رواية خيانة ام وحب الغريب الفصل الاول بقلم شيماء طارق
(في الشقة في مكان راقي في وسط المدينه في الوقت ده كان في طفله جميله وهاديه قاعده على كرسي متحرك وبتبص
لأمها اللي بتحط هدومها في شنطة السفر بسرعة وكانت مستعجله والبنت كانت بتبصلها وكانت مستغربه)
فريدة باستغراب (بصوت ضعيف وهي بتراقبها) ماما إنتِ رايحة فين دلوقتي يا ماما؟
(الأم بتوقف لحظة بس ما بتبصش لبنتها بتكمل توضيب الشنطة وكأنها مش سامعة خالص )
الام بمنتهى البرود قالت: انا مسافره!
فريده التساؤل: ما قلتليش ليه يا ماما علشان اجهز شنطتي؟
الام بمنتهى البرود :ما انتي مش هتروحي معايا اصلا؟!
فريده (وهي بترتعش من الخوف) خديني معاكي، والنبي يا ماما انت رايحه فين وهتسيبيني حضرتك عارفه ان انا مش بعرف اعمل اي حاجه من غيرك هتسيبيني ورايحه فين وكمان بابا سابني وراح عند ربنا وانتي كمان سايباني!
(الأم خدت نفس عميق وهي بتقفل الشنطة وبتلف لبنتها وعيونها مليانه غضب وبرود وهي بتبص لبنتها وهي قرفانه وبتقولها)
الأم (باستحقار ) "أنا ماشية وهسيبك هنا لاني مش عايزاكي خلاص في حياتي تاني كفايه عليا كده!
فريده (وعيونها مليانين دموع) مش عايزاني ليه يا ماما انا عملتلك حاجه زعلتك طب هترجعِي إمتى؟
الأم (بابتسامة ساخرة) مش راجعة تاني ده انا ما صدقت خلصت منك ومن ابوك!
(فريدة بتحس إن الأرض بتتهز تحتها مش مستوعبة الكلام بتحاول تحرك إيديها ناحيتها لكن الأم بتبعد خطوة كأنها مش عايزة تلمسها)
فريدة (بخوف وزعل) لو سمحت يا ماما ما تجيبيش سيرة بابا وتقولي عليه كلام مش كويس لو انا عملت حاجه تزعلك انا اسفه بس بابا لا ما تتكلميش عنه ؟
الأم (باحتقار) إنتِ أصلاً غلط إنتِ حاجة ما كنتش المفروض تحصل! أنا مش هعيش حياتي مربوطة بواحده عجزه زيك مش هفضل شايله حملك طول عمري مش كفايه ابوك ومرضه وانتي وعجزك قرفتوني في عيشتي انا كنت مستحمله لحد ما ورثت وما'ت وغار في داهيه
اخيرا هقدر اعيش حياتي واتجوز اللي انا بحبه خليكي هنا انا مش طايقه ابص في وشك لان كل ما ابص في وشك بفتكر ابوكي وحياة الذل اللي كان معيشها لي وانا ماشيه وكمان من غير سلام!
(فريدة بتنهار في البكاء بتحاول تتحرك ناحيتها بس الكرسي مش بيساعدها والأم بتفتح الباب وتخرج من غير ما تبص وراها بتقفل الباب وراها بقلب متحجر ما حسيتش حتى بنتها الموجوعه اللي مش قادرة تقوم من مكانها )
(فريدة بتبص للباب مستنية إنها ترجع… لكنها مش بترجع والصمت بيبقى سيد الموقف)
مياده وهي خارجه من باب العماره قابلت حسن البواب حسن اول ما شافها استغرب لانها نازله من غير فريدة وقالها :في حاجه يا ست هانم حضرتك رايحه فين غريبه قوي خارجه من غير فريدة ؟؟
مياده بصت لحسن وحبه تستغلوا وقالتله : بص يا حسن خدي القرشين دول خليك معاك وخلي بالك من فريدة ولو فريدة احتاجه اي حاجه اجيبلها وكل شهر هيجيلك زيهم ومش عايزة فريدة تعرف عني اي حاجه علشان انا مش عايزاها في حياتي تاني عايزة انسى الماضي والشقه مفتاحها يكون معاك ولو عايز تعيش في الشقه مع فريده وتوليها انت ومراتك تكون عملت الصالح ؟
حسن بذهول: ازاي الكلام اللي حضرتك بتقوليه ده يا ست هاني انتي هتسيبي بنتك اللي مش بتقدر تناول نفسك كوبايه الميه وهتمشي وكمان مش عايزه تفتكريها وعايزه تنسيها ازاي حضرتك تقولي الكلام ده حرام عليكي انتي ما عندكيش ضمير علشان تسيبيها مع راجل غريب وعايز ايه يقعد معاها في نفس الشقه ما يمكن اطلع وحش؟!
