رواية حارس خاص الفصل الاول
روايه حارس خاص ( الجزء الاول )
اسكندريه ، عروسه البحر الابيض المتوسط ، مدينه التاريخ والجمال ، مهما لفيت فى شوارعها وشواطئها عمرك ما تزهق منها ، احداث روايتنا النهارده هنا فى مدينه الجمال .
لو دخلنا احدى الاماكن المخصصه للسهر ، هنلاقى كل واحد عايش فى ملكوت لوحده ، فيه المبسوط ، وفى الحزين ، وفى اللى جاي يشرب وينسى ، وفى اللى جاى يشرب علشان يفتكر اللى نسيه ، بس فى واحد قاعد قدام خادم البار ، بيشرب وبس ، لو قربنا منه هنلاقيه فى الاربعين من عمره ، دقنه طويله شويه ومهدبه ، شعره اسود ، ملابسه ليست منظمه ومرتبه ، لا يكترث لمن حوله ان كان رجل او حتى سيده ، فهاهى احدى بنات الليل تحاول التقرب منه وقالت له : انا مايا ، الباشا اسمه ايه ؟
لم يجيبها هذا الشخص ، فقط نظر اليها ، ثم اعاد نظره الى الكأس الذى يشرب منه وكانها غير موجوده .
مايا : اه شكلك مش عاوزنى اقعد معاك ، طيب ممكن تعزمنى على كاس وامشى ؟
فاشار هذا الرجل الى خادم البار ليقدم لها كأس حتى تتركه تلك الفتاه بمفرده .
استمر ذلك الرجل يشرب حتى اقتربت الساعه الخامسه صباحا ، وجأه احد العاملين ليقول له : أدم باشا ، احنا خلاص شطبنا وعوزين بعد اذنك نقفل ونروح .
نظر اليه أدم وهو بحاله عدم اتزان نهائيا ، وقال له : شوفلى حسابك كام ؟
واحضر العامل كشف بحساب أدم ، ودفع أدم الحساب ثم قام وغادر المكان ، خرج ادم وهو لا يكاد يستطيع يمشى ، كان يبحث عن سيارته ، فهو لا يتذكر اين قام بركنها ، وامسك بجهاز انذار السياره واخذ يضغط عليه ليسمع صوتها ويذهب اليها ، تحرك بالفعل ادم الى مكان صوت سيارته ، فوصل اليها اخيراً .
ولكن قبل ان يركب سيارته ، سمع ادم صوت يقف خلفه ويتحدث اليه ويناديه بصوت مرتفع قليلا ويقول : أدم باشا .
فلتفت ادم وهو بالكاد يستطيع الوقوف ، ونظر اليه وقال له : انت مين ؟
فاجابه الرجل : مش مهم تعرف انا مين ، المهم تفتكر انت مين ؟
ادم : اه ، انت من بتوع اعرف نفسك وكلام الفلسفه دا ، بص انا شارب كاسين ومش عوزك تطايرهم من دماغى ، فحل عنى وشوف انت رايح فين .
والتفت ادم مره اخرى لسيارته ليركبها ولكن اوقفه صوت ذلك الرجل مره اخرى وهو يتحدث عن ادم ويقول : انت ادم عزالدين ، اشهر واجراء ضابط حراسات جبته وزاره الدخليه ، السن 41 سنه ، ارمل ، نسبه ذكاء ورد فعل متتوصفش ، دقته فى اصابه الاهداف باى سلاح نارى تدرس بكليات الشرطه ، اكتر ضابط حصل على اوسمه ونياشين بملف الخدمه ، مفيش حد اشتغلت معاه وحرسته من وزراء للواءات لمحافظين الا وكان تحت حمايه تامه ، انت انقذت ناس ومسئولين كتير من محاولات اغتيال كتيره ، انت اسطوره فى ادارة الحراسات الخاصه يا أدم باشا .
تبسم ادم ابتسامه ساخره وقال : مين اللى حفظك الكلمتين دوول ، انا حسيت ان انت بتتكلم عن بطل خارق ، مش انسان عادى .
الرجل : منتا مش انسان عادى يا باشا ، وكل اللى انا قولته متوثق فى ملفات الشرطه .
ادم : حتى لو اللى قولته دا صحيح ، ادم اللى بتتكلم عنه دا انتهى ، اللى قدامك دا واحد سكران ومش شايف قدامه لمترين ، انا مجرد جسد من غير روح ، ادم اللى بتتكلم عنه مات وشبع موت .
