رواية ذكري انتقامية كامله جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين
_ بس أنا سليم يا دكتور مفيش مشكلة عندي؟
إتكلم الدكتور بعملية وقال بعد ما شاور على الملف اللي قدامهُ:
= التحاليل والكشوفات اللي قدامي بتبينلي حالة حضرتك وإن حضرتك مش بتخلف يا أستاذ عصام.
أنا كنت حاسس إن هيجرالي حاجة والدنيا بتلف بيا وقولت بعدم تصديق:
_ أكيد التحاليل غلط أو إتبدلت بحد تاني، طيب أنا هعمل التحاليل مرة تانية.
إتكلم الدكتور وقال بتنهيدة:
= يا أستاذ عصام دا التحليل التاني!
قومت وقفت وقولت بعصبية:
_ يبقى هروح لدكتور تاني إنت شكلك مش فاهم.
إتكلم وقال بهدوء:
= براحتك يا أستاذ عصام وهعديلك الإتهام اللي حضرتك قولتهُ في حقي كـ دكتور عشان حالتك حاليًا بس.
سيبتهُ ومشيت بغضب وأنا متعصب وباخد نفسي بشكل وصوت ملحوظ جدًا وركبت العربية وفعلًا كنت في طريقي لعيادة تانية.
طبعًا هتفكروني إني متضايق بس عشان مثلًا هتجوز وطلعت مش بخلف؟
للأسف المصيبة الأكبر إني متجوز ومخلف بنت والطفل التاني في الطريق، والأكيد إن كلام الدكتور العبيط دا غلط 100%.
أنا ومراتي مريم بنحب بعض جدًا وأكيد الدكتور دا مش بيفهم، روحت عملت التحاليل والكشف اللازم في العيادة التانية ومشيت.
مشيت وأنا على أعصابي لـ تاني يوم وأنا مستني التحاليل بفارغ الصبر، لما وصلت البيت دخلت وكانت مريم مُبتسمة وقالت بهدوء:
_ إتأخرت أوي يا حبيبي، أحضرلك العشا؟
فضلت باصصلها لثوانٍ وأنا بفكر وببعد كل الهواجس عن دماغي ورجعت من تفكيري لما قالت بتساؤل من تاني:
_ مالك يا عصام إنت كويس؟
بصيتلها وخدت نفسي وقولت بهدوء وأنا بقعد على الكنبة:
= أيوا كويس يا حبيبتي، ماشي حضري العشا.
دخلت تحضر العشا فعلًا ولقيت بعدها بنتي قمر اللي عندها 4 سنين جاية بتجري عليا ببراءة وفرحة أطفال وهي بتقول بسعادة:
_ بابا.
حضنتها بإبتسامة وفضلت مخليها في حضني شوية وأنا خايف وقلقان، مش مستوعب إن قمر بنتي ممكن متطلعش بنتي فعلًا!
أنا أبوها وهي بنتي ومحدش يقول غير كدا، فضلت قاعد معاها وبنتكلم على قدها لحد ما مريم حضرت العشا وبعدين قعدنا كلنا ناكل برغم سدة النفس اللي عندي.
بصيت لـ مريم وقولت بتساؤل وسط الأكل:
_ حملك كويس يا حبيبتي؟
إتكلمت بإبتسامة وقالت:
= أيوا الحمدلله، أنا بخير يا حبيبي.
إبتسمت وأنا باصص لبطنها المنفوخة شوية وإتنهدت من القلق واليوم كان خلص وروحت أنام، تاني يوم صحيت ولبست روحت الشغل.
المفروض التحاليل هتطلع بالليل وأنا مروح من الشغل، طول اليوم في الشغل معرفتش أركز خالص في الشغل بسبب الموضوع دا، كل اللي عايزهُ أخلص الشغل وأروح العيادة.
في نص اليوم قرب مِني صاحبي وقال بتساؤل:
_ في إي يا عصام مالك مش على بعضك ليه من أول اليوم؟
إتكلمت وقولت وأنا بحاول أركز في الشغل:
= أنا كويس أهو الحمدلله.
