رواية شهد مسموم الفصل العاشر 10 بقلم منال كريم


 رواية شهد مسموم الفصل العاشر 


بدأت شهد انتقامها بطفل صغير عمره ست سنوات ،ليس له صلة بما يحدث، لكن هي كان الانتقام مثل الشرارة التي أشعلت نار في قلبها لا تخمد.

دلفت إلى الشقة سريعاً قبل أن يراها أحد ، و ما هي إلا ثواني و سمعت صرخات أحمد و بعدها  صوت سعاد و هي تصرخ

انتظرت بضعة دقائق ثم خرجت مسرعاً و كأنها لا تعلم ما يحدث.

هبطت إلى الطابق الثاني كان أحمد في الأرض و حواله الجميع ، أخذه يونس و حسين و سعاد إلى المستشفى.
و أخبر حسين يوسف و ذهب إليهم.

في شقة عفاف

كانت تجلس عفاف و ملك يبكون خوفاً علي أحمد لأنه كان فاقد الوعي و نزف بغزارة.

و كانت هي تسير من هنا إلى هنا و هي حيرة من أمرها ، هل فعلت الصواب؟ ما ذنب هذا الطفل؟

سارت بعض الخطوات وقفت أمام الشرفة و نظرت إلى شرفة غرفتها ، حتي تذكر نفسها أن من بدأ الحرب حسين، و في الحرب يوجد ضحايا ليس لهم ذنب، إذا سوف تنتقم ولا تهتم بأحد .

فاقت من حديث نفسها على صوت عفاف : شهد ، شهد.

نظرت لها لتردف بحزن مصطتنع: نعم ماما.

تردف بدموع: حبيبتي قومي بالاتصال على يوسف حتي نعلم حالة أحمد.

أجابت  بهدوء: لكن ماما ملك طلبت يوسف أكثر من مرة و هو لم يجيب.

لتردف بهدوء: هو سوف يجيب عليكِ أنتِ.

نظرت لها بتعجب و بالفعل قامت بالاتصال عليه و مع أول رنة أجاب : مرحبا شهد.

لتجيب بهدوء: مرحبا ، كيف حال أحمد ؟

أخذ نفس طويل و قال بحزن: للاسف كسر في الذراع الأيمن و القدم اليسرى و جرح عميق في الرأس.

شعرت أن هذا العقاب لا يكفي و أن كل هذه الإصابات لا تجعلهم يشعرون بالحزن، سألت دون أن تنبه لتردف  بغضب : هذه الإصابات فقط.

ليجيب باستغراب: ماذا تقصدين ؟ هي إصابات خطيرة.

انتبهت ماذا قالت ؟ و هي لا تريد أن يفضح أمرها ، لذا تحدثت بهدوء: لم أقصد ذلك، اقصد أن نحمد الله على ذلك.

قال بهدوء: حسنا، سوف نعود بعد قليل.

قالت: تمام.

كادت تغلق لكن تحدث بصوت عالي: شهد.

لتجيب : نعم.

ليردف بحب: اشتقت لكِ ، أحبك.

ابتسمت و لن تجيب  و أغلقت الهاتف.

بعد و قت عاد الجميع إلى المنزل، كان الجميع حول أحمد.

لتردف عفاف بحب: سلامتك يا حبيبي.

قال  بتعب و صوت ضعيف: شكرا ماما.

قالت ملك و هي تداعب شعره: هل تشعر بالألم ؟

أجاب بدموع: أجل .

عندما بكي أحمد ظهر على    الحزن ، ذرفت سعاد الدموع بغزارة و ملك و عفاف، و هي هذه الدموع كانت تنعش قلبها من السعادة.

اقتراب يوسف عليه و إزالة دموعه، و يردف يوسف بهدوء: أنت قوي جدا و هذا الالم سوف يزول بمجرد أخذ الأودية ، إذا لا نريد بكاء و لا حزن أيها البطل.

أومأ رأسه بنعم ، ليكمل يونس الحديث: أوعدك حماده بعد التعافي سوف نذهب أنا و أنت فقط إلى مدينة الألعاب.

أومأ رأسه بابتسامة

لتردف ملك بتذمر طفولي: و أنا حمادة أريد أن آتي معاكم.

نظر أحمد إلى يونس و قال بحب: من فضلك أخي ملك تأتي معنا.

يتظاهر بالتفكير ثم قال : حسنا.

كان يجلس حسين بصمت و هو ينظر إلى أولاده رغم كل شيء فهما تجمعهم علاقة حب قوية.
و ملك و سعاد رغم أن الزواج تم بالإكراه ، لكن سعاد كانت تعامل عفاف مثل أخت.

ملك و سعاد من يقومون بالأعمال المنزلية و عفاف لا تفعل شيء.

نظر  يوسف لها و أشار لها أن تقترب ،و تذكرت انها لم تتحدث بحرف منذ رجوع أحمد ، اقتربت بهدوء و قالت : اتمني لك الشفاء العاجل.

قال بحزن: لكن أنا غاضب منكِ.

توترت قليلة و سألت بهدوء: لماذا؟

قال بحزن: لأنك منذ عودتي و أنت لا تتحدثين معي شهد.

أخذت نفس عميق و قالت بهدوء: لا أملك حديث.

لتردف عفاف: كانت تشعر بالقلق عليك.

ليردف يوسف بحب: هذه شهد تتمني الخير للجميع.

