رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الخاتمه الثانيه بقلم نداء علي



     رواية امواج قاتلة الجزء الثالث (احفاد السياف) الخاتمه الثانيه بقلم نداء علي 



بسم الله الرحمن الرحيم


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين استغفرك اللهم واتوب اليك


اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا


الخاتمة ٢


أحفاد السياف، أمواج قاتلة ٣


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕


ابحث بقلبك عن اليقين، تحرى نسائم الرحمة بين أحضان الجحيم، ستراها عيانك حتى وإن اقسم العالم بأكمله انها لن تأت، انت فقط من تمتلك منبع الثبات وغصون الأمل.


سؤالي واضح، تحدثت هي بثبات وقد أرادت أن تظهر له قوة لا تشعر بها بل هي الآن في أوج ضعفها


والدك اتكلم مع الصحفيين وقال الكلام ده؟!


سفيان : أنا لسه متكلمتش مع أبويا يا سهيلة، بس أكيد محصلش، وحتى لو حصل فانتِ قاهمة إن الصحافيين بيزودوا من عندهم ويبدلوا الحوار على مزاچهم.


تسارعت أنفاسها وتبدلت ملامحها عندما تذكرت ما قرأته، اقتربت قائلة بتحذير :


ياريت تتفضل دلوقت يا أستاذ سفيان، وتبلغ والدك إن رحيم ورائد الاتنين اخواتي، رحيم أخويا الكَبير، كان بيشيلني على كتافه ولما أمي تجوله هتتعب يا رحيم يجولها دي الأميرة سهيلة، تتدلع على كيفها، رحيم لو العالم كله هاچمه أنا هدافع عنه، فاهم ولا لأ؟!


ابتسم بخفة وتساءل بترقب


معنى كلامك ده إيه، هنفترض إن والدي اتكلم وأعلن عن رأيه، ورأيه ده يخصه هو أنا بعيد عنه تماماً، سيادتك هتعملي إيه؟!


سهيلة : ولا حاچة، انت راچل مهم ومركزك كَبير، هعفيك من الحرچ وكل شيء نصيب.


تقدم منها بخطوات هادئة ونظراته لا تحيد عن ملامحها المتعبة، تساءل بعتب


يااه، أنا كنت متوقع إني ليا قيمة عندك اكتر من كده، بسهولة كده علطول بتنهي ارتباطنا، طيب بصي بقى، أنا لما اتقدمت وخطبتك طلبتك من والدك وأهلك وبرده لو كررت أبعد هيكون بوجود أهلك لأن انتِ عيلة وبالتالي مينفعش ناخذ برأيك.


سهيلة بغضب


سفيان إياك تغلط فيا، فاهم.


سفيان : لأ مش فاهم، اتفضلي فهميني، أنا بحبك، يمكن أول مره أقولها وكنت أتمنى أقولها في ظروف أفضل لكن دي الحقيقة، مش مهم عندي اي حاجة غيرك انتِ وبس لكن لو شايفة إن وجودي غير مرغوب فيه صدقيني هنسحب ومش هضايقك، بس ده مش هيحصل غير بعد ما رحيم يرجع بيته ونطمن عليه.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


يعني ايه، بقولك انت وهو ابني لازم يخرج بأي شكل، اتصرفوا


تنهد البعض منهم بهدوء فهم على دراية ومعرفة قوية بما يعانيه نوح لكن الأمر ليس بتلك السهولة، تحدث أحدهم قائلاً


الموضوع مش بسيط يا باشمهندس، كمية الهيروين الممسوكة كبيرة جدا، يعني قضية اتجار، وبعدين رحيم رافض يوجه الاتهام لخاله سعد وده بيضعف موقفه أكتر


نوح بحدة : يوووة، أنا رايد حلول، هتفضل تعيد وتزيد في كلام أنا خابرة زين، اللي عنده حل يتفضل يتكلم، معندوش ياريت يسكت.


