رواية جنية ( كاملة جميع الفصول ) بقلم ايمان خالد


 رواية جنية الفصل الاول

الأم... ذلك الحضن الدافئ الذي لا يعوض، والعطاء الذي لا ينضب. هي من حملت وتعبت وسهرت الليالي دون انتظار مقابل، فقط لترى أبناءها في أفضل حال. لكن ماذا يحدث حين يُقابل هذا العطاء بالجحود؟ حين تصبح تلك الملكة المتوجة ضيفة غير مرغوب فيها في بيت ابنها؟
هذه القصة تسلط الضوء على صراع بين القيم الحقيقية للمحبة والوفاء، وبين القسوة والأنانية التي قد تعمي القلوب. من خلال شخصيات تحمل مشاعر متناقضة، نعيش تفاصيل مؤثرة تختبر معنى البر الحقيقي، وتكشف كيف يمكن للحب والتضحية أن يصمدا أمام قسوة القلوب.
طريقي إلى جنتي
لقد أوصىٰ القرآن الكريم بالأم، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها فقال سبحانه ::
             بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
 وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْـمَصِيرُ 
من سورة لقمان- آية (14)
علا(ببرود): بقولك إيه أمك دي مش هتحملها أكتر من كدا هي مش ناوية تحل عننا بقىٰ ولا إيه؟!
حمزة(بهدوء): أنتِ الظاهر كدا اتجنتي ، يا بنت الناس اعقلي كدا وشوفي بتتكلمي إزاي وعن مين.. 
علا(برفعة حاجب كاستهزاء بما يقول): ليه شايفني مجنونة ولا بشد في شعري، مش كفاية أخواتك اللي صرفت فلوسنا عليهم، لأ وكمان جايب أمك تزهقني في عيشتي دي حاجة تحرق الدم. 
حمزة(بغضب): أنتِ مالك بأمي وأخواتي مش كل طلباتك مُجابة، وعمري ما قصرت معاكِ في أي حاجة، واللي حواليكِ كلهم يشهدوا بكدا يبقىٰ أي فلوس تخص أمي وأخواتي أنتِ مالكيش صلة بيها وأمي فوق الرأس أنتِ فاااهمة.
علا(بتنهيدة طويلة): بص يا حمزة أنا مش عايزة مامتك في بيتي وأظن دا حقي.
حمزة(بغضب زائد): لأ مش من حقك ، لإن علىٰ ما أظن قبل ما أتجوزك وفي أول مرة قعدت معاكِ فيها قولتلك يابنت الناس أمي هتعيش معانا وأنتِ وقتها ما اعترضتيش جاية دلوقتي تقوليلي كدا.
علا :مكنتش فاكرة إنها كدا يا حبيبي، أنا بتقرف منها لما بتقعد معايا علىٰ السفرة، ريحتها اللي كلها خضار ولا إيديها، لأ بجد كفاية لحد كدا.
حمزة(بصرامة): أقسم بالله العظيم لو سمعتك بتقولي الكلام دا تاني مش هيحصل كويس، أمي أنضف من مليون حد زيك، كفاية إنها ربتنا علىٰ الأخلاق الطيبة واحترام الغير، ربتنا علىٰ الحلال، عملت اللي رجالة بلدك متعرفش تعمله.
علا(بتعالي):أنت مش عارف أنا مين وبنت مين وأقدر أعمل إيه.!! 
حمزة(بعصبية): اخبطي دماغك في الحيط يا لولو.
علا(بتصميم): حمزة من الآخر يا أنا يا هي، حرام عليك أنا بنحرج لما أصحابي يقولولي يا دكتورة إزاي حماتك تبقىٰ بياعة خضار منظري بيبقىٰ زفت قدامهم. 
حمزة(بغضب): أمي أشرف من أي حد، أنا بتباهىٰ بيها في أي مكان، كفاية إنها بقت أرملة وهي في عز شبابها والكل وقتها اتحايل عليها تتجوز وهي رفضت علشاني أنا وأخواتي، آجي أنا علىٰ أخر الزمن أسيبها يبقىٰ بتحلمي.   
