![]() |
رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الفصل الخاتمه بقلم نداء علي
#
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب اليك اللهم فرج كربنا ويسر أمرنا.
الخاتمة
أحفاد السياف
نداء علي
💬💬💬💬💬💬♥️♥️♥️♥️💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
وخطوات الأمس دروب لغد فكن على حذر فقد تتخير دون دراية درب الهلاك
جاهد لؤي نفسه مراراً، بداخله طنين لكل أصوات الرفض والرغبة، لا يعلم كيف يبدأ وأي طريق يسلك، لقد تمادى كثيرا في اتباع والده حتى ضل الطريق، اقتحم سكون حيرته صوت يسري المترنح من فرط سكره
إيه ده، انت بتعمل ايه هنا يا لؤي، شكل يزيد طردك من بيته، أشار إلى نفسه بغرور
يزيد بيغير مني ومستحيل يحبك لأنك إبني أنا، كاد أن يسقط فاسرع لؤي نحوه قائلاً
حاسب هتقع
دفعه يسري قائلاً
ابعد عني، أنا مستحيل أقع، عارف أنا هبيع الشركات والأملاك بتاعته كلها، هاخد كل حاجة واخليه يموت شحات، فاهم يا حيوان، انت لازم تساعدني، هو عملك توكيل عام، هتبيع كل حاجة، عاوزة من غير ولا مليم.
تركه لؤي فترنح يسري إلى أن وقع أرضا، نظر إليه لؤي بنفور قائلاً
بالعكس أنا هرجعله كل حاجة، الراجل معملش في حياته أي غلط، غلطته الوحيدة إنك أخوه.
رفع يسري يده ينوي صفعه فالتقط لؤي يده قائلاً
هتضربني؟! ده انت مش قادر تصلب طولك من الشرب، عاوز تمد ايدك عليا أنا.
انتزع يسري يده قائلاً
زبالة زي أمك، عارف أنا كنت بكرهها
لؤي : ده الطبيعي، أنا عمري ما شفتك بتحب حد، انت تقريباً عايش علشان تكره غيرك
يسري بمشقة وقد ازدادت الرؤية أمامه تشوشاً وتضاعفت نبضاته
هتعمل اللي بطلبه منك، ولو منفذتش هموتلك مراتك، أنا معنديش مانع اخلص منها.
لؤي ببرود : ولا تقدر تلمسها، أنا أول مره سيبتك بمزاجي، لو حاولت تقرب منها هسجنك بنفسي.
يسري بغيظ وفقدان للعقل : يبقى هقتلك انت
ابتسم لؤي بتهكم وأولى ظهره ليسري الذي افقده الخمر باقي انسانيته، نظر يسري إلى المسدس الخاص بلؤي وقد تركه فوق الطاولة، التقطه يسري وصوبه نحو ابنه ليشهق لؤي بألم عندما اخترقت الرصاصة ظهره واندفعت خارجة بجانب قلبه، التفت إلى والده ينظر إليه بعتب، القى يسري السلاح بعيداً وهتف بجنون
أنا قتلت ابني، أنا عملت ايه؟!
لم يقترب من لؤي بل وقف مكانه عاجز عن الحركة، أصابه شلل كامل يتطلع إلى تلك الدماء ولا يدرك ما حدث، نظر إلى لؤي فوجده مغمض العينين بلا حراك فتضاعفت رهبته وهمهم بخوف
لؤي، لؤي رد عليا، جلس إلى جواره وحاول رفع جسده لكن حالته لم تسمح فقد تمكن منه الخمر واضعفه وتغلغل الخوف بداخله فأفقده باقي قواه، زحف بضعف إلى أن أمسك بهاتفه وطلب النجدة صارخاً بجنون أنه قد اطلق النار على ابنه وقتله.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
حول مائدة الطعام التف الجميع، يجلس سفيان وعن يمينه والده ووالدته عن يساره يتبادلون أطراف الحديث مع ميادة ونوح بينما سهيلة تكتفي بالصمت بعدما أصابها الخجل وعصفت بمشاعرها تقلبات حلوة تخيلت خطئاً أنها لن تلقاها مجدداً، انتقى نوح وكعادته جلباب يعكس تمسكه بعاداته ولم يرتدِ حلة رسمية رغم إعتراض ميادة التي تحدثت بلطف يشوبه القلق
آسفين يا جماعة، رحيم أول مره يتأخر بالشكل ده رغم انه مكلمني ومأكد انه في الطريق
والدة سفيان : حبيبتي مفيش داعي للاعتذار، احنا بقينا أهل ولا ايه؟!