الرجل : بس ممكن ترجع زى الاول واحسن كمان ، انا طول عمرى بحلم باليوم اللى اشوفك فيه واتعلم منك ، انا سمعت كتير عنك ، انا دخلت الشرطه ودخلت اداره الحراسات الخاصه علشان ابقى زيك ، انا اسمى حسام ، ضابط باداره الحراسات الخاص ، ونفسى تسمحلى انى اتعلم منك .
تقدم ادم الى حساب وعلى وجهه علامات الغضب الشديد ، واقترب من حسام وقام بامساك ملابسه بقوه وجزبه اليه وقال له : اللى قدامك دا وانت عمال تمدح فيه وفاكره بطل ، دا مجرد وهم ، خيال مأته ، انا مقدرتش احمى اغلى حاجه عندى ، انا مجرد كدبه الشرطه عملتها علشان تضحك على الضباط الصغيرين اللى زيك ، بس انا ميت ، انت بتتكلم مع واحد ميت ، ونصيحه منى سيب الشغلانه دى واهرب ، واشتغل اى شغلانه تانيه ، انقذ نفسك واهرب .
بعد ان قال ادم هذا الكلام ، ترك ملابس حسام التى كان ممسك بها ، ثم التفت مره اخرى وتوجه لسيارته ، ولكن لم يكن حسام يتوقف عند هذا الحد ، فقال له : اللواء جلال عاوز يشوفك ، بيقولك تكون قدامه بكره الساعه 9 صباحا فى مكتبه .
ثم ترك حسام ادم وغادر ، وبعد ان توقف ادم دقيقه ركب سيارته وتحرك بها ، حتى وصل امام عماره بها شقته ، وصعد ادم لشقته وهو فى حاله سكر شديده ، وتوجه الى سريره ، ونام بملابسه دون ان يخلع حتى حذاءه .
ظل ادم نائما حتى الساعه الثانيه عشر ظهرا ، لم يستيقظ ويبدوا انه سوف يظل نائما هكذا لفتره طويله ، ولكنه لا يهبا لشيء ، فليس لديه شيء يفعله ، فالشيء الوحيد الذى ينضبط فيه هو ذهابه لشرب الخمر ، ولكن شعر ادم بان هناك من يراقبه وهو نائم ، فرغم انه ترك عمل الشرطه الا ان حسه الامنى مازال يعمل ، استيقظ ادم مفذعاً وسحب مسدسه الذى كان يضعه تحت وسادته ، وصوبه باتجاه الشخص المتواجد معه بالغرفه ، ولكنه يعرف هذا الشخص ، اجل انه اللواء جلال .
اخفض ادم مسدسه المصوب باتجاه اللواء جلال ، وقال له : هو انت يا جلال باشا .
جلال : لا مش انا دا واحد شبهى ، فى ايه يا ادم انت لسه نايم لغايه دلوقتى ؟
ادم : هصحى اعمل ايه يعنى يا باشا ؟
جلال : هو مش حسام قالك انى مستنيك النهارده بمكتبى الساعه 9 ؟
ادم : حصل يا باشا ، بس راحت عليا نومه .
جلال : راحت عليك نومه ، ولا خلاص مبقاش يهمك كلامى ؟
ادم : العفو يا باشا ، انت عارف انا بحبك قد ايه .
جلال : مهو باين ، المهم قوم اغسل وشك ، وانا هنزل هستناك فى العربيه نروح نشرب قهوه فى اى حته .
ثم قام اللواء جلال من مكانه للتحرك ، ولكن اوقفه صوت ادم وهو يسأله : الا صحيح يا جلال باشا ، انت دخلت الشقه ازاى ؟
جلال وهو يبتسم ابتسامه خفيفه : هو انا بتاع بطاطه ، اخلص والبس ومتتاخرش عليا .
ادم : حاضر يا باشا ، بس سؤال اخير ، هو انت مقلقتش انى اضربك بالرصاص بالغلط يعنى ؟
جلال ومازال يبتسم ثم اخرج رصاص من جيبه والقاه امام ادم وقال له : لم رصاص مسدسك يا ادم ، هو انت ناسى ان انا اللى علمتك ولا ايه ؟
تبسم ادم وقال : معلش نسيت يا باشا .
جلا : هنزل وهستناك ، ولا عندك اسأله تانى حضرتك ؟
ادم : لا يا باشا ، اتفضل وخمس دقائق وهتلقينى عندك تحت فى العربيه .
خرج جلال وترك ادم بالشقه يجهز نفسه للنزول لمقابله اللواء جلال .
الى هنا يكون نهايه حديثنا اليوم ولكن لم تنتهى روايتنا بعد ، ارجوا ان تنال اعجابكم