اقترب المستشار القانوني من نوح ونظر إليه بود وتفهم قائلاً


في حل مؤقت وأنا شايف إنه مناسب


نوح بلهفة : ايه هو، أنا مستعد أعمل أي حاچة؟!


تردد فايز قليلاً قبل أن يقول


نشوف واحد يشيل الليلة


نوح بترقب : مفهمتش، وضحلي كلامك؟!


تنحنح الجالسين خوفاً من ثورة نوح المرتقبة.


فايز : يعني نشوف واحد رد سجون، نديله مبلغ كبير وفي المقابل يعترف إنه صاحب المخدرات وإنه حطها في عربية رحيم بالقصد، هنتصرف ونشوف حكاية يقولها قدام النيابة.


نوح بتعجب : وهو في حد هيعترف على نفسه بتهمة زي دي ويروح في داهية علشان فلوس؟!


فايز : كتير أوي، حضرتك بس اللي متعاملتش مع الأشكال دي، لكن احنا نعرفهم وبنشوفهم كتير.


نوح برفض قاطع : لاه، لا حصلت زمان ولا هتحصل دلوك إني اغضب ربنا واعصيه في آخر أيامي، لما اموت وربنا يحاسبني اجوله إيه؟!


فايز : الضرورات تبيح المحظورات


نوح : الكلام ده للناس التايهه، اللي لا تعرف حلال ولا حرام لكن الحمد لله انا عارف إن الضرورات عمرها ما تبيح الحرام ولا الأذى، أنا هخرچ ابني لأنه بريء وعمره ما يمشي في سكة الغلط.


فايز : يانوح بيه اسمعني بس، انت كده بتعرض رحيم بخطر كبير، الولد هيتبهدل في الحبس ويا عالم هنقدر نتصرف امتى، صدقني ده أفضل حل.


نوح : جولت لأ، انت خابر إني لما أرفض حاچة يعني خلاص متتعبش نفسك وفكروا في حل بدل الكلام الكَتير عالفاضي.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


ابتسمت متهكمة وسرعان ما تحولت بسمتها إلى ضحكات صاخبة زادته غضباً ونفوراً، نهرها بحدة وتهديد قاطع


هتضحكي يا حياة، وماله الشاطر هو اللي يضحك في الاخر وأنا طول عمري متعود عالمكسب.


حياة ببرود


راحت عليك يا حامد، خلاص العضمة كبرت وچالك يوم تخسر فيه، وبعدين متزعلش روحك، لما تخسر لاچل خاطر مرتك حبيبتك.


اقترب منها فخشيت بطشه المعتاد، أشارت إليه بتحذير قائلة


لو يدك اتمدت عليا تاني هبلغ الحكومة يا حامد، والمرة دي عليا وعلى أعدائي.


حامد : اكده يا حياة، بعد ما نضفتك وغرجتك في العز هتتملعني عليا، ده أنا شاريكم بفلوسي، انتِ وأهلك


حياة : لاه يا حبيبي، انت اشتريت شبابي وچمالي، وأنا خدت التمن، احمد ربك اني وافجت اتچوز واحد اكبر مني بعشرين سنة وزيادة


حامد : وده سبب يخليكي تخوني چوزك، تتفجي مع اخوكي عليا.


حياة : أنا لا خونتك ولا اتفجت عليك، انت اللي بدأت الشر وكنت ناوي تودي أخويا الغلبان ورا الشمس


حامد بسوقية : غلبان إيه يابنت الكلاب


حياة : والله ما فيه كلب غيرك، انت مستكتر عليه يبعد عن الحرام.


حامد : يبعد بكيفي ووجت ما أحب.


حياة : واهو ربنا خلف ظنك وخلاني سمعت وشفت بعيني كلامك وانت بتخطط تبلغ عنه ويتمسك بالمخدرات، وخلي بالك من نفسك جوي لأنك لو حاولت تمس شعرة من راسي أو راس سعد المستندات اللي عندي هتوصلك للبدلة الحمراء طوالي.