ميادة : طبعا، ربنا يديم المعروف والمحبة ان شاء الله.
والدة سفيان : ان شاء الله وده سبب زيارتنا النهاردة.
والد سفيان : طولي بالك يام سفيان، شكلك مستعجلة أوي.
رمقت ميادة زوجها بدهشة وانتظرت منه أن يمنحها نظرة تعبر عن درايته بما يدور لكنه بدا حائراً مثلها إلى أن تحدث والد سفيان بجدية قائلاً
سفيان بقاله اسبوع بيلح علينا علشان نطلب منك يا باشمهندس نكتب الكتاب ونحدد معاد الفرح، شكل عروستنا جننته وغيرت تفكيره، والله أنا وأمه ياما اتكلمنا معاه من سنين نخطبله ويتجوز وهو رافض، مش عارف حصله إيه، الواد اتجنن.
قطع حديثه توافد طاقم الخدم تباعاً يحملون أطباق الطعام المنتقاة بعناية والتي حرصت ميادة على انتقائها بين شرقي وغربي، ابتسمت والدة سفيان قائلة
ايه ده كله بس يا مدام ميادة، احنا مش ضيوف وبعدين مفروض نستنى رحيم.
تبدلت ملامح ميادة قليلاً وقد انتابها هاجس لا تعلم مصدره يحدثها بأن رحيم أصابه مكروه لكنها لم تعرب عن مخاوفها لئلا تنتزع بهجة اللقاء لذا استعادت ثباتها وهتفت بود :
طبعاً مش ضيوف، بس دي أصول ياست الكل، من أيام جدي الله يرحمه واحنا متعودين على كده
تحدث نوح يؤكد حديثها مستكملاً بفخر
فعلاً، احنا زمان رغم ان الظروف كانت مختلفة وصعبة لكن احنا اتربينا إن الچودة بالموچود، بيت السياف طول عمره اكده.
والد سفيان : كلام أكيد يا باشمهندس، متنساش اننا من الصعيد ولولا السفر والغربة كان زمانا جيران لحد النهاردة والحقيقة طول عمركم أهل كرم ومأصلين، ها رأيكم إيه في طلبنا.
نوح : ان شاء الله نتكلم على راحتنا بعد العشا، يكون رحيم حضر معانا، أخوها الكَيير ولازم يقول رأيه هو كمان.
دلف إلى المكان رائد وقد حرص على الحضور كما طلب إليه والده، اقترب ملقياً السلام مقترباً نحو والد سفيان أولا قائلاً بوجه باسم
السلام عليكم، شكل حماتي هتحبني يا أمين بيه.
ابتسم أمين بدوره ووقف يستقبله
أكيد هتحبك يا رائد، أخبارك ايه يابني.
رائد : الحمد لله بنعمة وفضل، التفت باحثاً عن رحيم قائلاً
رحيم فين، ده طالع من الشركة من زمن.
ميادة : إن شاء الله على وصول، اقعد انت يا حبيبي وهو زمانه جاي.
اومأ رائد في صمت ورحب بسفيان ووالدته وشرعوا في تناول الطعام أملا منهم في وصول رحيم ليشاركهم جمعهم.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
تحدث يزيد إلى المحامي بحزن قائلاً
ياريت توضح للظابط إن يسري مش طبيعي، بيقول اي كلام من أثر الصدمة، كفاية المصيبة اللي عملها لو الشرطة سجلت اعترافه ده كمان هيروح في داهية.
