رواية نصفي الاخر الفصل الثامن 8 بقلم شاهندا سمير

 


 رواية نصفي الاخر الفصل الثامن بقلم شاهندا سمير



___نيران بالقلب___

وأخفي نيراناً تجتاح مشاعري داخل قلبي حتي احترق القلب فأرسلها في شراييني تبعث في روحي لهيباً أدرك أنه قريباً وقريباً جداً ستحرقني بالكامل لأصير بالنهاية رفاتاً ولكن لا أبالي إن كان في موتي خلاصاً من الجحيم.

_روحتيله ليه؟كنتى واقفة معاه بتهببى ايه؟

سألها نائل بصوت حاد النبرات ينضح الغضب منه فأفزع نيرة التي أجابت فى خوف:
_والله ماروحتله..أنا كنت مخنوقة وبتمشى.

صفعها بقوة قائلا فى ثورة:
_وكمان بتكدبى؟

أحست بالنيران تشتعل فى خدها من قوة الصفعة ولكنها تحملت ألمها قائلة وقد بدأت دموعها تتجمع فى عينيها:
_والله ما بكدب..انا كنت بعيط ومحبتش اخواتى ياخدوا بالهم روحت لأبعد مكان عنهم..هو شافنى وسألنى عن سبب دموعى...

قاطعها بصفعة أخرى أسالت الدماء من شفتيها وهو يقول غاضباً:
_ويسألك ليه؟هو ماله؟ يبقالك ايه أصلاً؟

أغمضت عيناها ألماً وهى تقول بمرارة:
_وأنا ذنبى ايه؟بتحاسبني أنا ليه؟ 

صرخ قائلا:
_وقفتى معاه..كلمتيه..والله أعلم لو مكنتش جيت كنتِ أكيد اترميتى فى حضنه واشتكيتي له من الوحش جوزك.

نظرت اليه فى صدمة قائلة:
_أنا يانائل..حرام عليكى ياأخى اتقى الله وبلاش تظلمنى.

اقترب منها وهو يقول بصوت كالفحيح:
_أظلمك؟

ثم أطلق ضحكة ساخرة وهو يقول مستطردا:
_مش ده حبيب القلب بتاع زمان يانيرة ولا أنا غلطان ؟

اتسعت عيناها بصدمة بينما يردف قائلا:
_متستغربيش..أصلها باينة قوى ومش عارف ازاى محدش من أهلك خد باله..او جايز خدوا بالهم واستعبطوا..ما هم مستحيل يجوزوا البرنسيسة بتاعتهم لحد أقل منهم..مع ان اصلكم شوية خدامين مكنتش أرضى حتى أشغلهم عندى.

تخلت نيرة عن صدمتها وقد بلغ بها الغضب منتهاه وهى تراه يهين أعز الناس الى قلبها..رفعت يدها لتصفعه ولكنه أوقف يدها فى الهواء قبل أن تنزل على وجهه، ولوى ذراعها خلف ظهرها بقوة آلمتها يضمها اليه ليصبح ظهرها مواجها له ..تأوهت بألم وهو يضغط على ذراعها واقترب من أذنها قائلا بصوت كالفحيح:
_عايزة تضربينى يابنت الجبالى..أكيد جرالك حاجة فى عقلك..أنا بقى هرجعك لعقلك من تانى وأدفعك تمن الحركة دى غالى.

حملها الى غرفته وهى تركل وتصرخ وتبكى بهستيرية ..تبغي الفكاك منه رغم علمها أن لا منقذ لها ولا مهرب. 

........جلست نيرة تبكى فى انهيار وهى تلملم فستانها الممزق حول جسدها الملئ بالكدمات..كم تتمنى الموت فى هذه اللحظة ولكن الموت يبدو بعيدا عنها ..تتساءل فى مرارة..
"إلى متى ستتحمل كل هذا العذاب؟" لتدعوا الله أن تحين ساعتها حتي لا يؤول بها الأمر قاتلة أو مقتولة.
 
**************

وقفت رهف تتأمل نفسها فى المرآه وهى ترتدى فستان زفافها الرائع، لقد ترددت فى شرائه خاصة بعد أن رأت بطاقة السعر الخاصة به..ولكن وعد أصرت عليها ان تبتاعه تخبرها ان نضال قد أوصاها بأن تختار الأفضل، ابتسمت تتأمل تصميم الفستان الذى هو عبارة عن فستان بلا أكتاف يضيق حتى خصرها مرصع بفصوص رائعة وينزل باتساع حتى ركبتيها..يعلو الكتفين والزراعين طبقة من التل المنثور عليها بعض الفصوص أيضا، لم ترتدي طرحة بل اكتفت خبيرة التجميل التى أحضرها لها نضال بوضع تاجاً مرصعاً بنفس الفصوص التى يحملها فستانها ووضعت لها القليل من مساحيق التجميل فأصبحت ملكة جمال متوجة
ابتسمت وعد قائلة:
_ما شاء الله عليكى يارهف ..قمر يابنتى.