حامد بترقب : مستندات إيه دي، مفكراني هخاف؟!


حياة : لازمن تخاف، أنا من سنين بسچل كل كلمة وكل عملية بتتم، صوت وصورة يا حبيبي، ماهو لازم الواحد يحاذر ويخون مع اللي زيك.


قبض على رقبتها بكلتا يديه يتطلع إليها بكره، جاهدت هي في الزود عن نفسها وعندما بلغت ذروة الألم وكادت أن تفقد حياتها تعالت دقات متتالية على بابهما فاستغلت حياة الفرصة ودفعت زوجها عنها بكامل قوتها فتراجع إلى الوراء قائلاً


صبرك عليا يا حياة، مسيري هخلص عليكي بيدي وهتشوفي.


استوقفته قائلة :


بعد بكرة ان شاء الله لو رحيم وسعد مطلعوش من المصيبة دي هبعت نسخة من الملفات اللي معايا لنوح السياف، شوف وجتها هيعمل فيك إيه، واوعى شيطانك يوزك وتحاول تخلص مني، ساعتها حبايبي هيوصلوا بنفسهم الملفات وياخدوا بتاري، فكر مظبوط يا حامد وطاوعني احسنلك.


نظر إليه بتوتر وتراجع عن عدوانه قائلاً بود زائف :


يعني هترمي ورا ضهرك عشرة سنين يا حياة، ده أنا أبو ولادك، وبعدين أنا مكنش في نيتي أذية لسعد، دي لحظة شيطان وابن اختك مفيش بيني وبينه عداوة لاچل ما أذيه، حظه اكده.


حياة : اطمن يا غالي، ماهو انت لأنك ابو عيالي فكرت في حل يريح الكل، انت راچل واصل ومعارفك ياما، والحمد لله الفلوس كيه الغلة متعرفش عددها، هتتفج مع الظابط اللي مسك المخدرات وتديله كام مَليون ويروح ياخد الهيروين ويحط مكانها كيس سكر بودرة يحلي بيه أيامه، وخلاص هيطلع أخويا وابن اختي، وبعدها كل حي يعرف راسه من رچله وتتعلم بعد اكده ما تغدرش ولا تخون.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


نكس نوح رأسه بعجز ومن حوله سلمان وفهد وجاد، بينما ميادة صامتة لا تود الحديث إلى أن انتهى نوح من سرد ما قاله المحامون لتصيح ميادة قائلة


وفيها إيه، اسمع كلام المحامي ولا انت لازم تعارض وخلاص، أنا مليش دعوة بالفيلم ده كله


نظر إليها قائلاً بندم


زمان يا ميادة دافعت عن أبوه بروحي، هربته وعيشت سنين مفكر إني بحافظ عليه وبحميه وفي النهاية راح برچليه لمصيره ومجدرتش اساعده، يمكن لو كان اتحاسب وخد چزاؤه كان زمان ارتاح وعاش حياته.


ميادة بشراسة : ورحيم غير أخوك، التاني كان مذنب ويستاهل العقاب لكن إبني بريء فاهم، هو معملش حاجه ينسجن ليه، أنا هكلم المحامي بنفسي واقوله يتصرف، مش وقت مباديء ومواعظ.


تدخل سلمان بثبات رغم تفهمه لموقف شقيقته قائلاً


اهدي شوية يا ميادة وبلاش تزودي الحمل على نوح، هو كلامه منطقي وأكيد هنوصل لحل بس بلاش تسرع


جاد : كلام چوزك صحيح يا ميادة، الغلط هيچر وراه غلط ياما، احنا هنشوف محامي واتنين وعشرة وأكيد واحد منهم هيتصرف.


ميادة : لا والله، وانت لو إبنك مكان رحيم كنت هتقعد تستنى، كل واحد فيكم تلاقيه شمتان من جواه، بتحاسبوه على ذنب غيره وهو طول عمره حزين، عاوزين منه إيه.