ازداد هياج يسري واقترب نحو يزيد قائلاً بتيه
ياريتني ما اتخلصت من ابن لؤي، كان زمانه عايش، أنا كده خسرت كل حاجة، أنا كنت عاوز اخلص من ديمه، مش معقول تكون أم أحفادي، انت فاهمني يا يزيد، البنت دي مش من صلبك دي بنت حرام، كان نفسي ابني يتجوز واحدة تليق بيه، بس كده ابني راح ومش هيبقى عنده ولاد، وأنا السبب، ازداد هذياناً فهتف بغضب :
لأ كله بسببك انت، أنا عملت كل ده بسببك، ابني مات بسببك.
كبله رجال الشرطة ووقف المحامي بجوار يزيد قائلاً بتعاطف :
يسري بيه لازم يدخل مستشفى لأن وضعه الصحي بيتدهور يا يزيد بيه، أنا آسف جدا بس واضح انه نفسياً غير مسؤول
نكس يزيد رأسه قائلاً
اتصرف وشوف المناسب يا حسين، أنا خلاص مبقاش فارق معايا مصيره، مهما حصل اعتقد انه يستاهل وبيحصد نتيجة أفعاله.
تحرك يزيد صوب يسري وهمس إليه بخفوت
دلوقت بس فهمت تصرفات ابنك، لؤي كان بيحاول يحمي ديمه وابنها منك، ديمه لسه حامل، انت مهما عملت مستحيل تعاند ربنا ومشيئته، مش عارف ادعيلك ولا ادعي عليك، للأسف انت بنفسك عاقبت نفسك يا يسري.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
هرولت باكية بسعادة خارج الغرفة ولا شيء على لسانها سوى اسمه واسم ابنتها
حسن، الحقني، رنا فتحت عينيها
أسرع نحوها يتطلع إليها بلهفة ينتظر أن تؤكد على مسامعه ما قالته منذ قليل
تحدث بلهفة وأمل
انتِ هتتكلمي چد، رنا بخير واتكلمت معاكي اكده وواعية
هزت رأسها بنفي قائلة
لسه، أول ما فتحت عيونها أنا مقدرتش استنى، روح انت هات الدكتور سلمان وتعالى وأنا هدخلها تاني
تحرك بخفة باحثاً عن سلمان وعادت هي إلى ابنتها وقلبها يحلق بسعادة تغمره
انحنت صوب رنا وقبلت وجهها هامسة بلطف
حبيبة ماما، وحشني صوتك يا رنا، اتكلمي يا روح ماما
رنا بضعف : رحيم كان هنا يا ماما، أنا كنت حاسة بيه
دلف سلمان فتنحنح بحرج قائلاً
حمد الله على السلامة يا رنا، حاسة بأيه يا چميلة.
لم تتحدث إليه بل وجهت حديثها إلى والدتها
رحيم فين يا ماما؟!
حسن بغيظ
رحيم إيه دلوك، خلينا نطمن عليكي الأول.
رنا بخفوت : أنا حسيت بيه، هو راح فين تاني
تنهدت والدتها بحزن قائلة
عارف بنتك فتحت عينيها أول ما قربت منها وخلعتها الدبلة من ايديها، كان يوم أسود لما سمعنا كلامك ووافقنا على الخطوبة دي
ابتسمت رنا بوهن بعدما نظرت إلى اصبعها فوجدته فارغاً من ذاك الطوق الذي كاد أن يزهق أنفاسها وغفت من جديد ولكن تلك المرة كانت غفوة يحيطها الراحة والسعادة
انتفضت والدتها قائلة بهلع
هي غمضت تاني ليه يا دكتور سلمان
سلمان بثبات : اطمنوا، هي بخير بس چسمها ضعيف وهتحتاچ راحة وتغذية وان شاء الله هترچع زي الأول وأحسن.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
استمع إلى حديثه بقلب يتمزق لكنه جاهد باستماته للثبات، ابتلع ريقه بشق الأنفس وجاهد نفسه ألا يضعف فتساءل بهدوء
متخافش، انت فين بالظبط وأنا هچيلك؟!