لن تجيب و اكتفت بابتسامة بسيطة

قال أحمد بحب: إذا شهد سوف تأتي معنا مدينة الألعاب.

لن تجيب أيضا و اكتفت بابتسامة ، و هذه الابتسامة تخبر الجميع ، كم هي بريئه و طيبة القلب.

و سأل يوسف: و أنا.

قال أحمد و يونس معنا: سوف نفكر في الأمر.

و تعالت أصوات ضحكات الجميع، و هي كانت تبتسم من الداخل و من الخارج حقد و غضب شديد.

بعد انتهاء السهرة ، قررت سعاد البقاء في شقة عفاف لأنها لا تستطيع حمل أحمد كل يوم ، حتي تستطيع مراعاة عفاف، مما جعل عفاف و الجميع سعيد من سعاد.

كانت تصعد هي و يوسف ثم قال: انتظري هنا شهد ، سوف اجلب شيء من السيارة.

قالت بعصبية: سوف أصعد انا.

سأل يوسف بتوتر: لماذا أنتِ عابسة؟

قالت بغضب مكتوم: لا شيء سوف أصعد.

أومأ رأسه بالموافقة و صعدت هي و هو ذهب إلى السيارة.

تدلف الشقة و تغلق الباب بعنف ، لتردف بعصبية: بعد ما فعلت هما أيضاً سعداء ، حتي اقضي على هذه العائلة يجب تفكك الرابط الأسري بينهما، سوف أركز على هذه النقطة.

و دلفت إلى غرفتها و بعد دقائق صعد يوسف و هو يحمل باقة ورد باللون الاحمر كانت في غاية الروعة و علبة شوكولاته من افخر الأنواع،  و صندوق صغير، ذهب إلى باب غرفتها و دق الباب.

و قال: شهد من فضلك أريدك بضعة دقائق.

لتردف من الداخل : أنا متعبة و أريد أخلد الى النوم.

ليردف برجاء: من فضلك .

فتحت الباب و قفت بعصبية ، و سألت: ماذا تريد؟

قدم لها باقة الورد و علبة الشوكولاته، أخذتهم بإهمال و لا تتغير ملامح وجهها من العصبية ، ثم فتح العلبة و أخرج منها خاتم رقيقه جدا و رفيع الذوق.

لتسأل بعصبية: لماذا هذا الاشياء؟ هل يوجد مناسبة؟ 

رغم الحزن الذي بداخله من ملامح وجهها و حديثها و لكن تحدث بهدوء و حب: المناسبة أنك معي و زوجتي.

و أخذ نفس عميق و قال: صدقني شهد أنا أحبك و على استعداد أن أضحي بكل شيء لأجلك أنت، كل ما املك هو رهن اشارة منك، شهادتي منصبي مالي حتي قلبي كل ذلك تحت تصرفك أنتِ.

لم تنكر أن كل كلمة كان تحرك مشاعرها و لكن هي لا تنظر إلا للماضي، تريد الانتقام فقط ، و لا ترى شيء آخر.

لذا تنهدت بحزن و قالت: حسنا يوسف  اشكرك على هذه الهدايا، سوف أخلد الى النوم لأني متعبة.

سأل بهدوء: لا تريدين تناول الطعام.

أومأت رأسها اعتراضاً.

كان متعب بشدة و لم يتناول شي إلا وجبة الإفطار لذا يتضرع جوعاً ، لكن لم يتحدث.

أومأ رأسه بنعم و دلفت إلى غرفتها و هو إلى غرفته.

دلفت إلى غرفتها و ذهبت الى الحمام فتحت الماء و جلست تحتها بثيابها و ظلت تبكي ، و تبكي و تتذكر أحمد و هو سقط على الارض، كانت تردد في عقلها أنهما المذنبين ليس أنا، أنا ضحية و يجب الأخذ بالحق ، هولاء ظلموني و لذا يجب الانتقام.

ظلت تبكي فترة ثم نهضت و توضات و هرولت إلى الصلاة.

تقف على سجادة الصلاة و  تشعر بالخجل أن تقف بين أيدي الله و هي مذنبة ، ادت صلاة التوبة من الذنب و كانت تبكي بشدة.

ثم انتهت و ألقت جسدها على الفراش بتعب، و ما هي إلا دقائق معدودة و ذهبت الى نوم عميق.

ترى نفسها تسير وسط حقول من الورد و الازهار الجميلة بكل ألوان و كانت تنظر بسعادة.
كانت ترتدي فستان ابيض طويل  جدا و شعرها يتطاير مع نسمات الرياح، ثم وقفت أمام قصر جميل ، كان القصر من ذهب و في المنتصف نافورة يتدفق منها الماء ، كان المكان يخطف و يسحر العين.

ثم ظهر الشبح يقف أمام الباب و يمد يده لها و هو  يبتسم ثم

 قال: هيا شهد و سوف اجعلك ملكة هذا القصر، و ملكة عالم الجن ، و سوف أساعدك في الانتقام، أنا معكِ و أشعر بما تعاني، هيا نتحد معنا و سوف نهزم الجميع و النصر لنا.

لن تجيب و كانت تنظر إلى المكان بانبهار و ايضا كانت تريد مساعدة الجن حتي تنقم.

أومأت رأسها بالموافقة و أصبحت تسير في اتجاة القصر 

و الذي لا تعلمها شهد أن هذا القصر مجرد وهم و مع أول خطوة سوف تصبح قربان للجن.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1