مياده ببرود:زي ما قلتلك عايز تاخد الفلوس اتفضل مش عايز من غير سلام ومش عايزه كلام كثير كل شهر هيكون عندك مبلغ واهتم بالبنت وخلاص حابب تمام مش حابب سيبها لوحدها هي مش هيحصل لها حاجه؟!
حسن باستغراب: لا حول الله يا رب هو في حد كده يا عيني على الزمن اللي الام بترمي فيه ضناها واللي زيي مش لاقي ضفر عيل كان نفسي في حته عيل سبحان الله اداهم اللي ما يستاهلهمش رمت بنتها وماشيه يا عيني عليكي يا فريده لسه صغيره يا بنتي على المرار الطافح ده؟!
ندى حسن على مراته وقالها :يا هنيه انا طالع اشوف فريدة بت المدام ميادة لو محتاجه حاجه خلي بالك من البوابه ؟!
هنيه:حاضر!
طلع حسن عندي فريده وهو شايل شنط مليانه حاجات و بيلاحظ الباب مش مقفول كويس بيخبط بالراحه مفيش حد بيرد قلق حسن وراح داخل على جوه على طول ونادى لفريدة)
حسن (بصوت قلق)يا فريده… انتي فين يا بنتي فيكي حاجه يا حبيبتي؟
(كانت فريده قاعده مع نفسها في الضلمه
ووشها غرقان دموع قلبه بيتنفض من الرعب ومش قادرة تصدق اللي امها عملته معاها )
حسن (بيقرب منها بهدوء) مالك يا حبيبتي ايه اللي مزعلك كده ؟
(فريدة بتنهار في العياط بتحاول تنطق بس صوتها بيختنق حسن بيسيب اللي في إيده وبيقعد على ركبته قدامها)
حسن (بحنان) متخافيش يا بنتي أنا هنا مش هسيبك انا ربنا ما رزقنيش بعيال وعوضني بيكي ترضي تكوني بنتي انا من يوم ما اتولدتي وانا بحس ان انتي فعلا بنتي ؟!
(فريدة بتبص له بعيون مرعوبة بتحاول تستوعب كلامه): هو انا كده ما ليش حد خالص هو انا كده خلاص بقيت لوحدي؟!