رحيم : بعت لحضرتك الموقع، صمت قليلاً ليهمس برجاء وكأنه طفل صغير يدفع عن نفسه فعل مشين :
والله العظيم أنا ماعملت حاچة.
نوح بحدة : أنا ربع ساعه واكون معاك، اوعاك تخاف ولا تسمح لحد يتطاول عليك مهما كان، فاهم.
ابتسمت ميادة بتوتر
في إيه يا نوح، رحيم ماله
دلك نوح جبهته يسعى لتخفيف الألم الذي باغته عقب ما سمعه فلاحظت هي ملامحه المتعبة ووجه المتعرق، لم تنتظر أسرعت نحو غرفتها وعادت إليه بدواءه، ناولته إياه وكوب الماء في يده الأخرى والجميع ينظر إليهم بترقب وحذر، ابتلع نوح قرص الدواء وتحدث بخفوت قائلا
بعتذر منكم يا چماعة البيت بيتكم طبعاً، أنا مضطر امشي دلوك لأن رحيم عنده مشكلة ومحتاچني ضروري
اقترب سفيان بخطوات واثقة قائلاً
اتفضل حضرتك وأنا معاك
نوح : لاه، الموضوع إن شاء الله بسيط يابني، خليكم مرتاحين واحنا ان شاء الله ساعة زمن وراچعين
أمين : كلام ايه ده يا باشمهندس، احنا أهل وبعدين الوقت متأخر، اتفضل انت وسفيان معاك وأنا ورائد وراكم في العربية
أراد نوح الاعتراض فأشار إليه أمين قائلاً
بلاش كلام وتضييع وقت عالفاضي، نروح الأول لرحيم وبعدها يحلها الحلال.
لم يمر الكثير وبلغ نوح وجهته، ترجل من السيارة وهرول نحو الداخل ومن خلفه سفيان، ما ان رأي وجه رحيم وحالته المفجعة، احتضنه بقوة وكأنه يحميه من الحياة وغدرها، شدد رحيم من ضمه قائلاً
أنا مش فاهم حصل ايه، أنا مستحيل أعمل كده.
سفيان بثبات
اهدى بس يا رحيم وقولنا في إيه
رحيم : ظابط شرطة وقفنا في كمين وصمم يفتش العربية، بعد دقيقة لقيته بيقولي في مخدرات وحاجات غريبة.
سفيان : كمية كبيرة ولا حاجة بسيطة
عقد رحيم حاجبيه ولم يدرك مغزى سؤاله فابتسم سفيان بخفوت وقد تأكد حدسه بأن رحيم محال أن يفعل جريمة كهذه، استكمل بتوضيح
الكمية بتفرق، يعني لو حاجة بسيطة بتتحسب تعاطي، لكن لو كبيرة بتكون قضية اتجار وقصة كبيرة
نوح : اطمن يا رحيم، أنا متأكد ان ده ملعوب من حد رايد يأذيك، مهما حصل أنا معاك.
تحرك سفيان صوب غرفة مأمور القسم قائلاً
هدخل انا ياعمي اتكلم مع المأمور وأشوف أصل الحكاية.
تركهما سفيان فالتفت نوح إلى رحيم قائلاً
انت خايف ليه يا واد انت، رايدك تصلب حيلك وتتكلم بجلب چامد
عاوز تفهمني إنك متوكد من براءتي، ابتسم بمرارة قائلاً
ده انت طول عمرك حاسس اني غلطة، طول الوجت خايف اطلع نسخة من أخوك
احتضنه نوح باحتواء هامساً بضعف أب يخشى على وليده
لاه، أنا كنت رايد أحميك من الدنيا وغدرها، طول عمري هخاف عليك، عمري ما خفت منك، انت ابني وتربيتي ولو الناس بحالها جالوا إنك غلطت أنا الوحيد اللي عارف إنك راچل وتخاف ربنا، حتى أبوك الله يرحمه، انتحب نوح بألم قائلاً :
أبوك كان چواه نضيف، كانه عيل صغير بس الدنيا ظلمته وداست عليه وهو همل نفسه طوع لموچها ياخده ويوديه لحد ما تاه ومعرفش يرچع.