علا: دا واجبها ناحيتكم علىٰ فكرة، أنا مش بقولك تسيبها، عندك حلين أما توديها دار مسنين أو تأجر ليها الأوضة اللي علىٰ السطوح.
حمزة: دا علىٰ موتي يحصل الكلام دا أنتِ اتجننتي.!!
علا: علشان عيالي بعمل كدا، عايزة نخرج نعيش حياتنا أنت كل حاجة بتعملها لازم تكون أمك معانا أنا تعبت.
حمزة: أمي جزء مني وأنا مش هتخلىٰ عنها، أنا بسبب أمي وفضلها بعد ربنا بقيت طبيب وفين..؟ في الحربية يعني دكتور وظابط في نفس الوقت، عمري ما أنسىٰ تعبها عليا وعلىٰ أخواتي، بابا مكنش ليه دخل أساسي وهي اشتغلت مليون شغلانة في نفس الوقت، عمري ما أنسىٰ لما كانت بتنام جعانة علشان ناكل، دا أمي اشتغلت في البيوت فترة وبعدها الغيط كانت تخرج الفجر تيجي الساعة تسعة تفضل بالخضار للعصر وترجع للغيط تانى آه كنت بشتغل بس الفلوس كانت قليلة وبرغم من كل دا خلتني أتعلم وبفضل وكرم ربنا عليا وحب الناس لأمي المدرسين كانوا بيدوني دروس من غير مقابل مادي، يوم نتيجة الثانوية كنت رافض إني أقدم في الحربية بس هي رفضت وقالتلي وقتها هزعل منك، ولما نجحت وخلاص اتقبلت قولتلها مش داخلها يا أمي أنا هشوف جامعة عادية بحيث أشتغل وأساعدك، رفضت وقالتلي مستقبلك أهم من حياتي وتعبي أنا بتعب علشان ترتاح أنت وأخواتك ويبقىٰ ليكم مكانة في المجتمع، سمعت كلامها ودخلت هي وقتها اشتغلت ليل مع نهار لحد ما خلصت وبقىٰ ليا اسمي، وأخواتي أسامة بقىٰ سفير و روان دكتورة جامعية، عرفتِ إن أمي هي فخري ومهما أعمل معاها عمري ماهوفيها جزء صغير من اللي عملته معانا، يا علا أنا من غير أمي ولا شيء هي كل حياتي ومستحيل أقصر معاها فأي حاجة.
علا (بعدم إهتمام): وأنا مش هرجع عن رأيي مهما هتعمل ولا تقول يا..... ابن بياعة الخضار. 
حمزة: علشان أمي ربتني علىٰ الرجولة و الاحترام مش همد إيدي عليكِ ، وعلشان إيدي أنضف من إنها تتمد علىٰ واحدة زيك، بس الكلام دا مش هيعدي علىٰ خير يابنت الناس. 
°°بعد خروج حمزة من المنزل بغضب، شعرت علا بالغضب تجاه ليلي (والدة حمزة) لتتوعد لها بالانتقام والتخلص السريع منها..
°°بعد مرور عدة ساعات سمعت علا صوت جرس المنزل، حيث طلبت من ابنها (تيم) فتح الباب وبمجرد فتحه لباب المنزل...  
تيم(بكل حب): لوليتا حبيتي وحشتني أووي، اتاخرتِ النهاردة كتير ليه.؟!
ليلى: ابن الغالي علىٰ ما خلصت ياحبيبي وجبتلك حاجات كتير حلوة ليك.
تيم :بحبك أوي يا تيتا، بحبك أد البحر وسمكاته وأد كل الحاجة الحلوة اللي في الدنيا.
ليلي: أنا بحبك أوي ياروح وقلب تيتا ، أدخل أخد شاور وبعد كدا نقعد مع بعض كتير لحد ما تنام.