حسن (بيمسح على شعرها) إنتِ مش لوحدك، من النهاردة، إنتِ بنتي فاهمة وانا هكون زي ابوكي بس خايف تيجي في يوم من الايام تستعر مني لاني بواب ومش قد المقام؟
(فريدة بتهز رأسها، مش عارفة تقول إيه، بس جواها شعور جديد… يمكن أمل يمكن خوف او قلق ويمكن بداية جديدة )
فريدة هزت راسها وسكتت لانها ما عندهاش حل غير حسن؟؟؟؟
حسن قالي: فريدة انا قلت لهنيه مراتي ان احنا هنعيش كلنا مع بعض وهي كانت فرحانه قوي كانت نفسي هيكون عندها بنت او ولد وانا اعتبرتك زي بنتي بالظبط؟؟
فريده بصيتله بابتسامه مليانه حزن وقالتله: شكرا قوي يا عمو حسن انا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه ؟؟
حسن (بحنية وهو بيحط بطانية على رجلها) اول حاجه انتي اللي ليكي فضل علينا مش احنا لانك خليتيني انا ومراتي نحس يا بنتي ان احنا عندنا عيال احنا اتحرمنا من نعمه الخلفه وانتي جيتي عوضتينا عن اللي احنا فيه بس ليه انا حاسس ان انتي بردانه يا حبيبتي مالك كمشانه في نفسك كده ليه؟
بتهز راسها بالنفي
حسن (بيحاول يطمنها) بُصي يا بنتي أنا عارف إنك موجوعة وعارف إن أمك… يعني… عملت حاجة صعبة أوي، بس متخافيش، أنا مش هسيبك وانا فرحان انا ومراتي ان انتي بقيتي بنتنا وفي حياتنا بس انا عارف ان انا مش قد المقام واني بواب بس يا ريت ما تجيش في يوم من الايام تستعر مني؟
( بتبصله بعينيها مليانين دموع صوتها واطي مهزوز)
فريده :انا عمري ما استعريت منك يا عم حسن بس ماما ممكن هترجع؟ يمكن كانت زعلانة … يمكن تفتكرني وترجع هي كانت بتحبني هي اكيد هترجع؟
حسن(بيتنهد وهو بيحاول يخبّي الحزن) يا حبيبتي اللي يقدر يسيب ضناه مرة يقدر يعملها ألف مرة وانتي خلاص مش صغيره يا بنتي لازما تفهمي كده انا مش بعصيك على امك بس بقولك فكري في حياتك وعايزك تتعلمي وتكوني احسن بنت في الدنيا كلها.
(فريده بتبص في الارض و دموعها بتنزل اخيرا فهمت الحقيقه المره )
حسن (بيقرب منها بيحط إيده على كتفها) بس أنا هقولك حاجة إنتِ من النهاردة مش لوحدك، أنا هكون أبوكي وهنيه هتكون امك وهنخليكي ما تحسيش بغياب اهلك ؟!
هنيه ابتسمت لها وقالتله: فعلا يا حسن احنا ربنا بيحبنا علشان فريدة تيجي تعيش معانا انا مبسوطه قوي يا فريده ربنا يخليكي يا بنتي واشوفك أحلى واحده في الدنيا كلها!
فريدة – "بس… أنا… أنا مش زي باقي البنات انا حد ملهوش فايده انا عجزه وقاعده على كرسي متحرك ما بقدرش اعمل حاجه انا سني 17 سنه يعني هتشيلس هم لحد ما امو'ت؟!
حسن (بعصبيه من كلام فريده) – "مين قال كده؟! إنتِ زي القمر، مش مهم إنتِ واقفة ولا قاعدة، المهم اللي جواكي… وأنتِ جواكي أحسن قلب وأطيب روح انا وواثق ان انتي هتحققي حلمي وحلم ابوك الله يرحمها عادل بيه كان راجل محترم والناس كلها كانت بيحبوه لانه كان بيساعد الكل وانا مش هسيبك يا بنتي الا لما تحققي حلمك ."
( فريدة بتنهار في العياط حسن بيفتح إيديه ولأول مرة وبتترمي فريده في حضنه
وحست بحاجه جديده في حضن حسن… حضن بيديها أمان عمرها ما حست بيه الا بوجود ابوها)
( بعد شهور فريدة بدأت تتعود على حياتها الجديدة مع حسن وهو بيخلي باله منها ومعتبرها اكنها بنت بالظبط وهنيه فعلا كانت معتبريها بنتها وكانوا فرحانين جدا بوجودها وكانوا عايشين مع فريده في شقتها وحسن اشتغل مع العمال علشان يقدر يلبي كل طلبات فريدة)
(أول يوم مدرسة هنيه بتحضر لها سندوتشات وبحطها لها في الشنطه هي والزمزميه وحاجتها
حسن : النهاردة أول يوم مدرسة لازم تدخلي المدرسه وانتي مش ناقصك اي حاجه يا فريدة؟!
(فريده بتبص على الحاجات اللي جايبه لها حسن وبعدين دموعها بتنزل)
فريده (:إنتَ بتعمل معايا كده ليه يا بابا ليه ده كله ما كانش لازما الحاجات دي كلها؟
حسن (بصوت دافئ) – "لإنك بنتي، والبنت لازم أبوها يفرح بيها، ويشوفها أحسن واحدة في الدنيا كلها يلا يا ست البنات لو ناقصك اي حاجه قولي لي بس وانا اجيبها لك ؟!