انهارت في بكاء متواصل يعلن عن ألم تعجز عن كظمه أو احتواء أمواجه التي دمرت حواجز الثبات على شاطيء تعقلها.


اقترب منها نوح وضمها إليه هامساً


ده ابتلاء من ربنا ولازم نكون راضيين، رحيم هيرچع وهچوزه وأفرح بعياله بس انتِ خليكي معايا، محتاچلك اصلب ضهري بيكي يابت خالي.


هدأت قليلاً وهمست برجاء


قلبي وجعني يا نوح، نفسي اشوفه.


نوح بهدوء : إن شاء الله هنروحله كلنا ومش هنرچع البيت من غيره بس ادخلي صلي ركعتين لله وادعيله، ماشي.


اومأت له في طاعة لكنها عادت بخطوات متعبة نحو جاد قائلاً


حقك عليا، انا آسفه.


قبل جبينها بحب قائلاً


أنا مستحيل ازعل منك، وحياة عيالي يا ميادة ما شمتان فيه،أنا حزين عشانه، ربنا يفرچ كربه.


تحركت بهدوء ومن إن غادرت تحدث فهد بصوت خافت قائلاً


هنعمل ايه يا نوح، شوف رايد إيه واحنا معاك.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


اقتحم مكتب والده بغضب واندفاع لم يعهدهما من قبل لطالما كان هادئ الخطوات محسوبة لديه كل صغيرة وكبيرة إلى أن التقاها، نظر إلى والده بترقب قائلاً


ممكن اتكلم مع حضرتك؟


أمين بغيظ : ملوش لزوم الاستئذان بقى، ده انت داخل المكتب كأنك رايح لمجرم من اللي بتحقق معاهم


سفيان : أنا آسف على أسلوبي، بس لازم نتكلم


أمين : اتفضل يا سيدي، تحت أمرك.


سفيان : حضرتك شفت الأخبار النهاردة، عرفت مكتوب إيه على لسانك عن قضية رحيم السياف.


أمين : أه شفت، هو ده سبب زيارتك العجيبة دي، ده أنا بقالي سنين بتحايل عليك تيجي الشركة تشتغل معايا وتساعدني وانت رافض، قولت مش مشكلة خليه في النيابة طالما حابب كده لكن تقف قدامي وتستجوبني كأني مذنب، مش هقبل ده أبدا.


سفيان بحدة طفيفة : أنا مش بتهمك، أنا بسألك، من حقي اعرف وافهم، النهاردة سهيلة كانت منهارة وانا كنت واقف قدامها زي العيل الصغير، أنا كنت مع حضرتك بالليل وقت ما رحنا القسم وسمعت كلامك كله، مش عارف إزاي الكلام اتغير، وفي نفس الوقت كنت خايف يكون الكلام حقيقي وحضرتك قولته


أمين : ولو حصل وقولت، هتضربني مثلاً


سفيان : العفو يا بابا، حضرتك أكيد عارف إني متربي كويس وبحترم حضرتك أد ايه، بس...


قاطعه أمين قائلاً


بس إيه يا حمار، لو حقيقي بتحترمني كنت هتفهم من غير ما تسألني إني مستحيل اقول الكلام ده، يا خسارة يا سفيان.


سفيان بحزن : حضرتك لو مكاني مكنتش هتقدر تفكر كويس، سهيلة أول مره اشوفها بتبكي بالشكل ده، أنا حقيقي مش متخيل احساسها عامل ازاي لدرجة إنها تنهار قدامي بالشكل ده، طلبت مني ننهي الخطوبة، بترفع عني وعنكم الحرج


أمين : لأنها حمار زيك، احمد ربك انكم شبه بعض، أنا كده اطمنت عليكم.


سفيان : بابا، حضرتك بتهزر، شايف إن ده وقته.


أمين : اقعد ومسمعش صوتك لحد ما أخلص كلام، فاهم.


جلس سفيان في صمت وكأنه غير قادر على مزيد من الحديث إلى أن استمع إلى والده يتحدث إليها قائلاً


ألو، السلام عليكم يا بنتي، أخبارك ايه.