بصلي ثوانٍ بعدم تصديق وبعدين قال:
_ متأكد ولا رجعت من تاني تتعب في الذكرى؟
بصيتلهُ بإستغراب وعدم فهم وقولت:
= مش فاهم قصدك إي وذكرة إي؟
إتنهد عمر صاحبي وقال وهو بيرجع لمكانهُ ورايا بالكرسي بتاعهُ:
_ ولا حاجة يا عصام بس أتمنى تطلع كويس فعلًا.
مهتمتش بكلامهُ أوي ولا ركزت لإن دماغي كان فيها اللي مكفيها بصراحة ومشغولة بحاجات كتير أهم من اللي هو بيتكلم فيها.
وأخيرًا في نهاية اليوم كان الشغل خلص لسة عمر صاحبي بيتكلم وقال بتساؤل:
_ تيجي ناكل في المطعم اللي جنب الشغل دا بيقولوا بيعمل حبة أكـ...
سيبتهُ بيتكلم وجريت على طول على العيادة وطلعت التحاليل وكانت الكارثة والصاعقة اللي نزلت عليا.
قعدت قدام الدكتور التاني وأنا بقول بتساؤل:
_ يعني إي يا دكتور، أنا بقولك أنا مخلف!
جاوبني الدكتور بأسف وهو بيحاول يجمع الكلام عشان ميجرحنيش:
= والله يا أستاذ عصام التحاليل اللي قدامي بتقول إنك معندكش حتى ولا نسبة 1% للخلفة، يعني بيبقى في حالات مستصعبة وبتبقى النسبة بسيطة ولكن بالتحاليل اللي قدامي بتقول إن حضرتك مستحيل تخلف غير كدا معرفش والله.
فضلت ساكت ومتنح وأنا كل الهواجس إحتلت عقلي وأنا مش عارف أتصرف إزاي، نزلت من العيادة وركبت العربية وإنا بسوق العربية بسرعة رهيبة للبيت.
كنت طول الطريق بعيط بس على قمر وعلى السنين اللي عشتها على إنها بنتي وبعد 4 سنين وهي ضنايا إزاي هتقبل فكرة إنها مش بنتي ومش من صُلبي!
طلعت البيت وأنا مقرر فعلًا هعمل إي، أنا هتخلص من مريم خالص باللي في بطنها وهاخد قمر ونعيش مع بعض هي بنتي مقدرش أستغنى عنها.
طلعت وفتحت الباب وكان عمر صاحبي ومريم مراتي قاعدين في الصالة وأول ما فتحت الباب إتخضوا وهي وقفت وراه بخوف.
فضلت باصصلهم شوية بشك وقولت بتساؤل:
_ إنت بتعمل إي هنا يا عمر، ومالكم إتخضيتوا ليه؟
إتكلم وقال وهو بيحاول يخليني أهدا:
= إهدى يا عصام ومتفهمش غلط عشان أعرف أفهمك.
إتكلمت بإبتسامة سخرية وقولت:
_ بجد، أحب أفهم طيب قبل ما الضحية يبقوا إتنين!
كانت مريم خايفة جدًا وواضح عليها، بدأ عمر يتكلم وقال:
= كل الهواجس اللي عندك دي مش حقيقية يا عصام، كل اللي بتشوفوا مش حقيقي، الذكرى بتاعت مريم هي بس اللي لسة مأثرة عليك لكن كل دا مش حقيقي.
بصيتلهُ بغضب وعدم فهم وقولت:
_ هو إي اللي ذكرى ذكرى، ما مريم واقفة وراك أهي!
قرب مِني ومسكني من كتافي وهو بيهزني وقال بعصبية وإنفعال:
= يابني دي مش مريم، فوق بقى من الهواجس دي هتخسر نفسك وحياتك وكل اللي حواليك، فوق من اللي إنت فيه!
كان بيهزني جامد وأنا حاسس إني بغيب عن الوعي واحدة واحدة وأنا مش مستوعب ولا فاهم اللي بيقولهُ، يعني إي مش مريم ويعني إي ذكرى وإي اللي حصل!
كل الأفكار والتعب دا تلاشى أول ما كل اللي حواليا بقى سواد وبس.