اقترب رحيم من نوح وأزال عن وجهه تلك الدموع الغالية وتحدث بثقة وقوة اكتسبها من مساندته :
وأنا فعلاً برىء، بس مفيش حل تاني، المخدرات مسكوها بعربيتي، ومعرفش وصلت للعربية ازاي، أنا مروحتش أي مكان غريب ولا حد دخل الغربية غير خالي سعد.
نوح بدهشة
سعد! وشوفته فين ده كمان، وهو فين؟!
رحيم : كانت عربيته عطلانه عالسكة الزراعية، ركب معايا أوصله وللأسف حصل اللي حصل وهو من خوفها چاتله غيبوبة سكر وخدوه العيادة.
تنهد نوح قائلاً بغموض :
متشغلش بالك إنت، أنا هتصرف وهعرف احل الموضوع من أساسه، ولو حكمت إني اتسچن مكانك معنديش مانع يا رحيم، انت لسه لحد النهاردة متعرفش غلاوتك ومكانتك عندي إيه.
غادر نوح المكان وتوجه صوب سيارته، أراد السائق أن يساعده على الصعود إلى الداخل لكنه أبى قائلاً
أنا بخير ياعم عوض، اطلع بينا دلوك على دار سعد نسيب حماد الله يرحمه.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
بقسم الشرطة استطاع سفيان فهم أبعاد القضية وما حدث وتمكن من خلال منصبه ومكانته أن يبقي رحيم بعيداً عن السجن مؤقتاً وأخذ عهدا بحسن معاملته وإبقاءه بغرفة الضابط المسؤول إلى حين استكمال التحقيقات، ما إن خرج هو ووالده ورائد تدافعت عليهم كاميرات الصحفيين ليبتعد رائد بغضب وينظر إليهم سفيان بتحذير قائلاً
ممنوع حد منكم يقرب مننا أو ياخد صور بدون إذن
لم يلتفت أحدهم إلى حديثه بل أصروا على السبق الذين يسعون إليه وتساءل أحدهم قائلاً
حضرتك شخصية عامة ومن حقنا نعرف إيه اللي حصل
سفيان بغضب
شخصية عامة ليه مفكرني ممثل ولا حاجة، وبعدين اللي حصل ميخصناش، الموضوع كله سوء تفاهم وهيتحل.
الصحفي : حضرتك بتدافع عن المتهم بصفته أخو خطيبتك؟!
سفيان : متهم، وزي ما انت عارف المتهم بريء، ولا انت متعرفش المعلومة دي؟!
الصحفي : رحيم السياف والده الحقيقي اسمه حماد، يعني الباشمهندس نوح مش والده، الكلام ده حقيقي؟!
سفيان : اعتقد انه ميخصكش
نظر سفيان إلى والده قائلاً
يلا يا بابا خلينا نمشي
تحدث أحدهم إلى أمين قائلاً
موقف حضرتك ايه من القضية دي، تعتقد ممكن يأثر على شركات السياف وأسهمهم.
أمين : معنديش فكرة، كل اللي اعرفه ان نوح السياف وعائلته ناس سمعتهم زي الفل ومش أزمة زي دي اللي ممكن تأثر عليهم وياريت تهدوا شوية لحد ما الأمور توضح.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
كانت تستمع إلى حديثه الهامس بأذان ثاقبة وحذر كما الذئاب، شهقت بفزع لكنها كتمت أنفاسها بمشقة، حدثت نفسها بصدمة وحقد تضاعف عقب ما عرفته
اكده يا حامد، هتبلغ عن أخوي ورايد تضيعه على آخر أيامه، منك لله يا بَعيد، تراجعت إلى الوراء بخفة واسرعت نحو غرفتها، دلفت برعب وأغلقت الباب من خلفها، جلست على طرف الفراش ترتعد خوفاً لكنها لن تستسلم هكذا، عليها التروي للتفكير بدهاء، طالما أن حامد قد قرر التخلص من شقيقها فدورها آت لا محالة، عليها أن تبدأ هي، لن تكون الضحية بل ستلقنه درسا لن ينساه.