تيم :ماشي، بس متتأخريش.
علا(بإستهزاء):شاور!! بياعة الخضار بقت بتعرف تتكلم، يا حلاوة يا ولاد بس هقولك مهما تاخدي شاور بردو ريحتك هتفضل زي ماهي مش هتتغير ولا هتنضف. 
ليلي(بعفوية شديدة): الله يسامحك يابنتي.
علا : بنتك.!! أنا أمي تبقىٰ زيك أنتِ، لأ فوووقي لنفسك أنتِ آخرك تقعدي تحت رجلي تغسيلها قال بنتها قال.
تيم(بضيق): ماما عيب كدا ، دي تيتا حبيبتي إنـ....  
°°قطع حديثه صفعة قوية علىٰ وجهه من والدته علا، حيث أسرعت ليلى باحتضانه بكل حنان، ليبكي تيم ذلك الطفل الصغير في حضن ليلي.
ليلي :حبيبي يابني حقك عليا ياريتها جت فيا أنا أتحمل عنك، دموع وجعك بيوجع قلبي. 
علا : ادخل جوا يا تيم ولينا حساب تاني يا قليل الأدب. 
ليلي: بالراحة يا حبيبتي عليه دا عيل لسه ميعرفش حاجة، أنا مستعدة أعملك اللي أنتِ عايزاه وبلاش تضربيه.  
علا: أنتِ مالك بينا مش فاضل غير الخدامين اللي هيردو علينا ويعلموني إزاي أتعامل مع ابني كمان.
ليلي: الخدامين من أصلك أنتِ، أنا مش هرد عليكِ ربنا يهديكي لنفسك. 
علا: وفري الكلام دا لنفسك يا بياعة الخضار، بقولك إيه أنتِ آخر يوم ليكِ النهاردة في شقتي كفاية قرف بقىٰ.
ليلى: قرف!!، كتر ألف خيرك يابنت الأصول، لما ابني يجي هخليه يوديني مكان تاني. 
علا: هو أنا هستنىٰ لما يجي اطلعي برا، دا لو مش عايزة تخربي بيت ابنك يا حرباية.
ليلى: لأ يابنتي خلاص أنا ماشية، هأخد بطاقتي بس و....
علا(بمقاطعة): خليكي هنا هجيبهالك. 
تيم: اوعي تمشي علشان خاطري. 
ليلى: غصب عني بس وعد أول ما أشوف أي مكان هاجيلك الحضانة وأشوفك.
°°قام تيم باحتضانها بكل حب وهو يريد الذهاب معها، وفي تلك اللحظة ألقت علا البطاقة في وجة ليلى قائلة...
علا: تعالىٰ هنا يا تيم خليها تغور من هنا. 
تيم: لااااا تيتا لو مشيتي همشي معاكي. 
ليلى: اسمع كلام ماما ياحبيبي متوجعش قلبي بالله عليك.
تيم: لأ ياتيتا أنا عاوزك تبـ... 
علا(بمقاطعة حادة): أقسم بالله لو مادخلت أوضتك هجيبلك حزام أبوك وأضربك. 
ليلى: لأ أنا همشي سيبني يانور عيني والله هاجي وأشوفك.
تيم(ببكاء): لاءه 
°°تشبث تيم بحضن ليلي، لتدخل علا غرفتها ومِن ثُمّ خرجت بعد لحظات ممسكة بيدها الحزام، لترفعه كي تضرب تيم، لكن أسرعت ليلى بإخفاء تيم داخل حضنها حتىٰ أخذت هي الضربة بدلًا عنه، وبمجرد أن حدث هذا ارتعش تيم بشدة في حضن ليلى ليفقد وعيه، حيث صرخت ليلى وحملته، ولكن أخذته علا بقوة من يد ليلى وأدخلته غرفته وأغلقت الباب بإحكام ومِن ثمّ قالت لـليلى...
علا: يلا برا. 
ليلى(برجاء): أطمن عليه بس وهمشي. 
