لتشرع في إرتداءهُ  : ماشي يازيزي

      _ في هذه الآونة ، كان ريان يقوم بإعداد مفاجأة من نوع خاص لها .. هو يذكر عيد مولدها جيدًا ، لذا أراد الإحتفال بأول عيد ميلاد لها وهما معًا ، ولكن على إنفراد .. 
قام بالإتفاق مع إدارة القرية على القيام بتجهيز طاولة أمام شاطئ البحر مباشرة وفوق الرمال .. حيث أصطفت عليها الحلويات المختلفة وتوسطت الطاولة قالب حلوى كبير ( تورتة ) طُبع عليها صورة لها ، ونقشت حروف إسمها على جوانب القالب.. 
كانت الشموع الحمراء والبيضاء منتشرة على سطح الطاولة ، ونثرت أوراق الزهور البنفسجية أيضًا حول المقعدين المبطنين وعلى الأرضية وحواف الطاولة أيضًا .. نظر ريان للمشهد الرومانسي الرائع وقد شعر بأريحية من جودة عمل العاملين على هذا التجهيز  .. وأبتسم برضا وهو يمسك بهاتفهُ ليحادثها  .. 
فكانت هي تضع لمستها الأخيرة .. حيث كانت تضع قرطًا صغيرًا من اللون الأزرق بأذنيها لتجده يتصل بها .. 
قامت بأغلاق المكالمة گتعبير عن إستعدادها ، ثم أمسكت بزجاجة عطرها لتنثر منها بغزارة على ثوبها وعلى جانبي عنقها .. ثم ألتقطت هاتفها وحقيبتها الصغيرة وتحركت لتغادر الغرفة ، ولكنها تفاجئت بـ كريم يظهر أمامها .. فعضت على شفتيها وهي تنطق بـ  :

- كريم ! 
كريم وهو يتطلع لجمالها الفتّان  : wow ! إيه القمر ده ؟ 
كارمن وقد أنفرج ثغرها بسعادة : بجد ! 
كريم وهو يبسط ذراعهُ ليمسك بكفها : أحلى من القمر كمان ، لو مكنتيش أختي كنا هنبقى متجوزين أكيد 
كارمن وهي تطلق قهقهه عالية : طب بلاش إحراج

    _ ألتقط كفها ليسحبها بهدوء ، ثم أغلق باب الغرفة وجذبها معه وهو يردد بحماسة شديدة : 

- أنا عاملك مفاجأة بقا إنما إيـه ! هتنبهري
كارمن وقد أختفت البسمة عن وجهها : هـه ! بس آ..... 
كريم وهو يستمر في سحبها خلفه : لأ مفيش أعذار النهاردة ، لازم تنزلي معايا 

     _ أمتعضت ملامحها وأبتلعت ريقها بصعوبة ، فقد أصبحت محشورة بين زاويتين .. شقيقها الذي أعد حالهُ ليفاجئها وحبيبها الذي ينتظهرها خارج محيط الفندق ، توترت بشدة من إستنتاج رد الفعل الذي قد تواجههُ من ريان ، ولكن ليس بيدها ما تستطيع فعلهُ.. 
سارت بخطوات متهادية خلف شقيقها ، فلاحظت إنه يقودها نحو المقهى الفاخر الخاص بالفندق .. فتسائلت بنبرة يشوبها الإعتراض  :

-كريم ، ممكن تعرفني في إيه ! 
كريم : ثواني وهتفهمي كُل حاجة ياكوكي

     _ لاحظت هذه الظلمة التي تعم الداخل .. فأصابها الإرتياب ، حيث إنه المقهى الرئيسي بالفندق ولا يمكن إغلاقهُ لساعة واحدة .. 
فتح كريم الباب الزجاجي المضغوط وأشار إليها لتلج .. فولجت بخطوات بطيئة وهي تردد بتبرم :

- أنا مش فاهمة أي حاجة ! 

    _ وعلـى حين غـرة ، أنفتحت الأنوار وتساقطت عليها البالونات المطاطية .. لتتفاجأ بوجود الفوج كاملًا حتى المشرفين على الرحلة قد حضرو إيضًا .. 
تبدلت ملامحها للسعادة حينما لمحت هذه اليافطة المرسوم عليها صورتها وقد كُتب عليها بالإنجليزية : عيد ميلاد سعيد كارمن

( happy birthday karmen) 
    - كُل رفيقاتها وأصدقائها تجمعو بهذا الحفل الذي تم الإعداد له من أجلها .. فتسببوا بسعادة شديدة لها ، ألتفتت لتنظر نحو شقيقها بإمتنان ، ثم عانقتهُ عناقًا قويًا وهي تقول : 
- كريم ، ربنا يخليك ليا ياحبيب قلبي وميحرمنيش منك أبدًا
كريم وهو يمسح على ظهرها بحُب : ولا يحرمني منك ياأحلى أخت وأم ربنا بعتهالي ، وعقبال المليون سنة وانتي موجودة ومنورة حياة كل اللي بيحبوكي

    _ أقتربن منها رفيقاتها ليحتضونها ويحتفلون بعيد مولدها ، بينما كان قُصي يقف جانبًا منتظرًا لدورهُ .. 
حيث أشارت زينة نحوهُ ورددت بصفو نية  :

- قُصي هو اللي رتب لكل ده ياكوكي ، كانت فكرتهُ وتنفيذهُ
كريم وقد تبدلت ملامحه : نعم ! 

    _ ألتفت كريم نحو نهاد ونطق بتساؤل ممزوج بالعتاب :

- إنتي مقولتيليش كده يانهاد! 
يسرا وهي تحدق بعينيها لزينة لكي تصمت : زينة
زينة وقد رمشت عينيها بعدم فهم : هو انا قولت حاجة غلط ! 