(فريده بتبتسم لأول مرة من قلبها، وبتحس إنها مش لوحدها… وإنها فعلاً بنت حد بيحبها بجد وان ربنا خد منها حاجه وعوضها بعيله جميله احسن من اهلها اللي كانت عايشه معاهم
هنيه بابتسامه: يلا بقى يا فريدة علشان تروحي المدرسه انا عايزاك تكوني اشطر واحده في الدنيا كلها ؟!
فريده بتبص لهنيه بحب وبتقولها: من عينيا يا ماما ما تقلقيش يا ست الكل !
هنيه لو فعلا معتبراني امك حققي لي حلمي واهتمي بدراستك بس ومش عايزه كلام الناس يفرق معاكي؟
فريده :حضرتك مش زي امي حضرتك امي فعلا لاني حسيت من ناحيتك بحب عمري ما حسيته من امي الحقيقيه اللي سابتني وما سالتش عليا من من وقت ما ثابت البيت!
هنيه: انسي يا فريده يا حبيبتي سيب اللي راح راح انا كل اللي بتمناه من ربنا انه يخليكي ليا وما يحرمنيش منك ابدا يا حبيبتي انتي دلوقتي ثالثه ثانوي يعني لازما تجيبي مجموعه عالي واي حاجه تحتاجيها احنا تحت امرك انا وحسن انتي بنتي وحبيبتي وعايزه افرح بيكي علشان اما تتخرجي يقولوا هنيه الفلاحه ربه بنتها احسن تربيه وعلمتها وبقت دكتورة قد الدنيا عايزة تباها بيكي انا من دلوقتي بفتخر بيكي وبقول ان انتي بنتي بس اما تبقي دكتورة دي حاجه تانيه !
فريدة: إن شاء الله يا ماما هنجح واجيب اعلى الدرجات وهتفتخري بيا قدام الناس كلها يلا يا بابا بقى علشان انا تاخرت على المدرسه ؟!
حسن :من عيني الاتنين يلا يا بنتي!
فريده وهي نازله من عربيه وحسن بيدل لها الكرسي وبيقعدها عليه.
قدام المدرسه حسن اللي فريدة :إنتِ مستعدة يا دكتورة خلي بالك من نفسك يا بنتي لحد ما اجيلك اوعى تهمل دروسك؟
فريدة (بهمس) أنا خايفة… خايفة يبصولي زي ما ماما كانت بتبصلي هم بيعملوا كده ليه انا ما عملتش لحد حاجه."
حسن (بحنان وهو يمسك إيدها) بُصي الناس دايماً هتبص، لكن اللي يهمني هو إنتِ هتبصي لنفسك إزاي؟ شُوفي نفسك بعينَيَّ، شُوفي البنت اللي قلبها قوي، اللي هتكبر وتبقى حد مهم سيبك منهم وحقق لنا حلمنا وحلم ابوك الله يرحمه."
فريدة بقلق وخوف بتحاول تكون قويه: حاضر يا بابا زي ما حضرتك شايف!
حسن :يلا اتوكلي على الله وأنا هخلص شغل وهاجي استناكي هنا لحد ما تخلصي قبل ما تخرجي هتلاقيني قاعد مستنيك قدام المدرسه بالظبط وهستنيك علشان تحكيلي يومك كان عامل ايه ؟؟
فريده ابتسمت لحسن وبعد كده دخلت المدرسة بمساعدة حسن اللي وقف معاها لحد باب المدرسة وابتسم ليها مطمنها كانت متوترة شوية، لكنها فكرت في كلام حسن اما كان بيقولها شوفي نفسك بعيني ما تشوفيش نفسك بعيني الناس؟
اول ما دخلت المدرسه الكل كان بيبص لها نظرات مش كويسه في الفصل، الولاد والبنات كانوا قاعدين في مجموعات بيتكلموا لما فريدة دخلت على الكرسي المتحرك، الهمسات ابتدت تنتشر)
ريم (بتهمس): شوفوا دي جاية على الكرسي المتحرك! هي هتدرس معانا بالمنظر ده؟!