علا: بقولك غوري يلاااا. 
°°ومِن ثمّ دفعتها علا بعنف بعد فتحها لباب المنزل لإخراجها ثُم أغلقت الباب في وجه ليلى ولم تبالي، فكانت هذه الليلة شديدة البرودة والأمطار غزيرة، بكت ليلى بإنكسار؛ فجسدها يؤلمها بشدة، لم تتصور أن يأتي عليها يوم ويحدث معها كل هذا من زوجة ابنها، فكيف لزوجة ابنها أن تقوم بضربها، نهضت من علىٰ الأرض وهي تفكر إلىٰ أين ستذهب في ذلك الجو، ولكن ليس لديها أي خيار فهي لا تريد أن ينفصل ابنها عن زوجته بسببها، جلست بالقرب من المنزل حتىٰ تهدأ الأمطار، وفي ذلك الوقت وصل حمزة المنزل ليسمع صوت أنين أشعرته بؤخزة قوية في قلبه، ليذهب إلىٰ مصدر الصوت، وبمجرد أن رأىٰ والدته تجمدت الدماء في عروقه وشعر بنار تلتهم قلبه ليقول بلهفة وغضب...
حمزة: أمي مين عامل فيكِ كدا ومطلعتيش الشقة ليه؟!!
ليلى: اطلع شقتك يا حبيبي أنا هشوف مكان أعيش فيه. 
حمزة(بدموع): ليه يا أمي بتقولي كدا، أنتِ هتفضلي معايا لحد آخر نفس في عمري. 
ليلى: علشان خاطري يا حبيبي أنا هبقىٰ مرتاحة كدا، وكمان علشان تأخد راحتك مع مراتك وابنك. 
حمزة: علا قالت حاجة والله لـ... 
ليلي(بمقاطعة): لا ياحبيبي كتر خيرها كفاية إنها اتحملتني لحد دلوقتي، مش عايزة أبقىٰ تقيلة عليكم أكتر من كده أنا هرجع شقتي وأقعد هناك.
حمزة: علىٰ جثتي يا أمي بالله أزعل لو قولتي الكلام دا تاني، يلا يا حبيبتي نطلع هدومك مبلولة والجو صعب النهاردة أنا مش عارف إيه اللي خرجت في جو زي دا.
ليلى: مش هينفع يا حبيبي.
حمزة :طلما أنتِ مصممة يبقىٰ مفيش غير كدا..
°°حملها حمزة برغم من عدم موافقتها حتىٰ يُدخلها منزله.. 
ليلى: نزلني يا حبيبي هدومك هتتوسخ ياروحي.
حمزة :هدوم إيه دا شرف ليا يا حبيبتي دا أنا خدام تراب رجليكِ تقولي هدومك. 
°°وعاد بها إلىٰ المنزل، وأنزلها أمام الباب ومِن ثمّ أدخلها المنزل.
علا: إيه اللي وسخ هدومك كدا..؟!!
حمزة: مش واخدة بالك من الجو برا ولا إيه. 
ليلى: هغسلهم يا حبيبتي متقلقيش.
حمزة: ماما تغسلي إيه مفيش الكلام دا وأمال الهانم دي بتعمل إيه.. 
علا: ما أنا مش خدامة عندك، أمك أهي تغسلك.
حمزة(بصوت حرك أركان المنزل): علاااااااا أنا لحد دلوقتي مش عايز أقول ولا أعمل حاجة تزعلك فاحترمي نفسك، وأمي مش خدامة لحد أمي تقعد وكل طلباتها تبقىٰ مُجابة، كلمة كمان يبقىٰ أنتِ اللي حطيتِ نقطة النهاية بينا، ويلا يا هانم ادخلي جهزي الأكل. 
ليلى: مش كدا بالراحة عليها هي لسه صغيرة مش فاهمة. 
حمزة: سيبك منها ادخلي خدي شاور وغيري هدومك وتعالي علشان نتغدا.