   _ أستطاعت كارمن بملاحظتها لكل ردود الأفعال بأن شقيقها لا يعلم بوجود قُصي داخل هذا الأمر، وإنما هو ترتيب من رفيقاتها .. تغيرت ملامحها عندما تذكرت إنتظار ريان لها ، كادت تستأذنهم بالإنصراف ولكنها وجدت المشرفة الوقور تقترب منها وهي تبتسم لتقول :

- My dear, happy birthday to you 
- Thanks a lot 

    _ أنتهز قُصي هذه الفرصة وأقترب ليتودد إليها بوجود أصدقائها ومشرفيها ، فـ لن تستطيع رفض هديته أو سوء معاملته أمامهم ، وقد أحسن التفكير فقد حشرها بالزاوية بالفعل و :

- كل سنة وانتي أحلى من اللي قبلها
كارمن وهي ترسم إبتسامة مزيفة على محياها : وانت طيب
قُصي وهو يمد يده لها : تسمحي ! 
كارمن وقد أنعقد حاجبيها بعدم فهم : نعم
قُصي بإبتسامة عريضة : متقلقيش ، هديكي هديتك بس

   _ أصابها الحرج الشديد ، ودت لو تنفجر في وجهه الآن وتصيح فيه بتعنيف فظ وغليظ ، ولكن هذا التجمع الذي يحاوطها هو العائق .. هو يتعمد إصابتها بالعجز عن التصرف وهي عجزت بالفعل ، فمدت أطراف أناملها لتجدهُ يضع خاتمًا مميزًا بأصبع الخنصر .. ذا فص ماسي براق ، ويعني هذا الخاتم طلبهُ بالزواج منها .. 
صفقت الفتيات والفتيان وأرتفعت أصوات الصافرات ، بينما وقف شقيقها مذهولًا مما يحدث ، لقد علم حديثًا بإنها تحب أحدهم وهذا ما جعله أشد تعجبًا .. ولم يكن الإستغراب بعيدًا عن رفيقاتها المقربات ، هن أيضًا فهمن مقصدهُ مما فعل .. ولكن لم تستطع أحداهن النطق .. 
جذبها قُصي وقد شبك أصابعهُ بأصابعها وهو يردد :

- تعالي أطفي الشمع بنفسك
كارمن محاولة جذب أصابعها من بين يديه : آ... أنا ! 
قُصي : لأ مفيش أعذار ، كُلنا مستنينك من بدري
أحد أصدقائها : أيوة ياكارمن مفيش أعذار النهاردة
زينة بإبتسامة صغيرة : خلاص بقا ياكوكو، كل زمايلنا عايزين يحتفلو بيكي
كارمن وهي تنظر نحو رفيقاتها : .... 

     _ سارت كارمن بخطوات غير راضية ، أجتهدت لتمنع هذا الغضب الممزوج بالخوف الذي نشب بداخلها .. ولكنها فشلت ، أقتربت منها يسرا لتهمس بخفوت جوار أذنها :

- والله ما كنت أعرف إنه هيعمل كده ! 
كارمن وهي تضغط على فكيها بضيق شديد : إنتوا لازم تتصرفو وتخرجوني من هنا ، ريان مستنيني ولو جه وشاف المهزلة دي هيبهدل الدنيا
يسرا وهي تومئ برأسها متفهمة : حاضر والله ، بس قطعي التورتة وبعدها هنخلعك من هنا 
قُصي وهو يضغط على كفها ليثير إنتباهها : يلا ياكارمن

    _ قالها وهو يمد يده بالسكين إليها ، فألتقطتها لتضعها جانبًا ، بينما بدأ هو بإشعال الشموع الصغيرة الموضوعة بقالب الحلوى .. وأشار نحو العامل ليطفئ الإضاءة ، حيث بدأ الجميع بالغناء لها . 

    
    _ نظر ريان لساعة يدهُ بتوتر ، فقد تأخرت عن الحد المسموح به .. بدأت الأفكار السيئة تراود تفكيرهُ خاصًة وإنها لا تجيب على إتصالاتهُ ، فتحرك من مكانه عقب أن يأس من الوصول إليها وتحرك عائدًا للفندق .. 
وعندما وصل قام بالإستفسار عنها من مسؤلة الإستقبال :

- من فضلك ، آنسة كارمن نزلت ولا لسه ؟ 
الموظفة بتهذيب : الفوج الطلابي كله في الكافية يامستر ريان
ريان وقد تجهمت ملامحهُ  : شكرًا

   _ تحرك ريان بخطوات متعجلة ، وقد أختنق صدرهُ بضيق شديد .. وعندما أقترب من المقهى لاحظ وجود إحتفال ما بالداخل ، فقد أنتشرت البالونات والورود .. وبخطى ثابتة ولج للداخل . 

  _ كانت كارمن تستعد لتقطيع قالب الحلوى بيدٍ مرتعشة ، عندما لمح قُصي دخول '' ريان '' عبر الباب الزجاجي ، فأجفل بصرهُ وقد أتسع ثغره ببسمة شيطانية .. 
وتصنع إنه لم يراه .. قام بجذب كارمن لتلتفت نحوه ، فأبتسم لها بعشق وهو يردد  :

- العيد ميلاد ده ميتحسبش ، لما ننزل مصر هعملك أحلى عيد ميلاد

    _ وبغتًة أنحنى برأسهُ ليطبع قُبلة صغيرة على رأسها ، ولسوء الحظ إنه كان متابعًا صامتًا لهذه الحماقة التي تحدث على مرأى ومسمع من الجميع  و.................................. 
.......................................................... 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1