سهيلة بحزن : الحمد لله بخير.


أمين : أنا زعلان منك جدا، بس مش هقدر ألومك لأن ابني للأسف ظلمني زيك، على الأقل انتِ لسه متعرفنيش كويس، لكن هو عذره إيه، أنا الصبح بدري كلمت والدك واكدتله إن الكلام المنشور ده ملوش علاقة بيا، لا دي أخلاقي ولا طريقة تفكيري، وعلى فكرة يابنتي، أنا أعرف والدك من سنين، من أول ما بدأ بشركة هندسية صغيرة وبمجهوده ونزاهته قدر يعمل مجموعة شركات الكل بيثق فيها، مش معقول من أول موقف هننسى أخلاقه وسمعته الطيبه، ورحيم طالع نسخة منه، ولد ممتاز وإن شاء الله هيخرج ويرجع بيته بالسلامة.


سهيلة بتردد : هو سفيان كلم حضرتك؟!


أمين : لأ، سفيان عندي في الشركة، كان ناوي يتخانق معايا بس خلاص هيروح بعد ما اتأكد من براءتي


سهيلة : أنا آسفه جدا، مكنتش أقصد أعمل مشكلة


أمين : انتِ تعملي اللي يعجبك، أما الولد ده معلش محتاج يتأدب شوية، ولا إيه رأيك.


سهيلة بارتياح : أنا شايفه كده برده.


قهقه أمين بينما سفيان يطالعه بغيظ إلى أن انتهى أمين من مهاتفتها، التفت إليه قائلاً


يلا اتفضل روح شوف شغلك، اعتقد إنك اطمنت خلاص.


أسرع سفيان إلى والده واحتضنه قائلاً


مش همشي قبل ما اوضح موقفي واتأكد إنك راضي عني


أمين بوعيد وشماته


وحياة امك لعلمك الأدب، عارف لما رحيم يخرج هطلب من نوح نمد فترة الخطوبة، أهي فرصة يدرسوا أخلاقك لأن انا شاكك فيك


ابتسم سفيان قائلاً


بحبها يا عم أمين، زمان كنت بتريق على الناس اللي بتقع على بوزها وأنا من غير ما أحس وقعت ومش قادر الحق نفسي.


ابتسم أمين بسعادة فكم تمنى أن ينعم ابنه بتلك المشاعر وحرك رأسه قائلاً


خلاص حل عني وروح دلوقت، وعموما مش هتهون عليا، علشان تعرف إني احسن منك


قبل سفيان يدي والده قائلاً


أكيد طبعاً، حضرتك أحسن مني ومن الدنيا كلها.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


بمكتبه يجاهد نفسه أن يتحدث إليه ورعونته البلهاء تنهره وتدعوه ألا يفعل، يتنهد بضيق بين حين وآخر متذكرا مدى ارتباطه بنوح وقربه منه على مدار سنوات شكلت حياته بأكملها ولا يعلم كيف انتهى بهما الحال أعداء بعدما كانا رمز للصداقة، همس بتيه، اعمل ايه دلوك لو كلمته هيفكرني شمتان فيه ولو مسألتش تبجى كَبيرة جوى، عالعموم كلامي لا هيجدم ولا يأخر أنا هعمل بأصلي، ومهما حصل نوح يستاهل خير الدنيا كلها، استدعى مستشاره القانوني وتحدث إليه بلهجة جادة قائلاً


أنا طالب منك خدمة بعيد عن الشركة، وياريت تفضل سر ما بينا.


تطلع إليه بترقب، إلى أن قال حسن


مجموعة السياف حالها اليومين دول واجف، وفي ناس كَتير حاطين عينهم عليهم، رايدك تتصرف والمناجصة الچاية ترسي عليهم.


اجابه بصدمة : ازاي الكلام ده، حضرتك مقدم عرض مستحيل يترفض، وبعدين الصفقة هتنقل الشركة في مكانة تانية خالص.