ليلى: لأ أنا هأخد شاور وأنام.
حمزة :مش هأكل غير لما تأكلي معايا يرضيكي ياست الكل أنام جعان.
ليلى: لا يا حبيبي.
حمزة: طيب يلا بقىٰ. 
°°بعد خروج حمزة من الغرفة دخلت ليلى المرحاض، حيث بدأت في البكاء عند نزول أولىٰ قطرات المياه علىٰ كدماتها، ولكن تحملت المياه حتىٰ انتهت، وقامت بإرتداء ملابسها ثم قامت بوضع برفان حتىٰ لا تنزعج زوجة ابنها، وبمجرد دخولها الصالون وجدت علا تضع الطعام نظرت لها علا بغضب شديد وهي تقول...
علا: اوعي تفتكري إنك انتصرتي عليا دا بعينك يا خدامة. 
جلست ليلى علىٰ الأريكة بحزن لم تستطيع كبح دموعها، لتنزل دموعها بغزارة علىٰ وجهها وعندما سمعت صوت حمزة قامت بمحو دموعها علىٰ الفور بمنديل.
تيم (ببكاء): تيتا أنا زعلان منك. 
ركض تيم لتحمله ليلى برغم كَم الألم الذي يحتل جسدها ليبكي الطفل... 
حمزة(بشك): في إيه؟!! 
ليلي : مفيش حاجة يا حبيبي.
تيم : بابا مام... 
علا (بمقاطعة): الأكل أهو هدخل أنام، نفسي اتسدت.
ليلى: لأ يا بنتي تعالي كلي أنا هدخل أنام.
حمزة: ماما مفيش نوم أنتِ طول النهار من غير أكل. 
علا: خلي أمك تشبع من الأكل وبالمرة تغسل الأطباق قبل ماتنام.
°°قطع كلامها صفعة قوية علىٰ وجهها أوقعتها أرضًا. 
حمزة: أنا جبت أخري منك اتقي شري يا علا وخلي الليلة تعدي علىٰ خير أحسنلك.
ليلى: ليه يابني كدا. 
°°نهضت ليلى كي تصالح علا، لكن دفعتها علا دفعة كادت أن تقع ليلى ولكن أسرع حمزة بأخذها إليه..
تيم: ماما ضربتني أنا وتيتا يا بابا.  
حمزة(بصوت جهوري): بتمدي إيدك علىٰ أمي. 
ليلى: اهدىٰ يا حبيبي تيم بيهزر دا عيل. 
علا (بكره): آه ضربتها وبالحزام كمان، وطردتها أنا ذنبي إيه لما أروح شغلي وصحابي يتريقوا عليا بسببها، وكمان في بيتي مش واخدة راحتي، دا كفاية كل ما أجي أكل أشم ريحة الخضار عليها ولا شكل إيديها اللي بقرف منها، آه وافقت بس كان في الأول إنما دلوقتي لأ يعني لأ. 
°°ومن هنا قامت علا بمسك السكينة من أجل قتل ليلى ولكن منعها حمزة لتجرح يديه حيث قام بصفعها عدة مرات حتىٰ أوقع السكين من يديها..
ليلي : يابني سيبها كفاية أنا هروح أقعد م... 
حمزة (بمقاطعة): أنتِ طالق يا علا طالق طالق طالق طالق بالتلاتة.
علا :بتطلقني علشان أمك، كان ممكن توديها دار مسنين و..... 
حمزة(بمقاطعة) : اخرسي أمي دي تاج فوق رأسي، وكل اللي أنا فيه بسببها أنتِ تتعوضي إنما هي لأ، يلا برا أظن تعرفي تروحي لوحدك يابنت مدحت باشا. 
علا: هاخد حاجتي... 
حمزة :زي ما دخلتِ البيت هتخرجي، اوعي تنسي إنك داخلة البيت من غير حتىٰ شنطة هدومك، بس خوفي من ربنا وتربيتي أمي ليا تجبرني أبعتلك كل حقوقك. 