انتفضت عندما وصل إلى مسامعها صوت نوح السياف، ابتسمت باشتياق وهرولت نحو مرآتها وكأنها لم تكن خائفة منذ لحظات، تأكدت من هيأتها وهبطت إلى الاسفل فوجدته يشهر سلاحه بوجه حامد الذي لم يحرك ساكنا بل كان يتطلع إليه بسخرية فهو على يقين بأن رجاله لن يسمحوا لنوح بالنيل منه لكنه تراجع عن رعونته عندما دلف رجاله إلى الداخل مكبلين جميعهم ومن حولهم رجال السياف، تحدث حامد بغيظ وغضب
خبر إيه ياواد السياف، داخل بيتي ورافع سلاحك في وشي ولا همك حد.
نوح : اكتم يا حامد، أنا هحذرك وهمشي دلوك بس رايد افهمك حاچة واحدة، أنا خابر زين إن سعد شغال معاك وإن المخدرات اللي ابني اتمسك بسببها تبعك، تلاته بالله العظيم يا حامد الكلب لو ابني ما طلع من المصيبة دي لكون مخلص عليك ولا يهمني.
حامد : انت چاي ترمي بلاك علينا ولا ايه، احترم نفسك وخد رچالتك وغور احسنلك، انت متعرفش أنا شغال إيه؟!
نوح بحدة : شغال إيه، واحد بيستغل منصبه وعنده ملايين ناهبها، غسيل أموال وسلاح ومخدرات والكل عارف وساكت، فاكرني نايم على وداني إياك.
حامد : اثبت، لو عندك دليل واحد عليك والحكومة، روح بلغ عني وأنا چاهز أها.
نوح : لاه ياروح أمك، إحنا بناخد حجنا بأيدينا، عندك يومين ملهمش تالت، تتصرف وتطلع رحيم يا إما هتشوف مني وش هيخليك تتوب عن الحرام لحد ما تموت.
كاد أن يغادر نوح لكن حامد باغته بقوله
الله يرحمه أخوك مطرح ماراح، كان شمام وأكيد ابنه طالعله، روح دور على حالك بدل ما ترمي كلام ملوش لزوم، وخلي بالك من نفسك يا ابن الحلال لأن لحمي مر جوي ومستحيل انسالك عمايلك دي
عاد إليه نوح ولطمه بقوة فتبدلت ملامح حامد وكشر عن انيابه يود أن يفتك به،
تحدث نوح بتوضيح قائلاً
من يوم ما سعد ما همل أرضه والفلوس لعبت معاه والناس كلها عارفه اخركم، حتى آثر وشام هربوا، نفدوا بجلدهم وسابوا مالكم الحرام، أنا اخويا الله يرحمه كان عيل صغير، شاب يتيم لا له اب يحاچي عليه ولا أم توعي، لكن انت راچل متعلم وربنا كرمك من وسع لكن كيه ما هيجولوا ديل الكلب عمره ما يتعدل يا حامد.
💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬
في الصباح كان الجميع يتحدثون عما جرى ومواقع التواصل والأخبار تضج بأمر القبض على رحيم، البعض يتعاطف والبعض يسب ويبغض إلا هو كان يبكي بقهر، والده مازال يسعى للهلاك وإن كان استطاع فيما مضى أن يلوذ بالفرار ويبتعد فعليه الأن أن ينقذ رحيم ويرد إليه جميل صنعه معه من قبل، عزم أمره وتوجه إلى الصعيد الذي تركه سنوات، سيدفع هو ثمن جرائم والده عله ينقذ رحيم من مصير مجهول.