حسن : اسمع الكلام، اسحب العرض وحاول تتصرف بحيث يكون انسحابنا مفاجئ، ووجتها مفيش حد غير نوح السياف والعرض بتاعهم هيكتسح.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


لم يصدق ما قاله المحامي، نظر إليه بأعين دامعة وتساءل


متأكد يا متر، يعني خلاص رحيم هيروح معانا؟!


المحامي بسعادة : طبعاً يا باشمهندس، القضية كلها بقت فشنك، يعني ملهاش أساس، الحزر، الممنوعات يعني طلعت سكر بودرة ومش معقول هيحبسوا الناس علشان شوية سكر، احنا ممكن نرفع قضية كمان ونطلب تعويض، ورد اعتبار.


نوح : لاه، لا تعويض ولا غيره، عوضنا هو رحيم وخروچه من اهنه، يلا يا متر خلص الاچراءات وهاتلي ابني الله يكرمك، كيه ما انت شايف أمه وعمته واخواته كلهم جاعدين من يومين ورافضين يروحوا.


توجه المحامي لأداء مهمته ليعود بعد مدة من الزمن ومن خلفه رحيم الذي ما إن رأته ميادة اختطفته بين أحضانه دون أن تفلته لتفقد الوعي بين يديه وسط بكاءهم، ليحملها بخفة ويغادروا المكان، ابتسم آثر بارتياح وعاد إلى عشه حيث تنتظره شام التي لم تبرح مسكنها ولم تعلم بما فعله شقيقها فقد أخبرها بسفره يومان من أجل العمل وها هو عائد إليها غير آسف على شيء، تذكر لقاءه مع والده قبل ساعات عندما التقى به، لم يتفوه سعد سوى بجمل معدودة، أخبره ألا يعود رغم احتياجه إليه، حذره من حامد وشروره، واعتذر إليه، ابتسم بتهكم هامساً


ويفيد بأيه الأسف يابوي، ضيعت حالك وضيعتنا ربنا يسامحك.


نظر حامد في أثره بكره لكنه تجاهل الفعل وقرر التربص بالجميع إلى أن يستعيد قوته ويرد الصفعة لحياة صاعين وربما يتخلص منها ان سنحت له الفرصة


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


مر وقت ليس بالقليل ومرارة الأيام تتأرجح كما الموج، لحظات تغزو أيامنا واخرى تهديها سلاما وسكون وكل قلب يهفو إلى شطره حتى وإن غاب خلف أمواج الفراق يناديه الشوق ورغبة الوصال.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


ديمه، من فضلك استني، على فكرة انا بحبك بجد ومش معقول هتفضلي طول عمرك عايشة على أمل صعب يتحقق


ديمه بثقة : صعب بس مش مستحيل، جوزي هيرجع علشاني وأكيد علشان ابننا، ياريت تنسى الكلام ده وتتعامل معايا من تاني كصديق وبس، أنا هتغاضى المرة دي عن كلامك ياريت ميتكررش تاني


أسرعت الخطى بعيداً عنه تخشى أن تضعف أو تتلاشى قوتها وتوجهت نحو المشفى


بلغت المشفى ودلفت إلى زوجها الذي إختار بمليء ارادته رحيل مؤقت دام إلى مزق خلايا الأمل لديها


جثت بالقرب منه قائلاً وعيناها تنظران إليه باشتياق قائلة


انا عارفة إنك سامعني، بليز كفاية كده يا لؤي، كل حاجة صعبة من غيرك، نفسي ترجع، أنا يمكن مقدرتش أحبك لكن انا بحس معاك بأمان عشت طول عمري أدور عليه والإحساس ده أهم عندي من الحب، ابننا محتاجلك، محتاج لوجودك علشان تحميه، مش هقدر لوحدي، بابا وماما كمان كبروا ومحتاجين اهتمام ودفا، وأنا من وقت غيابك لا حاسه بدفا ولا عندي رغبة اهتم بشيء.