°°خرجت علا بكل غضب فهي تريد حمزة لكنها تريده أن يطرد أمه من منزله. 
ليلى: ليه يا بني كنت ابعتني أنا أي مكان ومتخربش بيتك.. 
حمزة (بمقاطعة): أنتِ أهم وأغلى من كل حاجة بموتي إنك تبعدي عني.
ليلى :بعد الشر عليك يا حبيبي بعد الشر إياك تقول كدا تاني أنت وأخواتك أغلىٰ من عمري وحياتي. 
°°ضمها حمزة لحضنه مُقبلًا رأسها ويديها، ومِن ثمّ ضم طفله الصغير ورفض أن يأكل من الطعام الذي حضَّرته علا، ليقوم بتجهيز طعام جديد ورفض أن تساعده ليلى، ولم يتركها حتىٰ تناولت طعامها وأطعم طفله ثم قام بدهن جسد أمه معتذرًا لها عن ما تلقته من إساءة وإهانة...
°°مرت فترة قصيرة حتىٰ نامت ليلى حيث قام حمزة بإحكام الغطاء عليها ومِن ثمّ قام بعمل مساچ لقدميها كي تشعر بمزيد من الراحة، لم ينام ظل بجوارها حتىٰ سمع صوت أذان الفجر، توضأ وذهب إلىٰ المسجد وقام بتأدية  فرضه وذهب إلىٰ السوق وقام ببيع الخضار بدلًا من والدته بكل فخر، ففي أقل من ساعة باع جميع الخضار وبمجرد انتهائه قام بشراء فطار ثم عاد إلىٰ منزله، ليجد والدته وطفله نائمين، فقام بأخذ شاور وأعد الإفطار ثم وضعه علىٰ السفرة، بعد انتهاءه استيقظ تيم، ساعده حمزة في أخذ شاور وارتداء ملابسه. 
حمزة: ماما يلا يا حبيبتي صحصحي.
ليلي:_________.
تيم : لوليتاااااااااااا يلا أنا جعان. 
حمزة: بالراحة يا رخم. 
تيم(بغيظ): براحتي لوليتا بتحبني أكتر منك 
أهو شوفت بدأت تصحىٰ أهي.
حمزة: هعلقك. 
تيم: مش هتقدر، يا تيتا شوفي ابنك. 
ليلى: صباح الورد علىٰ الورد. 
حمزة: صباح النور علىٰ البنور يلا يا فراشتي خدي شاور ويلا علشان نفطر محضرلك فطار إنما إيه حكاية. 
تيم (واضعًا يديه علىٰ جبهته): أوبسس متقلقيش  يا تيتا معايا رقم الإسعاف. 
ليلى: هههههه. 
حمزة: طيب تعالىٰ هنا بقىٰ هنفخك. 
ليلى: دا في حمايتي حبيبي دا. 
حمزة: علشانك المرادي، يلا بقىٰ نفطر. 
ليلى: افطروا بألف هنا، أروح أنا أبيع الخضار. 
حمزة :أوبس علىٰ رأي القرد دا، مش أنا بعت كل الخضار في أقل من ساعة والبنات عاكسوني يا أمي. 
ليلى: يا حبيبي افرض حد من أصحابك شافك!؟ 
حمزة: هيقول إن أمي ست عظيمة، ماما أنتِ فخر ليا ومهما أعمل مش هوفيكي حقك. 
تيم: لوليتا سيبك منه أنا بحبك أكتر منه، حتىٰ مش هروح الحضانه النهاردة وهفضل معاكي.
حمزة: لأ يا حبيب أبوك هتروح الحضانة. 
تيم: لوليتا اتصرفي مع إبنك دا. 
ليلى: ربنا يباركلي فيكم يا نور عيوني. 
حمزة: أنا علشان الدعوة الجميلة هنخرج النهاردة طول اليوم. 
تيم (بفرح): يحيا بابا تحيا لوليتا.


تعليقات