ابتسمت نيرة قائلة:
_دى بدر منور..ربنا يكون فى عونك يانضال.

ابتسمت رهف بخجل قائلة:
_ربنا يباركلي فيكوا. 

دخلت سهام الى الحجرة فى هذه اللحظة فنظرت الى رهف بحنان قائلة وعيونها تدمع:
_عشت وشفتك عروسة يارهوفة..ربنا يحميكى يابنتى ويسعدك.

اقتربت منها رهف واحتضنتها قائلة:
_ويباركلي فيكي ياماما..بس بالله عليكى ما تعيطى..أحسن انا كمان هعيط والكحل يسيل وبدل ما ابقى عروسة هتحول لعفريت.

ضحك الجميع فمالت وعد على نيرة قائلة فى همس:
_أصلها ايه لابسة فستان طويل وبكم ومتقلة الميكب..مش عوايدك يابت انتِ..أنا بدأت اتوغوش.

ارتبكت نيرة وكادت ان ترد لولا ان رن هاتف وعد برقم فهد فقالت نيرة بمرح مزيف لتغير الموضوع وتخفى ارتباكها:
_الله يسهلو بقى..اكيد حبيب القلب بيستعجلك..مبيقدرش على بعادك ياقطة.

نظرت اليها وعد بنصف عين قائلة:
_بطلى قر يابت انتِ وخليكى فى حالك وفى سى نائل بتاعك ده.

ثم ردت على المكالمة دون ان تلاحظ نظرة الحزن الذى اعتلت وجه نيرة ولاحظتها رهف ولكن نيرة أخفتها سريعاً عندما رأت نظرة رهف اليها..قالت وعد بعد ان انهت المكالمة:
_فهد بيقول المأذون وصل ولازم ننزل تحت يارهف.

أومات رهف برأسها وقد خفق قلبها بشدة تناولت أمها يدها تحثها على النزول، فسارت جوار والدتها وخلفها وعد ونيرة.
صمت الجميع يتأملون هذا الجمال الخلاب بينما انتظرها نضال أسفل الدرج لا يستطيع ان يرفع عينيه عنها..لقد أبهره جمالها حتى أنه نسى السبب الرئيسى فى زواجهما وكل ما تذكره الآن هو أن كل هذا الجمال سيصبح ملكا له بعد دقائق معدودة..رأت رهف نظرته اليها فابتسمت فى خجل، ضاع قلبه مع هذه الابتسامة فاقترب منها وأخذ بيدها يقبلها بنعومة..ثم اتجه بها الى المأذون، جلس يزيد وفهد بجوار نضال كشهود على عقد القران بينما جلست وعد ووالدة رهف بجوارها فى حين جلست نيرة بجانب زوجها بالمقابل..مال نائل عليها قائلا:
_مش خسارة القمر دى تتجوز أخوكى المشوه.

منحته نظرة قاتلة ثم نهضت تبتعد عنه و تجلس علي الجانب الآخر بينما يتابعها ساخرا..رأى يزيد نظراتهم فعقد حاجبيه ثم أفاق على صوت المأذون وهو يتحدث ليركز انتباهه مؤقتا على عقد القران.

كانت سهام تنظر الى ابنتها وعريسها بحنان حتى جاء اسم نضال كاملا على لسان المأذون لتتسع عيناها بصدمة وتنظر الى نضال الذى طالعها ببرود، أدركت أنه يعرف..كادت ان تصرخ معلنة رفضها لاتمام هذه الزيجة، ولكن شيئا ما عقد لسانها وألجمها..ربما هى الفرحة فى عينى ابنتها ..او هو احساس لديها بأن نضال يهوي رهف حقاً قد رأت نظراته الولهة إليها،لايمكن أن تكون خداعاً فلا أحد بارعاً بما يكفي ليدعي الوله بنظراته وتستشعر هي صدقهما، مهلاً ألم يفعل والده؟ تطلعت الى نضال وكأنها ترجوه أن يمنح ابنتها الحب والسعادة التى حرمها منها والده، فوجدته يتطلع الي ابنتها بنظرة حب خالصة لتشعر مجدداً بأنها عاجزة عن الحديث، فربما آن الأوان لكشف الماضى وربما فات الآوان على الغفران..هى لا تعرف حقاً..كل ما تعرفه الآن أن عقد القران قد تم وأصبحت ابنتها زوجة لابن رفعت الجبالى.
رفعت الجبالى حبيبها السابق_حبيبها الخائن_وحبيبها الوحيد.

تعليقات



×