رواية فريد من نوعه كامله جميع الفصول بقلم حنين شريف
في عام2005
في منطقه متوسطه
صوت القرآن يملأ المكان ، الخيم السوداء تغطي الشوارع العديد من الرجال جالسين ، الحزن يُخيم علي الجميع.
وفي وسط ذلك الحزن يتقدم رجل في منتصف الاربعين ليقول بصوت منخفض لأخاه الذي لايزال شاباً :
امال الحج فين؟...
ليجيبه الاخر بحزن
من ساعه ما سمع الخبر وهو في اؤضته قاعد مع فريد...حتي الأكل مش عايزه يأكله...
ليقول الآخر بحقد
طبعاً خليه يزعل علي ابنه براحته...
اجاب الاخر وهو يقول بأندفاع
هو انت ايه يا فوزي ، للدرجه دي مش فارقلك اخوك الي من لحمك ودمك!...
قال فوزي غاضباً وهو يسحب أخاه بعيداً عن الانظار
يا متخلف ايه الي بتقوله قدام الناس ده؟!
قال أخاه غاضبا
انا مش عارف هو اخوك عملك ايه علشان حتي يوم عزاه متزعلش عليه ، انتو جيبتوا القسوه دي كلها منين!...
قال فوزي ساخراً
سبنهالك يا عم الحبيب...
نظر الي فوزي بأشمئزاز بينما تجاهله فوزي وقال بسعادة :
المهم دلوقتي انه خلاص اسماعيل اتكل علي الله هو ومراته ومعدش غيري انا وانت والبت سحر واول ما ان شاءالله الحج يتكل هو كمان هنتنغنغ بالفلوس ...
نظر اليه بغضب وقال
انا ماشي...
نظر فوزي اليه وقبل ان يمشي قال له بسخريه:
من امتي الحنيه دي يا عاطف ، ماطول عمرك بتكرهه...
نظر له عاطف وقال بغضب مختلط بحزن علي فراق أخاه
انا كنت بحب اخويا ، بس انتو الي بعدتونا عن بعض...
مشي عاطف بينما نظر إليه فوزي وهو يقول بشمئزاز
ممحن زي امك...
..................................
وفي منزل الحج شوقي
حيث تفتح الابواب وتمتلأ الصاله بالنساء ذوات الملابس السوداء ، وفي منتصف الصاله تعلق صوره كبيره عليها شريطه سوداء ، تحتوي علي رجل في أوائل الثلاثينات ذا الشعر البني والعينين الخضراوتين والملامح الهادئه وبجانبه امرأه في اواخر العشرينات ذات الشعر الاسود والعينين السوداء ذات الملامح الرقيقه.
وفي المطبخ
حيث تقف امرأتين احداهن تقول للاخري:
بت ياسحر متقومي تشوفي ابوكي ليكون مات هو كمان...
نظرت اليها سحر بملامحاها الحاده وقالت :
سناء ..ابعدي عن وشي السعادي..
قالت سناء بسخريه
لتكوني ياختي زعلانه علي اخوكي ومراته ، حكم انا عارفه انتٍ كنتٍ بتعزيه هو ومراته قد ايه..
نظرت اليها سحر بضيق وقالت وهي تحمل صينيه الطعام لكي تدخلها الي والدها:
لا ياختي ..انا مبزعلش علي حد...
تركتها وخرجت لكي تقدم الطعام الي والدها بينما قالت سناء
ساخره:
شوفي يابت..قال مبتزعلش علي حد قال...وهي من امتي وبتحس أصلا...
اكملت وهي تعدل من هيأتها
يلا بلا نيله...
خرجت من المطبخ وهي تصيح ببكاء مزيف
روحت يا غالي يا ابن الغالي..روحت يا اخويا وانت في عز شبابك...
ملحقتش تتهني بشبابك يا اخويااااا..
..............................
وفي غرفه الحج شوقي
كان الحج شوقي جالس علي سريره وهو يتأمل وجه حفيده النائم الذي يبلغ من عمره الخامسه والذي يشبه والده الي حد كبير .. ويقول ببكاء:
ذنبك ايه بس يا فريد تتربي من غير ام ولا أب ، ذنبك ايه بس تعيش لوحدك...ابوك سابني انا وانت في الدنيا دي وهو عارف انا بحبه قد ايه...خايف ليكون مات وهو زعلان مني...يعلم ربنا يابني انا بعزه قد ايه ، ومعزته غاليه عندي قد ايه..
يقاطعه صوت طرق الباب ليمسح دموعه ومن ثم يقول بنبره ضعيفه:
اتفضل...
دخلت سحر وهي تبتسم لاوالدها ، وضعت صينيه الطعام علي السرير وقالت:
عارفه انك مأكلتش حاجه من امبارح ، قولت اعملك لقمه تاكلها..