معقول مش عاوز تشوف يزيد الصغير، بيشبهلك أوي، حتى عناده واخده منك، بس جميل يا لؤي، كل حاجة فيه بحبها وكأنه اتخلق علشان قلبي يعرف معنى الحب معاه، أنا تعبت إني اتكلم، نفسي ترجع وتتكلم انت وأنا اسمع، عمو يسري اتوفى، أنا مقدرتش اقولك وقتها، بس حقيقي كلنا زعلنا، سامحه وسامح نفسك وارجعلي، الدنيا صعبة من غيرك.


..................................................................


تحدث حسن بغضب قائلاً


هتفضلي تطفشي العرسان لحد امتى، يابنتي اسمعي الكلام وريحينا.


رنا بهدوء : أنا بكمل دكتوراه ومفيش عندي وقت


حسن : الدكتوراه برده ولا ابن السياف.


رنا : حضرتك رفضت وده حقك، وانا كمان من حقي اعيش طول عمري على أمل، يمكن ميتحققش بس يكفي إني منتظرة


حسن : يعني هتأدبيني


رنا : العفو يا بابا، بس انا سمعت كلامك مرة واتخطبت لحد كان هيتسبب في موتى، اعتقد إني مش هكرر الغلطة دي تاني، لا هرتبط بحد ولا هتجوز فمتتعبش نفسك.


غادرته ونظر في أثرها قائلاً


راسها ناشفه كيه امها.


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠


انتهت كلمته بقوله


النهاردة شركات السياف وصلت للعالمية وفتحنا فرع چديد في طوكيو وده كله بفضل تعبكم معانا، والسبب الرئيسي لده كله، ابني وسندي، رحيم السياف.


تحرك رحيم نحوه وقبل يديه قائلاً


احنا كلنا بننفذ تعليماتك يا باشمهندس


ابتسم نوح قائلاً


لاه، المرة دى احنا اللي نفذنا تعليماتك وماشاء الله النتايچ مبهرة.


رائد : نحن هنا على فكرة


وكزه نوح قائلاً


وانت كمان ماشاء الله هتتعلم بسرعة وشكلك هيچي منك.


ابتسم رائد قائلاً بصوت هامس


طيب ما تجوزني بقى البت بنت عم سفيان، الحقها قبل ما تطير


ابتسم نوح قائلاً


لما أخوك يخطب الأول


شهق رائد قائلاً


لأ، كده هعنس يا باشمهندس


رحيم بهدوء : كلامه صحيح، اخطبله يمكن اغير منه واشوف حالي أنا كمان


نوح بترقب : يعني عندك استعداد


لم يعقب رحيم فأدرك نوح أن عشقه لابنة حسن مازال يراوده فأثر الصمت مؤقتاً.


٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠


تعرق جبينه وكاد أن يفر من أمامه هارباً ليتساءل آثر بضيق


وااه، خبر إيه يابني، اوعى تكون عملت مصيبة تانية


ماهر : لأ والله أبدا، أنا من يوم ما رحيم بيه ما رجعني الشغل وانا زي الألف.


آثر : طيب كويس، في إيه تاني


ماهر : أنا عاوز اتجوز اختك، ولو رفضت والله العظيم ما هزعل لأنه حقك، بس انا طمعان في كرمك.


ابتسم آثر قائلاً


بس أنا واختي ملناش حد، أبويا الله يرحمه اتوفى كيه ما انت خابر من ٤ شهور، وأمي سبجته، وحتى جبل موتها كانت متچوزة وعايشة مع عيالها.


ماهر : وأنا يشرفني إنت والانسه شام، كفاية جميلك اللي مهما عملت مش هقدر اوفيه


آثر بترقب ومكر


يعني هتتچوزها رد چمايل


ماهر : لأ والله، أنا بحبها من أول يوم شفتها فيه، ووالدتي من يومها بتدعي ليل نهار تكون من نصيبي بس أنا قولتلها مستحيل


اعتدل آثر واقفا وتوجه صوب الباب، تحدث قائلاً


بلغ والدتك إن دعواتها مچابة بأمر الله، تعالى بكرة الساعة ٨ وفي البيت نتكلم ونشوف رأي العروسة.


💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬💬


ترجل من سيارته وأشار إليها قائلاً


اتفضلي أوصلك، الوجت اتأخر


رفعت حاجبها الأيسر ورمقته بغيظ قائلة


لأ، هستني تاكسي


جواد : تاكسي إيه اللي هيعدي من الهو ده، اهنه ميهعديش غير ذئاب الچبل، البشرية الحيوانية. 


نظرت برعب إلى الصحراء الممتدة من حولهم حيث موقع العمل الجديد، لاحظ هو توترها وعنادها فهتف


اخلصي، العمال هيتفرچوا علينا، هتركبي ولا أسيبك وأروح


جلست في صمت وعاد هو إلى السيارة ليهمس


مفيش كلمة تسمعها من غير چدال، كانها هتموت لو هاودتني


نور : واسمع كلامك ليه، ولا مفكر علشان شغالة في شركتك يبقى خلاص، لاااا فوق يا بابا، مش معنى إني ركبت معاك تعيش الدور.


ابتسم جواد وهمس كي يزيدها جنونا


سبحان الله، ربنا يكون في عون المسكين اللي هيتجوزك.


نور : ويكون في عون اللي هتدبس فيك والله.


جواد : أنا ممكن انزلك دلوك وبكرة الصبح نقرأ عنك خبر محترم في صفحة الحوادث. 


نفخت بغيظ قائلة


تعملها والله، مش فاهمه ازاي انت ابن جاد بيه، ده راجل ذوق جدا. 


جواد : خلاص اتچوزيني ويبجى حماكِ. 


فرغت فاهها وتوقفت عن الثرثرة الغاضبة بينما هو يستمتع بردة فعلها.


ادمعت عيناها قائلة


لو سمحت بلاش سخرية، أنا ركبت معاك لأن أبويا قلقان عليا واتصل كتير. 


جواد بجدية : متخافيش، أنا اتصلت عليه جبل ما اخدك معايا، جولتله ياعم عبدالله رايد أوصل بنتك عالبيت واخطبها بالمرة، والحمد لله الراچل ربنا يكرمه حاول يرفض ووضحلي إني طيب ومستاهلش الأذى واصل، بس هنعمل ايه الجلب وما يريد واهو ناخد ثواب وتتوبي على يدي


نور : انت مجنون ياض. 


جواد : بومة وربنا، بس مينفعش ارد دلوك، نأجلها لما نچيلكم البيت ونكتب الكتاب، وبعدها نشوف مين فينا المچنون، أول مرة أعرف إن المهندسين لسانهم زالف وطويل اكده.


نور بتوتر : انت كلمت بابا فعلاً؟!


جواد بمشاكسه : امسكي الموبايل أها، رقم ابوكِ ده ولا لاه.


نور بصدمة


وقولتله إيه؟!


جواد : كانك رايدة تسمعي تاني، وماله يا ستي، طلبت منه أوصلك وفي المقابل اتچوزك، ماهو ميصحش أوصلك بعربيتي وما نصلحش غلطنا، التار ولا العار يا عايدة.


نكست رأسها بخجل وقلبها يرفرف فوق آفاق السعادة ورغم خوفها أن تصحو من أحلامها تلك على واقع مختلف فعقلها يأبى أن يصدق حديث جواد لكنها تتمنى أن يمسي حقيقة، بينما هو يتطلع إليها خلسة وبداخله أمواج هادئة تخبره بأن الحياة بها كثير من الزبد، يبدو قوياً وقاسيا لكنه قناع لنقاء وبريق يتوارى من خلفه، ابتسم بداخله نور رغم شراستها الخارجية يراها لؤلؤة محارها صلب وداخلها هش، لكنها مهما فعلت تبقى لؤلؤة ثمينة. 

الحلقه الخاصه والاخيره من هنا


تعليقات



×