قال شوقي بحزن
ومين له نفس ياكل يا سحر ...شيلي الاكل ده من قدامي...
قالت سحر
يابا انت كده مبتعملوش حاجه ، هيجرالك حاجه وانت قاعد من غير لا اكل ولا شرب...
شوقي بنبره حاده
اعملي الي قولتلك عليه يا سحر..
تنهدت سحر بضيق وامسكت الطعام لتدخله مره اخري .
.................................
في نهايه اليوم في منزل الحج شوقي
كان يجتمع كل من فوزي وزوجته
فوزي
امال البت سحر فين؟..
سناء بملل
بتنيم فريد...
جأت سحر وقالت بضيق
كنت ناقصه انا الولا ده...
فوزي بجديه
مش مهم الكلام ده ، المهم دلوقتي....اسماعيل مات ومفيش غيري انا وانت ياسحر دلوقتي ، عايزين الفتره دي نرضي ابوكي ، عايزين نريحه، نشيله من علي الارض شيل..سامعه...؟
تنهدت سحر بضيق
سامعه...
اكملت بتفقد
امال عاطف فين؟..
نهض فوزي ثم قال بجديه
سيبك منه انت ، المهم متنسيش الي قولتلك عليه ، خلاص معدش غيري انا وانتٍ الي هنورث فيه لما يتكل علي الله...
سحر بقلق
وعاطف؟..
فوزي بابتسامه خبيثه
مش مهم نبقي نرمليه اي حاجه...
وجه كلامه الي سناء
قومي يلا ياسناء...
غادر كل من فوزي وسناء الي منزلهم بينما جلست سحر تفكر فيما سيأتي بعد ذلك.
.................................
في عام 2025
في نزل بسيط حيث صوت القرآن يملأ المنزل والكراسي الكثيره الممتلأه بالرجال، يجلس فتي في منتصف العشرينات ، يجلس علي احد الكراسي ، يجلس واضعاً يديه علي رأسه ، يسند بكلتا كوعيه علي رجليه.
انتبه علي شخص يربط علي كتفيه ، يرفع رأسه ومن ثم يقف ليقول الآخر:
البقاء والدوام لله ...شد حيلك يا بطل...
رد الخر قائلا
ان الله وان اليه راجعون...
قال الأخر بحزن
عارف يا فريد انه صعب عليك ، لكن ان شاءالله هتعدي ، وانا جنبك لو عايز اي حاجه متترددش تجيلي....
فريد بابتسامه باهته
اكيد يا أستاذ حمدي...
انتهي العزاء ليقفل فريد الباب ويتنهد بحزن ، ثم يمشي في الصاله ليجد صوره لرجل يبدو انه لازال في شبابه ، شعره اسود يرتدي بدله انيقه ويبتسم بسعاده وبجانبه طفل في ١٦ عشر من عمره يرتدي بدله هو الآخر شعره بنيه وعينيه خضراوتين ، يبدو عليه السعاده من ضحكته الجميله.
نظر فريد الي الرجل وهو يبتسم ، ثم ذهب الي غرفته ليرتمي في سريره ويغط في سباتاً عميق.
...................................
بعد عده أيام
يستيقظ فريد من نومه بتكاسل ليفرك عينيه ومن ثم ينظر الي هاتفه ليراها الساعه الثانيه عشر .
يقف في المطبخ ليصب فنجان القهوه دون ان يأكل شئ مثل الايام الخوالي ، يجلس علي السفره ويمسك بجريده بينما يحتسي القهوه.
يقاطعه صوت طرق الباب ليفتح ويري رجل يقول له:
مش دي شقه فاروق بيه...
قال فريد باستغراب
ايوه..انت مين؟..
قال
انا احمد ابن الحج محمود الله يرحمه صاحب الشقه...
فريد
اه...
احمد بتساؤل
حضرتك فاروق ؟..
تنهد فريد وقال
فاروق بيه اتوفي من فتره ، وانا تقدر تعتبرني ابنه...
احمد
رينا يرحمه...
نظر له فريد ليكمل كلامه
احم..الحقيقه انا كنت داخل علي جواز وكنت ناوي ان شاءالله اسكن في الشقه دي ..
فريد بأستغراب
نعم!!..
اكمل احمد متجاهلاً رده فعله
علشان كده كنت جاي اقول لحضرتك تجهز نفسك ان شاءالله علي اخر الشهر تكون ظبطت امورك وشوفت شقه تانيه..
فريد
ااايوه بس ...
احمد
ان شاءالله تشوف شقه وتعجبك..عن اذنك.. والبقاء لله
غادر احمد بينما تنهد فريد ومن ثم قفل الباب وجلس علي احدي الكراسي وهو يضع يديه هلي رأسه ويقول:
اللاقيها بس منين ولا منين...